دراسة تتوصل إلى أن فيروس الإيدز يختبئ في أنسجة الأمعاء ويعوق العلاج

[عليـ***ـاء]

دراسة تتوصل إلى أن فيروس الإيدز يختبئ في أنسجة الأمعاء ويعوق العلاج

(دراستان تقترحان أساليب جديدة للقضاء على الإصابة بفيروس الإيدز)

واشنطن، 1 آب/أغسطس، 2006- إكتشف العلماء أن فيروس (إتش آي في) المسبب لمرض فقدان المناعة المكتسب (الإيدز) قادر على الاختباء في عمق الأنسجة البشرية ومراوغة العقاقير التي تحاول إحياء جهاز المناعة.

أجرى الباحثون بجامعة كاليفورنيا ديفيز دراستهم حول الموضوع بدعم من المعاهد القومية للصحة. ونتائج الدراسة منشورة في عدد شهر آب/أغسطس من مجلة جورنال أوف فايرولوجي أي مجلة دراسات الفيروسات.

ففي الدراسة التي استمرت 3 سنوات على مرضى يعيشون وهم إما مصابون بالإيدز أو يحملون الفيروس المسبب له إتش آي في، إكتشف الباحثون أن الفيروس قادر على النجاة من الجهود المبذولة لتدميره والقضاء عليه بالاختباء في الأنسجة المخاطية المبطّنة للأمعاء، مواصلا إعاقة جهاز مناعة المريض، حتى في حالة تطبيق نظام للعلاج بالعقاقير.

وحسبما قالت ساتيا دانديكر كبيرة القائمين على إعداد الدراسة ورئيسة القسم الطبي للأحياء الدقيقة بجامعة كاليفورنيا ديفيز فإن "المعركة الحقيقية بين الفيروس والمصابين به تحدث في أمعاء المريض فور إصابته بالفيروس. ولذلك لا بد أن نركز جهودنا على تحسين سبل علاج الغشاء المخاطي المبطن لقناة الجهاز الهضمي (من الفم حتى الشرج) التي يحدث فيها معظم التدمير لخلايا جهاز المناعة."

وكانت الأبحاث السابقة قد أظهرت أن الأنسجة الليمفاوية تساهم مساهمة كبيرة في استجابة جهاز المناعة بالجسم وقدرته على القضاء على فيروس إتش آي في. وقالت دانديكر إن الاكتشافات الجديدة تؤكد أهمية إيجاد وسائل لحماية وظائف الأنسجة الليمفاوية.

وتظهر النتائج المنشورة في مجلة دراسات الفيروسات أن وجود التهاب في الأمعاء يعطل أداء الأنسجة لوظيفتها ويدفع إلى موت الخلايا. وقال الباحثون إن منع حدوث الالتهاب من العوامل الأساسية للمحافظة على استجابة جهاز المناعة في القناة الهضمية أو الأمعاء. واقترحوا أن استعمال العقاقير المضادة للالتهابات قد يساعد، ويمكن أن يؤدي إلى زيادة فاعلية العقاقير القوية المضادة للفيروسات.

كما يوجد عامل آخر يبدو أنه يمنع حدوث الالتهابات ويمكن جهاز المناعة في الغشاء المبطن للقناة الهضمية من القيام بوظائفه، وهو بدء العلاج بالعقاقير القوية المضادة للفيروسات في وقت مبكر بعد الإصابة. فالذين بدأوا العلاج بالعقاقير خلال أسابيع من التأكد بالتحاليل المعملية من أنهم مصابون بفيروس إتش فايف إن وان، تحققت لهم نتائج أفضل ممن أصيبوا بالفيروس قبل بدء علاجهم بعام أو أكثر.

ومن جانبه قال توماس برينديفيل المتخصص في أمراض الجهاز الهضمي والمشارك في الإشراف على إعداد الدراسة "إننا ما زلنا نرى أن احتمالات إحياء وظائف جهاز المناعة تكون أفضل حينما يبدأ العلاج مبكرا . فإذا كان من الممكن إحياء استجابة جهاز المناعة في القناة الهضمية، يكون هناك احتمال أكبر لأن يتخلص المريض من الفيروس."

* البروتينات المقاومة للمرض

الدراسة الثانية التي نُشرت في المجلات الطبية الجديدة توصلت إلى أن بعض الحلول للقضاء على الإيدز والفيروس المسبب له (إتش آي في) يمكن العثور عليها داخل نظم الجسم نفسه.

ففي أوئل العام الحالي 2006 توصل الباحثون بكلية الطب في جامعة إنديانا نورث ويست إلى تحديد نوع من البروتين ينتجه الجسم بنفسه ويؤدي دور خط الدفاع الأول ضد الإصابات البكتيرية.

وفي عدد 28 تموز/يوليو من مجلة الكيمياء الأحيائية اقترح الباحثان رومان دزييارسكي وديبيكا غوبتا أن تلك البروتينات، التي تسمى اختصارا باسم بيغليرب، يمكن أن تستخدم في تصنيع أدوية لحفز الاستجابة المعطلة أو المتوقفة لمقاومة البكتيريا لدى الأشخاص المصابين بفيروس (إتش آي في). وهذه الاستراتيجية من الممكن أن تساعد المصابين بالإيدز أو فيروس (إتش آي في) المسبب له، مثلما يقترح الباحثان، لكنها يمكن أن تساعد أيضا المصابين بأمراض أخرى تعوق جهاز المناعة.

وهناك أعضاء عديدة في جسم الإنسان تنتج تلك البروتينات المقاومة للبكتيريا، كما يقول الباحثون بجامعة إنديانا. وفي الأشخاص الأصحاء تقوم تلك البروتينات بتعزيز قدرة الجسم على الدفاع وتمنع بسهولة الإصابة بالبكتيريا. كما يبدو أن بروتينات بيغليرب تؤدي دور "أول مستجيب" في حالة ظهور الإصابة، وأنها تتحرك نحو العمل قبل أن تبدأ استجابة جهاز المناعة الرئيسي في الجسم.