من يحكم المحروسه

[ahm_ali_baba]

من يحكم مصر ؟

أرى أن معظم رجال الدين متشابهون فى كل مكان ... سواء فى المحروسه أو فى الغرب أو الشرق أو فى كل أنحاء المعمورة ... فهم بنفس العقلية يتصورون أنهم نواب الله عز وجل على الأرض والمتحدثون الوحيدون باسمه

فمثلا قادت الراهبة البريطانية مارى مايكل مظاهرة كبيرة لمنع تصوير فيلم عن شفرة دافينشى ... وكان أن أعترفت للصحافه البريطانيه بأنها لم تقرأ الرواية كاملة ... وأن أعتراضها على الفيلم هو أرادة الله عز وجل وأن كل ما يهمها هو ما يعتقده الله وليس العاملون فى الفيلم أو فى الصحافه

أى أن بسلامتها تعرف ما يعتقده ومايريدة الله عز وجل ... فلذلك فهى تتحدث باسمه

ورجال ديننا فى المحروسه لم يختلفا عتها فى هذا الأعتقاد ...

فرجال الدين المسيحى والإسلامى وانصار تسيس الإسلام و المسيحيه ... يحكمون مصر الان بشكل مستتر ... ومعنى الحكم هنا لايعنى السلطة ولكنه يعنى حكم الجماهيير وتوجيهها

فقداسة البابا شنودة .. مثلا .. أكد أكثر من مرة أنه لن ينفذ أى حكم قضائى يقضى بطلاق المسيحيين ... لأن هذا الحكم .. من وجهة نظره ... يخالف الإنجيل ... وأكد قداسته تأكيدا قاطعا أرهابيا ... على أنه لا توجد قوة على الأرض ستجبره على تنفيذ هذا الحكم ... وان من يخالف رأيه فهو خارج عن الكنيسه ...

أى ببساطه كافر ...

وبصريح العبارة فأن قداسه البابا شنودة قد جاهر علنيا وبمنتهى القوة ... بأنه لا يحترم مؤسسات الدولة ... بل ووصل به الأمر الى تحريض الأقباط على مؤسسات الدوله .... ولماذا .. لأنه يتصور أنه رئيس دولة المسيحيين فى مصر وليس رئيس طائفة دينية ...

لقد كان فى مقدور قداسته أن يقول انه سيحترم القانون وأنه سيلجأ الى الدرجة الأعلى فى القضاء لكى يطعن فى الحكم ... علما بأن أحكام الطلاق القبطى يتولاها المجلس الملى القبطى وأعضاءة كلهم من الأقباط ... إلا أنه قداسته لم يحترم الشرعيه والقوانين ومؤسسات الدوله وعمل على فرض كلمته بسلاح ..... التكفير.

وقداسة البابا ليس وحده الذى يدعى أنه ظل الله على الارض والمتحدث بأسمه ... فعلى الجانب الآخر لم يحترم الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية حكم القضاء بأن من حق من يدينون بالبهائية قيد دينهم فى بطاقتهم الشخصيه ... وصرحوا ليس بأنهم سيحترمون القضاء ومؤسسات الدوله وسيلجأون الى الدرجه الأعلى فى القضاء للطعن فى الحكم ... بل صرحوا علنيا وجاهروا ... بأن هذا الحكم يخالف الدين الإسلامى ..

أى بصريح العبارة انهم كفروا مؤسسات الدوله وقضاتها

ولا يخفى علينا فتاوى التلامذة ولا الارهاب الدينى السلفى الذى يقودة تلاميذ المدارس والذى حشرنا جميعا فى صراط الذين كفروا

ومن هنا فلابد أن نتسائل .. هل هذا البلد يحكمه قانون ودستور أم يحكمه كل من يطلق لحيته (مسلم كان ام مسيحى) ويدعى انه المتحدث الرسمى بأسم الله عز وجل

اذا كانت القوى السياسية المعارضة ومعها الشعب المصرى كله تقف بحزم ضد انتهاك النظام للقانون والحريات ... فان المعركة ضد سلطات رجال الدين وتأثيرها على الشارع لا تقل فى نظرى أهمية عن الدفاع عن الحريات التى يقرها الدستور... فالحرية ليست فقط فى مواجهة نظام سياسى مستبد ولكنه ايضا فى مواجهة الاستبداد فى كل المؤسسات السياسيه .......والدينية أيضا ،