غيرة طفلك من زملاء الدراسة تفقده الثقة بالنفس

[متفائل]

محيـــط/ فاديــــة عبـــود:

المدرسة مجتمع واسع يدخل فيه طفلك ويأتي لك بعادات جديدة بعضها جيد وممتاز، والآخر سلبي يتطلب انتباهك لتحويلها إلى إيجابية، وأكثر العادات السيئة التي قد يكتسبها طفلك من المدرسة هي الغيرة من زملاء الدراسة .

يؤكد الدكتور "لورنس شابيرو" مؤلف كتاب‏(‏ تنشئة الأطفال بانفعال اجتماعي متوازن‏)‏ أن الغيرة شعور طبيعي بين الأطفال في المرحلة الأولية من الدراسة حيث تنمو حاسة الإدراك الاجتماعي لديهم ومعها تبدأ المقارنات بينهم وبين زملائهم، ولكن هذا الشعور بالغيرة أو الحسد قد يؤدي أحيانا إلي التقليل من تقديره لذاته ويقف في طريق تكوينه لصداقات سوية خاصة إذا شعر بأنه أقل من زملائه‏..‏ هذه هي الأربع طرق لمواجهة الغيرة التي يشعر بها طفلك‏:‏

عندما يلح طفلك في اقتناء ملابس ذات ماركة معروفة مثل صديقه فلا تسارعي بشرائها ولكن اشرحي له أن كل شخص له اختيار يختلف عن الآخر واستغلي الفرصة لتلقينه قيمك الخاصة فقولي له مثلا‏:‏ في أسرتنا لا نشتري الملابس الجديدة إلا إذا كانت هناك مناسبة أو أننا نفضل إنفاق نقودنا علي النزهات الممتعة‏..‏ قد يعترض الطفل في البداية ولكنه سيتعود فيما بعد حينما يدرك أنه ينتمي إلي أسرة لها حدود وبناء مميز مما يعمق شعوره بهويته‏.‏

لو فاجأك طفلك بأنه يرغب في ترك فريق الكرة في النادي لأنه يعتقد انه جميع أعضاء الفريق أفضل منه في اللعب فهنا هو قد بدأ يقارن مهارته بمهارات الآخرين وهذا دليل علي فقدان الثقة بالنفس وعلي أنه سيكرر هذا السلوك مع أحداث أخري في حياته فهناك أيضا من هم أكثر تفوقا منه في المدرسة في مادة الرياضيات والقراءة مثلا ومثل هذا الشعور سيفسد عليه الاستفادة بالأعمال المدرسية والهوايات فقومي بتشجيعه علي المنافسة فإذا كان يحب لعبة رياضية فاحرصي علي أن يحرز تقدما أسبوعيا فيها أو ساعديه علي أن يجتهد في مادة دراسية ويصبح الأول علي صفه‏.‏

ابنتك التي تبلغ من العمر سبع سنوات تكره شعرها المجعد وتتمني لو كان أملس مثل صديقتها في الفصل فكيف تحلين مشكلتها‏..‏؟

يقول "شابيرو" - حسب ما ورد بصحيفة الأهرام - إن الأطفال في هذه السن يحبون مقارنة شكلهم ببعض ليثبتوا أنهم مميزون فزكي في طفلتك مواطن القوة فيها التي تشعرها بأنها مميزة بين صديقاتها واضربي مثلا بنفسك وقولي لها عندما كنت صغيرة كنت أكره لون عيناي لأنها كانتا مختلفتين عن صديقاتي ولكن الآن أنا سعيدة بهما لأنهما يجعلاني مميزة‏.‏

عندما يشكو لك طفلك من قلة أصدقائه مقارنة بزميله الذي يجلس بجانبه في الفصل فدورك هنا هو المراقبة كما يقول دستانلي جوينزبان مؤلف كتاب‏(‏ سياسة الملعب‏)‏ كما يجب أن تستمعي للطفل وتهتمي بهمومه وترشديه إلي سبل بناء صداقات حقيقية وتساعديه علي السيطرة علي مهاراته التي يحتاجها لينجح اجتماعيا والتي ستنفعه لينجح فيها‏.‏

لذا ينصحك علماء النفس بأن تكوني الصديقة المقربة لطفلك وتتحادثي معه كثيراً في تفاصيل يومه لتزرعي الثقة في نفسه، هذا كما يجب عليك ألا تهمليه خاصة عند قدوم طفلك الجديد كي لا تشعلي نيران الغيرة بينه وبين المولود الجديد لأنها ستكون مشتعلة بالفعل، فكوني أكثر حكمة وتكلمي مع ولدك قبل مجيء المولود الجديد لأن ابنك يكون هو موضع اهتمامك وفجأة يأتي المولود الصغير ليأخذ اهتمامك منه فيشعر بالغيرة.

احضرى لطفلك هدية كبيرة وأخبرية أنها من المولود الجديد لمحاولة منك للتقريب بينهما حتى لا يشعر بالغيرة تجاه المولود الجديد .

وضحي له أن أخاه صغير بحاجة لحنانه وأنه عندما كان صغيراً كنت تهتمين به بنفس الطريقة.

اجعليه يساعدك في العناية بالمولود ويساعدك في تحضير طعامه فهذا

سيشعره بأنه مسؤول عنه كما ذكرت مجلة العائلة.

شجعيه على أن يلعب معه ويعلمه بعض الأناشيد أو حركات اليدين..

لا تعاقبية بقسوة اذا اخطأ مع شقيقة.

لا تلعبي مع مولودك الجديد وحدكما بل حاولي أن تشركوه معكم فى اللعب..

لا تثقلي على ابنتك الكبرى بالحرص على أخيها الصغير إذا كانت تمارس هوايتها أو تلعب بل دعيها تفعل ما تحب.

هكذا تنقذين طفلك من الاحتراق بنيران الغيرة سواء كانت من زملاء الدراسة أو أخوته الصغار، ولا تنسي أن المفاضلة تؤدي إلى الغيرة العمياء ثم الجنون فإياك إياك والمفاضلة بين طفلك وأي طفل آخر مهما كان الأمر .

منقول - موقع محيط