اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

قمة الإنحطاط في النفاق والتبرير


KANE

Recommended Posts

لماذا وافق مبارك على لقاء أولمرت

بعد استشهاد الجنديين المصريين؟

بقلم : عبد الله كمال

p1.jpg

لقد أصبح هذا النوع من الزيارات تقليديا وثابتا، منذ تم توقيع اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، وصار معروفا أن أى رئيس وزراء إسرائيلى جديد، وبعد أن يتولى مهامه، فإنه يتوجه إلى واشنطن.. متواصلا مع القوة العالمية الأكبر.. الداعية لإسرائيل ثم، وفى طريق عودته، أو بعد ذلك بوقت وجيز، فإنه يزور القوة الإقليمية الأهم، المرتبط معها باتفاق سلام.. وهى مصر.

لا يقف الأمر عند حدود التقليد، ففى هذه المرة بالتحديد، ومع تصاعد تفجر الأوضاع فى الأراضى المحتلة، وبسبب خطة «أولمرت» الراغب فى تنفيذ انسحاب نهائى من أراضى الضفة من جانب واحد، وبسبب المتغيرات السياسية والإنسانية فى الساحة الفلسطينية.. أصبحت لهذا اللقاء ضرورات إضافية وحيوية.

* مـــاذا حــــدث؟

قبيل وصول أولمرت بأيام، وتحديدا فى يوم 2 يونيو، كان أن وقع حادث استشهاد اثنين من أمناء الشرطة المصريين «أيمن السيد ـ ومحمد بدوى»، اللذين عبرا الحدود بطريق الخطأ.. وتصورا أن هناك متسللين فى الجانب الآخر.. وجرى إطلاق نار أدى إلى مقتلهما. لاشك أن هذا الحادث ألقى بظلاله على اللقاء الذى كان مقررا انعقاده بين «مبارك» و«أولمرت» بعد يومين من هذا التوقيت، لاشك كذلك أن مبارك ناقش فريقه السياسى فيما إذا كان ينبغى أن يتم اللقاء أم أنه يمكن أن يؤجل.. وهو سؤال طرح للنقاش بصراحة ووضوح بالغين قبل أن تكتب أى صحيفة.. تطالب بإلغاء اللقاء.. بل، وتجاوز هذا إلى حد طلب الثأر لدماء الشهيدين.. كما جاء فى بعض الكتابات المتعجلة. لقد تم اتخاذ القرار «أى إتمام اللقاء» فى ضوء مسألتين:

1- المعلومات المتوافرة بشأن ما جرى على الحدود، وطبيعته، وما إذا كان متعمدا ومقصودا من جانب مطلقى النار الإسرائيليين، ومن الذى عليه أن يتحمل المسئولية.

2- المصالح غير العاطفية، الوطنية والإقليمية، المتعلقة بمجريات اللقاء المقرر مع إيهود أولمرت، فى ضوء الأوضاع متتالية التدهور فى المناطق الفلسطينية.. وفى ضوء توجهات أولمرت التى انتخب على أساسها، وفى ضوء نتائج لقاءاته فى واشنطن.

غنى عن القول أن الدولة المصرية لديها آليات خاصة تمكنها من أن تدرك وتعرف طبيعة ما جرى على حدودها، وهو ما انكشف بوضوح فيما بعد حين أدلى اللواء ممدوح شاهين رئيس الشئون الدستورية والقانونية فى وزارة الدفاع ببيانه أمام لجنة الدفاع والأمن القومى فى مجلس الشعب.. ردا على عشرات من طلبات الإحاطة التى تقدم بها نواب الشعب الثائرين.. والذين ينبغى تفهم عواطفهم.. دون أن يعنى ذلك التوافق معها. الصورة الأولية عن الواقعة كانت تشكل عناصرها إجابات أسئلة مختلفة.. هى:

1- أين وقع الحادث جغرافيا، هل لدى الجانب المصرى من الحدود، أم على الجانب الآخر.. فى اتجاه إسرائيل؟

2- توقيته ومبرره، فى ضوء أقوال الشهود المصريين الثقات؟

3- من الذى بادر بإطلاق النار ولماذا؟

4- تحليلات الطب الشرعى، التى تثبت توقيتات إطلاق النار، وطبيعة ما جرى؟

5- التفسير الذى سيقدمه الجانب الآخر لما حدث.. لاسيما أن تلك لم تكن المرة الأولى؟

فى كل الأحوال، فإن مثل هذه الحوادث متوقعة، ويمكن فهمها، فى ضوء التوتر الذى يعانى منه حراس الحدود بين دول تفرض كل منها قيودا مشددة على الخط الفاصل فيما بينها.. لاسيما أن هناك تجارب تهريب وتسللا ومسائل أمنية متنوعة.. تلقى بعبئها فوق كاهل أفراد الأمن المطلوب منهم الانتباه إلى أقصى حد.. خاصة فى ساعة مثل تلك التى وقع فيها الحادث قبيل بزوغ الفجر.. وتحديدا فى الرابعة والنصف بعد منتصف الليل. وإذا كان تحليل الطب الشرعى لم يعلن بعد، فإن أقوال الشهود من جانبنا، أتاحت لمعاينة النيابة العسكرية المصرية أن تضع تصورا كروكيا للحادث، أظهر أن أحد الشهيدين المصريين قد سقط على بعد 30 خطوة من الحدود المصرية فى الاتجاه الآخر.. فى حين سقط زميله على بعد 18 خطوة.. وبعد أن عبر كلاهما إلى هناك من فتحة فى سلك الحدود.. وقد تبين من أقوال زملائهما - إذ لم يكونا وحدهما - أنهما عبرا إلى الجانب الآخر ظنا منهما أن الأشباح التى يرونها هناك هى لمتسللين.. فى حين رأى من كانوا معهما أنهم حرس حدود إسرائيليون.. ونصحوهما بذلك.. وقالوا لهما إن العبور إلى الناحية الأخرى غير ضرورى.. ولعل الكثيرين لاحظوا أن الجهات المصرية تريثت قبل إصدار أية بيانات من أى نوع. من الناحية النظرية، فإن الحادث يكشف إيجابيا أن هناك حرصا مصريا شديدا على ضمان تأمين الحدود.. وأن هذا التوجه الثابت لدى السياسة المصرية بلغ مداه فى تلقين جنود الحدود مهامهم.. حتى أنهما- الشهيدان - ظنا أن المتحركين على الجانب الآخر هم متسللون ينبغى إيقافهم.. ولو بإطلاق النار. فى هذا السياق، وفيما بعد ذلك بأسبوع، وتحديدا فجر الخميس أول من أمس، وللتذكير ذى الدلالة، قامت قوات الحدود المصرية بإطلاق النار على «بدوى» عائد من تسلل إلى الجانب الآخر، رفض أن يرضخ لأوامرها بالوقوف.. ومن عجب أنه لم يكن يحمل أية أوراق.. وكانت جثته صماء بدون أى معلومة أو وثيقة.. ثم تبين فيما بعد أنه بدوى مصرى عمره 30 عاما.

* قــرار واقــعى

لقد كان من الممكن أن يتخذ الرئيس مبارك قرارا بتأجيل زيارة أولمرت دون إبداء الأسباب، وكان يمكنه أن يتحدث عن تكرار مثل هذه الحوادث ولو على فترات متباعدة، وأن يتجاهل واقعة تاريخية معروفة.. حدثت حين قتل الجندى الأشهر سليمان خاطر ثمانية إسرائيليين على حدود سيناء الجنوبية ـ فى أرضنا ـ رغم أنهم كانوا سائحين لامتسللين.. ولاشك أن قرارا عاطفيا من هذا النوع كان يمكن أن يحظى بمردود كبير فيما بين الرأى العام المصرى.. وأيضا الرأى العام العربى.. ولا سيما لو استجاب الرئيس لمناشدات طلبت طرد السفير الإسرائيلى فى مصر.. ومثل ذلك. لكن الرئيس اختار القرار العملى والواقعى، الذى يحقق مصالح مصر العليا، فى ضوء أن أمن مصر القومى وثيق الصلة بما يحدث فى فلسطين.. وأيضا - وهذا جانب مهم للغاية - لكى يتأكد من توافر ضمانات أساسية تمنع تكرار مثل تلك الأحداث.. فى المستقبل.. وخاصة أننا لسنا فى حرب مع إسرائيل.. ولا يمكن لحادثة حدود - مع كل تألمنا لسقوط الشهيدين - أن تؤدى لتغير نوعى فى طبيعة العلاقات مع دولة وقعت مصر معها اتفاق سلام. أصحاب الخبرة والمعرفة يدركون أن ما يقوله أى زعيمين فى الكلمة الاستهلالية، التى يبدآن بها المؤتمر الصحفى عقب أية مفاوضات، تعبر حقا عن مجريات اللقاء، وما نوقش فيه، وعن المسائل التى تم طرحها.. ولاشك أن الكثيرين لاحظوا أن أولمرت فى أعقاب ساعة ونصف الساعة من التحاور مع مبارك قد بادر «بداية» إلى أن يعرب عن أسفه للحادث، وقال: لقد بادرنا إلى إقامة لجنة مشتركة للتحقيق فى هذا الحادث، وسوف ندرس نتائجها، كما وجهنا أجهزة الأمن والمخابرات لدينا للتعاون فى هذه المسألة والعمل بكل ما فى وسعهم وبذل كل جهد لكى لا تتكرر مثل هذه الأحداث فى المستقبل.

ولم يقتصر الأمر على هذا، بل إن أولمرت كرر فى إجابته عن أسئلة الصحفيين، فى سؤال وجه أصلا إلى الرئيس مبارك، قوله: «لقد أعربت عن أسفى لهذا الحادث، وأملى أن تتمكن اللجنة المشكلة من أن تكشف جوانبه، وإلى جانب ذلك سوف تضع الأسس من أجل منع تكرار مثل هذه الحوادث.. لأننا سويا.. مصر وإسرائيل.. نتطلع إلى أن نرى حدودا آمنة وهادئة بين البلدين». وقال مبارك: «هذا الموضوع أنا فتحته مع رئيس الوزراء «أولمرت»، وقال إنهم آسفون جدا، واتفقنا على أنهم بدأوا فى تشكيل لجنة مشتركة للتحقيق على أن تتخذ جميع الإجراءات الممكنة حتى لا يتكرر مثل هذا الموضوع».

العالمون بجوانب الأمور من الناحية القانونية، يدركون فى ضوء كل المعلومات، أن قبول إسرائيل تشكيل لجنة مشتركة للتحقيق فى الموضوع يعبر عن توجه واضح، والأهم أن هذه اللجنة التى بدأت العمل بالفعل.. وتضم عناصر عسكرية ومخابراتية.. من حقها أن تتابع إجراءات التحقيق أولا بأول.. وساعة بساعة.. وخطوة خطوة.. حرصا على الشفافية. ليس صادما - وإنما كشف للحقيقة - أن نقول إنه كان بإمكان إسرائيل أن تقول إن الحادث وقع فى جانبها.. وأنها سوف تحقق وتبلغنا بنتائج التحقيق. فيما بعد، وأمام ممثلى الهيئة البرلمانية لنواب خمس محافظات، من أعضاء الحزب الوطنى، قال مبارك ردا على سؤال أحد نواب شمال سيناء: إن مصر لا يمكن أن توافق مطلقا على إهدار حق من حقوق أبنائها.. مؤكدا أن مقتل الشرطيين لن يمر دون معرفة الحقيقة كاملة ومحاسبة المخطئ. ولا شك أنه من الواجب مطالبة نوابنا ألا يزايدوا على إدارة الدولة الوطنية فى مثل هذه المسائل.. خاصة فيما يتعلق بإقرار مبدأ التعويض عن مثل هذه الحوادث.. ولمن لا يعرف فإن التعويض يحسب على أساس متوسط داخل الفرد مضروبا فى عدد سنوات عمره المتوقعة.. وبالحسابات الاقتصادية.. وإذا ما تكرر مثل هذا الحادث هنا وهناك.. فإننا قد تكون غير رابحين.

* اعتذار من هنا

المحصلة فى هذا السياق تمثل إنجازا إيجابيا، تحقق من خلال لقاء مبارك - أولمرت، لا أظن أنه كان يمكن أن يتم لو تم تأجيله. ولعل أهم نقطة من الناحية غير القانونية هى أن يعلن أولمرت من أرض مصر أسفه، وحرصه على عدم تكرار هذا الحادث، ومن خلال جهد مشترك، وليس مجرد وعد. لكن الجانب الآخر فى أجندة اللقاء، والدافع الأساسى لإتمامه، ذلك الذى يتعلق بالمصالح العليا والأوسع، لم يكن يتم على خلفية تبدو يسيرة. فعلى الرغم من أن فلسطين هى القضية الأم، والملف الأهم، فى الشرق الأوسط.. فإن الجميع ينتبه إلى أن العناصر الدولية الفاعلة وعلى رأسها الولايات المتحدة.. تولى اهتماما أكبر وأولوية واضحة لملفات أخرى.. مثل ملف إيران النووى، وملف العراق، والتى من المؤسف أن يأتى بعدها ملف فلسطين.. فضلا عن ضغوط متوالية لملفات أخرى تتصاعد.. ومنها دار فور، والصومال، وأفغانستان. وليس من الصالح بالطبع أن يتراجع الاهتمام بالشأن الفلسطينى.. مع تصاعد الوضع المتفجر.. بسبب توقف عملية السلام.. والكارثة الإنسانية التى تفرض نفسها.. حتى إنه يلوح فى الأفق شبح مجاعة لشعب شقيق يعانى من ضغوط عديدة.. ولم يصرف موظفوه رواتبهم منذ ثلاثة أشهر.. ووصل الأمر حد أن المواطن صار مشغولا بأن يجد ما يأكله. إن للمسألة جانبين، اختصارا، فالجوانب عديدة جدا..

الأول: يتعلق ببرنامج أولمرت الانتخابى، الذى جاء على أساسه رئيسا للوزراء، والذى ينص فيه على الانسحاب أحادى الجانب من الضفة الغربية، وقد حاول أولمرت خلال رحلته الأخيرة لواشنطن أن يحصل على دعم كامل لهذه الخطة.. قائلا: إنه لايوجد شريك فلسطينى يمكن التفاهم معه.. وبما يؤدى إلى إجلاء 80 ألف مستوطن، ونقل تجمعات استيطانية إلى ما وراء الجدار العازل الذى يمضى فى إنشائه. ومن الواضح أن أولمرت لم يحصل من واشنطن على كل ما يريد،وربما يكون قد نال تشجيعا، أو مباركة، لكنه لم يلق موافقة كاملة أو دعما تاما.. وربما يكون قد أعطى وقتا لكى يؤكد نظريته فى أنه لايوجد شريك فلسطينى. والمؤكد أن الولايات المتحدة لم تر فى خطة أولمرت، حتى لو نفذت أحاديا، أن هذا يعنى ترسيم حدود نهائية للدولة الفلسطينية، وأن الأمر سوف يبقى معلقا لحين الاتفاق على ذلك فى مفاوضات الوضع النهائى. ولاشك أن تجنب أولمرت أن يشير فى المؤتمر الصحفى بعد لقاء مبارك إلى خطته أحادية الجانب، وإصرار الرئيس على أن يشير إلى «خطوات سلام متفاوض عليها»، هما موقفان علنيان عبرا عما سمعه أولمرت فى الغرف المغلقة من جانب مصر.. ذلك أن القاهرة رؤيتها واضحة.. وهى أن الإجراءات أحادية الجانب لا تصنع السلام، وقد سمع أولمرت من الملك عبدالله فى الأردن كلاما مثيراً. وأتصور أن أولمرت سمع فى هذا اللقاء مع مبارك كلاما مصريا حول المقارنة بين نتائج الانسحاب الأحادى الجانب من غزة، الذى طبقه شارون قبل أن يداهمه المرض، وبين خطته- أى أولمرت- بشأن الضفة، وأظن أنه سمع أيضا تحليلا يقول إنه إذا كانت إسرائيل لا ترى فى حكومة حماس شريك سلام على أساس أنها لا تعترف بإسرائيل.. فإن فى فلسطين رئيسا منتخبا، هو فى حد ذاته شريك معلن.. ولايذكر الكثيرون خارج المنطقة أن هذا الشريك كان يحتاج إلى دعم لم ينله حين لم يتم تطبيق تفاهمات شرم الشيخ. لقد تقاعس الكثيرون عن دعم أبومازن.. الأمريكيون، والإسرائيليون والاتحاد الأوروبى.. كلهم خذلوه. وأظن كذلك أن أولمرت سمع من مصر تأكيدات وثيقة على أنه ليس فى صالح أحد أن تظل المعاناة الإنسانية الفلسطينية قائمة.. بهذه الصورة المروعة.. وأظن كذلك أنه سمع تحليلا مختلفا لنتائج الانتخابات الفلسطينية التى يظن البعض أنها أتت بحركة مقاومة ليست لديها خطة للسلام.. بل على العكس.. هذا الشعب راغب حقا فى السلام.. فنتائج الانتخابات تعبر عن موقف داخلى من «حركة فتح».. أكثر من كونها تعبيرا عن تأييد للبرنامج المعلن من حماس.. على الأقل هذه هى رؤيتى الخاصة. لقد قال أولمرت كلاما بعد لقاء مبارك ينبغى أن نتوقف أمامه.. ونوجزه فيما يلى:

1- إسرائيل ملتزمة بخريطة الطريق.

2- إسرائيل ستدفع القناة الثنائية مع الرئيس أبو مازن.. وسوف ينعقد لقاء قريب بين أولمرت ومحمود عباس.

3- سوف يتخذ - هكذا قال- كل الخطوات الممكنة لمنع أزمة إنسانية فلسطينية.

* الداخـــل والخــــارج الآن، ماذا عن المستقبل؟

واقع الأمر أن الموقف الآخذ فى التدهور لايتعلق فقط بالخطط الإسرائيلية المعلنة، والأولويات الأمريكية المعلنة بدورها، ولا المتغيرات الإقليمية المتفاقمة، ولكن أيضا بالأوضاع الفلسطينية الداخلية المتدهورة سياسيا وأمنيا وإنسانيا.. فالصورة تبدو وكأن الأشقاء.. فرقاء.. وكأنهم يخوضون صراع اقتسام أنصبة.. وكأنهم يخوضون حالة ما بعد إعلان تحرير دولة ويريد الثوار توزيع الأدوار.. وللأسف فإن الأشقاء نسوا أن الدولة لم تعلن بعد.. وأن الموقف مازال معلقا.. وكارثيا.. وبما يهدد حلم الدولة ذاته.. إنهم يتصارعون على كعكة لم توضع على المائدة بعد.. هذا إذا كانت هناك مائدة. ولا أعتقد أن الأشقاء فى فلسطين يتجاهلون أن رئيس الوزراء الإسرائيلى لايحتاج سوى لبعض الوقت لكى يستطيع إقناع المجتمع الدولى بخطته.. التى هو عازم عليها.. وقتها سوف يرى هذا المجتمع أن أولمرت ينسحب.. ويقوم بإجلاء آلاف المستوطنين..ويتحمل عشرة أضعاف أعباء ما تحمل شارون حين أجلى 8 آلاف مستوطن من غزة. فى حين سيقوم أولمرت بإجلاء 80 ألف مستوطن.. وهو ما يفرض عليه أعباء مالية دفعته لأن يتمسك أن تكون وزارة المالية فى قبضته.. مقابل منح وزارة الدفاع إلى عامير بيرتس «عمل».. وقتها، وحين يظل هذا التنازع الفلسطينى- الفلسطينى، لن يرى العالم أن فى خطة أولمرت نصف كوب فارغا.. وقد ينظرون إلى نصف الكوب الممتلىء.. ولن تعجز إسرائيل عن أن تروج رؤيتها.. وربما تجاهل العالم وقتها أن هناك تجمعات استيطانية أخرى أخطر، لم يتخل عنها أولمرت.. فى جبل أبو غنيم وغيره.. وربما لم ينتبه أحد إلى أن تلك ليست هى صورة الدولة التى ينبغى إعلانها للفلسطينيين.. وأن هناك مفاوضات ينبغى خوضها من أجل اللاجئين ووضع القدس والمياه وترسيم الحدود.. وغير ذلك

إن الله لا يساعد من لايستطيعون أن يساعدوا أنفسهم.. وهذه الحالة التى عليها الأشقاء فى فلسطين تثير قلقا استراتيجيا ومخاوف عميقة.. ليس على مصالح الإقليم.. وإنما على مصالح الشعب الفلسطينى.. ولايمكن تخيل أن الأمر وصل إلى هذا الحد.. اختلاف رؤى بين 13 فصيلا.. وتناقض مواقف ما بين قيادات الداخل وقيادات الخارج.. وتدخل علنى وسرى من الدول التى تؤوى فصائل هنا وهناك.. لقد وصل الأمر حد أن بعض الأشقاء صار يقول: وما الذى يمنع أن ننتظر؟ لقد انتظرنا خمسين عاما.. ولامانع من أن ننتظر خمسين عاما أخرى. فهل يمكن أن يصبرالشعب الفلسطينى نصف قرن جديد.. ومن الذى يضمن أن موازين القوى يمكن أن تنقلب إلى صالحنا بعد مضى كل هذه السنوات.. وليس إلى ما هو أسوأ.. إن دروس التاريخ فى «قضية الفرص الضائعة» تثبت عكس ما يقول هؤلاء الإخوة فى بعض الفصائل الفلسطينية.. والكل يذكر ما كان معروضا فى مفاوضات مينا هاوس.. وما هو أقل فيما بعد فى كامب ديفيد.. وما هو أقل فيما بعد فى طابا.. ثم وصولا إلى انسحاب أحادى نفذه شارون من غزة.

* جولـــة جديــدة

إننا نأمل أن ينتبه زعماء فى حماس إلى أن هناك فرقا بين برنامج حركة مقاومة.. وبرنامج حكومة تدير شئون شعب.. لاسيما إذا كان هذا الشعب يريد السلام كما تثبت ذلك استطلاعات الرأى.. ولاشك أن الحوار الدائر الآن فى رام الله.. ويصر الرئيس أبو مازن على عدم نقله إلى غزة.. سوف يثمر نتائج إيجابية.. فى ظل المفاوضات والاتصالات المكوكية التى يقوم بها الوفد الأمنى المصرى المتواجد بصفة دائمة - تقريبا- فى ما بين الفصائل هناك. وأحسب أن جولة جديدة من الحوار مآلها القاهرة.. فى وقت قريب. ولعل ذلك الأمل من جانبى يرقى إلى مستوى الخبر وفن توقع المعلومات المتاحة لى.. مع كل الاحترام لعروض استضافته من جانب اليمن.. أو من جانب السودان باعتبارها دولة رئاسة القمة العربية.. لكن الحوار مآله القاهرة.. على خلفية ما تم فى القاهرة قبل ما يزيد على عام.. «مارس 2005».. وأسفر عن التهدئة الحالية.. وعن قرار بتطوير منظمة التحرير الفلسطينية بحيث تتمكن من استيعاب فصيل حماس فى رحابها.. هى وغيرها. إن الموقف الفلسطينى الآن بصدد تحول نوعى، لاشك أنه سوف يحدد ملامح المرحلة المقبلة..فالرئيس أبو مازن يتجه إلى تنظيم الاستفتاء على «وثيقة الأسرى» التى تقر ضمنا بما طلب هو - بصفته الرئيس- من حماس «كحكومة» أن تطبقه.. وهذا الاستفتاء سوف يخلق شرعية جديدة دون أن يعنى ذلك أنه «أى أبو مازن» قد قطع الطريق على حماس. دستوريا، ووفقا للقانون الأساسى للسلطة يمكن لأبو مازن أن يقيل حكومة حماس لأنها لم تمض فى اتجاه تنفيذ ما طلب فى خطابه أمام الجلسة الأولى للمجلس التشريعى.. بعد انتخاب المجلس بأغلبية من الحركة.. وقد تقدم المجتمع الدولى «من خلال اللجنة الرباعية» بنفس المطالب.. ورفضتها حماس.. التى كان يمكن أن تقبلها باعتبارها آتية إليها من رئيس منتخب.. وليس باعتبارها مطلبا دوليا.. ثم جاءت وثيقة الأسرى لكى تعبر عن نفس المطالب. ومن الواضح أن أبو مازن لايريد أن يبدو وكأنه تعسف مع حماس.. أو أنه لم يعطها فرصة.. ومن الواضح أنه يريد أن يرسخ لمنصبه شرعية جديدة استنادا إلى رأى شعبه.. ومن خلال الصندوق الذى أتى بحماس.. وظن البعض أنه يؤيد برنامجها كحركة مقاومة.. وليس كشعب يريد السلام.

هكذا، فإنه أمام الأشقاء -الفرقاء فى فلسطين- احتمالان لا ثالث لهما:

1- أن يؤيد الشعب وثيقة الأسرى.. ويمثل هذا تصويتا ضد مواقف حماس.. فإما أن ترضخ «الحركة- الحكومة» وتنفذ ما جاء فيها.. أو أن تستقيل.. أو أن يقيلها أبو مازن دون أى اتهام بالتعسف.. وهذا هو الاحتمال الأكثر توقعا فى ضوء استطلاعات الرأى.. وأظن أن الجميع لاحظ أن خالد مشعل أعلن قبل يومين استعداد حماس لأن تكون وثيقة الأسرى أساسا للحوار بين الفصائل.

2- أن يرفض الشعب الوثيقة.. ومن ثم قد يستقيل أبو مازن.. وهذا احتمال غير منظور فى أرض الواقع.. وحسب اتجاهات الشعب الفلسطينى.

فى ضوء كل هذه التعقيدات، هل اتضح الآن لماذا وافق مبارك على لقاء أولمرت بعد استشهاد الجنديين المصريين على الحدود؟! **********************************************************

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

اليويو

يا واد يا يويو

يا مبرراتي يا جبنة حادقة على فول حراتي

آستك لسانك

فارد ولامم

حسب الأبيح يا مهلباتي

يا واد يا يويو يا مهلبية

فوق الصواني

سايحة و طرية

في كل جلسة تلبس قضية

و تخيل عليها أوي يا مشخصاتي

يا واد يا يويو يا مبرراتي

حسب الوظيفة وانت و شطارتك

تظهر حلاوتك

تظهر مرارتك

لو خفضوك ترتفع حرارتك

لو صعدوك حالا

تنقلب جيلاتي

يا واد يا يويو يا مبرراتي

و بالمناسبة

و انت اللي أدرى

كان لك تحفظ على المبادرة

ليه النهاردة

بترش بدرة

يا ابن الأبالسة

يا ملطفاتي

يا واد يا يويو يا مبرراتي

و النهاية

لك عندي كلمة

آخر طريقك زحل و ضلمة

حيث ان آخر القرع ضلمة

يا اما كفتة طرية

من عند العجاتي

يا واد يا يويو

يا مبرراتي

تم تعديل بواسطة KANE

"نحن شعب ينتحر -بمزاجه- إنتحاراً جماعياً ببطء كين

~~~~~

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : "انها ستكون سنون خداعات .. يخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن .. ويكذب فيها الصادق .. ويصدق فيها الكاذب .. وينطق فيها الرويبضة .. قالوا وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال : الرجل التافه يتكلم فى أمر العامة

~~~~~

فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا (41) يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا (42){النساء}

رابط هذا التعليق
شارك

يا عزيزي KANE إن رؤساء تحرير الصحف والمجلات الحكومية والتي يسمونها بالقومية يكتبون على طريقة موضوعات التعبير ..بتاعة اكتب فيما يلي بحيث لا يزيد ما تكتبه عن كذا سطر..يعني بيكتبوا بتكليفات مباشرة من وزارة الاعلام..اكتب في كذا وقل كذا وكل واحد بأسلوبه وبطريقته..يعني هاجم الاخوان..هاجم القضاة..دافع عن كذا وهكذا..ويزيد عنهم عبد الله كمال بعضويته في لجنة السياسات وهو يأخذ أوامره مباشرة من جمال مبارك..ومعه د.عمرو عبد السميع وغيرهم من اليويوهات!

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 16
    • 40
      قمت من سريري و هرعت إلى الكومبيوتر لأنقل هذا المقال من جريدة المصري اليوم و تذكرت "الفنكوش" - أظن الآن لا يختلف إثنان أنه كان "فنكوش" - و تذكرت ما لاقاه الدكتور حجي لمجرد أنه رفض أن " يأكل البالوظة " ما سبق كان إستهلالا لابد منه المقال بقلم د. طارق الغزالي حرب و د.حجي هو الدكتور عصام حجي المستشار العلمي للرئيس عدلي منصور و إليكم نص المقال : بقلم د. طارق الغزالى حرب 24/ 11/ 2014
    • 17
      الظاهر انى حافضل "لابد هنا" فى باب "تاريخ مصر" هذا إما نفاق وكذب أو نفاق وجهل كل جيلى - خصوصا المحاربين القدماء - يذكرون المحنة التى واجهها السادات عام 1972 الذى أسماه أنور السادات "عام الحسم" ولم يتمكن من حسم مشكلة احتلال سيناء فيه .. فخرجت المظاهرات تندد به وتسخر منه لأنه قال إنه أمر الطيران ببدء المعركة ولكن فى ساعة الصفر كان الجو ملبدا بالضباب .. "فى شهر يوليو" ويومها طلعت عليه النكتة المشهورة التى جاءت على لسان أحمد السقا فى فيلم أيام السادات كان السبب الحقيقى لتأجيل الحسم هو
    • 13
      حاجه لووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووز http://www.youtube.com/watch?v=y-cSmCdnUc0#
    • 1
      بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله . هل تخاف على نفسك من النفاق ؟ الحقيقة أنه سؤال يحتاج إلى وقفة جدّية يتفقّد فيها الانسان قلبه وينظر في شأنه . فإنه من كان قبلنا مع فضلهم وسبقهم إلى الخيرات كانوا يخافون على أنفسهم من النفاق ! فهاهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر حذيفة رضي الله عنه بأسماء المنافقين فيسأل عمر حذيفة رضي الله عنهما : يا حذيفة ناشدتك باللـه هل سماني لك رسول اللـه منهم ؟ قال حذيفة : لا ولا أزكي بعدك أحدا . يقول ابن أبي مليكة : (
×
×
  • أضف...