عوض السيد بتاريخ: 23 يونيو 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 يونيو 2006 لماذا نحن دوماً عاجزين عن تطبيق الحلول لماذا نحن دوماً عاجزين عن تطبيق المبادرات لماذا نحن دوماً عاجزين عن التطبيق لماذا أصبحت مشكلة التطبيق و التنفيذ فى واقعنا المصرى و منه إلى واقعنا العربى هى مشكلة المشاكل يمكننا أن نرى جيداً مشاكلنا .. يمكننا أن نجد لها حلولاً .. لكننا عاجزون دوماً أن نجد طرقاً لتطبيق تلك الحلول . أعجبنى ما قرءته يوماً للأستاذ أنيس منصور فى عموده اليومى بجريدة الأهرام حين كان يحكى عن إحدى زميلاته المتفوقات دراسياً و التى سافرت خلال بعثة إلى ألمانيا لإكمال دراستها الجامعية هناك .. إلا أن تلك الدراسة أصابتها بالإحباط فقد لاحظت أنها تتفوق على زملائها فى الدراسة النظرية أما داخل المعمل فهى لا تفقه شيىء إنهم يفوقونها مئات المرات فى التعامل العملى . لعل هذا يجيبنا حين نسئل أنفسنا لماذا كانت أوروبا رغم الإختلافات بين دولها أسرع تنفيذاً للإتحاد و الشراكة منا نحن كعرب .. و لماذا مازلنا نتخبط فى التنفيذ .. هذه هى مشكلتنا الحقيقية حتى مع المتفوقين دراسياً .. مشكلة التطبيق .. لماذا .. لأنهم هكذا علمونا و صبوا فى رؤؤسنا نظريات و نظريات فصرنا نحيا كأجهزة مبرمجة غير قادره على تنفيذ أى برنامج من برامجها .. أصبحت كل الأشياء أمام أعيننا و بين أيدينا ثابته جامده جمود الموتى .. أصبحت خطانا أبطء من خطا السلحفاه بينما العالم من حولنا يتحرك فى سرعة البرق و نحن كما نحن .. لماذا نرضى بالتخلف .. اليوم نحن إحدى دول العالم الثالث .. رغم أننا بدءنا ثورتنا الصناعية مع الثوره الصناعية فى اليابان . لكن أين نحن الآن من اليابان .. ما الذى أوقف تقدمنا .. رغم أننا أكثر من اليابان . مع بداية ثورتها غنى فى الموارد و الخامات .. ما الذى يدفع خطانا إلى الوراء و يجعلنا نظن بأننا نمضى إلى الأمام . السبب ليس بعيداً عن أيدينا ولا عن أعيننا .. مازلنا قادرين على إعادة خطانا إلى التقدم ووقف عملية التقهقر المنغمسين فيها .. مازلنا قادرين على أن نحمى أبناءنا من ان يحيوا حياة مثل التى نحياها .. قادرين على أن نمنحهم القدرة على المواجهه فى عزة و كرامة و أن نعلمهم أن يعطوا لا أن يستجدوا .. دعونا نبدء فى البناء .. بناء قوه مصرية لها شأنها و لها القدرة على تنفيذ ما تريد حين تريد دعونا نسئل أنفسنا لماذا نحن عاجزون عن التطبيق و لماذا شهاداتنا العلمية المختومة بختم الأراضى المصرية غير مقبولة عالمياً .. دعونا نجيب بلا مواربة و إن كانت الحقائق مؤلمة .. السبب هو أن طرق تعلمنا و تعليمنا متخلفه بالنسبة إلى دول العالم دعونا نسئل بكل ما نملكه من شجاعة .. ماهى أسباب تخلف تعليمنا الذى أصبح كالسرطان يتوغل فى أرض مصر فينشر فيها الآفات و الامراض و يجعل مشاكلها غير قابلة للحلول .. و يجعل التطبيق أصعب ما يكون إن مشكلة التعليم المصرى تزداد تعقيداً يوماً بعد آخر و تلك الحلول التى تسعى إلى تطويره تعلن فشلها و تزيده تعقيداً .. إن إدخال أجهزة الكمبيوتر إلى المدارس لا يرقى بها .. ولا بالعملية التعليمية .. ولا يمكن أن نجعله مقياساً لإزدهار التعليم فهذا أشبه بالمسكن للألم و ليس حلاً أو علاجاً .. أننا بذلك أشبه بمن يزين الواجهه ليخفى وراءها مالا يطاق لقد بدءنا فى تغيير شكل الكتاب المدرسى لكننا أبداً لم نرقى بمضمونه مازلنا مصرين على قتل عقول أبناءنا و جعلهم آلات صماء لا هم لها إلا حفظ ما حشونا به الكتاب و المطلوب هو حشو أدمغة الطلاب بتلك التفاهات التى لا ترقى بعقل ولا تصنع شخصية .. مازلنا نصر على أن نجعل الكتاب المدرسى ممتلئاً بكل ما هو غير مفيد و لعل الكثيرون يشاركوننى الرأى فى أن الطلبة المتفوقين داخل مدارسنا هم هؤلاء الطلبة أصحاب القدرة الأكبر فى حفظ المنهج الدراسى .. ليسوا عباقرة بل أنى لا أبالغ أو أقلل من قدرهم حين أقول عنهم مجرد آلات صماء ألغت عقولها و جعلت كل همها هو حفظ ما فرض عليهم من قبل وزارة التعليم دعونى أثير لديكم الكثير من الشكوك حول من ندعوهم بالمتفوقين . فلنسئل ما هو المعنى الحقيقى للأجابة النموزجية و التى يضعها أبناءنا المتفوقين كأجابات على أسئلة الإمتحان .. هذا المعنى الذى يعرفه أساتذتنا و طلبتنا المتفوقين حفظياً .. و هو نقل الجزء الخاص بأجابة السؤال كأقرب ما يكون إلى ما جاء فى الكتاب المقرر عليهم و كلما كان النقل بلا زياده أو نقص كلما كان أقرب إلى النقل النموزجى .. أقصد الإجابة النموزجية .. هذا ما تعنية الإجابة النموزجية و التى على أساسها يتم تصنيف الطلبة المتفوقين لكن أين التفوق و ماذا نقصد بالتفوق هل القدره على النقل الحرفى هو ما نقصده و أين العقل هنا .. و ما هو إستخدامه .. هل أقتصر على الحفظ دعونا نصوغ مثال آخر لمعنى التفوق النقلى .. أن مصححى الإمتحانات يكون لديهم إجابات نموزجية عن الأسئلة الموضوعه و هكذا يتم تصحيح الإجابات كما أخبرنا أساتذتنا و معلمينا .. فكل من يضع اجابة نموزجية أقرب إلى نموزج الإجابة هو الاقرب إلى الدرجة النهائية و درجة السؤال تعطى على جزئين .. أولهما الوصول إلى النتيجة الصحيحة و ذلك فيما يتعلق بالمسائل فى الرياضة و الفيزياء و الكيمياء و جزء من الأحياء . و الجزء الآخر يعطى على إقتراب خطوات الحل من تلك الخطوات فى نموزج الإجابة فإذا إفترضنا أن لدينا طالبين أحدهما متفوق نقلياً و الآخر متفوق فكرياً و كلاهما وصل إلى النتيجة زاتها لكن بإختلاف الطرق .. المصحح هنا بالتأكيد سيعطى الدرجة الأعلى لهذا المتفوق النقلى لأنه أعطى الإجابة كما يريدها المصحح و بنفس الخطوات رغم أن الآخر بلغ نفس النتيجة مستخدماً عقله و فكره و ماتعلمه فى إيجاد الحل .. لكن .. لا عزاء للعقل .. فهل هناك شك بعد ذلك بأننا نقتل عقول أبناءنا و نجعلهم مجرد آلات قادره على فعل ما يطلب منهم .. لاغين عقلهم ما الذى يدفع أبناءنا و أولياء الأمور و الأساتذه إلى إهمال كتب الوزاره و الإستعانة بكتب أخرى فى شرح المقرر .. السبب واضح فتلك الكتب الخارجية تحمل أكبرقدر من الأمثلة و الإجابات النموزجية تلك الإجابات التى إذا ما أستثمر الطالب وقته فى حفظها ضمنت له التفوق فمن يشك بعد ذلك فى أن العملية التعليمية فى مصر هى عملية لإلغاء الشخصية و العقلية و إخراج إناس لاهم لهم إلا النقل ولا قدره لديهم على التفكير ناهيك عن التطبيق هناك أخطاء أخرى فى الكتب المدرسية نفسها فعملية وضع المناهج الدراسية لا تعتمد على منهج علمى محدد لكنها أشبه بالعشوائية فمثلاً دراسة الفيزياء تعتمد على قوانين و نظريات متفرقه يصعب عليك إيجاد رابط بينها لا تاريخياً ولا منطقياً فالتسلسل مقطوع بل إنها أشبه بقوانين و نطريات تم قصها و لصقها دون ترابط و دون أدنى محاولة لإفهام الطالب كيف يتم إكتشاف نظرية ما أو صياغة قانون لها .. و كيف يتم إثبات فشل نظريه أو فشل قانون .. هكذا يبدو أنها مواد حفظية لا دخل للفكر و للعقل فيها .. قوانين و نظريات جامده و ليس على الطالب إلا حفظها .. هل هذا ما نريد . و ما يتم فى الفيزياء يتم فى كثير من العلوم فالتاريخ عبارة عن أسر و ممالك و شخصيات ربما بحكم كونه تاريخاً فهو يعتمد على الترتيب الزمنى لكن الوقائع التاريخية و التواريخ و الأسباب المحفوظة تطغى على الوقائع الإجتماعية و دراسة الظروف و الأسباب و المسببات .. و على الطالب أن يقوم بالحفظ .. و ليترك الفهم للمتخصصين و أنا لا أدرى .. حقيقةً من هؤلاء المتخصصون .. و فيما تخصصوا .. هذا هو حال التعليم فى مراحله الثلاثة فيما قبل الجامعة .. قتل للعقول و صب معارف و علوم مبتوره لا تنفع بشىء .. لكن ماذا عن مرحلة الجامعة ذاك المنبر المفتوح لدراسة علوم جدية و نهرمعرفة غير متناهية .. لكن و للأسف فالواقع الحقيقى لأسلوبنا فى التعليم الجامعى يخالف هذا المفهوم .. فقد طغى أسلوب التعليم الأساسى على الأسلوب الجامعى الذى يفترض فيه العمل على إخراج الطالب و عقله من أسلوب الحفظ إلى أسلوب الفهم و البحث عن المعرفه لكن على مايبدو أننا أشفقنا على أبناءنا الجامعيين من إستخدام عقولهم و من عناء البحث و التنقيب عن المعرفة فسهلنا عليهم الأمور و قدمنا إليهم معرفة واهية من خلال المذكرات و كتب الأساتذة .. فحولنا .. نهر المعرفة إلى قيود مقرره و زنازين ضيقة تغرق فى الظلام فتخنق عقول أبنائنا و تصيبهم بالوهن فى طموحهم و مستقبلهم .. هكذا و بكل بساطة حولنا الجامعة إلى مدرسة و حولنا الطالب الجامعى من ميدان البحث الى ميدان التلقى و تسول القليل من المعرفة .. أقعدناهم عن الحركة و عن البحث و أخمدنا الثورات الفكرية فى عقولهم و قيدناهم بقيود أقوى و أشد و أكثر أخافه من قيودهم القديمة .. حتى فيما ندعى أنه نشاط خاص بالطلبة وضعنا علية الرقابة فوضعنا على إتحادات الطلبة أساتذه ليس لديهم أفكار خاصة و أشك أن يكون لديهم اى أفكار ليعلموا الطلبة معنى السلبية واللامبالاة ليقودوهم كما يقود الراعى الجاهل خرافه إلى أرض جدباء لا ينبت فيها إلى الصبر و المر .. هكذا نصنع عقول أبناءنا أقصد نلغيها .. و نفاجىء بإزدياد الخطاب الدينى و إنخراط شبابنا داخل أفكار هدامه .. لماذا لأننا نخرج إلى الحياة عقولاً ذات تفكير محدود . قضت حياتها التعليمية بأكملها منقاده تحت قياده ثابته .. ألغينا شخصيتهم و أورثناهم مبادىء الإنقياد ثم نفاجئهم بواقع عملى .. عليهم فيه أن يتعاملوا بعقولهم الموؤده و شخصياتهم المبتوره .. نتركهم داخل غابة لابد فيها من الصراع لتبلغ ماتريد .. لكننا لم نعلمهم ما الذى يعنيه الصراع ولا كيف يمكنك أن تصبح مستقلاً بذاتك حتى و لو خالفت الآخرين .. نتركهم هكذا منقادين بلا قياده و تأتيهم القياده .. لكنها قياده تسعى للهدم لا للبناء .. تستغل عقولهم الضعيفة التى صنعها التعليم .. تستغل خوفهم من إثبات الذات .. تهديهم طرق وهمية معتمده على أجزاء مبتوره من تعليمهم فتخلق فيهم رافضين لواقع مهين وتزيد فيهم العصبية الدينية أو غيرها .. و هنا تجد مجتمع ممتلىء بتيارات متصارعه لا تسمع إلا نفسها و النتيجة .. التقهقر .. ليس الإرهاب ولا التعصب الدينى وليد المصادفة ولا الظروف الإجتماعية و لكنه وليد عقول خاوية فارغة تسعى إلى إمتلاك شخصية ما .. و على حسب ما تصادف فان صادفت خيراً إمتلئت خيراً و أن صادفت شراً إمتلئت شراً .. فلماذا مازلنا نصر على إفراغ عقول أبناءنا و تهميشها و لصالح من .. هذا القتل و هذا التهميش .. :....تحيا مصر مصر تحيا فى كل نحيه وكل حال .... ...........تحيا المصانع والمزارع والجبال............. ...........بس انتو بس سيبوها تحيا .... .........وهيّه تحيا ....وتبقى عال ............!!!!!!! رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان