يامبارك هل هناك من يقف ضد هذا الفساد

[ahm_ali_baba]

البحث عن دور مشبوه في زمن الركوع

دعوة مشبوهة لأبناء عصمت السادات

تقرير يكتبه: ياسر نصر

لم يتخيل إيهود أولمرت أو أحد من مستشاريه أن يصل الكرم عند أصدقائهم إلي هذا المدي البعيد فقد جاوزوا كل توقعاتهم، فلم يكتفوا بالصمت والتواطؤ علي ما يجري، أو لم يقلدوا كبارهم بادانة المقاومة المغامرة المتهورة، بل زادوا علي هذا بأن اقترح أحدهم دعوة 'الأعضاء الشرفاء' في الكنيست الإسرائيلي ليناقشوا مع زملائهم العرب أبعاد المأساة الإنسانية إلي آخر الدعوة الفضيحة..

والابداع العربي دائما متجاوز كل التوقعات، خاصة إذا كان مصدره عددا من الباحثين عن دور وشهرة في الأيام السوداء هذه..

من يعتبرون أن الحكاية أي حكاية وجهات نظر، ولا يفرقون بين المزايدة علي موقف سياسي والمزايدة علي أقفاص الخضار والفاكهة في سوق العبور..

المفاجأة المشبوهة جاءت في عز الحرب والقنابل العنقودية والصواريخ تدك بيوت العرب وتدفن الأطفال تحت الأسرة والتراب، وفي عز غضب الشارع والبرلمان علي الجرائم الوحشية، ومطالب تجميد وإلغاء اتفاقيات الاستسلام وطرد سفراء الشيطان.

أما سيادته فقد عكس الحكاية تماما، كما يفعل لاعب الكرة الذي يخطئ تقدير الاتجاهات فيحرز هدفا في نفسه والفرق بينهما أن الأخير يفهم فورا من صفارات الجماهير أن ما فعله محض 'خيبة ثقيلة' أما الأول فقد أحرز الخيبة وانتظر التصفيق الحاد!!

لا نجد أفضل مما جاء علي لسان محمود السخري وكيل حزب الأحرار حول واقعة استضافة طلعت السادات للسفير الصهيوني (تسفي مرئيل) في منزله.. قال: وجه طلعت الدعوة لي ولأمين الحزب في بني سويف وكذلك د. جيهان الشربيني عضو أمانة المرأة لحضور عشاء في منزله، وفوجئنا هناك بقوات أمن ضخمة، وعندما دخلنا فوجئنا بالسفير وزوجته وشعرنا بإهانة شديدة، اكتملت بأن تحرك حرس السفير وقاموا بتفتيشنا!

السخري حكي عن العشاء والتخت الشرقي بالطرابيش والراقصة والكئوس.. إلي آخر المهزلة.. التي اختتمها بطلب تخصيص دعم صهيوني لحزب الأحرار من أجل 'مؤاخاة الشعب المصري بالإسرائيلي'..

ليس غريبا إذن أن يقدم النائب محمد أنور عصمت السادات في بيانه (القنبلة) دعوة للكيان الصهيوني بمشاركة العرب في الاجتماع، أو أن يطالب بمراقبة دولية ترصد الحوارات التي ستدور بين البرلمانيين العرب والصهاينة!

الدعوة التي وجهها أنور عصمت السادات ليست جديدة علي هذه العائلة التي لها تاريخ طويل مع الكيان الصهيوني والتطبيع معه فقبل اسابيع قليلة طالعنا طلعت السادات بتصريحات مفاجئة وجديدة، فقد اقترح في بيان أصدره باسم حزب الاحرار يوم 12 مايو الماضي عقد قمة عربية طارئة يحضرها الزعماء العرب ورئيس الوزراء الصهيوني 'إيهود أولمرت' للإعلان عن التزام كل الأطراف المشاركة في القمة بالمبادرة العربية للسلام التي تم اقرارها في قمة بيروت العربية ورفضتها 'إسرائيل' باعلان الحرب علي شعب فلسطين ومحاصرة مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله.

ودعا السادات في بيانه الرئيس مبارك لأن يلعب دورا تاريخيا لإقناع ايهود أولمرت بالجلوس مع الزعماء العرب علي طاولة واحدة الدعوات المتتالية لإسرائيل للحضور مع العرب والتي تطلقها عائلة السادات تجعلنا نتساءل عن العلاقة القوية التي تربطهم بالصهاينة منذ الزيارة الشهيرة للرئيس الراحل للقدس أواخر سبعينيات القرن الماضي، والعلاقة ممتدة مع عائلته من بعده، وهذا ما وضح جليا في رسالة نتنياهو إلي طلعت السادات في أكتوبر 1998 والتي نشرتها جريدة الحقيقة في 10 أكتوبر قائلة إنه وسط الغضب الشعبي علي السياسة الإسرائيلية تجاه شعب فلسطين، تتواصل المراسلة والمودة بين نتنياهو رئيس وزراء العدو الإسرائيلي وطلعت السادات المحامي، وفي الخطاب أبلغ نتنياهو طلعت وصول تحياته عن طريق مندوبه في القاهرة وشكره علي التعاون بينهما وسأله عن أحواله وعن اسرته، وأكد له دعمه في عمله الذي يقوم به وتمني له التوفيق، ووقع الخطاب بصديقك المخلص نتنياهو.

طلعت السادات الذي يقول دائما في تصريحاته إنه ليست له علاقة بإسرائيل ولا بالسفير الصهيوني وانه لم يستقبله، إلا أنه أكد مرارا أن السفير الإسرائيلي جاءه مرة إلي ميت أبوالكوم في الذكري السنوية للرئيس السادات، فماذا استطيع أن اقول ..إنني ليست لي علاقة معه وانه جاء الي بيت السادات وفي الذكري السنوية ولم يأت إلي بيتي.

خطابات نتنياهو لطلعت السادات والزيارة العلنية للسفير الإسرائيلي له في ميت أبوالكوم جعلتنا نبحث عن علاقتهم مع الكيان الصهيوني وسفيرهم بالقاهرة في الفترة الأخيرة، وهل صحيح كما يقول طلعت أنه ليست له علاقة معهم؟ والاجابة جاءت في كتاب محمود السخيمي 'طلعت السادات رئيسا للجمهورية.. أحلام مستحيلة' والذي اعده الصيف الماضي عندما علم بنية طلعت السادات الترشح لرئاسة الجمهورية، وتحت عنوان أصابع إسرائيل في أزمة الحزب' يعرض السخيمي لتفاصيل علاقة طلعت السادات بإسرائيل قائلا: منذ ثلاث سنوات وفي نهاية شهر أبريل 2002، دعاني طلعت للعشاء في منزله بمصر الجديدة وذهبت في الموعد المحدد وفوجئت بوجود السفير الإسرائيلي مع عدد من الضيوف ومن بينهم الدكتورة جيهان الشربيني ومحمد عبدالحميد أمين حزب الاحرار ببني سويف ورياض شرارة المعلق الرياضي، وكان السفير الإسرائيلي حاضرا بصحبة زوجته وحرسه الخاص، واصابتني الدهشة عندما فوجئت براقصة شرقية جاءت خصيصا للترفيه عن السفير الذي وزع علينا دعوات لحضور الاحتفال بالعيد القومي لإسرئيل.

ويضيف السخيمي قائلا: فوجئت بطلعت يطلب مني بعد أن قدمني للسفير بصفة وكيل حزب الأحرار أن أطلب من السفير دعما ماديا للحزب، ورفضت علي الفور، كما طلب نفس الطلب من محمد عبدالحميد أمين الحزب ببني سويف ورفض أيضا..

ويكمل الكاتب قصته مع طلعت وإسرائيل أنه قبل الاحتفال بالعيد القومي لإسرائيل، أخبرهم طلعت السادات انه لابد من الذهاب للحفل لأن الدكتور يوسف والي وكمال الشاذلي سيكونان من بين الحضور ومن الممكن أن نجد لديهما حلا لازمة الأحرار.. وذهبوا إلي الحفل في منزل السفير الصهيوني بالمعادي ولم يجدوا يوسف والي ولا كمال الشاذلي، وبعدها نشر طلعت صور السخيمي مع السفير الإسرائيلي مؤكدا أن له علاقات بإسرائيل.

ويرصد عبدالله إمام في كتابه 'قضية عصمت السادات.. محاكمة عصر' التفاصيل الأولي لعلاقات تطبيع أسرة السادات مع إسرائيل بادئا كتابه بأن السادات بدأ حكمه وكل العرب وراء مصر وقتل وقد قطعوا جميعا علاقاتهم بها.. بدأ و إسرائيل عدوة في سيناء فجعلها صديقة في القاهرة؟! بدأ ومصر غير منحازة فأصبحت في عهده تابعة، بدأ ومصر المهزومة تملك ارادتها وانتهي ومصر المنتصرة تضع أوراقها في يد غيرها.

وذكر إمام في كتابه ان السادات كان يتحدي مشاعر الناس ليقول إنه هو الذي عرض علي بيجن توصيل مياه النيل إلي إسرائيل، لانه يريد أن يقيم 'زمزم' الساداتية في القدس المحتلة عاصمة 'إسرائيل'، وكان يتحدي مشاعر الناس ويقول إنه يطلب السلاح لا ليحارب 'إسرائيل'، ولكن لأن عليه مسئوليات أخري.. ولم يوضح من الذي حمله هذه المسئوليات ولا هي لصالح من!. ونتج عن ذلك كما قال الدفاع في محاكمة عصمت السادات 'ان الغرب حزن علي أنور السادات وأن الرئيس ريجان بكاه بالدموع، وذلك لأن الاعداء اصبحوا اصدقاء وساروا في جنازته والاشقاء صاروا أعداء وقاطعوا حتي الجنازة، فمصر في جانب والوطن العربي في جانب آخر، مع مصر فقط أمريكا وإسرائيل وبعض دول الغرب وسار في جنازته بيجن وشارون وبن اليسار وكارتر ونيكسون ودستان ووفود الأجانب وقاطعها العرب والمصريون.

ويبدو أن طلعت عصمت السادات وأخاه أنور يسيران علي نهج عمهما وأبيهما عصمت السادات لاسيما وأن ما جاء في مذكرة المخابرات العامة التي أرسلتها للرئيس الراحل ومرفق بها عقد وقعه عصمت مع مجموعة شركات أمريكية إسرائيلية برأسمال قدره ألف مليون دولار، واتفق هو وشريكه محمد الدمرداش أبوسعدة علي السفر للولايات المتحدة في نهاية فبراير 1981 لتوقيع العقد النهائي، وقام الرئيس الراحل بمنع أخيه من توقيع ذلك، وجاء في مذكرة الأمن القومي بالنص 'حسبما ذكر كتاب محاكمة عصمت السادات' أنه تم ابلاغ السيد رئيس الجمهورية الراحل بهذا الأمر، وكان التعليق من جانبه أن سفر السيد عصمت السادات لتوقيع هذه الصفقة مع شركة أمريكية إسرائيلية برأسمال ضخم لن تغفله الصحافة الأمريكية وخاصة الصهيونية، أو أجهزة الاعلام المناوئة لمصر، وستكون مادة للتشهير وبث الشائعات ضد شخص رئيس الجمهورية وبناء عليه فقد أصدر رئيس الجمهورية الراحل قراره بوضع السيد عصمت السادات وافراد أسرته علي قوائم الممنوعين من السفر..

قيمة الصفقة التي كان يريد عصمت السادات توقيعها مع إسرائيل وأمريكا في أوائل الثمانينيات بقيمة مليار جنيه وضعت الكثير من علامات الاستفهام حول ممتلكات عائلة عصمت السادات، والاجابة حول هذا جاءت في المحاكمة الشهيرة لعصمت السادات وأربعة من ابنائه وهم السادات أحمد عصمت السادات وشهرته جلال السادات، وطلعت أحمد عصمت السادات، ومحمد أنور أحمد عصمت السادات، ونادية أحمد عصمت السادات.. وذلك امام محكمة القيم وتم اتهامه فيها بسبع جرائم وهي: الرشوة، والتوصية ، والوساطة، واختلاس المال العام، والتزوير في الأوراق الرسمية واستعمالها، والتهديد والنصب وخيانة الأمانة، واحتجاز اكثر من مسكن واحد في البلد، وكان هذا مخالفا للقانون آنذاك، والتسعير والاتجار في السوق السوداء، وقدرت وقتها ثروت عصمت وأولاده بحوالي 124 مليونا و122 ألفا و680 جنيها.

وجاء في منطوق الحكم الصادر في يوم 12 فبراير 1983 في الدعوي المقيدة بجهاز المدعي العام الاشتراكي برقم 32 لسنة 1982 وبجدول المحكمة برقم 54 لسنة 12 ق حراسات المرفوعة من المدعي العام الاشتراكي ضد عصمت السادات وأولاده الأربعة.. أن المدعي العام الاشتراكي أحال المدعي عليهم الي محكمة القيم لانهم حتي 20/10/1982 بدائرة محافظات القاهرة والاسكندرية والجيزة والغربية والمنوفية والفيوم والسويس اتوا افعالا من شأنها الاضرار بالمصالح الاقتصادية للمجتمع السياسي في البلاد، كما تضخمت أموالهم وأسرهم بسبب استغلال النفوذ اعتمادا علي صلة القرابة التي تربطهم بالرئيس الراحل واستخدام الغش والتواطؤ في تنفيذ عقود التوريدات مع الحكومة والهيئات العامة، والاتجار في السوق السوداء، والتلاعب بقوت الشعب، والاستيلاء بغير حق علي الأموال العامة والخاصة المملوكة للدولة والاشخاص الاعتبارية.

تاريخ العائلة

أحمد عصمت السادات والد طلعت وأنور من مواليد عام 1925 بعد أن حصل علي شهادة اتمام الدراسة الابتدائية عمل في الأربعينيات كاتبا متطوعا بسلاح الحدود ثم نقل بعد ذلك إلي فصيلة الدراجات البخارية بالطرق الصحراوية وكان مرتبه لا يتجاوز خمسة جنيهات، وكانت ممتلكات عائلته كلها فدانا ونصف فدان بزمام ناحية ميت أبوالكوم بالمنوفية، ولضيق ذات اليد ولضآلة مرتبه ترك عمله في غضون عام 1945 ليعمل سائقا لإحدي سيارات نقل المازوت ثم لإحدي سيارات الاتوبيس. وفي اوائل الخمسينيات أصبح عصمت السادات وكيلا لجريدة الجمهورية بمحافظة الغربية دون ما سند من خبرة يؤهله لشغل تلك الوظيفة، نقل بعدها إلي المؤسسة المصرية العامة للنقل البري حيث عين في وظيفة مدير فرع السويس التابع لشركة النيل العامة لاتوبيس شرق الدلتا وكان ذلك في الفترة من 21/3/1963 حتي 7/2/1966 بمرتب شهري قدره مائة ألف جنيه من المؤسسة التي يعمل بها وأخذت رقم الجناية 3998 لسنة 1966 السويس.

كما اصدر عدة شيكات بدون رصيد خلال فترة الستينيات حرر عنها عدة محاضر جنح وذلك في سعيه للكسب السريع ومنها 14411 لسنة 1961، 704 لسنة 1962، 14903 لسنة 1961، 3535 لسنة 1962، 3536 لسنة 1962، 4013 لسنة 1962 مصر الجديدة، وصدرت ضده أحكام كثيرة قضت بحبسه لاتهامه في هذه القضايا.

مصر ضيعة

ويذكر الحكم انه خلال فترة السبعينيات انتهز ابناء عصمت السادات الأربعة صلة القرابة التي تربطهم برئيس الجمهورية، وأخذوا يعيثون في الأرض فسادا دون رقيب أو حسيب، فاقتحموا عددا كبيرا من القطاعات مخالفين اللوائح والنظم الادارية مستغلين نفوذهم، وعرضوا خدماتهم علي أصحاب البيوت الصناعية والتجارية في خارج البلاد استعمالا لنفوذهم وقرابتهم برئيس الجمهورية لتمثيل مصالحهم ولو كانت غير مشروعة وتقديم تسهيلات لهم عند تعاملهم في مصر علي حساب المصلحة العامة ولو كان في ذلك اضرار بالمال العام وقوت الشعب، هادفين إلي الاثراء غير المشروع وتكوين ثروات طفيلية.

ويضيف نص الحكم: 'ان الاستدلالات والتحقيقات أسفرت عن أنهم لم يتركوا مجالا من المجالات ولم يرحموا قطاعا من القطاعات إلا واستغلوا نفوذهم فيه للاثراء الحرام، ففي مجال التموين قام طلعت السادات باعتباره مالكا مع والده لشركة الشرق الأوسط للمشروعات والتوزيع بالتوسط لدي هيئة السلع التموينية لكي تقبل استيراد كمية من اللحوم من الخارج في وقت لم تكن البلاد في حاجة ماسة إلي هذه اللحوم، ونتيجة نفوذهما تعاقدت الهيئة علي هذه الصفقة، وتنفيذا لهذا التعاقد وردت شركة نوردفلش الإسبانية والتي يمثلها في مصر طلعت السادات 2500 طن، وسمحت السلطات بدخولها الأسواق وبيعها للجمهور رغم ثبوت أنها مذبوحة علي خلاف الشريعة الاسلامية وتجلط الدم في اوعيتها، ولم يكتف طلعت بذلك بل قام بصفته ممثلا للشركة العربية السويسرية للمشروعات والتنمية بالتوسط لدي هيئة السلع التموينية ذاتها عارضا توريد 6 آلاف طن صلصة طماطم من انتاج شركة البحر المتوسط للتنمية والمشاريع ولنفوذه لدي المختصين اسندت إليه هذه العملية بالأمر المباشر من وزير التموين، وبعد أن قامت الهيئة بسداد ثمن الصفقة كاملا واستلم المورد الكمية إذا به يفاجأ أن الكمية ناقصة 1200 طن وتبين له أن بها 1650 طنا غير صالحة للاستهلاك الآدمي وتم اعدامها مما الحق خسائر بالخزانة العامة للدولة قدرها 2 مليون جنيه آنذاك.

وفي مجال الصناعة قام طلعت عصمت السادات ووالده باستغلال نفوذهما لدي المسئولين بشركات القطاع العام وتمكنا من صرف 15 ألف لوح من الخشب الحبيبي علي خلاف القواعد المقررة، كما قام محمد أنور عصمت السادات ووالده بصرف 45 طنا من الجلسرين الكيماوي والصناعي زاعمين أنهما من أصحاب الشركات الكيماوية الصناعية في وقت كان السوق يعاني من أزمة حادة في هذه المادة. كما استغلوا نفوذهم وتمكنوا من الحصول علي كميات كبيرة من المواسير والأسمنت وحديد التسليح والزجاج والقيشاني والاخشاب زاعمين انها لمشروعات حقيقية ولكنه اتضح أنها وهمية فصرف المسئولون الكميات وكل ذلك باعوه في السوق السوداء وحققوا من جراء ذلك أرباحا طائلة.

وفي مجال الاسكان أسس عصمت السادات جمعية تعاونية سميت باسم جمعية ميت أبوالكوم للاسكان التعاوني عين نفسه فيها رئيسا لمجلس ادارتها وابنه طلعت نائبا للرئيس، ولم يكن غرضهما في ذلك المساهمة في حل ازمة الاسكان بل كانا يرميان إلي جمع المال الحرام فاخذوا من عديد من المواطنين مبالغ كبيرة واهمين أياهم أنهما سيقومان بتسليمهم قطعا من الأرض الفضاء أو وحدات سكنية ولكنهما لم ينفذا ما التزما به، بل خرجا علي اغراض الاسكان التعاوني متلاعبين في الأموال التي جمعاها مختلسين مبالغ طائلة بوسائل شتي وطرق عديدة. كما استغلا نفوذهما لدي المسئولين بشركات الاسكان وتمكنا من الحصول علي وحدات سكنية قاما بتأجيرها مفروشة فحققا من وراء ذلك أرباحا طائلة في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الكثير في سبيل الحصول علي مسكن ملائم، فقد استأجر طلعت السادات شقة من شركة مدينة نصر يقوم بتأجيرها مفروشة علاوة علي مسكنه الخاص.

ولم يكتفوا بذلك فحسبما جاء في منطوق الحكم أنهم قاموا مستغلين صلتهم برئيس الجمهورية السابق وتقدموا بطلبات متعددة لهيئة التليفونات فتمكنوا من الحصول علي عدة خطوط سلكية ولاسلكية مستفيدين بذلك من الاستثناءات التي يمكن تقريرها حتي أنهم تمكنوا من الحصول علي حصص من التليفونات اللاسلكية تعادل نحو نصف ما هو مخصص للحكومة بأسرها بكافة أجهزتها، وفي الوقت الذي ينتظر فيه المحتاجون للخطوط التليفونية سنوات للحصول علي خط تليفوني واحد.

ولم يقتصر الأمر علي تحقيقهم ثروة طائلة من جراء استغلالهم نفوذهم لدي المسئولين، بل اخذ المدعي عليهم يعيثون في الأرض فسادا، ويعتدون علي قطاع عريض من المواطنين بالتهديد ، فحصلوا منهم علي مبالغ نقدية كثيرة وعقارات ومنقولات جهارا نهارا متصورين أنهم في حماية من القانون وأن الحكومة غافلة وليست ساهرة علي مصالح الشعب.

ويرصد عبدالله إمام في كتابه (محاكمة عصر) بعضا من وقائع استغلال النفوذ والتهديد التي مارستها أسرة عصمت السادات منها ما حاول اثباته محمد الدمرداش أبوسعدة شريك عصمت عندما حصل علي جهاز تسجيل من إحدي الجهات الأمنية لإثبات أن عصمت حصل منه علي 300 ألف دولار، وسجل لعصمت حديثا ليثبت حقه، إلا أن عصمت تناول في الحديث أسرة الرئيس، وتحدث طلعت عن استيراد السلاح للجماعات الدينية، وقرروا استيراد السلاح للجماعات الاسلامية، وعندما علم السادات بذلك أمر بالتحقيق مع أبوسعدة وسحب جميع اشرطة التسجيل.

وعن علاقة عصمت والمليونير الهارب كامل الكفراوي روي محمد الدمرداش قصة طويلة في التحقيقات ملخصها أن كامل ذهب إليه مع طلعت وشكا من المهندس عثمان أحمد عثمان الذي يحاربه، وأعطي الكفراوي طلعت سبعة آلاف جنيه في مظروف بصفة مؤقتة لحمايته من المهندس عثمان، وطلب طلعت أن يحصل علي فيلا زوجة الكفراوي بالدقي نظير مساندته. كما سحب محمد الدمرداش كامل الكفراوي الي مكتب الدكتور عبدالعزيز حجازي الذي شكل لجنة من مكتبه لفحص أعمال الكفراوي ولكن اللجنة لم تستمر، لأن الكفراوي كان يريد أن يبسط عصمت عليه الحماية في مواجهة المهندس عثمان، ومن أجل ذلك أعد ابن أخت الكفراوي الأستاذ عبدالمولي المحامي عقدا لانشاء شركة 'الصفا' تقوم بأعمال الكفراوي وتحصر ديونه وتسدد عقوده وتحصل علي تسهيلات من البنوك وكانت الشركة مكونة من طلعت رئيسا والدمرداش والكفراوي شريكين معه.

ويرصد الكتاب عددا كبيرا من وقائع الابتزاز التي تورطت فيها أسرة عصمت السادات نذكر منها واقعة استيلاء طلعت عصمت السادات علي 11200 جنيه من عثمان الامبابي وشريكه أحمد حسين وقد قاما بتوكيل أحد المحامين لاسترداد هذه المبالغ واخطار سكرتير خاص الرئيس وقد رد طلعت 4 آلاف جنيه وتم الاتصال به بمعرفة جهات الأمن فرد مبلغ 3200 وتعهد برد الباقي في فترة وجيزة.

كما لجأت السيدة آمنة محمد عبدالنبي إلي مكتب الرئيس، لأن طلعت استولي منها علي 10 آلاف جنيه لتمكينها من أرض بشارع النزهة الجديدة مساحتها 688 مترا مربعا، وقالت شركة مصر الجديدة للاسكان والتعمير بعدم صحة ملكية السيدة المذكورة للأرض وأنها ليس لديها مستندات تدل علي ملكيتها وقامت الشركة بوضع يدها علي الأرض، ولجأت السيدة آمنة إلي طلعت لمساعدتها في الاستيلاء علي قطعة الأرض وأعطته المبلغ نظير ذلك ولم تحصل علي الأرض ولا النقود، فأرسلت مذكرة الي سكرتارية الرئيس الراحل.

كما صحب طلعت مجموعة من البلطجية وذهبوا إلي فندق نابليون السياحي بالهرم، واحتلوا الفندق بالقوة وطردوا صاحبه منه، وقد وصل الأمر للشرطة وتحرر محضر نهائي رقم 10 أحوال نقطة الوسط بقسم بولاق الدكرور وتم انهاء النزاع ورسا المزاد لبيع الفندق علي محمد رشاد موسي مرتجي 'صاحبه الأصلي' تنفيذا للمحضر المؤرخ في 24/3/1981، واستلم الفندق وأصبح الحائز والمالك الوحيد، وثالثا مذكرة الأمن القومي عن ذلك أنه تأكد من أكثر من مصدر انه يتردد ان السيد طلعت عصمت السادات قد تسلم من المذكور 50 ألف جنيه نظير التنازل واتفاق الصلح النهائي.

وللأسباب السابقة حكمت المحكمة بفرض الحراسة علي أموال عصمت السادات وأولاده الأربعة، وقدرت المحكمة المصروفات اللازمة لادارة الأموال المفروضة عليها الحراسة بواقع 5 % من صافي ايرادها السنوي، وقضت المحكمة باستمرار تنفيذ الأمر الصادر من المستشار المنتدب منها بالتحفظ في مكان أمين علي الاشخاص المشار اليهم لمدة لا تتجاوز سنة، وللمدعي العام الاشتراكي قبل نهاية هذه المدة أن يطلب من المحكمة ذاتها تنفيذ الأمر مددا أخري لا يتجاوز مجموعها خمس سنوات.

وبعد 24 عاما من الحكم، يطل علينا كل من طلعت وأنور ابني عصمت السادات وكأنهما لا يقرآن التاريخ بل إنهما دائما الربط بين اسمهما واسم عمهم الرئيس الراحل. فطلعت لم تتوقف تصريحاته عن اتفاقية الاستسلام مع العدو الصهيوني التي وقعها عمه ووصفه إياها ب'good play' أو ضربة معلم رغم أنه يدعي انه ضد التطبيع.

وأنه بعد غياب عن الساحة بسبب قضية والده عاد أواخر عام 1997 وبالتحديد في شهر اغسطس عندما قرر مصطفي كامل مراد رئيس حزب الأحرار وقتها اختيار طلعت مستشارا قانونيا للحزب ورئيسا للجنة الفكر والتوجيه، وكان طلعت قد انضم مؤخرا للحزب، وذلك بسبب علاقة مصطفي كامل مراد القوية بالرئيس الراحل السادات حيث كان رفيقه في رحلة القدس الشهيرة.

وما أن توفي مصطفي كامل مراد بعد ذلك التاريخ بسنة وفي سبتمبر 1998، حتي اقتحم طلعت السادات وأعوانه مقر الحزب وحدثت مصادمات بينهم وبين انصار رجب هلال حميدة وأصيب 5 أفراد، وعلي ضوء ذلك تجمد الحزب، ووجهت نيابة عابدين لطلعت تهمة الاتلاف العمد والضرب واطلاق أعيرة نارية وقررت اخلاء سبيله بضمان مهنته. وقتها اتهم رجب هلال حميدة انه ممنوع من الترشيح وأنه يقود عملا سياسيا عاما بسبب حكم محكمة القيم الذي صدر في منتصف الثمانينيات ويقضي بحرمانه من مباشرة حقوقه السياسية. واتهم وقتها بالعمالة لإسرائيل بعد نشر الرسالة التي كانت موجهة لطلعت من نتنياهو.

ولكن هل انتهي طلعت بعد عودته إلي الحياة السياسية من الابتزاز الذي وصفته به محكمة القيم، والاجابة أنه لم ينته بعد فمنذ عام تقريبا في يوليو الماضي شنت رقية السادات هجوما ضاريا ضد طلعت بسبب استغلاله لاسم عمه في معاركه السياسية وقالت: 'إن طلعت تاريخه ملوث' مشيرة إلي شطبه من قوائم الموردين المتعهدين بعد قيام وزارة التموين بوقف التعامل معه عندما كان رئيسا للشركة العربية السويسرية للمشروعات والتنمية.

وأكدت رقية أنها تعرضت للابتزاز من ابن عمها اثناء قيامها برفع دعوي لابنها أشرف ضد أبيه وزوجها الدكتور أمين عفيفي، إلا أنها واجهت ذلك الابتزاز من طلعت ووصفته بالاسترزاق باسم ابيها.

كما أصدر جمال السادات بيانا يندد فيه بالخلط بين ابن عمه طلعت وبين شخصية الرئيس الراحل، وقال إن والده الراحل لم يترك توكيلا لابن عمه ولا لغيره بالتحدث نيابة عنه، ولهذا لا يجوز لأحد أن يتاجر باسمه أو يدعي صفة شخصية في الحديث نيابة عنه.

هذا هو طلعت السادات الذي خاض الانتخابات التكميلية لمجلس الشعب 2000، وبعد نجاحه قال في تصريحات له إنه يهدي نجاحه للرئيس مبارك، ورغم معارضته الشديدة حاليا لنظام مبارك إلا أنه اعترف علي صفحات الجرائد قائلا: 'محدش نافق مبارك قدي' . اشرك معه في انتخابات دائرة تلا أخاه محمد أنور عصمت السادات علي مقعد العمال وراح يدور في انحاء الدائرة بأسدين مما اثار ذعر المواطنين وحرر له عدد من المحاضر.

وطبعا لا أحد ينسي الموقعة الأخيرة لطلعت في البرلمان والتي اتهم فيها أنه رفع حذاءه فيها علي نائب الحزب الوطني أحمد عز، بل راح البعض يقول إن طلعت موجه من قبل الحرس القديم في الحزب الوطني لتصفية حسابات مع عز، لاسيما وأن الاستمارة التي وقع عليها نواب الوطني لمحاسبة طلعت لم تشمل عددا كبيرا ممن يطلق عليهم الحرس القديم في الحزب الوطني.

وها هو اليوم يخرج علينا أنور عصمت السادات يريد أن يدخلنا في تطبيع جديد مع إسرائيل وهو نائب عن الشعب الذي حاول سرقة قوته أيام أن كان معه نفوذ عمه الرئيس الراحل

نقلا عن الاسبوع

[bakeer22]

بالنسبة لرأس الموضوع والأجابة عنة هى ( طبعا مافيش حد هايقف ضد الفساد لأن مبارك نفسة زعيم الفساد )

بعد قرائتى للموضوع فامش عارف الواحد يلاقيها من مين ولا من مين دة الكل طلع باطل

لكن هناك اشراقة فجر جديد وصبح هايطلع من داخل العتمة على ايد حزب الله انشاء الله ولكنى اتمنى اللا يطول الأنتظار

بصراحة تسلموا . اللى بتعملوة مشرف لينا جميعا كعرب (شعوب) وفى نفس الوقت محبط لينا من اللى شوفناة على ايد الحكومات مش عارف اقول اية

تخيلوا افراد بالعشرات او بالمئات مش قادرة عليهم دولة كاملة بيقولوا انها اقوى دولة عسكريا فى المنطقة مش عرفة تعمل معاهم حاجة

يبقى اية الوضع لو كل العرب اتحدوا بجيش عربى مشترك . انا مش فاهم هما شاريين الأسلة اللى بيجيبوها دة لية .....زينة

[ahm_ali_baba]

يا عزيزى اى اسلحه تتحدث عنها بعدما اعلنا ان حرب اكتوبر هى أخر الحروب وقمنا بتسليم 99% من اوراق القضيه للبيت الابيض خوفا ان تأكلها العته ... بس نعمل ايه بعدما طمع البيت الابيض فى الاوراق دى واستندل وسلمها لاسرائيل

الاسلحه دى اسلحه قمع مظاهرات مصريه وان كان يمكن تطويرها لقتل الجنود العراقيين

[علي البدري]

طبعا في من يقف لمحابه الفساد ....... حاميها حراميها

أما بخصوص طلعت السادات وأخواته ..... فأنا لا أصدق ما قيل عنه ..... وليس كل من ينشر يكون صادقا ......