إحياء لغز الونش المختفى

[عادل أبوزيد]

كلمة عابرة
إحياء لغز الونش المختفى

أحمد عبدالتواب

طباعة المقال

 

 

 

لو صَدُقت هذه التدوينة، الصادمة بشدة والرائجة على فيس بوك منذ أيام، فإنها تقدم لأول مرة تفسيراً قابلاً للإقناع للغز اختفاء ونش مترو الأنفاق العملاق من ميدان التحرير فى أوائل الثمانينيات! تقول التدوينة، التى سقط اسم مصدرها فى عمليات المشاركة وإعادة البث، أن الونش كان فى الأصل وهماً! وأنه لم يكن موجوداً قط! وأن وراءه عمليات تزوير معقدة، عن شرائه وشحنه واستلامه وشراء قطع غيار وتعيين سائقين وعمال صيانة..إلخ، فى سلسلة طويلة من بنود الإنفاق المزورة، وكان المزورون مطمئنين من أن كل شيء تحت سيطرتهم، إلى أن حدثت الصدفة عندما قرر أحد المسئولين الاستفادة من الونش، الذى سمع عن إمكانياته الكبيرة، فى موقع آخر، وهنا فقط أدرك المزورون أنهم صاروا فى خطر أن تُكتَشَف جريمتهم الكبرى، فقرروا، تخلصاً من مأزقهم، أن يعلنوا أن الونش سُرِق! وبقية الحدوتة معروفة، عندما تورطت أجهزة الدولة والرأى العام فى تصديق بلاغ السرقة، ولم يكن للتحريات أن تمسك بأى خيط! ونظراً للمفارقات عن حجم الونش واختفائه بهذا الشكل والعجز عن إيجاد أى أثر له، اشتغلت ماكينات النكت الشعبية، ووجد فنانو الكاريكاتير معيناً لا ينفد!

 

 

وتضيف التدوينة، أن الصدفة وحدها هى التى أوقعت فى يد موظف حضر الواقعة، ثم انتقل للعمل فى جمرك الميناء، أوراقاً رسمية فى إحدى الشحنات تقول إن شركة الشحن ليس لها سابق خبرة فى مصر، وتذكر الموظف أن هذه الشركة، وفق تزويرات أوراق الونش، هى التى شحنته إلى مصر، فاتصل بها ليدقق المعلومة فأكدت له أنها لم يسبق لها أن شحنت أى شيء إلى مصر! فاتصل بالشركة المنتجة للونش فأنكرت أنها باعت لمصر أية أوناش، فأدرك الرجل حجم التزوير، وذهب بأوراقه وقدمها لصحفى كان له حظوة لدى مبارك، فدخل الموضوع فى دهاليز الصمت المريب وتعرض الرجل لتهديدات!!

هذه التدوينة قابلة لتصديق جماهير عريضة تعرف القدرات الفذة للفساد، وهو ما يلزم أن يصدر بيان رسمى إما بتأكيد صحتها أو بإعلان كذبها، أو بوعد بإجراء تحقيقات جديدة.

ahmadtawwab@gmail.com
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

هذا المقال منشور في جريدة الأهرام يوم 24 أكتوبر سنة 2021 يعني من أسابيع قليلة عن حدث مر عليه تقريبا 40 سنة