سعوديات يقبلن على الزواج من الوافدين خصوصا المصريين

[المدهش]

سعوديات يقبلن على الزواج من الوافدين خصوصا المصريين واللبنانيين

الرياض- حنان الزير

كشف مسؤول في لجنة الموافقة على الزواج بامارة منطقة الرياض أن هناك طلبات متزايدة من سعوديات خصوصا من ذوات المهن الرفيعة كالطبيبات والأكاديميات للزواج من حرفيين وسائقين أجانب يقيمون في السعودية، فيما قال مأذون أنكحة في جدة إن المصريين واللبنانيين والفلسطينين يمثلون النسبة الأكبر كأجانب متزوجين من سعوديات.

وقال احمد الربيعان أحد المشرفين على اللجنة لـ"العربية.نت" إن إمارة الرياض بدأت مؤخرا منح تسهيلات للسعوديات الراغبات في الزواج من أجانب.

وأشار إلى أن هذه التسهيلات تعطي الموافقة لمن يزيد عمرها عن 25 عاما بشرط موافقة ولي أمرها وجهة عملها، وتقديم صورة من هويتها الشخصية، وتأتي معظم الطلبات من طبيبات وأكاديميات.

وبين الربيعان أن اللجنة تمنح تسهيلات أيضا لمن تربطها صلة قربي بمن ترغب في الزواج منه وينتمي لجنسية أخرى، كذلك الحالة الاجتماعية كأن تكون مطلقة.

إجراءات الحصول على الموافقة

وعن الإجراءات اللازمة للحصول على الموافقة قال الربيعان: إنه فور تقديم الطلب، يتم رفعه إلى وزارة الداخلية مرفقا بتقرير من اللجنة، وفي العادة تحصل الفتاة على الموافقة على الزواج من أجنبي خلال شهر من تاريخ تقديم الطلب في حالة انطباق الشروط عليها.

وأوضح أن هناك طلبات عديدة تم رفضها ابتداء من اللجنة بسبب طبيعة مهنة مقدمة الطلب التي تمنع زواجها من أجنبي، مثل الموظفات في وزارة الداخلية أو وزارة الدفاع والطيران أو مستشفيات الحرس الوطني والعسكري .

من جهة أخرى شهدت ساحات القضاء السعودي مؤخرا قضايا من نوع خاص رفعتها سعوديات ضد أزواجهن الأجانب لاثبات نسب أبنائهن، وذلك بعد أن تم الزواج عرفيا دون الحصول على الموافقة من الجهات المسؤولة.

وقال الربيعان إن الجهات المعنية بالبلاد تعكف حاليا على إعداد دراسة عن أولاد السعوديات من أجانب، واللواتي لم يحصلن على موافقة الجهات المعنية، أو اللواتي رفضت الجهات المعنية تصحيح أوضاعهن وتوثيق زواجهن العرفي.

توثيق عقود الزواج العرفية

وتحدث عن كيفية توثيق عقد الزواج العرفي بقوله إنه بعد أن تتقدم الزوجة السعودية بطلب تصحيح وضعها لقسم الشرطة التابعة له، يتم رفعه إلى لجنة الزواج بالإمارة حيث تعد تقريرا ترفعه مرفقا بالطلب إلى وزارة الداخلية للحصول على الموافقه النهائية.

وأشار إلى حالات تم رفضها من قبل اللجنة رغم أن لديهم أولاد من أزواجهم الأجانب مرجعا أسباب الرفض إلى تقدير اللجنة وأيضا بناء على سن الزوجة أو مهنتها.

وعن مصير هذه الزيجات قال: "في حال الرفض يكون الزواج شرعيا ولكنه غير رسمي، أي غير موثق ولا يعتد به أثناء تسجيل الأولاد أو استخراج أوراق ثبوتية لهم".

وأكد الشيخ أحمد المعبي مأذون أنكحة في مدينة جدة ارتفاع نسبة راغبات الزواج من أجنبي خاصة من بين العاملات في المجال الطبي أو الأكاديمي الجامعي، مشيرا إلى أنه يتلقى يوميا عشرة اتصالات من سعوديات يطلبن البحث عن زوج أجنبي مقيم في البلاد.

وأوضح المعبي إلى أنه لا يحق لمأذون الأنكحة عقد زواج سعودية على أجنبي، فذلك من اختصاص محاكم الضمان والأنكحة المنتشرة بالبلاد، مشيرا إلى أن رغبة الفتاة السعودية في الزواج من وافد تقابل في معظم الأحيان باستهجان عائلتها واستغرابهم، إلا أن هناك من أولياء الأمور من يطلب من المأذون عقد زواج ابنتهم من أجنبي قبل البدء في تنفيذ إجرءات الحصول الموافقه من الجهات المختصة، متذرعا بأن ذلك يدفع الحرج الاجتماعي الذي تشعر به العائلة من زيارة الشاب لها بوصفه خاطبا لابنتهم.

سعوديات تزوجن من سائقين

وأضاف أن المأذون الذي يعقد زواج السعودية بدون موافقة الجهات الرسمية يتعرض للسجن لمخالفته الانظمة المعمول بها في البلاد، مؤكدا أن هناك عددا من الطبيبات، وخاصة ممن تأخر سن زواجهن، يلجأن للزواج من وافد أجنبي هربا من العنوسة، وبصرف النظر عن مهنة الزوج، وهناك فعليا سعوديات تزوجن من سائقيهن أو العاملين الأجانب لدى عائلاتهن.

وقلل من خطورة ما يترتب على ذلك من مشاكل اجتماعية نتيجة الزواج من أجنبي، وخاصة بالنسبة للأطفال، أو إمكانية تعرضهن لعمليات احتيال وابتزاز ونصب واستغلال من قبل ضعاف النفوس من أزواجهن الأجانب.

وأشار المعبي إلى رواج وازدهار الطلب على الزواج من الشباب العرب وفي مقدمهم المصريون، موضحا أن معظم السعوديات يطلبن بالزواج من شاب مصري، مرجعا أسباب ذلك إلى قرب البلدين الجغرافي، وتشابه الظروف البيئية، يليه الشاب اللبناني ثم الأردني والفلسطيني.

زواج على مذهب أبي حنيفة

وتحدث المعبي عن قصة حدثت مؤخرا في مدينه جدة بين فتاة سعودية وشاب مصري جاءا إليه ليعقد قرانهما، خاصة بعد رفض طلبهم لدى إمارة المنطقة بسبب رفض وليها لزواجها من أجنبي.

وأضاف: رفضت عقد قرانهما لعدم حصولهما على الموافقة، فاتصلت بي الفتاة من أحد الفنادق بالمدينة تهددني بالزواج من الشاب رغم رفضي عقد القران، وذلك بأن تزوج وتهب نفسها للشاب بدون حضور وليها أو شهود وتحمله – المأذون - مسؤولية ذلك أمام الله .

وقال: فما كان مني إلا أنني ازددت إصرارا على الرفض، ثم عرفت فيما بعد أن الفتاة ذهبت بصحبة الشاب إلى مكة وأعلنا زواجهما أمام مشائخ إحدى حلقات الدرس التي تعقد هناك، بناء على مذهب الإمام أبي حنيفة والذي يجيز ذلك.

واستطرد المعبي أن هذين الشابين لم ييأسا أيضا من الحصول على التوثيق الرسمي لزواجهما، فذهبا إلى مصر، حيث أعلنت الفتاة أمام المحكمة أنها تحتاج إلى نفقة من زوجها، وأن عقد زواجهما قد فقد، وأمام اعتراف الشاب بذلك أصدرت المحكمة حكما بوجوب نفقة الفتاة على الشاب بناء على زواجهما، وتم تصديق الحكم لدى الجهات الرسمية. وأشار إلى قصة زواج أخرى لامرأة سعودية كبيرة في السن من شاب أجنبي يعمل سائقا لديها.

ومن داخل مكتب محام بمدينة الرياض التقت "العربية.نت" بامرأة سعودية تزوجت من وافد مقيم بالبلاد بدون الحصول على موافقة الجهات الرسميه أو موافقة عائلتها.

زيجات عرفية فاشلة

تقول "ايمان" وتحتفظ "العربية.نت" باسمها كاملا، والبالغة من العمر 35 عاما: تزوجت من شاب أجنبي فلسطيني الجنسية مقيم بالبلاد منذ عامين، وتم الزواج العرفي في مكتب محام بدولة عربية مجاورة أثناء إجازتنا الصيفية، بعد أن اعترضت عائلتي على زواجنا.

تضيف: بعد زواجنا بفترة انجبت منه طفلة، ثم ظهر زيف زوجي الذي كان يستغلني كثيرا، ويقيم مشاريع تجارية باسمي لأنني سعودية ويحق لي الحصول على تراخيص لإقامة مشاريع، وأيضا دفعني إلى الاقتراض من البنوك تحت ذريعة أنه يمر بضائقة مالية، وبعد عدة شهور تحملت خلالها جميع صنوف العذاب من عائلتي التي اكتشفت زواجي عرفيا، هرب زوجي ولا أعلم أين ذهب، وما هو مصير طفلتي خاصة انني تزوجته دون موافقة الجهات الرسمية، وبالتالي لم أسجل ابنتي فلجأت لمكتب المحاماه لعلي أجد حلا لها ولي" .