اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

هزيمة الشيطان - قصّه قصيره


disappointed

Recommended Posts

يالهذه الرطوبه اللعينه.....ماذا حدث لمناخ المحروسه؟؟؟؟ أين نسمة الصيف العليله التى ما أن تقف تحت ظل شجره حتى تشعر بها تداعب وجهك وتدغدغ كل ذرّه بجسدك واهبة ايّاك الانتعاش حتّى ولو كانت شمس أغسطس فى كبد السماء؟؟؟؟ أين هبّات الهواء الرطبه التى ما أن تغرق الشمس فى أفق النيل حتّى يهرع البشر الى الطرقات للتمتع بها؟؟؟؟؟   ثم.......أى صيف هذا الذى يمتد الى أكتوبر ؟؟؟؟

دارت هذه التساؤلات كلّها فى ذهنه معبّرة عن تبرّمه من هذا الحر الخانق الذى لازال ممسكا بتلابيب المدينه وهو مشبّع ببخار الماء الذى يعطى احساسا بالضجر من تلك اللزوجه التى سدّت مسام جلده , وتساقطت حبّات العرق من على جبينه لتسقط على مقود سيارته المتواضعه وهو يصفّها تحت تلك العماره الفاخره  فى ذلك الشارع الهادئ الذى احتل أحد اطراف تلك الضاحيه الراقيه , ثم أغلق نوافذ السيّاره وهو يشخص بعقله الباطن الى مستقبله الباهر الذى ينتظره والذى سيجعله عمّا قريب يتمتّع بهواء المكيّف البارد فى سيارته الجديده.

امتدّت يداه الى المقعد الذى بجواره , والتقط حقيبته الجلديّه السوداء التى لاتفارقه, ونظر الى ساعته التى كانت تشير الى السابعه الاّ خمس دقائق وهو يرضى نرجسيّته بدقّة مواعيده,ثم خرج من السيّاره واغلق أبوابها وهو يتسائل فى سخريه عن جدوى اغلاق الأبواب وسيّارته مصطفّه وسط هذا الزخم من السيّارات الحديثه والفارهه التى يكتظ بها ذلك الشارع , فمن هو ذلك اللص الخائب الذى سيطمع فى سيّارته بدلا من أن يتعجّب من نشازها فى سيمفونيّة هذه السيّارات التى تخلب العقول؟

اقترب بخطواته من مدخل العماره,فهب له ذلك البوّاب ذو الجلباب الأزرق والشارب الكثيف احتراما ضاربا له تعظيم سلام

= مساء الفل يا دكتور

= ازّيك يا عم اسماعيل؟؟؟

= نحمد الله يا بيه.....والله طول الأسبوع ده بندعيلك....الورم فشّ من رجلين الوليّه ونزلت الشغل تانى

= طب الحمد لله....أنا حأجيب لها عيّنات تانى من نفس الدواء المرّه الجايّه

دلف الى بهو العماره الرّخامى بعد ان فتح له البوّاب بابها الزجاجى المذهب الاطار فى امتنان , ثم هرع البوّاب ليسبقه تجاه المصعد وفتحه له , فدخل المصعد وأغلق بابه عليه ودعوات السلامه التى يتمتم بها البوّاب تشيّعه.

امتدّت سبّابته وضغطت على زرّ الطابق السابع, ثم أخذ يعدّل من ربطة عنقه و يهندم فى بذلته الأنيقه وهو يتذكّر باستمتاع  يرضى غروره كلمات الاطراء التى تقابله فى كل مكان وخاصّة من النساء عن مدى أناقته وروعة ذوقه فى اختيار ربطات عنقه و موديلات بذلاته التى تبرز تناسق جسده الرياضى ومنكبيه العريضين وعضلاته المفتوله وطوله الفارع.

أفاق على رجّة القصور الذّاتى للمصعد وهو يقف بعد وصوله للطابق السابع , فخرج منه وتوجّه الى ذلك الباب الخشبى الفاخر , ورن جرسه وهو يردد مع  رنّته تلك النغمه الحالمه التى تم برمجته بها على صوت البيانو.

فتحت له الخادمه الباب , وأوصلته الى الصّالون مستفسره اذا كان سيشرب قهوته بعد انهاء الكشف كالعاده فأومأ لها برأسه بالايجاب , فاستئذنته وانصرفت الى داخل المنزل.

وضع حقيبته الجلديّه على الأرض بجانب مقعده الوثير الذى غاص فيه , وبدى له كأن المقعد المريح يدلّك له عضلاته المرهقه , وشخص ببصره الى تلك الثريّا الرائعه المتدليّه من السقف المزخرف لتضيف حبّات الكريستال اللامعه بها جوّا أكثر فخامة على المكان , وسرح يعقله وهو يستذكر جدول أعماله بالغد , وكيف سيقوم بتقسيم وقته بين عيادته الصغيره التى يندر أن يزورها المرضى باعتباره لازال طبيبا حديث التخرّج,وبين عمله فى تلك المستشفى الاستثماريّه الراقيه التى وفّرت له دخلا لابأس به, بالاضافه لقربه الدائم من مشاهير وأعلام الطب فيستفيد منهم علميّا كما يستفيد منهم مادّيا عندما يفوّضونه لمتابعة حالات مرضاهم المسنّين فى منازلهم الخاصّه لقاء أجر يسيل له لعابه بينما يعتبره أساتذته لايساوى كم مجهودهم ووقتهم المبذول فى سبيل ترك عياداتهم المكتظّه بالمرضى من اجل متابعة حالة أحد مرضاهم فى منزله.

أفاق على صوت جلبه,فوجد "راندا" و "مهاب" يجرون نحوه ويحتضنونه,فلقد تولّدت على مدار الأيّام علاقة حب ومودّه كبيره بينه وبين هذين الطفلين الّذين تعرّفا عليه وأحبّاه منذ أن انتقل جدّهم الى منزلهم منذ عدّة أسابيع حتّى يكون تحت أنظار والدتهم بعد ان تمكّن منه المرض اللعين وانتشر فى كامل جسده ففضّل الاقامه عند ابنته فى أواخر أيّامه على بهدلة المستشفيات , وان كان لابد له من الموت فليكن ذلك بهدوء ووسط بنته وأحفاده , وان كان على الرعايه الطبّيه فماذا ستقدّم له المستشفى أكثر من المسكّنات والارشادات التى سيقدّمها له هذا الطبيب الشاب الذى يزوره ليتابع حالته مرّتين أسبوعيّا والّذى وعد ابنته بأن يقصر دخوله الى المستشفى على اليومين الأخارى من عمره ضغطا لمساحة الألم والمعاناه.

أدخل يديه الى جيبه واخرج الحلوى التى لاينسى أبدا احضارها للطفلين, فأخذاها وهما يقبّلانه

= بابا مش موجود النهارده كمان يا "راندا"؟؟؟

= بابى على طول فى الشغل يا أونكل

وكانت الاجابه شبه متوقّعه بالنسبه له , فهو لم يلتق بزوج بنت مريضه سوى عندما كان المريض تحت رعاية أحد أساتذته بالمستشفى اذ عرّفه أستاذه عليه وعرض عليه متابعة الحاله بالمنزل فوافق وقام بالاتفاق مع الرجل على المواعيد والأجر , ثم التقاه فى المنزل مرّتين عندما بدء زياراته المنزليّه  لحماه , ووجد فيه رجلا فاضلا فى أواخر الأربعينيّات من العمر يتمتّع بقدر كبير من الأدب الجم والذوق العالى والثقافه الكبيره, وكم كان معجبا بشهامة الرجل وسعادته الغامره باستضافته لحماه فى منزله وبذل الغالى والرخيص فى سبيل اراحته فى أواخر ايّامه عن طيب خاطر وضمير حى,وبدى له كأن الانسجام بينهما على وشك الاكتمال عندما كانا يجلسان بعد انتهاء الكشف على حماه يتناولان القهوه ويتجاذبان أطراف الحديث فى الطب والسياسه ونتائج الكره عندما اكتشفا أنهما يشجّعان نفس النادى,ولكن يبدو ان مشاغل الرجل كبيره,وهو كرجل اعمال منغمس بالكامل فى ادارة أعماله وكثير السفر والترحال , وأنّه كان قد اقتطع بالكاد من وقته للاطمئنان على ترتيب أمور متابعة حماه الطبّيه بالمنزل,فلمّا استوثق من انتظام جدول حياته  الأسريّه من ناحية هذه المشكله التى اعترتها عاد للانغماس فى عمله , وانقطع الانسجام الذى كان على وشك أن يتعاظم بينهما وعلاقتهما  لازالت فى المهد.

وماهى الاّ لحظات ودخلت الخادمه لتأخذ الأولاد الى غرفتهم , وبقى وحيدا فى الصالون مرّة أخرى,الى أن أخذ ذلك العطر الباريسىّ الحالم يغزو أنفه كالعاده  ويشعره بالخدر يتسلل الى جسده معلنا عن قرب ظهورها فاعتدل فى جلسته , وما أن رفع نظره تجاه مدخل الصالون حتّى رآها قادمة اليه وهى تمد يديها البضّتين لتحيّته وعلى شفتيها تلك الابتسامه اللامعقوله التى تزيد وجهها الرائع الجمال نورا وبشاشة وتعزف على شفتيها لحنا ملائكيّا يأخذ بالعقل, فاخذ بيديها وشعر بحرارة ترحابها به تسرى من داخلها فى ومضات عبر دقّات نبضها التى شعر بها بين بيديه.

توجّه معها الى غرفة والدها, وقضى بعض الوقت فى مراجعة نظام تغذيته ثم قام بفحصه وقرر تغيير بعض الأدويه له قبل أن يبادله حوارا ودّيا طويلا عن تشريعات القوانين الجديده باعتبار مريضه مستشارا سابقا, و لطالما شكّل هذا الحوار الجزء الأكبر من زيارته فهو ومريضه كلاهما يعلمان أن الوقت ليس وقت العلاج بالدواء بل هو وقت الاحتواء.

منذ أن انقطع زوجها عن التواجد فى المنزل وجد نفسه يجالسها ويتبادلان أطراف الحديث أثناء شرب القهوه قبل أن يغادر بعد ان كان يجالس زوجها معها فى البدايه, واصبح فنجان القهوه الوسيله التى جعلتهما يتعرّفان على بعضهما البعض أكثر وأكثر فى فتره وجيزه, ففتحت تلك المرأه التى اقتربت من أواسط الثلاثينيّات من العمر قلبها لذلك الطبيب الشاب عندما أكتشفا أنهما على نفس الموجه , فهما يحبّان نفس الألوان ويرددان نفس الأغانى ويقدّران نفس ألوان الفنون ويتابعان نفس البرامج ويقرآن لنفس الكتّاب, فنشأت بينهما عاطفه غريبه جعلت التشوّق للتحاور مع بعضهما البعض رغبة تبعث اشارت خفيّه الى قلبيهما, وفتح لها قلبه فتحدّث عن آماله ومشاريعه المستقبليّه وخططه فى الحياه, وفتحت له قلبها فاجترّت معه ذكريّاتها أيّام كانت بالجامعه , وتوطدّت العلاقه حتى كاشفته بأدق أسرار حياتها وشكت له من انعدام العاطفه فى حياتها وبعد زوجها عنها عاطفيّا وجسديّا وحكت له كيف أنّ عدم الانسجام الجسدى بينها وبين زوجها تحوّل الى مايشبه معايشة الأخوه تحت سقف بيت واحد

كان يشعر بنمو العلاقه, كان يحس باستشراء تفكيره فيها فى عقله الباطن كل مرّه أكثر من التى تسبقها,وكان الوضع كذلك بالنسبه لها, وأيقنا رغم عدم تبادل أى كلمات صريحه بينهما أن علاقتهما أصبحت عاطفه تراكميّه بايقاع سريع تزايدت سرعته بجنون فى الأسبوع الأخير حتى أصبح كالقاطره المتّجهه بأقصى سرعه دون سائق الى حافّة الهاويه , وشعرا فى هذه الليله بالذات بأن كلاّ منهما كان يجلس على برميل بارود على وشك الانفجار, فآثر أن يشرب قهوته بسرعه وطلب الاستئذان مبكّرا عن كل مرّه.

أوصلته الى الباب, ثم خرجت معه الى الممر الخارجى أمام المصعد , وعندما ضغطت سبّابته على زر طلب المصعد , كانت هى تمسك بمظروف أبيض وضعت فيه أجر زيارته , وعندما همّت بوضع المظروف فى جيب قميصه وجدت يديها تصطدمان بعضلات صدره المفتوله فارتعشت يداها وتشنجّت عضلاته , وامسكت يداها بذراعيه بلاوعى,وتعلّقت نظرات كلاّ منهما بالآخر فتحجّرت مقلتي عينى كل منهما وهما غارقتين فى بحر عميق من الرغبه والترقّب, وذابت  هى فى وله فى فورة شبابه ووسامته بينما حرق جمالها الفتّان وجسدها الشهى وابتسامتها الساحره ومفاتنها الجامحه كل خليّه من خلايا جسده الثائر,وتلاحقت أنفاسهما , وتتابعت ضربات قلبيهما, وارتعشت الشفاه ,ووسط هذا الجو المحموم رأى وجه زوجها الذى احترمه وقدّره يبرز له بابتسامته الهادئه الطيّبه وشهامته وخلقه الرفيع فأفاق من نشوته,وخيّل له من تعبيرات وجهها أنّها رأت هى الأخرى صورة وجه زوجها تنبعث من مقلتيه فشاهدتها كما شاهدها هو, فأخذ كلاّ منهما خطوه مفاجئه للوراء,وهنا وصل المصعد,ففتح بابه و هو يسمع قلبه يقول لعقله كم اتمنّاها وأريدها فيرد عقله بأن هذا شيئ لايجب ولا يصح أن يكون,وقبل أن يغلق باب المصعد وقع نور المصعد على وجهها الشاخص اليه فسمع عيناها تصرخان آه كم أريدك وأشتهيك ولكن هذا شيئ لا يجب أو يصح أن يكون,وأغلق باب المصعد,واستدار للمرآه أثناء نزول المصعد,وحملق فى وجهه, ثم بدئت آثار الراحه والغبطه تبدو على وجهه الذى انبسطت عضلاته المتقلّصه شيئا فشيئا,ثم ابتسم ابتسامه عريضه وقبّل نفسه فى المرآه , فاذا كانت اناقته وعضلاته المفتوله قد أرضت نرجسّيته أثناء صعوده بالمصعد فقد أصبحت نرجسيّته الآن أثناء نزوله فيه  فى ذروتها اذ امتزجت باحترامه لنفسه وايمانه بها , ولم لا وقد تمكّن من هزيمة الشيطان.

Edited By disappointed on July 20 2002 4:57pm

<span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' />

رابط هذا التعليق
شارك

جمييييييييييييييييلة جداااااااااااااا

فعلا

بس........

هممممم

تصويرك كان قوي جدا في جزئية الشيطان دي

ياريت كل الناس تعرف تهزمه

:sneaky2:

بس احنا كدا ها نقطع على بعض يا دكتووووووور

;)  :blush:

وانا من البلد ديييييييييييي

رابط هذا التعليق
شارك

أما عن هزيمة الشيطان...

سأروي لك يا دكتور.. و لكن ليس على الملأ  :)

{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا }

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...