اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

هل يحل جمال مبارك معضلة الدولة المصرية؟


Sherief AbdelWahab

Recommended Posts

كنت أنتوي وضع المقال في مختارات من الصحافة ، لكن نظراً لخطورة محتواه وضعته هنا ..وكل ما نشر به على عهدة صاحبه وليس على عهدتي أنا .. وهنا أنشره فاتحاً باب النقاش حوله ، وليس مسلما بما جاء فيه بحذافيره :

هل يحل جمال مبارك معضلة الدولة المصرية؟

بعد خمسين سنة من الحكم المنفرد للبيروقراطية العليا تشهد مصر تحولات سياسية هامة تعيد صياغة التحالف الحاكم لكى يدخل فيه بعض قطاعات رجال الأعمال. يحاول سامر سليمان أن يبين صعوبة نجاح هذا التحالف فى حل أزمة الدولة المصرية. هل من تحالف اجتماعى أخر يخرج البلاد من حالة الشلل والتردى؟

قضية جمال مبارك أكبر من أن تختزل فى قصة ابن رئيس جمهورية فى نظام استبدادى تحوم حوله شائعات بأنه سيخلف أبيه فى الحكم. ربما يكون أحد أسباب تلخيص قضية السياسة فى مصر كلها فى شخص ابن الرئيس هو غرابة ما نراه فى منطقتنا العريقة، مهد الحضارات... انظر إلى الأتى: جمهوريات كانت ترفع شعارات زاعقة من الثورية والتقدمية مثل سوريا تتحول إلى ملكيات غير دستورية. وهو شىء لم يتوقعه المتخصصون فى النظم السياسية العربية. منذ السبعينيات وهم يتوقعون سيناريوهات عدة لنهاية النظم العربية التى أعقبت الاستقلال ولم يكن من بينها أن تتحول إلى ملكيات.

الساحة السياسية كانت شديدة الملل بشخوصها التى لم تتغير منذ سنوات طويلة. وأطل جمال مبارك، هذا الشاب اليافع ،على مسرح الحكم ليكسر الملل... فأصبح المادة الأساسية للنقاش. ولكن هذا النقاش أصبح بدوره مملا. وهذا لأننا نلعب دور المتفرج. والمتفرج لابد وأن يشعر بالملل إذا لم تقدم له الجديد كل لحظة. وهذا ما لا يستطيعه نظامنا السياسى العجوز. ولكى نقتحم الضجر، ولكى لا يكون الحديث عن نجل الرئيس أشبه بثرثرة غير واعية بالسياق الأشمل، ربما يكون علينا أن نترك خشبة المسرح قليلا لنتعرف على ما وراءها. وهنا يجب أن نتذكر أن الممثل ليس البطل الأوحد فى العمل الفنى. فلكى يكون الممثل بطلا يجب أن يجد من يكتب مسرحيته ومن يمولها ومن يقوم بإخراجها ومن يمثل أمامه فيها، ومن يشيد ويصون وينظف المسرح. هؤلاء أيضا يجب التعرف عليهم إذا كان لنا أن نفهم أبعد من المشهد الذى يؤديه ابن الرئيس منذ عدة سنوات.

فى كواليس المسرح السياسى

النظام الاستبدادى المصرى هو الامتداد الطبيعى للنظام البيروقراطى الذى أسسه جمال عبد الناصر عام 1952. لقد اختار عبد الناصر السادات، واختار السادات مبارك. وها نحن قد عشنا تحت حكم السادات وحكم مبارك. هذا الانتقال السلمى والهادئ للسلطة السياسية يشى بأن النظام الحاكم لم يتغير، ولكنه كان يجدد نفسه من فترة إلى أخرى. صحيح أن السادات قد انقلب على بعض سياسات عبد الناصر، وأن مبارك قد كبح الساداتية والساداتيين. ولكن تلك هى طبيعة الأمور. فلكل رئيس شخصيته وميوله. كما أن هذا الرئيس يستجيب لظروف مختلفة تماما عن سلفه. الرؤساء الثلاثة يختلفون فى أمور شتى ولكنهم يشتركون فى شىء أساسى: كان انفرادهم بالحكم مبنيا ليس فقط على العصا، ولكن أيضا على الجزرة. لقد كانوا يوزعون العطايا من أجل أن يقبل الناس بحكمهم. هذه العطايا قد تكون قروضا من بنوك القطاع العام لبعض رجال الأعمال، أو بعض الوظائف (الحقيقية أو الوهمية) فى الدولة، أو دعم للسلع الغذائية الأساسية. صحيح أن العطايا (خاصة الممنوحة للفقراء) لم تكن تستحق أن يرتكن الناس بسببها إلى السكينة، ولكن ذلك ما حدث فى مصر.

لأسباب عديدة لا مجال هنا لذكرها، لم يعد النظام الحاكم قادرا على توزيع العطايا. فخزانته تعانى منذ سنوات طويلة من عجز ضخم. بهذا تمر البيروقراطية الحاكمة بأزمة من أعمق الأزمات التى تعرضت لها منذ وصولها إلى السلطة عام 1952. فهى تفتقر لأية شرعية داخلية فى ممارسة الحكم، وأصبحت تخسر تدريجيا دعم ظهيرها الدولى، الولايات المتحدة، والتى عاشت سنوات من فضل مساعداته ودعمه، وهى بذلك تفتقر للموارد اللازمة لشراء سكوت كل من لا يؤمن بشرعية النظام، وهم كثيرون. يبدو أن الحل الوحيد لإنقاذ النظام يكمن فى توسيع قاعدته الاجتماعية وإمداده بموارد يستطيع من خلالها أن يدير بكفاءة أعلى جهاز الدولة، وأن يشترى سكوت بعض المتذمرين. وهنا تظهر الرأسمالية المصرية باعتبارها الفئة الأساسية التى يلجأ إليها النظام لكى تساعده فى إطعام الأفواه الجائعة وبذلك يتحقق الاستقرار الاجتماعى.

هكذا نسمع كثيرا منذ فترة عن أهمية "الدور الاجتماعى لرجال الأعمال". والوضع الآن كالأتي: نصف سكان مصر من الفقراء ونصفها الأخر من الأغنياء أو المستورين. فى دولة ديمقراطية حديثة ستتوسط الدولة بين الأغنياء والفقراء. ستذهب صباحا إلى رجل الأعمال لكى تأخذ منه ضرائب لكى تعطيها فى أخر النهار للجوعى من الفقراء والعاطلين عن العمل. بالطبع هناك مؤسسات أخرى فى الدول الديمقراطية الحديثة تلعب دور الوسيط بين الأغنياء والفقراء كالجمعيات الخيرية. ولكن يظل القدر الأعظم من النقود التى تتدفق من أعلى الطبقات إلى أسفلها يمر عبر خزانة الدولة. أما فى الدول المستبدة التى تحتكر السيطرة عليها الشرائح الاجتماعية العليا تتم العملية بشكل مختلف: فالنقود تذهب بشكل مباشر من يد الغنى إلى يد الفقير دون أن تمر فى الدولة. هنا تصبح مهمة الفقراء شاقة جدا. فبدلا من الذهاب لتسجيل أسمائهم فى سجلات العاطلين والمحرومين، عليهم الذهاب بأنفسهم للأغنياء فى عقر دارهم أو فى حوانيتهم أو فى سياراتهم لطلب الإحسان. وهذا ما يجعل اللعبة الانتخابية فى مصر سوقا للبيع والشراء. لأنها "موسم".

مصر تعيش إذن فى عصر أفول الدولة وصعود رجال الأعمال. انظر إلى انتخابات مجلس الشعب فى عام 2000 والتى أظهرت القدرة الطاغية للمال على تحقيق مكاسب انتخابية فى مواجهة الحزب الحاكم. لأول مرة فى تاريخه اقتصرت نسبة المقاعد التى حصل عليها على 40% فقط. ولم يستطع تحقيق الأغلبية فى مجلس الشعب إلا بضم المستقلين. معظم هؤلاء المستقلين ينتمون بالطبع للحزب الوطنى، ولكن الحزب رفض ترشيحهم، فربحوا الانتخابات بمواردهم الخاصة ("بفلوسهم"). معظمهم هرول عائدا للحزب الوطنى بالطبع لأن تسيير مصالح دوائرهم يحتاج إلى علاقات خاصة بالنظام. هل يمكن نقل تلميذ من مدرسة إلى أخرى إلا بتوقيع وزير التعليم؟ هل يمكن تعيين أحد الأبناء فى وظيفة بدون واسطة من مسئول كبير؟ نائب مجلس الشعب ما زال يحتاج إلى البيروقراطية لخدمة أبناء الدائرة. ولكن البيروقراطية الحاكمة تملك موارد أقل لشراء رضاء الناس. هى تعتمد الآن على قدرتها على تعطيل مصالح المواطنين لكى تحصل منهم على رشاوٍ أو لكى تفرض عليهم الخضوع. ولكنها لا تملك فى أغلب الأحيان أكثر من ذلك.

نحن نعيش الآن مرحلة أفول النظام البيروقراطى التسلطى لصالح رأسمالية صاعدة تملك ولا تحكم. وقد كانت راضية بذلك فى الماضى، ولكنها اليوم باتت تقتنع أكثر فأكثر بأن النظام القائم قد أعيته السنين ويجب تجديده. وهذه الطبقة منقسمة اليوم أمام عدة اختيارات. المشروع الأساسى لإحياء النظام يتمثل فى مبارك الابن. فمشروعه يقوم على تجديد القاعدة الاجتماعية للنظام السياسى عن طريق إدماج رجال الأعمال فى السلطة البيروقراطية لإنتاج مركب سياسى جديد، يعطى لرجال الأعمال دورا أكبر فى تقرير سياسات البلاد. ومؤهلاته فى ذلك عاملين: الأول هو كونه ابن رئيس الجمهورية الحالى، فهو إذن ابن البيروقراطية المصرية العليا وسيحافظ على الحد الأدنى من مصالحها. والثانى كونه عمل بالبيزنس ودرس إدارة الأعمال وآمن بالاقتصاد الحر، وهو بذلك ابن مخلص للرأسمالية المصرية. مبارك الابن يلخص فى شخصه اتحاد بل زواج أقوى فئتين اجتماعيتين فى هذا البلد: البيروقراطية والرأسمالية.

العقبات أمام مشروع جمال مبارك

مشروع جمال مبارك للزواج بين البيروقراطية والرأسمالية تعترضه عقبات. فهناك قطاعات من البيروقراطية لا تريد الزيجة بهذا الشكل، وهى مستعدة لأن ترفع شعار "لا للتوريث". وهناك قطاعات من الرأسمالية تريد أن تتخلص بشكل أكثر حدة من البيروقراطية، وهذا ما لا يستطيعه جمال مبارك. أى أن جبهة خصوم مبارك الابن تضم الأضداد: من يعارضه لأنه ليس بيروقراطيا بما يكفى ومن يعارضه لأنه ليس ليبراليا بما يكفى. بالإضافة إلى ذلك هناك فئات اجتماعية واسعة لا ترى فى جمال مبارك (سواء لانتمائه للنظام أو للرأسمالية) مشروعا يحقق مصالحها، ولكنها تلتزم الصمت وتكتفى بالنميمة حول شخصية الرئيس القادم خوفا من القمع، أو خوفا من بديل أسوأ، أو ببساطة لعدم وضوح أى بديل على الإطلاق.

قد يحتل جمال كرسى أبيه وقد ولا يحتله. ولكن هذا لا يهم. المهم أن مشروع الزواج ما بين البيروقراطية والرأسمالية يجب أن يتم، لأنه ليس هناك حل أخر أمام البيروقراطية الحاكمة. هى تحتاج لتعاون الرأسمالية من أجل إمدادها بالمال ومن أجل إخراج نقودها من تحت البلاطة واستثمارها فى الاقتصاد حتى لا يتعمق الكساد ويزداد الجوعى ويصبح المجتمع كله فى مهب الريح. معارضو جمال مبارك كثيرون. ولكن معارضو الزواج بين الرأسمالية والبيروقراطية أقل بكثير. والأمر بسيط: العروس تحتاج إلى الزواج لأنها لا تتحمل العيش فى هذه الوحدة الموحشة. المعارضة الحقة لهذه الزيجة تتطلب أن يتقدم أحد لكى يزيح الرأسمالية ليتزوج هو البيروقراطية.

حتى هذه اللحظة بعض رجال الأعمال هم الجهة الوحيدة التى تقدمت لهذا الزواج. وحتى هذه اللحظة، مشروع جمال مبارك فى التقارب بين البيروقراطية والرأسمالية ناجح. وهو الأمر الذى يدعم قوة التحالف الحاكم. لأن رجال الأعمال لا يمتلكون المال فقط ولكنهم يسيطرون على أعداد كبيرة من العمال والموظفين المشتغلين لديهم والذين يمكن استخدامهم فى التعبئة السياسية أثناء الانتخابات.

أحد أهم مؤشرات نجاح مشروع زواج البيروقراطية بالرأسمالية هو حكومة نظيف نفسها. هناك ميل داخل رجال الأعمال لإعطاء هذه الحكومة فرصة، باعتبار أنها حكومة يغلب عليها الطابع الليبرالى. لقد أقال الرئيس حكومة عاطف عبيد التى أعطى وصولها إلى الحكم عام 2000 دلالة زائفة عن أن كفة الرأسمالية قد رجحت فى مواجهة البيروقراطية. وهو الأمر الذى ينفيه العديد من الأشياء، لخصها نجيب ساويرس فى عبارة بالغة الدلالة: "لم استثمر قرشا واحدا فى عهد حكومة عبيد". إقالة عبيد وتشكيل حكومة نظيف هو أحد الاستعدادات التى يقوم بها النظام من أجل تحضير الأجواء لانتخابات الرئاسة. فلكى يوافق رجال الأعمال على مرشح النظام يجب أن يقدم هذا النظام لهم شيئا. وهو قد قدم بالفعل بعض التنازلات أهمها ما أعلنه الرئيس مبارك فى حواره مع عماد أديب من أنه سيفوض معظم سلطاته لمجلس الوزراء (صديق رجال الأعمال)، ولن يتدخل إلا فى القضايا الكبرى. ما يقلل من أهمية هذا التأكيد هو أنه ليس مشفوعا بأية تغييرات مؤسسية أو دستورية أو حتى قانونية، بالإضافة إلى غموضه الشديد حيث أن الرئيس لم يحدد تلك السلطات حصرا. بعبارة أخرى، هذا التفويض مبنى فقط على رغبة رئيس الجمهورية وعلى التوازنات السياسية فى البلاد. فإذا كانت الرغبة متوفرة والتوازنات مواتية يمكن للرئيس أن ينفذ وعده. ولكن هذا ليس بالشىء المضمون.

وبما أن النظام قد أعطى باليمين لرجال الأعمال، فهو يجب أن يعطى بالشمال إلى البيروقراطية وإلى بعض الفقراء. انظر إلى الموازنة العامة للدولة سنة 2005/6 لكى تعرف أن النظام قد أعطى بالفعل البيروقراطية وبعض هؤلاء الفقراء. لقد زادت الأجور بنسبة 15%، وزاد الدعم بنسبة 70%، وزاد الدعم الممنوح للهيئات الاقتصادية 40% بالأسعار الجارية. حكومة نظيف إذن تتخذ منحى توسعيا فى الإنفاق العام. معظم هذا الإنفاق يصب فى جيوب البيروقراطية. الدعم نفسه يتسرب جزء كبير منه للبيروقراطية قبل أن يصل للفقراء. ولكن المشكلة الكبرى فى هذه السياسة التوسعية للإنفاق أنها لا تقوم على إيرادات ضريبية، وإنما تقوم على اقتراض من الداخل. ممن تقترض الدولة؟ تقترض الدولة أساسا من صناديق التأمينات والمعاشات ومن بنوك القطاع العام التى تشترى أذون وسندات الخزانة التى تصدرها الدولة. الدولة تقترض إذن من الطبقات الوسطى والعاملة، وهو الأمر الذى لا يمكن أن يستمر طويلا. الدولة المصرية مقبلة على انهيار مالى إذا لم تتوازن إيراداتها مع مصروفاتها.

انهيار مالية الدولة لا يصب إلا فى صالح التيارات السياسية/الاجتماعية التى تريد هدم الدولة المصرية وتعتقد أنها تمتلك مؤهلات تسمح لها ببناء دولة جديدة. هذه التيارات قليلة جدا ومحدودة التأثير ومشكوك فى قدرتها على بناء دولة أفضل من تلك الموجودة حاليا. إنقاذ مالية الدولة المصرية يتطلب إما ضخ موارد جديدة فى خزانة الدولة، وإما تخفيض الإنفاق العام. إذا كنت من رجال الأعمال ومن أصحاب المهن الحرة فغالبا ستميل لتأييد تخفيض الإنفاق العام على ألا تزيد الدولة ما تستقطعه منك. وهنا يمكن أن نفهم الخطاب المعادى للبيروقراطية الذى تنشره هذه الفئات الاجتماعية. هم يتكلمون عن 6 مليون موظف باعتبارهم الخصم الأساسى لهم، وهم فى ذلك لا يفرقون بين البيروقراطية العليا من ناحية وقاعدة هرم الدولة من موظفين صغار من ناحية أخرى. وهم على ما يبدو لا يضيرهم أن تستغنى الدولة عن هؤلاء حتى لو أدى هذا إلى كوارث إنسانية. لابد وأن يكون هناك حل أخر.

إذا كنت من البيروقراطية العليا أو السفلى غالبا سيكون موقفك هو استمرار الإنفاق العام على ما هو عليه، حتى لو أدى ذلك فى الأجل المتوسط إلى انهيار مالى لا مثيل له. البيروقراطية العليا تريد استمرار الأوضاع التى تنهب فيها مالية الدولة. أما البيروقراطية السفلى فهى تعلم ظروف سوق العمل الصعبة فى القطاع الخاص والتى تتميز بعرض محدود من الوظائف، علاوة على علاقات شبه عبودية بين أصحاب الأعمال من ناحية وموظفيهم وعمالهم من ناحية أخرى. هذا بالإضافة بالطبع إلى أن تلك الفئة لا تمتلك فى معظم الأحيان المعارف والخبرات التى تؤهلها للحصول على وظائف.

هذا النظام ليس باستطاعته أن يخفض الإنفاق العام، لأن فى ذلك تهديد للمعادلة السياسية التى يقوم عليها. لقد حافظ النظام على استقراره طوال النصف قرن الفائت بتوزيع العطايا المالية فى مقابل أن يترك الناس له تماما مهمة حكم البلاد. وعلى هذا يكون على النظام أن يناضل فى جبهة أخرى، هى جبهة زيادة إيرادات الدولة. السؤال هو كيف تزيد من إيرادات الدولة فى وقت لم يعد من الممكن زيادة نسب الضرائب على رأس المال، لأن هذه النسب مالت للانخفاض فى كل البلاد الأخرى باستثناء دول قليلة مثل كوريا الجنوبية؟ الحل هو إذن إقناع الكثير من المتهربين من الضرائب بعدم التهرب. هذا ما تظل وزارة المالية تردده منذ تولى مدحت حسانين المسئولية عام 2000، واستمر ذلك بالطبع تحت ولاية يوسف بطرس غالى. والطريقة الأساسية لإقناع المتهربين بعدم التهرب هى تخفيض أسعار الضرائب التى يعدها رجال الأعمال باهظة. هكذا وجد النظام حلا لهذه العقدة فى المعادلة الجهنمية والفذة للفكر المالى الحديث: لكى تزيد من إيراداتك الضريبة يجب أن تخفض أسعار الضرائب.

هذه هى السياسية المالية التى تعلنها وزارة المالية منذ عام 2000 ولكنها حتى الآن لم تنفذها. وليس هناك أى دليل على أنها ستنجح. لأن المتهربين حينما يتهربون يساعدهم فى ذلك شيئين: أولا جهاز دولة فاسد أو فاشل لا يريد أو لا يستطيع إجبارهم على الدفع. ثانيا: شعور عام بتردى الدولة المصرية وبفسادها، يجعل من دافعى الضرائب غير مقتنعين بأن هذه الدولة تنفق الأموال على الوجه الصحيح. بدون العمل على هاتين الجبهتين سيكون من الصعب "إقناع" المتهربين من دفع الضرائب بالالتزام. هل يستطيع النظام السياسى الحالى أن يفعل ذلك؟ أشك. من المعروف فى الاقتصاد السياسى أن هناك علاقة وثيقة بين الاستبداد السياسى وفساد الدولة المالى. الاستبداد يفسر الفساد. وبدون تحول ديمقراطى يزيد من رقابة جهات شعبية (إعلام، مؤسسات منتخبة) على مالية الدولة لا يمكن إصلاح الأمور.

الخروج من الثنائيات الزائفة

لقد استفضنا فى الكلام عن المسألة المالية لأنها عنق الزجاجة التى يمر من خلالها النظام السياسى. إذا خرج منها ستكون عنده فرصة ليناور عدة سنوات أخرى، أما إذا لم يمر منها فسيكون فى ذلك فنائه. وليلطف بنا رب العباد حين تنهار الدولة فوق رؤوسنا. الديمقراطية بالتأكيد ليست هى الحل النهائى لكل مشاكل المجتمع. ولكن فى هذه المسألة بالتحديد لا يعرف كاتب السطور طريقة أخرى قادرة على حل المعضلة. كيف يمكن بدون ديمقراطية زيادة إيرادات الدولة الضريبية وضمان حسن استخدام هذه الإيرادات؟ الإجابة التى يقدمها تحالف البيروقراطية مع الرأسمالية لن تحل المعضلة.

النظام السياسى فى مصر يقوم على وضعنا أمام ثنائيات زائفة، نظل ندور حولها مرارا وتكرارا دون أن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام. هكذا يفعل فى موضوع الإسلام السياسي: إما أن نقبل الاستبداد السياسى "الرشيد" تحت حكم مبارك أو أن نقبل الاستبداد السياسى الفج والرجعى تحت حكم الإسلاميين. وهكذا يفعل أيضا فى موضوع أزمة الدولة المالية. إما أن نقبل بجهاز دولة فاشل وفاسد، وإما أن نختار تسليم جهاز الدولة لمجموعة "ليبرالية متوحشة" تريد الانقضاض على البيروقراطية لكى تعمل فيها تقطيع الأرزاق. هكذا نظل مشلولين أمام هذين الاختيارين الذين يتفوقان على بعضهما البعض فى البشاعة. فالاختيار الأول يعنى مزيدا من التحلل للدولة، وبالتالى للمجتمع. والاختيار الثانى يعنى كوارث إنسانية لا يمكن قبولها. والحقيقة أن رجال الأعمال فى مصر حين يتحدثون عن البيروقراطية فى مصر يشيرون إلى 6 مليون موظف، بدون أن يفرقوا بين البيروقراطية العليا والسفلى. وهى مغالطة لها دلالة. فتوزيع الموارد داخل جهاز الدولة يميل بشكل فاضح إلى البيروقراطية العليا التى تحصل على نصيب الأسد.

المجموعة "الليبرالية" التى باتت تؤثر أكثر فأكثر على السياسة الاقتصادية ليس بوسعها معالجة معضلة البيروقراطية المصرية. الحل الذى تقوم بتنفيذه هذه المجموعة هو عدم المساس بمصالح الفئات العليا من البيروقراطية لأنها فئات شديدة التوحش، وهى تستطيع أن تقيم الدنيا وتقعدها ضدها. هذه المجموعة تستطيع فقط أن تستأسد على البيروقراطية الدنيا، لأنها شرائح اجتماعية ضعيفة. وهنا يأتى دور مبارك (ممثل البيروقراطية العليا) باعتباره حامى حمى هذه الفئات أمام المجموعة الليبرالية المتوحشة. هكذا يظل الوضع السياسى/ الاجتماعى المصرى فى حالة شلل تام. لن يستطيع التحالف الرأسمالى البيروقراطى التقدم إلى الأمام إلا إذا استطاع حل أزمة الدولة على حساب البيروقراطية الدنيا. وهو الأمر الذى لا يمكن تحقيقه إلا بقبضة حديدية على المستوى السياسى، أى باستمرار الاستبداد السياسى، وبإقصاء الطبقات المتوسطة والعاملة من العملية السياسية. التحالف البيروقراطى الرأسمالى يحتاج إذن إلى مزيد من القمع والاستبداد، إذا أراد أن يُخرج الدولة من حالة الشلل التام الذى تعيش فيه منذ عدة عقود، وهو الأمر الذى لا تتيحه الضغوط الداخلية والخارجية على النظام المصرى من أجل فتح المجال السياسى أمام مشاركة أوسع. فرصة هذه التحالف فى حل معضلة الدولة المصرية حلا جذريا شبه منعدمة.

إذا ابتعدنا عن الثنائيات المضللة وأطلقنا لخيالنا السياسى العنان سنجد حلا أخر لمعضلة الدولة المصرية. وهو حل يقوم على محاصرة البيروقراطية العليا من أجل أن تقبل بنصيب أقل من موارد الدولة. العنوان الإيديولوجى لهذا الحل هو التضامن الاجتماعى، هو إنقاذ قارب الدولة من الغرق بدون إلقاء عناصرها الضعيفة فى البحر. وهذا حل لا يقدر عليه تحالف البيروقراطية والرأسمالية، لأنه تحالف بين فئتين تحتكران بأنانية شديدة معظم موارد المجتمع وتحملان احتقارا شديدا لمن هم أقل منهم فى السلم الاجتماعى. هذا حل لن يقدر عليه إلا تحالف اجتماعى جديد يتجمع تحت عنوان الديمقراطية السياسية والاجتماعية. وهذا حديث مقبل.

--------------------------------------------------------------------------------

سامر سليمان

نقلاً عن مجلة البوصلة الإلكترونية التي يصدرها اليسار الديمقراطي

والرابط :

http://www.elbosla.com/Default.aspx?tabid=36

ماذا تقولون؟

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

مصر اعظم واكبر من كدة

غير البامبرز واستنى الفطام

{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }آل عمران173MOHAMEDDESSOUKI

رابط هذا التعليق
شارك

كنت أنتوي وضع المقال في مختارات من الصحافة ، لكن نظراً لخطورة محتواه وضعته هنا ..وكل ما نشر به على عهدة صاحبه وليس على عهدتي أنا .. وهنا أنشره فاتحاً باب النقاش حوله ، وليس مسلما بما جاء فيه بحذافيره :

هل يحل جمال مبارك معضلة الدولة المصرية؟

ماذا تقولون؟

خلص الكلام

مصر اعظم واكبر من كدة

غير البامبرز واستنى الفطام

لا هووووووو ..ولا ابووووووووووووووه

تم تعديل بواسطة achnaton

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

استاذي العزيز محمد دسوقي تحياتي لشخصك الكريم وانا من المتابعين والمستمتعين جدا لاغلب كتاباتك (اغلب وليس كل - فاكيد هناك ما نختلف فيه ) ولكني للاسف لم افهم تعليق حضرتك { ان مصر اعظم واكبر من كده } فمع الاحتفاظ بعظمة مصر وكبرها وكل هذه الديباجات التي يوجد منها لدينا جميعا في الثلاجه وفي الدرج وتحت المخده وكذلك في شنطة السفر وفي جيب البدلة الجواني اضاً ولكني لم افهم

ما هو الغير حقيثقي في المقال هل حال مصر الواقعي مغاير لما كر في المقال ام ان حال الساحه السياسية والاقتصادية مغاير لما ذكر في المقال لم افهم ؛؛؛ وانا متأكد انه قصور في شخصي وفهمي قد يكون سببة بعدي عن مصر مدة سنين كثيرة

عمي الغالي اخناتون ادام الله عزك ومتعك بالصحه ومتعنا بكلامك وافكارك؛؛؛؛ لي سؤال اثارة المقال في خاطري فعلاً وهزني داخلياً بشده ؛؛ اتفق معك ومع كل ابناء مصر المحروسه على رفض جمال ابن مبارك لانه {ابن مبارك} ولكن هذه الجمله التي قيلت في سياق الكلام وفي وسط المقال

هناك فئات اجتماعية واسعة لا ترى فى جمال مبارك (سواء لانتمائه للنظام أو للرأسمالية) مشروعا يحقق مصالحها، ولكنها تلتزم الصمت وتكتفى بالنميمة حول شخصية الرئيس القادم خوفا من القمع، أو خوفا من بديل أسوأ، أو ببساطة لعدم وضوح أى بديل على الإطلاق.

فعلا يا سيدي لا يوجد على الساحه اي بديل على الاطلاق فما رايك وما هي رؤيتك لهذه المعضله الغريبة :huh:

بلد بها من الناس ما يفوق عدد سكان الشرق الاوسط كله وليس فيها من يمكن ان ننظر اليه كبديل او كأمل او قائد لمركب تغرق في بحر امواجه عاتيه وليلة سواد

Yasso.gif

رابط هذا التعليق
شارك

عمي الغالي اخناتون ادام الله عزك ومتعك بالصحه ومتعنا بكلامك وافكارك؛؛؛؛ لي سؤال اثارة المقال في خاطري فعلاً وهزني داخلياً بشده ؛؛ اتفق معك ومع كل ابناء مصر المحروسه على رفض جمال ابن مبارك لانه {ابن مبارك} ولكن هذه الجمله التي قيلت في سياق الكلام وفي وسط المقال
هناك فئات اجتماعية واسعة لا ترى فى جمال مبارك (سواء لانتمائه للنظام أو للرأسمالية) مشروعا يحقق مصالحها، ولكنها تلتزم الصمت وتكتفى بالنميمة حول شخصية الرئيس القادم خوفا من القمع، أو خوفا من بديل أسوأ، أو ببساطة لعدم وضوح أى بديل على الإطلاق.

فعلا يا سيدي لا يوجد على الساحه اي بديل على الاطلاق فما رايك وما هي رؤيتك لهذه المعضله الغريبة :huh:

بلد بها من الناس ما يفوق عدد سكان الشرق الاوسط كله وليس فيها من يمكن ان ننظر اليه كبديل او كأمل او قائد لمركب تغرق في بحر امواجه عاتيه وليلة سواد

لا .. يا ياسو .. مصر ولاده ..وبها من الكوادر الرائعة كثير .. المشكلة مش مشكلة أشخاص .. المشكلة هى السلسة الملعونة التى أدخلنا غصبا عنا كبلد كعقله فيها .. ده من ناحية .. من ناحية ثانية فقر الفكر .. وانعدام الانتماء .. واللى ممكن يكون عنده قليل من الانتماء بتطحنه مشاكل الايام .. ولن يعدل الوضع بنى آدم .. طالما ديدان السحت الرسمى مسيطرة على كل المناصب الخدمية من عسكرى الدرك حتى الوزير .. ده وباء .. طعم به سدنه حكم الكاكى أجيال كثيرة من الشعب ..

وهذا هو العامل البشرى الذى قضت عليه حركة الكاكى .. وسيادة انصاف المتعلمين .. وحتى تغير الموجود سنحتاج لوقت يرجع طوله لمن يختاره ربنا ليحمل أمانة التغير ..

اما العامل الثانى .. فهو الغباء البيرقراطى .. الذى صور للناس أن صناعة الخدمات هى الوسيلة الفعاله والسريعة لسد الافواه .. بمعنى .. اعتماد الدولة على عائد قناة السويس - مهمة خدمية - والعائد الثانى من السياحة - ايضا مهمة خدمه - الهجرة والعمل للغير عمال وموظفين فى الاقطار المختلفة - برضه مهمه خدمية .. لو سقط واحد من هذه المام شعر الموطن الغلبان بتغيير الحال ..

اما العامل الثالث .. وهو الاهم .. فهو الدور المفروض علينا كدولة لها مركزها الجغرافى الفريد ..فى الدخول الى افريقيا بالنسبة للأوربين والامريكان .. ودخول افريقيا هوالهدف الاساسى لكل الدول المتقدمة .. ومصر لها مقوماتها من ايام ابراهيم باشا ابن محمد على التى تكفل لها سرعة التآلف والتناغى مع الافريقين .. وعشان كده هذا التغلغل الامريكى عندنا .. احنا الباب الرئيسى لكل دول افريقيا التى لم تستنزف بعد .. والهجمة الشرسة والضغطة الثقيلة التى نعانى منها جميعا فى مصر هى ضغطة متعمده .. لن نستطيع الفكاك منها بوضعنا الحالى .. ومنهم لله اللى اغتالوا السادات .. الراجل ده كان فهم القصة وبدء يلعب باوراق كان ممكن تغير حالنا من زمان ..

ودعنى اعطيك مثلا على الخيبة القوية .. او بمعنى ادق سياستنا الخايبة .. إحنا عشان نستخرج الغاز اللى المفروض إنه يمثل لنا دخل قومى إتبعنا سياسة دول البترول العربية .. نستورد المهمات .. ونكلف الشركات ويجب أن تكون اجنبية .. بالعمل ..واحنا ننضف وندهن المقرات .. يعنى إنتاج مسمار صلب معندناش امكانية لتصنيعة لا نستورده .. ياراجل دى السلالم النقالى المحيطه بالخزنات بنستوردها .. ليه .. لأن المصالح الشخصية الفردية بتفرض نفسها .. وهى التى تعلمناها .. قفلوا المصانع اللى كانت شغاله زمان .. هاجر عمالها الاكفاء .. وبقى المدعين والهمبكة .. قالوا لنا أحنا المفروض نبقى بلد صناعى هجروا الزراعة ..واصبحنا نستورد أكلنا .. بجانب فقدنا لصناعتنا وانتاجنا ..

ومعنى هذا أن رئيس الدولة القادم لازم تتوافر فيه شروط عديدة .. أولها الانتماء وده ضرورى .. ثم الالتزام بالدستور والقانون .. التعديل الكامل لنظان انتخاب مجلسى الشعب والشورى .. ومحاسبة النائب المنافق .. وحاجات كتير ..كتير قوى .. تتطلب فى البداية تفعيل الانتماء وانكار الذات ..وايقاظ الضمير عند الجميع .. ويوم يا يسوا ما تلاقى الساعى فى آى مصلحة أومؤسسة بيبدأ عمله الحقيقى فى نظافة المكان .. بعيدا عن عمل الشاى وآى خدمه يا يابشا ..ممكن تنصلح الامور .. أما من يمكن أن يتولى الرئاسة فكثير ..واكثر مما تتصور .. وقادين على العمل المنتج وقيادةالبلد الى النجاح .. ومش عاوز اقول اسماء ..

ونكمل بعدين

تم تعديل بواسطة achnaton

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

ونكمل بعدين

اجمل ما فيك يا عمي الغالي انك قابل للاشتعال والتحفيز :huh: ودي متعه في حد ذاتها ؛؛ اني اقرا واقرا واتعلم من ناس زي اخناتون وعمي الغالي الحفيد ربنا يرجعه لنا بالسلامه يارب وعمنا الدكتور رجب وكووول الناس الغاليه دي

وانا في انتظار الكماله يا عمنا يا غالي

Yasso.gif

رابط هذا التعليق
شارك

استاذي العزيز محمد دسوقي تحياتي لشخصك الكريم وانا من المتابعين والمستمتعين جدا لاغلب كتاباتك (اغلب وليس كل - فاكيد هناك ما نختلف فيه ) ولكني للاسف لم افهم تعليق حضرتك { ان مصر اعظم واكبر من كده } فمع الاحتفاظ بعظمة مصر وكبرها وكل هذه الديباجات التي يوجد منها لدينا جميعا في الثلاجه وفي الدرج وتحت المخده وكذلك في شنطة السفر وفي جيب البدلة الجواني اضاً ولكني لم افهم

ما هو الغير حقيثقي في المقال هل حال مصر الواقعي مغاير لما كر في المقال ام ان حال الساحه السياسية والاقتصادية مغاير لما ذكر في المقال لم افهم ؛؛؛ وانا متأكد انه قصور في شخصي وفهمي قد يكون سببة بعدي عن مصر مدة سنين كثيرة

عمي الغالي اخناتون ادام الله عزك ومتعك بالصحه ومتعنا بكلامك وافكارك؛؛؛؛ لي سؤال اثارة المقال في خاطري فعلاً وهزني داخلياً بشده ؛؛ اتفق معك ومع كل ابناء مصر المحروسه على رفض جمال ابن مبارك لانه {ابن مبارك} ولكن هذه الجمله التي قيلت في سياق الكلام وفي وسط المقال

هناك فئات اجتماعية واسعة لا ترى فى جمال مبارك (سواء لانتمائه للنظام أو للرأسمالية) مشروعا يحقق مصالحها، ولكنها تلتزم الصمت وتكتفى بالنميمة حول شخصية الرئيس القادم خوفا من القمع، أو خوفا من بديل أسوأ، أو ببساطة لعدم وضوح أى بديل على الإطلاق.

فعلا يا سيدي لا يوجد على الساحه اي بديل على الاطلاق فما رايك وما هي رؤيتك لهذه المعضله الغريبة :huh:

بلد بها من الناس ما يفوق عدد سكان الشرق الاوسط كله وليس فيها من يمكن ان ننظر اليه كبديل او كأمل او قائد لمركب تغرق في بحر امواجه عاتيه وليلة سواد

لا تشغل بالك اللى مش فاهمة النهاردة بكرة الدنيا تفهمة لك عديها

{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }آل عمران173MOHAMEDDESSOUKI

رابط هذا التعليق
شارك

ونكمل بعدين

اجمل ما فيك يا عمي الغالي انك قابل للاشتعال والتحفيز :) ودي متعه في حد ذاتها ؛؛ اني اقرا واقرا واتعلم من ناس زي اخناتون وعمي الغالي الحفيد ربنا يرجعه لنا بالسلامه يارب وعمنا الدكتور رجب وكووول الناس الغاليه دي

وانا في انتظار الكماله يا عمنا يا غالي

إيه يا ياسو الكلام ده .... :huh:

بطل بقي اللي بتشربه ده .... :sad:

عمك الغالي إخناتون هو نفسه عمك الغالي الحفيد ... إخناتون المحاورات هو حفيد هايد بارك mfb:

ركز بقي وغير الصنف .. :wub:

الحل لكل مشاكلنا في الحياة هو:

"عامل الناس كما تحب أن تعامل"

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

ونتوكل على الله ..وأعرض عليكم وجهة نظرى .. مؤكدا فى البداية أنى والحمد لله مؤرخا أو سياسيا .. كما انى والحمد اخذت حظى من الدنيا كما اراد لى ربى وراضى والحمد لله ..

ونكمل بقى ..

أما من يمكن أن يتولى الرئاسة فكثيرين ..واكثر مما تتصور .. وقادين على العمل المنتج وقيادةالبلد الى النجاح .. ومش عاوز اقول اسماء .. لكن المسأله مين يتولى .. مفيش حد وزى ما قلت لا جمال ولا ابوه ولاغيرهم حيقدر على قيادة المركب الى المسار الصحيح .. لأنه أصلا .. مفيش مركب ..دا هيكل كهنه مليان فيران ..وهذه الفيران منتظرة غرق المركب لتنط الى غيرها .. ولذلك تجدهم بيلتهموا كل حاجه تيجى فى طريقهم .. !!؟؟

ومشكلتنا بدأت مع نهاية الحرب العالميةالثانية.. أيام الملك فاروق .. واصرار الوطنيون علىاجلاء الانجليز .. واصرار العرب على رفض فكرة انشاء إسرائيل .. ومن هنا كانت الحركة الرائعة لتحالف قوى الشعب واصرار الجميع للوقوف امام تلك التجاوزات الدولية .. تماما مثل أيامنا الحالية .. الفرق هو أن ايامها كانت النخبه المدافعة عن حقوق الوطن فئة متعلمه مثقفة عاملة منتجه غنية النفس ابية .. مملوءة إنتماء للوطن اللى بنسميه مصر .. وامام اصرار رجالات السياسة المصريين الوطنيين الغير مرتشين .. الغير منافقين .. كان للمستعمر الذى فشل فى السيطرة على الموقف .. فلم جنوده ومعداته .. وتركوا المحافظات التى كانوا يعسكرون بها .. وتمركزوا فى منطقة القنال .. وكانت عليهم وبال .. وتاريخ الفدائيون معروف .. مش محتاج لسرده .. أمام هذا كله كان على المستعمر .. وعلى من فاته استعمار مصر " الامريكان " والمصيبة المسيحة .. قمل الجنس البشرى اللى هاجروا من كل دول العالم قبل واثناء وبعد الحرب الى لصوص أراضى الشعوب .. وناهبى املاك الهنود الحمر .. ليتتلمذوا فى مدارسها الظالمة .. واحتلت فلسطين .. وانتشرت فى المنطقة بشائر الفساد الحالى .. من رشوه .. وفساد .. وتلاعب بالتصريحات .. وتنويم الشعوب .. وتجربة أساليب الارهاب الرهيب .. وكم وصلتنا فى مصر من رسائل ملغمه .. وحرائق .. وفتن .. وانفجارات ..

وقامت حركةالكاكى .. وكانت اول غلطه وقع فيها هؤلاء الشباب الغائهم لدستور 1923 وكان به من الضمانات للحريات المختلفة من سياسية واجتماعية الكثير .. وبذلك هدت السقف فوق رؤوس الاحزاب .. والغلطة الثانية وكانت أكبر .. الوقوف فى وجه العمال وضرب التنظيمات العمالية فى مقتل باعدام اثنين منهم فى اغسطس 1952 اشتركوا فىمطاهرة فىكفر الدوار .. واتجهت الكرة بكل اسف فى اتجاه خاطئ .. وهو الانتماء الطبقى للضباط !! واتنيلت بستين نيله .. وقضى الشباب على كل ما يمكن ان يؤدى الى النجاح .. صحيح خرجت كثير من المشروعات من أدراج كثير من الوزرات وبدأ التنفيذ .. فالخزينه كانت مليئة .. والحماس كان موجود .. والعمال المدربين كانوا بالكوم .. والامانه والانتماء كانت صفه لازمه للجميع .. وجاء دستور 1956 الذى فتح كل الابواب أمام إنتهازية الافراد .. الذين سارعوا بالقضاء على القطاع الخاص .. بقصد إخضاعه للدولة وهو فى الحقيقية إخضاعة لأظافرهم واسنانهم .. وكان هذا احد الاخطاء وسأواصل ذكر الاخطاء المتلاحقة بإذن الله فى المداخلات القادمة ..

دى حقائق ووقائع .. كتبها بشكل أو آخر المؤرخون والمحللون فيما كتبوا .. والذى لم يكتبوه ان جرلاذان المركب نموا وضبعوا .. وتحولوا الى حيوانات مفترسة .. فلامبارك ..ولا ابنه ولا غيرهم حيقدر على مواجهتهم .. دول عاوزين عشماوى .. يعزلهمتماما عن كل امور الدوله .. ومعهم اتباعهم .. حتى درجة السعاه فى منفى بلا تلفون ولا محمول .. ونبدأ من اول وجديد إزاى .. ده نقولة فى المداخلة الجاية

تم تعديل بواسطة achnaton

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...