اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

أنتبهى .... سيدتى الفاضلة


عمر عباس

Recommended Posts

 زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ  [ آل عمران

فقد عدّ اللَّه النساء في أول مراتب الشهوات التي وضعها زينة

فالمرأة في حياة الإنسان أخطر ابتلاء دنيوي على الإطلاق . إن الفاطر الحكيم جل جلاله أقام فطرة المرأة على أسس نفسية جعلت منها مطلوبة أكثر من أن تكون طالبة ، فهي مهما استشعرت إلحاحًا غريزيًّا في كيانها تظل ميالة - بدافع من عوامل نفسية أصيلة لديها - إلى أن تتحصن بمركز الانتظار والاستعلاء ، وأن تفرض على الرجل ظروفًا وأسبابًا تجعله يلح في طلبها والسعي وراءها ، وبذلك تكون المرأة فتنة للرجل أكثر من أن يكون الرجل فتنة للمرأة .

 وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا  [ الأحزاب : 36 ] . وذلك أنه إذا حكم اللَّه ورسوله بشيء ، فليس لأحد مخالفته ، ولا اختيار لأحد هنا ، ولا رأي ، ولا قول .

 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا  [الأحزاب: 59].

يقولون لك : إن عفة الفتاة حقيقة كامنة في ذاتها ، وليست غطاء يلقى ويسدل على جسمها ، وكم من فتاة محتجبة عن الرجال في ظاهرها ، وهي تمارس معهم البغي والفجور في سلوكها ، وكم من فتاة حاسرة الرأس سافرة الوجه لا يعرف السوء سبـيلاً إلى نفسها أو سلوكها .

وأقول لك : إن هذا صحيح . فما كان للثياب أن تنسج لصاحبها عفة مفقودة ، ولا أن تخلق له استقامة معدومة ، ورب فاجرة سترت فجورها بمظهر سترها . ولكن من هذا الذي زعم أن اللَّه إنما شرع الحجاب لجسم المرأة ليخلق الطهارة في نفسها أو العفة في أخلاقها ؟

ومن هذا الذي زعم أن الحجاب إنما شرعه اللَّه ليكون إعلانًا بأن كل من لم تلتزمه فهي فاجرة . إن اللَّه جل جلاله إنما فرض الحجاب على المرأة محافظة على عفة الرجال الذين تقع أبصارهم عليها ، لا حفاظًا على عفتها من الأعين التي تراها !.. ولئن كانت تشترك معهم هي الأخرى في هذه الفائدة في كثير من الأحيان

ويقولون لك : إنه إذا شاع الاختلاط بـين الرجل والمرأة ، تهذبت طباع كل منهما ، وقامت بـينهما بسبـب ذلك صداقات بريئة لا تتجه إلى جنس ولا تنحرف نحو سوء ! أما إذا ضرب بـينهما بسور من الاحتجاب ، فإن نوازع الجنس تلتهب بـينهما وتغري كلا منهما بصاحبه فيشيع من ذلك الكبت في النفوس والسوء في الطباع .

وأقول لك : صحيح ، إن مظاهر الإغراء قد تفقد بعض تأثيراتها بسبـب طول الاعتياد وكثرة الشيوع . فهل يعني ذلك فى الغرب المتحرر أنهم قد تجاوزوا طبـيعة التأثير بدواعي الانحراف وأسبابه ، فهم لا ينحطون إليها ولا يتأثرون بها ؟!. هل زهد الجائع في الطعام بمجرد أن تتناثر أطباقه الشهية أمام عينيه ؟

ويقولون لك : إن حجاب المرأة عائق عن مشاركتها الرجل في نهضته الفكرية والثقافية والاجتماعية ، وإنما أولى الخطوات إلى أي نشاط فكري أو اجتماعي ، أن تسفر الفتاة عن وجهها ، وتحطم ما بـينها وبـين الرجل من حواجز واعتبارات .

وأقول لك : أن تاريخنا الإسلامي مليء بالنساء المسلمات اللاتي جمعن بـين الإسلام أدبًا واحتشامًا وسترًا ، وعلمًا وثقافة وفكرًا

ويقولون لك : إن الفتاة التي تحبس نفسها عن الناس من وراء الحجاب ، إنما تحرم بذلك شبابها بل حياتها من سعادة الزواج ، فالشاب إنما يقبل على الفتاة التي يعجب بها ، وإنما يعجبه منها جمالها وما يتصل به من مظاهر شخصيتها وكيف يتهيأ له ذلك إذا كانت تأبى إلا أن تحبس نفسها ، وراء سور البرقع والحجاب ؟.

وأقول لك : إنها لخدعة باطلة توحي بعكس الواقع والحقيقة ولو تأملت الواقع الذي تعيشين فيه، لرأيت نسبة الإقبال على الأسر والفتيات المحافظات للزواج منهن أكثر بما يقارب الضعف ، من الإقبال على الأسر المتحررة والشباب فى مجتمعنا صنفين :

الصنف الأول : متدين في الجملة ، فهو متقيد بآداب الإسلام ومعظم أحكامه ولا سيما الاجتماعية منها والبارزة فإنه لا يطمئن لفتاة ستصبح أُمًا لأولاده إلا إذا رأى طابع الدين والستر جليًّا وأصيلاً في حياتها .

الصنف الثاني : متفلت عن سلطان الدين وأحكامه ، فهو لا يـبالي أن يمتع نفسه بحظوظها كلما تسنى له ذلك ، لا فرق بـين أن ينالها من حلال أو حرام !

وبين الرجل والمرأة فارق في التسابق إلى حظوظ النفس - قلما يتبـينه الناس - تكون المرأة هي الخاسرة فيه دائمًا ! إذ المرأة مهما تحللت من قيود الدين والآداب ، فإنها لا تصل إلى قمة سعادتها إلا في ظلال بـيت تصبح أُمًّا سعيدة فيه . والرجل مهما كان شأنه ، إنما تهفو نفسه إلى نعيم تصفو فيه لذته عن كدور الغرامة أو المسئولية أو الجهد ، ولا يفطم نفسه عن التعلق بذلك إلا دين يتحكم بمجامع قلبه ، فإذا فقد الدين فإن الرجل والمرأة يلتقيان على مائدة تكون المرأة دائمًا هي الطرف المغلوب فيها !.

أذكـرك باليـوم الذي يصدق فيه قول اللَّه تعالى وهو يخاطب طائفة كبـيرة من الناس :  أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ  [ الأحقاف : 20 ] ،

إلى اللواتي استيقنت أفئدتهن الحق الذي بـينته ، غير أن الواحدة منهن تشعر بـبعد النقلة بـين الواقع الذي تعيش فيه والحق الذي آمنت به ، فتركن آسفة إلى الوضع الذي تعيش فيه ، وتعتذر إلى اللَّه أو إلى الناس ، بأنها عاجزة عن مثل هذا القفز البعيد .

كأن الأمر ليس مما يعنيك في شيء ، أو كأن الذي شرع هذا الحق وأمر به لن تطولك يده ، ولن يـبلغ إليك بطشه وسلطانه وعقوبة الدنيا هنا لا تتمثل في بلاء عاجل يحيق بالإنسان ، وإنما تتمثل في انغلاق العقل ، وقسوة القلب ، فلا يؤثر في أحدهما تذكير ولا تخويف ولا تنبـيه وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا  [ الكهف : 57 ]

فإن رأيت أن حبال الدنيا وأهواءها ، وتقاليد الصديقات والقريـبات ، تصدك عن النهوض بأمر اللَّه فيسوقك الألم إلى باب اللَّه تعالى وأعتاب رحمته ، لتعرضي له ضعفك وتجأري إليه بالشكوى ، أن يهبك من لدنه قوة وتوفيقًا ، وأن يمنحك العون لتتحرري عن سلطان نفسك ، وسلطان التقاليد والعادات ، وسلطان الأقارب والصديقات أما إن لم ينهض بك الإيمان إلى هذا ولا إلى ذلك ، ولم يتحرك القلب الذي وراء ضلوعك بأي تأثر واهتمام لكل هذا الذي حدثتك به - فلتكوني في شك من إيمانك بوجود اللَّه تعالى

رابط هذا التعليق
شارك

الأخ الفاضل : عمر عباس

كلام في الجون

سلمت يداك

و جزاك الله خير الجزاء

فهل من معتبر ؟؟

الشريف

coollogo_com_9051365.gif
رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...