التقدم الى الوراء .....صرخه لشاب غاضب

[عوض السيد]

ماضين على نفس الخطا متوهمين باننا نتقدم للامام لكن ..الحقيقه التى لا تقبل الشك او الجدال..والتى تخرج علينا صارختا فينا نحن التائهون هى اننا نعود الى الخلف

كل ما يقال عن الاصلاح وعن مواكبة ركب التقدم هى خدعه نصدقها وتمضى السنين لتصفعنا الحقائق نحن المخطئون..لماذا

لماذا كل محاوله للاصلاح هى عملية رجوع الى الخلف ..لماذا حين نتقدم الى الامام نجد انفسنا فى نهاية الموكب..لماذا ..الف لماذا تصفع وجوهنا ..تدوخنا ..ولا اجابه محدوده..حتى الاجابات ..متناقضه متخبطه احيانا تمس الحقيقه واحيانا تهرول بعيدا عنها لتغمسنا فى ظلام جهلنا وتخلفنا وانغلاقنا

الخيوط متشابكه..وفكها ملغوم ..ومحفوف بالمخاطر ..فالحقيقه الوحيده الظاهره لنا هى اننا نقبع فى بؤرة التعفن..افكار مشوهه وحلول وهميه لمشاكل تجثم فوق صدورنا نسقط تحت وطئتها فى بركه من الاوحال

ليس منها مفر ...والاسئله لماذا

سوء الروءيا ينتج عنه سوء التخطيط

سوء التحليل ينتج عنه حلول فاشله

تلك معادلات صحيحه لا يختلف عليها اثنان..لكن لماذا

لاننا-مثقفين ومفكرين-نقف متشابكين اليد ملتفين حول هذا الوحش المتعفن وكل منا يرى العفن من ناحيته

ويصرخ بما يراه -هو- والنظام الحاكم مرهق فوق هذا المسخ والاصوات الصارخه تذيده ارهاقا يحاول ان يتحرك

تربكه صرخه اخرى فلا هو قادر على فعل الاولى ولا هو قادر على تلبية الثانيه..لاهو قادر على رؤية العفن

المستفحل تحت اقدامه ولا هو قادر على مواجهة هذا الاستفحال..لتصبح المحصله صفرا

فلا الصرخات الناقمه التى لاتقدم حلول قادره على مواجهة العفن ولا النظام قادر على ايقاف تخبطه

ولا تزال الاسئله تطرح نفسها...لماذا

اصحاب الصف الاول فى مواجهة الفساد سواء فى الاعلام او فى الاحزاب اصحاب وجوه قديمه وافكارا اكثر قدما مما يواجهونه وفى الصف الثانى يقف منتظرون منذ اعوام واعوام ..ينتظرون فرصه لدخول الصف الاول..ليقدموا نفس الافكار ونفس المقترحات..ينتظرون ميراثهم الذى ظلوا واقفين من اجله اعواما واعوام ..وفى انتظارهم الكل يدافع عن مكانه غير عابء بافكار من خلفه ..يئدون كل محاوله من اصحاب الصفوف الخلفيه لايقاف بؤرة العفن

التى تستفحل..يقاتلون من اجل بقائهم فى الامام حتى وان كانت افكارهم مشوهه ..حتى ان كان من يقاتلونهم يملكون رؤيا اوضح وافكارا افضل

البقاء للاقدم وليس للاصلح..تغير مفهوم البقاء والنتيجه..تراجع الشباب عن دورهم فى احياء هذا الوطن..ثم ياتى المتنمقون ويقولون انه جيل ضائع مشوه..فمن الذى يعمل على تشويهه ولماذا والف لماذا لمصلحة من ولصالح من.........

فلنلقى نظره سريعه على كل ما هو حولنا لتعرفوا صحة ما اقول

لنلقى نظره على الحياه الحزبيه واخبرونى لماذا عزف الشباب عن المشاركه الفعليه واين ذهبوا ولصالح من قتلهم باسم مصلحة الحزب ومن اجل بقاء وجوه قديمه لم تعد تملك ما تقدمه ولا حتى اقل القليل فى التغيير او ما يدعون بانه تغيير لماذا هذا التشبس بالاماكن مادمت لا استطيع المواجهه والتفعيل ثم يتهمون الشباب بالسطحيه واللا مبالاه

اين تريدون ان نلقى نظرنا على الاعلام الصحافه رؤساء تحرير يسعون ناحية اسماء معروفه دون ان يبالوا باسماء تسعى ناحية الصعود مهما كان ما تحمله من فكر وجرءه ونظره تختلف عن نظرات الاخرين..لماذا نتوقف عن اخراج مبدعين ومفكرين ..هل لابد ان يحمل المفكر دكتوراه فى التفكير ..او ماجستير فى الابداع كى يؤخذ بكلماته وافكاره ...هل يظل واقفا مكانه سنوات وسنوات حتى يفتر حماسه وتموت افكاره وحين يجد مكانا له بعد موت احدهم لا يجد الا ما كان يردده من سبقه لتبقى بؤرة العفن كما هى

انظروا الى صحافتنا واخبرونى كم مفكر جديد يطل علينا كل عام ..ولماذا اصبح التفكير حكرا على القدماء

انظروا الى الادب والى وجوه اصحابه لتعرفوا ما الذى تعانيه تلك البلاد

انظروا الى التعليم لتعرفوا رجوعه الى الوراء عاما وراء عام

انظروا حولكم لتعرفوا الحقيقه واهتموا قليلا لصفعاتها

انا لا ادعو الى قتل الوجوه القديمه لكن استحلفهم بالله وبهذا الوطن الايقتلوا هم الشباب

لا تتهموهم بالسطحيه والامبالاه انهم فقط ملوا انغماسكم فى ماء اسن فدعوهم يحركوا تلك المياه بحماسهم وجرئتهم وتهورهم ...فالمياه الراكده هى الاسرع فسادا

فى النهايه دعونى اطرح سؤالا واحدا يقولون ان نهضة البلاد تكون بسواعد ابنائها فلماذا تقتلون هؤلاء الابناء

ولماذا تصرون على ان البقاء للاقدم وليس الاصلح

[khedr]

ليست صرختك لوحدك...انما صرخات شعب كامل

ومن كثره الصراخ اصيب الشعب بالخرس

واصبحنا في مصر المنحوسه برجال الحزب

والمخروسه برجال لجنه السياسات