اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

من تحت الحصار ...عن السجن..و الظلم..و الصيف ..بقلم د / أيمن نور من داخل سجن طره


أحمد محمود ميلاد

Recommended Posts

أسبوع السجن يوم الخميس.. وستة أيام أخرى ٭ مظاهرات الطيور و»حسن الحيوان «وحكاية فوريره.. ٭ لماذا يمنعون لقائى بالإخوان ويسجنون كلماتي ويصادرون رسائل السؤال عن صحتي؟.. ٭ مصائب الخمــــــيس »الخامس« بين لجـــــــــنة الأحزاب وقرارات الغائب العائد.. »في لحظات الهموم الكبيرة قد تستغرقك تفاصيل صغيرة تتسرب من خلالها أشعة الشمس لتبدد ظلام الصورة وكآبة المشهد في فصل جديد من مذكرات سجين الضمير والحرية أيمن نور يسخر أيمن نور بقلمه المقيد من الهموم الكبيرة بتفاصيل نحيلة يدخل إليها لينقل لنا جانباً من حياة السجن والقيد وآلام الظلم الساخن بحرارة صيف السجن وسخونة المعركة بين عصافير الحرية وسكاكين سجانيها« الغد » .. كلما أشتد الظلم والظلام، أرى النور يتسرب إلى قلبي، يداعب عن بعد عيني. .. في السجن صادقت كل من صادفت من المسجونين والمعتقلين والعاملين عندما كان لقاء البشر بالبشر مسموحا. .. وبعد أن ضربوا حولي حصاراً يحول دون ممارستي لأبسط حقوقي كإنسان قررت أن . . . . . .

أصادق مخلوقات لم تدخل بعد في قائمة المحظورات البوليسية.. في أزهى عصور الديمقراطية. .. في السجن وجدت أن الناس، أحسن كثيراً جداً مما كنت أتصور فقررت السلطة أن تتدخل بثقل لتحول دون اتصالي بالناس في السجن قررت أن أكتب ما كان الوقت لا يسمح لي خارج السجن أن اكتبه فقررت السلطة أن تمنعني من الكتابة.. .. في السجن شعرت بمتعة الصلاة في الجماعة في مسجد السجن الصغير فضاقت السلطة بهذه المتعة وأغلقت المسجد .. وسدت الأبواب المؤدية إليه.. في السجن حاولت أن أمارس رياضة المشي وقادتني قدماى إلى أحد الملاعب الجانبية فصدر قرار بإلغاء الملعب من خريطة المسموحات التي تتقلص كل صباح.. .. إذا أحببت ضابطا نقلوه.. وإذا استغلظت مخبراً أبقوه لمراقبتي ٤٢ ساعة في الأربعة وعشرين ساعة ولهذا تكون عدالة الله عاقبت هذا المخبر الغليظ بأشد عقاب ممكن أن يلحق بمن هو مثله.. .. كتبت الأسبوع قبل الماضي في أحد المقالات الهاربة من الحصار الرهيب أن رسائل إخواني وانصارى واحبائى تختصر ساعات من سجني لأني أقرؤها عشرات المرات وارد علي بعضها في المذكرات فأصدروا الأسبوع الماضي فرمانا بمصادرة الخطابات.. .. أحيانا أشعر أن استمرار خروج انفاسي يضايقهم.. إما استمرار كتاباتي فهو يشعل نيران غضبهم ويفجر منابع بطشهم. يدركون أن الطوبة في يد المظلوم أقوى من كل أسلحة الظالم.. لكنهم لا يفهمون أنى خلقت كي أقاوم.. حياتي هي المقاومة والموت عندي أهون من الاستسلام حتى لو كتبت لشخص واحد سأظل اكتب واحلم وأحب واضحك واذا مت لن أموت إلا واقفاً. .. وإذا قررت السلطة ارسال حملة تفتيش تفتح قبرى سيجدوننى جالسا القرفصاء اكتب منشوراً سياسياً.. يقينى ان مساحة الحرية فى القبور أوسع منها في السجون، وان عدالة السماء ستعوضنا عن ظلم من لا يفكر في كفن قال يوما انه يعرف انه لا جيوب فيه.. .. فى السجون قتلة ومجرمون ولصوص ولكن فيها اضعافهم من المظلومين ومن اصحاب القلوب الطيبة النبيلة والمواقف الشريفة.. ووراء كل منهم قصة. .. السجن أكبر كتاب قرأته فى حياتى فى كل صفحة من صفحاته دروس وعظات ومظالم وعدالة غائبة فى معظم الاحيان. .. تعلمت من كتاب السجن، ان القانون عندما يأخد إجازة فى وطن فكل الحقائق تطوع لصالح رغبة الحاكم وتعليمات من يوكل اليهم تنفيذ ما يعتقدون انه يرضيه. .. عندما يكون القانون فى إجازة وضع فكل يوم على أرض الوطن يولد الظلم ويكبر ويتمدد ليطول الخصوم السياسيين ـ وإذا لم يجد ـ فغالبا ما يطول حتى الانصار.. .. عندما يكون القانون فى اجازة فكل من ارتكب خطأ فى حق القانون هو مواطن من الدرجة الاولى أما من يخطىء فى حق النظام فهو عدو للقانون والعدالة لأنه عدو الدولة والدولة اهم من القانون والعدالة.. الخميس الخامس النظام الديمقراطى حيا لم يكتف بحملة تشويهى ولا باختلاق قضية كاذبة ملفقة لأقضى فترة الانتخابات الرئاسية لاهثا بين اقفاص المحاكم ولم يشف غليله ما ارتكب ضدى من تجاوزات وتزوير فى هذه الانتخابات واسقاطى فى الانتخابات البرلمانية فى دائرتى وانجاح ضابط أمن دولة عن حزب النظام امعانا في الهزل بل لم يرو طمأه للانتقام اصدار حكم ظالم ضدى بالسجن خمس سنوات وقضاء ستة أشهر داخل السجن ـ فأيد الحكم فى يوم الخميس 18/5/2006ولم يكن هذا كافيا ففى الخميس التالى 25/5/2006 ذكرى الاستفتاء وما صاحبه من احداث اصدر النائب العام قرارا يؤيد ما قامت به الداخلية قبل هذا الخميس بأسابيع وايضا يوم خميس بمنعى من الكتابة ومنع تبادل اوراقى مع محامى وذوى واسرتى.. وفى يوم الخميس التالى الموافق أول يونيو 2006 اعلننى النائب العام بقرار جديد بإغلاق التحقيق وحفظه مع اللواء الذى استعمل القسوة معى واحدث اصابات فى جسدى عاينتها النيابة إلا ان النائب العام رفض انتداب الطب الشرعى وحفظ التحقيق يوم الخميس 1/6/2006 ودون ان يكلف نفسه التحقيق مع اللواء المتهم أو سماع الشهود الذين طلبت الاستماع اليهم ودون ان يستجيب لطلبى فى معاينة الطب الشرعى. والخميس التالى كان خميس الحرق وهو يوم اشعال النار فى مجمعى الثقافى مكاني الاثير الذى اعلنت فيه ومنه ترشيحى لانتخابات رئاسة الجمهورية. مصادرة الخطابات .. إما الخميس الماضى الموافق 15/6/2006 فقد كانت حلقة جديدة من مسلسل التنكيل والانتقام حيث قرأت فى جريدة المصرى اليوم العدد 732 قيام الداخلية بتنفيذ مخطط جديد لاغتيال حقوقى الدستورية واللائحية عبر إصدارها قرار بمصادرة رسائلى التى ترد الى من خارج السجن وكان الخبر هزليا ومضحكا وكأننا فى غابة من الجنون وغياب العقل والقانون فقد صادرت خطابا وارد الى من الزميل وائل نواره سكرتير عام حزب الغد يبلغنى فيه بأخبار الحزب والصحيفة ويطمئن فيه على صحتى.. هذا ما قالته الداخلية فى محضر حركة السجون لمدير أمن القاهرة د . اسماعيل الشاعر الذى لم يدخر جهدا ورفع الامر كما يقول الخبر الى أمن الدولة ثم احالة الى النيابة التى تباشر التحقيق.. لا اخفيكم انى أصبت بهستريا من الضحك عندما قرأت الخبر المأساوى فأين الجريمة اذن؟. واين القانون الذى ينص صراحة على حقى في تلقى كل ما يرد لى من رسائل واين الدستور الذى يحمى ويكفل هذا الحق صراحة فى اطار حديثه عن حرمة الحياة الخاصة المادة 40 منه إنهم يغلقون النوافذ .. الدولة بجميع أجهزتها وروافدها أعلنت الحرب علي بهدف تجريدى من حقوقى كإنسان حى، علي الأقل حتى كتابة هذه السطور ـ فبعد ان توهمت ان تجريدى من حريتى يحقق لها ما تريده إلا انها سرعان ما توحمت على قلمى وورقى فحرقت الدستور والقانون وساعدها النائب العام ـ كما ساعدها في تجريدى من حريتى.. ثم بعد ان تصورت انها نجحت قررت ان تكمم فمى ثم قررت ان تكبل يدى وساعدها فى كل هذا النائب العام أما آخر قراراتها بمنع وصول الرسائل الى هو محاولة لإغلاق النوافذ من خلال هذا الاجراء المخالف للدستور والقانون والذى يصاحبه كم من الاجراءات التعسفية مثل مراقبتى المستمرة ليل نهار 24 ساعة داخل السجن ومنع اتصالى بالعالم المحيط بى ـ حتى داخل السجن ـ وارتكاب كل المخالفات فى سبيل تحقيق هذا الهدف.. .. ألم تسأل هذه السلطة القوية الباطشة التى تملك كل ادوات القهر نفسها لماذا تخشى من قلم سجين ؟. لماذا هى تصاب بكل هذا الهوس من ان يتلقى سجين بين ايديها رسالة من صديق او زميل لا تحمل شكلا من اشكال الجريمة غير جريمة الوفاء.. لم تسأل السلطة نفسها ما الذى يفزعها من ان يلتقى مسجون مثلى بغيره من السجناء من ان يلتقى بأسرته واولاده بعيدا عن مجلس الامن القومى الذى يجتمع فى كل زيارة من زياراتى ممثلا عن معظـم جهات الأمن وكأن زيارتى اجتماع لتنظيم سرى.. .. ألم يسأل هؤلاء انفسهم عن اسباب منعى من الكلام والحركة والتنفس؟. .. ألم يفكر هؤلاء ماذا لو قال التاريخ كلمته فى كل هذا الظلم والقهر والعناد والاستبداد. .. ألم يفكر هؤلاء ماذا يمكن ان يختار المخير بين خيار شمشون وهدم المعبد.. .. إن هذه السطور التى تصلكم قيصريا كل اسبوع هى الدليل ان يد الله لن تترك المظلوم.. لن تحمله يوما ان يرفع الراية البيضاء فى مواجهة هذه الصفحة السوداء من كتاب الفساد والاستبداد والقهر والظـلم. سرقة الغد وخيار شمشون واستمراراً لمسلسل الخميس من كل اسبوع شهد الخميس الماضى اجتماعا حضره السادة حبيب العادلى ومفيد شهاب وصفوت الشريف والمستشار محمد الدكرورى محامى الرئيس مبارك والذى تولى تقديم اوراقه فى انتخابات الرئاسة فى اطار ما يسمى بلجنة شئون الأحزاب.. وكان اجتماع الخميس 15/6/2006 بهدف التلويح بمزيد من الترويع لحزب الغد من خلال الاعلان عن فضيحة جديدة يرتكبها النظام.. وهى السطو على حزب الغد من خلال ارتكاب مخالفة جديدة فما استقرت عليه احكام النقض واخر ما صدر فى شأن حزب الاحراروالوفد ببطلان قرار لجنة شئون الاحزاب فى مناصرة طرف على طرف اخر داخل الاحزاب. .. ان ما اعلن عنه الخميس الماضى هو فضيحة بمعنى الكلمة لأن الغد خلافا لغيره من الاحزاب لا يوجد فيه صراع أو نزاع كما ادعى الخبر الكاذب الذى يروج له اعلاميا منذ فترة خلافا للحقيقة التى يعلمها صفوت الشريف شخصيا ـ كما يعلم حقائق كثيرة ـ هذه الحقيقة ان الغد فصل أربعة من اعضاء الحزب لعدم التزامهم بالخط السياسى للحزب وقيام بعضهم بالدعاية لمرشح الحزب الوطنى فى انتخابات الرئاسة.. وبعد ان تم فصلهم وانتهاء أى صلة لهم بالحزب وابلاغ لجنة شئون الاحزاب وابلاغ هؤلاء رسميا باعلانات قانونية على يد محضر حاولت بعض الجهات استثمار هذا فى محاولة ادعاء واختلاق وجود مايسمونه بصراع داخل الحزب وهو مالا يمكن تصوره إلا بين اعضاء فى الحزب وليس غرباء عنه منقطعى الصلة به. .. فضلا ان لائحة الحزب »الغد« تحديدا تنفرد دون غيرها بوضع نظام خاص لتفادى مثل هذا الذى يدعيه البعض وهو ما تعلمناه من رأس الذئب الطائر فى حزب العمل وغيره من الاحزاب التى وقعت فى هذا الشرك فوضعنا نظاما خاصا لمثل هذه الصراعات سواء كانت حقيقية أو مفتعلة فى إطار قانون الحزب الداخلى الذى لا يجوز للجنة الاحزاب وغيرها التدخل فيه او تعديله خاصة واننا اسندنا مثل هذه الخلافات لجهة مستقلة عن الحزب هى هيئة ومجلس حكماء الحزب وهو ما يحرم غيرها من تجاوزها إلا بعد مدة محددة يعرض فيها النزاع على هذه الجهة الداخلية. .. اذا كان من حق احد المفصولين الاربعة أو غيرهم ان يلجأ للقضاء طعنا فى شأن قرار فصله من الحزب فهذا لا يعنى ان تسمح لجنة شئون الاحزاب لنفسها ان تتعامل مع هذا المفصول بوصفه عضوا فى الحزب قبل ان يحصل علي حكم نهائى بعودته اليه وهو مالم يحدث فكيف تتعامل اللجنة مع مفصولين رغم انذارها وابلاغها قبل هذا التعامل بعضهم من الحزب نهائيا بعد عرض الامر وفقا لنظام الحزب وقانونه على كافة المؤسسات الحزبية التى يناط بها القيام بهذا الاجراء صحيحا؟. .. واذا كان الحق فى اللجوء الى القضاء مكفول للكافة من الخصوم فليس من حق لجنة شئون الاحزاب ان تطلب هى من القضاء مثل هذا التدخل لعدم وجود عنصر المصلحة فضلا ان طلب فتوى من لجنة الفتوى هو خروج عن احكام قانون الاحزاب وعما تم مع كافة الاحزاب وآخرها الوفد واحسب ان اللجنة والقائمين عليها قاموا بطلب هذه الفتوى منذ شهور طويلة وسألت صفوت الشريف بعدها عن هذا الاجراء فافاد ان اللجنة ستقول ماسبق وان قاله القضاء الادارى من ان اللجنة لا علاقة لها بالموضوع ولكن المفاجأة وما ما اعلن يوم الخميس الماضى ٥١15/6/2006 هو وكأن هذه الخطوة اتخذت فى هذا الاجتماع ويبدو ان هذا تمهيد للسطو على الحزب وايقاف صحيفته وتعطيل مسيرته التى لا علاقة لها بسجنى من عدمه قانونيا على الاقل خاصة اننى استقلت من رئاسة الحزب يوم ٣ ديسمبر 2٠٠5 أى قبل صدور الحكم ضدى بـ 21 يوما وقبل حبسى بيومين عندما علمت بنوايا السلطة معنا وكان معلوما انى سأدفع ثمنا كبيرا لقيام الغد وآثرت ان يكون القرار قرارى وعقدت جمعية عمومية للحزب فى ديسمبر 2٠٠5 اختارت من يخلفنى وهو نائب رئيس الحزب الذى تم انتخابه انتخابا صحيحا فى جمعية عمومية حقيقية عقدت بالحزب وشاهدها العالم كله.. بل ان هذه الجمعية لم يطعن عليها من أى طرف وتحصنت بعدم الطعن عليها ولم يعد من حق أى جهة ان تدعى شيئاً خلافا لإرادة الحزب وقواعده واختياراته الا اذا كان الهدف هو دفع الحزب لخيار شمشون وهو الاعلان عن تجميد الحزب وتعليق نشاطه نظرا لعدم توافر المناخ الديمقراطى الذى يسمح له بالعمل كحزب حقيقي وليس تابعا للامن وللجنة الحزب الوطنى التى يعرف القاصى والدانى ممن تتشكل ولصالح من تدير الحياة الحزبية فى مصر. فضيحة لجنة الأحزاب حقا ان أكثر التعبيرات تهذبا فى وصف الشىء المكلفة به لجنة الاحزاب هو كلمة فضيحة فاللجنة التى ادعت فى البيان الصادر عن اجتماعها الاخير الخميس 15/6/2006 انها تحيل الموضوع الى لجنة الفتوى فى مجلس الدولة تعرف انها تسعى بهذا التصرف ان تبحث عن غطاء لتورطها فى تصرفات غير قانونية عبرت فيها عما تريده اجهزة الأمن دون سند من قانون وإلا هل تكاشفنا اللجنة ورئيسها هو رئيس المجلس الاعلى للصحافة ايضا كيف لها ان تقدم خطابا لمؤسسة الاهرام كى تتولى طبع جريدة بدون ترخيص باسم الغد ايضا فى فضيحة غير مسبوقة وفى محاولة منها للاضرار بالحزب وتشويه صورته واختلاق نزاع هو غير قائم على أرض الواقع ولا ظل له فى الشارع ولا فى قواعد الحزب التى تعرف كما يعرف رئيس اللجنة واعضاء اللجنة وقياداتها من هو مؤسس هذا الحزب ومن هو واضع برنامجه ومن هو الذى يدفع عمره وحريته ثمنا لقيام هذا الحزب بعد ان انفق عمره وسنوات شبابه فى الاعداد له .. وكتابة برنامجه ورفع اكبر عدد من الدعاوى القضائية فى تاريخ تأسيس الاحزاب ضد هذه اللجنة حتي قام الحزب عام 2٠٠4. .. اللجنة وغيرها يعلم ماحدث فى جلسات المحاكمة عندما اعلن من يدعى اليوم انه رئيس الحزب وهذا مسجل فى محاضر الجلسات الرسمية انه لم يقدم للحزب غير توكيله فقط ولم يجلب مؤسس واحد له من آلا ف المؤسسين وانه لم يكن له أى دور ادارى حتى فى تأسيس الحزب ولن اقول سياسى فالكل يعلم.. جمال مبارك والانشقاق المزعوم.. الكل شاهد ما قاله هذا الشخص أثناء إعلان نتيجة انتخابات الرئاسة والدور الذي لعبه بل والذي سمح من أجله بإصدار صحيفة باسم الغد دون ترخيص وامتناع النائب العام وكل الجهات أن تتخذ موقفا ويكفي هنا الإشارة للعدد الأول من الصحيفة التي خرجت كي تعلن عن نفسها بالعناوين العريضة التي تؤيد حق جمال مبارك في رئاسة مصر.. .. يكفي أن نشير إلي أن آخر وأول اجتماع عقده هؤلاء المفصولين من الحزب بعد فصلهم يشاء الله أن يفضح من هم وراء هذا الاجتماع الوهمي عندما تقدم اثنان من الشباب الذين حضروه ببلاغ لقسم شرطة الوايلي يوم هذا الاجتماع وأمام نيابة الوايلي ونيابة الاستئناف مبلغين انهم تعرضوا لعملية تضليل عندما استقدمتهم سيارات الشركة التي يعملون بها إلي اجتماع قالوا أنه يتبع الحزب الوطني ولجنة السياسات التي ينتمي إليها صاحب الشركة ثم اكتشفوا أنهم فور نزولهم من الحافلات التي تقلهم بمن يسملهم بطاقات عضوية لحزب الغد الذي لا علاقة لهم به سابقا أو لاحقا مما دفعهم لتقديم هذا البلاغ ونشروا صورهم وبطاقات عملهم في هذه الشركة واسم مالكها عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني.. فتح الجراح يبدو ان لجنة شئون الاحزاب بقرارها غير القانوني الاخير تريد ان تفتح جراحا كنا لا نريد ان نفتحها ونفضحها متصلة بدور اللجنة فى هذه القضية الظالمة التى لفقت لى كوكيل مؤسسى حزب الغد أو كأحد وكلاء المؤسسين دون غيرى ممن طلب منهم السفر قبل فتح القضية بـ ٤٢ ساعة فقط لا غير خارج البلاد . لن نريد ان نفتح ملفات اقوال موظفى اللجنة وما حملته من اصرار على نفى علاقة هذا الذى له دور فى الحزب بالحزب لابعاده عن القضية رغم تساوى المراكز القانونية.. لن نريد ان نتحدث عن رفض قيادات واعضاء اللجنة المثول امام المحكمة ورفض المحكمة الزامهم بالحضور الذى كان سيقلب كل شىء رأسا على عقب .. ولم نرد ان نفتح ملف التراكم في التوكيلات الذى اخذت به اللجنة وعاد موظفها امام المحكمة ينفون هذه الحقيقة والله وحده يشهد انهم كاذبون ولو صدقوا لهدموا هذه القضية من اساسها.. لا نريد ان نسأل اللجنة كيف ومن الذى سلم التوكيلات للنيابة العامة يوم 27 يناير 2٠٠5 ـ الخميس ايضا ـ وهو يوم الاجازة الرسمية للمجلس ؟.. ويبدو هذا السؤال جوهريا وخطيرا جدا عندما نجد ان كافة أقوال العاملين من الموظفين باللجنة امام المحكمة نفت أن أياً منهم هو الذى سلم هذه الاوراق للنيابة فى حين ان هم الموكل اليهم الاحتفاظ بها والمحافظة عليها من ان تمتد اليها يد العبث وأى عبث؟.. .. بل ان النيابة العامة نفسها عندما طلبنا شهادة المحامى العام الذى تقول الاوراق انه هو الذى تسلم التوكيلات الا أنه رفض رفضا مطلقا ان يكاشفنا أو يكاشف المحكمة باسم الذى سلمه التوكيلات من لجنة شئون الاحزاب.. هذه ليست الجراح التى يفتحها هذا الموقف الاخير ـ بل هى امثلة صغيرة ومعلومة لخدوش فقط وليست جراحاً فالاخيرة ربما يأتى الوقت لفتحها اذا اصرت اللجنة ان تنفذ هذا الدور المطلوب منها والذى نعرف انه قد لا يصادف هواها وقد لا يكون قرارها لكنه يلوث يدها ليس بنقط بدمى ولا حتى يوم حزب الغد بل بدم الحياة الحزبية ككل فى فضيحة غير مسبوقة ولا يمكن ان تحدث واذا حدثت فهي لن تمر واذا مرت لن يسامح التاريخ فيها واذا اهملها التاريخ ولو لفترة لن يغفر الله لم يشارك فيها كل هذه القسوة والغلظة وغياب العقل وضياع القدرة على ان يقول احد بوازع من ضميره كفى أو كفاية. قانون القضاة الاثنين 19/6/2006 لا أظن انى شعرت لحظة بالأسف علي فقدان مقعدي البرلمانى بقدر اسفي عندما تابعت بعض المناقشات الخاصة بقانون استغلال السلطة الفضائية. فعندما سمعت ما قاله وزير العدل حول أن القانون الجديد سيخرج بالنائب العام والنيابة العامة من سيطرة السلطة التنفيذية ووزير العدل الى سيطرة السلطة القضائية، ومعنى هذا الكلام ان أسأل وماذا عن مافات؟. القضية الاخطر التى أود أن أشير اليها ان النائب العام والذى يختاره رئيس الجمهورية ومازال وسيظل وفقا للقانون الجديد.. هو ليس فقط سلطة تحقيق.. بل انه ايضا هو سلطة الاحالة للمحاكمة الجنائية.. أى ان السلطة التنفيذية تظل هى المسيطرة على كل شىء ليس فقط فى التحقيقات وتوجيه الاتهام بل حتي احالة القضية بل ان النائب العام الذى تبقى له العديد من الحقوق الواسعة فى الدعوى الجنائية حتى بعد صدور الحكم ـ لا يمكن تصور ان يظل اختياره حقا مطلقا لرئيس الجمهورية واعتقد اننا مازلنا نذكر ان الرئيس اختار المستشار رجاء العربي وتجاوز المستشار جابر ريحان وكلنا يعلم الفارق.. وان كنا الآن نبكى على ايام لو عرفنا مابعدها لامسكنا فيها بأيدينا واسفاننا.. اننا نريد أولا ان يكون اختيار النائب العام اصلا للقضاة وليس لرئيس الجمهورية ثم نبحث بعد هذا لمن تبعيته فلا معنى من البحث عن جهة ينبع لها فى ظل ان اختياره من البداية يجعله تابعا لمن اختاره.. .. لابد ايضا من البحث عن وسيلة لاعادة قاضى الاحالة للفصل المنطقى والطبيعى بين سلطة الاتهام والتحقيق وسلطة الاحالة التى ستضيف العدالة المختلفة وتضع ضوابط لما يحال وما يحفظ.. .. كما ان الحديث عن استقلال سلطة القضاة بتبعيتها للمجلس الاعلى الذى يختار الرئيس من يشغلون المواقع التى تسمح لهم بالانضمام اليه هو امر فى غاية الخطورة ولا يمكن اليه هو امر فى غاية الخطورة ولا يمكن القبول به وباستمراره خاصة اننا منذ نصف قرن كنا نأخذ بالاتجاه الصحيح. وبخبرة المظـلومين فى مصر اطلب من زملائى نواب الشعب والشورى وضع نص يمنع رؤساء المحاكم من الانفراد بتوزيع القضايا بتفويض من الجمعية العمومية للمحكمة أو غيره ولابد ان ينص هذا الحق للجمعية العمومية ونعدها وبمعايير واضحة وبشفافية كى يكون عدم فرد لمبدأ القاضى الطبيعى الذى يمثل انهياراً انهيار لكل بنيان العدالة والشعور بها. ياقضاة مصر.. انتم الألم والأمل.. انتم الجرح والدواء.. انتم لمصر فكونوا لها ومن اجلها لا تبخلوا بما لن نبخل به واحتملوا ما يجب ان يحتمله الشرفاء مثلكم واعلموا ان الهدف هو مصر.. وما دونها هو وسائل للغاية الأهم فإذا كانت احكامكم تصدر باسم الشعب فاعلموا ان مواقفكم يجب ان تظل دائما هى خير تعبير عن مشاعر هذا الشعب. يا سرور تعويض المعتقلين أولاً رغم ان قانون الاجراءات الجنائية هو قانون سياسى من الدرجة الاولى واوافق الدكتور سرور فيما ذهب اليه من أن قانون الاجراءات هو مرأة الحالة الديمقراطية فى أى بلد. .. لكن هذه المرآة تبدو مظلمة أو مشوهة مثل مرآة الملاهى عندما لا نرى فيها ونحن نتحدث عن مدة الحبس الاحتياطى والتعويض عنه اولوية الحديث عن اشخاص معتقلين دون تحقيق أو محاكمة ودون صدور قرار واحد ضدهم من قاضى ولمدد تتجاوز ٣١ عاما .. وحتى الآن.. .. اذا كان قانون الاجراءات هو مرآه الحرية فقانون الطوارىء هو مزيج الحرية وقاتل الشعور بالأمان والاستقرار فى أى وطن يعطل فيه القانون.. اما عن التعويض عن الحبس فأنا ايضا أرى ان الاولى هو اولا تعويض المعتقلين الذين اغتيلت حياتهم ومستقبلهم ومستقبل اسرهم لسنوات طويلة ثم نذكر فيمن اغتلنا حرياتهم لساعات أو ايام قليلة أو كثيرة. .. اننى لا أفهم رفض الحكومة تعويض المحبوس احتياطيا وقبله المعتقل سياسيا ـ اداريا وليس بحكم قضائى يستغرق الحصول عليه سنوات طويلة الا ان الحكومة لا تشعر بمشاعر المظلوم ولا يمكنها ان تعرف ثمن الساعة واليوم فى سجونها. لذا اقترح على الدكتور سرور تأجيل مناقشة هذا القانون وارسال الحكومة بعثة صيفية تقيم فى سجونها اقامة كاملة لتعرف جانبا من الحقيقة التى تستحق بكل تأكيد ان تعرفها.. أصف ولا أشكو الاربعاء 14/6/2006هناك فارق بين ان تصف الواقع وتغوص فى تفاصيله لتسجله للآخرين وربما للتاريخ وبين ان تتألم منه أو تقبل به. لا أخفيكم سرا انى فقدت القدرة على الألم لكنى لم أفقد القدرة بعد على التأمل وعلي رصد كل ما يدور حولى بإيمان كامل ان الله أراد أن أكون فى هذا المكان لأعرف أكثر وأكثر وأدون ما ينبغى ان اقضى ما تبقى من حياتى لإزالة آثار عدوانه على وجه مصر وسمعتها وكرامتها خاصة وانى أعلم ان الحياة فى هذا السجن ربما تكون افضل كثيرا من غيره من السجون. .. أصارحكم انى أشعر احياناً انى أمر بكابوس انتظر اللحظة التى استيقظ فيها لأستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.. وعندما اكتشف ان هذا الكابوس هو الواقع احمد الله وأقول لو علمتم الغيب لاخترتم الواقع.. فالواقع انى أعيش لحظات فارقه فى حياة وطنى التى لم تنفصل ابدا عن حياتى فأنا الآخر اعيش فى مفترق طرق فحتى لو حدثت اسوأ الامور فيبقـي مع كل صباح ان تشرق الشمس بعد الظلام ويخرج علينا فجر جديد. .. هذا الايمان المطلق يجعلنى احتمل أى شىء وكل شىء ولا تصدمنى الصعوبات أو التعليمات مهما بلغ غباء وتشدد بعضها. .. إن الذين يحاولون ان يمنعونى من الكتابة والذين يتربصون بالغد الحزب والصحيفة لا يوجهون خناجرهم لنا بقدر ما يوجهوها لصدورهم وعهدهم فهذا الظلام يزيد فرص وقوعهم في الحفر التى لا يراها الحاكم فى الظلام .. وعندما يسقط الحاكم فى الحفر سيضىء كل الانوار وسيكتشف انه الخاسر الوحيد.. .. كل أربعاء أقضي الليل كله وحتى صباح اليوم التالى مستيقظا فى انتـظار رد الفعل الاسبوعى. .. السلطة التى يزعجها كثيراً انى مازلت قادراً على الوصول إليكم بكلمات لم تأذن هى بها تمارس كل خميس عملية انتقامية تأديبية تشعر فيها بمزيد من لذة الانتصار.. وسأشرح لكم لاحقاً واقدم نماذج لاختزال الاسبوع بكل احداثه السيئة فى يوم واحد هو الخميس حتى انى اصبحت أقول ان الاسبوع الخميس وستة أيام أخرى. .. ولكن هذا الاربعاء تحديداًَ كان أكثر اختلافا عن غيره فقد جلست اتأمل من خلف القضبان الظلام وهو يودع النور.. وكأنهما يتعانقان فى حب وحنان، اتطلع من بين القضبان إلى السماء فأرى النجوم تتلاشى القضبان بعد أن سهرت طوال ليل الاربعاء تشاطرنى الانتظار والتفكير فيما سيحدث صباح اليوم القادم الكبيس دائما بفعل من يتصورون ان لن يقدر عليهم احد.. .. شعرت ان النجوم لملمت اشياءها بسرعة وحملت معها زفراتى وتنهداتى.. .. خرجت شمس الخميس وسقطت بزاوية حادة على فراشى الذى بدا وكأنه يشرب بلهفة هذا الشعاع.. واستطيب طعم النور في نشوه وكأنه لا يكفيه ما نحن فيه من مرارة انكسرت موجتها بعض الشيىء بالصدفة يوم الخميس وكأنها ارادت ان تخفف عنى عبء يوم الخميس بحرارة ازماته ولاتجمع على مشقتين فى يوم واحد 107 نائبا وزميلاً شريفاً الخميس 15/6/2006 على قدر سعادتى وامتنانى لكل زملائى الذين تفضلوا ووقعوا وثيقة للمطالبة بإطلاق سراحى وبقدر سعادتى عندما طالعت قائمة الموقعين التى صدمتنى قليلاً بغياب بعض الاسماء التى توقعتها فقد افرحتنى كثيرا لأنى وجدت فيها اسماء ماكنت اتوقعها كما احزننى ايضا صباح الخميس الماضى ان لجنة حقوق الانسان فى مجلس الشعب والتى حضرت الى سجن طره لم اتمكن من لقاء الحضور منها رغم رغبتى الشديدة فى اتمام هذا اللقاء.. ربما ليس لشخصى لكن من أجل مزيد من تفعيل دور هذه اللجنة التى كنت عضوا فيها ومازلت حريصا ان اشاركهم على الاقل بالإشارة بعين الحقوقى، وبعقل النائب، وبقلب السجين لما ينبغى ان يكون علي قمة اولويات لجنة من أهم لجان هذا البرلمان وان كانت اصغرها سنا وخبرة ويبقى عزائى الوحيد ان اللجنة التقت فى نفس السجن بالنائبين السابقين والزميلين العزيزين الدكتور عصام العريان والدكتور محمد مرسى ممثلى كتلة الاخوان فى البرلمان السابق2000-2005

ولعل الدكتور سرور سيتلقى برقية حاولت ارسالها اليه من السجن منذ اسبوع ولا اعرف حتى اللحظة هل سيسمح السجن بها أم لا. السجن والصيف فى حياتى هنا داخل السجن أعدت اكتشاف قيمة اشياء كثيرة، لم يكن لها قيمة كبيرة في حياة الحرية.. وربما لم يكن لها قيمة اصلا لكنها هنا ذات معنى وقيمة ومذاق مختلف ولعلى لا ابالغ ان كل الاشياء يتغير وزنها النسبى لك وانت خلف القضبان، وابلغ مثال هو حجم اهتمامى بمعرفة نشرة أحوال طقس الغد، وهو ما لم يكن يشغلنى مطلقا فى حياة الحرية، واذا تابعت يوما نشرة الارصاد الجوية فى حياة الحرية فقد كنت اتابعها على سبيل التندر بطرائفها احيانا.. لكن هنا داخل السجن فـأشعر احيانا انى مهموم جدا بالوقوف على انخفاض متوقع أو ارتفاع مفاجىء أو منخفض ساخن أو بارد.. فى حياة الحرية.. لم يكن هذا الارتفاع أو الانخفاض يعنى أى شىء باعتبار ان تكييف السيارة والمكتب والبيت قادر ان يتغلب على هذه الدرجات.. لكن هنا فى حياة الاسر والسجن ثلاثة أو اربعة درجات صعودا فى الصيف أو هبوطا فى الشتاء هى كارثة محققة لا رد لها ولا تملك حيالها إلا ان تفوض امرك الى الله.. فى الشتاء كنت أسمى باب الغرفة المكون من تسعة اسياخ حديدية انه باب موسكو فقد كانت البرودة تنسكب منه وكأنها سطل بارد ينهمر ما بداخله عليك مع كل حركة رياح وكأن الدنيا تتنفس برودة وتنفث زفيرها عليك. أما الصيف فهو الكارثة بمعني الكلمة ففى غضون مايو الماضى ويونيو الحالى مرت موجات من الحر والرطوبة التى استطاعت ان تنقل باب موسكو من علي خريطة القطب الشمالى الي خريطة خط الإستواء حيث تشعر ان الشمس وكأنها تشرق من هذا الباب. ومشكلة الصيف لا تقتصر علي درجات الحرارة والرطوبة التى تعجز معها قدرتك احيانا على التنفس، لكن هناك توابع اسخف لهذا البركان الذى تهيجه المروحة ولا تقلل من آثاره بل توسع دائرته لتزيد من لهيبه وسخونته فالمروحة هنا ان وجدت يكون لها فضل آخر خلاف الهدف الذى صنعت من اجله.. فأهم ميزات المروحة فى السجن ليس راحة الجالس تحتها لكن الأهم هو مضايقة الكائنات التى تشاركه صباحه وتمارس فى حقه تعذيبا لا انسانيا. الناموس والإيدز وحرب الصراصير لم يكن هناك مشكلة كبيرة مع باعوضة الناموس التى ظل التعايش معها سلميا طول شهور الشتاء دون مشاكل تذكر حتي بداية شهر مارس الماضى حيث اكتشفت فجأة ان هناك ضيوفاً جدد دخلوا مكان يسمى بالملحق وهو على بعد بضعة امتار منى ولعل شباكى هو الفاصل بيننا.. ولم انتبه لما يحدث فى البداية رغم حالة الهلع التى شعرت بها ولم أفهم مبررا لها إلا عندما عرفت ان الضيوف والجيران الجدد هم اربعة من المسجونين مرضى الايدز.. .. نعم حيث تم تجميعهم من كافة سجون مصر كى نأتنس بوجودهم على بعد سنتيمترات منا واحسب انى فى البداية هالتنى الصدمة ولمدة أيام ظللت متوجسا وانصرف تفكيرى كله انى لم يغمض لى جفن إلا وكل وسائل حقن الانسولين الخاصة بى فى حضنى وتحت كامل سيطرتي وحيازتى حتى أنى اذا خرجت الى زيارة اسرتى وعدت اقوم قبل تغيير ملابسى بتغيير الابر الموجودة فى اقلام الانسولين بغيرها مغلقة وغير مسبوقة الاستخدام كنت متوجسا إلى حد انى فكرت ان اطلب من زوجتى ان ترسل لى كتابا عن طرق العدوى بهذا المرض لأقف على احتمالات انتقاله بغير الطرق المعروفة إلا انى سألت احد الاطباء المعتقلين عندما جاء لى ليهمس في اذنى ان اتنبه انهم وضعوا مرضى الايدز والجرب الى جوارى لكنه قال لى أظن ان الجرب اخطر لأن انتقاله اسرع وايسر لكنه قال لى اما الايدز فهناك فقط 13٪ من الحالات غير معلوم كيف انتقل لهم المرض.. وقبل ان أشكره سألته هل يمكن ان يكون من بين الـ 13٪ مثلا ان يكون المرض انتقل بفعل الباعوض الناموس مثلا فقال ربما؟.. واحسب ان ربما هذه هى اصعب مرحلة مرت على فى حياتى فقد ظلت هذه الكلمة تدور في عقلى وأذنى كلما سمعت طنين ناموسة تطوف حول رأسى أو تقف الى جوارى.. .. وبعد اسابيع قليلة أدركت صحة ما قاله الطبيب المعتقل وهو ان الاخطر من الايدز هو الجرب وعشت أياما استهلك فيها من الديتول اكثر مما استهلك من المياة فى محاولة لتفادى هذا اللعين الذى قد يصلك محمولا على أى شيء وليس فقط على جناح باعوضة خاصة فـى فصل الصيف اللطيف جدا فى منتجعات طره.. .. ورغم غضبى فى البداية من نقل مرض الايدز إلا انى بعد بعض الوقت بدأت افكر فى ان فكرة المطالبة بنقلهم بعيداً هى فكرة غير انسانية فهم فى النهاية مرضى وليس من العدالة التعامل معهم بوصفهم جرب أو ايدز وليسوا بشرا اصيبوا بالمرض كما يمكن ان يصاب أى شخص بأى مرض، وبالتأكيد سيؤلمه جدا ان يتحالف عليه المرض والسجن وفزع الناس منه.. وبالتالى بدأت اتبادل مع المرضى المحتجرين تحية الصباح وبعض العبارات وعرفت من بعضهم قصصهم مع المرض وبعد ان فعلت هذا تم نقل مرضى الايدز الى مكان اخر لا اعرف حتى اللحظة اين هو؟. وبالمناسبة منذ هذا التاريخ اختفى الناموس من السجن أو ربما أنى لم اعد مهتما برؤيته.. و من هذه الاشياء التى ابدأ بها أوقاتى من ليل السجن الطويل هى اعلان الحرب على جيوش الصراصير .. فاذا كان الفلاح المصرى يبدأ موسم مقاومة الدودة فى القطن فى مثل هذه الايام من العام.. فأنا ايضا بوصفى من اصول فلاحية كثيرا ما امارس مهمة مقاومة الصراصير بنفسى واتولي رش الغرفة فى حرب استباقيه اجهاضيه لمنابع الأعداء . فوريره وزوار الفجر .. ليس السجن بهذه البشاعة أى ليس كل مافيه من هذه الماركات بين صرصار وذباب وباعوض فهناك كائنات لطيفة بعضها مسجون معنا صيفا وشتاء .. وبعضها لعله قرر ان يقضى فترة الصيف معنا وينطلق فى الشتاء باحثا عن مشتى آخر. ومن بين الكائنات المسجونة معنا بل أن معظـمها من مواليد السجن وربما لا تسجل ذاكرتها ـ من فضل الله عليها ـ زمنا للحرية وآخر لغيابها أو اغتيالها كما تسجل ذاكراتنا.. قطيع من القطط البلدية المتمردة والتى يتعامل بعضها بوصفه ابن المكان وصاحب حقوق أصيلة فيه ولم أكن أعرف عدد القطط فى السجن إلا يوما وقف احد المنتمين للجماعات الاسلامية ـ قبل ترحيل معظمهم من السجن ـ وكان معتقلا منذ 13 عام تقريبا ووقف الي جوارى مطلقا اصوات لا هي صفارة ولا هى نداء بل بين هذا وذاك وكأنه استخدم بوقا مطلقا هذا الصوت فوجدت مالا يقل عن مائة قطة تأتى من كل مكان جرياً وهرولة الى حيث يقف هذا الشاب مطلق النداء.. عرفت بعدها انه يجمع بعض بقايا أكل المعتقلين ويقدمه لهم يوميا وربما ليس لهم بل لآبائهم واجدادهم بوصفه معتقل منذ عهد الاجداد بالنسبة لهم. وبعد ان تم ترحيل هذا الشاب، وبعد ان صدرت التعليمات بمنعى تقريبا من الخروج والتجوال لم تعد هناك فرصة ان أرى هذا القطيع.. إلا قطة وحيدة وتدعى »فوريره« وهى قطة نحيلة ربما لم تبلغ بعد سن الزواج لكنها تتسم بقدر كبير من النضوج والتمييز والاصرار والعناد وقصة فوريره انها باتت هى القطة الأكثر شهرة من بين قطط السجن كلها لارتباطها النفسـى بشخصية كبيرة ومحترمة مسجونه في السجن منذ سنوات خمس تقريبا حيث كانت فوريره فى علم الغيب لكن فوريره بعد ان ولدت تعرضت لحادث كسرت فيه احد اطرافها مما دفع هذه الشخصية الكبيرة والشهيرة والمحترمة ان تحنوا عليها وهو ماحمل فوريره ان ترتبط به نفسيا فتسير خلفه وتجلس حينما يجلس وهو رغم كل شىء يعطى لفوريره أولوية فى تقديم مايمكن ان يعينها على الحياة الاكثر اطمئناناً عن غيرها من قطط السجن.. وهو ما يحمل فوريره للإطمئنان الى المسجونين ويشجعها على ان تخترق كل الحواجز بعد مواعيد اغلاق الابواب الحديدية علينا لتدخل الينا حتى انها تكاد ان تكون تصلى معنا كل فجر حيث يحلو لها ان تنكمش وتعبر من تحت المسافة الفاصلة بين الارض واعتاب الباب الحديدى في زيارة الفجر يوميا وكأنها من زواره. مظاهرة الصباح وإلى جانب زائرة الفجر »فوريره« هناك كائنات اخرى أحسب انى لم الحظ وجودها بهذه الكثافة إلا في شهور الصيف. فمع إشراقة الصباح نستقبل اصوات أجمل مظاهرة ينطلق هديل اصواتها داخل السجن بعد ان افرغ من صلاة الفجر بحوالى نصف ساعة حيث تنطلق آلاف العصافير وكأنها تهتف للحرية فى أكثر مكان شهد ذبح الحرية وهذه الأسراب من عصافير الصباح عندما تبدأ مظاهرتها اليومية التى تتدفق الى هتافاتها عبر القضبان أشعر انها تهتف للصباح الجديد ولى ولمصر ولأولادى فى تحدى خطير للأمن والسجن والسجان فى تحدى لكل وسائل القهر والقمع حيث تدوى الهتافات انه مهما كانت مهارة الصيادين وغلظـة السجانين فستظل العصافير بأجسادها الصغيرة واصواتها الجميلة قادرة ان تغتال حواجز الصمت والخوف ورهبة السجن والسجان معلنة عن ذلك التحدى التاريخى بين بنادق الصيادين واجساد واحلام العصافير. د . الحيوان ومظاهرات المساء تصادف مساء الاربعاء الماضى 14 يونيو 2006 انى سمعت هتافات تتعالي من العنابر المجاورة لم يتبين لى تحديدا هل هى صادرة من اخوانى اعضاء كفاية والغد أم انها من اخواننا من جماعة الاخوان المسلمين والتى تصاعدت هتافاتها في بداية الاسبوع الماضي احتفاء بما عرفته فى اليوم التالى من حصول الدكتور حسن الحيوان عضو المكتب السياسي للجماعة على حكم البراءة فى إحدى القضايا التى نسب اليه ولآخرين فيها حيازة اسلحة نارية وخلافه لزوم الانتخابات البرلمانية. ولم يكن لدى شك مطلقا ان نجل استاذى الكبير الراحل محمد الحيوان لا يمكن ان يحمل سلاحا اخطر من سلاح والده وهو القلم لكنى لم أكن واثقا من امور أخرى.. وقدر سعادتى بنبأ براءة الدكتور حسن الحيوان بقدر دهشتى عندما كنت متجها الى مكان الزيارة لاستقبال زميلى فى الغد الاستاذ مجدى الجندى المحامى الخميس الماضى ولمحت الدكتور حسن الحيوان وهو مازال خلف الاسوار.. واذكر اننى وصلت الى سجن طره في نفس الوقت تقريبا الذى وصل فيه الدكتور حسن الحيوان وكنا في البداية نلتقى فى المسجد يوم الجمعة أو بالمصادفة فى الملعب الفاصل بين مكان اقامتى ومكان اقامته إلا ان التطورات التى حدثت بالنسبة لى من منع قصرى من الحركة والاتصال بغيرى من السجناء حال دون استمرار التواصل مع الدكتور الحيوان الذى تمنيت ان اقدم له التهنئة بالبراءة حبا فى الحرية وفى والده استاذى الراحل محمد الحيوان ومن اخى وصديقى باسل الحيوان سكرتير الغد وفي شخصه لكن هكذا تريد السلطة ان تسجننى داخل سجنى وان تظلمنى داخل ظلمى وان تستمر معى فى مسلسل الانتقام الرهيب والقتل المعنوى بإجبارى على الصمت ومنعى من الكتابة ومن التراسل ومن الحديث مع الآخرين حتى داخل السجن الكبير والصغير.. نداء لأبناء الغد واخيرا .. الثلاثاء 2/6/2006 اختم سطورى برسالة لإخوانى ابناء ورجال وانصار الغد.. فى كل مكان لا تقنتوا من رحمة الله انهم يمكرون بنا وبكم وبحزبكم لكن الله خير الماكرين لا تهنوا ولا تحزنوا فالله معنا والغد لكم مهما وضعوا العقبات فى طريقكم. لقد خرج الغد حركة اجتماعية ليبرالية اصلاحية من رحم هذه الامة وعندنا من الله علينا بروح الحركة وحماسها وشجاعتها كنا ندرك ان تعبئة الحركة فى حزب قد يضر بها وقد يصيب بها بما اصابها من امراض الاحزاب الخانعة الخائفة إلا انكم ضربتم اعظم نماذج الوطنية واروع امثلة الاصرار علي الحرية عندما رفعتم شعار التغيير الآن عندما خضتم بعد ايام من قيام الحرب معركة رئاسة الجمهورية. دافعوا عن حزبكم واستمتعوا من اجل أن يظل حزبا حركيا حقيقيا اذا ما حاولوا ان يسرقوه فالمفتاح معكم وهو انتم فما قيمة صندوق فارغ مغلق أو شهادة اعتراف ممن لا يملك يقدمها لمن لا تستحق اننا لابد ان نواجه هذه الهمة كما واجهنا ما قبلها ومابعدها بمزيد من الحرص على وحدتنا وتجمعنا وحركتنا ومزيد من الصمود خلف رموزنا وقياداتنا الشرعية. اننا لن نخرج من الساحة بقرار ادارى لاننا لم ندخلها بقرار اننا ساحة ووطن لا يملك احد ان ينقل امتيازه لغيرنا ولغير اصحابه من جيل الغد والتغيير والاصلاح يا إخواني.. مزيد من الكفاح والنضال والفداء والعطاء لمواجهة هذه الهمة مزيد من الجهد والسهر حتى تبقي كلمة الحق هى العليا. .. اكتبوا للعالم كله اصرخوا فى وجه الظلم والظلمة اجعلوا كل يوم يريدون فيه ان يغتالوا الحرية بمبدأ للحرية تجمعوا يوم ٥ يوليو القادم فى مجلس الدولة كما تجمعتم يوم تأجيل حكم خروج الغد تجمعوا خلف قيادتكم المشروعة من كل حد وصوب وارفعوا ليعلو صوتكم. اذهبوا الى لجنة الاحزاب والى كل الاحزاب والنقابات والقوى السياسية لتقف الى جانبكم. .. اكتبوا لكل الصحف والاقلام الحرة لتوقف محاولة سرقة حزبكم وتجهض مؤامرة اغتيال حزب فاغتيال حزب هو اغتيال وطن واغتيال امل فى التغيير والاصلاح. .. اذكرونى فى نضالكم فلقبى معكم وكم كنت اتمنى ان اكون بينكم زورونى ولو منعوكم اكتبوا الى وان صادروا رسائلكم فثقوا انها ستصلنى اسرع وسيسجلها التاريخ فى محاضر الظلم وستفخرون بها يوم أن تنقشع الغمة وتتحرر الامة بجهدكم واجيال قادمة لها ان تفخر بنضالكم قولوا دائما ان الغد قادم ثقوا فى الله وفى قدرته على ان يقيم العدل ويزهق الظلم والظلمة . ان الذى يسرق اليوم ياإخوانى هو عمرى.. هو ما ادفع ثمنه حريتى فلا تسمحوا بذلك ابدا. بسم الله الرحمن الرحيم وأيوب إذا نادى ربه »أنى مسنى الضر، وأنت أرحم الراحمين، فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين«. صدق الله العظيم

أن غــدا لنــاظــره قــريب

رابط هذا التعليق
شارك

انت بطل يا ايمن , وسوف لا ينساك المصريين , لانك ضميرهم الحى , لقد عرضت نفسك للعذاب من اجلهم , وهذا من شيم الرجال , فصبرا .. صبرا ايها الثائر ان الثورة قادمة , والبركان قادم , تماسك عزيزى فانت فى قلوبنا جميعا ...

لو لم أكن مصريا ..... لوددت أن أكون مصريا

رابط هذا التعليق
شارك

أيمن نور

كل المناضلين فى العالم غير الحر تعرضوا للمؤامرات والسجن والإهانة ولم يزيدهم ذلك الا صمودا وصلابة.

نعرف اخلاصك لقضية الديمقراطية والحرية ولن يخذلك الله.

الفرج قريب وكل ليل له آخر ، والفجر والغد قادمين بأسرع مما يتخيل الظالمون.

قلوبنا معك

إن غدا لناظره قريب.

--

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11)

new-egypt.gif

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
***************
مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)
***************
A nation that keeps one eye on the past is wise!A
A nation that keeps two eyes on the past is blind!A

***************

رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط
القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط سلسلة كتب عالم المعرفة

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...