أحمد عبد الله رزة .. الفارس الذى سقط

[kfaya]

فجعت و فجع كل زملاء جيلي فى نبأ وفاة أحمد عبد الله رزة زعيم الحركة الطلابية فى أوائل السبعينات ....

يالها من أيام .... يا لها من ذكريات ... عشتها و تفاعلت معها يوما بيوم ... رأيت مصر الحقيقية فى شبابها و مثقفيها .....

ويحي على تلك الأيام و احمد عبد الله يخطب فينا تحت قبة جامعة القاهرة بعد استولينا علي كافة مباني الجامعة و طردنا منها الحرس و قمن نحن بحمايتها و حراستها ....

شباب فى قمة النقاء و التلقائية و الحماسة ..... نطالب بحريتنا و بتحرير الأرض و بحقنا فى مستقبلنا ... بالضرب على أيدي المتخاذلين و المفسدين و المنافقين

لم نقطع فرع شجرة .... لم نلقى ورقة على الأرض ....

كان حرصنا على كلياتنا أكثر من حرصنا على منازلنا ..

كسونا كل الحوائط بالمجلات و المقالات ..... كتبنا على أرصفة الشوارع و غطينا أسوار حديقة الحيوان بكتابات و أشعار من يحبون تراب هذا الوطن ...

كان أحمد عبد الله رحمة الله دينامو الحركة و خطيبها المفوه ... قوى الحجة ... طليق اللسان ... شعلة من نار و حماسة و أمل ...

شكلنا من طلبة آداب انجليزى و فرنسي لجنة لمخاطبة المراسلين .. و من طالبات هندسة كيميا و علوم لجنة بزجاجات النشادر لأفاقة من يستنشق الغاز المسيل للدموع ...

قاد احمد عبد الله الحركة الطلابية من كلية الهندسة مع انه كان طالبا فى آداب ..... كان يدعو الى اجتماعات و اعتصامات و اضرابات و يخطب فى كل المدرجات ....

قمت أنا و زملاء لى فى هندسة القاهرة بعجن البالوظا التى تستخدم فى الطباعة و طبعنا عليها منشوراتنا فى مطبعة الجامعة ...

كتبت بخط يدي باللون الأبيض اللاكية ( اشتريت العلبة و الفرشاة من مصروفي ) على قاعدة تمثال ميدان الجامعة مطالب الحركة الطلابية ....

قامت قوات الأمن فجر يوم من يناير 1973 باقتحام أسوار الجامعة بالمدرعات و قبضت علينا و أودعتنا سجن طرة .....

أفرج عنا السادات بعد عدة أيام .....

و بدلا من أن يحتضنونا ...

أطلقوا العنان للجماعات الإسلامية ( جماعة شباب الإسلام تحديدا ) لتقضى على الحركات الجامعية المدنية و ترهب شباب الجامعات و تضرب بالجنازير جميع معارضيها ( شاهدتهم بعيني فى انتخابات اتحاد الطلبة 1974 ) ... حتى سقطت مصر كلها فى قبضتهم .... و كان منهم ... ما كان

أحتسبك عند الله يا أحمد وطنيا مصريا عزت عن مثله الأيام ....

رثاء من جريدة المصرى اليوم بقلم ضياء الدين رشوان :

http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=19619

[ابو حلاوه]

اتيحت لي الفرصة للقاء احمد عبدالله في احدي جمعيات حقوق الانسان في مصر في منتصف التسعينات ....... وكان عائد لتوه من الخارج ...... الحقيقة ترك لدي انطباع ايجابي جدا بوطنيته واخلاصه لافكاره . رحمه الله