اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

أغراب .. و تائهون ..


Recommended Posts

الأغراب والتائهين

( تمهيد )

1954 -- مع الغرباء -- للشاعر: هارون هاشم رشيد

أتت ليلى لوالدها ..

وفي أحداقها ألمُ

وفي أحشائها نار

من الأشواق تضطرمُ

وقد غابت بعينيها

طيوف هزها السقمُ

وقد ثار البريج أسىً

فلا صوت، ولا نغم

أتت ليلى لوالدها ..

وقد أهوى به الهرمُ

وقالت وهي من لهفٍ

بها الآلام تحتدمُ

لماذا .. ؟

نحن يا أبت .. ؟

لماذا، نحن أغراب؟

: : :

أليس لنا بهذا الكون

أصحاب وأحباب

أليس لنا أخلاء

أليس لنا أحباء

لماذا.. ؟

نحن يا أبت؟

لماذا ، نحن أغراب ؟

: : :

يمر العام إثر العام

يا أبت بلا جدوى

فلا أمل ولا بشرى

ولا نجوى ولا سلوى

سوى الآلام والشجن

سوى الأحزان والمحن

سوى صوت من الأقدار

يهتف دائماً

وطني

لماذا ..؟

نحن يا أبت ..؟

لماذا نحن أغراب؟

لماذا ..؟

: : :

نحن في سقم

وفي بؤس وفي فقر

نظل نتيه جوابين

من قطر إلى قطر

أما كانت لنا أرض

بها الآمال تخضر

وفيها ترقص البشرى؟

ويشدو فوقها الطير

أما كان لنا وطن ..؟

يسبح باسمه الزمن

لماذا..؟

نحن يا أبت..؟

لماذا نحن أغراب؟

: : :

أليست .. ؟

أرضنا الخضراء

ذات المنهل العذبِ

وذات الحلم الحلوِ

الذي ، أشرق ، بالحب

لماذا ..؟ نحن لا نزرعُ

أحراراً بأيدينا

ونأكلُ ، خيرَ موطِننا

ونعطيهِ ، ويُعطينا

لماذا ؟ نحن لا نسقيهِ

من جهدٍ ، ويسقينا

لماذا ..؟

نحن يا أبتِ ..

لماذا نحن أغرابُ ؟

: : :

لماذا نحن في الخيمةِ

في الحر وفي البردِ ؟

ألا نرجع للبيتِ

وللحقل وللمجدِ ؟

لماذا نحن في الألمِ ؟

وفي الجوع وفي السقمِ ؟

وفي البؤس وفي النقمِ ؟

لماذا .. ؟

نحن يا أبتِ ؟

لماذا، نحن أغرابُ ؟

: : :

سألتك

أمس .. عن أمي

التي ذهبت ولم ترجع

سألت ..

وخافقي يشكو

سألتُ ، ومُقلتي تدمع

وأنتَ مغلغلٌ في الصمتِ

لا تحكي ، ولا تسمع

ويمعنُ يا أبي صمتك

ولا ينفذ لي صوتك

فأصرخ ...

يا أبي قل لي

لماذا نحن أغرابُ ؟

: : :

سألتك ..

منذ أيامٍ

سألتك عن أخي أحمد

وكدتَ ، تزيحُ عن عينيَّ

ذاك .. الخاطرَ الأسود

وكدتَ تقولُ لي : قد ماتَ

يا ليلى .. قد استشهد

ولكنك لم تفعل !

لماذا أنت لم تفعل ؟

لماذا..؟

نحن يا أبت

لماذا نحن أغرابُ ؟

: : :

أتذكر يا أبي سلوى

لقد أبصرتُها أمسِ

تلجُّ شريدةً في الدرب

في حزنِ وفي بؤسِ

لقد بدَّلَها السَقَمُ

مع الأيام .. يا أبت

فهذي غيرها لاشكَّ

هذي غير صاحبتي

عيونٌ فيضُها ألمُ

وجسمٌ كلُّهُ سقمُ

لماذا..؟

نحن يا أبت..؟

لماذا نحن أغراب؟

: : :

أبي ..

قل لي بحق الله

هل نأتي إلى "يافا" ؟

فإن خيالها المحبوبَ

في عينيَّ قد طافا

أندخلها أعزاءَ

برغم الدهر .. أشرافا ؟

أأدخل غرفتي .. قل لي

أأدخلها بأحلامي ؟

وألقاها وتلقاني ؟

وتسمع وقع أقدامي ؟

أأدخلها بهذا القلب ؟

هذا المدنف الظامي ؟

أبي ...

لو أن لي كالطير

أجنحة لتحملني

لطرت بلهفة رعناء

من شوق .. إلى وطني

ولكني من الأرض

تظل الأرض تجذبني

وترعش

دمعة حرى

وتدفُقُ خلفها دمعةُ

وترعد صرخة ابنته

وتطرقُ في الدجى سمعه

فيصرخ سوف نرجعُهُ

سنرجعُ ذلك الوطنا

فلن نرضى له بدلا

ولن نرضى له ثمنا

ولن يعتلنا جوع

ولن يرهقنا فقر

لنا أملٌ سيدفعنا

إذا ما لوَّحَ الثأر

وصبرا..يا ابنتي .. صبراً

غداة غدٍ لنا النصر

(انتهى كلام الشاعر هارون هاشم رشيد)

( تساؤل )

2006 -- كانت هذه عن الأغراب -- نحن اليوم

أين اليوم أبو ليلى .. ؟

وأين أنت ، ليلى ؟

وأين الأصحاب الذين استصرخت ؟

أين هؤلاء الأحباء الذين عنهم تساءلت ؟

هل كنت تعنينا ؟ مسكينة كنت يا ليلى !

كم أتعبت أباك ؟

ألم تسمعي صدره يئن بالشجن ..

يهمس أنينه صارخاً ، متخفيا بالصمت ..

(( أبنيتي ..

أي أصحاب و أحباء ؟ أي أخلة ؟

أبنيتي .. نحن أغراب فقط كما قلت .. !

وهل للأغراب عزوة ؟ ))

أبحق كنت تعنينا يا ليلى .. أم كان ذلك أملك ؟

ألا ترين يا ليلى ؟

نحن اليوم أيضا بلا حِبّ .. ولا صحبة ؟

أنظري ليلى ؟

نحن كثير كما كنا بل .. وزدنا ..

لكنا مثل ما كنت أنت .. بلا عزوة !

ليلى .. أين أنت اليوم ؟

أخبرينا ليلى .. أين أنت ؟

أخبرينا ، لكي نعلم ..

إلى أين نمضي نحن !

( انتهى )

علاء زين الدين / 19 أبريل 2006

تم تعديل بواسطة علاء زين الدين

أيام الصَّـبر:

http://ayamalsabr.blogspot.com/

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 12
      لا تستغرب من العنوان لأنه حقيقه شعرت به عندما نزلت مصر لأول مره بعد سنوات من الهجره  التي كنت اتطلع اليها بنفسي ....كان معي زوجتي و البنتين...أولادي...كنت في غايه السعاده لأني راجع بلدي و لأهلي لأول مره بعد سنين طويله من الهجره.....الهجره....بالنسبه لي كانت الأمل لحياه و مستقبل أفضل و لله الحمد حققت ما كنت اتطلع الي تحقيقه بفضل الله سبحانه و تعالي و دعاء الوالدين ....المهم عندما نزلت مصر  وجدت تغير ...تغير في الناس في الشوارع...في اللغه التي يستخدمها الناس في الكلام حتي أن أبن أخي كان يوضح لي م
×
×
  • أضف...