اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

شهادة جيهان السادات .... وشاهد على العصر


ahm_ali_baba

Recommended Posts

هذة شهادة جيهان السادات على حياتها مع الرئيس انور السادات منذ اول لقاء لهما فى نفس يوم خروجه

هذة الشهادة هى شهادة حيه وتاريخيه ارجوا من الاعضاء اعتبرها كوثيقه او ارشيف بعدم الاضافه اليها او نقدها هنا بل بأمكاننا فتح موضوع أخر اسمه مناقشه شهادة جيهان السادات

هذة الشهادة مع غيرها من الشهادات ستكون بمشيئه الله تعالى اساس حديث مطول عن اسرار وخبايا هزيمه 67 لمن يريد مناقشتها او معرفتها بحق وبعيدا عن المزايدات

اتمنى ذلك

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقة جديدة مع شاهد جديد على العصر. شاهدتنا على العصر في هذه الحلقة والحلقات القادمة السيدة جيهان السادات.

تُعتبر السيدة جيهان صفوت رؤوف وشهرتها جيهان السادات أكثر النساء اللائي ظهرن خلال القرن العشرين إثارة للجدل في المنطقة العربيَّة، حيث لازالت هناك كثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام تُثار حول طبيعة الدور الذي لعبته في الحياة السياسيَّة في مصر، ليس خلال فترة رئاسة السادات لمصر بعد وفاة جمال عبد الناصر في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970م فحسب، وإنما منذ زواجها بأنور السادات في عام 1949م وحتى اغتياله في السادس من أكتوبر عام 1981م.

وُلدت جيهان صفوت رؤوف في حيِّ الروضة بمدينة القاهرة عام 1933م لأم بريطانية مسيحيَّة هي السيدة (جيلاديس تشارلز كوتريل) وأب مصري مسلم هو السيد صفوت رؤوف.

التقت مع السادات للمرة الأولى في السويس لدى قريب لها صيف عام 1948م، وكانت في الخامسة عشرة من عمرها، حيث وقعت في غرامه وقررت الزواج منه رغم أنه كان متزوجاً ولديه ثلاث بنات، وبالفعل تزوجته جيهان في التاسع والعشرين من مايو عام 1949م بعد طلاقه لزوجته الأولى. ولدت له جيهان أربعة أولاد، هم: لُبنى وجمال ونهى وجيهان الصغيرة التي التقيتها مع بناتها أثناء أحد أيام التصوير.

شاركت جيهان السادات زوجها الرئيس الراحل معظم الأيام والأحداث الهامة التي شهدتها مصر، بدءاً بليلة الثالث والعشرين من يوليو عام 1952م حينما اندلعت الثورة، وكانت معه في السينما مروراً بالصراعات التي قامت داخل مجلس قيادة الثورة والمناصب المختلفة التي تولاها السادات أثناء رئاسة عبد الناصر لمصر، رافقت السادات في زيارته المثيرة للجدل التي قام بها إلى الولايات المتحدة الأمريكية حينما كان رئيساً لمجلس الشعب المصري عام 1966م.

عايشت الصراع الذي قام بين عبد الناصر والمشير عامر خلال فترة الستينيات، حيث كان بيت السادات هو الملجأ لكل منهما، حتى بعد وقوع الهزيمة عام 1967م.

ورغم أن عبد الناصر بعد انتحار المشير في سبتمبر عام 1967م منع أعضاء مجلس قيادة الثورة من المشاركة في جنازته إلا أن جيهان شاركت في الجنازة، وذهبت إلى مسقط رأس المشير.

بدأت نشاطها العام بداية الستينيَّات إلا أن دورها بدأ يتبلور بعد تعيين السادات نائباً لرئيس الجمهوريَّة في التاسع عشر من ديسمبر عام 1969م، ثم اختياره رئيساً بعد وفاة عبد الناصر في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970م، وكانت بداية حكم السادات لمصر هي بداية أيضاً لدور سياسي جديد مثير للجدل فرضته جيهان السادات على الحياة السياسيَّة المصريَّة هو دور زوجة الرئيس التي أخذت لقباً جديداً أيضاً في تاريخ مصر السياسي الحديث هو لقب (سيدة مصر الأولى) التي تَدَّعي جيهان أنها لا تعرف حتى الآن مَنْ الذي أطلق عليها هذا اللقب، وبذلك أصبحت هناك مؤسسة توصف بأنها مؤسسة موازية لمؤسسة الرئاسة هي مؤسسة زوجة الرئيس.

شهدت مع السادات كل الأحداث الهامة، وشاركت في صناعة كثير منها، وتبنت بعض المشروعات على رأسها مشروع تنظيم الأسرة ودعم الدور السياسي للمرأة، وعدَّلت بعض القوانين على رأسها قانون الأحوال الشخصيَّة الذي لازال يُعرف في مصر حتى الآن بقانون جيهان.

رافقت السادات في معظم رحلاته وأسفاره التي قام بها خارج مصر، وكما كانت معه ليلة الثورة كانت معه يوم اغتياله في المنصة في السادس من أكتوبر عام 1981م.

أخذتني حيث كان يجلس السادات، وحيث كان ينام، وحيث كان يمشي، وشاهدت لوحاتها الزيتيَّة التي رسمتها على مرِّ السنين، والتي تزين بها جدران منزلها الذي تعيش فيه منذ عُيِّن السادات نائباً لرئيس الجمهوريَّة عام 1969م، ولأنها لم تكن مجرد زوجة لرجل حكم مصر أحد عشر عاماً في فترة خطيرة وهامة من تاريخ مصر الحديث، وإنما كانت تشارك بشكل أو بآخر في صناعة القرار فإن شهادتها تمثل أهميَّة خاصة، لأنها -أيضاً- شهادة على عصر السادات.

أود في البداية أن أعود بكِ إلى حيِّ الروضة حيث وُلدتِ ونشأتِ ومؤثرات النشأة الأولى في حياتك.

جيهان السادات:

طبعاً النشأة لها تأثير مؤكد على الإنسان، أنا نشأت في الروضة في جو هادئ بين أم وأب، حقيقي أمي إنجليزيَّة مش مصرية، لكن جمع بين أبويا وأمي حب شديد جداً اللي خلاه اتجوزها وجابها مصر، فكان البيت كله شعور بالحب والحنان والإحساس بأولادهم ويعني كان اللي أذكره وأنا طفلة أبويا كان يقعد معانا كتير ووالدتي ويدونا من وقتهم كثير مش يعني .. دي مهمة جداً، ودايماً أنا بأصر حتى في كلامي على الأطفال إن لازم يستمعوا .. الأب والأم يستمعوا لأولادهم ويشوفوا مشاكلهم ويختلطوا بيهم، ده بتحمي الأطفال.

فأنا الحقيقة طلعت في جو هادي جميل، أب وأم بيحبوا بعضهم، وبيتفانوا في تربيَّة أولادهم، فالحقيقة كانت بيئة يعني أقدر أقول بيئة جميلة إنها تطلعنا يعني هاديين وكويسين.

أحمد منصور:

والدتك هي السيدة جيلاديس تشارلز كوتريل.

جيهان السادات:

أيوه.

أحمد منصور:

بريطانية.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

والدك هو السيد أو الدكتور صفوت رؤوف.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

كان في وزارة الصحة، تَعرَّف عليها في بريطانيا، وتزوجها..

جيهان السادات [مقاطعة]:

نعم، وهو بيدرس في (شيفلد) أيوه.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

نعم، وجاء بها إلى مصر.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

أم إنجليزية.

جيهان السادات:

أيوه.

أحمد منصور:

وأب مصري، وحياة في مصر، أيضاً أما يدخل هذا في إطار شيء من التجاذب بين الأب والأم حول الأولاد ونشأتهم وتربيتهم مع اختلاف العادات والتقاليد والدين أيضاً؟

جيهان السادات:

ده صحيح، هأقول لحضرتك حاجة، يعني كان تأثير والدي أكبر بكثير من تأثير أمي، شخصيته كانت أقوى بكثير من شخصيَّة أمي، فكان الأثر الأكبر والأوقع من والدي، يعني أولاً: أمي وهي كانت إنجليزيَّة مسيحيَّة، ولكنها كانت تصوم معانا رمضان، وأنا أذكر إن أنا صمت رمضان أول مرة يمكن وأنا عندي 8 سنوات صمت كذا يوم، يعني كان البيت ديِّن، وكنت بأصلي وأنا طفلة، يعني مش وأنا كبيرة.

يعني كنا صحيح فيه جارتي كان لها تأثير عليَّ في هذا من ناحية الصلاة والصوم والحاجات دي، لكن أيضاً البيت كانت والدتي تشارك معانا علشان ما تخليش فيه فروق نحس بها، لكن طبعاً كان العادات يعني العادات الأجنبيَّة غير العادات المصريَّة، يعني أذكر مثلاً أو يمكن ما أوعاش على إن مثلاً وأنا طفلة كنت لما أقع كانت عمَّاتي يجروا عليَّ وهي أمي تبقى قاعدة تقول لهم: سبوها، سبوها تقع هي حتقوم لوحدها، يعني فيه فرق في العواطف حتى والأحاسيس بين طبعاً الأم المصرية والأم الأجنبيَّة، لكن هي ربَّت فينا الحقيقة ..

أولاً كانت متمسكة جداً ببلدها، لأنها من شيفلد، وشيفلد معروفة بالفضة، فكانت دايماً تقول: شوفي الفضة دي مصنوعة في بلدي، شوفي دي جات من شيفلد، يعني كان لها حب وتمسك ببلدها، ما نسيتهاش، غرست فينا بالطبيعي كده إن إحنا نحب بلدنا، ونتمسك بمصريتنا، ونتمسك بالوطن بتاعنا...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لكن هي لم تكن تتردد على بريطانيا؟

جيهان السادات:

لا، خالص .. خالص، ما راحتش إلا متأخر جداً، لأن قامت الحرب كمان بعد كده...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

هناك ما يشير إلى أن أصولها تعود إلى مالطا وليس إلى بريطانيا؟

جيهان السادات:

نهائي، نهائي .. ده كلام، أنا استغربت جداً، ولو كان أصولها من مالطا يعني ده لا أنكره..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

ما الذي يعيب هذا أيضاً؟ نعم.

جيهان السادات [مستأنفة]:

بالظبط .. لا أنكر هي إنجليزيَّة صميمة من شيفلد.

أحمد منصور:

بقيت والدتك على دينها.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

وكما ذكرت أنت في كتابك كانت تحتفظ بصليب في...

جيهان السادات [مقاطعاً]:

في حجرة نومها. نعم .. نعم.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

حجرة نومها، أنت كطفلة الآن يعني تتنازعين ما بين أم تختلف عن المجتمع كله في هويتها، في دينها، في عبادتها، وما بين مجتمع، حتى في لغتها، وما بين مجتمع آخر، ألم يحدث هذا أو يؤثر عليك أي تأثير سلبي أو تناقضي في بداية حياتك كطفلة؟

جيهان السادات:

نهائي، نهائي هأقول لحضرتك أنا مرة بنت، وأنا صغيرة جداً، بنت سألتني في المدرسة، وأنا كنت في مدرسة إرساليَّة فكان أغلبها مسيحيين والمدرسين مسيحيين كلهم، والناظرة كانت إنجليزية وكانت صديقة لوالدتي، فمرة بنت سألتني قالت لي: إزاي أنت مسلمة ومامتك مسيحيَّة؟ فأنا يعني استغربت، لأني كنت طفلة ما أوعاش أيه يعني الفروق دي، فرحت البيت وسألت مامتي، قلت لها، قالت لي: فعلاً أنا مسيحيَّة وأبوكِ مسلم، وأنت مسلمة.

لكن عايز أقول لك حاجة: إن ربنا بتاع الأديان كلها وأنت تطلعي مسلمة لأن والدك مسلم، لكن تحترمي الأديان الأخرى، وده عندكم في القرآن مذكور، فيعني طلعتنا الحقيقة أولاً ما فرضتش علينا، وما راحتش كنيسة عمرها وهي متزوجة لأبويا نهائي، يعني كانت ساعات أشوفها بتصلي في أوضتها، لكن كانت دايماً...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

مجرد رؤيتك دي ما كانتش بتعمل عند خلل؟

جيهان السادات:

لا، نهائي.

أحمد منصور:

ولا رد فعل عكسي؟

جيهان السادات:

ولا .. أبداً، أنا معتقدة إلى يومنا هذا إن ربنا للكل، وإن ما حدش اختار دينه، أنا ما اختارتش إن أنا أطلع مسلمة، أنا طلعت لأن والدي مسلم، وهي ما اختارتش تطلع مسيحية لأن اتولدت لقت والدها مسيحي...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لا. أنا هنا بأسأل عن الانعكاسات، وليس عن هذه الأشياء، لأن دائماً الإنسان إذا وجد في بيئة فيها أي شيء متناقض بيكون لها تأثير عليه وعلى شخصيته.

جيهان السادات:

ده صحيح، ده صحيح لو إن الشيء متناقض، لكن الشيء ما كانش في بيتنا متناقض، لأن كنا عارفين إن إحنا مسلمين، عارفين إن أبونا موجود معانا، وبنصلي وبنصوم، وعماتي تأثيرهم كان كبير جداً علينا، لأنه كانوا قريبين لنا ومختلطين معانا خالص، فكانت تأثير والدتي لوحدها، ما كانش فيه .. يعني أنا ليَّ خالة ما شوفتهاش إلا وأنا مِجَوِّزة وأنور السادات رئيس جمهورية، يعني...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

هذه التي ذهبت والدتك إلى بريطانيا..

جيهان السادات [مستأنفة]:

شيفلد .. أيوه، عشان تشوف أهلها، لكن يعني ما ليش مفيش تأثير بريطاني عليَّ نهائي .. نهائي ولا تأثير دين آخر عليّ نهائي وأنا صغيرة، لأن والدتي الحقيقة كانت بتلعب الدور ده، هي عارفة إنها اِجَوِّزت مسلم، وعارفة إن الولاد دول مسلمين، فعمرها ما إلا كانت دايماً بتحثنا على يعني نصلي، ماعمرهاش كانت .. يعني كانت تفكرني...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

تعلمت العربية في البداية؟ كانت تتكلم باللغة العربية؟

جيهان السادات:

كانت بتتكلم بالعربي، وحاولت إن إحنا تكلمنا بالعربي وإحنا أطفال، لأن قالت برضو مصريين وطالعين في مصر، وإحنا لغتنا العربية أقوى بكثير جداً من لغتنا الإنجليزيَّة، خصوصاً وإحنا أطفال، بس العربي بتاعها طبعاً كان عربي بتاع أجنبيَّة مكسر، حتى كنا ساعات نقعد نضحك على بعض التعبيرات اللي تقولها يعني.

أحمد منصور:

ذكرتِ أن عمة صديقتك رجاء لعبت أيضاً دور مؤثر عليك من خلال أنها كانت سيدة محجبة؟

جيهان السادات:

نعم، نعم، متدينة ومحجبة.

أحمد منصور:

ومتدينة، وأنتِ في نفس الوقت ذكرتِ إنه كان هناك فروق ما بين ما تجديه هناك وبين ما تجديه في بيتك.

جيهان السادات:

هو مش من الفروق الكبيرة، لكن عمة صاحبتي وصديقتي رجاء زين الدين كانت زميلة ليَّ في ابتدائي، وكنت أحبها، وكانت جارتي ساكنة جنبي، فأما كنت أروح أزورها ونذاكر سوا عمتها كانت محجبة ومتدينة جداً، فهي اللي خدتنا كأطفال، هي اللي قعدت تعلمنا الوضوء والصلاة، وهي اللي كانت بتدينا دروس دينَّية، وهي اللي خلتني يعني الحقيقة، وأنا يعني مثلاً عندي 13 سنة و12 سنة ماكنتش ألبس غير كُم طويل وكانت أمي كانت تندهش، يعني ساعات تقول لي: ليه؟ في سني مستغربة، فأقول لها: لأ، أنا عايزة كده، يعني ما أتحجبتش صحيح لكن كنت دائماً ألبس بلوزات بكم طويل وجونلات عشان يبقى.. وده كان غريب شوية يمكن في وقتي، وفي سني لكن كان ده تأثير..

أحمد منصور:

يعني كان الشائع غير ذلك؟

جيهان السادات:

آه طبعاً .. طبعاً كان الشائع كله من غير كمام وبنص كُم وكده يعني أنا خدتها كده حشمة بطريقة في سن مراهقة، يعني في سن اللي هو البنات بقى بتقعد تورِّي أيديها وما أعرفشي أيه، وتعمل فتحات كبيرة في صدرها وكده كان العكس عندي، وده يرجع فضله لأبلة نعمة عمة رجاء زميلتي.

أحمد منصور:

أنا أيضاً لاحظت شيء في كتابك "سيدة من مصر" الذي يعتبر بمثابة مذكرات بالنسبة لك، وأشكرك على النسخة التي أهديتها لي قبل عام.

جيهان السادات:

أيوه .. لا.. العفو، العفو.

أحمد منصور:

لاحظت إنك تعمدتِ تتكلمي كثيراً في البداية عن الإخوان المسلمين، وعن أنك كنت تجمعي تبرعات وتعطيها للإخوان المسلمين، وعن دور الإخوان المسلمين وتأثيرهم في المنطقة.

جيهان السادات:

ده صحيح.. صحيح.

أحمد منصور:

هل أنتِ تعمدتِ إنك تبرزي هذا الجانب أيضاً لتغطي على جوانب أخرى، أم أن هذه مؤثرات حقيقية؟

جيهان السادات:

لا.. لا.. دي مؤثرات حقيقة، أنا نشأت في حي الروضة، والروضة كان .. يعني أنا كنت أشوف وأنا عندي 13 سنة، أشوف الشباب اللي زييِّ.. قَدِّي وأكبر مني شوية اللي هو يعني أيه .. البنت تتطلع إنها تبص لهم في هذا السن ألاقيهم بيصلوا، بيروحوا الجامع، متدينين، جيراننا، أنا بأتكلم على جيراني اللي حوليَّ في الروضة، فكنت الحقيقة مُقَدِّرة هذا، مقدرة وأنا من ناحيتي تأثير أبلة نعمة علىَّ إن هو الدين والتمسك بالمثل والمبادئ، فكنت فرحانة جداً إن فيه شباب صغير قَدِّي وأكبر مني حاجة بسيطة متدين وبيصلي وأسأل يقولوا لي: دُوُل في الإخوان المسلمين، دُوُل شباب الإخوان المسلمين.

فالحقيقة كانت دي عندي لها تأثير كبير لدرجة إن أنا كنت أجمع مصروفي وهو قليل جداً يعني في هذا الوقت، مصروف أختي، ومصروف إخواتي، وبنت عمتي وولاد عمتي، وعماتي أروح أقول لهم: ادوني فلوس علشان حأتبرع بها. فيدوني ويدوني حاجات يعني بسيطة لكن كنت أبقى سعيدة جداً وأنا آخذها وأروح، وبيننا وبين بيت الشيخ حسن الهضيبي بيت واحد، في وسطنا يعني، فكنت أروح له بسهولة وأرن الجرس، وجرأة يعني مني وأَرن الجرس، وفي الظرف اللي معايا مبلغ بسيط يعني ماهوش كثير، وأقول له: ده مني للإخوان المسلمين، يعني لأنه بيساعدوهم في حاجات وبيلعموا حاجات في الجوامع، وتعليم، وزي مستوصفات لعلاج الناس الفقراء، فكنت مبسوطة جداً بالنشاط بتاعهم، ومبسوطة بالتدين والتمسك بالأخلاق.

أحمد منصور:

يعني ألم تتعمدي أن تتحدثي عن ذلك في كتابك.

جيهان السادات:

لا، لا، حأقول لحضرتك.

أحمد منصور:

لأنكِ حينما أصبحتي.

جيهان السادات:

زوجة.

أحمد منصور:

زوجة الرئيس الرئيس وسيدة مصر الأولى انتقدتي كثيراً بالنسبة لبعض الأشياء التي سنأتي عليها لاحقاً، بالنسبة لقانون الأحوال الشخصية وأشياء يعني يقال إنها تخالف أو ضد التوجه الإسلامي العام في البلد فتعمدتي الآن أن تتحدثي عن تدينك وأنتِ صغيرة وكذا؟

جيهان السادات:

لا، لا، لا، لا، هأقول لحضرتك لم أفعل شيء لا ضد الإسلام ولا خارج الشريعة، وقانون الأحوال الشخصية.

أحمد منصور:

لا، سنأتي له، أنا بأقصد في تعمدك الآن في كتابك،في مذكراتك والإشارة إلى أن طفولتك كان طفولة متدينة وأن كان وعيك بالإخوان وتروحي تعطي تبرعات للإخوان؟

جيهان السادات:

لا.. لا، دي حقيقة، دي حقائق حصلت في حياتي، فلا أنكرها ولا أبالغ فيها نهائي.

أحمد منصور:

أيضاً يعني بالنسبة للإخوان هنا قامت حرب 48 وأنتِ اتكلمتي عن هذا الأمر، وعيِّك كان .. أنت ولدتِ في العام 1933، يعني في 1948م كان عمرك حوالي 15 سنة تقريباً.

جيهان السادات:

بالظبط.

أحمد منصور:

وأنتِ في الخامسة عشر من عمرك وبنت ولستِ شاب، كيف كان وعيك السياسي في تلك المرحلة؟ كيف كان وعيك عن الحرب؟ كيف كان وعيك عن إن بلدك مصر محتلة من بريطانيا التي هي بلد والدتك في نفس الوقت؟

جيهان السادات:

أهي دي بقى التناقض اللي كان في داخلي فعلاً، يعني أنا أذكر حأنط نطة ثانية 1956م لما كانت بورسعيد بتضِّرِب، والدتي إنجليزية وأنا كنت حامل على الآخر وولدت فعلاً من الرهبة قبل ميعاد الولادة بشهرين وشوية، شهرين وأسبوع، وطبعاً ده دليل الانفعال وده اللي قالوه الدكاترة أيامها، يعني.

لكن كان التناقض في أيه؟ إن أنا كنت أقول لمامتي نفسها، ساعات أقول لها: ليه بتعملوا فينا كده؟ ليه بتضربونا؟ فهي تبص لي الحقيقة وتقول لي: يا بنتي مش أنا، مش أنا يعني دي سياسات لا أنا لي دخل فيها ولا أنتِ ولا .. فيعني كان فيه نوع من الأيه، يعني أكره الإنجليزية وفي نفس الوقت أحب والدتي وأحترمها جداً، وده كان نفس الشيء بالنسبة لأنور السادات فيما بعد، يعني كان يحب والدتي ويقدر الإنسان، لكن يكره الاحتلال، وأنا نفسي كنت أكره الاحتلال وكنت دائماً برضه في أي نشاط، يعني مثلاً أيام جواد حسني في قناة السويس وكان له دور، وعلى فكرة جواد حسني والدته إنجليزية برضه.

أحمد منصور:

سآتي إلى موقف حديث بينك وبين الرئيس عبد الناصر بعد ذلك.

جيهان السادات:

أيوه، أيوه، فيعني بالعكس كان عندي وطنية يمكن تستغرب حضرتك والله ما بأقولها مبالغة كانت تزيد عن الابنة اللي أبوها وأمها مصريين، ما أعرفش ليه، لأن كان فيَّ نوع من الـ .. يعني حب لبلدي وحب للوطن غريب .. ومازال فيَّ لغاية الآن، وهو ده سبب زواجي من أنور السادات.

أحمد منصور:

سآتي للسبب، ولكن مصادر ثقافتك أيه في 1948 وأنتِ في هذا العمر، وفي هذا السن وانتقلتِ من مدرسة الإرسالية الابتدائية إلى المدرسة..

جيهان السادات:

الأورمان الثانوية.

أحمد منصور:

الثانوية؟ نعم.

جيهان السادات:

حب بلدي، مش عايزة حد يحتلها، مش عايزة .. كان أيامها الإخوان بيتمسكوا أيام الملك ويتعذبوا، وأنا فاكرة كان فيه واحد اسمه مالك على ما أذكر اتمسك وكان..، كان له قصة كده في الجرايد، هرب، أو كانوا بيدوروا عليه وعلى بال ما مسكوه أنا كنت بأتعذب عشانه، وأنا لا أعرفه ولا شيء، لكن عارفة إن دُوُل بيقوموا بدور وطني، فكان يعني نوع من التأييد وحب للي بيعملوه لأن عارفة دُوُل بيخدموا بلدي، وضد الاستعمار، وضد الاحتلال، فَدَه كله كان شيء في نفسي شديد جداً يعني.

وحأقول لحضرتك تستغرب يعني أكثر من إخواتي اللي هم في نفس البيئة ونفس البيت، وأكثر .. يعني والدي اتحبس ليلة، وكان في مظاهرات في أسيوط، كان والده اللي هو جدي حكيم باشا هناك، دكتور، في أسيوط وابنه اللي هو والدي اتمسك في مظاهرات وحبسوهم ليلة علشان ضد الإنجليز، فيعني فيه وطنية في البيت برضه، وفيه حب، وزيِّ ما كانت أمي تحكي لي عن الوطنية اللي عندهم في بلدهم، وإزاي كانوا أيام الحرب بيضحوا وبيساعدوا الجيش بتاعهم بتغرس فيَّ أيضاً الوطنية لبلدي.

أحمد منصور:

كان فيه قوى سياسية أخرى موجودة على الساحة في ذلك الوقت غير الإخوان، ألم تسمعي عنها؟ ألم تحتكِ بها؟ ألم..

جيهان السادات:

زي أيه؟

أحمد منصور:

يعني كان فيه حزب الوفد في ذلك الوقت، كان فيه أحزاب أخرى مختلفة موجودة على الساحة.

جيهان السادات:

آه .. مصر الفتاة و .. لأ يعني الحقيقة يعني إعجابي كان بالإخوان بس قدر بقى يعني سنِّي ومعلوماتي.

أحمد منصور:

كان عندك مصادر ثقافتك لم تحدثيني عنها، هل كنت تقرأي الكتب؟ تطالعي الصحف؟

جيهان السادات:

نعم، نعم، نعم.

أحمد منصور:

أيه طبيعة القراءات في ذلك الوقت؟

جيهان السادات:

أيامها.، أولاً أنا أحب أقرأ كثير جداً، فكنت الصحف دائماً متابعة للأحداث اللي بتجري حولي، ثانياً فيه مكتبة هنا في الجيزة يعني رحت لها برضو وأنا عندي يمكن 9 سنين، وبرضو خدت مصروفي ورحت عشان أشتري مجموعة كتب، وعايزة أثقف نفسي قراءة ومعلومات يعني بجانب الدراسة، فأنا أذكر قوي الراجل بص لي كده وضحك ولما شاف الفلوس اللي معايا يعني بأديها له وواخدة كذا كتاب، فطبعاً كان الفلوس اللي معايا مصروفي يمكن ما يجبش كتابين ولا كتاب، فضحك الراجل وكان لطيف جداً وشجعني، وقال لي: بُصّي المصروف بتاعك ده أنا حأخد منه اشتراك حتبقي مشتركة هنا في المكتبة عندي وتيجي تقرأي وترجعي الكتاب، وتأخدي غيره وترجعي، وبالطريقة دي حتقرأي أكبر عدد ومش حتدفعي فلوس كثير، فهو ساعدني الحقيقة بطريقة فأبتديت بقى أقرأ مثلاً...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

تفتكري الكتب الأولى اللي قرأتي فيها؟

جيهان السادات:

أول كتاب أفتكره كويس جداً زيِّ النهارده للمنفلوطي كان كتاب مترجم عن (سيرانو دي براجراك) الرجل..

أحمد منصور:

العبرات.

جيهان السادات:

الراجل .. هي قصة فرنسية عن رجل، هي قصة رومانسية، أحَبَّ واحدة وهو كان مناخيره وحشة وشكله وحش قوي فكان بيتدارى ويسمعها كلام حلو وهي حبِّته من غير ما تشوفه.. يعني لما شافته بعد كده يعني ما همهاش بقى مناخيره ولا حاجة، يكفي اللي سمعته منه واقتنعت به، يعني فيه حاجات، وقريت بقى عن مثلاً (مدام كوري) اللي عملت (الريديوم) وإزاي كافحت؟ وإزاي عاشت سنين أغلب عمرها في المعمل علشان تخترع شيء يفيد البشرية، يعني الحاجات دي كانت، وقصص عن طبعاً السيدة خديجة وزوجات النبي والسيدة عائشة، يعني قريت حاجات كثير.

أحمد منصور:

يعني لم يكن هناك توجيه لك وإنما كانت معظم قراءاتك من اختياراتك أنت؟

جيهان السادات:

من اختياري أنا شخصياً في هذا السن، وطبعاً كتب مبسطة، مش هأقول لحضرتك...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

كان لكِ صديقات بقيت صداقتك معهن منذ تلك الفترة.

جيهان السادات:

آه طبعاً مثلاً عُلا بركات، وهي زوجة الأستاذ إبراهيم نافع رئيس تحرير الأهرام هي كانت معايا من أول يوم دخلنا في الروضة في الحضانة وقعدنا جنب بعض، وبعدين أنا اتجوزت بَدْرِي وهي كَمِّلت وخدت حقوق وهي لها برنامج إذاعي، وأنا اتجوزت بَدْرِي لكن رجعت تاني كَمِّلت..

أحمد منصور:

صديقاتك ما كانش لهم تأثير أيضاً عليكِ؟ ما كانش فيه في هذه العلاقة، في تلك المرحلة أحياناً تكون علاقات الصداقة لها تأثير بيبقى في نفس الإنسان أو في خياله.

جيهان السادات:

يعني أنا مش عايزة أشكر في نفسي يعني، مش عايزة أقول إن تأثير كتب، تأثير والدي، تأثير الجو المحيط بيَّ أكثر كان من الصداقات.

أحمد منصور:

في صيف العام 1948م ذهبتِ إلى السويس لزيارة ابنة عمتك التي كان زوجها حسن عزت الذي كان ضابطاً.

جيهان السادات:

نعم .. طيار.

أحمد منصور:

ضابط طيار، وكان على علاقة بـ..

جيهان السادات:

بأنور السادات.

أحمد منصور:

بالرئيس أنور السادات، أو السيد أنور السادات، أو الضابط أنور السادات في ذلك الوقت.

جيهان السادات:

نعم .. بالظبط .. بالظبط.

أحمد منصور:

والتقيتِ للمرة الأولى مع الرئيس السادات.

جيهان السادات:

أنور السادات، أيوه.

أحمد منصور:

كيف كان لقاؤك الأول مع السادات؟ وما هي المعلومات التي كانت لديك قبل لقائك به؟

جيهان السادات:

آه .. بالظبط، هو التأثير اللي كان فعلاً عليَّ كان حسن عزت بيقول لي .. بيحكي لي عن أنور السادات، وكان فيه محاكمة أيامها بتاعة أمين عثمان، فكان بيحكي لي إزاي إن هم اتسجنوا سوا وهربوا من السجن، وإزاي رجع، وإزاي كذا. مرة اتسجن وإزاي الإنجليز شالوا الرتب بتاعته ورجعوا تاني رجعوه، يعني عارف حضرتك حاجة..

قعد يحكي لي عن إنسان طبعاً أنا كنت لسه ما كملتش، يعني أنور السادات حضر عيد ميلادي الـ 15، فيعني ما كنتش عايزة أقول إن أنا عندي من النضج الكافي، يعني كنت لسه شابة صغيرة خالص، لكن كان حب البلد وحب الوطنية حببني في أنور السادات، مش حب إن أنا حأتجوزه ولا فكرت ولا خطرت على بالي أبداً، لكن حب إنسان من عائلة فقيرة ممكن كان يعيش ظابط حياة كريمة ومتزوج وله بنات، فكان يقدر يعيش زيه زي بقية الظباط زملاؤه وما يقحمش نفسه في السياسة، لكن هو يعني دخل في السياسة وضحى بمنصبه، وضحى بحياته، وضحى بكل شيء واتعذب، واشتغل سواق وشَيَّال علشان خاطر بلده.

أحمد منصور:

كل المعلومات دي عرفتيها في ذلك الوقت؟

جيهان السادات:

عرفتها من حسن عزت، ما كنتش عندي فكرة عن أنور السادات.

أحمد منصور:

فرسمت صورة البطل في ذهنك.

جيهان السادات:

بالظبط، فاترسمت صورة إنسان مكافح بيحب مصر وبيضحي من أجلها جداً عشان يشوف كل العذاب اللي شافه، فحبيت هذا البطل، حبيته جداً.

أحمد منصور:

قبل أن تريه؟ قبل أن تتوقعي أن يكون على علاقة مع زوج ابن عمتك أو أي شيء؟

جيهان السادات:

خالص، نهائي، نهائي.

أحمد منصور:

كيف كان اللقاء الأول معه؟

جيهان السادات:

اللقاء الأول أولاً أنا أعلم أنه متزوج فإذا به يخرج من السجن، أولاً أنا نزلت أجيب الجورنال علشان أشوف.

أحمد منصور:

كنتِ تعرفي إنه متزوج، يعني عرفتِ التفصيلات دي كلها من حسن؟

جيهان السادات:

آه، متجوز وعنده بنتين يعني أو مش عارفة حاجة..

أحمد منصور:

3 بنات.

جيهان السادات:

3 بنات، فيعني أنا ما .. الناحية دي ما كانتش بتخش تفكيري أبداً.

أحمد منصور:

لأنك بتنظري له نظرة عادية.

جيهان السادات:

نظرة مختلفة، مختلفة، فلما جه، نزلت جبت الجورنال وفرحتي إنه طلع براءة، يعني كنت عمَّالة أعيَّط من كنز الفرحة، إلى هذه الدرجة.

أحمد منصور:

دي طبعاً قضية...

جيهان السادات [مقاطعاً]:

أمين عثمان.

أحمد منصور:

اتهامه في مقتل أمين عثمان في 6 يناير 1946م، وبقيت القضية معلقة حتى العام 1948 حيث حكم فيها في ذلك الوقت.

جيهان السادات:

بالظبط .. بالظبط. المفاجأة بقى هو حسن عزت نزل علشان يروح يحضر الحكم بالنسبة إنه صديق، ما تصورتش ولا خطر على بالي إن يكون أنور السادات جاي معاه، لأن -يعني- الشيء الطبيعي إنه بيروح بيته وأسرته، فلما جه معاه وشُفْتُه في السحور أول لقاء، طبعاً كان هو أنو السادات طبيعته لم تتغير من يوم ما شُفْتُه في هذا اليوم إلى يوم ما مات وبعِد، يعني خلاص حياته كلها من النوع اللي ما يتكلمش كثير، يعني عنده صمت واستماع أكثر طول حياته، حتى في قعداتنا معانا يعني أنا أتكلم، هو تبص تلاقيه يستمع أكثر، يعني مش من النوع اللي .. فيومها يعني كان السحور وتسحر معانا.

أحمد منصور:

يعني معنى ذلك إن ما في داخله ليس من السهل على مَنْ يجلس معه وأن يتعرف عليه؟

جيهان السادات:

أيوه .. أيوه، هو مش سهل إنك يعني هادي الطبع، ومن النوع اللي ما يتكلمش كثير وما يسألش كثير، يعني .. من النوع اللي يستمع أكثر ويستوعب أكثر.

أحمد منصور:

ويفكر فيما يقال، ولا يبدي رأياً في نفس اللحظة.

جيهان السادات:

بالظبط .. لا، لا، لا.. لا، مش سريع، يمكن أنا سريعة ساعات، ممكن أندم على اللي قلته مثلاً بعد شوية أقول يا ريتني ما قلت، هو ما عندوش دي خالص، هو عنده تأني غريب في حياته كلها من وهو ظابط صغير إلى زي ما بأقول لحضرتك إلى أن رحل.

أحمد منصور:

الشعور الأول في اللحظة الأولى التي رأيتِهِ فيها؟

جيهان السادات:

فرحانة به، فرحانة، يعني بطل زي ما بأقول لحضرتك، يعني بطل ضحى ولما تعرف حضرتك مثلاً أنا لما بعد كده عرفته وقعدت معاه وتكلمت معاه وحضر عيد ميلادي، وغنى لي غنوة قال دي هديته لأن لا يملك شيء خالص.

أحمد منصور:

فاكرة الغنوة؟

جيهان السادات:

آه .. طبعاً.

أحمد منصور:

لفريد الأطرش طبعاً كانت؟

جيهان السادات:

آه .. طبعاً .. يا ريتني طير، فهو كان صوته كمان حلو، حتى صوته بهرني، كل حاجة بهرتني، وبقيت يومها قضينا يوم في كازينو اسمه (التعاون) في الإسماعيلية، فقعدت أتكلم معاه وأسأله أسئلة وأقول له كنت بتعمل أيه في السجن يعني؟ أنا مش قادرة أتصور واحدة عندها 15 سنة بتتصور إنسان يقعد في زنزانة سنتين ونص إزاي؟ كان بيقضي وقته إزاي بيقرأ أيه؟ بيعمل أيه؟ يعني إزاي استحمل يعني حاجة زي كده؟! فيقعد يحكي لي الكتب اللي قرأها والحاجات دي.

وبعدين يعني حأقول لحضرتك سألت أبيه حسن اللي هو صديقه: إزاي ما راحش لمراته وولاده؟ فقال لي: لأ، ده هو سايبها من وهو في السجن، يعني قال لها ما تزورهوش وهو منفصل عنها إلى أن إجراء الطلاق يعمله بعد ما يطلع من السجن عشان ما كانش يملك وهو في السجن يعني.

أحمد منصور:

كان عمره ثلاثون عاماً في ذلك الوقت؟

جيهان السادات:

تقريباً آه.

أحمد منصور:

وأنت كان عمرك 15 عاماً.

جيهان السادات:

15، إحنا بيننا 15 سنة.

أحمد منصور:

بعد هذا اللقاء بدأت صلتك تتوطد.

جيهان السادات:

نعم بأنور السادات.

أحمد منصور:

بأنور السادات.

جيهان السادات:

ده صحيح.

حمد منصور:

بعد لقاء الإسماعيلية الذي يُعتبر كان بداية البذرة الأولى لما بينكم، وحدثت لقاءات كثيرة لا سيما ما حدث في الإسكندرية.

جيهان السادات:

نعم، نعم.

أحمد منصور:

في ذلك الوقت كان معتاد إن بنت عمرها 15 سنة ممكن تمشي مع واحد؟

جيهان السادات:

لأ. لأ.. صعبة كنت جداً، بس هأقول لحضرتك: أنا كنت حاسة .. أنا عندي يعني شيء من الجرأة دي في طبيعة شخصيتي.

أحمد منصور:

هل كانت هذه الجرأة مع أي أحد قبل السادات؟

جيهان السادات:

نهائي، أول حب وأول رجل في حياتي وآخر رجل.

أحمد منصور:

ووجدتِ في نفسك الجرأة أيضاً إنك إنتِ تنفتحي معاه بالطريقة التي وصفتيها في كتابكِ مثلاً؟

جيهان السادات:

يعني كنت حاسة إن في الأسئلة آه، كنت بأسأله أسئلة يعني زي ما قلت لحضرتك...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

حتى في إنك تتمشى معاه على الشط.

جيهان السادات:

أيوه، أيوه دي بقى كانت يعني يمكن شيء جريء شوية بالنسبة لهذه الأوضاع في هذا الوقت، يعني النهاردة البنات كلها بتخرج مع الولاد وشيء عادي، لكن في وقتي برضو كان جرأة شوية، لكن الحب اللي كان بيني وبينه واللي بيربطني وثقتي فيه، وثقتي في نفسي قبله ما كانش مخفوني، يعني طيب وفيها أيه لما أخرج أنا وهو على شاطيء وبنت عمتي لسه نايمة، وقاعدين لسه بقى، وأنا بأقوم بدري وهو بيصحى بدري، فقمنا تمشينا على البتاع، والمهم إن إحنا اتظبتنا يعني واحدة قريبتي...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

بدون ترتيب يعني؟

جيهان السادات [مستأنفة]:

ظبطتنا وأنا ساعتها يعني كنت زي المثل ما بيقول عايزة الأرض تنشق وتبلعني، وشوفتها من بعيد، وشي طبعاً أنا حسيت بالفوران، وسلمت عليَّ، ما بقيتش عارفة أقول لها أيه، لكن بعد كده لمَّا حضروا الخطوبة بقى، قالت لي بقى: هو بقى اللي شفناك معاه، فيعني اتظبط فعلاً .. أيوه.

أحمد منصور:

متى بدأتِ تشعري بالحب تجاه أنور السادات؟ متى بدأ الكلام بينكما فيما يتعلَّق بالزواج، وكيف كان تفكيرك حينما عرض عليك هذا الأمر؟

جيهان السادات:

هأقول لحضرتك: هو بعد ما طلع، هو قعد بقى عند حسن عزت، ولأ .. هو حسن عزت راح جابه من لوكاندة في حلوان، أَمَّا خرج من السجن راح على حلوان، وبعدين جابه عنده فقعده معاه، بعديها أنا كنت بأتكلم معاه كل يوم وبأقعد معاه، وبعدين ابتديت أحبه وأحسن إن أنا بأحبه، وبعدين هو للحقيقة نفس الحكاية، وكان بيقاوم لأن هو كان معتبر إنه يعني مش عاوز يتجوز تاني، ويعني على الأقل يبقى فيه فترة، يعني كان.. وكان مستصغرني عليه، بمنتهى الأمانة يعني كان مستصغر إن الفرق بيننا كبير وكده، فأنا كنت بأذلل له كل حاجة يعني، مفيش حاجة كنت .. يعني فقير، يقول لي: أنا فقير، ما حلتيش حاجة.

أقول له: عمر الفلوس كانت بتشكل حاجة عندي. طيب أنا ما .. لسه ما اشتغلتش، ما عنديش وظيفة. هتيجي الوظيفة في يوم من الأيام، مش يعني...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

طبعاً السادات في ذلك الوقت كان قبل ذلك كان ضابطاً في الجيش، وبعدين لمَّا وُرِّط في هذه القضيَّة فُصل من الجيش.

جيهان السادات:

نعم، أيوه مفصول.

أحمد منصور:

ولمَّا طلع من القضيَّة في سنة 1948م أيضاً كان بدون عمل.

جيهان السادات:

بالظبط .. ما أنا بأقول لحضرتك، أنا قبلته وحبيته لا وظيفة ولا فلوس ولا .. ولا أي شيء ينم عن المستقبل...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

طيب أيه اللي عجبك فيه؟ إيه اللي عجبك فيه؟

جيهان السادات:

شخصيته، وهأقول لحضرتك هو أسمر قوي، يعني ماهواش السمار العادي، يعني شوية زيادة، لكن كل ده كان في نظري أجمل حاجة في الدنيا، ومازال لغاية يومنا هذا بأشوفه مش هأقولك جميل، لأن أنا يعني مش بأتهيأ حاجات، لكن بأشوفه وجيه، بأشوفه شكل بيمثل المصري الصميم، بأشوف الوطنية فيه، بأشوف حب مصر فيه، بأشوف الإخلاص والتفاني، بأشوف فيه مُثل أنا عايزاها، مش عايزة رجل غني وعنده عربية...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

طيب هل كنتِ تفكري في الزواج أصلاً في ذلك السن؟

جيهان السادات:

يعني كان بيتقدم لي كثير.

أحمد منصور:

وإنتِ في السن ده؟

جيهان السادات:

آه، آه، تقدم لي كثير جداً، وكان يعني مش عايزة أقول: خُطاَّبي بييحبوا، يروحوا لوالدي، ويتقدموا لي وكده، وكان في وقتي أيامها يعني مش حاجة جديدة قوي إن بنت تتجوز 16 سنة، يعني ما كانتش حاجة.. وخصوصاً إن أنا هأقول لحضرتك أنا يعني دخلت مش ثانوي عام، دخلت ثانوي فني كمان، علشان أُجيد..

أحمد منصور:

أعمال البيت.

جيهان السادات:

الحياكة والطبخ، وأعمال البيت، بالظبط.

أحمد منصور:

كيف تمت الخطبة والزواج؟

جيهان السادات:

اتقدم لوالدي، وطبعاً كانت قصة برضو يعني اختلف مع والدتي لأنه برضو سألته، هي مدرسة قعدت تسأله في أول مقابلة لهم يعني أيه رأيك في كذا وكذا؟ وبعدين جات لتشرشل فقال لها: حرامي!

فهي ذهلت في الحقيقة، وطبعاً الجو اكَّهرب، وخرج هو، وأنا كلمته في التليفون بعدها، وقلت له يا أنور تقولP لوالدتي كده؟ ليه ما كنتش دبلوماسي معاها وتقول لها حاجة ألطف من كده يعني؟

فقال لي: جيهان، أنا ما أعرفش .. ما أعرفش أجامل يعني، أنا بأقول اللي بأحس به، وربما كان يعني ردِّي قاسي شوية عليها، لكن هو بطل لها هي ، لكن حرامي بالنسبة ليَّ، ومازال حرامي بالنسبة لي.

أحمد منصور:

أنتِ شجعت أنور السادات إن هو يتقدم لخطبتك، وسعيت لتذليل كل الصعاب، كان بدون عمل، لا يملك مال.

جيهان السادات:

أيوه.. أيوه، لدرجة ..

أحمد منصور:

كانت أسرتك تنظر إلى الوجاهة وإلى المال وإلى غير هذه الأمور، وأنتم سعيتم أيضاً لتلفيق بعض القصص والروايات في البداية لكنه...

جيهان السادات [مقاطعة]:

بس هو رفض، حسن عزت قال له: قل لوالدها إنه غني وعنده أراضي. هو رفض، وأنا اللي وقفت قلت له: إذا رفضت مش هيقبلوك، لأن فيه متقدم لي ما هو أفضل منك بكثير، فليه ياخدوك؟ كأب وأم يعني عايزين الأفضل لبنتهم، فأنا اللي هأجوزك، وأنا عارفة إنك فقير، وعارفة إنك لا تملك شيء، فمش أبويا اللي هيجوزك، أنا.. فمالكش دعوة بهم، وأنا عارفة أيه الطريقة اللي بيفكروا بها، فأرجوك إنك.. فرسينا في النهاية، هو طبعاً قعد يقول: أنا ما أحبش أغش، وما أحبش.. فقلت له: طيب، في حل وسط، إذا طُلب منك، إذا سئلت: هل أنت غني؟ أبقى قول: أنا لا أملك شيء، زي ما أنت فعلاً لا تملك، لكن إن لم تُسأل فما.. يعني ما تبتديش إنت، وأنا عارفة إن أبويا إنسان زي ما كان دايماً يقول أنا بأشتري راجل ما بأشتريش فلوس.

أحمد منصور:

هناك أشياء كثيرة تؤكد عل أنك اشترطتِ عليه أيضاً أن يتم طلاق زوجته الأولى قبل أن يتقدم للزواج منك؟

جيهان السادات:

لا، لا، لا، لا .. الكلام ده يعني إذا كان حصل...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

ألم يتم طلاقه قبل أن يتزوجك؟

جيهان السادات:

ده صحيح، لكن مش أنا اللي قلت .. يمكن هو مش عاوز يجمع بين زوجتين، ولأن هو من السجن...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

يعني أنتِ ما كانش عندك مانع أن تكوني زوجة ثانية له؟

جيهان السادات:

لا. لا أقبلها طبعاً.

أحمد منصور:

طيب.

جيهان السادات:

أكون صريحة معاك، لا، أنا ده أنا بتاعة قانون الأحوال الشخصية اللي ما بيجمعش. مش ممكن يعني، بس هأقول لحضرتك حاجة، يعني أنا كواحدة في السن ده لمَّا لقيته طلع من السجن على حلوان على حسن عزت، قاعد معاه، وقالوا ساب زوجته، انفصل عنها وهو في السجن إلى أن يطلع يطلقها.

أحمد منصور:

لكن ما كانش طلقها لسه؟

جيهان السادات:

طلقها بعد ما طلع من السجن، وإحنا مخطوبين أفتكر، فلكن مش أنا اللي قلت له لا..، ودي كنت حاجات حساسة ما.. حقيقة ما كلمتهوش، وبعدين أنا كنت شارياه على أي شكل وعلى أي وضع.

أحمد منصور:

للدرجة دي يعني؟!

جيهان السادات:

آه .. للدرجة دي كنت بأحبه وما زلت، يعني بأحبه بدرجة إن أي شيء لو جالي وقال لي: أنا أخلي زوجتي الأولانيَّة وهأخليها علشان خاطر الولاد ما كنتش هأقول له: لأ. أبداً، فأنا لم...

أحمد منصور [مقاطعاً]:

ما أنت هنا حضرتك قبلتي إنك تكوني زوجة ثانية؟

جيهان السادات [مستأنفة]:

يعني الحب كان، زي ما بيقولوا: الحب أعمى، يعني كنت هأقبله على كل وضع، لكن هو اللي رفض هذا، وهو اللي لم يقبل هذا.

أحمد منصور:

حياتكم في البداية كانت صعبة؟

جيهان السادات:

جداً، آه طبعاً.

أحمد منصور:

أيه شكل الصعوبة اللي واجهتوها باختصار؟

جيهان السادات:

أمَّا دخل، أمَّا رجع الجيش، طبعاً ماهيته كانت 34 جنيه، كنا ساكنين في شقة بـ12 جنيه في الروضة برضوا اللي أنا بأحبها ومش عايزة أخرج منها، شقة في عمارة حلوة وعمارة جديدة، وكان عندنا مراسلة من الجيش دايماً كان ساعتها الظابط بيبقى معاه مراسلة يخدم.

أحمد منصور:

ده طبعاً بعدما رجع في 10 يناير 1950م.

جيهان السادات:

نعم بعد ما رجع الجيش، الحقيقة طبعاً المرتب كنا بندي جزء علشان أولاده، والجزء الثاني كان بالكاد بيقضي إن إحنا ناكل يعني، لو أقول لحضرتك كنت بأبقى مثلاً ماشيه، أولاً أنا اللي بدلته أنا اللي بأغسلها، وأنا اللي بأكويها، وأنا اللي بألمع له الزراير، وأنا اللي بأعمل كله، الأكل في البيت أنا اللي أطبخه، ما كنتش أعرف طبخ، كنت أجيب كتاب وأقعد أبص فيه، وطبعاً هو قاسي من هذا يعني.

لكن برضه زي ما بأقول لحضرتك، لأنه بيحبني، ولأن معدته الحمد لله كانت في صفي، مش أكول، هو إنسان مش أكول خالص، والأكل لا يشكل عنده أي شيء، فده اللي نجح جوازنا كمان بعد كده يعني العشرة والحب اللي.. وكنت يعني نفسي أسعده بأي طريقة، ونفسي أخفف عنه اللي شافه في الماضي.

أحمد منصور:

في 10 يناير 1950م كان السادات على علاقة مع يوسف رشاد الذي كان طبيباً للملك ومسؤولاً عن الحرس الحديدي في نفس الوقت، ولعب يوسف رشاد دوراً في إعادة السادات إلى الجيش مرة أخرى. وفي العام 51 التحق السادات مرة أخرى أيضاً...

جيهان السادات [مقاطعة]:

نعم.. نعم.. بالجيش..

أحمد منصور [مستأنفاً]:

بالضباط الأحرار.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

وقامت الثورة في 23 يوليو، وكان له دور فيها، في الحلقة القادمة أبدأ معك من عودة الرئيس السادات أو أنور السادات، أو الضابط أنور السادات إلى الجيش مرة أخرى في العاشر من يناير 1950م.

جيهان السادات:

إن شاء الله.

أحمد منصور:

أشكرك شكراً جزيلاً.

جيهان السادات:

شكراً.

أحمد منصور:

كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الحلقة القادمة إن شاء الله نواصل الاستماع إلى شهادة السيدة جيهان السادات، في الختام أنقل لكم تحيَّات فريق البرنامج، وهذا أحمد منصور يحييكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تم تعديل بواسطة ahm_ali_baba
رابط هذا التعليق
شارك

منصور:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (شاهد على العصر) حيث نواصل الاستماع إلى شهادة السيدة جيهان السادات.

السيدة جيهان مرحباً بكِ.

جيهان السادات:

أهلاً، أهلاً.

أحمد منصور:

في الحلقة الماضية توقفنا عند عودة الرئيس السادات إلى الجيش مرة أخرى في العاشر من يناير عام 1950م. قبل ذلك اتُّهم السادات بعلاقته بالألمان في فترة الأربعينيات، وتحديداً من 42 إلى 44 وسُجن على يد البريطانيين، اتُّهم بعد ذلك أيضاً بقتل.. في حادث مقتل أمين عثمان، وظل في السجن من العام 46 إلى العام 48، ثلاثون شهراً، التقيتِ أنتِ بعدها به وتزوجتيه، يعني حدث ما بينكما، ثم حدث الزواج، وتحديداً تم زواجكما في 29 مايو، 1949م.

ما هي طبيعة العلاقة التي كانت تربط بين أنور السادات وبين الدكتور يوسف رشاد طبيب الملك الخاص الذي أعاد أو كان له الدور الرئيسي في إعادة السادات إلى الجيش مرة أخرى؟

جيهان السادات:

نعم، أنور السادات كان ظابط في سلاح الإشارة، سلاح الإشارة يعني معناها التليفونات كلها معاه، وكان بيخدم ساعتها يوسف رشاد كان لِسَّه طبيب لم يعرف الملك، ولم يخدم الملك بعد، العلاقة بينهم جات إن ابن يوسف رشاد كان مريض، وما كانش عارف يتصل به لأنه هو دكتور، فلجأ لأنور السادات -وهو ظابط الإشارة ساعتها- إنه يكلم ابنه، فأنور كان هو بطبيعته يعني كريم إلى أقصى الحدود، يعني..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

ده طبعاً في الوقت اللي كان فيه السادات في الجيش.

جيهان السادات [مستأنفة]:

نعم كان ظابط في الجيش، فساب له الخيمة بتاعته، قال له: تعال نبدِّل الخيم، خُد خيمتي وكلِّم مراتك طول الليل زي ما أنت عايز تطمن على ابنك وأنا هاخد مكانك إلى الصباح، لأني مش هأستعمل التليفون، فيوسف رشاد شالها له جميلة، ومن هنا بدأت العلاقة بينهم، بعد كده الملك عمل حادثة (القصاصين) وكان يوسف رشاد هو الدكتور اللي موجود هناك فأخده كطبيب للملك، ومن هنا ظلت العلاقة بينهم يعني علاقة صداقة، لمَّا خرج من الجيش، أولاً: صلته بيوسف رشاد كمان أحب أقول: إنه من الناس اللي كان بيحاول يعرف شيء عن الظباط الأحرار علشان ينقله للملك، أنور السادات لعب دور من أخطر ما يمكن في هذا الوقت إن هو بعده كل البعد عن التركيز على جمال عبد الناصر وزملائه على ظباط تانيين، فالحقيقة دي يعني وكان بياخد كلام أنور السادات له ثقة شديدة، وينقلها للملك.

فحوِّل.. حوِّل شويه الاتجاه عليهم يعني، وده كان يمكن في الآخر مرة يعني أنا حتى كنت معاه في إسكندرية..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

سآتي لها، ولكن هنا يوسف رشاد لم يكن مجرد طبيب، وإنما كان أيضاً مسؤولاً عمَّا عُرف باسم (الحرس الحديدي)، وهو تنظيم سري خاص يتبع الملك، تقوم مهمته الأساسيِّة على تصفية خصوم الملك السياسيين..

جيهان السادات:

طبعاً.

أحمد منصور:

وقام بعمليَّات تصفية فعلاً في تلك المرحلة، حتى ضُغط على الملك بعد ذلك من البريطانيين أن يقوم بتصفية هذا الجهاز. يوسف رشاد كان مسؤولاً عن الحرس الحديدي، وكان العلاقة التي ربطت بين السادات وبين يوسف رشاد كانت تتعلَّق باتهامات وجُهت للسادات بأنه كان ضمن الحرس الحديدي..

جيهان السادات[مقاطعة]:

لا.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

وسعى للقيام ببعض العمليات، منها عملية اغتيال مصطفى النحاس، محاولة اغتياله.

جيهان السادات:

هو فيه كان مشترك في محاولة اغتيال مصطفى النحاس، بس مش عن طريق يوسف رشاد أبداً، هو ماكانش بيشتغل لحساب حد أبداً، يعني كان من ضمن الحاجات إن هو كان غير راضي عن سياسة النحاس باشا، وسياسة أمين عثمان، اللي هي كانت بتبقى مع الإنجليز، وهو كان ضد الإنجليز على طول الخط، لكن بالنسبة ليوسف رشاد هو ما كانش في الحرس الحديدي نهائي عمره، في التنظيم السري اللي هو بتاع الظباط الأحرار.

أحمد منصور:

هو حينما عاد مرة أخرى في العام 51.

جيهان السادات:

أيوه.

أحمد منصور:

إلى التنظيم السري للضباط الأحرار عن طريق جمال عبد الناصر واجه صعوبات كثيرة في قبوله بسبب إصرار الضباط الآخرين على أن السادات له علاقات متشعبة ابتداء من علاقته بالألمان، إلى علاقته بالحرس الحديدي إلى غيرها، لكن عبد الناصر هو الذي صمَّم حتى..

جيهان السادات[مقاطعة]:

ده صحيح.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

يكون هناك، أو يستخدم السادات كعميل مزدوج مع الحرس الحديدي ومع الضباط الأحرار، ويستفيد من المعلومات التي يمكن أن يأتي بها السادات من يوسف رشاد.

جيهان السادات:

لأ لأ، هأقول لحضرتك الصحيح..

أحمد منصور:

أنت كنت زوجته في تلك المرحلة.

جيهان السادات:

الصحيح في هذا إن عبد الناصر كان يعرف أنور السادات معرفة قوية، وعبد الناصر لو كان استعمله زي ما بيقال ما كانش دَخَّله ضمن الظباط الأحرار السبعة الأولانيين في قيام الثورة، كان فِضل يستعمل فيه، والإنسان اللي بيستعمل ما يبقاش عضو مجلس قيادة ثورة أبداً، أنور السادات لم يشترك في الحرس الحديدي نهائي، ولكن كان بالعكس كان بيوجه نظر يوسف رشاد لأن الحرس الحديدي هو الخوف منه، والظباط اللي فيه زي مصطفى كمال صدقي أظن أو مش.. وغيره هم دُوُل الخطورة منهم، لكن التانيين اللي هم عبد الناصر وزملاؤه دُوُل ما فيش خوف منهم، ودُوُل مش عارفة ما.. يعني بالعكس ده دي لعبت دور إن هي خَلِّت يوسف رشاد إِدَّى التوجيهات دي كلها للملك، وافتكروا إن دُوُل ما لهمش الدور القوي يعني.

أحمد منصور:

في 18 يوليو 1952..

جيهان السادات [مقاطعة]:

أيوه.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

تقريباً كنتِ مع الرئيس السادات، أو مع الضابط أنور السادات في نادي السيارات في الإسكندرية الذي كان يعتبر من النوادي ولا زال بيعتبر من النوادي ذات الطبقة الراقية.

جيهان السادات:

مظبوط.

أحمد منصور:

وكان الملك يتردد على هذا النادي بانتظام.

جيهان السادات:

مظبوط.

أحمد منصور:

أثناء جلوسك مع أنور السادات ومع الدكتور يوسف رشاد فوجئت برؤية الملك فاروق.

جيهان السادات:

نعم، ده صحيح. هأقول لحضرتك، إحنا سافرنا إسكندرية وأنور سابني في العربية قدَّام مبنى نادي السيارات، وقال لي: أنا هأخش جوه عندي صديقي يوسف رشاد هأتكلم معاه حاجة ربع ساعة، بالكثير نص ساعة، تتضايقي وأنت في العربية؟ قلت له: لأ، ما أتضايقش، هأفتح الشباك، وأتفرج على الناس رايحة جاية، وخد راحتك، اقعد نص ساعة.. ساعة ما تشيلش هَمِّي يعني بالظبط، فبعد ما فيش عشر دقايق كده أو ربع ساعة لقيتهم جايين هو ويوسف رشاد، وبيقولوا لي: تفضلي، تعالي. فأنور قال لي: تعالي خشي هتتعشي معانا. فدخلت كان أول مرة بأشوف يوسف رشاد، ما أعرفهوش، فيبدو..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

لكن لم تكوني تعرفي طبيعة العلاقة بينه وبين السادات؟

جيهان السادات:

لأ، لأ عارفة إن أنور قال لي إنه يعرفه، لأن ظرف ابنه حصل كذا كذا.

أحمد منصور:

لأ، طبيعة العلاقة الحالية الآنية في ذلك الوقت، أن يوسف رشاد له علاقة بالحرس الحديدي ومسؤول عنه..

جيهان السادات:

لأ لأ.

أحمد منصور:

وأن السادات بينه وبينه اتصال، يدلي له بمعلومات حتى وإن كانت مضللة عن الضباط الأحرار؟

جيهان السادات:

لأ، لأ، لأ، لأ، ما كنتش أعرف، لأن..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

كان عندك أي معلومة عن الضباط الأحرار؟

جيهان السادات:

قبل الثورة ما تقوم؟

أحمد منصور:

في ذلك الوقت، في ذلك الوقت.. قُبيل..

جيهان السادات:

كانت قبل الثورة، لأ.

أحمد منصور:

كنتِ تعرفي أن السادات على صلة بهم؟

جيهان السادات:

لأ، نهائي أنا عارفة دُوُل أصدقاؤه، وما أعرفش إن حتى فيه ثورة هتقوم ولا بيعملوا حاجة.

أحمد منصور:

كان مين من أصدقائه تعرفيه؟

جيهان السادات:

أعرف جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر، كانوا بيجوا له البيت كثير، في أجازته هو كان في رفح، وكان بيجي أسبوع عشان نخرج ونتفسح، فكان بياخدوا أكثر من نصها معاه، يخشوا الصالون ويقفلوا عليهم، ويقعدوا يتكلموا، اجتماعات.. اجتماعات.

أحمد منصور:

لم تكوني تعرفي طبيعة ما يدور؟

جيهان السادات:

نهائي.

أحمد منصور:

ولم تكوني تسألي الرئيس، السادات عفواً؟

جيهان السادات:

هأقول لحضرتك: فيه لما اتجوزت كان حاجة مهمة جداً بيني وبين أنور السادات، حطينا مبادئها في أول جوازنا.

أحمد منصور:

ما هي هذه المباديء؟

جيهان السادات:

إن أنا لا أتدخل في حياته، في عمله، وهو لن يتدخل في حياتي في البيت، بحيث إن أنا يعني مثلاً بيتي لبسي أولادي، وتربيِّة أولادي، هأكون أنا مسؤولة تقريباً عنها مسؤولية كاملة، وهو هيشاركني فيها، لكن هيبقى الدور الأكبر للأم، وأنا يعني ما أتدخلش في شغله، يعني ما فيش داعي أسأله ولا أتدخل ولا أعرف حاجة، ده هيخلي حياتنا سعيدة ما دام.. قال لي: ما دام فيه ثقة، إنت واثقة فيَّ وأنا واثق فيكِ، فالحقيقة.. وأنا اتجوزت صغيرة، ما كنتش حتى جيت 16 سنة، كان عندي 16 إلاَّ 3 شهور، فيعني أخدت كلامه زي بالظبط ما تقول حضرتك يعني حاجة أمشي عليها ما أخرجش عنها، حتى لما كان يتأخر في شغله وهو ظابط ماكنتش أرفع السمَّاعة وأطلب مكتبه مثلاً، وأسأله اتأخرت ليه أو.. استني لمَّا ييجي وهو اللي يقول لي: أنا كان عندي شغل زيادة فتأخرت، أمَّا فيما عدا كده حتى لو ما قالش ما أسألهوش.

أحمد منصور:

أنت ذكرت أن شخصيَّة البطل، حرصك إن بلدك محتلة، شعورك الوطني كان له دور كبير في أن يكون السادات هو الرجل الذي تعجبي به وتحرصي على الزواج منه. هذا الرجل أيضاً هل توقعتِ الرجل الذي له تاريخ مليء بالأحداث، السجون، الاعتقالات، علاقات بالبريطانيين، يعني اتهام منهم، قصدي علاقات بالألمان، مقتل أمين عثمان، محاولة قتل مصطفى النحاس، محاولات أخرى كثيرة، هل اعتقدت أن هذا الرجل أصبح يعني كما يُقال مواطناً صالحاً ولم يعد له علاقة بشيء؟

جيهان السادات:

لأ ده هو عايزة أقول لحضرتك حاجة، أنا اتجوزته علشان هذا الماضي المشرف.

أحمد منصور:

إذاً كان يهمك إنك تدردشي معاه فيه.

جيهان السادات:

ما هو حط لي قيود، هو من الأول قال لي: ما تتدخليش.. وبعدين هأقول لحضرتك: أنا لم أتوقَّع إن فيه ثورة قايمة، أبداً، يعني أنا أتوقع إنه.. وبعدين أبويا لمَّا جه اتجوزني أخد منه وَعْد إنه ما يتدخلش في السياسة، وادَّى له الوعد ده، لمَّا نزل علشان خاطر.. الأجازة اللي قبل الثورة ما تقوم بشهر بالظبط، لأنه كان بينزل كل شهر أسبوع قال لي: يا جيهان.. وأنا فاكرة ده زي النهارده، كنا في شارع الهرم، وكانت العربية هو اللي سايق وأنا جنبه، عندنا عربية وقال لي: أنا عايز أقول لك: إن أنا حاسس بقيد حوالين رقبتي. فقلت له: ليه يا أنور؟ واستغربت أيه هو القيد ده. قال لي: والدك. قلت له والدي!! والدي كان يحبه جداً، وعلاقتهم طيبة ببعض قوي، قلت له: ليه؟ عمل لك أيه يعني؟ قال لي: لأ، أنتِ ناسية لما اتجوزتك قال لي إن وعد شرف ما اشتركش في حاجة في عمل سياسي؟ فأنا دلوقتي لما بنقعد أنا وأصحابي نتكلم في السياسة ببقى حاسس بحرج علشان الوعد اللي إديته لوالدك.

فرديت عليه وقلت له: فاكر لمَّا اتجوزتني، وقلت لك: أنا عارفة إنك فقير، وأنا اللي بأتجوزك، أنا دلوقتي بأقول لك: إنت في حِل من هذا الوعد، لأن أنا مراتك، وأنا اتجوزتك لأنك وطني وبتحب مصر، وتقعد وتتكلم في السياسة وتاخد راحتك، لأنك أنا السبب في هذا الوعد، وأنا اللي بأحلك منه، يعني بالعكس.

أحمد منصور:

في تلك المرحلة لم تكوني تشاركي في الجلسات؟

جيهان السادات:

لا لا لا. نهائي، نهائي، هم كانوا يخشوا ويقعدوا في الصالون لوحدهم يتكلموا، لا لا لا خالص.

أحمد منصور:

أعود للسيارة التي تحدثتي عنها، وكان لا زال الرئيس السادات في ذلك الوقت، كان لا زال عائداً إلى الجيش، لديه التزامات كثيرة هناك بعض الاتهامات..

جيهان السادات[مقاطعة]:

نعم، أيوه.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

من بعض الأطراف إلى أن علاقته بيوسف رشاد وعلاقته بالحرس الحديدي كانت تؤدي إلى موارد أخرى هي التي مَكَّنته من شراء مثل هذه السيارة وغيرها من بحبوحة العيش التي بدأت تظهر في ذلك الوقت.

جيهان السادات:

لأ، بحبوحة العيش.. السيارة دي كانت عندنا بعد ما رجع الجيش، وكان أول ما رجع الجيش اتنقل لرفح، وكان بياخد مرتب مضاعف، في هذا الوقت اشترينا عربية (فوكس هول) (Second Hand ) ما هيش جديدة بمبلغ حَوِّشته من المرتب، وكنا بنقسط الباقي، لا بالعكس ما كانش عنده دخل آخر غير مرتبه فقط.

أحمد منصور:

لو عدت للقائه مع يوسف رشاد في نادي السيارات في الأسكندرية في أول يوليو 1952 أي قبل.. قُبيل قيام الثورة، كنتِ أنتِ معه، رأيت الملك للمرة الأولى وربما المرة الأخيرة.

جيهان السادات:

مظبوط، الأولى في حياتي.

أحمد منصور:

ماذا كان يدور في هذا الوقت، لا سيما حينما نادى الملك على يوسف رشاد وكنت أنت جالسة؟

جيهان السادات:

حصل، أنا طبعاً دخلت لمَّا جولي فدخلت، وطلب هو عشاء نتعش، وبقيت قاعدة يعني عارف اللي مش قاعدة في حتتها يعني.

أحمد منصور:

في عالم آخر يعني.

جيهان السادات:

في عالم آخر طبعاً، ولابسة بسيط جداً.

أحمد منصور:

أيه العالم الآخر ده بقى؟ أوصفيه لنا.

جيهان السادات:

يعني عالم أرستقراطي وأنا بنت يعني متجوزة لكن بسيطة.

أحمد منصور[مقاطعاً]:

أرستقراطية أيضاً.

جيهان السادات:

نعم؟ لا، ولا أمتُّ للأرستقراطية بصلة، لأني بسيطة ولابسة بسيط، لكن طول عمري يعني عندي، ما أعرفش أقول أيه لمسات ذوق يعني ممكن يكون عندي فستان واحد، لكن فيه ذوق أحسن من عشر فساتين، ومن النوع اللي أعرف أَفَصِّل وأعرف أدبر نفسي، يعني من النوع اللي واخدة بالي من حاجات كتيرة يعني بتظهر الإنسان يمكن بمظهر أكثر شوية من حقيقته، لكن في نفس الوقت كنت حاسة إن يعني ده حاجة كتير عليّ، كثير إن أنا أقعد في مكان زي ده، ولمَّا دخل الملك طبعاً كانت رهبة خرافية، لأن ما توقعتهاش.

أحمد منصور:

أيه شكل المكان؟ يعني عفواً في السؤال، يعني أنت الآن بتوصفي عالم آخر، أيه الشكل اللي بهرك؟ هل مجرد الديكورات و..

جيهان السادات:

لا مش الديكورات، الناس اللي قاعدة على مستوى، وباشوات وناس في الحكم وناس في.. يعني نادي بيجيه الملك والحاشية والوزرا و (الأنتوراش) كله اللي حوالين الملك، فهو ده اللي كان مستغربة له يعني، إن أنا أبقى قاعدة..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

كانت المرة الأولى في حياتك إنك تصادفي حاجة زي كده بعد زواجك من السادات؟

جيهان السادات:

آه طبعاً، آه طبعاً.. طبعاً، طبعاً.. حتى يعني هأقول لحضرتك بمنتهى الأمانة، لمَّا جه الملك كان قاعد لورا، فأنا كان كرسي كده شايفني بالجنب، فرحت عدلاه بشويش عشان يبقى ظهري للملك ما يشوفنيش خالص، على أساس إن يعني ما أعرفش يعني كان أيامها بيطلع حاجات كده للملك، ما أعرفش لمَّا يلاقي واحدة، وكان شكلي ساعتها يعني شابة صغيرة..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

ولا زلت يا أفندم، لا زلت.

جيهان السادات:

لا ده أنا بقى في كام وستين دلوقتي.

أحمد منصور:

ربنا يِدِّيِك الصحة.

جيهان السادات:

مش عايزين نقول، فخفت برضو، في النقطة دي حاسيتها ومن غير ما أقول لأنور ولا حاجة رحت مِدِّية ظهري علشان ما يشوفش..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

يعني جالك الإحساس ده؟

جيهان السادات:

آه طبعاً، طبعاً.

أحمد منصور:

رغم إنك زوجة وإنك..

جيهان السادات:

طبعاً طبعاً، من الحكايات اللي كنا بنسمعها عن الملك أيامها يعني ودي.. ونَدَه يوسف رشاد فبقيت خايفة أكثر يقول له.. وقال له، جه يوسف رشاد رجع وقال لنا: الملك بيسألني: مين اللي معاك؟

فقلت له: فلان ومراته.

أحمد منصور:

معنى كده إن الملك كان يعرف أنور السادات؟

جيهان السادات:

لأ. بيسأل بيتساءل مين ده؟

أحمد منصور:

ومعنى كده إن أنور السادات كان على علاقة بيوسف رشاد إلى قبيل قيام الثورة.

جيهان السادات:

آه طبعاً، آه طبعاً وبعد..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

وظلت هذه العلاقة بعدها.

جيهان السادات [مستأنفة]:

وبعد قيام الثورة، أنور السادات لا يتخلى عن أصدقائه، وأظن موضوع..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

تفتكري..

جيهان السادات [مستأنفة]:

شاه إيران ده دليل قاطع على هذا.

أحمد منصور:

تفتكري كان أيه اللي بيدور بينهم بالكلام في ذلك الوقت أم كان شيء عام؟

جيهان السادات:

لا والله كانوا قاعدين، وكان فيه موسيقى طبعاً موجودة، وكانوا هما الاثنين مقربين كرسيينهم، وأنا ما كنتش عايزة يعني مش هأتصنت على اللي بيقولوه يعني، كنت عمالة بأبص على الناس.

أحمد منصور:

يعني مبهورة بالعالم اللي حواليك.

جيهان السادات:

آه بأتفرج، يعني فرجة أحسن من اللي كانت في العربية [السياراة] يعني.

أحمد منصور:

رجع السادات بعد ذلك إلى رفح، وفجأة عاد في يوم 22.

جيهان السادات[مقاطعة]:

يوليو.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

يوليو ليلاً.. كنت تنتظري عودته في ذلك اليوم؟

جيهان السادات:

لا، ده كلمني في التليفون علشان أطلع أقابله على المحطة، فقلت له: والله إنت جاي.. ده مع إن ده مش ميعاد أجازتك. فقال لي: أصل والدتي تعبانة، وأنا جاي وبتاع، المهم لما جه قال لي: إنت بتسألي الكلام ده في التليفون ليه؟ أنا ولا والدتي تعبانة ولا حاجة، أنا ما صدقت خدت أجازة، وأنزل أفسحك وأخرجك، وتعالي هاخدك السينما النهارده، ومش عارفة أيه، فرحت طبعاً وما خطرش في بالي حاجة أبداً، ورحنا السينما ورجعنا، والبواب إداني كارت جمال عبد الناصر مكتوب عليه (المشروع يبدأ الليلة) وقال إن فيه واحد فات، وصديق أنور بيه..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

كان كارت مش ورقة؟

جيهان السادات:

كارت بتاع أيه؟

أحمد منصور:

عليه اسم جمال عبد الناصر؟

جيهان السادات:

أيوه، وبيقول فيه: المشروع يبدأ الليلة، فأنا يعني ما فهمتش حتى أيه مشروع أيه.

أحمد منصور:

قبل العودة إلى البيت صحيح أن حدثت مشادة في السينما بين الرئيس السادات وأحد المشاهدين، وسجل محضر في الشرطة بذلك؟

جيهان السادات:

لم يحدث، وهذا افتراء وكذب على أنور السادات.

أحمد منصور:

حينما كان معك في السينما كان مطمئن ومرتاح إن ما فيش وراه أي شيء؟

جيهان السادات:

جداً، نهائي، هادي كعادته.. كعادته قبل أي حدث بيحدث.

أحمد منصور:

لم تشعري حينما جاء وأخبرك أنه ليس هناك أي شيء بأنه جاي في وضع غير طبيعي؟

جيهان السادات:

لأ خالص، ما خطرش في بالي، فرحت.

أحمد منصور:

يعني حتى، حتى يعني في تلك المرحلة بعد تقريباً ما يقرب من ثلاثة أعوام من الزواج لم تكوني تستطيعي أن تقرأي ما في داخل السادات؟

جيهان السادات:

لأ، أقرأ وأعلم تماماً، وأعرفه جيداً وأقرب واحدة له، وفاهماه كويس جداً من غير ما يتكلم، يعني لكن لمَّا يقول لي: أنا حاسس إن أنا قدرت آخد أجازة وآجي لك، يعني مش حاجة كبيرة قوي، واحد بيحب مراته جداً، وبعيد عنها شهر بحاله، وقربت.. يعني قبل أجازته التانية بشوية، فيعني ما كانش قبلها بكتير يعني كونها كذا يوم قبلها، فعادي خدتها بشكل عادي خالص.

أحمد منصور:

ما كانش عندك أي فكرة عن الضباط الأحرار في تلك..

جيهان السادات[مقاطعة]:

نهائي.. نهائي.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

ولا سمعتِ إن فيه تنظيم في الجيش اسمه الضباط الأحرار؟

جيهان السادات:

نهائي، نهائي وإلى.. ويوم ما قامت الثورة -هأقول لحضرتك- يومها هو كلمني في التليفون الصبح، وقال لي: اسمعي الراديو.

بأقول له: إزاي ما جتش تِبات وكنت فين؟

أحمد منصور:

لا أنا لسه، لسه، أنا لسه في الليلة، جالك كارت مكتوب عليه جمال عبد الناصر وقال المشروع يبدأ الليلة.

جيهان السادات:

آه المشروع يبدأ الليلة، فطلع كان لابس قميص وبنطلون وإحنا في السينما، فطلع جَري السلالم، وإحنا ساكنين في أول دور، يعني مش الأرضي، الأول بلكونة، طلع جري وارح مغيرَّ..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

دي الشقة بتاعة الروضة.

جيهان السادات:

الروضة بالظبط، بتاعة والدتي، لأن أنا كنت ساكنة في تاسع دور، بس أما كان ييجي أجازة زي دي كنَّا ساعات نقعد يوم، يومين، وبعدين ننقل في شقتنا، فلبس البدلة العسكرية فقلت له: أيه الحكاية؟ أنا استغربت. فقال لي: لأ، ده واحد صديقي عيان في مستشفى، ولازم أما ألبس بدلة هنقدر نجيب له الدكاترة بسرعة، ويعملوا لنا حساب أكثر يعني.. بدل.. فما خطرش.. بس قلت له كلمة غريبة جداً جداً وهو نازل على السلم، قلت له: أنور لو قامت حاجة مش هأزورك في السجن.

أحمد منصور:

يعني أيه لو قامت حاجة؟

جيهان السادات:

ما أعرفش، تسألني لغاية النهارده أيه اللي قلته؟ يعني حتى بعديها لمَّا لقيتها فعلاً بقت ثورة وما جاش، قعد 3 أيام ما ييجيش بقيت أقول: يا خبر أيه الكلمة اللي قلتها دي؟! فهو –حتى- كان نازل جري، راح واقف واتخض، وبص لي قال لي: كده يا جيهان؟! فأنا قلت له: لأ لا، ده أنا بأضحك. وعادي، ولا أعرف إيه الكلمة اللي قلتها دي. لدرجة إني هأقول لحضرتك ثاني يوم أمَّا كلمني وبأعاتبه، بعديها رحت لعُلا بركات وهي موجودة إلى يومنا هذا، وزميلتي وصديقتي، رحت لها قلت لها: عُلا ده فيه يعني أنور ما جاش يبات، وما أعرفش أيه فيه حاجة يظهر فيه مشاكل في الجيش. قالت لي: مشاكل!! ده أنا بنت خالتي جاية مش عارفة من..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

الكلام ده كان الساعة كام؟

جيهان السادات:

الساعة إحداشر ونص (11.30) حاجة زي كده.

أحمد منصور:

يعني ما سمعتيش أي بيانات عسكرية طلعت؟

جيهان السادات:

سمعت البيان بتاعه هو اللي قاله بصوته، ما فهمتش، ما هو البيان كمان لما ترجع له حضرتك.

أحمد منصور:

صحيح رجعت لنصه فعلاً ما يدلش على شيء.

جيهان السادات:

ما يبينش إن فيه ثورة نهائي، تقول إن فيه حاجة في الجيش، فيه حاجة بيصلحوها في الجيش.

أحمد منصور:

ما هي إلى ذلك الوقت لم تكن ثورة.

جيهان السادات:

يعني كان ده بيان زي بيحطوا إيدهم لكن مش عايزين يمكن يفاجئوا الناس بالشكل ده.

أحمد منصور:

يعني بدؤوا بخطوة ومارتبوش ما بعدها لسه.

جيهان السادات:

لأ، إزاي مارتبوش؟ عبد الناصر رتب كل..

أحمد منصور:

كل الأحداث بتقول كده.

جيهان السادات:

لأ، هم يعني..

أحمد منصور:

يعني مجريات الأحداث بتقول إن في الفترة الأولى ما كانش فيه ترتيب بالنسبة للملك وموضوع الملك جاء بعد ذلك.

جيهان السادات:

لا لا، إزاي يافندم؟! إزاي دُوُل قايمين بثورة عشان يشيلوا ملكية ويحكموا هُمّ، لا لا.

أحمد منصور:

من البداية ما كانش واضح هذا الأمر. كل مذكرات الناس موجودة بما فيها مذكرات محمد نجيب نفسه،لم يكن لديهم وضوح بالنسبة لهذا الأمر.

جيهان السادات:

لأ لأ، يمكن محمد نجيب وغيره ما عندهمش، لكن عبد الناصر يعلم تماماً ماذا يفعل.

أحمد منصور:

لم يكن أحد يعلم ما في داخل عبد الناصر أصلاً حتى الرئيس السادات نفسه في كتابه أكد على هذا عدة مرات.

جيهان السادات:

لأ، بس لأ، دي بقى عارفينها ومشتركين فيها بس مش لازم يقولوها، ويعني بالعكس هُم قايمين بثورة ليه؟ عشان يسلموا على الشعب أو عشان يحكموا؟!

أحمد منصور:

هي في البداية كان اسمها انقلاب، ثاني حاجة بقى اسمها حركة، ثالث حاجة بقى اسمها ثورة لما الشعب أَيَّدَها وأصبح..

جيهان السادات:

ممكن يكونوا خدوها بالتدريج ممكن، يعني أنا أكذب لو أقول لك أنا أيه مفهومهم ساعتها لكن..

أحمد منصور ]مقاطعاً:[

أنا في..، ما يتعلق بحضرتك في الوقت ده، أنتِ لم تكوني على علم مطلقاً بأن هناك ثورة سوف تقوم؟

جيهان السادات:

نهائي، نهائي، هأقول لحضرتك رد علا بركات علىّ إن الميادين كلها دبابات دي بنت خالتها كانت عايزة تيجي ماقدرتش، مش قادرة توصل فكلمتها في التليفون قالت لها مش قادرة أجيلك الشوارع فيها دبابات والميادين..

أحمد منصور:

إلى ذلك الوقت لم يكن اتصل عليكِ السادات؟

جيهان السادات:

لأ، هو البيان الصبح قبليه، قبل ما يذيعه قال لي: اسمعيه، ومن ساعتها ما شفتوش إلا بعد الملك ما خرج، وجه البيت بعدها بكذا يوم.

أحمد منصور:

26 يوليو.

جيهان السادات:

بالظبط، بالظبط.

أحمد منصور:

شعورك كان أيه خلال تلك الفترة؟ زوجك فجأة نزل، ثاني يوم سمعتِ صوته في الإذاعة بيلقي بيان، ثلاثة أيام تقريباً البلد في تطورات شديدة وهائلة إلى أن أعلن عن خروج الملك من مصر.

جيهان السادات:

مش عارفه، هأقول لحضرتك طبعاً نزول الدبابات في الشوارع برضو زادت التفكير إن فيه حاجة شديدة في الجيش، ما تصورتش ثورة أبداً، فرحت لدكتور السِّنان وكان دكتور ظابط جيش، فرحت له وبعدين هو رحت له يوم 25 بالليل، وأنا لا أعلم شيء عن اللي بيجرى نهائي فهو..

أحمد منصور ]مقاطعاً:[

إزاي كان عندك وعي سياسي وفي نفس الوقت ما تعلميش شيء عن اللي بيجري؟!!

جيهان السادات:

ما فيش اتصال، ما بيكلمنيش يقولي.

أحمد منصور:

عندك صحف وجرايد وراديو.

جيهان السادات:

أيوه، الصحف ما جابتش سيرة غير إن فيه لخبطة في الجيش. ما قالتش ثورة، ما قالتش قاموا يشيلوا الملك، يعني كل ده ابتدى بالتدريج فعلاً زي ما حضرتك بتقول، لكن أنا في ساعتها ما كانش تصوري إن فيه ثورة أبداً، لغاية ما رجع وقال بقى.

أحمد منصور:

ولا كان مفهوم انقلاب عسكري في ذهنك؟

جيهان السادات:

لأ، انقلاب طبعاً مفهوم، إن فيه انقلاب في الجيش، آه طبعاً طبعاً يعني من أول البيان فيه حاجة لخبطة وبعدين لما عرفت إن فيه دبابات في الميادين، آه دا فيه انقلاب في الجيش.

أحمد منصور:

ما رجعتيش في ذاكرتك إلى الضباط اللي كانوا بيأتوا في البيت عندكم؟

جيهان السادات:

وخصوصاً كان في انتخابات قبل الحركة دي في..

أحمد منصور:

صحيح كان في انتخابات في نادي الضباط.

جيهان السادات:

بالظبط، فأنا قلت هي دي بقى المشكلة إن يعني مش عايزين.. كان مين؟ حسين سري أو حاجة زي كده.

أحمد منصور:

حسين سري عامر.

جيهان السادات:

عامر، آه جاي ومش عايزينه وعايزيين نجيب، حاجة كده يعني، فكان كل تخيلي إن دي حاجة في الجيش فقط.

أحمد منصور:

ماتخيلتيش إن الاجتماعات اللي كانت بتم في البيت عندكم أو اللقاءات لها أي علاقة بما يحدث؟

جيهان السادات:

لا طبعاً بعد الثورة..، بعد ما قامت.

أحمد منصور:

لأ في ذلك الوقت.. نعيش اللحظة دي.

جيهان السادات:

لا لا لا نهائي والله، نهائي.

أحمد منصور:

رجع السادات إلى البيت في 26 يوليو، قلتِ لي كنت عند طبيب الأسنان في 25 يوليو ليلاً، ماذا حدث وجعلكِ تستوعبين ما دار؟

جيهان السادات:

هو قال لي، قال لي مبروك، ده هو كظابط بقى يظهر بيسمع بقى من الظباط ده فيه مش انقلاب ده فيه ثورة وبيطلعوا الملك وفيه مفاوضات، وفيه حاجات زي كده، والخبر بقى تسرب يعني في الشعب وفي الظباط وكده، فأنا بقيت مبهورة وفرحانة طبعاً، فرحانة جداً.

أحمد منصور:

أنتِ مبهورة وفرحانة، مبهورة وفرحانة عشان فجأة زوجك بقى هو في الراديو بيعلن بيان معين والناس كلها عماله تقول: أنور السادات بيعلن بيان.

جيهان السادات ]مقاطعةً:[

لأ، مش البيان.

أحمد منصور ]مستأنفاً:[

في نفس الوقت لما راح إسكندرية وعُيِّن أحمد ماهر رئيس وزراء في ذلك الوقت، وراح وكانت صورته بتظهر في الصحف إلى جوار رئيس الوزراء في كل هذه الأشياء شعرت إن فيه تغير معين، وإن السادات أصبح في واجهة الأحداث؟

جيهان السادات:

لأ، فرحت كزوجة لواحد يعني أولاً الملك ماكانش له يعني سمعة طيبة، كان يعني كل اللي معروف عنه إنه يقعد يلعب قمار وستات ويسافر الصيف كله بَرَّه ويجي، يعني كان اهتمامه بالشعب اهتمام ضئيل جداً وماكانش محبوب في الآخر خالص، كوني ألاقي زوجي في الصور هو أحد القادة اللي عملوا ثورة وطلعوه، طبعاً كنت فخورة به جداً جداً جداً، يعني وفرحانة إن هو واحد من اللي عملوا هذا الإصلاح في البلد.

أحمد منصور:

الرئيس السادات نفسه في كتابه (البحث عن الذات) قال: إنه لم يكن راضياً، يعني حتى نص كلامه قال: لم تكن مشاركتي في الثورة بالأمر الذي يهمني في حد ذاته. هو لم يكن راضي عن الدور اللي قام به في الثورة.

جيهان السادات:

بمعنى أيه؟

أحمد منصور:

بمعنى إن فيه جزء كبير من الليل هو كان في السينما ما يعرفش إن العملية ستقوم في ذلك الوقت، لما راح متأخر لم يستطع أيضاً أن يمارس دور إلا حينما سمع عبد الحكيم عامر صوته وهو اللي سمح له إن هو يدخل.

جيهان السادات:

لأ، بس كان كله كان الساعة 12.

أحمد منصور:

كانوا كلهم رتبوا أدوارهم تقريباً، وبقى دور من سيذيع البيان، محمد نجيب في مذكراته قال: إن فيه ضابط راح قبل أنور السادات أذاع البيان صوته مكانش قد كده.

جيهان السادات:

لا، لا.

أحمد منصور:

فهو محمد نجيب سأل.. كان السادات قال: أنا أروح، أنا أذيع هذا البيان. في الوقت اللي السادات في مذكراته قال إن عبد الناصر قال له: أنت صوتك جهوري فأنت الذي تذهب إلى الإذاعة.

جيهان السادات:

بالظبط، بالظبط، هأقول لحضرتك، يعني الأدوار ما اتقسمتش وهم في الليلة. هم كانوا في أيه أو في أيه؟ هم بيفكروا بس يطلعوا الملك، وبيفكروا يعملوا ثورة بلا دماء، دي كانت أهم حاجة عندهم، مش بيفكروا ده ياخد دور أيه؟ وده مين؟ وده مين؟ لا لا لا.

أحمد منصور:

لأ مش قضية ياخد دور أيه، توزيع الأدوار من حيث إن فيه مجموعة من الضباط الرئيسيين هيقوموا بثورة..

جيهان السادات [مقاطعةً]:

هو هأقول لحضرتك، إحنا وإحنا في السينما..

أحمد منصور ]مستأنفاً:[

كل واحد سيقوم بدور، الدور اللي السادات لعبه فقط هو إذاعة البيان، لأن قضية التليفونات كان دوره في موضوع..

جيهان السادات ]مقاطعةً:[

لا، إزاي بقى؟ واشتراكه بعد كده في الثورة بقى يومياً.

أحمد منصور:

قبل ذلك أنا أقصد ليلة الثورة نفسها. موضوعه.. كان دوره الرئيسي يتعلق بعزل التليفونات، لأنه تأخر فهُمّ قاموا بعملية العزل حتى هو نفسه في مذكراته قال إنه لما نزل في القيادة العامة للجيش مالقاش الضباط فبدأ يطمئن العساكر، بدأ يطمئنهم علشان يأتوا، وعلشان تتم عملية الاتصالات اللي كانت أُنهيت بالفعل وتمكنوا من السيطرة عليها، هو نفسه في كتابه بيبدي شيء من عدم الرضا، يعني كان ممكن يكون له دور أكبر من ذلك لكن الظروف لم تساعده.

جيهان السادات:

هأقول لحضرتك.. هأقول لحضرتك، هي الثورة تقدمت عن ميعادها، يعني هو عبد الناصر خاف لحسن هتتعرف، هيتعرفوا كظباط يعني في تنظيم سري.

أحمد منصور ]مقاطعاً:[

طبعاً مجيء حسين سري عامر أو الإشاعة عن تعيينه وزير للحربية وهو على دراية بتنظيم الضباط الأحرار هي التي عجلت.

جيهان السادات:

وهي دي بدَّرت أيضاً.. بالظبط بالظبط، كل ده بدَّر من الثورة، ونزلوه من رفح بسرعة علشان يكون حاضر وهو جِه على أساس إنه أيه؟ يعني ياخدني السينما على أساس هو بعدها قال لي: أنا تصورت إن ممكن جداً إن إحنا الملك يمسكنا ونموت، فعلى الأقل أبقى إسمي يعني خرجتك قبل ما.. وفسحتك.

أحمد منصور:

مش حاجة ثانية يعني؟ مش إنه كان معاكِ في السينما ومالوش علاقة بالثورة؟

جيهان السادات:

لا، لا، لا، لا.

أحمد منصور:

كنت فين ليلة الثورة؟ كنت في السينما مع زوجتي.

جيهان السادات:

لا لا هأقول لحضرتك، وإحنا في السينما النور انطفى، وخرجنا مشينا بعد كده روحنا فروَّحنا بدري، وهو لما وصل هناك كانت الساعة لسه 12، يعني كانت لسه بداية الثورة، يعني مش إن هو لمَّا راح ونَدَه، ولقى صوت عبد الحكيم وندهه كان لسه في أولها يعني وراح وقعد كَمِّل معاهم.

أحمد منصور:

بعد ذلك بدأت الخلافات تدب داخل مجلس قيادة الثورة، لاسيما بين محمد نجيب..

جيهان السادات ]مقاطعةً:[

وجمال عبد الناصر.

أحمد منصور ]مستأنفاً:[

وبين المجموعة بقيادة جمال عبد الناصر، وكان السادات منحاز بطبيعة الحال.

جيهان السادات:

لجمال عبد الناصر.

أحمد منصور:

إلى جمال عبد الناصر وإلى المجموعة الأخرى.

جيهان السادات:

ده صحيح.

أحمد منصور:

في كتابكِ ذكرتي حاجة، أنا يعني بالمصري (فَلِّيت) مذكرات محمد نجيب عشان ألاقي حاجة عنها ما لقيتهاش.

جيهان السادات:

أيه هي؟

أحمد منصور:

كنتِ أكدتِ إن الصراع الأساسي كان ضغوط محمد نجيب على السادات أكثر من الآخرين، وإن شعور السادات بالضيق من تصرفات محمد نجيب ومن الضغوط عليه كانت أكثر من شعور باقي الضباط، وكأن محمد نجيب كان يتحدى السادات شخصياً عن الآخرين، ودي بعض التحليلات بتعيدها لبعض الحاجات اللي ممكن أتكلم معاكِ فيها.

جيهان السادات:

والله هو الخلاف كان بينه وبين جمال عبد الناصر شديد جداً، وكان بيخرج محمد نجيب بعد كده يزور الناس ومن ضمنهم أنا جالي البيت وأنور كان بيحج مع.. أو خرج مع عبد الناصر سافر معاه في حتة، وكان بيعملوا عمرة أو حاجة زي كده، وفي أثناء ما هو كان على خلاف شديد مع جمال عبد الناصر، وأنور السادات كان واخد صف جمال عبد الناصر، محمد نجيب -مع احترامي الشديد-لم يشارك في الثورة ولم يعلم عن الثورة شيء إلا هم راحوا جابوه من بيته وعينوه يعني..

أحمد منصور ]مقاطعاً:[

ده الكلام اللي حضرتك بتقوليه وبعض الناس المنحازين للثورة، لكن.

جيهان السادات ]مقاطعةً:[

لا أبداً.

أحمد منصور ]مستأنفاً:[

لكن محمد نجيب كان له دور وكان له علاقة، لكن طبيعة وضعه ودي وضحت من انتخابات نادي الضباط، من يقرأ التاريخ من مصادره المختلفة يدرك ذلك، الرجل كان له دور رئيسي وبالتالي كان هو اللواء الوحيد في الجيش الذي لم يتم اعتقاله.

جيهان السادات:

هأقول لحضرتك، هم اختاروه ليه؟ أولاً: سمعته نضيفة، ظابط محبوب، كل شيء فيه كان كويس.

أحمد منصور:

يعني هو رقبته على المشنقة قبلهم.

جيهان السادات:

آه طبعاً معاهم، مؤكد.

أحمد منصور:

لا نستطيع هنا أن نقول أنه ليس له دور.

جيهان السادات:

لأ، يعني ليس له دور قبل الثورة أو بتاع يعني هم راحو جابوه علشان هم ظباط صغيرين في السن وقالوا إن دي واجهة مشرفة.

أحمد منصور:

مش جابوه ليلة الثورة، كان فيه علاقة بينهم وترتيبات، وكان له دور أيضاً بصفته كلواء.

جيهان السادات:

ماكنش يعرف حاجة غير في آخر لحظة جابوه.

أحمد منصور:

هذا ما يقوله البعض، لكن حضرتك برضو أنا هنا باخد التاريخ من مصادره المختلفة، ولكِ أن تقولي رأيك في المسألة، محمد نجيب كان له دور ودور رئيسي في الثورة، وحتى حسين الشافعي في شهادته قال نحن أغمطنا هذا الرجل حقه ويجب أن يُرد له النقطة الأساسية هنا ما ذكرتيه أنت في كتابك عن أن محمد نجيب كان -على وجه الخصوص- فيه تحدي خاص بينه وبين السادات. أنا لقيت فقرة واحدة تخص السادات في مذكرات محمد نجيب قال فيها في صفحة 202: "لم يبق من ضباط الثورة سوى أنور السادات -دا الكلام عن بعد كده- الذي كان يُعرف بدهاء الفلاح المصري كيف يتجنب الأهواء والعواصف، كان يقول عن كل شيء: صح. وكانت هذه الكلمة لا تعني أنه موافق أو غير موافق، ولكن دائماً كانت تعني أنه يفكر وينتظر الفرصة". دي العبارة اللي لقيتها، وما أعتقدش إن فيها نوع من الذم وإنما بيان لشخصية.

جيهان السادات:

لا لا هي مش ذم بالعكس ده ذكاء، لا..

أحمد منصور:

بيان لشخصية أنور السادات.

جيهان السادات:

لأ، بس هأقول لحضرتك حاجة، هو أنور السادات اللي أنا أعلمه منه إن هو بيحب عبد الناصر، بيحبه تماماً يعني، ومخلص له، ومؤمن به كقيادة يعني، فلما يحصل خلاف بينه وبين محمد نجيب على مَنْ يقود، فأنور السادات كان بياخد صف جمال عبد الناصر على طول، ومحمد نجيب كان بيعتبر، يعني مثلاً وهو على خلاف مع أنور السادات وجمال عبد الناصر خلاف شديد تبص تلاقيه جاي لي البيت عشان قدام الجيران والناس وتقف الركاب قدام اذلبيت، وأنا كنت ساكنة في خامس دور وجاي يسلم على جيهان السادات ويُعَيِّد عليها، كان عيد وكان -زي ما بأقول لحضرتك- كان أنور مسافر، فأنا حتى وأنا يعني مانيش كبيرة ولا كده استغربت أنا لقيت عربيات وسرينة وهيصة والركاب، فبأبص من البلكونة لقيت محمد نجيب في عربية مكشوفة والجيران طبعاً طلعوا في البلكونات وبيشوروا له، فأنا دخلت جوه والشغال اللي عندي قلت له: انزل تحت -كان فيه حراسة ظابط يعني.. عساكر وكده- قلت له: انزل تحت قول لهم ما فيش حد فوق خالص، لأن أنور مسافر وأنا مش عايزة أقابله وهو على خلاف مع أنور وأعمل مشكلة يعني، ما فيش داعي ومافيش الصداقة يعني.

أحمد منصور:

واضح إن الخلاف مش مع أنور هنا، الخلاف مع عبد الناصر ومَنْ مع عبد الناصر.

جيهان السادات:

وأنور السادات مع عبد الناصر، فيبقى الخلاف بالتالي معه أيضاً، فقلت يعني هو جاي قدام الجيران يعني يعمل (Show) كده إن هو ما فيش حاجة، وبعدين يبص يلاقوهم على خلاف، فرفضت أقابله، وقلت لهم: قولوا -يعني عشان ما أجرحهوش ويطلع لغاية فوق، ما يصحش طبعاً لو طلع لفوق كنت هأقابله لأن ده بيتي- لكن قلت بعت الشغال اللي عندنا قلت له: إنزل تحت قول لهم مافيش حد فوق، يعني أنور السادات مسافر والست مش موجودة.

أحمد منصور:

منذ العام 1952 وحتى العام 1970، هذه كانت فترة في حياة الرئيس السادات وصفها في كتابه (البحث عن الذات) بأنها كانت فترة معاناة أدت إلى وجود خلل في سلامه الروحي الداخلي. طبعاً في تلك الفترة مَرَّ السادات بأشياء كثيرة.

جيهان السادات:

آه صراعات كبيرة.. كتيرة.

أحمد منصور:

وصراعات، في 27 يوليو 1952 اجتمع مجلس قيادة الثورة ليبحث في صورة المستقبل بالنسبة للحكم، هل ستكون للديكتاتورية أم للديمقراطية؟ الرئيس السادات في مذكراته قال أنه انحاز للديكتاتورية ضد الديمقراطية.

جيهان السادات:

نعم، ده هذا حقيقة.

أحمد منصور:

وقال إحنا قُمنا بالثورة دي مش عشان الشعب يحكم وإنما هم عشان الضباط يحكموا قبضتهم على السلطة. مَثَّلت هذه الصورة جزء من شخصية السادات التي استمرت بعد ذلك حتى وهو في وجوده في السلطة، شخصية الديكتاتور الأوحد الحاكم الذي لا يعطي الفرصة للآخرين. هذه الشهادة التي كتبها السادات في كتابه أما تنم عن طبيعة شخصية في داخله؟

جيهان السادات:

هذا غير حقيقي، هأقول لحضرتك ليه، أنور السادات في أول الثورة طبعاً أنت أي قائد أو أي إنسان بيتغير أو أي زعيم بيتغير حسب الأشياء اللي بتدور حوله والمتغيرات اللي بتدور في البلاد اللي حوله وبالتالي في بلده، أنور السادات كان في أول الثورة يعني زي عارف حضرتك ميكيافيللي لما يقول لك: أنا ديكتاتور لكن بالعدالة بأحكم بلدي. فهو عارف إن عبد الناصر عادل، وعارف إن هو يعني ولعلم حضرتك..

أحمد منصور ]مقاطعاً:[

لسه ماظهرش حضرتك حاجة من عدله ولا من..، لسه إحنا في الأيام الأولى.

جيهان السادات:

لا، بس صديق عُمر له وعارفه يعني.

أحمد منصور:

لكن تحدث عنه بأشياء كثيرة بعد ذلك رغم صداقته ورغم علاقته ورغم كذا.

جيهان السادات:

معليش، آه طبعاً، لا كلنا لنا أخطاء، إحنا بشر.

أحمد منصور:

لكن حتى يتحدث عن قربه من عبد الناصر وقرب عبد الناصر من الآخرين يقول: إن عبد الحكيم كان الوحيد اللي بتربطه علاقة خاصة بعبد الناصر.

جيهان السادات:

ده صحيح.

أحمد منصور:

ورغم الصلة الوثيقة اللي ربطت السادات بعبد الناصر لكن يقول السادات أيضاً إنه لم يكن يستطيع أن يفهم ما بداخل عبد الناصر تجاهه.

جيهان السادات:

ساعات، ساعات أيوه، نعم، اللي أنا عايزه أقوله، أنور السادات ما كانش ديكتاتور أبداً، وأنا مش بأدافع عنه، هو مين اللي عمل الأحزاب؟ ما كان ممكن يكتفي بالاتحاد الاشتراكي.

أحمد منصور:

صورة ولا زالت إلى يوم الأحزاب صورة في مصر ليس لها وجود سياسي واقعي.

جيهان السادات:

والله فيه معارضة، ليه صورة؟ فيه معارضة، مش هأقول لك.. وفيه ديمقراطية.

أحمد منصور:

المعارضة كان لها 4 مقاعد في البرلمان.

جيهان السادات:

وفيه ديمقراطية موجودة.

أحمد منصور:

مجرد أشياء شكلية سآتي لها في حينها.

جيهان السادات:

هأقول لحضرتك يعني الديمقراطية والحاجات دي ما بتجيش في يوم وليلة، كل الحاجات دي بتاخد خطوات، وأنا معاك أنا ما بأقولش إن إحنا قمة الديمقراطية ولا إحنا ديمقراطية زي أمريكا مثلاً أو إنجلترا.

أحمد منصور ]مقاطعاً:[

لكن لو كانت بدأت في يوليو..

جيهان السادات:

لأ، أنا يعني ما أنا مصرية وعارفة.

أحمد منصور:

سيدة جيهان، لو بدأت في يوليو 1952 كان زماننا الآن شعب ديمقراطي كبير جداً.

جيهان السادات:

لا ما هي مابدأتش في يوليو 1952.

أحمد منصور:

ما هم رفضوا وعلى رأسهم الرئيس السادات يعني.

جيهان السادات:

لأ، هي بدأت في عهد أنور السادات لما كان رئيس جمهورية، هو اللي بدأ تعدد الأحزاب، وهو اللي بدأ الديمقراطية لأول مرة في مصر، وشال الرقابة على الصحف، وأعطى المؤسسات حقها..، لا، ده أنور السادات عمل تغيير.

أحمد منصور:

في تلك الفترة السادات كان ينزوي، لم يكن يشارك بشكل فعال ورئيسي في الاجتماعات وفي الحضور، وكان بيتهم من الآخرين بالضعف وعدم المعرفة بالأمور في الوقت الذي أشرتِ أنتِ، وأشار محمد نجيب في وصفه لشخصية السادات وغيره إلى إن السادات لم يكن يحب يعني الأشياء التي فيها مشاكسة أو غير ذلك.

جيهان السادات:

مظبوط، يعني ماكانش يحب يخش في مشاكسات أو صراع على مناصب أو صراع على حاجات، يعني كان بيبعد، ويعني بدليل إنه هو مثلاً لما كانوا كل أعضاء مجلس الثورة بيحكموا في وزرا، هو الوحيد اللي ما كانش وزير إلا في النهاية، ويوم ما كان وزير يعني أنا عرفتها من الجورنال وهو كنت أنا والدة بنتي أذكر والدة بنتي.

أحمد منصور:

لما وزير دولة في 1954.

جيهان السادات:

بالظبط، كنت لسه والدة بنتي في المستشفى وجه، فقلت له بقى أنا أعرف إنك وزير من الجورنال؟! فقال لي: ده أنا زيِّك برضو عرفتها من الجورنال. يعني كان عبد الناصر حطها يعني بدون الرجوع إليه، قال يعني مش عايزين إن واحد بس يتقال إن أَكِن ما فيش انسجام يعني كلنا وإحنا كلنا واحد يعني.

أحمد منصور:

بدأت مرحلة من الديكتاتورية التي أيدها أنور السادات في العام 1952، بدأ تفرض قوانين الإصلاح الزراعي على الناس، محكمة الثورة في سبتمبر 1953 أسست وبدأت تفرض أحكام بالإعدام وأحكام بالسجن على الناس، في 16 يناير 1953 تم إلغاء الأحزاب، واستثني الإخوان المسلمين من الحل باعتبار -حسب ما ذكر نجيب في مذكراته، وحسب ما جاء في كتب كثيرة- إن عبد الناصر قال إن لهم دور في الثورة ودعموا الثورة وبالتالي لابد من إبقائهم. ولكن في 12 يناير 1954 تم حل الإخوان أيضاً، ثم عادوا مرة أخرى إلى وقوع حادث المنشية في أكتوبر 1954 حيث حوكموا، وكان أنور السادات أحد القضاة الثلاثة الذين حاكموا الإخوان. فترة محمد نجيب هذه، كيف كان الانطباعات إلى أن محمد نجيب استقال استقالة أولى في فبراير 1954 ثم أُقيل بعد ذلك. أبدأ معكِ في الحلقة القادمة ابتداء من إقالة محمد نجيب وتعيين السادات وزير دولة في وزارة عبد الناصر في أكتوبر 1954.

جيهان السادات:

طب ما أردش على الديكتاتورية اللي حضرتك بتقول عليها دي بس ولو بكلمتين؟

أحمد منصور:

تفضلي.

جيهان السادات:

يعني ديكتاتورية إنه يعطي.. يعمل إصلاح زراعي ويعطي الفلاحين المحرومين يعطيهم جزء من الأرض خمس فدادين لكل فلاح هل دي ديكتاتورية مع الفروق الشاسعة اللي كانت موجودة؟!

أحمد منصور:

حقوق الآخرين يا سيدتي، الآن هل تقبلي أن ينزع منك هذا البيت وأن تقيمي في شقة ويتوزع غرفه على الناس؟

جيهان السادات:

إذا كنت.. لأ، مش بهذه الدرجة هُمّ ما عملوهاش بهذه الدرجة، كل 2%..

أحمد منصور ]مقاطعاً:[

يعني هي تقريباً صورة.. صورة قريبة يعني، يعني الصورة تكاد تكون قريبة.

جيهان السادات ]مستأنفةً:[

لأ، هي 2% كان غنى فاحش عندهم آلاف آلاف الفدادين.

أحمد منصور:

ماذا فُعل بهؤلاء الناس؟

جيهان السادات:

أعطوا للفلاحين خمس فدادين.

أحمد منصور:

لكن ماذا فعل يعني، كان يمكن أن يتم.

جيهان السادات:

وكل عائلة كان عندها 200 فدان، بدأت بـ 200 فدان.

أحمد منصور:

كان ممكن أن يتم هذا الأمر بشكل آخر، ووصل إلى خمسين فدان بعد ذلك.

جيهان السادات:

أنا هأقول لحضرتك، أنا موافقة حضرتك في يعني إخراج الموضوع أو اللي نفذ الموضوع ما نفذهوش بالشكل يعني كان فيه مآسي، وأنا نفسي حاضرة مآسي من ضمنهم وجيت حكيت لأنور السادات وكان عندنا يومها عبد الحكيم عامر وقلت له على أحد –في المنوفية- أحد الرجال اللي هُم كانوا ماسكين.

أحمد منصور:

ما حدث في كمشيش

جيهان السادات:

ما حدث في كمشيش بالظبط.

أحمد منصور:

سآتي معك فيه بالتفصيل، أشكرك.

جيهان السادات:

طيب.. لكن اللي أنا عايزة أقوله

أحمد منصور:

تفضلي.

جيهان السادات:

إن يعني التنفيذ كان فيه أخطاء، نعم، كان فيه أخطاء لكن القانون كقانون علشان فيه عدالة للأغلبية الساحقة من الشعب المصري نعم.

أحمد منصور:

قد تكون القوانين عادلة في كثير من الأحيان ولكن دائماً المنفذون يقومون بتنفيذها بشكل ما.

جيهان السادات:

ده صحيح، ده صحيح، ده صحيح.

أحمد منصور:

أشكر حضرتك شكراً جزيلاً.

جيهان السادات:

شكراً.

أحمد منصور:

كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم

رابط هذا التعليق
شارك

وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج شاهد على العصر حيث نواصل الاستماع إلى شهادة السيدة جيهان السادات.

سيدة جيهان مرحباً بكِ.

جيهان السادات:

أهلاً.

أحمد منصور:

في الحلقة الماضية توقفنا عند تطور الصراعات داخل مجلس قيادة الثورة، في أكتوبر 1954 عُيّن السادات للمرة الأولى وزيراً في حكومة جمال عبد الناصر وزير دولة.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

وتقولين أنه فوجئ وأنتِ كذلك بهذا التعيين عرفتيه من خلال الصحف.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

ماذا ينم؟ يعني ماذا ينم عن ذلك أن يفاجأ وزير من قراءة الصحف؟

جيهان السادات:

حأقول لحضرتك هو أنور السادات ما كانش عاوز يكون وزير بصراحة، يعني ديماً لما كان يبقى فيه تشكيل كان دائماً يقول لجمال عبد الناصر خليني أنا برة، أنا.. يعني هو..، عارف حضرتك تأثير السجن عليه عايز يبقى حر، مش عاوز..، يعني قيود السجن اللي اتسجنها خلَّت عنده حتى في البيت هنا يعني تبص تلاقي أحب قاعدة له عاوز ينزل الجنينة، أحب حتة له مثلاً القناطر الخيرية، عايز يقعد في شيء مفتوح، وأنا دي لاحظتها من يوم ما اتجوزونا يعني إحنا كنا ساكنين في تاسع دور كان يحب يقعد في البالكونة منه للسماء.

أحمد منصور:

أيه ملامح شخصيته الثانية؟

جيهان السادات:

ملامح الشخصية إن هو تأثر بلا شك بالسجن، يعني دي اللي أنا حسيتها كزوجة إنه عاوز حاجة مفتوحة، عاوز حرية، عاوز انطلاق، الأكل مثلاً عايز حاجات خفيفة خالص عشان ما تتعبوش لأن معدته تأثرت..، يعني فيه حاجات كده، مؤشرات كده كنت أحسها فيه، يعني من أثر..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

ذكرتِ وهو ذكر وكثير من مرافقيه ومعارفه يؤكدون إنه كان بيحب يجلس في خلوة لوحده ربما لساعات.

جيهان السادات:

ده صحيح، ده حقيقي، بس يكون بيفكر في شيء وأنا كنت أحسها بقى أول واحدة، يعني لما أحس إنه مثلاً حأدي لحضرتك مثل، قبل..، وطبعاً أنا كبرت وحصل عندي نضج بقى وبقيت واعية لما يدور حولي، مش زي الثورة ما قامت يعني كنت لسه عَيِّلة صغيرة ومش حَسّه بالإحساس الكامل.

أحمد منصور:

أنا لسه في 1954 يا افندم.

جيهان السادات:

أيوه.

أحمد منصور:

في 1954 تحديداً كان ملامح شخصيته بدأت تتضح عندك؟

جيهان السادات:

لا، ملامح شخصيته متضحة عندي من يوم ما اتجوزته وحبيته، وعرفت هو إنسان صادق، ما بيتغيرش، مابيتهزش لحاجة، يعني كونه يفاجأ إنه تعين وزير برضو يعني ما تشكلش عنده حاجة، لأن هو كان يبرفض دي لأنه مش عايز قيود الوزارة، مش عايز يبقى يقولي الوزير..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

أو يخشى أن يقع في اصطدام مع عبد الناصر كما كان يقع الآخرون وبالتالي يخسر عبد الناصر وهو حريص أن يكون إلى جواره.

جيهان السادات:

لا.. لا، حضرتك، هو أثر السجن عليه مش عاوز..، هو كان يقول لي الوزير ده موظف بدرجة وزير، فعنده قيود يروح في مواعيد، ويخرج في مواعيد والتزامات أنا عايز أبقى حر، عايز أبقى رئيس مثلاً.. زي ما كان في جريدة الجمهورية يكتب عمود، يروح يعني مش بالدقيقة والثانية، يعني حر، يحس بالحرية في داخله.

أحمد منصور:

في 1953 أسست جريدة الجمهورية وكان هو رئيس تحريرها ومسؤول عنها.

جيهان السادات:

نعم.. نعم.

أحمد منصور:

هل ده كان بيعتبر دور أو دور هامشي هو كان سعيد به؟

جيهان السادات:

لا، ده كان دور بيحبه جداً، وكان سعيد به قوي.

أحمد منصور:

رغم إن الآخرين يعتبروه دور هامشي بالنسبة لما كان دور رجال الثورة.

جيهان السادات:

ده صحيح ده صحيح، لكن هو بالنسبة له كان أحسن من أي وزير.

أحمد منصور:

هل هو كان يعشق الأدوار الهامشية التي لا تضعه في مسؤولية مباشرة وصراع مع عبد الناصر؟

جيهان السادات:

لأ، كان يعشق الأدوار التي لا تقيده بقيود، ده كان ديماً بأحسها فيه.

أحمد منصور:

حينما اختير وزير في أكتوبر 1954 هل غير ذلك من وضعه شيء من المسؤوليات ومن..؟

جيهان السادات:

لأ، هو كان لفترة كمان مش كبيرة قوي يعني

أحمد منصور:

الحياة السرية، والتنظيمات السرية اللي عاشها في الأربعينات والعمليات السرية والاختلاط [والانخراط] فيها كان لها تأثير على شخصية، انطوائيته، حُبّه للعزلة، عدم إفصاحه عما في نفسه، أن يتلقى فقط ولا يعطي؟

جيهان السادات:

لأ، هو شوف حأقول لحضرتك هو بطبيعته..، بطبيعته وهو شاب صغير هو نفسه كان يحكي لي يعني، هو طبيعته مش من النوع اللي اجتماعي قوي، يعني اجتماعي بحدود.

أحمد منصور:

بس أنتِ على النقيض منه.

جيهان السادات:

أيوه.

أحمد منصور:

ما كانش بيحدث صدام بينكم.

جيهان السادات:

لا لا، أنا كنت مِريَّحاه جداً..، الشيء اللي عايزه هو اللي بأعمله له.

أحمد منصور:

طبيعة علاقاتك أيه في تلك المرحلة 1954؟

جيهان السادات:

طبيعة علاقاتي إنه راجل فيه ثورة قامت ومشغول وبيقعد بالساعات ما يجيش البيت، ويجي متأخر، ويعني مقدرة لهذه الظروف، يعني كنا نتعزم في عشوات كتير قوى بالليل وأبقى أنا في غاية الحرج إن أنا أروح مثلاً الساعة 9 ولغاية الساعة 11.30 وهو ما يظهرش فبأبقي..، وعايزين الناس يحطوا العشاء وأبقى يعني في نفسي متضايقة، لكن ساعة ما يهل ويخش أبقى خلاص نسيت كل (التينشن) اللي بيبقى عند الواحد، العصبية اللي بيبقى كاتمها أَمّا لما ألاقي الناس بترحب به ويقولوا له إحنا عارفين ومقدرين وبيبقى في اجتماع مثلاً يتأخروا فيه فيقولوا له إحنا مقدرين وعارفين وبعدين..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

شعورك تغير إنك أصبحتي زوجة وزير وعضو مجلس قيادة ثورة؟

جيهان السادات:

أبداً، أبداً، وأقول لحضرتك اسأل الناس ما تسألنيش أنا.

أحمد منصور[مقاطعاً]:

ما بدأتيش تخططي لدور مستقبلي لكِ في..،

جيهان السادات [مستأنفة]:

لا، لا، كل.

أحمد منصور[مقاطعاً]:

يكون لك دور اجتماعي مميز في بداية الأمر؟

جيهان السادات:

لا، حاقول لحضرتك أنا سألتك نفسي سؤال بس ده بعدين لما بقى رئيس جمهورية مش قبل، سألت نفسي أيه دوري اللي ممكن ألعبه وأنا زوجة رئيس جمهورية؟

أحمد منصور:

أنا لسه في 1954.

جيهان السادات:

طيب لسه.. قبل بقى ما يبقى رئيس جمهورية كان كل دوري اللي له شكوى عاوز يجبها كنت بأقدمها له، إذا حَد جِه خَبَّط على بابي كنت أقابله ما أرفضش، ودي حضلت مع ناس كثير ويحكوها لغاية النهارده، يعني كنت فاتحة يبتي وبابي وقلبى للناس.

أحمد منصور:

في 26 أكتوبر 1954 وقع حادث المنشية الذي اتهم الإخوان فيه بمحاولة اغتيال جمال عبد الناصر، وتأزمت العلاقة وقبض على مئات، أو آلاف من الإخوان وأُعلنت محكمة الشعب في أكتوبر 1954، وكان السادات أحد ثلاثة من القضاة، كان رئيس المحكمة جمال سالم وكان أنور السادات عضو يمين.

جيهان السادات:

يمين.

أحمد منصور:

وحسين الشافعي عضو يسار.

جيهان السادات:

عضو يسار.

أحمد منصور:

وأخذنا شهادة حسين الشافعي حول هذه المحكمة، أنتِ تحدثتي بشيء إيجابي عن الإخوان في كتابك، وكذلك تحدث الرئيس السادات، الآن في وضع أن يحاكم الناس الذين كان في يوم من الأيام على صلة قريبة بهم، بل بمرشدهم حسن البنا.

جيهان السادات:

صح.

أحمد منصور:

وأنتِ في نفس الوقت الناس اللي تركوا أثر في طفولتك وجعلوكي إلى اليوم تصري على إنك تكتبي هذا بوضوح في كتابك رغم العلاقة السيئة بين الحكومة والإخوان منذ 54 إلى اليوم، السادات كان شعوره أيه لما كُلِّف أن يحاكم هؤلاء الناس؟

جيهان السادات:

هُمَّ اعتقاد أنور السادات وبالتالي اعتقادي إن الإخوان المسلمين خرجوا عن الدور بتاعهم، يعني خرجوا عن إنهم مصلحين، يعني بيدوا قيم ومبادئ للشباب وللشعب، حَبُّوا بقى يحكموا يعني دخلت الحكاية من تعليم ومُثل ومبادئ إلى أنا عايز أحكم.

أحمد منصور:

ما الذي يمنع والحكم للشعب في ظل الديمقراطية، والثورة جاءت حتى تُخَلِّص الناس من الملك حتى يحكم الشعب ويطلع أفراد عاديين من الشعب يحكموا؟

جيهان السادات:

آه، دي لازم.

أحمد منصور:

أنا بأكلمك بمنطق الديمقراطية.

جيهان السادات:

طبعاً، آه طبعاً لازم لها انتخابات بقى ولازم لها يعني استفتاء، ولازم يكون الشعب موافق، طب الشعب كان بينتقد..

أحمد منصور:

لأ، أنا هنا في الجزئية، جزئية هل الحكم وممارسته على كل مستوياته هو حكر على مجموعة معينة من الناس أم من حق كل مواطن مصري إن هو يسعى أن يبقى له دور في الحكم من خلال الوسائل المتاحة؟

جيهان السادات:

لأ، في الأول، في أوائل الثورة كان حِكراً على الضباط الأحرار اللي قاموا بالثورة وخلصوا الشعب من الملك.

أحمد منصور:

يعني خلصوا الشعب من الملك -كما يُقال- وجاءوا بثلاثة عشر ملكاً؟

جيهان السادات:

لا.

أحمد منصور:

اللي هم أعضاء قيادة الثورة.

جيهان السادات:

لا ما كانوش ملوك لا، أنا أختلف مع حضرتك، ما كانوش ملوك.

أحمد منصور:

الامتيازات.. ما هو سعادتك بدأت تشعري بامتيازات.

جيهان السادات[مقاطعة]:

ما هي الامتيازات؟ حأقول لحضرتك.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

في حياتك من خلال السيارات من خلال الامتيازات.

جيهان السادات:

إحنا كنا ساكنين في شقة وإحنا أعضاء مجلس ثورة.

أحمد منصور:

ما هو كل ده تغير.

جيهان السادات:

طب اتغير بعد ما بقى رئيس جمهورية.

أحمد منصور:

لا، قبلها.. كان فيه تغيرات معينة كثيرة حصلت، مش أنتِ بس، في تلك المرحلة كان فيه ملاحظات كثيرة، الرئيس نجيب ذكرها في كتابه، في مذكراته حوالين تصرفات أعضاء مجلس قيادة الثورة، ابتداءً من إن هُمّ بدؤوا يخصصوا لنفسهم لبعض الأموال، وبعض الامتيازات الكثيرة.

جيهان السادات:

لا.. لا.. لا،لا.

أحمد منصور:

وكثير من الأشياء هي.. الرجل، ليس كلامي أنا كلام الرجل كان موجود وآخرين كثيرين أيضاً ذكروا هذا.

جيهان السادات:

لا، ما مكن يكون..، ممكن وهو طبعاً لأنه كان محدد إقامته إنه يعني يَتَقَوَّل عليهم بيعني بشيء زيادة أو مبالغة.

أحمد منصور:

ليس كلامه وحده أيضاً، مصادر كثيرة، والتاريخ نفسه إحنا الآن.

جيهان السادات[مقاطعة]:

يعني طب ما أنا عايشة هذا الدور يعني ما أنا هأقول لحضرتك لما جوزي يكون رئيس جمهورية ومهيته خمس آلاف جنيه، لأ، يعني وقبل كده كانت أقل، فيعني بالعكس، هو فيه امتيازات بتريحَّنا من ناحية إن في عربية، فيه سائق تبع الحكومة، فَدَه بيرحني إن أنا ما بأدفعش أجرة سائق وعربية، لكن فيه حاجات كثيرة يعني مهياتهم مش كبيرة بالدرجة وبل بالعكس يعني ده كانوا بيدوا مثل يعني.

أحمد منصور:

عن أي شيء كان يتحدث معكِ السادات عن محاكمة الإخوان؟

جيهان السادات:

والله ما كانش بيتحدث معايا زي ما قلت لحضرتك.

أحمد منصور:

ولا كنت بتكلميه؟

جيهان السادات:

لا، أنا كنت أسأل ساعات وخصوصاً إن في يوم من الأيام يعني كنت عارفه كمان كان فيه تهديد عليه، وكنت أرفع سماعة التليفون وأسمع يقولوا لي هنقتله، فأقفل السماعة وطبعاً أنشغل لأن مهما كان، يعني مهما حطِّيت أعصابي في ثلاجة برضو وكنت بأحاول دائماً إن أنا ما أبينش أي أنفعال، لكن كنت في داخلي بأتمزق من التهديدات والحاجات دي، لكن هو كان بيعتبر إن ده دور من أدواره المكلف بها، ومؤمن بها.

أحمد منصور:

لم يكن هناك أي ضغوط نفسيه عليه، ماكنتيش بتشعري بقلق، بضيق، بإنه بيقوم بدور ما كان يحب أن يقوم به؟

جيهان السادات:

لأ.. لأ، حأقول لحضرتك أنور السادات لم يقم بأي دور في حياته إلا وهو مؤمن به، اللي غير مؤمن به ما كانش بيطول فيه.. بيسيبه.

أحمد منصور:

كان مؤمن تماماً بالدور اللي قام به بالنسبة لهذه القضية؟

جيهان السادات:

أكيد.

ما نقلكيش إنه فيه تعذيب، إن فيه أشياء بيتعرض لها الناس، إن فيه ظلم معين، إن فيه كذا؟

جيهان السادات:

لأ، أبداً، أنا قلت لحضرتك لما كان بيصلنا أي شيء عن تعذيبه، أي أسرة كانت تيجي وتقول، وفيه معتقلين جولنا وكانوا بيقولوا إن هم.

أحمد منصور:

الكلام في الستينات في كمشيش وغيرها، أنا الآن في 1954.

جيهان السادات:

في 1954 لأ، ما يعني..، حأقول لحضرتك أي واحدة كانت بتيجي البيت عندي ومعاها جواب كنت بأديه له وهو يشوف.

أحمد منصور:

في الفترة دي حد جالك بجوابات 54؟

جيهان السادات:

آه كتير جداً بس أنا مش قادرة أفتكر أسامي بالذات لكن أنا فاكرة.

أحمد منصور:

عن موضوع الإخوان تحديداً؟

جيهان السادات:

يمكن بعضهم آه.. برضو.

أحمد منصور:

صدرت الأحكام وأعدم ستة من الإخوان وحكم على مئات آخرين، هذه الأحكام تحديداً أحكام عسكرية، من محكمة عسكرية، وفيه مصادر أشارت إلى أن أعضاء مجلس قيادة الثورة كانوا يرفضوا عمليات الإعدام، وكلهم كانوا يميلوا إلى عملية السجن فقط إلا أن عبد الناصر هو الذي أصر على الإعدام وكان بيتعمد، أو كان بيتزعم عملية عدم الإعدام عبد الحكيم عامر، هل أَسَرَّ لكِ السادات بأي شيء عن هذا الأمر؟

جيهان السادات:

لأ، في الحقيقة، لأول مرة بأسمعه.

أحمد منصور:

في 14 نوفمبر 1954 أزيح الرئيس محمد نجيب من حكم مصر ووضع رهن الإقامة الجبرية إلى أكتوبر 1983 يعني طوال عهد الرئيس السادات كان رهن الإقامة أيضاً في القصر الذي كان يقيم به.

جيهان السادات:

إزاي؟ إزاي؟ ده أنور السادات اللي أفرج عنه، لأ، لأ أنا آسفة، يعني حضرتك.

أحمد منصور:

أنور السادات أفرج عنه مؤخراً، يعني لم يفرج عنه مباشرة بعد.

جيهان السادات:

أول ما بعت، هو بعت أو حاجة زي كده، حد راح له وبالتحديد واحد اسمه الأستاذ عدنان وهو في مجلس الشعب بدرجة مدير عام يعني في مجلس الشعب راح زاره وجه بَلَّغ هنا لأنه على صلة كان بفوزي عبد الحافظ اللي هو مدير مكتب أنور، وقال له إن أنا زرت محمد نجيب ولقيت إنه ساكن في بيت يعني ما يصحش إنه يسكن فيه حد.

أحمد منصور:

هل رئيس جمهورية يُنسى؟

جيهان السادات:

نعم؟ ما هو دي.

أحمد منصور:

يعني رئيس جمهوري ينسى إلى أن يأتي شخص يتحدث عنه ويذكر به؟

جيهان السادات:

يعني أنت لو كنت رئيس جمهورية وتشوف الأحداث اللي حواليك، والأخبار اللي بتيجي لك ودي هنا وهنا، فيه حاجات ممكن تاخدك يعني إلى أن حَد يذكره إحنا بشر.

أحمد منصور:

لا، أنا هنا بأرجع لما ذكرتيه أنت في الكتاب عن محمد نجيب وإلى التأكيد على إن..، كأن السادات لم يكن يحب الرجل إلى الدرجة اللي لم يهتم حينما جاء إلى السلطة بإنه.

جيهان السادات:

لا، أبداً، أول ما يعني.. تذكره، أو أول ما حد ذكره به على طول أفرج عنه في ساعتها في ساعتها، مش في 1983، قبل كده بكثير في عهد أنور السادات.

أحمد منصور:

هو نفسه قال أنا ظلّيت في إقامتي -في كتابه أنا قرأتها- من 14 نوفمبر 1954 إلى أكتوبر 1983، هذا كلام محمد نجيب.

جيهان السادات:

لا، 1983 أنور السادات ما كانش موجود.

أحمد منصور:

صح، بالضبط.

جيهان السادات:

طب ما هو ده يدل -حضرتك- إن فيه حاجات كتير خطأ، بتكتب خطأ.

أحمد منصور:

في يناير 1955 أسس المؤتمر الإسلامي وعُين السادات سكرتيراً عاماً للمؤتمر الإسلامي، وبدأت أسفاره إلى الدول المختلفة تكثر وتتوالي.

جيهان السادات:

أيوه.. الإسلامية.

أحمد منصور:

انتقل إلى لبنان والأردن والهند وغيرها من الدول المختلفة.

جيهان السادات:

صح، صح.

أحمد منصور:

أثر سفراته وجولاته أيه عليكِ أنتِ الآن في هذه المرحلة؟

جيهان السادات:

والله أنا أحب قوي ديماً أشترك مع زوجي في سفرياته إلا هذه الأيام لأن كان أولادي صغيرين، وكنت بأحسن دوري كأم ما أقدرش أسيبهم وهُمّ أطفال وأسافر معاه الحقيقة يعني.

أحمد منصور:

ولدت لبنى في سبتمبر 1954 الابنة الأولى.

جيهان السادات:

نعم.. نعم.

أحمد منصور:

السادات سعى لتقديم استقالته أكثر من مرة من مجلس قيادة الثورة، وهذا ما جعل الاتهامات الدائمة عليه أنه لا يحب أن يتحمل المسؤولية المباشرة وينأى بنفسه عن وضعها، وكانت الاستقالة الثانية في عام 1955، كان يفكر بأن يترك مصر بكل ما فيها وينتقل للإقامة في لبنان.

جيهان السادات:

ده صحيح.

أحمد منصور:

صحيح؟

جيهان السادات:

أيوه هو يعني كان فيه صراعات في المجلس، هو قالها لي مرة باختصار شديد لأن زي ما قلت لحضرتك ما كانش بيدخلني في شغله، علشان ما يعني ما يشيلنيش هم في حاجة أنا لا..

أحمد منصور:

شغله جزء من حياته، وأنتِ أيضاً.

جيهان السادات:

وأنا جزء كبير في حياته.

جيهان السادات:

وأنا جزء كبير في حياته لكن في العمل ما بيحبش يقحم العمل في البيت دي طبيعته طول عمره، فلما حصل خلاف هو قال لي: إن هو قرر إنه يستقيل ونسافر ونهاجر للبنان يعني ده اللي قرره فلازم يشركني فيه وسألني..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

يعني أيه يهاجر للبنان؟

جيهان السادات:

قال لي مش عايز أقعد في البلد خالص.

أحمد منصور:

يعني أيه يطلع من البلد بكل ما فيها وهو المفروض إن هو رجل وطني بلده حققت ما كان يصبوا إليه طوال السنوات الماضية.

جيهان السادات:

صح.. صح.

أحمد منصور:

معنى ذلك إن هذه الثورة لم تحقق شيء وأوصلت أحد أبنائها إلى اليأس وإنه عايز يعيش..

جيهان السادات:

لأ.. لأ، أنا هأقول لحضرتك تفكيره كان أيه تفكيره كان فيه صراعات في مجلس الثورة بلا شك صراعات بينهم كتيرة جداً.

أحمد منصور:

الآن خلاص أزيح محمد نجيب والجو خِلِي ليهم.

جيهان السادات:

لا لا لا.. وكان فيه صراعات بينهم كأعضاء مجلس الثورة.

أحمد منصور:

تفتكري قال لك بين مين ومين تحديداً؟

جيهان السادات:

هو قال لي فيه صراعات بينا وأنا ما بأحبش الصراعات دي وما بأتكالبش على حاجة، فأنا رأيي إن أنا أسيب ونطلع لبنان ونعيش هناك فترة..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

هيشتغل أيه في لبنان؟

جيهان السادات:

نعم؟!.. بلد عربي.

أحمد منصور:

واحد وزير وعضو مجلس قيادة الثورة هيطلع يشتغل أيه في لبنان؟

جيهان السادات:

لا.. بلد عربي قال.. لا، يشتغل صحفي يشتغل.. هو بيكتب كويس قوي، وقلمه كويس، ومارس..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

لكن قيل إن كثير من المقالات اللي كانت بتصدر في الجمهورية لم يكن..، كان يوقع عليها، لكن لم يكن يكتبها.

جيهان السادات:

لا..لا.. لأ، هأقول لحضرتك هو كاتب وله أسلوبه وأخته سكينة برضو كاتبة وهم فيهم، فيهم صياغة الأسلوب جميلة يعني، فيهم الملكة دي أقدر أقول، هو كان عايز يروح هناك لفترة يبعد خالص عن كل شيء، واختار لبنان على إنها بلد عربي ومحب لمصر، وإن إحنا مش هنتغرب بالمعنى، يعني هنحس إن إحنا برضو..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

بس كده أو عشان لبنان بلد جميل وفيه..

جيهان السادات:

لا.. والله هي بلد جميلة بناسها أكتر يعني وإن إحنا هنروح نقعد في وسط بلد عربي مع عرب ويشتغل هو في جريدة من هناك، ومؤقت.. مؤقت.

أحمد منصور[مقاطعاً]:

صحيح وصلت.. وصلت إلى مرحلة إنه استخرج جوازاته وجاب تذاكر فعلاً للسفر؟!

جيهان السادات:

لا لا لا.. حضرتك، لم تصل إلى هذا الحد وهو لما حب يقدم استقالته عبد الناصر رفضها.

أحمد منصور:

رد فعلك كان أيه على الاقتراح ده أو طلبه؟

جيهان السادات:

فرحت طبعاً.. فرحت إن أنا هأقعد في مصر.

أحمد منصور:

ليه؟

جيهان السادات:

أنا بأحب بلدي جداً.

أحمد منصور:

لأ.. إنك تروحي لبنان؟

جيهان السادات:

آه، لأ.. أروح لبنان كنت هأقول لحضرتك أنا بأحب لبنان وكده، لكن أحب أروحها زيارة يعني طبعاً لقيت إن أنا هأبعد عن أهلي وإخواتي وأسرتي وأصحابي، لكن عشان خاطره، أنا قلتها له، قلت له: أنا مستعدة أروح معاك آخر الدنيا اللي أنت عايزة اعمله وما تحطنيش في حسابك إن أنا هأقول لك لأ أبداً.

أحمد منصور:

في هذه المرحلة تمت عمليات تصفيات كثيرة أيضاً للمناوئين حتى من ضباط الثورة: يوسف منصور صديق، سلاح المدفعية.

جيهان السادات:

من الأول خالص.

أحمد منصور:

وفؤاد محيي الدين، كل هذه الأشياء تم تصفيتها وفي 22 يونيو 56 أُلغي مجلس قيادة الثورة، وأصبح جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية في 26 يوليو 56 أعلن جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

وكان طلب من السادات أن يصحبه إلى الإسكندرية.. لماذا تخلف السادات عن صحبته؟

جيهان السادات:

لم يتخلف، ولم يطلب منه إلا بعد أن أعلن، يعني أنا هأقول لحضرتك.. والرئيس عبد الناصر بيعلن عن تأميم قناة السويس كنا إحنا في بورسعيد بنصيف وكان في الصيف.

أحمد منصور:

يوليو 56، 26 يوليو 56.

جيهان السادات:

يوليو.. بالظبط، في شهر يوليو وكنا في الصيف في بورسعيد، وكنا معتادين إن إحنا نصيف أنا ووالدي، يعني كنت ديماً وأنا طفلة حتى نسافر بورسعيد نصيف هناك، ده المصيف بتاعنا مش إسكندرية والرئيس عبد الناصر كان بيروح وأعضاء مجلس الثورة بيروحوا إسكندرية، وكملوا كده وإحنا كملنا كده إلى أن يوم تأميم القناة فكنت بأسمعها وأنور بيسمعها وكنا فرحانين جداً جداً وبعدها طلب من أنور السادات قال له بدل ما تصيف في بورسعيد تعالَ صيف بقى في إسكندرية بأسرتك عشان نبقى كلنا مع بعض وفعلاً كنا هناك نقلنا على إسكندرية..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

طبعاً أخذتم الفيلا اللي في المعمورة؟

جيهان السادات:

لأ.. المعمورة كانت لسه، المعمورة كانت لسه كتير قوي، فأخدنا فيلا في صيدناوي في رشدي، في رشدي، استانلي وكنا، كانوا مجلس الثورة بيروحوا كل ليلة عند الرئيس عبد الناصر يقعدوا عنده ويتعشوا معاه ويتكلموا ويسهروا، وإحنا كستات كنا يعني مش بنروح كلنا عمرنا ما رحنا معاهم..

أحمد منصور:

ما كنتوش بتجلسوا في جلسة مختلطة تتحدثوا في شيء.

جيهان السادات:

كنا نجلس أنا وحرم حسين الشافعي، وحرم زكريا محي الدين بالذات إحنا التلاتة كنا ديماً مع بعض قريبين لبعض قوي، أكثر من حرم بغدادي وكمال الدين حسين.

أحمد منصور:

وحرم عبد الناصر لم تكن تختلط بكم؟!

جيهان السادات:

يعني هي ما كانتش تحب الاختلاط قوي بصراحة يعني فما كناش بنقحم نفسنا..

أحمد منصور:

طبيعة نقاشاتكم أيه؟

جيهان السادات:

أبداً.. ولادنا ومشاكلنا، وكل واحد يحكي يعني..

أحمد منصور:

يعني ما كانتش كل واحدة بتفخر بالأسرار اللي جوزها بيطلعها عليها؟!

جيهان السادات:

لا، لا.. والله أبداً يعني ما كنا..

أحمد منصور:

ولا كنتوا بتتطرقوا إلى المشغوليات ومشغولين..

جيهان السادات:

لا، طبعاً مشغولين عنا، لكن إحنا عارفين ومقدرين يعني، وكان فيه -عايزة أقول لحضرتك- كان فيه احترام للرئيس عبد الناصر شديد جداً مننا كلنا كزوجات لأعضاء مجلس الثورة، فيعني يعني عارفين إنه أزواجنا بيسهروا معاه.

أحمد منصور:

هل كنتوا بتشاركوا أعضاء مجلس قيادة الثورة جلسات مختلطة تتحدثون فيها في شيء؟

جيهان السادات:

لا.. لا.. أبداً.. أبداً.

أحمد منصور:

ولم يكن يدور بينكم.. فقط ممكن تلتقوا على الطعام أم أيضاً..

جيهان السادات[مقاطعاً]:

لا، طعام وممكن نتعشى سوا، ممكن نقعد في الـ..، إحنا كَبَايِنَّا جنب بعض في..

أحمد منصور:

كان ممكن أيه اللي بيدور في الجلسات المختلطة النساء والرجال جالسون، أيه الموضوعات؟

جيهان السادات:

لا، مفيش رجال وسيدات جالسون هَمَّ ديماً يروحوا يسهروا معاه وإحنا مع بعضنا يعني كسيدات.

أحمد منصور:

في 29 أكتوبر 56 اندلعت حرب العام 56.

جيهان السادات:

أيوه.

أحمد منصور:

وفي 23 ديسمبر انسحبت انجلترا وفرنسا وأنتِ أثناء لحرب ولد ابنك جمال.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

في عام 57 تم تشكيل البرلمان واختير السادات وكيلاً للمجلس بعد ما كان عبد الناصر أبلغه أنه سيكون رئيس المجلس فقدم عليه.

جيهان السادات:

البغدادي.

أحمد منصور:

عبد اللطيف البغدادي رئيساً للمجلس ولم يمانع السادات باعتباره لم يكن يمانع فيما يعرض عليه، سافر السادات إلى دمشق في نوفمبر 57 بدعوة من أكرم الحوراني رئيس مجلس الشعب السوري ورجع بفكرة الوحدة بين مصر وسوريا.

جيهان السادات:

نعم.. نعم.

أحمد منصور:

طبيعة الدور اللي لعبه السادات في قضية الوحدة؟

جيهان السادات:

هو أُرسل من عبد الناصر، يعني عبد الناصر اللي أرسله للاستطلاع وللتفاوض بالنسبة للوحدة، ونجحت حتى بدرجة يعني هو راجع أخذ خبر مولد بنتي التانية نهى وأنا ما كنتش سمتها نهى لسه فهو جه وتفاءل بيها وهو راجع بيقول لي أنا يعني راجع في الطيارة وعلى البحر وقالوا لي مبروك إشارة جات لك ابنة، فقال لي أنا فكرت نسميها زنوبيا. أنا طبعاً زعلت جداً قلت له: زنوبيا إزاي ده لو نطقوا اسمها في المدرسة الولاد هيضحكوا. فقال لي: لأ، دي الملكة، ملكة تدرم [تدمر] اللي وحدت بين مصر وسوريا ولازم اسميها الاسم ده، ابقوا دلعوها قولوا لها زيزي أو زيزيت أو اللي إنتوا عايزينه. قلت له: لأ في المدرسة مفيش دلع. المهم إنه راح عند الرئيس عبد الناصر علشان يقول له أيه اللي حصل يعني اللي تم بالنسبة للمفاوضات بين مصر وسوريا، فحرم الرئيس عبد الناصر جات تزورني في المستشفى فلاقتني بقى بتقول لي سمتوها أيه؟ دي بنت حلوة قوي وكانت بنت جملية قوي مولودة عينين زرقا كده وشعر أسود وبيضا وحلوه يعني، فقلت لها: والله أنور عايز يسميها زنوبيا وأنا زعلانة جداً. قالت لي: زنوبيا! يا نهار أبيض! معقولة! المهم بعد الزيارة رجعت هي على البيت على بيتهم عند الرئيس عبد الناصر ولقت أنور السادات هناك فدخلت عليهم في المكتب وقالت للرئيس عبد الناصر دي جيهان زعلانة لأن أنور السادات عايز يسميها زنوبيا. فأنور ضحك قال: أيوه ده صحيح، فقال له حاجة، قال له: أنور.. مين اللي تعب في البنت؟! مين اللي تعب في الحمل والحاجات دي كأم؟ فقال له: طبعاً جيهان. فقال له: سيبها تختار الاسم اللي عايزاه. فاخترت لها نهى.

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور:

مشروع الوحدة كان من المشروعات الفاشلة في تاريخ مصر السياسي بين مصر وسوريا، وظلت من البداية قائمة على غير أسس ومعالم واضحة، وأعلنت الوحدة بين مصر وسوريا في 22 فبراير 58، ولكنها انهارت في العام 61، في 22 فبراير 58 وُقع على وثيقة الوحدة بين مصر وسوريا، ووقع الرئيس السادات عليها أو طلب عبد الناصر منه أن يوقع رغم أنه لم يكن ذو منصب رسمي في الدولة في ذلك الوقت، وإنما نائباً لرئيس مجلس الشعب.

جيهان السادات:

لأنه هو اللي قام بالتفاوض.. لأ، هو قام بالتفاوض فيها وطبعاً مش معقول واحد تفاوض على كل التفاصيل وبعدين ما يمضيش، لأ.. هي مش كده بس..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

أَلَم يورِط مصر في هذه الوحدة ويعتبر مسؤول عنها؟

جيهان السادات:

لأ.. أبداً، الرئيس عبد الناصر كان أمله إن تبقى فيه وحدة عربية كاملة، ومش الرئيس عبد الناصر، كلنا كان عندنا هذا الأمل، وما زال، لأن في الاتحاد قوة وإحنا لو متحدين كنا زَمَانَّا أقوى ميت مرة من اللي إحنا فيه دلوقتي.

أحمد منصور:

لكن وفق أسس وأصول ومبادئ واتفاقات وأشياء..

جيهان السادات[مقاطعاً]:

آه طبعاً.. طبعاً عايزة دراسة شديدة وعايزة..

أحمد منصور:

يعني الوحدة الأوروبية نموذج سنوات طويلة يوحدوا العملة.. يوحدوا كذا..

جيهان السادات:

لأنه شعب متعلم وعارف، إحنا شعوبنا لسه ما وصلتش لهذه المرحلة.

أحمد منصور:

إذن محاولة دفع الشعوب ودفع الحكومات إلى هذا أما تعتبر خطأ تاريخي.

جيهان السادات:

لأ مش خطأ تاريخي هي محاولة لإيجاد وحدة عربية مفروض إن الشعوب كلها تفهمها.

أحمد منصور:

لكنها أدت إلى الفشل في النهاية.

جيهان السادات:

آه كونها فشلت ده شيء لكن المحاولة في حد ذاتها ما تعتبرش فاشلة أبداً.

أحمد منصور:

لكن هي لم تقم على أسس واضحة والرئيس السادات حينما زار سوريا ورجع ودفع عبد الناصر إلى الوحدة، أعطاه معلومات غير صحيحة وغير دقيقة وورطه في هذا الأمر كما يقول بعض المؤرخين.

جيهان السادات:

لا.. لا.. عبد الناصر لا يُوَرَّط من أي شخص ولا من أنور السادات ولا من غيره، عبد الناصر أي شيء بيخش فيه كان بيدرسه وبيعرف أيه أبعاده وكان إذا أرسل أنور السادات علشان يلعب دور مش معنى هذا بياخد كلامه كله، بياخد كلامه وعنده دراسات وحاجات أخرى بتيجي له.

أحمد منصور:

في الفترة دي انتقلتِ من شقة الروضة إلى بيت في الهرم.

جيهان السادات:

في الهرم.. نعم.

أحمد منصور:

نعم.. وبدأت مرحلة أخرى من الحياة الاجتماعية ربما تختلف قليلاً عما كنتِ عليه من قبل.

جيهان السادات:

ممكن.. نعم.

أحمد منصور:

أصيب الرئيس السادات بأزمة قلبية في 15 مايو 1960م كان لها تأثير كبير على مجرى حياته بعد ذلك.

جيهان السادات:

ليه؟ ده أنا عايزة أسأل حضرتك ليه ليها تأثير كبير؟

أحمد منصور:

أدت إلى أن يُغَيَّر السادات من عاداته في العمل، أن يقلل جهده قدر المستطاع، حجم الضغط الذي كان يقوم به وحجم العمل قلله إلى عدد قليل، أصبح يأخذ قسط أكبر من الراحة لا يلجأ إلى علمية الإرهاق أو ما يسبب له الإرهاق ويتحاشاه.

جيهان السادات:

مش بهذه الـ..، هذا ما طلب منه فعلاً، لكن ما مشيش عليه، حأقول لحضرتك بمنتهى الأمانة هو كل اللي استمع إليه إنه السجاير قللها يعني الشغل بقى فعلاً عمل له ساعات معينة، يعني عمل طول الصبح ومثلاً بعد الظهر يبقى يقرأ حاجات يعني تقارير لبعد الظهر، لكن مثلاً يعمل كل مقابلاته في المكتب الصبح، بس ما يعملهاش من الصبح (لبـ.. الليل) زي ما كان بيجي على نفسه يعني فعلاً عمل نوع نقدر نقول مش تقليل، تنظيم للعمل وهذا الذي يفعله كل الزعماء في الخارج بعد ذلك مما عرفناه.

أحمد منصور:

في صيف العام 60 اختير السادات رئيساً لمجلس الأمة الاتحاد الذي كان يجمع بين مصر وسوريا وصدرت القوانين الاشتراكية في 23 يوليو والتي أدت إلى انهيار الوحدة في 26 سبتمبر 61 أثر إنهاء الوحدة بين مصر وسوريا أيه، على السادات وده كان بيعتبر مشروعه أو هو صاحب الفكرة التي نقلها إلى عبد الناصر؟

جيهان السادات:

طبعاً في التنفيذ هأقول لحضرتك حاجة هو المشروع الوحدة.. كمشروع الوحدة بتهيأ لي لا يختلف عليه اتنين، يعني كل إنسان فينا كعربي أو مصري أو من أي بلد عربي مخلص لبلده يهمه إن إحنا نكون متحدين لكن ساعات في التنفيذ بتبقى فيه أخطاء هي اللي تولد.. اللي ولدت فعلاً فشل هذه الوحدة.

أحمد منصور:

ولدت جيهان الصغيرة في العام 61.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

وبده الصراع بين عبد الحكيم عامر وجمال عبد الناصر بعد انهيار الوحدة في العام 61 وانحاز السادات بشكل طبيعي إلى عبد الناصر.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

في 26 سبتمبر 62 اندلعت الثورة في اليمن، ولعب السادات أيضاً دوراً في هذا الأمر من خلال علاقته بالدكتور عبد الرحمن البيضاني حيث قام البيضاني بالإيعاز أو اللقاء مع السادات من خلال علاقتهم وحَدَّثه عن ثورة اليمن، وتحدث السادات مع عبد الناصر، وورطت مصر ورطة أخرى أيضاً في اليمن يقال أن الرئيس السادات يتحمل مسؤوليتها.

جيهان السادات:

برضو هأرجع تاني وأقول عبد الناصر ما هواش الإنسان اللي تورطه يعني بمنتهى الأمانة معروف عنه هو إنسان حريص جداً في كل خطواته..

أحمد منصور:

لكن هو في الآخر إنسان بيحكم وبيشار عليه من هنا وهناك.

جيهان السادات:

بيشار عليه بس مش من جهة واحدة يعني ما نقولش أنور السادات لوحده.

أحمد منصور:

يعني هنقدر نقول إن عبد الناصر لوحده يتحمل كل مساوئ ما حدث في عهده وكل أخطاء ما حدث في عهده..

جيهان السادات[مقاطعة]:

لا.. لا.. بالعكس.. بالعكس.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

هي كلها نتاج لما حوله من الناس.

جيهان السادات:

بالعكس ده الناس اللي كانت حواليه هي اللي ليها أخطاء.

أحمد منصور:

والسادات كان أحد هؤلاء.

جيهان السادات:

السادات كان أحد الناس اللي حواليه، في اليمن أنور السادات مش هو اللي صاحب فكرة اليمن، جمال عبد الناصر عايز وحدة عربية مع أي بلد عربي بمنتهى الأمانة، عايز مع سوريا كان، وعايز مع اليمن..

أحمد منصور:

لسه فاشلة وطالعين منها.

جيهان السادات:

وعايز مع ليبيا، وعايز ع كل هذا.

أحمد منصور:

يعني لسه التجربة فاشلة، ومصر خسرت فيها كتير ولسه طالعين منها.

جيهان السادات:

طب هو الرئيس عبد الناصر لما راح في سوريا وخطب وعمل الوحدة هل ده كان تأثير أنور السادات عليه؟ ده هو اللي عاوز الوحدة، هو يريد وحدة عربية وقومية عربية ومعروف عنه هو اللي كان بيثيرها على طول وبيقويها، فكون أنور السادات بيساهم في هذا مش معنى كدا إن هو صاحب المبدأ كله أو صاحب.. هو اللي وَرَّطَه، لأ..

أحمد منصور:

لكن له دور ويتحمل فيه مسؤولية؟

جيهان السادات:

مؤكد وهو لا ينكر ذلك.

أحمد منصور:

خاصة وأن الملف السياسي لليمن كان عند أنور السادات، والملف العسكري كان عند عبد الحكيم عامر.

جيهان السادات:

ده صحيح.. ده صحيح.

أحمد منصور:

إذن ورطة اليمن أيضاً من الناحية التاريخية الرئيس السادات له دور رئيسي فيها وفي معالجتها من بدايتها إلى نهايتها.

جيهان السادات:

لأ، طب وما تقولش ليه فيه توريط عسكري هو لا دخل فيه، هو التوريط حصل من الناحية العسكرية أكثر.

أحمد منصور:

لكن عادة ما يقوم العسكريين بدور.

جيهان السادات:

إنما الناحية السياسية ما كانتش لها أخطاءها.

أحمد منصور:

العسكريون عادة ما يقومون بدور تنفيذي للقرارات السياسية، فإذن الجهة السياسية والملف السياسي مسؤوليته، ما المانع بأن تعترفي بأن السادات أخطأ، إذا كان أخطأ في المسألة؟

جيهان السادات:

لأ.. أنور السادات أخطأ بلا شك، وكلنا بشر بيخطئ، أنا ما بأدافعش عنه في دي، لكن ما أحملوش دي أبداً لوحده، أبداً.

أحمد منصور:

كان نظرته لها أيه بعد كده؟ اتكلم معاكِ في المسألة دي، مسألة اليمن تحديداً؟

جيهان السادات:

لا والله لأ.. يعني مفيش..

أحمد منصور:

كنتِ بتتابعي في تلك المرحلة هذه المسؤوليات.

جيهان السادات:

بأتابع.. آه..طبعاً بأتابعه كان بيروح يقعد هناك فترات ويرجع وكده يعني، بالعكس أنا فيه جوابات بعتها له وهو في..، العيد ييجي مثلاً علينا وهو قاعد هناك، وكنت بالعكس أقول له أنا مش زعلانة ولا متضايقة طالما أنت مع الجنود بتوعنا هناك أفضل من أنك تقعد مع أسرتك، لأ يعني أنا كنت مُقَدِّرة، لكن إذا كان فيه أخطاء بين الوحدة فهي أخطاء كانت من الناحية العسكرية بلا شك إنما الناحية السياسية ما حصلش فيها شيء من الخطأ بالدرجة إن هي تفك هذه الوحدة.

أحمد منصور:

بده السادات في تلك المرحلة بعد أزمته القلبية الأولى في العام 60 يتجه إلى الإقامة في ميت أبو الكوم وأصبح له بيت هناك وأصبح يتردد هناك، وأنت كذلك كنت هناك تذهبين وبدأت..

جيهان السادات:

وقبل كده كمان.

أحمد منصور:

وبدأتِ نشاطك في العمل العام في ذلك الوقت المبكر.

جيهان السادات:

نعم.. صحيح..صحيح.

أحمد منصور:

بدأتِ تخططين لما بعد ذلك، بدأتِ تخططين إلى النبوءة التي قالتها لك السيدة التي قابلتك ذات مرة وقالت لكِ ستصبحين سيدة مصر الأولى.

جيهان السادات:

صدقني.. صدقني، أنا كنت نسيت النبوءة، أنا لما رحت الفلاحين وأنا إنسانة اتولدت في القاهرة وما عنديش صلة بالفلاحين يعني أول مرة أشوف الأرياف في يوم أبويا ما باع أرض وأخدنا البحيرة علشان بياخد الفلوس وبيبيع أرض، أول مرة أشوف الريف المصري، أنور السادات مرتبط بالريف ارتباط شديد جداً جداً جداً، فأنا لما اتجوزته ابتديت أروح هناك وابتدينا نبني بيتنا هناك في ميت أبو الكوم ونروح هناك من وقت لآخر لأنه مرتبط ارتباط شديد بالقرية وبميت أبو الكوم وبالأرياف يعني بالريف، طبعاً لما رحت هناك حتى بأقول له: أنزل أزور جيراني يعني وأتعرف عليهم. فقال لي: لأ ده احنا عندنا هنا، إحنا فلاحين هنا، الست ما تبانش، يعني زياراتها بتبقى بالليل ومش عارف أيه. فأنا يعني ما عجبنيش الكلام قوي فرحت جايبه فساتين فلاحي ومنديل بأوية وطرحة وقلت الفلاحة بتنزل بتمشي بالنهار والستات هم اللي بيطلعوا بالليل يزوروا دي زي ما بيقولوا سلو الريف، إن السيدة ما تنزلش إلا بالليل، إنما الفلاحات دُوُل في الغيط بقى وبيمشوا. فأنا قلت خليني أنا فلاحة، ولبست فلاحة وقلت له أنا بقى أنا هأروح أزور جيراننا الفلاحين. فهو بص لي وضحك ومالقاش حاجة يقول لي أمنعك، واحدة لابسة طويل للأرض وطرحة ومنديل وبتاع وتعرفت فعلاً بالـ..، وكنت سعيدة إن أنا أقعد جنب الساقية وأسمع الحكايات اللي بيقولوها كانت بالنسبة لي يعني جميلة جداً لأني كنت بأحس بنوع من الذكاء الفطري والتجربة اللي من الحياة مع الفلاحة الساذجة اللي ما تعلمتش.

أحمد منصور:

لكن في كتابك وأنت موجههاه للغرب بالدرجة الأولى وليس إلى القارئ العربي بأشعر إنك بتتحدثي بشكل من الترفع عن وضع الفلاحين..

جيهان السادات:

لا.. بالعكس.

أحمد منصور:

يعني بشكل مفيش فيه نوع من إنك أنت جزء من هذا البلد، وهذا البلد فيها هؤلاء الناس وهم أصلها يعني؟

جيهان السادات:

لا بالعكس. بالعكس أنا كنت بأحبهم جداً بدليل ده أنا هأقول لحضرتك قصة صغيرة توريك إن ما فيش ترفع، ده أنا واحدة منهم بتقول لي: أقعدي اتعشي معايا فقلت لها طيب، ففتحت الكنبة، كنب بلدي من اللي بيتفتح ده، فتحتها وطلعت حلة محشي وقعدنا أنا وهي ناكلها سوا، ناكل منها يعني وقمت رَوَّحت، فبأحكي لأنور بقى مسخسخ من الضحك، لأن هو الفلاح يقول لي: معقولة يعني عملتي كده، معقولة أكلتي من المحشي اللي جوه الكنبة اللي بقى له مثلاً يومين أو بتاع ما كانش متصور إن أنا، قلت له وأحلى محشي ذقته، يعني بالعكس أنا ما عنديش.. أنا هأقول لحضرتك أنا ما أحبش في الشاي سكر كتير والفلاحين عادة يحلوا الشاي زيادة كنت أشربه وكأنه يعني حاجة جميلة ما أتضايقش، لأ، أنا ما عنديش كبرياء على..

أحمد منصور:

لأ، هو بشكل عام أنا شفت صيغة في الكتاب لاحظت فيها الكبرياء من أوله يعني.

جيهان السادات:

لا..لا.. ممكن.

أحمد منصور:

والحديث عن المجتمع المصري وعاداته فيها شيء كأنك شيء آخر غير هذا المجتمع.

جيهان السادات:

لا..لا.. أنا هأقول لحضرتك أنا كتبت بالإنجليزي وترجم بالعربي فممكن في الترجمة يكون فيها هذا الإيحاء أو هذا الاحساس بين السطور.

أحمد منصور:

لأ، أنا أقصد هنا أيضاً خطابك أنت من المؤكد أن هذه اللغة هي التي خاطبت بها الغرب كسيدة مصر الأولى، في الوقت اللي يعني كأن الشعب المصري ده يعني من حاجة وأنت من شيء آخر.

جيهان السادات:

لا، ده أنا بأحب الشعب، ده أنا واحدة من الشعب واتجوزت واحد ضحى من أجل الشعب، لا يمكن لا.. لا..

أحمد منصور:

في عام 1966م وجهت الدعوة للرئيس السادات بصفته رئيس مجلس الأمة المصري في ذلك الوقت للقيام بزيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية من الرئيس.

جيهان السادات:

جونسون، لأ.. كان جونسون هو رئيس..

أحمد منصور:

لكن وجهت من رئيس الكونجرس في ذلك الوقت.

جيهان السادات:

رئيس الكونجرس، آسفة، أيوه.

أحمد منصور:

وهذه هي المرة الأولى التي تصحبيه فيها في زيارة رسمية إلى دولة ما، أنت التي طلبتي أن تصحبيه هذه المرة؟

جيهان السادات:

لا، هو بياخدني معاه تلقائي وأنا بأروح معاه.

أحمد منصور:

دي أول مرة.

جيهان السادات:

أي زيارة كانوا ولادنا بقى كبروا شوية وكانت والدتي ساكنة جانبي فكانت تيجي تنتقل للبيت، وتقعد معاهم، كان فيه مدرسة كمان بأجيبها تقعد معاهم، يعني ماكانوش أطفال لسه بيرضعوا أقدر أسيبهم مثلاً، لأ، فرحت معاه، رحت معاه الرحلة..

أحمد منصور:

يعني الآن بدأتِ.. بدأتِ.

جيهان السادات:

أصحبه.

أحمد منصور:

أولى خطوات الدور الرئيسي اللي لعبتيه بعد ذلك في الحياة السياسية.

جيهان السادات:

نعم.. نعم.

أحمد منصور:

وهذه كانت أول مرة الذهاب في زيارته للولايات المتحدة في 66.

جيهان السادات:

نعم.. نعم.

أحمد منصور:

مين كان معاكم تفتكري من الوفد؟

جيهان السادات:

لا، ما أقدرش افتكر حد قوي.. لا، ما أقدرش.

أحمد منصور:

طيب تقدري تفتكري المعالم الرئيسية للزيارة هناك؟

جيهان السادات:

افتكر إن إحنا لما رحنا أنا قابلت مِرَات [امرأة] جونسون في البيت الأبيض.

أحمد منصور:

الرئيس الأميركي.

جيهان السادات:

الرئيس الأميركي في هذا الوقت، وأفتكر إن السفارات العربية بما فيهم افتكر كويس قوى سفارة الكويت بالذات كانت عاملة لنا عشاء كبير ورحنا وطبعاً ده بجانب السفارة المصرية وعملت لنا عشاء وكانت دعت فيه من القيادات الأميركية المعروفة هناك على القيادات والسفراء العرب فَدِي أنا أفتكرها كويس قوي.

أحمد منصور:

كان جدولك مختلف عن جدول الرئيس.. عن جدول السادات في ذلك الوقت؟

جيهان السادات:

نعم ..نعم..نعم.

أحمد منصور:

صحبتك أو كانت المضيفة التي من المقرر أن تصحبك كانت يهودية أميركية، أليس كذلك؟

جيهان السادات:

نعم.. افتكر كده آه.

أحمد منصور:

كان هناك صراع إسرائيلي -مصري- عربي في ذلك الوقت، شعورك أيه وأنت التي ستصحبك يهودية وإسرائيل دولة قائمة على قضية الديانة؟

جيهان السادات:

هل هي دي أيامها اللي رفض السفير بتاع.. قصدي العمدة بتاع نيويورك إنه يقابل أنور السادات أفتكر.

أحمد منصور:

بسبب ذلك؟

جيهان السادات:

بسبب إن هو يهودي وأنور السادات مصري ومسلم وكده وضد إسرائيل، فأنا هأقول لحضرتك أيامها وده منشور يعني مش..

أحمد منصور:

هل هناك تعمد لاختيار واحدة يهودية أيضاً لكي تصحبك؟

جيهان السادات:

ربما من ناحيتهم، بس أنا معرفتش إنها يهودية لأني مش هأسألها ديانتك أيه استحالة يعني.

أحمد منصور:

لكن على الأقل تعرفي مين اللي معاكِ في البروتوكول يعني.

جيهان السادات:

لا بأعرف اسمها كده عادي وما أعرفش لأ يعني هأقول هي متجوزة مين أو جنسها أيه أو ديانتها أيه لأ، دي ما.. لا تُسأل عن الحاجات دي.

أحمد منصور:

لكن الرئيس السادات بيدو أنه كان يعرف في ذلك الوقت؟

جيهان السادات:

لأ، أنور السادات اللي يعرفه إن إحنا زرنا كذا بلد من ضمنها نيويورك اللي العمدة رفض يقابلنا فأنا حتى عملت حديث أيامها وأنا يعني ما كنتش يعني مخضرمة في السياسة ولا أعرف.

أحمد منصور:

كان أول مرة بتدلي بحديث صحفي؟

جيهان السادات:

أيوه، وقلت العمدة خسر مقابلته لأنور السادات، خسر إنه يقابل شخص زي أنور السادات، وأنا عايزة أعرف هو عمدة إسرائيل أم عمدة أميركا؟ وماذا يدين ولاؤه لمن؟ ولاؤه لإسرائيل أم ولاؤه كعمدة أميركي؟ زي.. كلام زي الرصاص وده حدث وتقدر ترجع له وتشوفه يعني.

أحمد منصور:

هل بقيتِ مع الرئيس السادات طوال أيام الزيارة لم تفارقيه؟

جيهان السادات:

لأ، كان فيه زي ما قلت حضرتك فيه مثلاً مقابلة هنا رئيس الكونجرس مش هاروح أنا معاه، بأقابل مراته، يا بيقابل عضوات في الكونجرس يعني زيارتنا مختلفة.

أحمد منصور:

مغزى الزيارة دي أيه في وقت كانت العلاقت المصرية -الأميركية علاقات متوترة وغير سوية؟

جيهان السادات:

لا أبداً ده كان أيامها المبادرة أظن بتاعة روجرز؟

أحمد منصور:

روجرز 70.

جيهان السادات:

أُمّال دي كانت كام؟

أحمد منصور:

دي كانت 66، وأنتم في الولايات المتحدة تحديداً.

جيهان السادات:

آه فيه حاجة الرئيس عبد الناصر..

أحمد منصور:

أدلى الرئيس عبد الناصر بتصريحات مضادة للولايات المتحدة.

جيهان السادات:

لأميركا.. بالظبط.. ده صحيح.

أحمد منصور:

في ذلك الوقت وأدت إلى حرج الرئيس السادات.

جيهان السادات:

أيوه.. ده صحيح.

أحمد منصور:

أيضاً، أيضاً في نفس هذه الزيارة اختفى الرئيس السادات -كما جاء في مذكرات محمد حسن الزيات- لمدة ثلاثة أيام؟

جيهان السادات:

أيوه.

أحمد منصور:

ولم يعرف أحد جدول الرئيس السادات وأين ذهب في ذلك الوقت؟

جيهان السادات:

ليه يعني عشان أيه هيختفي؟

أحمد منصور:

ويقال بأن الرئيس السادات في ذلك الوقت مع الخلافات الموجودة داخل مجلس قيادة الثورة بين عبد الحكيم عامر وبين عبد الناصر ومع تصفية كثير من الضباط بده يرتب أوراقه مع الإدارة الأميركية. في الحلقة القادمة أبداً معكِ من هذه النقطة.

جيهان السادات:

لا، ما أنا لازم أكذبها دي وتسألني السؤال ده في الحلقة المقبلة.. لو سمحت.

أحمد منصور:

سنبدأ بها.. سنبدأ بها.

جيهان السادات:

طيب.. وهو كذلك.

أحمد منصور:

أشكر حضرتك شكراً جزيلاً.

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (شاهد على العصر) حيث نواصل الاستماع لشهادة السيدة جيهان السادات، مرحباً بكِ يا فندم.

جيهان السادات:

أهلاً أهلاً.

أحمد منصور:

إحنا توقفنا في الحلقة الماضية عند نقطة هامة في تاريخ الرئيس السادات، وفي تاريخ عملك أيضاً أنت على وجه الخصوص، وهي الزيارة التي قمتم بها إلى الولايات المتحدة في العام 1966 حينما كان الرئيس السادات في ذلك الوقت رئيساً لمجلس الشعب المصري ورافقتيه للمرة الأولى في أول زيارة رسمية يقوم بها إلى دولة ما وكانت الولايات المتحدة الأميركية. أشياء كثيرة أثيرت حول هذه الزيارة، حول مرافقتك اليهودية التي وظفها أو وظفتها.. وظفت من قِبل البروتوكول للقيام بمصاحبتك، وحول الرئيس السادات نفسه وبداية علاقته الوثيقة بالأميركان ابتداءً من هذا التاريخ، وما ذكر من قِبل بعض الذين كتبوا مذكرات، ومنهم الدكتور محمد حسن الزيات بأن الرئيس السادات اختفى لمدة ثلاثة أيام فسِّرت على أنها كانت بداية لتوطيد علاقته بالأميركان، ما مدى معلوماتك عن هذا الأمر؟

جيهان السادات:

أولاً: أنا كنت مرافقة له ما اختفاش ثلاثة أيام ولا حاجة، كنا سوا، وكنا قُدّام الجرايد، والناس كلها ما فيش اختفاء نهائي، وبعدين عايزة أقول لحضرتك أنور السادات مش دفاعاً عنه الإنسان اللي في شبابه كله كان بيتسجن ضد الاستعمار الإنجليزي وضد أي حد احتل بلده، أو يكون له كلمة على بلده، الراجل اللي في آخر أيامه -لو تذكر- مسك الصحفي الأميركاني اللي بيقول له: أنت أخدت تعليمات من ريجان، وقال له: أنا هأضربك بالرصاص، لو قلت.. أنا كنت.. لو معايا مسدس كنت ضربتك، لأن إزاي تقول لي كده؟ مصر ما بتاخدش تعليمات من حد. أنور السادات له تاريخ وطني لا يمكن لا لأميركا ولا إنجلترا ولا جنس حد يقبل إنه يبقى له كلمة على بلده، وأظن التاريخ يشهد له، واحد حط رقابته [رقبته] على.. يعني عشان يعمل سلام لمصر، عمل قبل كده حرب أكتوبر ودخل وانتصر، كل الحاجات دي لشاب تاريخه وطني لا يمكن حد يجنده أبداً يا فندم، هو حب مصر ومصلحة مصر فقط.

أحمد منصور:

هناك تفسير آخر يبتعد عن قضية التجنيد وهي أن مصر في ذلك الوقت كانت تعاني من اضطرابات داخلية وصراع على السلطة بين عبد الناصر وعبد الحكيم عامر تحديداً، وكان عبد الناصر في ذلك الوقت قد تخلص من معظم أعضاء مجلس قيادة الثورة، ولم يبق هناك سوى السادات وحسين الشافعي و زكريا محيي الدين وعبد الحكيم عامر، لكن كانت السلطة الفعلية في يد عبد الحكيم عامر وصراع.. هناك مع عبد الناصر حول هذا الأمر.

جيهان السادات:

بينه وبين عبد الناصر.

أحمد منصور:

العلاقة مع الولايات المتحدة كانت سيئة أو متوترة في الوقت الذي سمح فيه الرئيس عبد الناصر للسادات أن يسافر إلى الولايات المتحدة بناءً على الدعوة التي جاءته.

جيهان السادات:

أيوه.. جت [جاءت].. نعم.

أحمد منصور:

ما الذي يمنع هنا على أن يسعى السادات على أن يقدِّم نفسه على الأميركي.. إنه يقدم نفسه للأميركان باعتباره البديل المناسب الآن على اعتبار أن عبد الناصر كان مرتمياً في علاقاته مع السوفيت في ذلك الوقت.

جيهان السادات:

السوفيت.

أحمد منصور:

ومعظم علاقاته مقطعة بالعالم العربي وبالولايات المتحدة الأميركية؟

جيهان السادات:

هأقول لحضرتك السياسة كانت في إيد عبد الناصر مش في إيد أنور السادات، هل أنور السادات كان يعلم وقتها -وهذا الكلام كان سنة 1966- كان يعلم إنه بعد خمس سنين هييجي رئيس جمهورية، أو هيبقى حتى نائب وبعدين يتولى الرئاسة؟ لأ، طبعاً.

أحمد منصور:

الرئيس السادات طول عمره طموح.

جيهان السادات:

ده حقيقي طموح.

أحمد منصور:

وهو الوحيد الذي حافظ على علاقات مستقرة هو وحسين الشافعي مع عبد الناصر إلى آخر يوم في حياة عبد الناصر.

جيهان السادات:

ده صحيح، ده صحيح.

أحمد منصور:

وقبل وفاة عبد الناصر حينما فكر في اختيار نائب اختار أنور السادات.

جيهان السادات:

ده صحيح، ده صحيح.

أحمد منصور:

فكل هذه الأشياء كان يمكن أن تؤدي إلى أن السادات يكون لديه طموح، ولِمَ لا والرجل عنده طموح من أول حياته؟

جيهان السادات:

لا، هأقول لحضرتك طموح لصالح مصر، وعبد الناصر لما اختاره نائب اختاره عن يقين إن هذا الرجل رجل وطني وعبد الناصر أظن مشهود له أيضاً بالوطنية، يعني ما حدِّش يُنكر هذا، فلما يختار عبد الناصر النائب له في وقت إن هو حاسس إن هو احتمال إنه فعلاً تكون فيه مؤامرة عليه في ليبيا، فيقوم يختاره.

أحمد منصور:

في المغرب.

جيهان السادات:

في المغرب أو حتَّة يعني، المهم إنه اختاره علشان يعلم تماماً إنه هو الوطني اللي هو هيمشي.. اللي هيقدر يحكم مصر بعديه، فعبد الناصر ما كانش يعني في اختياره..

أحمد منصور:

لكن هنا في قضية الاختيار، وأنا لا أريد أن أقفز إليها، لكن السيد حسين الشافعي في شهادته ألمح إلى أن اختيار السادات لم يكن وليد يعني اختيار أو رغبة عبد الناصر بقدر ما كان أو ألمح إلى أنه ربما يكون من ضغوط خارجية، وألمح إلى الولايات المتحدة.

جيهان السادات:

ضغوط على عبد الناصر؟

أحمد منصور:

نعم.

جيهان السادات:

لا، عبد الناصر أيضاً، وأنا بأدافع بمنتهى الثقة إن عبد الناصر ما ينضغطش عليه ولا من أي بلد والأحداث كلها.

أحمد منصور:

لكن يمكن أن يوجه.. يمكن أن يوجه أو تُملأ نفسه بشيء.

جيهان السادات:

لا، استحالة.

أحمد منصور:

طب اسمحي لي الرئيس السادات ألمح إلى هذه النقطة التي أنا أتحدث إليها في (البحث عن الذات) واسمحي لي أسعى لـ..

جيهان السادات:

قوي.. أيوه.

أحمد منصور:

في صفحة 290 في (البحث عن الذات) يقول: "كانت السياسة عند عبد الناصر تخضع لانفعالاته، وقد أدرك هذا أولئك الذين يحيطون به، ولذلك كانوا يستطيعون تطويعه كما يريدون إذا أحضروا إليه في الوقت المناسب المعلومات المناسبة التي يفجرها فتحدث في العالم دوياً هائلاً.." هذه عبارة.. نص عبارة السادات قالها.

جيهان السادات:

صح صح، أيوه وصح.

أحمد منصور:

وهنا..، واستشهد بأشياء كثيرة وأنا كنت ذكرت لحضرتك دور السادات اللي لعبه بالنسبة للوحدة مع سوريا، وبالنسبة لحرب اليمن باعتباره كان عنده الملف السياسي، وهو الذي حمل هذا الملف إلى عبد الناصر وأقنعه بالتدخل في اليمن.

جيهان السادات:

مش لوحده، مش لوحده معلش، يعني عبد الناصر ماكانش لعبة في يد حد، عبد الناصر أيضاً كان له تفكيره ووطنيته واختياره، ولا يمكن يبقى فيه ضغط من أحد عليه، صدقني يعني، وبعدين التاريخ كله ورا، طب ما إذا كان أنور السادات اتفق مع الأميركان أو عميل أو زي ما بيقال، والتشنيع اللي بيتقال عليه، طب ما كان أسهل له من الأول اتفق مع الأميركان وطلَّعوا اليهود، ولا دخل حرب، ولا عمل، يعني ما.. كلِّف نفسه.

أحمد منصور:

فيه مسلسل في هذا الجانب سأتعرض لكِ معه تاريخياً لحظة بلحظة من مصادر عديدة وأنت تعلمين أني منذ عام كامل ونحن نعد لهذه الشهادة فاطلعت على كثير، عشرات الكتب واستطعت أن أجمع بعض الحاجات التي سأدعها أمامك لتفنيدها أو للرد عليها.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

في هذه الفترة كانت بدأت علاقتكم مع كمال أدهم الأسرية 1966؟

جيهان السادات:

لأ أسرية، لأ معلش.

أحمد منصور:

العلاقة الشخصية التي ربطت بين السادات وبين كمال أدهم.

جيهان السادات:

بينه وبين كمال.. يعرفه آه معرفة.

أحمد منصور:

كمال أدهم طبعاً يعني ربما كثير من المشاهدين لا يعرفونه، هو كان صهر للملك فيصل، وأصبح بعد ذلك رئيساً للمخابرات السعودية، وكما ذكر هيكل وذكر إسماعيل فهمي في مذكراته أيضاً "التفاوض من أجل السلام في الشرق الأوسط" ومصادر أخرى عديدة، بأن الرجل كان على علاقة وثيقة بالـ C.I.A، يُقال إن العلاقة بدأت كما نشرت "الواشنطن بوست" في 24 فبراير 1977 بين السادات وبين الاستخبارات الأميركية عبر كمال أدهم في الستينات ومن خلال هذه الزيارة.

جيهان السادات:

كمال أدهم علاقته بأنور السادات علاقة زيه زي واحد آخر، وعلاقة ليست وطيدة، حضرتك قُلت علاقة وطيدة، هي ليست علاقة وطيدة بدليل إن يعني لو كانت وطيدة كنا نبقى إحنا على صلة بامراته، ببيته بتاع، دا أنا ماأعرفش لا عياله ولا مراته ولا.. ولا هو كمال أدهم أذكر يمكن في حياتي شوفته مرَّتين، في حياتي كلها، فليست علاقة وطيدة علاقة زيه.. مثل أي شخصية..

أحمد منصور ]مقاطعاً:[

لكن كان يتواجد عندكم؟

جيهان السادات ]مستأنفة:[

قريب من الملك فيصل، وأنور السادات كان عنده الملك فيصل أخ وصديق عزيز جداً، وكان يحبه قوي، لكن مجرد يكون جايب رسالة من الملك فيصل، يقابله علشانها.. حاجات زي كده، لكن ليست علاقة وطيدة بالمعنى.

أحمد منصور:

العلاقة بدأت منذ تولي السادات مسؤولية المؤتمر الإسلامي اللي من خلالها استطاع أن تكون له علاقات واسعة بكثير من المسؤولين.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

كان كمال أدهم يزوركم في بيتكم في الستينيات؟ كان يزوركم؟

جيهان السادات:

ولا أعرف، ولا أدري، اللي أعرفه بالظبط علاقة أنور السادات بكمال أدهم من خلال الملك فيصل كان يبعته ساعات برسالة أو حاجات زي كده، لا أكثر ولا أقل.

أحمد منصور:

هذا في الوقت حينما أصبح السادات رئيساً.

جيهان السادات:

آه دا لما أصبح رئيساً، لكن..

أحمد منصور:

لكن أنا أقصد في الفترة هذه.

جيهان السادات:

لا لا ما عنديش فكرة خالص.أحمد منصور:

طيب بالنسبة للزيارة الآن إلى الولايات المتحدة هل لديك تفصيلات أخرى حول هذه الزيارة؟ حول طبيعة العلاقات التي أقمتوها؟

جيهان السادات:

الزيارة كانت مرتبة من..، دعوة من الحكومة وكان بيرتبها مجموعة اللي هي رتبت Egypt Today برضو اللي هي بتعمل زي زيارات للناس اللي هم الأجانب عن أميركا وبيوروهم البلاد، يعني بيلففوهم في كذا ولاية علشان يعني يوروا إيه أميركا والتطور بقى واللي وصلت له، مش أكثر من هذا. وكان طبعاً وإحنا في واشنطن على اتصال.. راح زار رئيس المجلس، وراح زار بتوع الكونجرس، يعني اللي هي بيبقى أي زائر أجنبي بيتحضر له زيارة يقابل فيها المسؤولين فقط. وبعدين إذا كان هو عايز يختفي كان بيختفي ليه إذا كان المسؤولين قابلهم؟! قابلهم رسمي فيعني ما فيش.. مافيش كلام من ده أبداً.

أحمد منصور:

بالنسبة لكِ أنت.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

ماذا شكلت هذه الزيارة في تاريخك السياسي الذي لعبتيه بعد ذلك؟ أول مرة تخرجي، خروجك كان للولايات المتحدة، يعني استقبلتِ استقبال رسمي، بدأت ترين الأضواء والاهتمام.

جيهان السادات:

حأقول لحضرتك يعني، أنا أولاً، المرافقة كونها يهودية أو مسيحية أو مسلمة حتى مش من.. مش أنا اللي هأسألها ديانتك أيه؟ سؤال يعني مش.

أحمد منصور:

بعيداً عن المرافقة، أنا أتحدث الآن عن مؤثرات الزيارة عليكِ أنت؟

جيهان السادات:

هأقول لحضرتك يعني لما المحافظ (المير) اللي هو العمدة بتاع.

أحمد منصور:

عمدة نيويورك.

جيهان السادات:

نيويورك لما رفض يقابلنا لأن نيويورك كانت ضمن الزيارات اللي هنروحها، ورفض فأنا عملت حديث هناك وقلت فيه إن العمدة ده خسر إنه يقابل شخصية زي أنور السادات، وثانياً والأهم: أنا عايزة أعرف ولاؤه لإسرائيل أو ولاؤه لأميركا إذا كان عمدة نيويورك؟ فيعني ما كانش عندي تأثير أميركي عليَّ قد ما كنت أنا زي جوزي وطنية، وحبي لمصر، وفي نفس الوقت بأشوف بلد مبهرة ما فيش شك لأول مرة طبعاً كنت مبسوطة باللي بأشوفه مفيش يعني، وبأتمنى إن إحنا نوصل لحاجة زي كده يعني.

أحمد منصور:

إنتِ كنتي بدأتِ العمل العام في بداية الستينات.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

لكن هذه الزيارة الخارجية لم تملأ نفسكِ بالرغبة في أن تكوني في هذا الموقع؟ زوجة رجل له مسؤولية كبيرة في الدولة، تصاحبيه في الزيارات الخارجية، تبدئي تشعري أن دورك يتخطى العمل الاجتماعي البسيط في محافظة المنوفية إلى أن تخرجي إلى العالم؟

جيهان السادات:

أبداً أبداً أنا كنت زوجة رئيس مجلس شعب، ولمّا حصل عدوان على مصر قبل العدوان كنت.. قبل 67 كنت بأحضَّر سيدات الهلال الأحمر علشان نكون في المستشفيات ونكون جاهزين، ما نفاجأش وخصوصاً كان فيه كلام كتير عن الحرب أيامها من الرئيس عبد الناصر، أبداً.. العمل الاجتماعي هو اللي كان في.. اللي دفعني له حرب 1967 الحقيقة.

أحمد منصور:

رجعتم من الولايات المتحدة قام الرئيس السادات بزيارة..

جيهان السادات]مقاطعة:[

وبعدين عايزة.. آسفة إن أنا أقاطع حضرتك.

أحمد منصور:

تفضلي يا فندم.

جيهان السادات:

يعني إحنا ما كنّاش فاكرين إن أنور السادات هيجي نائب، ثم رئيس دي لم تخطر على بال، لا على باله هو ولا على بالي أنا.

أحمد منصور:

يعني هناك.

جيهان السادات:

يعني عبد الناصر مات سنه 52 سنة، فعمر ما فكرنا إن هو هيموت وإن إحنا حنيجي بعديه، صحيح بقى نائب بعدين، حتى وهو نائب، ولو إن مدته كانت قصيرة يعني سنة، لكن حتى في الوقت ده والله ما فكرنا ولا أنور ولا أنا إن إحنا حنيجي رئيس جمهورية لأن الراجل لسه صغير، فيعني لم يخطر على بالنا بجد يعني الحقيقة.

أحمد منصور:

هنا تفسير تآمري يقول أنكِ وُضعتي في طريق السادات حتى تتزوجيه حتى يصبح رئيس للجمهورية.

جيهان السادات:

يا نهار أبيض!! دا مين.. دا مين اللي يعني صاحب الأسطورة دي؟! اتوضعت في سكته إزاي؟! يعني لا، اتوضعت قبلها بـ.. قبل ما يعني إحنا اتجوزنا 49 قول 50 لغاية سنة آه يعني 1952 الثورة وبعدين بعد كده يبقى رئيس جمهورية سنة 1970، اتوضعت قبليها بعشرين سنة.

أحمد منصور:

ما هو دايماً عملية الإعداد بتبقى طويلة يا فندم يعني.

جيهان السادات:

لا دا حظي، وحظي الحقيقة، الحظ بيلعب دور برضو.

أحمد منصور:

يعني حضرتك هنا الحب ما كانش أعمى زي ما قلتي إنما كان مفتح جداً يعني.

جيهان السادات:

لا الحب يعني أنا حبيته مفتحة ومغمضة يعني أقدر أقول.

أحمد منصور:

ذهب السادات في زيارة في مايو 1967 قُبيل الحرب إلى كوريا الشمالية وإلى موسكو ورجع ووقعت هزيمة 1967، ما هي أجواء الهزيمة كما عشتيها أنتِ؟

جيهان السادات:

هأقول لحضرتك أنا أيامها أنا حتى ما كانش عندي بنتي الصغيرة أظن أو كانت موجودة صغيرة جداً، لكن أولادي كانوا أطفال صغيرين، أيامها كان فيه..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

كانت الصغيرة عمرها ست سنوات مواليد 61، جيهان صغيرة.

جيهان السادات:

يبقى بالظبط، كانت صغيرة جداً.. نعم. فكانوا الباقيين أكبر منها، يعني بينهم فيه سنة أو سنتين حاجات زي كده، فكانوا أطفال وأنا –يعني- كأم حياتي كلها من يوم ما جبتهم كانت لأولادي، يعني ما كنتش أخرج قبل ما يناموا، وكنت ما أجيبلهمش داده، أنا اللي أربيهم، وأنا اللي –يعني- كنت أم بمعنى إني كنت دايماً وما زلت أقول اللي عاوز يخلف لازم يا تبقى أم وتتفرغ يا إما ما تخلفش.

الحقيقة أيامها كان الجو كله معبأ بإنه فيه حرب والرئيس عبد الناصر بيقول شعارات، وأنا كنت برضو ليَّه نشاط مع زوجات السفرا العرب بنعمل اجتماعات، وندِّي فلوس للمكتب بتاع الفلسطينيين هنا في مصر، وكانت حرم أحمد بهاء الدين هي اللي أمينة الصندوق، وأنا كنت رئيسة الجمعية اللي هي بتعمل لمساعدة الفلسطينيين.

طبعاً قبل الحرب كان فيه الجو كله واضح إن فيه حرب جاية، وخصوصاً بعد الرئيس ما قفلوا خليج العقبة وكل الحاجات اللي ترتبت عليه، أنا رحت على طول على الهلال الأحمر، ورحت –حتى- عملت تبرع بالدم في القصر العيني عشان أحث الناس كلها والستات اللي كانوا معايا، وراحوا كلهم وحتى طلعت لنا صور ليَّه وحرم سامي الدروبي –الله يرحمها بقى- إحسان الدروبي.. كلنا بنتبرع، وبرضو مرات أحمد بهاء الدين وغيرهم وغيرهم، كلنا بنتبرع بالدم عشان خاطر الحرب.

الحقيقة يعني.. حضرتك كنت بتقول سؤال إيه؟

أحمد منصور:

الأجواء التي سبقت الحرب.

جيهان السادات:

الأجواء كان الوطنية بتفور مننا جميعاً مش مني أنا لوحدي. كلنا كان عندنا إحساس بـ.. يعني إن إحنا عايزين نقوم بدور.. نعمل حاجة، وأغلب الستات وصحابي توجهنا بقى إيه.. نروح فين؟ رحنا الهلال الأحمر اللي هو يساعد الجرحى في الحرب.

أحمد منصور:

يوم 5 يونيو نفسها..

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

أين كنتِ؟ وأين كان السادات؟

جيهان السادات:

في بيتنا، يعني ما كانش.. ممكن أكون أنا في الهلال الأحمر، هأقول لحضرتك ليه لأنه أنا قبليها بكذا يوم كنت بأروح وأعمل اجتماعات ولميت الستات وقعدنا نبتدي نوضب نواجه الشيء إزاي.

أحمد منصور:

كيف تلقيت نبأ الهزيمة في 5 يونيو؟ وكيف تلقى النبأ السادات؟

جيهان السادات:

هأقول لحضرتك، أنا كنت في.. إحنا كنا ساكنين في الهرم، وولادي كانوا في المدرسة، وأنا ساعتها سمعت ضرب، وكان أنور السادات لسه في البيت بيفطر يعني، فرحت له قلت له: سامع الضرب؟ فقال لي: آه.. خلِّيهم.. خلِّي الإسرائيليين ياخدوا درس عمرهم.

أحمد منصور:

درس عمرهم فين؟! في القاهرة؟!

جيهان السادات:

إن.. يعني.. لأ.. هنديهم درس، أنا بقى بأسمع كلام أنور السادات وعندي كلامه هو اللي أدرى، أنا ما أعرفش حاجة عن الترتيبات إيه. طبعاً كانوا محضرين –مفروض- للحرب وعاملين حاجات، يعني حفيدي.. جوز بنتي

-قصدي- محمود عثمان.. المهندس محمود عثمان ابن عثمان أحمد عثمان كان لسه في التوجيهي ساعتها، وبيسأل أبوه: يا بابا إحنا هنعمل إيه؟ قبل الحرب برضو كل الناس كانت مشغولة بإيه اللي هيحصل؟ فقال له: يابني أنا رحت لضياء الدين داود ومعرفش ومين ومين وقالوا لي وسألتهم نفس سؤالك، قالوا لي: لأ، دا إحنا عندنا الظافر واللي مش عارفه والـ..

أحمد منصور:

والقاهر.

جيهان السادات:

والقاهر وعندنا صواريخ، دا إحنا هندِّي إسرائيل درس عمرهم برضو. نفس الحكاية، فكان فيه شعور في البلد بالسعادة إن إحنا هنضرب إسرائيل اللي محتلانا واللي محتلة أرضنا يعني بالشكل ده.

أحمد منصور:

يوم 5 يونيو بعدما تحدثت مع السادات وقال لك سُيلقَّن الإسرائيليين درس عمرهم. ماذا فعل بعد ذلك حينما تأكد من الموضوع؟

جيهان السادات:

خرج، لبس.. هو لبس وخرج راح على القيادة فوراً، وأنا لبست ونزلت جري –بصراحة شديدة- أجيب ولادي من المدرسة أحطهم في البيت عشان أطمئن والدتي تيجي تقعد معاهم، لأن والدتي كانت ساكنة جنبي، فقلت لها: ماما اقعدي أنتِ بالولاد بعد ما جبتهم وأنا رايحة الهلال الأحمر و.. يعني أنتِ مسؤولة عن ولادي. وهو كان راح القيادة من ساعتها.. من ساعة..

أحمد منصور:

بعد ذلك رجع السادات وبقي في بيته عدة أيام لا يخرج؟

جيهان السادات:

ده صحيح، رجع بالليل متأخر خالص، وأنا كنت في يوم 6 أكتوبر..

أحمد منصور:

يونيو.

جيهان السادات:

يوم 6 يونية كنت في الهلال الأحمر ورجعت متأخر جداً جداً، وتاني يوم نزلت برضو جري، ما شفتهوش حتى قبل ما أنزل، نزلت ورجعت بقى لقيته في البيت. بس لقيته في منظر يُرثى إليه يعني، كان هموم الدنيا كلها، وكان قاعد في البلكونة، رجعت المغرب من الهلال الأحمر ولقيته قاعد زعلان فبأقول له: إيه الحكاية؟ وأنا معايا راديو صغير حاطاه في جيبي وبأسمع أحمد سعيد أيامها المعلق اللي كان بيقول بقى: نزلنا 70 طياره و 80 طيارة. وكانت قمة السعادة بقى وبأفتكر كلمته لما بيقول لي بقى: خليهم ياخدوا درس عمرهم.

فرجعت لقيته في حالة.. استغربت، إيه الي بيحصل ده؟! دا إحنا وقعنا طيارات الدنيا ويعني خلاص داخلين على تل أبيب تقريباً يعني!! فإيه اللي مزعله؟! فقال لي: إحنا اتهزمنا. اتهزمنا؟!! إزاي؟!! قال لي: دا كلها راديو ودعايات لكن الطيران بتاعنا اتضرب كله على الأرض!! طبعاً ما أقولش لحضرتك الكسرة اللي الإنسان يكِّسرها من قمة السعادة اللي فيها لقمة الحضيض اللي يوصله.

فأنا فاكرة كويس قوي ثاني يوم رحت الهلال الأحمر، وبقيت معايا الراديو برضو بأسمع وقعنا طيارات وأنا ما بأفتحش بقى لمخلوق ولا أقول له إيه اللي حصل ولا إيه أنور قال لي إيه ولا جنس حاجة، لأني اعتبرت ده حاجة ما تتقالش. إلى أن اتعرفت وبقى و..

أحمد منصور:

في 9 يونيو ألقى الرئيس عبد الناصر خطاباً أعلن فيه التنحي.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

ماذا كان وقع هذا الأمر عليكم؟

جيهان السادات:

على مين؟

أحمد منصور:

عليك أنتِ والسادات. حينما أتحدث إليكِ أنتِ والسادات.

جيهان السادات:

طيب، هأقول لحضرتك، أنا كنت.. أنور السادات بقى كان راح لعبد الناصر وابتدى يقعد معاه ويشوفو هيعملوا إيه. يني هو تاني يوم الصدمة كان في البيت قعد شوية، وبعدين تالت يوم كان هناك مع عبد الناصر في الاجتماعات اللي بيعملها هو وأعضاء مجلس الثورة عشان يشوفوا إيه وأنور السادات كان رئيس مجلس شعب، وكان بيروح مجلس الشعب، أيضاً يومها راح مجلس الشعب عشان ينسق مع.. إيه اللي هيحصل، عشان خطاب الرئيس عبد الناصر كمان.

أنا كنت عند واحدة صاحبتي في الهلال الأحمر وكنت رجعت الظهر أتغدى معاها ونرجع تاني الهلال. الحقيقة أنا مشيت في المظاهرات، مشيت في المظاهرات اللي كانت بتهتف اللي عايزة عبد الناصر يرجع، وإنه ما يتنحاش، بعد خطابه كمان بالذات حصل إن هم بيقولوا إن الاتحاد الاشتراكي نظم مظاهرات، هو بلاشك نظم مظاهرات وكان نشط جداً، لكن أنا نزلت تلقائي زيي وزي فيه غيري أكيد نزل تلقائي مش عايزين عبد الناصر يتنحى. وحتى كلمت أنور في التليفون في مجلس الشعب، قلت له: أنور والله الناس اللي حواليا كلهم وصحابنا وحبايبنا يعني بيقولوا أوعى الريِّس عبد الناصر يتنحى.. قال لي: مش.. يعني إحنا بنحاول كلنا ومتخافوش وإن شاء الله خير، وإحنا بنحاول لأن قائد السفينة مش ممكن هيسيبها تغرق، لابد إنه يكمل المشوار. ده كان الرد بتاعه عليّ..

أحمد منصور:

تعليق إيه لما أعلن عبد الناصر اختيار زكريا محيي الدين لاستخلافه وليس السادات؟

جيهان السادات:

لأ، السادات كان رئيس مجلس شعب.

أحمد منصور:

كان عضو مجلس قيادة الثورة.

جيهان السادات:

آه، وعضو مجلس قيادة ثورة، لكن ماسك Post رئيس مجلس الشعب، وزكريا ما كنش ماسك حاجة ساعتها، كان نائب.

أحمد منصور:

كان نائب رئيس.. نعم.

جيهان السادات:

بالظبط، فالنائب المتفرغ هو اللي يمسك وأنور السادات رئيس مجلس شعب يعني.

أحمد منصور:

بعد ذلك وقع الصراع بين المشير وبين عبد الناصر، ولعب السادات دوراً في هذا الصراع. ما هي معلوماتك عن دور السادات في الصراع بين المشير وعبد الناصر؟

جيهان السادات:

معلوماتي إنه حتى كنت أنا بأرجع من الهلال الأحمر بالليل متأخر ألاقي عبد الحكيم عامر في بيتنا مع أنور السادات متأخرين قاعدين، فكان عبد الحكيم عامر ثائر وبيعتبر إن المسؤولية مش مسؤوليته لوحده، وإنه يعني..

أحمد منصور ]مقاطعاً:[

سمعتِ منه؟

جيهان السادات:

أيوه، منه شخصياً.

أحمد منصور:

ماذا سمعت بالضبط؟

جيهان السادات:

شخصياً، يعني حتى بأقول له يعني: إحنا دلوقتي في مشكلة كبيرة، وأنا بأكلمك كأخت لأن أنا أحبه، عبد الحكيم عامر كان صديق أنور يحبه وأنا كنت أحبه جداً، وولادي يحبوه كمان. فبأقول له: ده وقت يا حكيم مفيهوش صراعات مع بعض، سيب.. سيب وضعك خالص.. استقيل وابعد إلى أن تمر هذه الأزمة وبعدين اقعد مع عبد الناصر وعاتبه، لكن مش الوقت النهادره إنك تقول إن مش أنا لوحدي اللي أتحمل المسؤولية، وعبد الناصر يجيب عليك وأنت تجيب عليه، مش ده الوقت اللي إحنا نتعاتب فيه، واسمعني أنا كأخت –يعني- عايزة.. عايزة الصالح لك أنتو الاثنين ما أقصدش من ورا كده حاجة غير الصالح. فهز رأسه وسكت و.. ما علقش..

أحمد منصور:

لكن أنت.. حضرتك في الوقت ده.. كان يتردد عليكم عبد الناصر وكان يتردد عبد الحكيم في البيت.

جيهان السادات:

نعم.. نعم.. نعم.أحمد منصور:

كنت تجلسي مع عبد الحكيم وتتكلمي مع في حضور الرئيس السادات في كثير من الأشياء.

جيهان السادات:

يعني.. لا والله.. هأقول لحضرتك طريقتنا في البيت، يعني عبد الناصر ده كان بيتعشى عندنا كل يوم، كويس؟ يعني أنا ما كنش دوري أبداً أكتر من إني أسلم عليه وهو داخل فقط.. والولاد.. نبقى واقفين في الجنينة بنسلم عليه، أول ما يخشوا بيخش في الصالون ويقفلوا الباب حتى لأن كان عندي صالون..

أحمد منصور:

هناك من يقول إنك كنتِ بتشتركي في النقاش في بعض الأمور.

جيهان السادات:

لا.. لا لا.. ولو بأشترك هأقول لك أنا هخاف ليه؟ لأ، بالعكس يعني فيه حدود لـ..، هو عبد الناصر كان من الشخصيات اللي هي ما يخليكش تاخد عليه قوي، ومن النوع اللي مش اجتماعي، يعني ما كانش اجتماعي زي..، وأنور السادات برضو فيه الصفة دي إلى حد ما.. يمكن.

أحمد منصور:

لكن عبد الحكيم.

جيهان السادات:

لأ، عبد الحكيم كان اجتماعي وكان يجي الولاد يفضلوا يتنططوا، و دايماً يجيب لهم شكولاته ولبان وبونبوني معاه، يعني الولاد كانوا يستنوا عبد الحكيم عشان بيفرحهم. وحكيم حتى ما كنتش أقعد معاه ليه؟ لهم كلام في العسكرية وفي الحاجات دي.

أحمد منصور:

يعني في بعض.. ليس نقاشاً في كل الجلسة وإنما في جزء منها.

جيهان السادات:

لا، أنا تحية صاحبة البيت فقط ومش كل مرة لعلم حضرتك، مش كل مرة، يعني ساعات بأبقى مش موجودة في البيت وهم موجودين.

أحمد منصور:

عبد الحكيم ماذا كان رده إن هو مش متحمل الهزيمة، إنه لا يتحمل الهزيمة؟ إيه العبارات اللي أنت سمعتيها منه تحديداً؟

جيهان السادات:

لأ، هو ما ردش عليّ، هو كمان كان منهار، صراحة –يعني- شديدة كان زعلان وبيعتبر نفسه كبش الفداء وفي نفس الوقت..

أحمد منصور]مقاطعاً:[

كبش فداء لمين؟

جيهان السادات:

لعبد الناصر للي حصل وللبتاع مع إنه هو المسؤول عن الجيش والترتيبات كلها بصراحة. فأنا عشان كده يومها قلت له: صدقني أنا أخت لك، صدقني أنا ماليش مصلحة غير بلدنا، في وقت زي ده العتاب فيه والخناق والشد هيبقى على حساب الشعب وده غلط، ابعد وبعدين ابقى اتفاهم معاه.

أحمد منصور:

في 25 أغسطس 67 وقعت مواجهة بين عبد الناصر وبين عبد الحكيم في حضور السادات وحسين الشافعي.

جيهان السادات:

نعم، في بيت جمال عبد الناصر.

أحمد منصور:

في بيت جمال عبد الناصر، هل روى لكِ السادات أي شيء عن هذه المواجهة؟

جيهان السادات:

نعم، روى لي.. مش بالتفصيل.

أحمد منصور:

ما الذي رواه؟

جيهان السادات:

طريقة.. يعني طريقته ما كانش تفصيل، مجرد يعني أنا بقيت أسأل لأن الحالة اشتعال لحكيم مع عبد الناصر كانت برضو عامله بلبلة في البلد. فأنا بأسأله: إيه اللي حصل؟ فقال لي: ده عبد الحكيم عامر دخل الحمام وانتحر، وبعدين..

أحمد منصور:

حاول ينتحر.

جيهان السادات:

حاول ينتحر، وحتى قال لي.. قلت له: طب والرئيس عبد الناصر عمل إيه؟ قال لي: طلع فوق وقعدنا معاه أنا وحسين الشافي.. أظن كان زكريا أفتكر أو حاجة زي كده موجود، وبعدين جه الدكتور وإداله حاجات وبعدين أخدوه هم وصلوه لبيته، أو أنور بالذات أخده وصله البيت وما أعرفش مين بقى كان معاه حسين الشافعي يمكن أو ماكنش مش.. يعني ما أقدرش أقول لك هو قال لي: وصلته البيت بعد كده، وطبعاً قعدوا يتكلموا معاه، وبرضو يعني كانوا مجلس الثورة قال لي: كلنا كنا بنغلط حكيم.

أحمد منصور:

انطباع السادات كان إيه عن الحادث ده وشعوره بعد ما روى لك الرواية دي؟

جيهان السادات:

ولا لكمني، أنور السادات كان يدي بس نبذه -لو سألته- نبذة خفيفة كده، لكن كان طبعاً مشغول جداً في الحكاية دي بينهم، لأن زي ما بنقول بتؤثر علينا كشعب، يعني إحنا ذنبنا إيه في صراع الاثنين علينا إحنا؟

أحمد منصور:

في 14 سبتمبر أُعلِن عن انتحار المشير، كيف تلقيتم النبأ؟ والعلاقة التي كانت تربط بين المشير والسادات كانت علاقة خاصة، وبين عائلة المشير وبينك أيضاً؟

جيهان السادات:صح، ده صحيح، هأقول لحضرتك: يعني إحنا كنا في إسكندرية، وأول ما سمعت الخبر نزلت فوراً من إسكندرية على القاهرة، ومن القاهرة لبست أسود، ونزلت على (ستار) فوراً..

أحمد منصور:

اللي هي قرية عبد الحكيم.

جيهان السادات:

أيوه، ورحت فلقيت أهله، لكن ما لقتش زوجته ولا أولاده، قالوا لي إنهم كانوا هنا في الدفنة ورجعوا، فحتى أنا طلعت عليه، وقريت فاتحة، وقريت قرآن، ورجعت ركبت العربية، وجيت والحقيقة كنت بأبكي طول السكة، طول الطريق.

أحمد منصور:

أخبرت السادات أنك ستذهبين؟

جيهان السادات:

آه طبعاً، طبعاً.

أحمد منصور:

في الوقت الذي لم يحضر فيه أي من أعضاء مجلس قيادة الثورة جنازة عبد الحكيم؟

جيهان السادات:

ده صحيح، ده صحيح.

أحمد منصور:

حتى أن السادات حينما طلب من عبد الناصر، عبد الناصر لم يسمح له.

جيهان السادات:

لأ، مش لم سمح له، عبد الناصر ما كانش يعني ديكتاتور عليهم، لأ، كان يعني بيقول: الأفضل نبقى كلنا يعني واخدين قرار موحد، فما كانش حد يذهب..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

ألا يذهب أحد إلى جنازته.

جيهان السادات:

بالظبط، ألا يذهب أحد. فأنا لما رحت حتى رجعت، ما أعرفش القصة دي تتحكي أو لأ، المهم أنا رجعت البيت هنا، وبعدين رحت على هنا الجيزة بيتهم عند زوجته وأولاده، فالحقيقة وأنا داخلة، يعني شفت ابنه حتى كان نصر لسه عايش، ابنه اللي مات في حادثة في طريق إسكندرية، وابنه جمال كانوا في الجنينة، وبستهم وكنت بأبكي، بأبكي ليه؟ صعبان عليَّ اللي حصل، ومتأثرة جداً جداً، بس لما طلعت فوق، الحقيقة بناته بقى يعني كانوا في حالة سيئة جداً، فكانوا بقى بيزعقوا يعني بيشتموا فينا، فأنا..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

لك أنت شخصياً أو في..

جيهان السادات [مستأنفة]:

يعني فيَّ وفي أنور وفي عبد الناصر، وهم اللي قتلوه، وهم اللي.. يعني هو ما انتحرش، إنتو اللي قتلتوه، إنتو اللي قتلتوه، وجايين عليَّ فالناس يعني اللي قاعدين مسكوهم وقالوا لهم: عيب، وأنا اتدورت ونزلت، وجيب هنا قلعت الأسود ولبست ثاني، ورحت على إسكندرية، فأنور قال لي: حصل إيه؟ فحكيت له، حكيت له اللي حصل، بس.

فالحقيقة قال لي: إنت متضايقة منهم وبتاع؟ قلت له: لأ، دول ولادي، ده.. ده حقهم إنهم يزعلوا، وحقهم إنهم يقولوا اللي عايزين يقولوه، لأن ده طبعاً الإنسان عشان يحكم على حد يحط نفسه مكانه، ده أبوهم وده اللي حصل، وقبلها كانت اتحددت إقامته، يعني كان فيه شوية حاجات مؤلمة.. مؤلمة بالنسبة لأسرة الرجل نفسه.

أحمد منصور:

لكن من خلال نقاشك مع السادات حول هذه القضية تحديداً، هل تعتقدين من خلال النقاش -وللتاريخ وللأمانة- أن عبد الحكيم عامر أنتحر أم نُحر؟

جيهان السادات:

والله هأقول لحضرتك، يشهد الله إن أنا وأنور السادات، وهأتكلم عننا إحنا الاثنين إن إحنا معتقدين إنه انتحر بدليل إنه انتحر في بيت عبد الناصر..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

حاول الانتحار.

جيهان السادات [مستأنفة]:

أو حاول الانتحار، صح، ومرة ثانية نقلوه على مستشفى المعادي، برضو في محاولة انتحار، فإحنا اعتقاد أنور السادات واعتقادي أنا إنه 100% انتحر.

أحمد منصور:

في 19 سبتمبر.. ديسمبر -عفواً- 1969 كان الرئيس السادات.. الرئيس عبد الناصر يستعد للسفر إلى مؤتمر القمة في الرباط، واستدعى..

جيهان السادات[مقاطعة]:

أيوه، أنور السادات.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

أنور السادت، وأخبره بأنه سوف يعينه نائباً لرئيس الجمهورية.

جيهان السادات:

نعم، اليوم اللي قبليها..

أحمد منصور:

نعم، كيف أبلغك السادات بهذا الأمر؟ وما وقع هذا الاختيار عليه؟

جيهان السادات:

نعم، هو جه من عند عبد الناصر وقال لي: يا جيهان، بكرة الصبح هأحلف اليمين قبل سفره عشان يبقى.. أبقى نائب رئيس للجمهورية، وده اللي طلبه مني عبد الناصر، لأنه.. وطلبه طبعاً يعني ما أقدرش يعني.. بالعكس كان مبسوط، هأقول لك هيرفض يبقى نائب رئيس جمهورية؟ لأ، وهأقول لك إن أنا استقبلت الخبر يعني كده؟ لا، فرحت طبعاً، فرحت جداً إن جوزي هيبقى نائب رئيس الجمهورية.

أحمد منصور:

لم يكن السادات يتوقع ذلك في الوقت الذي لم يكن فيه أحد من مجلس الثورة..

جيهان السادات[مقاطعة]:

نائباً ساعتها.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

موجوداً.. موجوداً في ذلك الوقت، سوى حسين الشافعي؟!

جيهان السادات:

كان حسين الشافعي بس.

أحمد منصور:

وأنور السادات.

جيهان السادات:

بس.

أحمد منصور:

حسين الشافعي كان صدر قرار بتعينه نائب هو وزكريا محيي الدين سنة 62.

جيهان السادات:

لأ.. آه، وبعدين خلاص شالهم بعد كده، اتشالوا.

أحمد منصور:

بقي في منصبه -كما يقول هو- يؤكد أنه بقي في منصبه، وكان هو والسادات نائبين لرئيس الجمهورية، ومع ذلك تخطاه السادات، وعيَّن.. تخطاه عبد الناصر وعيَّن السادات نائباً أول في الوقت الذي كان هو يُعتبر فيه نائباً قديماً من 62، زكريا ترك 68، استقال 68، ولم يبق..

جيهان السادات[مقاطعة]:

نعم، أفتكرهم الاتنين تركوا، أفتكر هم الاتنين تركوا..

أحمد منصور:

لأ بقى.. زكريا استقال وبقي حسين الشافعي. أنا قرأت في مذكرات آخرين من أعضاء مجلس قيادة الثورة إن عبد الناصر بعد الهزيمة قال: إن لن.. لن يدع المجال لأحد أن يكون نائباً للرئيس، لكن حينما استقال زكريا 68 كان نائب رئيس جمهورية..

جيهان السادات[مقاطعة]:

صحيح، صح، صح، صح.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

وبالتالي حسين الشافعي من المفترض أنه أن يكون قد بقي هو الآخر. الوضع بالنسبة للسادات، هناك من يرى أن عملية اختيار السادات من قبل عبد الناصر هنا لم تكن حرة من عبد الناصر، وإنما بلغته معلومات عن أن هناك محاولة لاغتياله في الرباط..

جيهان السادات [مقاطعة]:

ده صحيح.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

تستدعي أن يعين خلفاً له، ونصح بأن يكون هذا، أو جاءته إشارات بأن يكون هذا الشخص هو أنور السادات.

جيهان السادات:

لأ، ما حدش يقدر ينصح عبد الناصر صدقني، أنا أعرف عبد الناصر كويس، يعني ينصحه ويقول له: عيَّن؟! كان عَنَد وعيِّن حد تاني، لأ، هو فعلاً فيه.. قيل لعبد الناصر: إنه فيه محاولة لاغتياله، فهو قال: لابد من تعيين نائب. أنا علشان كده بأقول: إن حسين الشافعي ساعتها ما كانش نائب يا فندم، كان نائب من الأول، ولمَّا طلعوا.. طلعوا مع بعض يعني هو وزكريا أفتكر يعني.

أحمد منصور:

لأ هو بقي، هو بقي وزكريا ترك.

جيهان السادات:

هو بقي طب، ما إذا كان نائب.. طب، هأسأل سيادتك..

أحمد منصور:

بشكل نهائي ومنذ 68 إلى الآن لم يتحدث زكريا..

جيهان السادات[مقاطعة]:

طب، ده أنا هأسأل حضرتك سؤال، طب لما عنده نائب أمَّال عين أنور السادات نائب ليه؟

أحمد منصور:

ما هو دائما كان له اثنين نواب أو ثلاثة أحياناً يعني.

جيهان السادات:

المهم يعني.

أحمد منصور:

وكل أعضاء مجلس قيادة الثورة عنه نواب إلا السادات.

جيهان السادات:

ثقة، هو ثقة في أنور السادات بلا شك، وثقة في وطنيته وإخلاصه لمصر هي اللي خلته عينه نائب، وأيضاً خوفه إنه تحصل محاولة عليه، فما يبقاش فيه حد يعني واثق فيه.

أحمد منصور:

السادات طوال فترة علاقته بعبد الناصر من 51 منذ أن رجع إلى الضباط الأحرار، وحتى اختياره نائب رئيس في سنة 69..

جيهان السادات [مقاطعة]:

ومن قبل كده كمان.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

في خلال هذه الفترة -فترة الممارسات التي تحدثنا عنها سابقاً، والتي كان هناك فيها صراعات داخل مجلس قيادة الثورة- ألم ينهج السادات نهجاً مميزاً عن الآخرين يجعله دائما قريباً من عبد الناصر، بحيث لا يغضب عليه عبد الناصر وهو الوحيد الذي لم يغضب عليه عبد الناصر طوال الفترة هو وحسين الشافعي؟

جيهان السادات:

هو صحيح، هأقول لحضرتك: كلامك صح ليه؟ لأن أنور السادات ما كانش بيخش في صراعات، ما كانش بيتكالب على سلطة، ولا عايز يمسك وزير، ولا عايز يمسك حاجة أبداً، كان يكفيه مثلاً إنه يبقى رئيس تحرير جمهورية ويقعد، كان يكفيه إنه يبقى ماسك المؤتمر الإسلامي، كان يكفيه حاجات يعني تخليه حر في تصرفاته ومش مقيد لأنه كان دايماً ما يحبش التقيد من.. ودي من حاجات تأثير السجن عليه بصراحة، فما كنش بيسعى لمنصب، وعبد الناصر شايف هذا قدامه، كل هذه السنوات، يعني من سنة 52 لغاية 70 سنة لما عينه نائب لرئيس الجمهورية ما كانش.. أو 69 آسفة..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

69.

جيهان السادات:

أيوه 69 ما كانش.. 69 أيوه.

أحمد منصور:

19 ديسمبر 69.

جيهان السادات:

بالظبط في آخر 69، فما كانش شايفه إن هو عاوز يعني منصب، و.. أصل اللي مش عاوز وعاوز في نفس الوقت بيفوت فرصة وعايز في الثانية، هو مفوت من أول الثورة ما قامت لغاية 69، يعني مسافة كبيرة جداً بحيث.

أحمد منصور [مقاطعاً]:

ما هو ده تفويت الأذكياء يعني.

جيهان السادات [مستأنفة]:

17 سنة.

أحمد منصور:

أهم شيء من سيربح في النهاية.

جيهان السادات:

والله يبقى برافو عليه إذا كان ده صحيح، يبقى برافو عليه.

أحمد منصور:

طبعاً أنا بأكلم حضرتك فيها من قبيل بس تفسير الأحداث ليس أكثر يعني.

جيهان السادات:

نعم.. نعم.

أحمد منصور:

في يونيو عام 1970م أعلنت مبادرة (روجرز) وزير الخارجية الأميركي المشهورة المعروفة حول التسوية في المنطقة، وكان عبد الناصر في ذلك الوقت كان في موسكو..

جيهان السادات [مقاطعة]:

نعم، أيوه، وأنور السادات كان ماسك هنا بداله.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

وكان.. أنور السادات كان يقوم بأعمال رئيس الجمهورية في ذلك الوقت.

جيهان السادات:

مضبوط مظبوط.

أحمد منصور:

أعلن السادات رفضه لمبادرة روجرز في الوقت الذي أعلن فيه عبد الناصر..

جيهان السادات[مقاطعة]:

عبد الناصر موافق.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

قبوله للمبادرة.

جيهان السادات:

ده حقيقي، ده حصل.

أحمد منصور:

حصلت أزمة بين عبد الناصر والسادات حينما عاد عبد الناصر من موسكو.

جيهان السادات:

والله حضرتك هي مش أزمة بمعنى الأزمة، بس يعني هو أنور السادات كان ماسك بدل رئيس الجمهورية، هو نائب رئيس جمهورية وماسك بداله، فمفروض إنه بياخد القرارات، فهو رفض مبادرة روجرز على إن إحنا ما ينعملش حاجة مع الأميركان، وده دليل آخر على إن يعني لو كان عميل، زي ما يبقولوا للأميركان، أو اختفى 3 أيام في أميركا كان قبل مبادرة روجرز على طول، لكن هو رفضها.

أحمد منصور:

لأ ما هي السياسة يا فندم ما بتتعلبش كده.

جيهان السادات:

لا.. لا.. لأ، ما هي دي فرصة جت بقى، المفروض بقى إن هو يلبد لها.

أحمد منصور:

لأ، الفرص جت بعد كده.

جيهان السادات:

وخصوصاً.. لأ، هأقول لحضرتك.. طب، وهي فرصتي.. فرصة دي ضعيها ليه؟ لو كان هو كده وعبد الناصر موافق، يقوم هو اللي يرفض؟ لأ كان مفروض..

أحمد منصور:

هو توقع إن عبد الناصر سيرفض، على اعتبار إن عبد الناصر كان دائماً يتحدث عن الحرب، وكان يعد لها، ولم يكن هناك توجه للتسوية..

جيهان السادات[مقاطعة]:

لأ، صدقني عبد الناصر لو عاش والله كان عمل حرب وكان عمل سلام برضو زي أنور السادات.

أحمد منصور:

في ذلك الوقت حدثت.. كنتم تقيمون في الهرم؟

جيهان السادات:

لأ، نقلنا.

أحمد منصور:

نقلتم إلى هذا البيت؟

جيهان السادات:

لأ، مش هذا، هنا دهو؟ نقلنا فعلاً وهو نائب، ده صحيح.

أحمد منصور:

إلى هذا البيت.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

هيكل ذكر في "خريف الغضب"..

جيهان السادات:

أيوه..

أحمد منصور:

أنك حينما طلبتم الانتقال إلى هذا البيت.. لأ طلبتم الانتقال إلى منزل مجاور، كان منزل اللواء الموجي، ورفض الرجل أن يمنحكم، المنزل، فأعلن السادات فرض الحراسة عليه، وغضب عبد الناصر من هذا التصرف.

جيهان السادات:

هأقول لحضرتك: ده حكاية الموجي دي بقينا نضحك عليها، دي جت أولاً: إحنا أيامها الناموس في شارع الهرم شديد جداً بدرجة إنه يعني كان آذينا كلنا أنا والعيال كلنا عاملين زي اللي عندنا حصبة من كتر قرص الناموس، فزهقت الحقيقة، فحبيت أنقل في حتة في وسط البلد بعيد عن الناموس، فقالوا لي: عند بيت الموجي في شارع الهرم بصي شوفيه، فقلت: أنا هأروح بيت الموجي، وبعدين ما هو نفس الناموس هو هو، فهأعمل إيه؟ لأ شوفوا لي حتة ما فيهاش ناموس. فعبد الناصر اللي عرض البيت ده اللي مع حضرتك، لأن بنته..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

هو طبعاً لما حصل أزمة..

جيهان السادات [مستأنفة]:

بنته.. لا.. لا.. لا.. لأ، حكاية الموجي ماكنتش عايز البيت، لأن أنا قلت: طب، ما أنا طلعت من الهرم..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

لم فرضت الحراسة عليه من قِبَل الرئيس السادات وكان قائماً بأعمال رئيس الجمهورية في ذلك الوقت؟

جيهان السادات:

عشان التشنيع اللي شنعه، لأن أنا رحت شفت البيت من بره..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

يعني واحد شنع، واحد من حقه يدافع عن بيته تفرض عليه الحراسة؟

جيهان السادات:

ما دافعش، لأن ما خدناهوش، ما هو أساساً لو أنا عايزاه وخدناه يقول.. يقول..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

هل هناك مبرر أن تفرض الحراسة عليه؟ وألا يعتبر هذا أيضاً شكلاً من أشكال الديكتاتورية التي كان يمارسها السادات؟

جيهان السادات:

طيب وما تقول.. هأقول لحضرتك.. وما تقولش ليه رجال الـ 15 مايو اللي هم بيحيكوا المؤامرات لأنور السادات، ليه ما تقلش هم اللي عملوا كده أو يعني..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

القرار.. القرار طلع من عنده!!

جيهان السادات:

أيوه، لكن ما.. ما هم مثلاً ما قالوش الرجل ده بيشنع وبتاع، ما نفرض عليه الحراسة المؤقتة لغاية ما ييجي الرئيس عبد الناصر ونشوف، عشان يضربوه بعبد الناصر؟! ما هم دول كانوا يعني مؤامرات..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

ما أنت قلت: إن السادات كان مستقلاً في قراراته، ولم يكن يخضع أو إن هو ثابت بعد ذلك!!

جيهان السادات:

لأ ما يخضعش، لكن لما يقولوا له: إن ده رجل عمال يشنع، وفعلاً شنَّع علينا مدد كبيرة الموجي، في حين إن أنا الهرم أساساً كان مشطوب، يعني أنا بصيتهم عرضوا علينا البيتين دول، يعني أيام عبد الناصر، فأما رحت هناك قلت: طب، ما أنا ما طلعتش من الناموس، فآجي في البيت ده، ولا شفت البيت ده عجبني أكتر، وخصوصاً البيت ده كانت فيه أولاد عبد الناصر الاتنين، عاشوا فيه فترة.

أحمد منصور:

هل صحيح أنك ملأت البيت بتحف من القصور الملكية، ولا زالت حتى الآن؟

جيهان السادات:

لأ. مازالت لحد الآن لأ، كل ما في هذا البيت ملكي أنا، كان البت أول ما جينا.. أولاً إحنا لما جينا هنا إحنا خدناه وهو نائب، كويس؟ وبعدين كان محتاج لبياض ومحتاج لتجديد شوية، حصلت الوفاة لعبد الناصر، وإحنا نقلنا في قصر الطاهرة فترة شوية إلى أن البيت بقت.. اتبيض يعني، فقالوا: بدل ما تنقلوا تروحوا في أي حتة نحط لكم عفش.. يعني عفش من.. ويبقى ملك الدولة، وخصوصاً البيت نفسه ملك الدولة، فقلت: وهو كذلك.

أحمد منصور:

حضرتك اللي انتقيتي العفش طبعاً بالذوق الراقي بتاعك.

جيهان السادات:

لأ والله، لا، أبداً، لا، لأ هأقول لحضرتك: فيه مسؤولة اسمها السيدة نفيسة عبد الغفار، وفيه مسؤولة كانت أخرى في قصر القبة هم اللي عملوا..

أحمد منصور:

من القصور جاؤوا به.

جيهان السادات:

آه من القصور، الحاجات المركونة جابوها، ولعلم حضرتك يعني أو لحظي، أو الحمد لله إن أنا جه في بالي حاجة زي كده، قبل وفاة الريس يمكن بخمس سنين أو زيادة رحت أشوف عفشي اللي هو متخزن هنا في.. في المبنى اللي جنبينا، فلقيته في حالة سيئة، فقلت: ده لا يمكن.. وأنا أعلم تماماً إن أنور السادات مش هيعيش طول عمره رئيس جمهورية، فيه يوم هيجي هيسيب، وخصوصاً هو كان دايماً يقول: بعد ثاني مدة هأسيب، فقلت: لأ، انقلوا لي عفشي، ييجي هنا ويشيلوا عفش الحكومة كله، فجم بجرد وبدفاتر اللي حطوه في البيت نقلوه بالحرف، عندهم الدفاتر موجودة، نقلوا كله، شالوه وجابوا عفشي هنا، ونجدوه.. اتنجد يعني واتعمل.

أحمد منصور:

أثناء مؤتمر القمة الذي عُقِد في سبتمبر 1970م، والذي أعقبه وفاة عبد الناصر حدثت.. كنت حاضرة في عشاء، وكان يحضره زوجات الرؤساء وحدث..

جيهان السادات[مقاطعة]:

فين؟ كان فين المؤتمر؟

أحمد منصور [مستأنفاً]:

مؤتمر القمة الذي عقد في سبتمبر 1970م وحضره الرؤساء.

جيهان السادات:

هنا في..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

في القاهرة، نعم.

جيهان السادات:

في القاهرة، نعم.

أحمد منصور:

وكنت أنتِ حاضرة في العشاء، وحدث نقاش بينك وبين القذافي وعبد الناصر..

جيهان السادات:

ده صحيح.

أحمد منصور:

في الحلقة القادمة أبدأ معك من هذا النقاش الذي كان يحمل شكلاً من أشكال المواجهة والظهور أيضاً منك في الحفلات أو اللقاءات العامة، أشكرك شكراً جزيلاً..

جيهان السادات:

شكراً.

أحمد منصور:

كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم. في الحلقة القادمة -إن شاء الله- نواصل الاستماع إلى شهادة السيدة جيهان السادات، في الختام أنقل لكن تحيات فريق البرنامج

تم تعديل بواسطة ahm_ali_baba
رابط هذا التعليق
شارك

أحمد منصور:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (شاهد على العصر)، حيث نواصل الاستماع إلى شهادة السيدة (جيهان السادات). مرحباً بك يا فندم.

جيهان السادات:

أهلاً.

أحمد منصور:

إحنا في الحلقة الماضية توقفنا عند شهر سبتمبر أيلول 1970م.

جيهان السادات:

أيوه.

أحمد منصور:

وهو الشهر الذي شهد بعض الأحداث الهامة والخطيرة، مؤتمر القمة الذي عقد بمناسبة اندلاع الأحداث بين الفلسطينيين والأردنيين، والذي حضره معظم الرؤساء العرب في القاهرة، والذي أعقبه وفاة الرئيس عبد الناصر ثم اختيار السادات بعد رئيساً للجمهورية. هناك عشاء كان للرؤساء وزوجاتهم، وحضرت أنت هذا العشاء، وحدث نقاش بينك وبين الرئيس القذافي حيث تحدثت معك زوجة القذافي حول اعتقال القذافي لشقيقها أو شيء من هذا القبيل.

جيهان السادات:

عمها.

أحمد منصور:

لعمها. وده كان شكل من أشكال ظهورك أيضاً البارز بالنسبة للنقاش مع المسؤولين.

جيهان السادات:

أيوه. أفتكر هو ماكانش مؤتمر القمة كان عشا قبل كده، وكان قاعدين الأول كسيدات بنتكلم، والرئيس عبد الناصر بالرجال بيتكلموا وبعد كده بنخش العشا. فكانت زوجة القذافي بتشكي لي فعلاً إن عمها على طول أخو أبوها، والقذافي مسكه وحبسه وبتاع، وكانت متضايقة يعني وحاسة كده إنها نفسها إن إحنا نتشفع عند القذافي عشان خاطرها. فو إحنا قاعدين على الترابيزة فالرئيس.. هي قالت يعني يرضيك يا ريس إنه يحبس عمي؟ والقذافي قاعد، فالحقيقة أنا لأنها كانت قاصداني تقريباً يعني فقلت لأ الحقيقة إحنا لازم..

أحمد منصور]مقاطعاً:[

اشمعنى إنتِ؟!

جيهان السادات:

معرفش.

أحمد منصور:

لأ، مش ما تعرفيش، أكيد تعرفي.

جيهان السادات:

يعني يمكن معرفش لقت فيّ شخصية كده يعني.. معرفش يعني مش عايزة أقول حاجة بالنسبة للباقيين.

أحمد منصور:

لا يافندم لازم تقولي.

جيهان السادات:

فيعني كان الحديث قدامها، فبأقول له: يا ريس إحنا كلنا ناخد موقف معاها الحقيقة يعني علشان خاطر القذافي يفرج عن عمها حرام، فضحك كده الريس، والريس وافق، قال آه واللهِ إحنا حناخد كلنا موقف معاكي ولو إن إيه..؟ قال لي إيه ساعتها؟ يعني إنك أنتِ متزعمة حاجة كده يعني.. آه رد قال بالظبط كده: أصل جيهان السادات والدتها إنجليزية فهي من النوع اللي عندها جرأة في الكلام. ما معناه يعني. فأنا قلت له: طب ما يا ريس، جواد حسني اللي قُتل في القنال لإنه بيدافع عن مصر رفض يقول لقوات الاحتلال الإنجليز إن والدته إنجليزية، هو وطني بقى و برضو عنده جرأة لبلده. فهز رأسه كده وضحك وسكت.

أحمد منصور:

لأ يعني فيه إيحاء معين هنا من إن عبد الناصر يقول إن والدتك إنجليزية؟

جيهان السادات:

علشان إن أنا تجرأت وتكلمت، لأن إحنا الحقيقة كلنا كعضوات مجلس ثورة، زوجات أعضاء مجلس ثورة يعني ما كناش.. ماكناش بناخد راحتنا قوي في الكلام، وأنا الوحيدة اللي حتى كان ساعات أنور يقول لي: أنت هتجيبي لي مشاكل من.. يعني أنا منفتحة، ما عنديش يعني.. أو تربية أمي لي هأرجع للتربية في الصغر، إن أمي عودتنا إن إحنا نبقى صُرحا، ونتكلم الصراحة يعني ما فيش خوف..

أحمد منصور]مقاطعاً:[

لا أنا بأقصد هنا شق يتعلق بوطنية الإنسان أو كده. هل إن واحد أو واحدة أمها إنجليزية كان ينظر إليها في ذلك الوقت على إن هي أمها إنجليزية أو..؟

جيهان السادات:

لأ، هو الرئيس عبد الناصر ما قصدش يجرحني أبداً، هو قصد إن فيه نوع من الجرأة في الكلام، من الشجاعة تقدر تقول.

أحمد منصور:

أنتِ ألمحتِ لشيء هنا أنا عايز أسألك عنه تحديداً ظهورك بهذا الشكل.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

وبهذه القوة، سواءً في النقاش مع عبد الحكيم قبل كده، أو مع عبد الناصر، أو في المجلس العام هذا. كان رد فعل السادات إيه؟

جيهان السادات:

فخور بي، ومحب لي، لأن أنا ما بأقولش حاجة غلط، وما بأخرجش عن حدودي، ما فيه حدود وأصول الإنسان لو تعداها يبقى عيب. لكن عمري ما خرجت عنها، فكان طول عمره فخور بيّ صراحة.

أحمد منصور:

كان بيشجعك؟

جيهان السادات:

لأ، هو عارف إن أنا مش محتاجة.

أحمد منصور:

مش قضية إنك محتاجة، يعني كان.. كان بيقبل هذا مرغماً إن شخصيتك بتفرض هذا الأمر؟ أم أنه كان يقبل هذا من قبيل أنه يحب أن تكون زوجته هكذا؟

جيهان السادات:

لا، أكيد كان يحب لأنه عارف إن أنا ما بأطلعش -زي ما قلت لحضرتك- عن حدودي، وما بأغلطش فكان -بالعكس- فخور بي قوي.

أحمد منصور:

في 28 سبتمبر 1970م توفي جمال عبد الناصر. كيف تلقيت النبأ؟

جيهان السادات:

والله حضرتك هو الصبح بلغونا إن الرئيس عبد الناصر هيجي يتعشى عندنا يومها. أحمد منصور:

وكان دايماً بيجي يتعشى عندكم.

جيهان السادات:

كان دايماً عندنا، البيت الوحيد..

أحمد منصور:

خلاص ما هو لم يعد إلا السادات!!

جيهان السادات:

بالظبط بالظبط.

أحمد منصور:

وحسين الشافعي.

جيهان السادات:

لأ وعبد الناصر كان من النوع إلا مش مايختلطش، فكان في بيتنا بيشعر بنوع من الأمان والحرية والراحة..

أحمد منصور]مقاطعاً:[

وكنتم تعدون له من الطعام ما لا يأكله في مكان آخر!!

جيهان السادات:

نعم، بمنتهى البساطة، أنا بيتي على فكرة، أنا مش طباخة ماهرة، لكن يعني دلوقتي بقيت، لكن الأول كنت دايماً..أحمد منصور]مقاطعاً:[

يعني حتى سنة 70 ما كنتيش طباخة ماهرة؟!

جيهان السادات:

لا واللهِ، لأ.. عندي كان طباخ، بس كنت دايماً حريصة إن الأكل يكون خفيف، عشان ما يتعبش حد فيهم. يعني ولا في البيت عندي، لأن أنور السادات معدته كانت حساسة ومش كويسة من السجن يعني، متأثرة من السجن. فكان دايماً الأكل في بيتنا يعني مشهور بإنه خفيف جداً لدرجة إحنا عندنا طواجن نعمل طواجن في البيت، لأن إحنا عشان أنور فلاح بقى فعلمني الحكاية دي إن الطواجن دي بيبقى طعمها أحلى في الفرن، كنا نعمل الأكل نيّ في نيّ، يعني نحط الخضار معها بصل معاه طماطم معاه بهارات معاه توم معها حاجات حلوة تدي طعم، وما فيهوش ولا لحمة ولا زيت ولا سمنة ولا فراخ ولا حاجة أبداً. ومع هذا تأكل منه قد ما تاكل لا يتعب المعدة وفي نفس الوقت طعمه جميل جداً. فأنا كنت حريصة في الحاجات دي قوي من ناحية إن الأكل يبقى خفيف. فكان بيجي لنا باستمرار، البيت الوحيد اللي كان بيرتاح فيه هو بيتنا.

أحمد منصور:

تُتهمي بأنك كنت تطعمين عبد الناصر ما يمنعه الطبيب منه من طعام، وكان لا يأكل مثل هذا في بيته، فأنت كنت توفرين له مثل هذه الأشياء، فكان دائماً يأتي إليكم.

جيهان السادات:

لا لا ده أنا حريصة كنت عليه وعلى صحته، وكنت أتمنى إنه كان يعيش أكتر وأكتر لأ، أنا من الناس اللي تحب عبد الناصر ومؤمنة بعبد الناصر جداً، مش أنا لوحدي، أنا وزوجي وأولادي.

أحمد منصور:

في 28 سبتمبر أُبلغتم بأن عبد الناصر سوف يتناول العشاء عندكم.

جيهان السادات:

نعم، أُبلغت وأنا ابتديت أحضر، وعارفة إنهم هيجوا من المؤتمر، وأنور كان بايت هناك في الـ.. في اللوكاندة معاه أيام المؤتمر كلها، يعني كان بيجي ساعات قليل كده يغير ويرجع تاني. فعملت استعدادي إن إحنا هو جاي وكده. فلما بعد الضهر أبلغونا –وإحنا في انتظار إنه هيجي- أبلغونا إن بيت عبد الناصر بيتكلم، حد من هناك كلم أنور السادات وقال له: تعالى بسرعة، أفتكر سامي شرف.. تعالى، فـ.. وهو بيلبس ونازل قال لي: يا جيهان غالباً الريِّس النهاردة كسِّل مش هيجي وأنا رايح له. قلت له: طب وماله مع السلامة، عادي خالص. بعد ما راح هو طلبني بعد شوية، وقال لي: تعالي عايزينك.. فأنا ذُهلت ليه؟! يعني زي ما بأقول لحضرتك عبد الناصر صديق و.. لنا، لكن مش خلطة إن إحنا نقعد أنا ومراته وأنور وهو، يعني دايماً أنور يروح له يقعد معاه جوه في المكتب، وأنا أروح لمراته نقعد في الصالون. يعني مافيش الخلطة اللي ما بعض إلا قليل يعني في المصيف، في إسكندرية ساعات يعن تحصل بطبيعتها كده. فأنا استغربت جداً ولبست ونزلت ورحت، لكن طول السكة عمّالة أقول إيه؟ إيه اللي بيحصل؟! وما أعرفش فيه شيء يعني مش هأقول لك فيّ شيء لله يعني، فيه شيء داخلي كان هاجس كده في حاجة إيه هي؟ مش قادرة أعرفها. حتى لدرجة إن أنا مثلاً قلت للسواق: افتح الراديو بتاع العربية ففتح كده، فكانت فيه غنوة محزنة مش قادرة أفتكرها دلوقتي، فقلت له: اقفل الراديو، فقفلها.. وبعدين أول ما دخلت بيت عبد الناصر شفت بقى المنظر الآتي: شعرواي جمعة قاعد على الأرض بيعيط!!

أحمد منصور:

كان وزير الداخلية.

جيهان السادات:

نعم. وبعدين ده منظر؟! وفي اللي واقفين كتير مبلِّمين بطريقة يعني أنا طبعاً على طول فهمتها في أو ثانية، لكن أنت عارف اللي فهم وبيكذب نفسه، يعني عايزة أقول لأ يا رب لأ، يا رب ما يكونش هو يكون حد تاني. لكن يعني حد تاني هيبقى شعرواي قاعد في الأرض؟! يعني أنا تصورت مثلاً حد لا قدر الله ولاده مثلاً أو مين؟ لكن أي حد يعني اتلخبطت.. اتلخبطت لكن داخلة ثابتة، وبصيت لقيت أنور قال لي اطلعي اقعدي مع.. تحية هانم. فطلعت لقيتهم منيمينها، كانت واخدة منوم ونامت، فلقيت قعادي يعني مفيش مش هيشكل حاجة خالص، وخصوصاً إن أنا كنت لابسة لون أزرق كده، نفس اللون ده. فنزلت وروَّحت وطول السكة أبكي وأعيط، وفهمت طبعاً إن منيمينها يعني مين؟ ما هو يبقى هو الرئيس عبد الناصر، وزير الداخلية بيعيط، والتاني واقف مش عارفة بيعمل إيه..

أحمد منصور]مقاطعاً:[

كل ده وما سألتيش إيه اللي حصل أو مين اللي مات؟

جيهان السادات:

لأ، فهمتها.

أحمد منصور:

فهمتيها طبعاً.

جيهان السادات:

فهمت طبعاً دي مش عايزة سؤال، وحتى كان خالد هو اللي واقف وقال لي: ماما منيمينها، وكان في منظر صعب جداً، ففهمت طبعاً مش عايزة أقول له: والدك مات مثلاً؟ هتتقال إزاي؟! فهمتها على طول. فرحت نازلة ومروحة البيت، وبُكا بُكا طول الوقت، ونزلت بقى فساتيني السودا علشان ألبسها وأحضرها، وفتحت التليفزيون أشوف إيه، مش.. يعني أنت عارف صدمة وعياط، وفي نفس الوقت عمّاله أقول إيه: طب ما هو ماحدش قال لي فعلاً، طب ما يمكن مش هو؟ عارف يعني نفسي أصدق إن مش هو اللي مات إلى أن لقيت أنور السادات بيذيع الخبر قال.. لأ أولاً جابوا قرآن، وجابوا على التليفزيون حتى آخر لقاء به هو وكان حاكم الكويت أفتكر.

أحمد منصور:

صحيح.

جيهان السادات:

وهو بيبوسه كده وبيودعه، وباين عليه التعب. وبعدين قرآن، وبعدين جابوا أنور السادات بيلقي البيان اللي هو بتاع الوفاة.

أحمد منصور:

من داخلك ألم تشعري بأنك ستدخلين عالماً آخر وكذلك زوجك باعتباره هو الآن كان نائباً لرئيس الجمهورية، ومن ثمَّ سيصبح هو الرئيس؟

جيهان السادات:

لا، أنا أقسم لك بالله إن لم تخطر على بالي، وأنا عارفة إن إحنا اللي هنبقى، لكن ما حصلش إن ثانية فكرت إن هو هيبقى.. كل كان همي وحزني، وهأقول حضرتك أكتر كمان يعني حزني وهمي كان إن فقدنا زعيم كلنا مرتبطين به، مرتبطين به ارتباط قوي يعني، ده اللي مؤمنين به وبقى له 18 سنة بيحكمنا، وإحنا.. جوزي من رجالته وبتوعه. فحتى في العزا في بيت عبد الناصر، وكان ساعتها بقى الإجراءات، وأنور السادات جاي وكده ففيه بعض السيدات كانت في ودني بشويش كده تقول لي: مبروك. على إنه بقى رئيس جمهورية بقى، والله ما كنت بأرد عليهم، واللهِ كلمة حتى (الله يبارك فيكِ) دي ما خرجتش من بُقٍّي.

أحمد منصور:

تردي بقلبك، ليس بلسانك.

جيهان السادات:

سمعتها يا أستاذ أحمد؟

أحمد منصور:

لأ لأ، ده بأقول لحضرتك يعني يعني..

جيهان السادات:

لا لا الحزن ما خلنيش فرحت إن جوزي جه رئيس جمهورية.

أحمد منصور:

يعني دايماً عفواً يعني الشعور في مثل هذه الأشياء، في مثل هذه المواطن شعور الإنسان بالحزن لا يلغي شعوره بالفرح يعني، كثيراً ما تُصادف الإنسان في بعض الأحيان حالات حزن وفرح مزدوج.

جيهان السادات:

واللهِ كان الحزن مغطي جداً بدرجة ما كنش في مكان للفرح، صدقني.

أحمد منصور:

ماذا كان شعورك يعني بعد ذلك بالطموح الذي لديك، بالجرأة، الشخصية، بالأشياء الكثيرة التي حققتها بعد ذلك بعد اختيار السادات؟

جيهان السادات:

بعد فترة الحزن وبعد الأربعين وبعد كل الوقت ده ما عدَّى..

أحمد منصور]مقاطعاً:[

لأ، إحنا لسه ما دخلناش على الأربعين، إحنا في عملية اختياره حتى إعلانه رئيس في 15 أكتوبر.

جيهان السادات:

لأ، كان لسه.. هأكذب لو أقول لك كان فيه أي تفكير عندي، نهائي، كان كل همي يومياً أروح لحرم الرئيس عبد الناصر، أقعد معاها، ساعات آخد بنتي الصغيرة في إيدي، أقعد طول الصبحية معاها وأنتي جاية، ساعات أروح لها بعد الضهر أمشيها في الجنينة، نتمشى شوية مع بعض، يعني كنت بأحاول أهوِّن قدر استطاعتي لأن كانت الصدمة كبيرة جداً جداً جداً.

أحمد منصور:

السادات كان يتوقع إنه سيتم اختياره رئيس؟

جيهان السادات:

آه طبعاً لأن هو النائب، يعني دي ما فيهاش.. ما فيهاش مناقشة لأن هو النائب، النائب الأول..أحمد منصور:

كان الجو المحيط به كان مهيئاً أيضاً لأن يكون رئيس؟ أم أنه أيضاً كان يشعر بشيء من القلق وشيء من الخوف من المجموعة المحيطة؟

جيهان السادات:

لأ، طبعاً الجو ما كانش مُهيأ بالمعنى 100%، لأن هم كلهم حتى فيما بعد لما خدوا موقفهم من 15 مايو، يعني طبعاً هم كانوا كل اللي حوالين عبد الناصر كانوا عايشين له في ظل إن عبد الناصر هو اللي بيحكم، ومستكترين أي أحد غيره، أي حد مش أنور السادات، أي حد جاي بعد عبد الناصر كانوا غير مقتنعين به، لأن عبد الناصر كان مسيطر على كل أفكارهم ومشاعرهم لمدة كبيرة قوي.

أحمد منصور:

ممثل الولايات المتحدة في جنازة عبد الناصر الوزير (ريتشارد دسون) هناك تقارير كثيرة نقلت أنه حينما عاد إلى الولايات المتحدة أكد على أن السادات لن يستمر في الحكم أكثر من أربعة إلى ستة أسابيع، على اعتبار الجو المحيط به، هل كان السادات أيضاً يشعر بذلك؟

جيهان السادات:

لا لأ طبعاً، لأ طبعاً ده هو حتى قالها -لو تذكر حضرتك في كذا مرة- قالها في أحاديث له أو خطبة قال: ده كان -وفي كتابه أفتكر كمان كتبها- قال: ده هم المندوب الأميركي وأفتكر (آن هيج) كمان جه وزير الحربية.

أحمد منصور:

البريطاني.

جيهان السادات:

فيما بعد جه وقابله وهو اللي رجع قال إنه مش هيستمر أكثر من أسابيع أو شهور.

أحمد منصور:

في تلك الفترة بدأت الشائعات تنتشر، بدأت مراكز القوى -أو ما أطلق عليه الرئيس السادات كذلك- بدأوا يقوموا بأشياء من العرقلة، بدأت أنت تأخذي وضعك بالنسبة كزوجة لرئيس الجمهورية، وتقومي بدور غير مسبوق.

جيهان السادات:

ده صحيح.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

لزوجات رئيس الجمهورية أو حتى ملوك مصر السابقين منذ شجرة الدر.

جيهان السادات:

صح.

أحمد منصور:

وحتى عام 1970.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

بدأت تستقبلي المسؤولين في الدولة، بدأت..

جيهان السادات[مقاطعةً]:

بزوجاتهم..

أحمد منصور:

لأ لأ أنا هنا، لأ عفواً.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

أنت هنا بدأت تاخدي أو تستقي المعلومات والأخبار من عدة مصادر:

أولاً: زوجات المسؤولين الذين كانوا ينقلون إليك الشائعات.

جيهان السادات:

شائعات؟!!

أحمد منصور:

التي تحدث نعم، أنت أشرت إلى ذلك في كتابك، وكذلك أشار الرئيس السادات ومصادر أخرى عديدة، أو كانوا ينقلون لك الأخبار.

جيهان السادات:

الأخبار، آه بالأصح، صح.

أحمد منصور:

وهي أيضاً كانت شائعات تُروَّج، وكانت هذه الأشياء تصب عندك بشكل أساسي في الوقت اللي لم يكن مسبوق فيه أيضاً إن زوجة الرئيس بتقوم بدور أو بتتلقى بعض الأشياء، كانت.. ذكرت أنتِ في كتابكِ تحديداً قلت: كانت صورة المكالمات التلفونية من منزلنا تأتيني في صورة تقارير. من الذي كان يرفع إليك هذه التقارير؟

جيهان السادات:

هأقول لحضرتك هو فيه فرق كبير جداً بين زوجة الرئيس عبد الناصر ودوري أنا اللي عملته.

أحمد منصور:

لا وزوجات الملك فاروق يعني.

جيهان السادات:

وزوجات كل.. وزوجات كل الرؤساء.

أحمد منصور:

وقبل محمد علي.

جيهان السادات:

وزوجات كل.. وزوجات كل الرؤسا العرب وزوجات كل الرؤسا في آسيا وإفريقيا، فعلاً.

أحمد منصور:

لأ، في آسيا الزوجات هما اللي بيحكموا.

جيهان السادات:

والله!! صحيح فيه بعض..

أحمد منصور:

عندنا (بناظير بوتو) وعندنا بنجلاديش وعندنا في الفلبين قبل ذلك.

جيهان السادات:

أيوه، هأقول لحضرتك، هو أنا هأتكلم عن مصر، دري كان مختلف كل الاختلاف عن زوجة الرئيس عبد الناصر أو ما قبلها.

أنا سألت نفس سؤال بعد ما الدنيا هديت كده وابتدى يحكم وحتى قبل 15 مايو مباشرة، سألت نفسي: ما هو دوري؟ أنا بأكلم جيهان نفسي. فقلت: هل أقعد زوجة رئيس الجمهورية أحضر حفلات بس، أطلع مطار أقابل زوجات رؤسا مع جوزي ورئيس الدولة وزوجته ونرجع اللي هي الحاجات الرسميات، وأروح مثلاً أقص لي من آن لآخر شريط علشان خاطر مدرسة أو جمعية.. أو سوق خيري أروح قاصة الشريط وراجعة. هل ده دورك يا جيهان؟ أنا بأكلم نفسي، فلقيت جيهان اللي داخلية بتقول لي: لأ، يا إما تعملي عمل وبداية لكي تبقى بعدك حتى لزوجة رئيس الجمهورية يبقى لها دور تلعبه لصالح البلد، لكن أنتِ تقعدي في البيت، وعلى فكرة عايزة أقول لحضرتك ما كان أسهل علىّ إن أنا أقعد في بيتي، وآخد بالي من صحتي، وأحضر حفلات، وأحضر حاجات كده خفيفة جميلة وأبقى سعيدة بحياتي، لكن أنا اخترت الطريق الصعب اللي هو أنزل للشعب، وأنزل للقاعدة تحت، بدليل إن أنا أول حاجة بدأتها في العمل الاجتماعي جمعية (تلا) للتنمية الاجتماعية في المنوفية في الريف. يعني أنا قلت: لأ، أنا عايزة ألعب دور، يعني أنا كلمت نفسي، أنا عايزة مرات رئيس الجمهورية دي ما تقعدش ست بقى مترفعة عن كل شيء، لأ تلعب دور اجتماعي وخصوصا إن أنا لعبت هذا الدور من سنة 67، فأيه اللي جاي لي دلوقت إن أنا عشان أبقى مرات رئيس الجمهورية آخد منظر وأقعد في البيت وأتستت وأعمل بقى يعني..؟ لأ أنت كملي دورك اللي أنتِ فيه بل بالعكس توسعي في العمل الاجتماعي.

أحمد منصور:

لأ العمل الاجتماعي أنت بدأتيه مبكر من الستينات وكان بارز في 67.

جيهان السادات:

من قبل آه، وهو بالظبط.

أحمد منصور:

لكن هنا بعد مجيء السادات رئيسا للدولة تطور هذا الطموح من الطموح الاجتماعي إلى الطموح السياسي.

جيهان السادات:

لأ، هأقول لحضرتك السياسي لو قلنا عمل سياسي، العمل السياسي الوحيد اللي أخدته هو عضو مجلس شعبي محافظة المنوفية ثم رئيساً لهذه.. لهذا المجلس. لكن لو أنا عاوزة...

أحمد منصور[مقاطعاً]:

مجلس محلي.

جيهان السادات:

مجلس محلي.

أحمد منصور:

نعم.

جيهان السادات:

وده دخلته علشان أشجع المرات في الريف إنها ترشح نفسها وتُخش وفعلاً حصل. لكن لو أنا عايزة ألعب دور سياسي لشخصي طب ما كنت دخلت مجلس الشعب هنا في القاهرة.

أحمد منصور:

أنتِ مش محتاجة يا فندم، أنت زوجة رئيس الدولة، وتستطيعي من خلال الطموح..

جيهان السادات:

لأ لو أنا عايزة يعني آخد منصب لي كنت دخلت مجلس الشعب.

أحمد منصور:

أنتِ استحدثت شيئاً لم يكن موجوداً.

جيهان السادات:

ما هو؟

أحمد منصور:

يعني استحدثت شيئا لم يكن موجوداً وهو (سيدة مصر الأولى).

جيهان السادات:

مش أنا اللي استحدثتها (سيدة مصر الأولى)..

أحمد منصور:

أنا بأتكلم هنا عن المهام وليس اللقب، اللقب هجى له بعدين.

جيهان السادات:

المهام إن الدور.. أيوه إن زوجة رئيس الجمهورية تلعب دور اجتماعي -وليس سياسي- تكمل به دور زوجها السياسي.

أحمد منصور:

أنت بالنسبة للجانب السياسي، سآتي معك تفصيلاً واحدة واحدة إلى الدور السياسي اللي كنتِ بتلعبيه من خلال المصادر الكثيرة ومنها سيرتك الذاتية أيضاً، والسيرة الذاتية للرئيس السادات.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

كانت التقارير تأتي إلى الرئيس السادات، من المعروف أن نظام الحكم في مصر كان يعتمد على أن رئيس الجمهورية كل يوم في الصباح تأتيه أربعة تقارير رئيسية: تقرير من وزارة الخارجية عن الوضع العالمي والسفارات مختصر.

تقرير من المخابرات حول الوضع الداخلي والعلاقات الخارجية وغيرها. تقرير من وزارة الداخلية حول الوضع الداخلي وما يتعلق بقضايا الأمن الداخلي. تقرير من وزارة التجارة أو وزارة الاقتصاد حول الوضع الاقتصادي بالنسبة للدولة.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

كان عبد الناصر يطلع على هذه التقارير، يومياً بشكل ثابت علاوة على عشرات التقارير الأخرى التي كانت تأتي ابتداءً من المكالمات التليفونية أو التصنت عليها وأخبار الناس وغيرها.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

إلى الصحف العالمية إلى التقارير الدولية التي تصدر، فكان يقضي وقتاً طويلاً، حتى كما قال هيكل: (في قراءة ما هو نافع وما هو غير نافع في هذه الأشياء).

جيهان السادات:

ده صحيح.

أحمد منصور:

كان السادات شخصية أخرى، حتى إنه ذكر نفسه في "البحث عن الذات" إن حينما جاءه سامي شرف وزير شؤون الجمهورية بهذه التقارير قال: أبعدوا هذه الأشياء عني، هذا الذي قتل عبد الناصر وأنتم تريدون أن تقتلوني.

جيهان السادات:

هذا حقيقي بالنسبة للمكالمات التليفونية.

أحمد منصور:

والتقارير الأخرى؟

جيهان السادات:

التقارير الأخرى كان جنب سريره كوم قد كده لا بد أن يطلع عليه ويؤشر عليه –حضرتك- لابد أن يؤشر عليه، وبعد كده في ظابط بيجي يشيل الكوم ده، ويجيب كوم آخر، بالظبط من التقارير.

أحمد منصور:

هذه التقارير لم يكن السادات يحب القراءة كثيراً والاطلاع، وكنت أنت تقومين بدور رئيسي في الإطلاع على هذه التقارير وتلخيصها بالنسبة له؟

جيهان السادات:

لأ، هي كانت بتيجي ملخصة فعلاً، يعني هو ما كانش بيحتاج..

أحمد منصور:

أنتِ بتعملي تلخيص على التلخيص.

جيهان السادات:

لا والله، ده ومين اللي شافني أنا بعمل له تلخيص على..؟! كنت أقول لك. لأ، لم أتدخل في هذا، ده تقارير بتيجي له ملخصة عن الأمن الداخلي والخارجي والسياسة والاقتصاد، والحاجات دي ليست من شأني وماأحبش هعرف فيها إيه؟! هو كل اللي رفضه واللي ما كانش راضي يقراه اللي هي المكالمات، وقال لك ده تضييع وقت، لكن الناحية الاقتصادية لابد إنه يعرفها، السياسة الخارجية لا بد يشوف إيه اللي بيحدث عشان يبقى دوره إيه اللي بيلعبه لأ ده كان رئيس دولة ولابد إنه يقرا الحاجات دي ويؤشر عليها للمسؤول. لابد.

جيهان السادات:

تحدثت أنت عن أن صورة المكالمات التليفونية كانت تأتيك عن منزلك.

جيهان السادات:

إيه؟

أحمد منصور:

عن أن منزلكم مراقب تليفونياً وكانت تأتيك صور المكالمات هذه، أنت ذكرت هذا في كتابك.

جيهان السادات:

لأ مش تأتيني يا فندم.

أحمد منصور:

النص: كانت صورة المكالمات التليفونية من منزلنا تأتيني في صورة تقارير.

جيهان السادات:

لأ، قيل لي قيل لي: إن بيتك متراقب، ودي أنا كشفتها شخصياً لما.. أما تولى أنور السادات، وعمل حفلة في قصر عابدين، وبعدين تاني يوم طلعت صور أنور السادات وجنبه إيدي أنا مقطوعة لأن شالوا صوري، فأنا بأكلم فوزي عبد الحافظ وهو سكرتير خاص الرئيس، وقلت له: يا فوزي إزاي صوري تتشال؟ ومين اللي شالها؟ مفروض إنه يستأذن إنه يشيلها أولاً لأن أنا كنت حاضرة، لو أنا مش حاضرة خلاص، لكن أنا حاضرة مع زوجات..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

بس لم يكن هناك عادة.

جيهان السادات:

معلش.

أحمد منصور:

إن زوجة رئيس الجمهورية تطلع صورها بهذا الشكل.

جيهان السادات:

لأ لأ، ماكانش حرم الرئيس عبد الناصر بتحضر أساساً، لكن أنا حضرت ومع زوجات كل السفرا سواء أجانب أو عرب، طب إزاي تاني يوم يطلع أنور السادات وأنا أبقى أكني؟ طب ورحت ليه؟ ما هو أنا مفروض يا ما أروحش، يا إذا رحت أطلع معاه، ومين اللي ياخد هذا القرار مش سامي مشرف ولا غيره، القرار ده ياخده أنور السادات أو يرجعوا لي أنا صاحبة الشأن، فأنا بقول له إزاي يعمل كده من نفسه؟ و.. فابعتوا أشوف إيه.. ليه عمل كده يعني..، لأ ماقلتش ابعتوا لي، هأقول لحضرتك، قلته له: إزاي ياخد قرار زي ده من نفسه من غير ما يرجع للريِّس؟! إزاي؟ فقال لي: طب معلش سيادتك، اهدي كده أنا هأشوف الموضوع. بعد شوية لقيته هو فوزي عبد الحافظ بيكلمني وبيقول لي: سامي شرف بيرجو إنه يقابل سيادتك عشرة دقايق. قلت له: يبقى تليفونياً متراقب يا صاغ فوزي. إحنا كنا بنقول له (صاغ) ولو إنه كبير كتير عن كده لكن يشده له (الصاغ فوزي) قلت له: يبقى الصاغ فوزي التليفون بتاعنا مراقب. قال لي: إزاي. قلت له: أنت قلت له أنا كلمتك قلت لك إيه؟ قال لي: لأ ما قلتلوش، قلت له: طب بديهي جداً، يبقى سمع المكالمة و طالب يقابلني عشان يوضح لي. فهو سكت، ماعلقش. وجه سامي، ودخلت قابلته في المكتب هنا، وقلت ليه بتعمل كده من غير ما ترجع لنا؟ إحنا أصحاب الشأن، رجعت للريس؟ رجعت ليّ وإداك أمر وقال لك و.. فابعتوا أشوف إيه.. ليه عمل كده يعني..، لأ ما قلش ابعتوا لي، هأقول لحضرتك، قلته له: إزاي ياخد قرار زي ده من نفسه من غير ما يرجع للريِّس؟! إزاي؟ فقال لي: طب معلش سيادتك، اهدي كده أنا هأشوف الموضوع. بعد شوية لقيته هو فوزي عبد الحافظ بيكلمني وبيقول لي: سامي شرف بيرجو إنه يقابل سيادتك عشرة دقايق. قلت له: يبقى تليفونياً متراقب يا صاغ فوزي. إحنا كنا بنقول له (صاغ) ولو إنه كبير كتير عن كده لكن يشده له (الصاغ فوزي) قلت له: يبقى الصاغ فوزي التليفون بتاعنا مراقب. قال لي: إزاي. قلت له: أنت قلت له أنا كلمتك قلت لك إيه؟ قال لي: لأ ما قلتلوش، قلت له: طب بديهي جداً، يبقى سمع المكالمة و طالب يقابلني عشان يوضح لي. فهو سكت، ماعلقش. وجه سامي، ودخلت قابلته في المكتب هنا، وقلت ليه بتعمل كده من غير ما ترجع لنا؟ إحنا أصحاب الشأن، رجعت للريس؟ رجعت ليّ وإداك أمر وقال لك شيل جيهان السادات؟ أنا شكل إيه قدام الناس دي يقولوا إيه؟ طب وأنا حضرت ليه؟ طب ما أنا بأحضر مع جوزي، يعني إذا كنتو انتو الأول حرم الريس بتحضر، لكن أنا بأحضر. فقال لي: أصل إحنا عشان جنود على الجبهة مش عايزينهم يعني.. قلت له: إيه؟ هو.. أنا أشرفك وأشرف البلد، لأن أنا زوجة رئيس الجمهورية مش حاجة تستخبى ولا يتعرى منها. فقام قال لي: طب، هنطلعها في المجلات. قلت له. طب ولما ما طلعتهاش في الجرايد بتطلعها في المجلات ليه؟ يعني ما هو سؤال.. ليه تطلعها في المجلات..؟ أرجوك لو سمحت أي حاجة تخصني يا ترجع فيها للريس يا ترجع لي أنا. فقال لي: حاضر. ومشي.

أحمد منصور:

هنا بدأ الصراع بينك وبين مجموعة مراكز القوى.

جيهان السادات:

صحيح صحيح.

أحمد منصور:

أنتِ أشرتِ في كتابك أيضاً في صفحة 303 أن الناصريين كانوا يكرهونكِ.

جيهان السادات:

كانوا أيه؟

أحمد منصور:

يكرهونك، لماذا؟

جيهان السادات:

والله أنا مش عارفة، الحقيقة فيه مؤشرات كانت كتيرة جداً، لدرجة إن أنا بقيت حزينة، لأن إحنا بتوع عبد الناصر، إحنا بنحب عبد الناصر، إحنا امتداد لعبد الناصر، صحيح فيه تغيير، وأنور السادات هذا من حقه كرئيس دولة ياخد التغييرات اللي هو عاوزها، لكن ده لا يمنع إن إحنا بنحب عبد الناصر، فكان فيه ساعات يقول لك خالد مش عارفة حرق العربية، وما أعرفش مين عمل أيه وبيقولوا أيه، يعني كنت بأحزن قوي لما أسمع الحاجات دي جايّه من بتوع عبد الناصر وأقرب الناس لعبد الناصر.

أحمد منصور:

لكن لأنك أنتِ بدأتِ تأخذي دور منافس وترسمي لنفسك شيئاً لم يكن مقبولاً في ذلك الوقت، وبدأت يعني تتصلي على المسؤولين، تتصلي على سكرتير الرئيس بشكل دائم وتتحدثي معه فيما يخصك، وهو كان يتحدث مع الوزراء فشعروا بأن السادات لم يكن يحكم وحده وإنما كانت تحكم معه جيهان أيضاً.

جيهان السادات:

لأ، أنا ما اتصلتش بسكرتير أنور لوزراء، لو أنا عايزة أكلم وزير ما أكلمه لو فيه حاجة يعني، ما حصلش هذا، لم يحدث.

أحمد منصور:

يعني فعلاً كان هناك اتصال مباشر بينك وبين الوزراء؟

جيهان السادات:

الاتصال المباشر ما كانش إلا في حدود اجتماع في حاجة خاصة بالطلبة فكان يجي وزير التعليم يحضر، ومش أنا اللي حتى اللي بأتصل به بصراحة شديدة، فيه سكرتارية وفيه مكتب يقول له فيه اجتماع وهو عضو مثلاً في هذا الاجتماع بيجي يحضر.

أحمد منصور:

لكن حينما كنت تريدين شيئاً أو تعترضين على شيء مما كان يحدث، أيضاً كنت تتصلي على الوزراء؟

جيهان السادات:

أنا بأشوفهم في الاجتماعات يعني اللي فيها بنكون..

أحمد منصور:

يعني أصبح دورك دور فاعل ومؤثر حتى مع الوزراء؟

جيهان السادات:

مؤكد.. مؤكد في العمل الاجتماعي مع الوزرا المعنيين بالتعليم.

أحمد منصور:

طالما وزراء يبقوا سياسي.. يبقى عمل سياسي.

جيهان السادات:

نعم؟

أحمد منصور:

طالما وزراء ومسؤولين في الدولة وأصحاب قرار يبقى عمل سياسي.

جيهان السادات:

كان بشكل مش زيادة عن اللزوم، يعني لا رئيس الشعب كان معانا، ولا رئيس الوزرا كان معانا ولا حاجة، الوزير كمسؤول.. ووزيرة الشؤون في أغلب الأوقات لأن الجمعيات تابعة لها هي اللي كانت بتبقى حاضرة، ووزير التعليم لأني عملت جمعية للطبلة تساعد الطلبة على شراء الكتاب وتسهل لهم حاجات كتيرة، فكان وزير التعليم بيحضر ساعات معانا، يعني حاجات خاصة بالعمل الاجتماعي.

أحمد منصور:

في ذلك الوقت قبل يعني 15 مايو أيضاً بدأتِ تخرجي من إطار الأشياء الداخلية هذه إلى أنكِ قمتِ بجولة في المحافظات، وذهبتِ إلى أسيوط، وذهبتِ إلى الجبهة، رداً أيضاً على منع صورتك من الظهور في الصحف، وواجتهك مظاهرات تقول حكم ديّان ولا حكم جيهان.

جيهان السادات:

أيوه.

أحمد منصور:

يعني الناس بدأت تشعر أنكِ أيضاً تشاركين في الحكم؟

جيهان السادات:

والله طبعاً هي كانت صورة جديدة بلا شك، يعني صورة جديدة إن يلاقوا حرم رئيس الجمهورية بتروح هنا وبتزور هنا، وبتنزل للمرأة تحت في الريف وبتنزل للطفل، وبتروح للعسكري في الجبهة، كل ده شافوه لأول مرة فعلاً، وأنا لما كنت حتى بأزور الجبهة بأروح لهم أولاً معايا وزيرة الشؤون وهي الدكتورة عائشة راتب، وبأروح بلبس حشمة جداً بنطلون ومغطي وجاكتة مغطية ومقفِّل عشان خاطر أنا رايحة في وسط عساكر كمان وكده، كنت رايحة كأم بترفع من الروح المعنوية لأولادها المرميين في الصحرا بقالهم شهور وسنين ما حدش بيسأل عنهم، فصدقني كان وقعها جميل جداً. كون إنهم يقولوا (حكم ديَّان ولا حكم جيهان) لما يبقى طالب عنده 17 سنة لسة مش مدرك بالدور اللي أنا بألعبه، ما شافش هذا قبل كده يعني من حرم رئيس جمهورية، طبعاً لازم يقول اللي عايز يقوله، يعني وخصوصاً اللي كان.. اللي زادت قوي لما جه قانون الأحوال الشخصية هي دي اللي كادت الطلبة.

أحمد منصور:

سآتي إلى هذا تفصيلاً، ولكن الطلبة عادة هم بيعبروا عن نبض وإحساس ومشاعر أساسية ليس في مصر وحدها وإنما العالم، وللأسف الطلبة الآن كُبتوا ولم يعد لهم أي دور سياسي، في الوقت اللي كان الطلبة على مدار التاريخ لهم دور سياسي مؤثر في كل مكان.

جيهان السادات:

أيوه بس اللي هتف كده مش كل الطلبة بقى، ما أنا كنت بأدرِّس في جامعة القاهرة وشايفة الطلبة بيحبوني إزاي، وشايفة دوري بألعبه مع الطلبة، وأنا اللي عملت لهم مساكن وعملت لهم امتيازات كتيرة جداً للطلبة. يعني إما تكون فئة صغيرة وتكتب على الحيطة مثلاً حاجة ضدي، أو فئة تقول: (حكم جيهان.. ديَّان ولا حكم جيهان) فئة صغيرة جداً مش معنى هذا إن إحنا نعممها على الطلبة، لأ.

أحمد منصور:

مدى قبول المجموعة المحيطة بالرئيس السادات في ذلك الوقت أو ما أطلق عليه مراكز القوى بعملية النفوذ التي بدأتِ ترسخيها لنفسك والدور اللي بدأتِ تقومي به؟

جيهان السادات:

آه طبعاً دول كانوا ضد أنور السادات وضدي، لأن كان أي حد بيطلب مقابلتي بيجوا هم نفسهم قالوا يعني قالوا للصاغ فوزي: إزاي الهانم بتقابل كل الناس؟!

فقال لهم: هي فاتحة بيتها للناس، ما أقدرش أقول لها ما تقابليش.

أحمد منصور:

مين نوعية الناس اللي كانت بتأتيك في ذلك الوقت؟

جيهان السادات:

اللي جوزها مسجون في السجن، ظابط ومرمي من 67 وقبل 67 مرمي في السجن وما فيش لا حكم ولا حاجة وتيجي لي متظلمة، أم أو زوجة، شيء كان يعني طبعاً يخليني أنا كأم أبقى حزينة.

فكل اللي بأعمله إن أنا باخد الشكوى بتاعتها بأحطها للريس على التقارير بتاعته يقراها.

أحمد منصور:

لم تكوني تقومي بأي اتصال مباشر بينك وبين المسؤولين عن هذه الأشياء؟

جيهان السادات:

لا، لا، لا، لا.. نهائي.. لأ.

أحمد منصور:

ألم تسعي لأنك تتجاوزي دور إن الريس يقرأ والريس يوجه إلى أنك أنت عن طريق سكرتارية أو سكرتير الرئيس تتصلي عليه مباشرة؟

جيهان السادات:

لأ لا، أنا كنت دايما مثلاً واحدة زوجة مرات -أنا فاكرة- مرات طيار قالت لي: إن كل اللي حدث وحلفت إن كل اللي حدث إنه رمى الكورة كده على فوق الصورة بتاعت الرئيس عبد الناصر كان بيلعب تنس فرمى ولا.. مش تنس (Sorry)، اسمها إيه؟

أحمد منصور:

تنس طاولة.

جيهان السادات:

تنس طاولة. وصورة الرئيس عبد الناصر فالكورة جت فيه كده يعني في.. أو عملها هو بتقول لي -يعني علشان أكون صادقة أمامك- عملها كده لأنه زهقان وبتاع و.. مهزومين و.. ده اتسجن طب ده يعني يستحق السجن؟! فده افرج عنه.

أحمد منصور:

كان هناك آلاف المعتقلين السياسيين.

جيهان السادات:

وأفرج عنهم كتير، أفرج عنهم كلهم.

أحمد منصور:

من الذين منحك الحق بالقيام بهذا الدور الذي بدأت تقومين به؟

جيهان السادات:

ما حدش إداني دور، أنا حسيت من نفسي إن أنا بألعب دور ويجب إن أنا ألعب دور اجتماعي مكمل لدور زوجي السياسي.

أحمد منصور:

السادات كان موقفه إيه من الدور اللي بدأتِ تلعبيه؟

جيهان السادات:

لا، كان يعني كان هو مشغول جداً كمان -لاحظ- في أمور الدولة، وكان شايف إن أنا اللي بأعمله إن أنا بأنزل للفقير، بأنزل للفلاح، بأروح تلا، بأروح الأرياف، بأنزل لما يحصل فيضان أو سيول في قنا أروح أشوف، كان مبسوط إن الدور إن مراته بتقوم بدور اجتماعي لخدمة الناس، ما فيش شك.

أحمد منصور:

يعني لم يكن يعترض لكن في نفس الوقت ما كانش بيدفعك، أو بيطلب منك تقومي بهذا؟

جيهان السادات:

لا لا عمره ما دفعني.

أحمد منصور:

يعني هو واخد موقف..

جيهان السادات:

موقف إن هو شايف مراته بتلعب دور مقتنع به، مش مش مقتنع، مقتنع به.

أحمد منصور:

بدأت عملية الصدام ما بين السادات وما بين ما أطُلق عليه مراكز القوى، وهذا كان واضح من خلال الخطاب الذي ألقاه في..

جيهان السادات [مقاطعة]:

في حلوان يوم الـ..

أحمد منصور:

2 مايو 71.

جيهان السادات:

أيوه يوم العمال.. عيد العمال.

أحمد منصور:

أو في عيد العمال. وفي اليوم التالي مباشرة أقال..

جيهان السادات [مقاطعة]:

علي صبري.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

السادات علي صبري من جميع مناصبه.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

وبدأ بعد ذلك تحدث عملية تهديد وبدأ يشعر إن هناك خطراً يهدده، لكن لم تكن لديه أية أدلة حول الإمساك بهؤلاء إلى أن تم الحصول على الشريط، وأنت ذكرت في كتابك أن الشريط جاءك أنت، ولم يذهب إلى السادات بشكل مباشر.

جيهان السادات:

لأ هو الشريط عشان أكون أمينة، وموجود اللي جاب الشريط وهو اسمه كان ساعتها العميد طه زكي، وهو موجود إلى يومنا هذا وكان حاضر حتى فرح حفيدي يعني. الظابط ده جه للصاغ فوزي، وقال له أنا عندي شريط مهم جداً عايز الريس يسمعه وما يروحش في إيد حد خالص، فقال له حاضر، وجه قال لي أنا عايز الريس والريس كان ساعتها.. لأ حضرتك كان عارف إيه اللي بيدور حواليه، مش ما كانش عارف. مش الشريط اللي وحده اللي ما نبهه.

أحمد منصور:

لكن الشريط كان الدليل.

جيهان السادات:

الدليل، بالظبط كده، لكن قبل كده كان فيه اجتماعات بيقعدوا يتكلموا كلام وبيصل للريس وبيصلني، واللي بيوصل لي بأديه للريس، يعني بأقوله بأنقله للريس بحذافيره.

من ناحيتي ومن ناحيته هو كان ناس كتير بيقولوا له دُول بيتكلموا دول بيعملوا دول بـ..

فلما الشريط جه، وإحنا.. الصاغ فوزي جابه حتى كان أختي وجوز أختي يعني أقرب الناس ليّه كانوا موجودين، ما فتحتش بُقِّي وما قلتش، حتى الصاغ فوزي قال لي: فيه عندي شريط جابه ظابط وقال لازم يسمعه، فاستنيت لما أختي نزلت وجوزها، وجوزها كان عضو مجلس شعب محمود أبو وافيه، وإخلاصه يعني للرئيس السادات بس أنا أعتبرت إن دي حاجة ما حدش يعرفها غير أنور السادات.

فاستنيت لما نزلوا وكان متأخر من هنا وجبت من تحت فيديو عند..

أحمد منصور:

كاسيت.

جيهان السادات:

آه كاسيت، وحطينا الشريط، وابتدى يسمعه أنور.

وكان أنا قاعدة جنبه والصاغ فوزي واقف معانا، جه الشريط لغاية الحتة اللي بيقول فيها، بيسأله بيقول له: طب عملتوا حساب لو راح للتلفزيون؟ فقال له: لأ ده إحنا هنمنعه، ده إحنا عندنا ناس يمنعوا.

فأنا قلت: الله!! ده يبقى الكلام مظبوط اللي هيكل قاله لي!!

فقال هو ساعتها..

أحمد منصور:

هيكل قال لك إيه بقى؟

جيهان السادات:

قال وقفوا الشريط ودي.. ده دي مؤامرة بالظبط كده.

هيكل طبعاً الجوكان متوتر كله حوالينا، وأنا كنت أيامها باخد دروس مع أستاذ التاريخ في مصر اللي هو أستاذ -الله يرحمه- أبو بكر خيرت.

أحمد منصور:

نعم.

جيهان السادات:

فكان بيجي أنا قلت له: أنا عايزة أعرف تاريخنا بالتفصيل، وعايزة معلومات، لأن دي بلدي، صحيح خدتها في المدرسة لكن خدتها مختصرة، فأنا عايزاك تديهاني. وقلت ده: عالم، يعني أتعلم عليه.

أحمد منصور:

طبعاً بدأتِ سيدة تظهري في المجتمعات، ويكون لك دور فلابد..

جيهان السادات [مقاطعة]:

بالظبط وعايزة أكون، حتى لما درست في في الجامعة درست اخترت اللغة العربية ودي صعبة، وأنور قعد يقول لي: خُشِّي تاريخ خُشِّي جغرافيا، أقول له: أبداً عشان يعني دي لغتي عايزة قدر المستطاع إن أنا أجيدها، وأعرف تاريخ بلدي كويس، عايزة أعلم نفسي وأثقف نفسي، وأنا اللي سعيت للتعليم ما حدش قال لي، يعني أنا اللي كنت بأسعى إن أعلم نفسي.

أحمد منصور:

لكن اسمح لي في هـ.. في النقطة دي تحديداً طالما أنتِ فتحتيها.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

أنتِ ظللتِ تشعري بعقدة عدم إكمالك تعليمك إلى أن طبعاً دخلت الجامعة، وحصلت على الـدكتوراه..

جيهان السادات [مقاطعة]:

لا هي ما كتش، أنا ما عنديش عقد يا أستاذ أحمد.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

الدكتوراه، لكن أنت الآن أصبحت أصبحت - كما يطلق عليها كما يطلق عليها.

جيهان السادات:

أيوه أيوه.

أحمد منصور:

أنتِ الآن أصبحت زوجة لرئيس الجمهورية، وتعليمك كان غير مكتمل ومن ثم سعيت إلى أن تثقفي نفسك، شيء لا يعيبك شيء يعني لك أن تفخري به.

جيهان السادات:

بالعكس ده أنا أفتخر به طبعاً.

أحمد منصور:

نعم، لا أتكلم عنه من هذه الزاوية، ولكن زاوية شعورك التام بأن هناك جوانب نقص لديك لابد أن تستكمليها.

جيهان السادات:

لا هأقول لحضرتك: أنا ما عنديش عقد أبداً ولا نقص في أي شيء في حياتي بصراحة، أنا كل اللي كنت عايزاه أنا كملت تانية ثانوي وأقرا كتير جداً طول عمره من وأنا طفلة.

لكن أنا كنت عايزة أكمل تعليمي، وعايزة أدي مثل إن ما فيش مستحيل أمام زوجة عندها أولاد، وعندها مسؤوليات إنها برضو تكمل تعليمها. يعني كان بالعكس قد ما أنا عايزة أعلم نفسي، قد ما أنا عايزة أدي مثل لغيري وحصل.

يعني في حتى في التليفزيون لما حطوا المناقشة بتاعت الماجستير بتاعتي يعني كانت مؤلمة ليِّ كواحدة أعصابها متوترة، لكن في نفس الوقت مجرد همت مصطفى ما قالت لي: إن دي هتبقى مَثَل وتشجيع للمرأة قبلت، قبلت وأنا يعني..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

هناك علامات استفهام كثيرة هنا يعني إذا أنت موضوع المناقشة، وموضوع حتى الدراسة الجامعية والتسهيلات التي يقال أنها قدمت لك، وما هو الحق الذي يمنحك أن تُنقل رسالة الماجستير أمام الناس في التليفزيون، وأن تتحدث الدنيا كلها عن هذا الأمر بهذا الشكل.

جيهان السادات [مقاطعة]:

واللهِ مش أنا اللي طلبت، الكلام ده تقول لي لو أنا اللي طلبت.

أحمد منصور:

يعني أنتم حولكم، كان حولك أنت والرئيس السادات مجموعة من المتسلقين ومن أصحاب المصالح، وهم كانوا كانوا يعني يمهدون لهذا الأمر، وكان هذا برضاكم أيضاً.

جيهان السادات [مقاطعة]:

هأقول لحضرتك حاجة، هو حوالين أنور السادات حوالين أي رئيس بيبقى في مجموعة لها مصالح بلا شك، مش حولنا بس، حول عبد الناصر وحول أنور السادات وحول أي رئيس ييجي لغاية آخر دي الدنيا، بتبقى فيه كده. لكن هي لما قالت لي إن ده مثل تشجعي به المرأة قبلت لأن أنا أعصابي كانت مش كفاية فيه 700 بيراقبوني، كمان دلوقتي هيبقى ملايين فقلت لها: حرام عليكي، يعني أنا أنا شخصياً النهاردة يوم حساس بالنسبة لي.

قالت لي: لأ ده ده بقى الدليل اللي يوري إن... الست تقدر تكمل وتقدر تعمل وبدليل اللي حصل.

أحمد منصور:

كثيرين وصفوا هذه المناقشة بأنها كانت عبارة عن مسرحية مرتبة بالكامل بينك وبين الذين ناقشوك!!

جيهان السادات:

لأ، أستاذة الجامعة لا يقبلوا مسرحيات، وخصوصاً المشرف علىّ كان -الله يرحمه- الدكتور مجدي وهبه وده عالم ومعروف ورجل فاضل وعلى خلق، والدكتورة شهير القلماوي كذلك، لأ الأساتذة ما يُشتروش أبداً.

أحمد منصور:

فيه اتهام لك ورئيس جامعة عين شمس السابق رفع قضية بأنك لم تحصلي على الثانوية العامة ومع ذلك التحقت بالجامعة وحصلت على ماجستير ودكتوراه، وطالب أمام القضاء بإبطال كل هذه الشهادات.

بإبطال كل هذه الشهادات.

جيهان السادات:

أيوه، طب حضرتك روح بقى في الجامعة وشوف، وروح British Council وشوف أنا خدت الـ G.C.E إزاي، وخدتها على مرحلتين يعني مش هأقول لك خدتها على مرحلة واحدة ويعني خلاص بقى الـ.. أنا خدتها على مرحلتين علشان أخش.. دخلت خدت نصف المواد في مرحلة، ونصف المواد في مرحلة أخرى، وهذا يسري على جميع الطلبة، علشان ما أضغطش على نفسي جداً، وفي نفس الوقت أجيب نمر عالية تؤهلني إن أنا أختار اللي أنا عايزاه.

أحمد منصور:

حتى -أيضاً- أنهي هذه القضية كيف ومشغولياتك كانت من الصباح إلى المساء وتستطيعي أن تتابعي الدراسة وغيرها؟ غيرك يكون متفرغ ويعاني معاناة شديدة، كيف أنت جمعت بين هذا وذاك؟

جيهان السادات:

واللهِ هأقول لحضرتك تنظيم الوقت ده مهم جداً، مع تنظيم الوقت تقدر تذاكر، تقدر تحضر، أنا كنت بأحضر بانتظام، وفي مواعيدي بالظبط يعني ما كنتش بأتخلف ولا أتأخر، في نفس الوقت لما كنت بروح مثلاً أفتتح حاجة في إسكندرية كان يبقى معايا شريط تسجيل أقعد أستمع له، كتاب أقعد أراجع فيه وأعلم وأقرا وأعمل.

يعني ما كنتش بأضيع دقيقة في اليوم من غير ما أستفيد بها.

وأنا بأقول أي رياضي، أي واحد في أي مجال آخر يقدر يعمل كل اللي عايزه بتنظيم وقته، ده مهم جداً.

أحمد منصور:

أعود إلى المحور الهام والرئيسي وهو ما قيل عن مؤامرة مراكز القوى على الرئيس السادات وتفصيلاتها، ودورك الذي لعبتيه في هذا الأمر واسمحي لي أسمع تفصيلاتها في الحلقة القادمة. أشكركِ شكراً جزيلاً، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الحلقة القادمة إن شاء الله نواصل الاستماع إلى شهادة السيدة جيهان السادات. في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

**********************************************************************************************************************************

أحمد منصور:

السلام عليم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (شاهد على العصر) حيث نواصل الاستماع إلى شهادة السيدة جيهان السادات. مرحباً بكِ يا فندم.

جيهان السادات:

أهلاً، أهلاً.

أحمد منصور:

في الحلقة الماضية توقفنا عند نقطة هامة تتعلق بمؤامرة ما أطلق عليه (مراكز القوى) على الرئيس السادات.

جيهان السادات:

أيوه.

أحمد منصور:

ودورك في المساهمة في التعرف أو في كشف ما حدث. وقفنا عند نقطة.. عند يوم 13 مايو، حيث أحضر أحد الضباط شريطاً إلى البيت هنا، وسلمك سكرتير الرئيس هذا الشريط، واستمعتِ معه إلى هذا الشريط.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

الشريط كان عبارة عن حوار بين (فريد عبد الكريم).

جيهان السادات:

أيوه.

أحمد منصور:

ومحمود السعدني الصحفي.

جيهان السادات:

مظبوط.

أحمد منصور:

ما هي خلاصة ما كان على هذا الشريط تحديداً، والذي اعتبر الدليل الأساسي، والمستمسك الأساسي لدى السادات في تحركه ضد مراكز القوى؟

جيهان السادات:

هو كان فيه حاجتين، حاجة كانوا.. كان أنور السادات هيروح البحيرة أو حتة.. أيوه البحيرة أو حاجة زي كده في زيارة، وقال له: إحنا عاملين كمائن له.. على الشريط، في كمين له هنضربه في الطريق. الحاجة التانية: بيقول له: طب وافرض راح لغى الرحلة مثلاً، أو افرض راح الإذاعة عشان يتكلم للشعب هتعمل..؟ قال له: لا.. لأ، يعني دي ما تشيلش همها، إحنا حاطين حوالين الإذاعة حراسة تمنعه من إنه يخش. هو أول ما سمع دي قال: أوقف دي مؤامرة، يمنعوا رئيس الجمهورية إنه يخش الإذاعة،! دي خلاص، انتهينا. وده اللي بيتكلم فريد عبد الكريم أحد أعضاء 15 مايو، ولما يقول هذا الكلام يعني بيقوله مش من فراغ ده فيه مؤامرة علىَّ.

بعد كده بقى توالت الكلام، فيه عضوات مجلس شعب سيدات كانوا بيجوا يحكوا لي، ويقول لي: ده إحنا كنا في اجتماع وفيه وزير الداخلية قال: ده يعني الرئيس السادات لا يملك -مش عارفة- القرار لوحده، ده مش عارف يعمل أيه، وتريقة عليه وكلام وحاجات غريبة الشكل على رئيس الجمهورية، وبعدين جوز أختي عضو مجلس شعب، وسامع وعلى اتصال بالناس -هو من البحيرة- وعلى اتصال بأعضاء مجلس الشعب وله صلة كبيرة..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

محمود أبو وافية.

جيهان السادات]مستأنفةً:[

محمود أبو وافية، فكان برضه بييجي هنا يقول له: يا ريس، ده بيقعدوا في اجتماعاتهم بيقولوا كذا وبيعملوا كذا وعايزين يخلصوا منك..ويعني الكلام كان كتير، وبعدين أنا عايزة أقول حاجة: أنا واحدة محبة لزوجي، مش معقول إن أنا هأقف أتفرج على مؤامرة عايزة يخلصوا من جوزي، وأنا قاعدة بأتفرج!!

أحمد منصور:

لأ، أنا هنا عندي سؤالين.

جيهان السادات:

أيوه.

أحمد منصور:

أو سؤال يتعلق بحادثتين.

جيهان السادات:

أيوه.

أحمد منصور:

في مذكراتك وفي هذه الحادثة تتحدثين عن فوزي عبد الحافظ وكأنه السكرتير الشخصي لجيهان السادات وليس لأنور السادات، كما أنه هنا جاءك أنت ولم يذهب إلى الرئيس وهو سكرتيره!!

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

الشي الآخر الذي تحدثت عنه أيضاً ولم أسمع منك تفاصيله هو أن هيكل جاءك وأخبرك بأن هناك شيئاً يُحاك للسادات، وعلاقته بالسادات كانت وثيقة، وكان يستطيع أن يخبر السادات.. لم إخبار جيهان السادات وليس.. في قضية حساسة وخطيرة؟!

جيهان السادات:

هأقول حضرتك، هو الجو كله كان متوتر حوالينا بلا شك، والريس كان طول النهار يقابل ناس، ده داخل وده خارج، ده داخل وده خارج، وبأقول لحضرتك لغاية 12 بالليل يوم 13 كان جوز أختي وأختي موجودة، وقبليه ناس يعني ده يجي وده يطلع، ده يجي وجه يطلع، يعني فوزي عبد الحافظ ما كنش بيقول لي أخبار الريس، يعني زي ما تقول الحتة اللي مزنوق فيها، عاوز يوصل للريس، فيه شريط معايا عايز أقول للريس، قلت له: استنى لما يمشي جوز أختي وأختي، وبعدين تعالى، وقلت للريس، يعني مجرد توصيل يعني..

أحمد منصور:

سكرتيره، المفروض ملاصق له!!

جيهان السادات:

ما هو بيقول له، بيكلمه، بس مش عايز يضرب له الساعة 12 بالليل يعني، أدي عملية الإحراج، إن هو 12 بالليل بعد ما نزلوا يعني متأخر وكده، فبلغيه بس سيادتك إن فيه شريط معايا كذا، يعني مش..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

وهيكل؟

جيهان السادات:

وهيكل إحنا كنا -زي ما قلت حضرتك- أنا كنت باخد الدروس دي وزوجته كانت ساعات بتشاركني في هذه الزيارات للهرم وللمقابر وحاجات زي كده. فهيكل..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

للتعرف على تاريخ مصر.

جيهان السادات:

نعم، وهيكل.. وهي درست.. درست آثار. هيكل أيضاً كصديق، وفي نفس الوقت مراته أختها متجوزة ابن عمتي، يعني مش ابن عمتي direct، يعني أمه بنت عمة أبويا، اللي هو نبيل العربي، فيعني فيه صلة قرابة أو نسب تقدر تقول يعني من.. وفيه صداقة..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

نبيل العربي اللي هو الآن في الأمم المتحدة ممثل مصر؟

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

نعم.

جيهان السادات:

نعم. ده الحقيقة ده اللي كان بيخلي هيكل يتكلم معايا، وشايفين.. هيكل شايف بتوع 15 مايو بيحيكوا مؤامرة حوالين أنور السادات. مش هيكل لوحده، أعضاء مجلس شعب، الناس حوالينا، القريبين، الصحاب، يعني كانت حاجة مش مستخبية، حاجة واضحة وضوح الشمس إن فيه مؤامرة بتحاك على أنور السادات، واضحة.

فكان بيقعد ساعات معايا، مثلاً يكون جاي يقابل أنور السادات أقعد معاه شوية، يقول لي: ده بيقولوه ده.. أنا رحت الإذاعة والتليفزيون –قصدي- كنت رايح فلقيت حراسة غير عادية، وأنا عارف.. أنا بأتكلم واحد عارف، وهيكل نبيه وذكي وعارف كويس قوي، بيقول لي: أنا فاهم الحراسة حوالين التليفزيون، فلقيت حاجة غير عادية، فأكيد دول عايزين يمنعوه أو أكيد بيعملوا بيحاصروا التليفزيون ودي حاجة خطيرة قلت له: يا خبر!! فقال له: بس احلفي على مصحف ما تقولي لأنور السادات..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

إزاي وهي مؤامرة عليه؟! ما هي دي نقطة مهمة أنا لاحظتها في.. في شهادتك، حتى في روايتك في المذكرات!!

جيهان السادات:

آه أقول لحضرتك، يعني هو.. يمكن هو كان مستني شوية مثلاً أما يجي وقتها، لأن هم كانوا مازالوا قوة لسه، طبعاً بيشكلوا قوة بلا شك برة، في نفس الوقت مستني الوقت، لأن هو هيكل ما كانش معاهم، هيكل كان على خط مضاد لهم، يعني هم ما يحبوش هيكل طبعاً لقربه من عبد الناصر، وهم مش عايزين حد يقرب كان من عبد الناصر، فهم يكرهوا هيكل. لكن الحكاية جت على أساس أيه؟ إن يعني المؤامرة مش بكرة، مش النهارده، ولسه أنور السادات في وضعه، لسه قوي، ويعني.. إنما تحذير.. بالظبط من هيكل، كان نوع من التحذير بصراحة.

أحمد منصور:

أيضاً أما يعطي هذا دلالة سواءً من فوزي عبد الحافظ أو من هيكل على دورك المؤثر تجاه السادات، ودروك المؤثر حتى وده سر من أسرار الدولة؟

جيهان السادات:

طبعاً.. طبعاً ده أنا زوجته وبأحبه، بأحب جوزي وشايفة فيه مؤامرة بتحاك حواليه، أقف أتفرج أو أشارك؟! ده أنا لو كنت أقدر أشارك أكتر من كده كنت عملت.

أحمد منصور:

أنا يا فندم.. هنا.. هنا الشاهد هنا هو أن هذا أمر يتعلق بالسياسة العامة، وهذا دور سياسي اللي أنتِ بتقومي به.

جيهان السادات:

يتعلق.. قول زي ما تقول، ده يتعلق بزوجي عاوزين يقتلوه، وعايزين مؤامرة يخلصوا منه، سميها كما تشاء، أنا جوزي فيه مؤامرة حواليه لازم أقف جنبه، وأقف جنبه بقدر استطاعتي كمان.

أحمد منصور:

هل كان السادات في القوة التي تمكنه من التخلص من الآخرين بصدق وكقراءة للحدث في ذلك الوقت؟

جيهان السادات:

نعم، نعم كان في إيده خيوط مهمة جداً وهو قائد الحرس الجمهوري اللي يقدر يمسكهم، وكان مرتب معاه وقعد..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

اللي هو الليثي ناصف.

جيهان السادات:

الليثي ناصف -الله يرحمه- وكان رجل مخلص، وقعد مع أنور السادات، وتفاهم معاه يعني اتكلم معاه، أنا ماأعرفش التفاصيل، إنما مجرد إنه قعد معاه حيث بشيء من الاطمئنان إنه يعني.. إن رئيس الحرس الجمهوري كله معاه في الخط يعني بالضبط.

أحمد منصور:

لكن هنا وزير الداخلية، وزير الحربية..

جيهان السادات:

الإعلام، كله..

أحمد منصور:

الإعلام، كل هؤلاء، رئيس الوزراء، كان علي صبري كان نائب الرئيس، كل هؤلاء كانوا..

جيهان السادات:

مظبوط.. كله كله كان في كفة ضده.

أحمد منصور:

يعني كل سلطات الدولة كانت في كفة

جيهان السادات:

مظبوط.. مظبوط.

أحمد منصور:

والسادات وحده كان في كفة أخرى، كيف تقولين لي إن السادات كان قوي وكان على يقين من إن هو سيقضي عليهم؟!

جيهان السادات:

هأقول لحضرتك، أنور السادات بطبيعته -وأنا زوجته وأعرف طبيعته أكثر من أي إنسان آخر- طبعه كان هادي زيادة عن اللزوم، يعني ساعات أنا نفسي زوجته بأبقى بأغلي وهو هادي، بس مش معنى هادي إنه مش حاسس لأ، تفتكر أنت مثلاً إنه يعني إيه مش واخد باله، لأ، ده هو..

أحمد منصور:

بيفكر.

جيهان السادات:

لأ مش بس بيفكر، ده هو لماح بدرجة مخيفة، يعني نبقى في حتة مثلاً وأقول له خدت بالك من الحاجة الفلانية، وهو بيبقى ما بانش عليه خالص يقول لي: طبعاً ويبقى عارفها ويقولها.

يعني في حياتي معاه يعني عارفة إن هو كده، لكن لدرجة إن فيه أيام بقيت آجي له في الآخر أقول: له مستني أيه؟!مستني لما يجوا يخدوك من البيت؟! لأنهم المؤامرة واضحة وضوح الشمس، واضحة وما بيخبوهاش..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

أنت كنت خايفة؟

جيهان السادات:

جداً عليه، جداً جداً يعني بشكل لا تتخيل. فالحقيقة كان يهز رأسه بهدوئه اللي ساعات كان يقتلني في بعض أوقات يعني يهز رأسه ويقول لي: أنا عارف شغلي، أنا فاهم. فأسكت، خلاص ما أقدرش أتكلم معاه.

أحمد منصور:

كيف تمكن من عملية القضاء عليهم؟ وهنا جاء أشرف مروان

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

إلى البيت يحمل استقالتهم جميعاً، وكانت قد أذعيت في الراديو، رئيس الجمهورية يسمع استقالة..

جيهان السادات:

بالظبط، لأ هو جالنا قبل ما تذاع بدقيقتين، تلاتة، وإحنا كنا قاعدين إحنا الاتنين وفاتحين التليفزيون بالصدفة يعني وبنتفرج. فقال: أنا مرسل منهم إن أنا أبلغك باستقالتهم جميعاً وحتتقال دلوقتي.

وزي ما يكون التوقيت كده يعني الظبط ما فيش دقيقة وابتدت الاستقالات نازلة عا التليفزيون واحد ورا التاني، واحد ورا التاني، واحد ورا التاني، حتى أنا نطقت وقلت له: طب ما جتش قبل كده ليه يا أشرف؟ ماجتش..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

كانت علاقته طيبة بكم؟

جيهان السادات:

آه طبعاً، ده جوز بنت جمال عبد الناصر وبالعكس يعني ما فيش..

أحمد منصور:

لماذا اختاروه هو تحديداً حتى يحمل هذه الرسالة؟

جيهان السادات:

هو كان على صلة طيبة بهم طبعاً طبعاً.

فأنا قلت له سألته سؤال قلت له: ما جتش قبل كده ليه؟ عشان يدي الريس فسحة حتى من التفكير، من التصرف، من أي شيء فقال لي: كانوا ماسكني، ما كانش أقدر آجي يعني..

أحمد منصور:

من كان يجلس معكم خلاف السادات؟

جيهان السادات:

ما فيش حد خالص أنا وأنور..

أحمد منصور:

لم يكن هيكل وسيد مرعي معاكم؟

جيهان السادات:

لأ.. لأ..لأ، كنت أنا وأنور بس. وبعدين تعرف قال إيه بقى؟ أشرف قال لنا كده ومشي، أنور ضحك كده بهدوئه اللي بأقول لحضرتك ساعات يخلي الواحد مش قادر، ضحك كده وقال: والله سهلوها عليّ، كتر خيرهم، بدل ما أنا أشيلهم كلهم، هم شالوا نفسهم.

راح رافع السماعة وكلم الليثي ناصف، وقال له..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

رئيس الحرس الجمهوري.

جيهان السادات:

رئيس الحرس الجمهوري، وقال له: نفذ ما اتفقنا عليه.

أحمد منصور:

يعني كان هو معد خطة مسبقة للقبض عليهم أو تحديد إقامتهم وترتيب الأمور بعد ذلك؟

جيهان السادات:

نعم.. نعم.. نعم.

أحمد منصور:

هناك علامات.. طبعاً طلع السادات وألقى خطاب، وجملته المشهورة.

جيهان السادات:

تاني يوم.. أيوه.

أحمد منصور:

إني سأفرم أي قوة ستعمل ضد بلدي.

وطلعت مظاهرات: افرم افرم يا سادات.

جيهان السادات:

افرم يا سادات. صح.

أحمد منصور:

طبعاً بالمفهوم الديمقراطي أن يبدأ السادات عهد جديد أو ثورة جديدة بالفرم!!

جيهان السادات:

أيوه. والله يا فندم يعني هو طلع للشعب، وقال كل القصة تلقائية من قلبه وبالضبط اللي حصل إيه إيه إيه، يعني وتقدر ترجع لها في التليفزيون هذه الخطبة أنا كنت رايحه على قصر الطاهرة هو بعد ما.. هو مشي من البيت هنا بقى ساب البيت وراح على قصر الطاهرة، فلما راح أنا خدت بعضي وحصلته بعدين، يعني هو قبلها بليلة راح بات هناك، وأنا تاني يوم رحت، وأنا رايحة لقيت أنا نفسي بقيت شايفة المظاهرات وعليها مفرمة كبيرة: افرم يا سادات. فيعني الشعب كان معاه، دي دليل على إن مش ضد الديمقراطية..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

ما إحنا يا فندم عارفين المظاهرات دي بتطلع إزاي.

جيهان السادات:

بتطلع تلقائية، ده الشعب اللي كان طالع وبيقول له: افرمهم لأنه..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

لأ ده إحنا في سنة 2000، يا فندم إحنا في سنة 2000، الآن يعني كثير من الحقائق ظهرت إلى الناس، وأدرك الناس كيف كانت ترتب هذه المظاهرات.

جيهان السادات:

لا والله أبداً، ارجع للمسؤولين وشوف..

أحمد منصور:

ما هم المسؤولين اللي كانوا بيرتبوها.

جيهان السادات:

أيام عبد الناصر أيوه كانت بترتب أيام الاتحاد الاشتراكي.

أحمد منصور:

وأيام السادات أيضاً، لأن هم هما هم..

جيهان السادات:

لا لا لا.

أحمد منصور:

الاتحاد الاشتراكي باقي، نفس أسلوب نظام الحكم نفس.. كل شيء هو هو.

جيهان السادات:

لا لا الاتحاد الاشتراكي مش باقي، والاتحاد الاشتراكي أنور السادات شاله وجاب الحزب الوطني.

أحمد منصور:

76، إحنا لسه الآن في 71.

جيهان السادات:

بقى الاتحاد الاشتراكي اللي هو مع 15 مايو كان هيقوم يطلع مظاهرات.

أحمد منصور:

لأ.. ترتيبات أخرى.

جيهان السادات:

ده الاتحاد الاشتراكي رئيسه كان محطوط تحت الإقامة.

أحمد منصور:

عبد المحسن أبو النور.

جيهان السادات:

عبد المحسن أبو النور، بالظبط، فالاتحاد الاشتراكي ما كنش عنده أوامر أبداً يطلع ضد السادات، بالعكس ده اللي طلع الشعب.

أحمد منصور:

أقصد..، تحريك هذا الشعب يتم دائماً من قبل جهات معينة، والآن السادات أصبحت السلطة في إيده، وأصبح يهدد بالفرم، ودول طلعوا يؤكدوا قضية الفرم، كالعادة يعني.

جيهان السادات:

لأ.. لأ.. لأ، دي الناس..

أحمد منصور:

يعني لقب (هأفرم) دي السادات استخدمها كثيراً في تلك المرحلة، "أي حد هيعمل حاجة ضد مصر أنا هأفرمه"، أي حد كذا، فطلعت بقت بداية عهد الفرم والمفرمة!!

جيهان السادات:

أيوه، بس فرم حد بقى؟! حتى اللي كانوا عايزين يقتلوه وياخدوه يعملوا المؤامرة فرمهم؟! حدد إقامتهم فترة، وبعدين طلعوا بعد كده، لكن مافرمش حد، إنما كان لازم يُوري قوة علشان الناس اللي تجرؤ إنها تعمل حاجة ضد البلد لازم يكون قوي قدامهم يعني.

أحمد منصور:

أطلق السادات على 15 مايو (ثورة 15 مايو) واعتبرها عملية تصحيح لثورة يوليو، وتحدث عن ثورة يوليو باتهامات كثيرة منها ما ذكره في صفحة 289 في "البحث عن الذات" بأنه "بقدر ما كانت ثورة يوليو عظيمة.. عملاقة في إنجازاتها، كانت أيضاً عملاقة في أخطائها"، وتحدث أيضاً عما سببته الثورة أو ما حدث في عهد عبد الناصر من انتكاسات، وأشار إلى أن هناك أشياء أساسية ثلاثة أدت إلى استنزاف ثروة مصر، الوحدة مع سوريا، حرب اليمن، هزيمة 67، الوحدة مع سوريا وحرب اليمن السادات كان له دور أساسي في هاتين الحادثتين أو هاتين الـ..، شيئين تاريخيين أساسيين في تاريخ مصر، ولم يحمل نفسه المسؤولية، وإنما حمل الآخرين المسؤولية في هذا الأمر. أنا أريد أنتقل إلى محور هام الآن، وهو محور العلاقات مع السوفييت في تلك المرحلة ومتابعة..

جيهان السادات:

لأ.. قبل محور العلاقات تسمح لي أرد على..

أحمد منصور:

اتفضلي يا فندم.

جيهان السادات:

إن كان دوره أساسي في الوحدة مع سوريا، دوره أساسي إنه راح يرتب لها، لكن مالوش دعوة بالأخطاء اللي بعد كده وقعت، والاستنزاف اللي حصل ده مش شغله ومش هو الأساسي، هو ساهم في الأول..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

هو جزء من السلطة والحكم.

جيهان السادات:

ما هو جزء من السلطة.

أحمد منصور:

وهو وقع على وثيقة الوحدة مع سوريا.

جيهان السادات:

أيوه وقع فعلاً.

أحمد منصور:

وهو الذي دفع السادات.. دفع عبد الناصر إلى أن يدخل في اليمن حينما جاءه..

جيهان السادات:

مادفعوش والله، يعني عبد الناصر كان عاوزها، وأنور السادات صلته بأحد اليمنيين اللي كان بيدي له الأخبار وكده، لكن هو من الأول ترتيب..

أحمد منصور]مقاطعاً:[

دكتور عبد الرحمن البيضاني.

جيهان السادات]مستأنفةً:[

أيوه، هو من الأول ترتيب لعبد الناصر في إنه عايز دي، وأنور السادات بيدي له صورة، لكن الأخطاء اللي تقع ليست من أخطاء أنور السادات، مش هو يعني أما يكون فيه أخطاء في التنفيذ ما نحملهاش على أنور السادات، ومع هذا لو تذكر حضرتك بعد عبد الناصر هو قال أنا مسؤول عن حاجات كتير حتى هو ماكنش مسؤول عنها، لأنه ماحبش يتنصل من المسؤولية.

أحمد منصور:

هو قضية أنا مسؤول ويبقى كما هو، والأشياء واقعة تماماً كما قال عبد الناصر: أنا أتحمل مسؤولية الهزيمة، ولكن ماذا بعد؟ يعني كلمة امتص بها غضب الشعب وانتهت القصة يعني.

جيهان السادات:

يعني مش للدرجة دي. أحمد منصور:

أنتقل إلى العلاقة مع السوفييت وهذه تمثل أيضاً من النقاط الأساسية والهامة، لاسيما بعدما انتهى من تصفية خصومه السياسيين في 15 مايو.

بدأ العلاقة مع السوفييت بدأ يكون فيها شيء..، شكل من أشكال التوتر إلى أن وصلت إلى 16 يوليو 72 حينما أعلن طرد الخبراء السوفيت.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

ما معلوماتك عن هذا الأمر؟

جيهان السادات:

أبداً معلوماتي إنه كان بيسافر روسيا كتير جداً، وبيحاول يجيب سلاح، وبيرجع مكتئب وحزين، وما أدلوش الوعود اللي بيوعدوها الروس دول ما عندهمش أبداً وعد بيلتزموا به، فكان يعني كل زيارة بيرجع حزين، لكن مش عايز ييأس لأنه بيحضر لحرب 73، إلى أن جه في وقت من الأوقات لقى إن مافيش بقى، مافيش حاجة.. ما بيعملوش حاجة، فاضطر يشيل الخبرا الروس، وخصوصاً إنه كان تقريباً اكتمل الاستعداد للمعركة، ومش عاوز إن هم يبقوا معاه في أثناء الحرب، وإلا هاتطلع بعد كده إن هم اللي حاربوا لنا وهم اللي انتصروا لنا وهم..، وهو كان واثق في الانتصار من كتر الترتيب اللي كان عامله وبيمهد له للحرب.

أحمد منصور:

تسمحي لي قراءة الأحداث في ذلك.. في تلك المرحلة من خلال مصادر كثيرة، أنا طوال عام كامل رجعت إلى أكثر من أربعين كتاباً معظمها مذكرات لبعض الشخصيات التي كانت قريبة، وكان مرجعيَّ الرئيسيين كتابك، سيرتك الذاتية، وسيرة الرئيس السادات وما كتب في تلك المرحلة. كل المؤشرات تشير إلى اتجاه آخر يختلف عن ذلك، لأن في الوقت اللي لو السادات فيه حريص على السوفييت ولم يكن له علاقة إلا بهم، والعلاقات كانت مقطوعة بالأميركان ما كان يتخذ هذا القرار الخطير في 16 يوليو 72 بطرد الخبراء الأميركان. السادات بدأ بعلاقاته..

جيهان السادات[مقاطعةً]:

الروس.

أحمد منصور]مستأنفاً:[

الروس عفواً، السادات بدأ بعلاقاته مع الأميركان بشكل مبكر جداً من حكمه، وكان هناك اتصالات سرية معهم في محاولة لاستعادة العلاقات مع الأميركان بشكل قوي، كان هناك اتصالات كانت بتتم ما بين المشير –كان- أحمد إسماعيل علي كان فريق وكان رئيس للمخابرات في ذلك الوقت وما بين مندوب المخابرات الأميركية في السفارة الأميركية هنا، وكان اسمه (يوجن ترون)، ده بدأت في بداية العام 71، أيضاً بدأ الاتصالات حضور مندوب الرئيس الأميركي إلى جنازة عبد الناصر كان بداية أيضاً لبداية ترتيب علاقات واتصالات ما بين السادات وما بين الأميركان اللي هو الوزير (ريتشارد دسون). حرص أيضاً الرئيس السادات على إنه يلقي خطاب في 4 فبراير 71 أثار هزة كبيرة جداً، وفاجأ –حتى المقربين منه- بالأشياء التي أعلنها هذا الخطاب، وهو أن –وكان الخطاب أمام مجلس الشعب- قال: إذا انسحبت إسرائيل من ضفة القناة إلى المضايق فإننا على استعداد لفتح قناة السويس.

جيهان السادات:

قناة السويس.

أحمد منصور:

هناك ميل مبكر من السادات لترتيب تسوية مع إسرائيل، لترتيب علاقات مع الأميركان، يقال هنا أيضاً إن علاقة السادات كانت متوطدة جداً بشكل أساسي مع رئيس المخابرات السعودية في ذلك الوقت الذي أشرنا له من قبل، وكان يقوم باتصال دائم معه، وكان يتردد على مصر بشكل أساسي..

جيهان السادات]مقاطعةً:[

آه هأقول لحضرتك.

أحمد منصور]مستأنفاً:[

وبدأ يكون عندكم هنا في البيت جهاز اتصال مباشر يربط السادات بالملك فيصل، وعلاقة المخابرات الأميركية أو الولايات المتحدة بالسعودية كانت أقوى في ذلك الوقت من علاقتها بمصر، ولعبوا دور في هذه الترتيبات. هذا مجمل سريع، وأترك لحضرتك التعليق التام عليه.

جيهان السادات:

حضرتك بتديني 300 سؤال في دقيقة واحدة، أولاً كل ده..

أحمد منصور:

هو سؤال واحد لكن دي أدلة عليه..

جيهان السادات:

كل هذا خطأ، أولاً وجود (ريشارد سون) في جنازة عبد الناصر ده لابد يجي مندوب يمثل الولايات المتحدة، هذا ليس معناه إن فيه صلة بينه وبين أنور السادات. أحمد إسماعيل ماكنش على اتصال برئيس المخابرات الأميركية، الرجل وطني وطني وطني لأقصى حد، تشهد..

أحمد منصور]مقاطعاً:[

ده بترتيب من السادات.

جيهان السادات:

لا.. أبداً لم يحدث.

أحمد منصور:

وهو كان رئيس المخابرات المصرية.

جيهان السادات:

معلش هو كان رئيس المخابرات..

أحمد منصور:

وأجهزة تتصل بعضها بشكل رسمي.

جيهان السادات:

معلش، أنور السادات لم يتصل.. هأقول لحضرتك هذا خطأ، ليه؟ لأن أنور السادات ما اتصلش أبداً إلا بعد 73 ما انتهت.. بالأميركان، وأنا سألته نفس السؤال، أنا سألته لما طرد الخبرا الروس الشعب كان فرحان دا أنا فاكره خارجه من.. كنا في المعمورة وخارجة والناس عاملة مظاهرات قلت له: ده في مظاهرات في الشارع فرحانة بطرد الروس.

أنا بقى زوجته بأقول له: طيب فتحت سكة مع الأميركان؟ بتطرد الروس وأنت مش فاتح مع الأميركان طب ده حتى كانت فرصة..

أحمد منصور]مقاطعاً:[

ما هو كان فاتح سكة سرية، وكان كمال أدهم بيلعب دور رئيسي فيها.

جيهان السادات:

لا.. يا أفندم.. لا يافندم، لأ.. هذا خطأ وخطأ جسيم في حق أنور السادات.

أحمد منصور:

الأحداث والمقابلات كلها في تلك المرحلة.

جيهان السادات:

أولاً.. كمال أدهم.

أحمد منصور:

المبادرة التي أعلنها في 4 فبراير.

جيهان السادات:

كمال أدهم صلته بأنور السادات صلة ليست بالوطادة اللي حضرتك بتقول عليها، ليست وطيدة بهذه الدرجة، ده كان مندوب بيجي من الملك فيصل، ما كانش عندنا جهاز هنا في البيت يتصل بالملك فيصل Direct زي ما حضرتك بتقول، هذا خطأ.

أحمد منصور:

هيكل أشار إلى ذلك في كتابه أيضاً، وأكد إن طُلب منه أن يكون هذا الجهاز في بيته هو، ولكنه رفض.

جيهان السادات:

ممكن يكون في بيت هيكل، ما كنش في بيتنا إحنا..

أحمد منصور:

لأ هو رفض هيكل، رفض هيكل وقال إن رئيس المخابرات أبلغه إن فيه إشارة بتطلع وعرف إن هذا كان بيتم من الرئيس السادات.

جيهان السادات:

لا لأ هذا خطأ –أيضاً- من هيكل، لأن أنا هنا صاحبة البيت وما عندناش جهاز، أنور السادات كان بيتصل بالملك فيصل بالتليفون اللي موجود الـ B.B.X اللي جانب السرير، وليس يعني مش كل واحد يدعي حاجة نصدقها، الحاجة التانية..

أحمد منصور]مقاطعاً:[

ما المانع؟ ما المانع إذا مصلحة مصر تقتضي علاقة مع الأميركان..؟

جيهان السادات:

ما هو أنا بأقول لك، أنا في البيت لما تقول لي جهاز في البيت أقول لك: لأ، هذا غير صحيح وإدعاء، طب هو مش هيكل ادعى إن..

أحمد منصور:

ده بيت رئيس الجمهورية يا فندم، مش بيت جيهان السادات الشخصي.

جيهان السادات:

يا أفندم ما أنا زوجة رئيس الجمهورية، مانيش واحدة هنا مراقبة من بعيد، ده أنا في البيت.

أحمد منصور:

كل صغيرة وكبيرة في البيت؟

جيهان السادات:

نعم؟!

أحمد منصور:

كل صغيرة وكبيرة في البيت؟

جيهان السادات:

طبعاً طبعاً دي مملكتي.

أحمد منصور:

ما المانع أن يكون هناك جهاز، وهناك اتصالات للرئيس بدول أخرى؟

جيهان السادات:

ولا مانع، لكن لم يكن هناك جهاز، يعني لو كان فيه جهاز كنت أقول لك: أيوه فيه جهاز للاتصال بينه وبين..، لكن لم يحدث هذا ما هو مش كل حد يدعي حاجة، هو يعني لما هيكل ادعى إنه أنا دخلت.. كنت في الطيارة مع أنور السادات لم اتضرب وجيت هنا، وسبته في المطار ودخلت هنا، هل هذا حقيقي؟ وهل هذا يعقل؟ إن أسيب جوزي ينزف وأنزل هنا أتكلم في تليفونات؟! تلفونين لأميركا!! وشافهم منين؟ وسمعهم منين؟ يعني كلام غير عادي أو غير مقبول إن الإنسان يصدقه. صدقني يعني أنا بأقول لك الحقيقة، لم يكن هنا جهاز، وكان اتصاله بالملك فيصل اتصال مباشر، ونادر لما كان يجي..

أحمد منصور:

كمال أدهم.

جيهان السادات:

كمال أدهم برسالة، نادر، وكان دايماً بيجي و أشرف مروان موجود ما كان.. دايماً بيكون معاه، فمافيش حاجات من دي أبداً إلا تكهنات من ناس مغرضة، أو لا تحب أنور السادات فعايزة تلزق له حاجة، بصراحة.

أحمد منصور:

مش تلزيق، إحنا هنا بنقول: إن إذا من مصلحة الدولة..

جيهان السادات[مقاطعةً]:

ما أنت بتقول لي فيه جهاز بأقول لك: لأ، ليس هناك جهاز، يبقى ده تلزيق أو لأ؟

أحمد منصور:

إذا من مصلحة الدولة.. إذا من مصلحة الدولة أن يغير الرئيس توجهه من السوفييت إلى الأميركان، ويقوم بهذه الترتيبات.

جيهان السادات:

يعملها وأنور السادات ميزته كان واضح ما بيخبيش حاجة.

أحمد منصور:

ما إحنا بنقول إن هو عملها و إن دي خطوات تمت.

جيهان السادات:

لأ ما عملهاش قبل حرب أكتوبر نهائي، نهائي، الاتصال جه في حرب.. في أثناء الحرب، أول مرة يتفتح عليه حديث من دكتور (كيسنجر) هنا هو أيام الحرب، بعديها، بعد الحرب ما بدأت بشوية، لكن قبل كده أبداً، ولا كان اتصال بأميركا.

أحمد منصور: ألم يكن طرد السوفييت في 16 يوليو 72 غزل أيضاً للسوفييت توقع منه السادات أن يكون هناك.. للأميركان..

جيهان السادات[مقاطعةً]:

طب ما استفدش منه ليه؟!

أحمد منصور:

عفواً.. للأميركان.. الأميركان ماردوش لأن هو لم يرتب معهم هذا الأمر.

جيهان السادات:

عارف.. لا لا لا لا، كانوا يتمنوا.

أحمد منصور:

ودائماً يقال أن الرئيس السادات كان يفعل الشيء ولا يرتب المقابل، كان ينتظر أن.. حتى في المفاوضات كما سنأتي ليها فيما بعد.

جيهان السادات:

مارتبش، ماهو ده دليل إنه مارتبش معاهم إن أنا زوجته بأقول له: طب ماعملتش معاهم ليه اتصال حتى يعني ما استفدتش ليه بخروج..

أحمد منصور:

يعني فعلاً قلتِ له هذا؟

جيهان السادات:

أيوه.

أحمد منصور:

وكنت تتوقعي إنه بيفعل هذا..؟

جيهان السادات:

أنا قلت له: ليه ما استفتدتش بخروج الخبرا إنك تعمل علاقة طيبة بأميركا مثلاً أو تستفيد من الأميركان بدي، حاجة مقابل حاجة لصالح البلد؟

قال لي: مش أنا يا جيهان أنت مراتي –والله والله بأقول لك باللفظ- قال لي: أنت مراتي وأقرب الناس ليه، لسه مش فهماني لغاية دلوقتي معقولة؟!

أنا ما بخرجش الروس عشان أبسط الأميركان، أنا بأعمل الصح لبلدي، وبس، بعديها لما قامت الحرب بفترة، ولما (كيسنجر) تدخل وابتدوا يتصلوا به ابتدا يتصل بالأميركان، وقبل هذا لم يحدث أي اتصال لا من خلال مخابرات ولا من خلال شيء آخر نهائي، وكل هذا ادعاء على أنور السادات، صدقني أنا بأقول لك اللي قدامي.

أحمد منصور:

أنا بأنقل لك الوقائع..

جيهان السادات[مقاطعةً]:

ولو كان فيه حاجة كنت أقول لك أيوه لصالح بلدي مثلاً.

أحمد منصور:

أنا أنقل لك الوقائع والأحداث، وأترك لك الفرصة تامة..

جيهان السادات:

صح.. مظبوط.

أحمد منصور:

لكي تبدي رأيك باعتبارك أكثر الناس صلة..

جيهان السادات:

شايفة وعارفة.. مظبوط.

أحمد منصور:

وثقة السادات، لكن أيضاً ليس بالضرورة أن تعرفِ كل صغيرة وكبيرة في حياته.

جيهان السادات:

صحيح لكن فيه حاجات يعني لما تقول لي جهاز في البيت يعني ما هو مش invisible.. يعني جهاز بقى ما بيبانش.. ما بيتشافش..، لأ كنت هأشوفه، وده في أودة النوم عندنا مثلاً، يعني..

أحمد منصور:

يعني من المفروض أن هناك كثير من الرؤساء بينهم خط ساخن، ما المانع أن يكون هناك خط ساخن؟

جيهان السادات:

ما هو الخط الساخن through.. يعني من خلال حاجة اسمها C.B.. اسمه إيه؟ إيه؟ B.B.X بالظبط تليفون B.B.X كان جانب السرير، ده الخط الساخن اللي بينه وبين رؤساء العالم كله، لما يرفعه يقدر يتصل بأي رئيس، هو ده بس الوحيد اللي كان عندنا.

أحمد منصور:

في الفترة هذه، فترة 72 لم يحدث أن توترت العلاقة بين السادات وتصلحت بينه وبين أي رئيس، زي العلاقة بينه وبين القذافي، كان دايماً في شد وجذب عجيب جداً.

جيهان السادات:

صحيح.

أحمد منصور:

وتركت أثر عجيب في هذا الأمر، وأنتِ كنتِ متابعة لهذا الأمر، وألمحتِ له أيضاً في مذكراتك، وكذلك ألمح له السادات، وكلنا –يعني إحنا جيل صغير- لكن كنا نعايش حتى بعض المسلسلات والنكات وهذه الأشياء.

جيهان السادات:

نعم، صحيح صحيح.

أحمد منصور:

هذه العلاقة كيف أنتِ كنتِ تتابعيها مع السادات؟ وكيف تأثيرها على ميزاجياته؟

جيهان السادات:

واللهِ السادات كان يحب القذافي جداً صراحة، ويعني القذافي كان له حاجات يعني غريبة شوية، يعني مثلاً نبص نلاقينا إحنا قاعدين كده، يقولوا لنا: القذافي في طريقه لهنا. وطبعاً ده رئيس دولة، لازم يطلع ومعاه زوجته مثلاً، لازم نطلع إحنا الاتنين نقابله، القذافي جاي لوحده، يطلع له الرئيس السادات يقابله، يعني فيه حاجات مثلاً زي يوم ما حضر مؤتمر المرأة، وقال فيه كلام كده غريب جداً، وحتى النساء كلهم استاؤوا.

أحمد منصور:

زي إيه؟

جيهان السادات:

جه حضر، كان بيحضَّر للوحدة، وقال لي: أنا عايز أحضر مؤتمر نسائي، قلت له: حاضر، وكلمت أمينة المرأة، وقلت لها: يعني الرئيس معمر عايز يحضر مؤتمر، فجه، حضرت له هي مؤتمر، ورحنا حضرنا، وكانت أنا قاعدة،وكان على يميني حرم الرئيس القذافي، وعلى يساري حرم سيد مرعي، وقاعدين والرئيس السادات قاعد والقذافي، وطلب تختة.. سبورة تتحط على.. المنصة، وجابوا له سبورة وحطها وقعد كتب واحد واتين وتلاتة، يعني إزاي المرأة أنتو بتطالبوا بحقوق، وانتو إزاي المرأة لما يبقى عندها العادة الشهرية تشتغل إزاي، وطبعاً هو قال الكلمة دي، وإحنا كلنا يعني حصل لنا هلع!! الحاجة التانية: إزاي تكون حامل وتخش معركة، وتطالب بحقوقها، وتخش انتخابات وهي حامل؟!

تالت حاجة مش عارفة إيه.. حاجات كده غريبة يعني، فحتى قامت أمينة السعيد الله يرحمها، وقالت له: أنا لا بتجيلي عادة أنا ست كبيرة، ولا حامل، ولا بأحمل، لكن بأشارك في بناء بلدي، وأنا ست لي دوري وبألعب دوري.

فالمهم خلص المؤتمر والستات بتغلي وكلنا منهارين، وكنا ساعتها في استراحة القناطر الخيرية.

أحمد منصور:

نعم.

جيهان السادات:

فخرجنا من الـ.. أنا طبعاً طول الوقت أطبطب على مرات القذافي، لأن الستات عمالين.. يعني هيجان في الصالة ضده، وأنا عمالة أطبطب عليها، وأقول لها: مالناش دعوة هم بيتكلموا وهو بيرد عليهم، مالكيش دعوة أنتِ، يعني وهي قاعدة يعني ساكتة لكن.. يعني متضايقة.

أحمد منصور:

وماذا كان رد فعلكم على ما يطرحه الرئيس القذافي من مثل هذه الأفكار التي تعتبر يعني تناقض توجهاتكم أنتم؟

جيهان السادات:

طبعاً، وتناقض دور المرأة يعني بقوا يقولوا: عايز يعمل وحدة معانا إزاي ويمحي دورنا كمرأة من المجتمع خالص، والمرأة مالهاش إلا البيت وتربية الأولاد ولا تخرج عن هذا؟! طبعاً إحنا.. ركبت العربية أنا وأنور، ورحنا على استراحة القناطر، وطول السكة يضحك هو على اللي كتبه على التختة، وأنا أقول له: بتضحك!!

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...