Blue_mind بتاريخ: 2 مايو 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 2 مايو 2006 (معدل) لم تكوني انتِ امرأةً عادية حتى يكون حبي لكِ عاديا, كنتِ طوفانا يجرفُ امامه كلَ اشجارِ القلق, وجلاميد الترقب والتروي, كنتِ قادمة ً كوجه الفجر الذي يُسقِط رهبانية الليل الطويلة, كنتِ نازلةً على جبين الكوكب المهجور, وبين يديك ماء, وحياة, ومخلوقات, ودورة شمسية جديدة. كنتِ حبيبتي, ذلك الاتيانُ الانثويُّ العاصف الذي لا يمنحُ الاشياءَ تفسيراتها, بينما يكوِّن اتجاهات جديدة على خريطة الحياة, يخلق امماً وحضارات, يغيرُ تواريخ الميلاد, وعادات الليل, والأحلام المعلقة على جدار النهار, وقوانين الصمت والكلام, والنظام الازلي لنبضات القلب. نوعكِ هذا من النساء لايرفقُ بي, أنا عاشقُ المرأة الاولى, إنه يسحقني حتى اخر خلية تزورها الدماء, ثم يجمع فُتاتي, ويلملم ذراتي, ويعجنني من جديد, رجلاً أخر, كما يريدني الحب. رفعتُ المرساة, واتجهتُ الى عينيكِ مباشرة, وفي داخلي يتشكّلُ إيمانٌ جديد ومبادىء أخرى, ولغاتٌ, واساطير, وأقلامٌ, ودفاترُ حكمة, كلها راحت تخلُقُ نفسها في غمرة المواجهة, وتتفاعلُ مع بعضها بافضل ما تستطيع, لتصل إليكِ بسرعة, قبل أن تفلتي في السماء كما يُفلِتُ الغيم. كنتُ أكثر رجل الدنيا اشتهاءً لكِ. كنتِ أنت, ببساطة, حدِّيَ الأخير الذي لا أتمنى بعده شيئأً, من كل احتياجاتي الذكورية الى الأنثى. لذلك, لم يكن الحب قراراً اسعى لأخذه, بقدرِ ما كان قدراً يسعى لأخذي. في تلك الحالة الابتدائية من المشاعر المتعملقة بجنون, كنتُ اشعرُ أن كلَ محاولةٍ للتفكير في ما أنا مقبلٌ عليه تُعتبر خربشةً يائسةً على خريطة تقودُ إلى مكانٍ واحد في النهاية, كلُّ الاتجاهات تشير إليكِ, كلُّ التصرفات, كلُّ التفاصيل الصغيرة, والتشبهات الطفيفة, كلُّ الاشواق, والعادات, والامنيات المتأرجحة على سنوات العمر, والأمل, والانتظار, ودوائرُ الترقب التي تنمو طفولةً, ومراهقة'ً, ونضجا. باختصار شديد جدا, لا تبقى بعده حاجةً للتبرير, كلُّ الأقدار. قرأ الحب ماذا ينقصني, جسَّ الروح والجسد والإنسان, وأحصى الفراغات التي شحَ الدهر عن ملئها في داخلي, والثقوب التي أحدثها بيديه في ثياب العمر, وعجن كلّ أحلامي, وأدويتي, وسادتي, وأقلامي مع بعضها, واختاركِ انتِ, ليضعك في طريق حياتي الأول. جئتِ على بساط القَدَر, قالت أمي ذات مساء: ((السماء مليئة بالنجوم يا ولدي, وكلها أساطير, هناك نجمة واحدة لك فقط, لا تلمع الا ليلة واحدةً في العمر)), وكنتِ انتِ نجمتي التي تعلم, قبل ليلة اللمعان, ايُّ رجال الأرض سيتبعها إذا نزلت, ويموت إذا أفلتْ. ولم أكن اعلم أن عشق النجوم صعب, لأنها لا تبقى. ولكنه قدري. لا يكون الحب قراراً ابدأ, إنه الشىءُ الذي يختارُ اثنين بكل دقة, ويشعل بينهما فتيل المواجهة. ويتركهما في فوضى المشاعر, دون دليل. إنه يريدهما بذلك أن يتعلما أول دروس الحب. كيف يحتاج كلٌ منهما الاخر الصفحة الاولى من رواية (((سقف الكفاية))) تم تعديل 2 مايو 2006 بواسطة Blue_mind ومـا مــِن كاتبٍ إلا سيَفْنَى ....... ويُبقي اللهُ مــا كتبت يـداهُ فلا تكتُب بخطِك غير شيءٍ ....... يسُرك في القيامةٍ أن تراهُ رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان