لكلوك بتاريخ: 22 يوليو 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 22 يوليو 2006 بيروت: خالد الغربي متميزون هم «نزلاء» مدرسة معروف سعد الرسمية في مدينة صيدا، على عكس اترابهم من النازحين الى بقية المدارس ومراكز النزوح الاخرى في عاصمة الجنوب. وما يميز هؤلاء النزلاء انهم لبنانيون وفلسطينيون يحملون جنسيات دول مختلفة جاءوا الى هذه المدينة شبه الآمنة، مقارنة مع بقية مناطق الجنوب، تمهيداً للمغادرة الى بلدانهم. في المدارس الاخرى الامر مختلف. وبالكاد زينب السيد، تلك الصبية التي نزحت من عيترون الى تكميلية البنات في صيدا، تحصل على دواء لوالدها الذي يعاني من مرض مزمن، فيما آخرون لا يحصلون بانتظام على الوجبات الغذائية والحصص التموينية بسبب صعوبات تعترض عمل فرق الاغاثة وعجز هيئة الاغاثة العليا عن مواكبة التطورات والاحداث ما دفع «تجمع الهيئات والمؤسسات الاهلية» وبلدية صيدا الى «البحث عن طرق تقينا شر التسكع على ابواب هيئة الاغاثة ووزارات الدولة» على حد قول سناء حشيشو المسؤولة في احدى الجمعيات الاجتماعية المشاركة في ايواء النازحين. في متوسطة معروف سعد الرسمية مئات من رعايا دول اوروبية (المانيا، السويد، النرويج، ايطاليا وغيرها) ينتظرون الحافلات المكيفة لنقلهم الى بيروت ومنها الى دولهم. وهؤلاء تتوفر لهم الى حد بعيد كل مقومات العيش بكرامة. حتى المواد التي تعتبر «كماليات» كانت حاضرة. والأمن معزز لحمايتهم، ليس من قبل اجهزة الدولة اللبنانية الرسمية انما من «أمن السفارات» وأمن «تيار المستقبل» الذي يدقق على مداخل المتوسطة في اوراق الداخلين من الاعلاميين وغير الاعلاميين. القلة القليلة من هؤلاء الرعايا بكوا لدى مغادرتهم صيدا، اما للمأساة التي حلت بوطنهم الام او خوفاً من ان يطول امد العدوان وتتقطع سبل التواصل والملاقاة مرة جديدة. واحدة من هؤلاء، الحاجة ام محمد السعدي، التي كفكفت دموعها اثناء وداعها ابنتها حنان واطفالها الثلاثة الذين يحملون الجنسية الالمانية وهم من اصل فلسطيني، تقول انها تعي ان ابنتها واطفالها «محميون» وبخير وسيصلون معافين، لكنها تبكي على ما قد تحمله الايام المقبلة اذا اشتد العدوان واستُهدفت المخيمات الفلسطينية وقضت هي ولم تتمكن من مشاهدتهم. كذلك فعلت مريم السيد التي تحمل الجنسية الالمانية. اذ قالت: «ابكي لأنني ربما لن اعود ثانية وربما اصبح وطني الاول لبنان في خبر كان». وتضيف وقد غطت وجهها بيديها: «الله يمحي اسرائيل لكي نرتاح». من معاناة الى معاناة... هذه هي حال اللبناني هيثم توبة من عيترون. فهذا الجنوبي الذي عاش جنون القصف والموت على بلدته التي شهدت معارك قاسية وقصفا اسرائيلياً مجنوناً، جازف وتمكن من الخروج من جحيم المعارك. لكنه ما ان وصل الى بلدة السلطانية حتى «خانته» سيارته فتعطلت. ولأنه تذكر مشهد «بيك آب» ومروحية اسرائيلية قصفته موقعة مجزرة بالمدنيين النازحين، قرر توزيع افراد عائلته على السيارات الهاربة. وهكذا كان، فالزوجة فاطمة مراد في سيارة، وابنته زينب في سيارة اخرى وزوجة شقيقه زينب عواضة في ثالثة مع طفليها... واتفقوا على اللقاء في صيدا بعد ان يكون اصلح سيارته المعطلة. وعندما وصل الى صيدا فوجئ بأن المكان المتفق عليه لم يصله اي من افراد عائلته. وصلة التواصل الوحيدة عبر الهاتف الذي بحوزة زوجة شقيقه غير موجود بشكل دائم في الخدمة. ويخشى هيثم ان يكون احد من افراد عائلته قد اصابه مكروه، بعدما جال على مراكز النازحين في صيدا مستفسراً عنهم وما اذا كان اي نازح قد شاهدهم. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان