النسبية أم الإطلاق في التقييم الجامعي ؟

[shawshank]

يؤمن البعض بالعدل النسبي ، أو بقاعدة "المساواة في الظلم عدل" . و يرى البعض الآخر أن بذل ما في الوسع سعيا وراء العدل المطلق أولى من اتباع تلك القاعدة . و في التعليم الجامعي ، في حين يرى البعض أن التقييم العادل يكفي فيه أن الفروق في درجات الطلاب تعكس فروقهم التحصيلية و المهارية ، بصرف النظر عن التقييم الفردي لكل منهم ... يرى البعض الآخر أنه يجب النظر لكل طالب على حدة و ما إذا كانت نتيجته الدراسية تعكس تحصيله و مهاراته ، و ليس فقط النظر إلى أين هو من زملائه .

و قد شاع في الجامعات المصرية مبدأ العدل النسبي في التقييم الأكاديمي . فليس مستغربا أن يقوم (الكنترول) في إحدى الكليات – بناء على تعليمات الجامعة - بإضافة نسبة 5% مثلا لدرجات كل الطلاب في مادة معينة . و إن كان هذا في ظاهر الأمر عدلا "نسبيا" ، إذ ساوى بين كل الطلاب في "درجات الرأفة" ، إلا أنه في واقع الأمر ظلم . فهو ظلم للطالب لأنه نال من الدرجات ما ليس من حقه ، و هو ما يعني خروجه للمجتمع بشهادة و بتقدير معين يعني مهارات و خبرات معينة لا يمتلكها ، فيتعثر هذا الخريج في عمله أينما ذهب . و ظلم للمجتمع الذي سيخرج له خريج جامعي بنتيجة دراسية لا يعكس في الواقع قدراته . و ظلم لصاحب العمل ، الذي يتوقع من الخريج بتقدير (أو درجات) معين(ـة) أن يكون لديه خبرة معينة تكافئ تلك الدرجات و هذا التقدير . و هو ظلم للعملية التعليمية ، إذ ينال من أمانة و نزاهة أساتذة الجامعة . و ظلم للتعليم في مصر إذا ما قورن الخريج المصري بخريج أجنبي عند التقدم لشركة متعددة الجنسيات داخل أو خارج مصر .

إن المساواة في الظلم هي - ببساطة - ظلم .

[Sherief AbdelWahab]

سأعطيك مثالاً من عالم كرة القدم ..

إذا احتسب الحكم أي قرار (عادل أو ظالم) ضد فريق ما ، يخرج أنصاره ساخطين على "ظلم" الحكم ، أما الفريق المنافس فيشيد بعدالة الحكم ونزاهته .. الكلام دة بغض النظر عن عدالة القرار من ظلمه في الحقيقة..

في عالم متشابك ومتضارب المصالح .. الموضوع دة بيبان ..

مصلحة الطالب غير مصلحة سوق العمل غير مصلحة الجامعة غير مصلحة الحكومة غير مصلحة المجتمع الأهلي..

وحتى في تقدير مصالح كل فريق على حدة برضه فيه جدل .. مصلحة سوق العمل على المدى الطويل ولا على المدى القصير .. المصلحة الربحية أم النواحي الأخلاقية..

كل صاحب مصلحة بيشوف من زاويته إن كان الكلام دة عدل واضح أو ظلم فاضح.. وطبعاً بيتغير موقفك لما بيتغير مكانك في حلقة المصالح.. ودة اللي يبان في المناقشة الهامة عن موضوع العلاقة بين المالك والمستأجر في الشئون الاقتصادية .. إن مثلاً اللي عند عائلته بيت ملك قديم في إسكندرية سكانه مطلعين عينهم ، ساكن في شقة جديدة في القاهرة واصحاب العمارة فيها مطلعين عينه..شوف انت بقا..

خلص الكلام