الريس بتاريخ: 23 مايو 2002 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 مايو 2002 [b:post_uid0]تعودت كل ليلة أن امشي قليلا ، فأخرج لمدة نصف ساعة ثم اعود..وفي خط سيري يوميا كنت اشاهد طفلة لم تتعدى السابعة من العمر.. كانت تلاحق فراشا اجتمع حول احدى انوار الاضاءة المعلقة في سور احد المنازل... لفت انتباهي شكلها وملابسها .. فكانت تلبس فستانا ممزقا ولاتنتعل حذاء.. وكان شعرها طويلا وعيناها خضراوان .. كانت في البداية لاتلاحظ مروري .. ولكن مع مرور الايام .. اصبحت تنظر الي ثم تبتسم .. في احد الايام استوقفتها وسالتها عن اسمها فقالت اسماء.. فسألتها اين منزلكم .. فأشارت الى غرفة خشبية بجانب سور احد المنازل .. وقالت هذا هو عالمنا ، اعيش فيه مع امي واخي بدر.. وسالتها عن ابيها .. فقالت ابي كان يعمل سائقا في احدى الشركات الكبيرة .. ثم توفي في حادث مروري.. ثم انطلقت تجري عندما شاهدت اخيها بدر يخرج راكضا الى الشارع ..فمضيت في حال سبيلي.. ويوما مع يوم.. كنت كلما مررت استوقفها لاجاذبها اطراف الحديث .. سالتها : ماذا تتمنين ؟ قالت كل صباح اخرج الى نهاية الشارع .. لاشاهد دخول الطالبات الى المدرسه .. اشاهدهم يدخلون الى هذا العالم الصغير..مع باب صغير.. ويرتدون زيا موحدا ... ولااعلم ماذا يفعلون خلف هذا السور.. امنيتي ان اصحو كل صباح .. لالبس زيهم .. واذهب وادخل مع هذا الباب لاعيش معهم واتعلم القراءة والكتابة .. لااعلم ماذا جذبني في هذه الطفلة الصغيرة .. قد يكون تماسكها رغم ظروفها الصعبه .. وقد تكون عينيها .. لااعلم حتى الان السبب.. كنت كلما مررت مع هذا الشارع .. احضر لها شيئا معي.. حذاء .. ملابس.. العاب.. اكل.. وقالت لي في ! احدى المرات .. بأن خادمة تعمل في احد البيوت القريبة منهم قد علمتها الحياكة والخياطة والتطريز.. وطلبت مني ان احضر لها قماشا وادوات خياطه .. فاحضرت لها ماطلبت .. وطلبت مني في احد الايام طلبا غريبا .. قالت لي اريدك ان تعلمني كيف اكتب كلمة احبك.. ؟ مباشرة جلست انا وهي على الارض .. وبدأت اخط لها على الرمل كلمة احبك.. على ضوء عمود انارة في لاشارع .. كانت تراقبني وتبتسم .. وهكذا كل ليلة كنت اكتب لها كلمة احبك.. حتى اجادت كتابتها بشكل رائع .. وفي ليلة غاب قمرها ... حضرت اليها .. وبعد ان تجاذبنا اطراف الحديث .. قالت لي اغمض عينيك .. ولااعلم لماذا اصرت على ذلك.. فأغمضت عيني .. وفوجئت بها تقبلني ثم تجري راكضه .. وتختفي داخل الغرفة الخشبيه .. وفي الغد حصل لي ظرف طاريء استوجب سفري خارج المدينة لاسبوعين متواصلين .. لم استطع ان اودعها .. فرحلت وكنت اعلم انها تنتظرني كل ليله .. وعند عودتي .. لم اشتاق لشي في مدينتي .. اكثر من شوقي لاسماء.. في تلك الليلة خرجت مسرعا وقبل الموعد وصلت المكان وكان عمود الانارة الذي نجلس تحته لايضيء.. كان الشارع هادئا .. احسست بشي غريب.. انتظرت كثيرا فلم تحضر.. فعدت ادراجي .. وهكذا لمدة خمسة ايام .. كنت احضر كل ليلة فلااجدها.. عندها صممت على زيارة امها لسؤالها عنها.. فقد تكون مريضه .. استجمعت قواي وذهبت للغ! رفة الخشبية .. طرقت الباب على استحياء.. فخرج بدر .. ثم خرجت امه من بعده.. وقالت عندما شاهدتني.. يالهي .. لقد حضرت .. وقد وصفتك كما انت تماما.. ثم اجهشت في البكاء.. علمت حينها ان شيئا قد حصل.. ولكني لااعلم ماهو؟؟؟؟ وعندما هدأت الام سالتها ماذا حصل؟؟ اجيبيني ارجوك .. قالت لي لقد ماتت اسماء .. وقبل وفاتها .. قالت لي سيحضر احدهم للسؤال عني فاعطيه هذا وعندما سالتها من يكون ..قالت اعلم انه سياتي.. سياتي لامحالة ليسأل عني؟؟ اعطيه هذه القطعه .. فسالت امها ماذا حصل؟؟ فقالت لي توفيت اسماء.. في احدى الليالي احست ابنتي بحرارة واعياء شديدين .. فخرجت بها الى احد المستوصفات الخاصة القريبه .. فطلبوا مني مبلغا ماليا كبيرا مقابل الكشف والعلاج لااملكه .. فتركتهم وذهبت الى احد المستشفيات العامة .. وكانت حالتها تزداد سوءا..فرفضوا ادخالها بحجة عدم وجود ملف لها بالمستشفى.. فعدت الى المنزل .. لكي اضع لها الكمادات .. ولكنها كانت تحتضر.. بين يدي.. ثم اجهشت في بكاء مرير.. لقد ماتت .. ماتت اسماء.. لااعلم اماذا خانتني دموعي.. نعم لقد خانتني .. لاني لم استطع البكاء.. لم استطع التعبير بدموعي عن حالتي حينها.! . لااعلم كيف اصف شعوري .. لااستطيع وصفه لااستطيع .. خرجت مسرعا ولااعلم لماذا لم اعد الى مسكني.بل اخذت اذرع الشارع .. فجأة تذكرت الشي الذي اعطتني اياه ام اسماء..... فتحته ... فوجدت قطعة قماش صغيرة مربعه.. وقد نقش عليها بشكل رائع كلمة احبك.. وامتزجت بقطرات دم متخثره .. . يالهي .. لقد عرفت سر رغبتها في كتابة هذه الكلمه .. وعرفت الان لماذا كانت تخفي يديها في اخر لقاء.. كانت اصابعها تعاني من وخز الابره التي كانت تستعملها للخياطة والتطريز.. كانت اصدق كلمة حب في حياتي.. لقد كتبتها بدمها .. بجروحها .. بألمها.. كانت تلك الليلة هي اخر ليلة لي في ذلك الشارع .. فلم ارغب في العودة اليه مرة اخرى.. فهو كما يحمل ذكريات جميله .. يحمل ذكرى الم وحزن .. يحمل ذكرى اسمـــــــــــــــــــــــــــــــاء احتفظت بقطعة القماش معي.. وكنت احملها معي في كل مكان اذهب اليه .. وبعدها بشهر.. واثناء تواجدي في احدى الدول.. وعند ركوبي لاحد المراكب في البحر الابيض المتوسط.. اخرجت قطعة القماش من جيبي.. وقررت ان ارميها في البحر ..لااعلم لماذا ؟؟ ولكن لانها تحمل اقسى ذكرى في حياتي.. وقبل غروب الشمس.. امتزجت دموعي بد! م اسماء بكلمة احبك.. ورفعت يدي عاليا .. ورميتها في البحر.. واخذت ارقبها وهي تختفي عن نظري شيئا فشيئا .. ودموعي تسالني لماذا ؟؟ ولكنني كنت لااملك جوابا ؟؟ اسماء سامحيني .. فلم اعد احتمل الذكرى؟؟ اسماء سامحيني.. فقد حملتني اكبر مما اتحمل؟؟ اسماء سامحيني فأنا لااستحق الكلمات التي نقشتيها .. اسماء سامحيني..[/b:post_uid0] رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ragab2 بتاريخ: 23 مايو 2002 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 مايو 2002 قصة قصيرة وجميلة وتذكرنى بمعاناة الفقراء مع المرض بالرغم من رقة مشاعرهم وعدم توفر العلاج الا للأغنياء .. وتذكرنى بقصة بواب باحدى العمارات المجاورة سمعت أنه توفى من أثر نوبة بالشريان التاجى للقلب ولم يجد الا المستشفى العام الذى ركنه فى ركن من أركانه حتى مات وكأن هذه المستششفيات تمهل المريض الفقير وتهيئه لاستقبال حتفه وحتى يموت راضيا عن نفسه حيث أنه مع الأهل لم يقصروا واستعانوا بالمستشفى الذى يبحث عن من يعينه أولا أو أنه يبحث عن عبد المعين أثر الروتين القاتل وحالات التسيب فى الهيئات الحكومية سواء مستشفى أو شركة أو هيئة يكفى أن يقول أهل المتوفى أننا جرينا بيه الى المستشفى ولم نتوانى والسامع المتلقى لا يدرى أن المستشفى بقدرة قادر تحولت الى جراج للبنى آدمين المرضى لا أدوية ولا حتى شاش أو قطن فقط انتظارا لعزرائل وطلوع السر الالهى والسرير له سعر عند التمورجى وكذا المخدة والبطانية لها سعر معلوم عند الباشتمورجى وحسب مقدرة ومظهر المريض وأهل المريض والا . لا سرير غير الأرض فرشا وسطح العنبر غطاءا والدهس بأقدام العابرين والمرضى عقابا لمن لايدفع أو يجادل وتأتى الوفاة رحمة من رب العباد وحتى يستريح المريض من حكم الأشغال الشاقة والذى تنفذه ماتسمى مستشفى حسب الأوراق الرسمية واليافطة المعلقة على صدر بابها الحديدى لنا ولهم الله الذى يمهل ولا يهمل تحياتى مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات وصار نظاما لحكم مصر برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب .. سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..! رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
متسائل بتاريخ: 23 مايو 2002 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 مايو 2002 أثارت القصة غضباً دفيناً ينبع كلما قرأت شيئاً يفيض بالمشاعر الصافية.. يذكرني بما كنت عليه صغيراً قد ينبض قلبه لفتاة.. أما اليوم فقد أصيب ذلك الصبي الصغير بجفاف قلبه.. و لم يعد ينبض إلا تعباً و لم يعد يقطر إلا غضباً.. بل أعتقد أن ذلك الصغير لم يعد قادراً على فتح قلبه لأي فتاة أياً كانت.. أياً كانت.. بل أعتقد أنه يحقد عليهن غضباً، و يزدريهن احتقاراً. { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا } رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
daktara بتاريخ: 24 مايو 2002 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 24 مايو 2002 رائع يا ريس وفنان وقصاص ماهر فالفكره والمضمون والحبكه ممتازه جدا واسماء هى ماض اليم داخل كل منا توقظه كل حين قصه مشابهه او موقف مشابه ونقد مهذب لقسوه الايام على القلوب الضعيفه احييك وارحب بك اخى العزيز إنّ القلوب إذا هوت أوراقها فالمال لا يحيى ربيعاً ذهبا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
zigzag بتاريخ: 24 مايو 2002 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 24 مايو 2002 الحياة مليانة بقصص تدمي القلوب فية فكرة تراودني ، ولا استطيع حتي تخيل تحقيقها ، واريد ان اسأل هل مر احد بتلك التجربة هل ذهب احدكم الي مقابرنا المنشرة في الكثير من مدن الجمهورية ، وشارك سكانها من الاحياء طعامهم المفروش علي احدي المقابر ، لم يحدث ، ماشي هل تخيل احد امكانية تحقيق ذلك . رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الريس بتاريخ: 26 مايو 2002 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 26 مايو 2002 السلام عليكم ragab2 المعانات في كل مكان حتى الاغنياء يقولون انهم يعانون من ارتفاع الدولار والبترول لكن معاناة الفقراء هي المعاناة الحقيقية حين لايجد الفقير من يواسيه حتى في فقره بل تراه مع الفقر يحقر ويضطهد من جشع المجتمع مع تخلي الحكومة عن اعانته بالضروريات ويا قلبي لاتحزن متسائل ليه بس الغضب ماكلنا مرينا بتجارب اكتشفنا فيها إن قانون الغاب هو السائد وان ماتريده غيرك يريده فمن يصل اولا يأخذ مايريه افتح قلبك وعش مع الناس واستمتع بالحياة Daktara الروعة في ردك ومداخلتك الجميلة شكرا Zigzag مأساة لايعرفها الا ذوي القلوب الرحيمة مثلك يا اخي شكرا على المداخلة رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان