صراع مع افكاري - حديث نفس

[girl from alex]

أغلقت باب مكتبي ، وجلست وأمامي أقلامي وأوراقي ، ألقيت بيدي وسط أقلامي فجذبت أحدهم فكأنه بينه وبين يدي جاذبية تشده لأناملي واعتدل في جزء من الثانية وذهبت يداي إلى أولى إلى أولى صفحات أوراقي وكأن بها عقل منفصل عن عقلي فلم أشعر بهذا التصرف اللاإرادي وعندها أحسست بأن يداي وقلمي وصفحات أوراقي قد اتحدا سوياً لمحاصرة ذهني ليسطروا أفكاري  ، تعجبت لذلك كثيرا فأنا ذاتي مشتتة الأفكار ، وكأنها بداخلي مجموعة من الأوراق المبعثرة قد ألقيت في يوم عاصف وسط طريق فارغ فتطايرت الأوراق وتسابقت كل واحدة منهن الأخرى لتحلق في عنان السماء في انسيابية غير محسوبة أو مرتب لها مسبقا فكيف ليداي وقلمي وأوراقي يستطيعون أن ينظمون هذه الأوراق – الأفكار الجانحة – ولكن لا يوجد ضرر من المحاولة ، فربما استطاعت يداي أو قلمي أو أوراقي القيام بما لم يستطيعه عقلي ، ولكن أفكاري تدخلت في الوقت المناسب وألقت بأسهم شرودها وجنوحها وأعلنت حرب بداخل عقلي وكأني صرت مستعمرة لتلك الأفكار المحتلة وأخذت في مقاومة من يحاولون هزيمتها وللأسف فقد ربحت حربها هذه من أول معركة فوجدتني أدير وجهي عن صفحة أوراقي وأصابت يداي بعض الوهن وتركت قلمي وكأن الجاذبية التي كانت بينهما قد نفذت .

أه .. وألف أه منك أيتها الأفكار ، إلى متى ستظلين أنت المنتصر في كل معركة ، فقد صرت أنا ذاتي أخشاكي ، وأخشى الخوض معك في صراع أبحث فيه عن الهداية ، ولكني أجدني أخرج من تلك المعركة فارغة الوفاض ، إلا بمزيد من الأفكار الجانحة التي تتثاقل على عقلي وتتكالب على قلبي حتى يعتصره فيحمل إلى روحي طعم الألم والحزن والشجون ، حقا قد نجحت في أن تثنيني عن ترتيبك وتنظيمك ولكن لم ولن تجعليني أشرد كثيرا عن قلمي وأوراقي .

لا مفر من المواجهة ، فأنا الآن أشن عليك الحرب ولنرى من منا يستطيع أن يصمد في هذا النزال الذي لن ينتهي سوى بنتيجتين لا ثالث لهما إما موتك أو مغادرتك لعقلي المرهق منك ومن تطفلك عليه ، وإما موتي وفناءي إن ظللتي على احتلالك هذا والآن فلنرى هل من مبارز ؟ ويا لعجبي ظننت قد مسني الجنون لأني وجدت أفكاري تداعى أمامي في صورة لي أضعها دائما فوق مكتبي ، وأكاد أجزم بأنها تخاطبني وهي تضحك ساخرة قائلة لي: ماذا تريدين يا فتاتي ؟ وللحظة أخذني الذهول والدهشة ولكن وجدتني أجيبها : ماذا تريدين من هذا الاحتلال ؟ ماذا تجنين من هذا الاستعمار ؟ أريد أن أسبر أغوارك فأنت وللأسف جزء مني وأنا الكل فكيف لجزء أن يصمد أمام الكل في عنفوان وتحدي داخل حرب طاحنة ، ولكني وجدتها تضحك في مزيد من السخرية مما جعلني استشاط غضباً ووجدتها تقول لي: ماذا بك أنت أيتها العاشقة ؟ ألا تعلمين حقاً ماذا أريد منك ؟ أم أنت تدعين الغباء حتى يكون هذا درب هربك مني فأنا يا عزيزتي سأظل بداخلك معذبة أنت بي ، وبوجودي حقاً وهذا لمن دواعي سروري فلن أجعلك تهنئي بلحظات حبك ولا بمن تدعين أنه عاشقك ومعشوقك ، فيزداد تيهك وتظلين تتضاربين في خطواتك ، وكل تصرفاتك ، ولكن لا تبتأسي هكذا فأنا كما قلت أنا جزء منك فسيأتي اليوم الذي تنتصرين أنت ، ولكني حتى هذا اليوم سأحاول بكل طاقتي أن أحول بينك وبينه .

رغماً عني دمعت عيني من شدة غضبي وسخطي على تلك الأفكار اللعينة ولكن مهلا إن كل هدفها هو قهر حبي وتفكيري في حبيبي فهل هذا هدفها حقا فسألتها محتدة : أتغاري عليّ أيتها الأفكار اللعينة ؟ أتستكثرين على قلبي الواهن أن يجد من يعشقه بعد أمد من الجمود والفراغ ؟ ، فلتقولي لي هل تغارين علي منه حقاً ؟ أم تلوميني على عشقي له أصلاً ؟ وكأني قد أصبت كبد الحقيقة  فقد أجابتني وأنا اشتم رائحة الغضب من وسط كلماتها وقالت لي : حمقاء أنت ، بل لهاء أنت أغار عليك ممن منه هو فمن يكون هو مني أنا ؟ أنا أفكارك وجزء من ذاتك ومهما جنحت ومهما شردت ومهما خالفت ظنك بي ، فأنا منك حتى لو كرهتيني ذات يوم حتى لو لعنتيني كل يوم ، ولكن أنا حقا ألومك كما تقولين ، إن كان لي حق اللوم فأنا وأنت نعرف جيداً بأنه ليس الفارس المنتظر ، ليس القلب الذي تبحثين بداخله عن سكن ، ليس الحب الذي تتعطشين له .

ولوهلة شعرت بأن افكاري تتحدث برغم حدتها وثورة غضبها شعرت منها بشيء من الرفق واللين وتعجبت أكثر فكأني اشعر منها بالعطف والشفقة على قلبي من عذابات الحب ، فانفلتت من بين شفتاي شبح ابتسامة وقلت لها : ولكنك لا تسطيعني أن تحكمي عليّ وعليه بهذا الشكل الجاحد فأنت دائماً عدوك اللدود هو الحب ، لأنه يلغي وجودك ليحتل الحبيب مكانك فتشعرين بأنك لا مكان لك بداخلي ، فماذا تعلمين أنت عن الحب إنه ليس بأيدينا فنحن السحاب في سماؤه تسيرها رياح الهوى وهو دائماً لقلوبنا الظمآنة الواحة التي نسكن إليها بعد سيرنا في صحراء الحياة المقفرة فدعيني بالله عليك وشأني فأنت لن تعرفي أبداً ما هو الحب ، إنه الذي يجعل الحبيب نور الحياة وشمس العمر ونبض القلب ، وكل الدنيا فبكل الألم الذي تخشين عليّ منه وبرغم كل الندم الذي تفزعين لمجيئه فأنا أعلنها لك الآن بأنه حبيبي وسيظل حبيبي حتى لو تضاعفت أنت وصرت ألف ألف فكرة جانحة ، فلم أعد أهابك ولا اهتم بشأنك هذا لأني أرحب الآن باحتلال جديد احتلال قلب لقلب فما أجمله من احتلال ، وما أروعه من استعمار ، حتى وإن وصل لدرجة الاستعباد فما أسعدني من أسيرة ، وما أشرفه من مستعمر ، ووجدت أفكاري قد ملت حواري ، وأدارت وجهها عني وهي تهمهم ببعض الكلمات الساخطة غير المفهومة وذلك بسبب فشلها معي في تلك المعركة الحوارية فبدرت مني ابتسامة ظفر لأول مرة ووجدت يداي مرة أخرى تنجذب إلى أقلامي وأوراقي وبدأت تسطر رسالة حب إلى أروع من أحب .

[daktara]

الحقيقه فيلسوفه و تستعرضين تمكنك بسى دبستى نفسك فى آخر كلامك حيث امسكت بقلمك الرشيق وانت جالسه على مكتبك الانيق لتسطرين رساله حب الى اروع من تحبين       نريد ان نقرءها

[girl from alex]

Daktara

بس كدا يا سيدي اوعدك عند اول فرصة افتح صندوق الجوابات واخليكم تقروا رسالتي تلك ، سعيدة ان الموضوع عجبك

[حسن ابراهيم حسن]

بيتا الشعر اللذان تختمان بهما كتاباتك رائعان

فقط ولضرورة الوزن و الى حدما القواعد النحوية أرجو أن تكتبى فى صدر و عجز البيت الثانىلفظي (لقاءك) الى لقاك فقط و على مسئوليتى الشخصية

مع خالص التحية

[daktara]

الاخ حسن الشاعر

سبقتك فى الاقتراح و الاخت السكندريه مصره على موقفها من البيتين

[girl from alex]

يا شباب انا مش فاهمة انتم ليه كلكم مركزين على بيتين الشعر الموجودين بالتوقيع ، هذا بيعطيني احساس ان الموضوع ما بيتقرا واغلبكم تلاحظون النهايا كأنكم تتصفحون جريدة

[حسن ابراهيم حسن]

نشكرك على إضفاء لقب شباب على مثلى وأحب أن أهمس فى أذنك بأن الرجوع عن الخطأ فضيلة و قد سبق لى أن حدثتك بأن معنى البيتين جميل و أصر على أن الوزن مختل فاسمعى النصيحة و لا كبير فى العلم و لا مجاملة  و اقتراحى لك قصدٌ نحو الأفضل فلا تعاندى حتى لا أضطر مكرهاً لإخضاع بيتيك إلى الميزان الشعرى و لك تحياتى على حماسك

ولكن للحماس حدود و أصول

و أتمنى الاستجابة فلا نريد إلا الإصلاح , لا إفسادَ الذوق الأدبى

[girl from alex]

استاذHASSAN

لا أحد يعاند ولا يكابر يا استاذ حسان ولكن يمكن يكون عندك حق ، ولكن انا سبق ونوهت اني مش صاحبة هذه الابيات فكيف انت تطلب مني اني اغير في شي ليس من كتباتي ، ولا الموضوع يتعلق بالعناد ولا المكابرة ولا الحماس ، فرحم الله امرء عرف قدر نفسه وانا اعلم جيدا ان هناك بهذا المنتدى من هم اكثر مني علما في هذا المجال ، ولكن من أهم اصول المنتديات يا عزيزي ألا أدعي أو أنسب كتابات غيري لي وأنا لم ادعي ان هذه الابيات تخصني ولذلك فانا اكتبها كما هي دون تغيير حتى لو استشعرت انا ذاتي هذا الاختلال

فربما حماستي الوحيدة في أني أرغب في الاهتمام بابداء ارائكم في موضوعي وليس في توقيعي ، لأن موضعاتي هي من كتاباتي أنا ولذلك ارغب في الاستفادة بنصائح من هم اكثر مني علما وخبرة في مجال الادب .

وعموما اشكرك على النصيحة ، وارجو أن تكون تفهمت سر موقفي

الذي تظنه عناد مني