غزو الاجلاف بالسم الزعاف على حضارة السبعتلاف

[mohameddessouki]

فى عصور انحطاط الامم ، تقلد الامم الضعيفة الامم الاقوى ـ سواء كانت القوة مادية كالقوة العسكرية اوالقوة الاقتصادية او القوة الثقافية ـ

ولا شك ان مصر العريقة تعيش عصرا سيئا ان لم يكن الاسواء

فبدات الدول المتقدمة تغزو مصر فكريا وثقافيا سواء كان فى دينها او لغتها او عاداتها او زوقها. وهذا الامر مبرر لانها دول الاقوى والاكثر تقدما والاكثر احتراما لمواطنيها وشعوبها.

الامر غير المبرر ـ بدأ من السبعينيات ـ هو غزو دول الخليج لمصر فكريا، فى كل شىء فى الدين وفى الذوق العام

بداء العمال العئدين من دول الخليج يحملون المسجلات وانتشرت سيارات البيجو سبعة راكب (استيشن ) والمكروباسات وكلها فيها مسجلات تفرض على الشعب ذوقا خاصا غريبا عن مصر

لم تعد تسمع اجمل الاصوات مثل عبد الوهاب، ام كلثوم ، محمد قنديل ، ليلى مراد ، كارم محمود، محمد عبد المطلب ... فيروز..نصرى شمس الدين..سمية القيصر...لطفى بوشناق..وديع الصافى.. فايزة احمد.. الخ

ولكن تسمع طلال المداح ! محمد عبدة ! نبيل شعيل ! عوض الدوخى ( والمهزلة ان هذا المطرب الاخير يغنى لام كلثوم روائعها وهو مغمى عليه من الشرب) ، جورج وسوف ( اترك من له ذوق ان يحكم على صوته واى جمال فيه؟)

لم تعد تسمع قراء القرآن الكريم الذين ذاع صيتهم العالم الاسلامى جواهر مصر الشيخ محمد رفعت ، الشيخ مصطفى اسماعيل ، الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ، الشيخ محمود الحصرى ، على البنا ، المنشاوى... وتسمع بالغصب فى كل محل كشرى او محل عصير او ورشة سمكرة او ميكروباس يقةدة تباع او صاحب سوابق تسمع اصوات جافة لا تحيط باحكام التجويد او الترتيل فارس الازهر لهم وفدا يصححوا لهم القراءة قبل ان يسجلوا فتسمع عن السدسيسى ! العفاص! الشريم !العجمى ... والذين بداء المقرئين الشباب مثل المطربين الشباب يقلدونهم خاصة فى تمثيلية البكاء اثناء التلاوة !!!!

وبعد ان كان علماء الازهر قدوة للمسلمين فى لبسهم او زيهم او هيئتهم وتهذيب لحاهم وبعد ان كان المسلم يلبس الجلباب المصرى المميز واحيانا يضع على راسة طاقية بيضاء كالتى كان يلبسها الشيخ شعراوى ـ رحمه الله ـ بدات ترى المصريين يفهون الدين على انه مظاهر لحية طويله غير مهذبة وجلباب قصير غريب الشكل واحيانا من تحته سروال بل ان بعض النساء بدان يلبسن سراويل طويلة وتظهر من تحت ثيابهم وتكون اكثر لفتا للنظر

ويصع الرجال فوق راسهم غترة فى كل اوقات السنة علما بان الغترة تلبس فى الصيف او يضعون فوق رؤسهم شماغ طول السنة علما بان الشماغ شتوى ويلبسون فى ارجلهم نعال علما بان الحذاء تم اختراعة من زمن طويل !

اما الاقباط فحدث ولا حرج فقد قلدوا كنائس الغرب وفتحوا كنائسهم لاختلاط الاولاد مع البنات ! بعد ان كانت الكنيسة المصرية محافظة وبعد ان كان المذهب الارثوزوكسى هو الاقرب للمسيحية الحقة وبداء الاقباط يسمون (مارك ) بدلا من مرقص و(جون) بدلا من يوسف واصبحنا نرى اسماء ماكانت فى مجتمعاتنا مثل ( مادونا) (مارلين) حتى اانى اخجل ان اسال احد اصدقائى واتحرج ان اقول له :ازاى بنتك مادنا ! او ازاى بنتك مالين !

انها ثقافة المهزوم ..ثقافة المقهور....