أحمد محمود ميلاد بتاريخ: 5 يونيو 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 5 يونيو 2006 فى منتصف المسافة عبر طريق الإسكندرية الصحراوى تظهر على البعد كتلة هائلة من المبانى التى يحيطها سلك شائك، إنها مبنى السجن الذى يعيش فيه الآن أيمن نور ذلك المحامى والناشط السياسى اللامع الذى كان المنافس الرئيسى للرئيس المصرى حسنى مبارك فى أول انتخابات رئاسية مصرية. ومكافأة على جريمته الكبرى فى الفوز ب 7% من الأصوات يعانى نور حاليا من الإقامة فى زنزانة صغيرة ولديه متسع من الوقت للتوبة عن خطيئته السياسية الكبرى فى محاولة تحدى مبارك وفك قبضته على السلطة. ولكن فى الأسابيع الماضية استمتع نور بالصحبة حيث انضم إليه أكثر من ألف معارض مصرى قامت قوات الأمن المصرى بالقبض عليهم، كل هذه العناصر الإجرامية تم القبض عليها وهى متلبسة بالتظاهر ضد محاكمة اثنين من القضاة امتلكا الشجاعة لكشف التزوير الذى شاب الانتخابات البرلمانية الأخيرة. ومازالت الأخبار السيئة تتوالى من القاهرة منذ بضعة أيام قليلة تم توجيه اتهامات لصحفى معارض بارز وثلاثة من زملائه وتحويلهم للمحاكمة الجنائية بدعوى نشر مواد مجرمة ولكن القضية لها بعد آخر فالصحيفة التى يكتب فيها هذا الصحفى - وائل الإبراشى - هى واحدة من صحف عدة تقوم بشن حملات ضد توريث السلطة، كل هؤلاء لا يقبلون بتولى ابن الرئيس السلطة ويواجهون هذا الأمر بكل قوة. وما حدث فى الأسابيع الماضية سبقته أسابيع أخرى بدأت منذ أن فاز مبارك بفترة رئاسة خامسة، منذ هذا الفوز قام مبارك بصورة منظمة ومنهجية بإحكام الحصار على المعارضة وكبح جماحها، تم مد قوانين الطوارئ أما الانتخابات المحلية التى كان مقررا لها هذا العام فتم تأجيلها والمظاهرات السلمى أصبحت هدفا لأقسى وأعنف مواجهة من قبضايات النظام المتخفين فى زى مدنى، وبالفكاهة المصرية المعروفة قامت المعارضة بوصف قبضايات النظام ب فرق الكاراتيه. ولعلك قد تتصور أن الرجل الذى اكتسح الانتخابات بحوالى 93% الصحيح 88% سوف يكون أكثر من سعيد لتحمل القليل من النقد الموجه له من المعارضة، علاوة على أنه بعد النتيجة المذهلة التى حققها مبارك فى الانتخابات الرئاسية فقد نجح حزب مبارك هو الآخر بالاحتفاظ بحوالى 80% من أصوات مجلس الشعب. وقد يرى المراقب الأجنبى أن انقضاض مبارك على المعارضة غير مبرر وعمل متهور، ولكن مثل هذا المراقب يغيب عنه طبيعة التحدى الذى يواجه نظام يعرف أن أيامه أصبحت معدودة. إن ما نراه اليوم فى مصر يمكن أن تطلق عليه اسم ثورة الصفوة وعناصر هذه الصفوة ليست طلبة وعمالاً بل أغلب عناصر هذه الثورة أشخاص معارضون عبارة عن محامين وقضاة وأطباء وصحفيين ومهندسين وأساتذة جامعة. وينحصر متوسط عمر هؤلاء المهيجين فى أواسط الأربعينات غالبا أو فما فوق، الرجال فيهم أصحاب عائلات أما السيدات فأغلبهن مهنيون صاحبات مراكز اجتماعية مرموقة - وبالمعايير المصرية - ينعمون بحياة مريحة وتبرز أهمية هذه العناصر لو عرفنا أنه فى مصر - بخلاف أغلب بلاد الشرق الأوسط يتطلب الاحتفاظ بالسلطة قبول وتعاون من الصفوة المهنية، من ناحية الأهمية يمثل هذا الشرط والمطلب الجوهرى فى عملية الهيمنة السياسية أولوية تالية فقط لسيطرة النظام على قوات الأمن والحصول على ضمان ولائها. ولكن بعد أن قررت طبقة المهنيين التظاهر من يمكن أن يلوم مبارك على رد فعله المنفعل تجاه تظاهرات هذه الطبقة، فى الأسبوع الماضى مثلا قامت قوات الأمن بعمل مواجهة لعدة آلاف من أعضاء نقابة المهندسين وقامت بمنعهم من إجراء انتخابات مجلس إدارة لهم فى مبنى النقابة، أما أنصار القضاة المستقلين فقد تم ضربهم بعنف وترحيلهم إلى السجون بعد سحلهم على يد عملاء وعناصر أمن الدولة المتخفين، ويمكن القول الآن إأن مبنى كل من نقابة الصحفيين والمحامين قد أصبح معرضا لحالة حصار شامل، كما لا يمكن أن يخفى على أى زائر لأى جامعة كبرى فى القاهرة طوابير سيارات الترحيلات والدوريات الواقفة فى حالة استعداد دائم لتلقى الطلاب المهيجين ومعهم أساتذتهم. إن هذا الوجود والانتشار الأمنى الهائل والمكثف فى الحرم الجامعى فى طول البلاد وعرضها أصبح يقدم دليلا أكيدا على حالة البارانويا والرعب الخفى التى يعيشها النظام الآن. ورغم كل ما سبق فإنه بشكل مجرد جزء من فضيحة نظام مبارك فى مصر. نقلا : من شبكة الميديا لجريدة العربـــــــــي أن غــدا لنــاظــره قــريب http://ahmed-melad.blogspot.com رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
كمبورا 6 بتاريخ: 5 يونيو 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 5 يونيو 2006 عزيزى اذا الشعب يوما اراد الحياه والحمد لله واضح ان احنا اردنا من يهن سهل الهوان عليه ..... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان