اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

من روجر توسانت الشجاع إلى حزب التجمع الخانع


ebrahim

Recommended Posts

فى الأول من مايو من كل عام يحتفل العالم بيوم العمال وهو ذكرى الإضراب الذى نظمتة عدة إتحادات عمالية عام 1886 حين اضطرتها سوء أحوال العمل وطول ساعاته للتظاهر. فى الثالث من مايو ، وبعد يومين من بدء الإضراب ، إندلعت أحداث شغب فى هيى ماركت فى مدينة شيكاغو بولاية إلينويز الأمريكية بين قوات البوليس ومنظمات عمالية ، غالبتهم من أصول ألمانية ، قتل على اثرها إثنين وجرح عدد كبير.

المثير فى قصة الأول من مايو أو مايطلق عليه فى الولايات المتحدة ، ماى داى ، هو أن الولايات المتحدة لاتحتفل بيوم العمال فى الأول من مايو مثل كثير من دول العالم ، منهم مصر ، ولكن فى أول يوم إثنين من شهر سبتمبر.

هذا العام قررت حركات عمالية عديدة أن تكسر هذه العادة وتسترد يوم الإحتفال بالعمال إلى الأول من مايو فتجمهر اليوم مئات الآلاف فى مانهاتن بنيويورك ، وفى تقديرات البعض مليون عامل ومؤيد ، وأغلقت كثير من المحلات والشركات أبوابها فى شبه إضراب شامل.

وإن كان العمال الألمان فى مدينة شيكاغو كانوا قلب إضراب عام 1886 إلا أن عام 2005 حمل قائدا جديدا اسمه روجر توسانت. ولد روجر توسانت فى دولة توبوجو وترينيداد بالبحر الكاريبى ثم هاجر إلى إلى الولايات المتحدة فى سن الثامنه عشر وأستقر به المقام فى بروكلين. إلتحق روجر بكلية بروكلين وعمل فى عدة وظائف متواضعة منها عامل لحام معادن. حصل روجر توسانت على وظيفة عامل نظافة فى الهيئة المسئولة على تسيير قطارت الأنفاق فى مدينة نيويورك عام 1984. كانت علامات الغضب بادية على توسانت بسبب ظروف وأوضاع العمل الغير مريحة فأسس هو ورفاقه فى العمل صحيفة أسموها 'على الدرب' والتى أستعرضت على صفحاتها مشاكل العمال وآلامهم. فى عام 1994 انضم روجر إلى إتحاد العمال هيئة سكك حدبد نيويورك والذى يضم 1800 عامل يعملون فى خدمة وتسيير القطارات.

فى عام 1998 طردته المؤسسة لتواجده فى عربة قطار بدون تصريح أثناء أوقات العمل على الرغم من وجوده للقيام بأعمال لها صلة بإتحاد العمال . وتزامن طرد توسانت من عمله بالكشف عن عملية تجسس قامت بها هيئة السكك الحديدية بدون علمه شملت التصنت على إجتماعات الإتحاد التى يحضرها ، حتى زيارته لإبنه لم تسلم من المراقبة. أندلعت مظاهرات عمالية محمومة تطالب بعودته للعمل وأنتخب روجر توسانت فى عام 2000 زعيما لإتحاد عمال هيئة السكك الحديدية بنيويورك. وبعد توليه المنصب الجديد قرر تخفيض مرتبه بمقدار الربع.

فى نهاية العام المنصرم 2005 وتحديدا فى أواخر شهر ديسمبر قاد روجر توسانت عمال السكك الحديدية فى إضراب عام شل جميع قطارات مدينة نيويورك بسبب تعنت الهيئة فى فرض شروط مجحفة على العمال منها قيمة المعاشات وسن التقاعد وظروف العمل. وخصصت هيئة السكك الحديدة أموالا لإنفاقها على دعاية مضادة تصف فيه إضراب إتحاد العمال بأنه غير قانونى ويخالف قوانين الولاية ويضر بمصالحها الإقتصادية. نجحت الهيئة فى إستصدار قرارا قضائيا يلزم إتحاد العمال بغرامة مالية لكل يوم إضراب وعشرة أيام سجن لروجر توسانت إذا نفذ العمال إضرابهم. عمال السكك الحديدية رفضوا عرض الهيئة غير عابئين بالغرامة ودخلوا فى إضراب شامل يوم 20 ديسمبر فى أزحم أيام السنة وقبل أيام قليلة من الإحتفال بأعياد الميلاد الكريسماس. أيد عمدة المدينة الملياردير جورج بتاكى موقف الهيئة ووصف عمال السكك بأنهم حثالة وقرر أن يذهب إلى مقر عمله سيرا على الأقدام فى درجة حرارة منخفضة تحديا لمطالبهم.

بعد مفاوضات مطولة وافق إتحاد العمال على توقيع عقد لمدة 39 شهرا بعد إدخال العديد من التعديلات تضمن حقوق العمال. ومنذ أيام قلائل دفع إتحاد عمال السكك 2.5 مليون دولار غرامة تحديهم لهيئة سكك حديد نيويورك وعمدتها وتقرر أن يسلم روجر توسانت نفسه لسجن بروكلين ليقضى عقوبة السجن والتى حددها القاضى بعشرة أيام. تجمع عمال السكك الحديدية فى مانهاتن وساروا على الأقدام مع توسانت حتى محبسه مرورا بكوبرى بروكلين الشهير. فى اليوم التالى توافدت أعداد كبيرة من العمال والتفت حول السجن وفى اليوم التالى تزايدت أعداد العمال مما أضطر إدارة السجن لإخلاء سبيل توسانت بعد ثلاثة أيام فقط ليخرج من محبسه منتصرا هو وإتحاد عماله.

تذكرت قصة كفاح روجر توسانت فى اليوم الأول من مايو والذى تحول عالميا إلى يوم تحتفل به دول العالم بعمالها فخرا بمجهوداتهم وتقديرا لعملهم الدؤوب. تذكرت عمال مصر الذين طردتهم حكومات متعاقبة منذ بدء الخصخصة فى 1991 حتى وصلوا إلى 800 ألف عامل العام الماضى والمزيد فى الطريق.

تذكرت إعتصامات عمال مياه الشرب بالبحيرة ودفايات أوليمبك بالعاشر من رمضان وعمال مصانع الأسبستوس المصابين بالسرطانات. تذكرت ستة عشر تظاهرة وثلاث وأربعين إضرابا وتسعين إعتصام قاموا بها ، فى العام الماضى فقط ، فلم تحرك قلب رئيس الدولة أو حتى وزير قيد أنملة.

تذكرت كيف تخلى حزب التجمع عن عمال مصر وعن مطالبهم فى حياة آمنة وأنزوى فى خانة الأحزاب المهمشة ، وبعد أن كانت مدينة المحلة وكفر الدوار وقلاع صناعية عديدة حكرا على أحزاب اليسار والأشتراكيين صارت ماخورا للسيد راشد والفاسدين ، الأمر الذى شجع الإخوان على إعداد قوائمهم إستعدادا لخوض معركة إنتخابات إتحادات مصر بكل ثقة وقوة ... وأقول لهم حلال عليكم. ولم لا؟

قيادات حزب التجمع لم تكتف بالتنازل عن شريحة العمال ، التى يصل عددها ما يزيد عن أربعة ملايين عامل ، للحزب الوطنى بل صرحت قيادة بارزة محسوبة على الحزب بالإستعداد لتأييد مرشح التوريث ، أبن الإقطاع البغيض ، وتقديمه عن أفراد لم نعهد عليهم إلا كل مواقف الشرف والوطنية. عار على تاريخك ياتجمع .. والله عار.

إبراهيم حسين

مصريون بلا حدود

www.imbh.net

تم تعديل بواسطة ebrahim
رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...