اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

لغة جمال مبارك


عادل أبوزيد

Recommended Posts

مقال بقلم سليمان جودة عن طريقة حديث ووجهات نظر السيد جمال مبارك نجل الرئيس:

لغة جمال مبارك!

كتب سليمان جودة

كلام جمال مبارك عن الطوارئ، والقضاة والمادة ٧٦، في مؤتمره الصحفي عقب اجتماع أمانة السياسات، الخميس الماضي، يبدو وكأنه صادر عن ملك صاحب سلطة مطلقة، يملك ويحكم فيمنح، ويمنع ويحيي ويميت.. مع أن ما نعرفه عن جمال أنه ليس ملكاً من هذا النوع وأنه سياسي، أو يحاول العمل بالسياسة.. وأن مهمته، بالتالي، أن يستقطب الناس، ويجذبهم إليه.. لا أن يصدمهم علي هذه الصورة غير المتوقعة!

فالرأي العام أصبح الآن أقوي من الأحزاب السياسية، فإذا كنا ننكر جميعاً وجود أحزاب قوية فإننا نتفق علي قوة وتأثير الرأي العام، وبالتالي يصعب علي أي سياسي أن يتجاهل ذلك.

وجمال مبارك يصف الحديث حول وجود مذبحة للقضاة بأنه «وهم» وهذا وصف، يدل علي أن صاحبه لا ينحاز للرأي العام، لأن الواقع يشير إلي أن هناك مشكلة بين القضاة وبين الدولة، فعلاً قد نختلف حول حجمها، ولكن الحقيقة أنهم محتقنون ومتظاهرون في الشوارع بأوشحتهم لأول مرة وبعضهم مطلوب أمام لجان تحقيق.. وليس من الضروري أن تكون المذبحة بتحويلهم للعمل في باتا، أو نصب مقصلة لهم في الميادين.. وكان الأمل، أن يبدي جمال مبارك، انزعاجه إزاء الموضوع، بدلاً من أن ينفي وجوده من الأصل ويلقيه خلف ظهره!! فيبدو وكأنه يمارس تقريع الذين يهتمون بالمسألة!!

وهو يقول: إن البرلمان مد العمل بقانون الطوارئ، لعامين فقط، لأول مرة، أو إلي حين الانتهاء من قانون الإرهاب، الذي سوف يكون بديلاً.. وقد غاب الانحياز للرأي العام أيضاً، في معالجة هذا الملف، لأن الدولة التي عدلت المادة ٧٦ من الدستور، في ستة أسابيع، من خلال أطول صياغة لإحدي مواد الدستور في العالم، كانت قادرة، لو أرادت علي أن تضع قانوناً للإرهاب، في ستة أشهر بحيث ينتهي العمل بالطوارئ خلال هذه الفترة، ليبدأ بعدها مباشرة سريان العمل بقانون الإرهاب الجديد الذي يتعثر ويتلكأ ويتباطأ، دون سبب مفهوم.. ولا أريد أن أقول: إن القانون ٩٧ لعام ٩٢ كان قد أدخل تعديلات علي قانون العقوبات، في تعريف ومواجهة الإرهاب، وأن هذا القانون يكفي جداً، لو كان هناك حسن نية، ورغبة صادقة في إزاحة كابوس الطوارئ عن صدر مصر!

ولابد أن كثيرين، قد وقعوا في حيرة كبري، وهم يسمعون جمال يصف الكلام عن تعديل جديد للمادة ٧٦، بأنه سابق لأوانه، وأن هناك خلافاً بين أعضاء الحزب الوطني، حول هذا الشأن.. ذلك أن السؤال هو: خلاف بين مَنْ، مع مَنْ؟ وحول ماذا بالضبط؟ والسؤال أيضاً يظل قائماً حول الأوان الذي يراه جمال مبارك مناسباً، للكلام حول تعديل هذه المادة، التي لا نظن أن تعديلها الأول قد أراح أحداً سواه!!.. إن كلاماً من هذا النوع، لو صدر عن الرئيس مبارك، وهو في ولايته الخامسة، لكان مقبولاً، علي أنه كلام مؤقت.. أما أن يخرج من جمال، في ظل المادة ٧٧ التي تجعل من مقعد الرئاسة، أفقاً مفتوحاً بلا حدود، أمام صاحبه، فهو وضع غريب.

قد لا يدرك جمال مبارك أنه بعقلية كهذه ومنطق كهذا، يجعل الأمر صعباً علي الذين يريدونه، ويؤيدونه مرشحاً للرئاسة أكثر مما يجعله علي غيرهم بمراحل!! فمتي يتكلم معنا، بواسطة لغة يفهمها الرأي العام فيتعاطف معها ويتبناها؟

لغة كالتي تحدث عنها حين قال بصراحة وانحياز للرأي العام في نفس المؤتمر، أنه لا يوجد تواصل بين الحزب الوطني والجماهير، وأنا أقول له: لقد صدقت.. فهذا التواصل لن يتحقق إلا بانحياز الحزب الكامل للرأي العام والجماهير، ولسنا في حاجة إلي القول: إن حرصنا علي أمين السياسات، هو الذي يدفعنا إلي أن نصارحه وأن نكون صادقين معه، بنفس القدر!

المقال بجريدة "المصرى اليوم "

رابطة مقال "لغة جمال مبارك" بجريدة المصرى اليوم

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

لغة كالتي تحدث عنها حين قال بصراحة وانحياز للرأي العام في نفس المؤتمر، أنه لا يوجد تواصل بين الحزب الوطني والجماهير، وأنا أقول له: لقد صدقت.. فهذا التواصل لن يتحقق إلا بانحياز الحزب الكامل للرأي العام والجماهير، ولسنا في حاجة إلي القول: إن حرصنا علي أمين السياسات، هو الذي يدفعنا إلي أن نصارحه وأن نكون صادقين معه، بنفس القدر!

"يأمرون الناس بالبر وينسو انفسهم"

هذا مثالهم فى القرآن الكريم

حسبى الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...