أسامة الكباريتي بتاريخ: 11 أغسطس 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 11 أغسطس 2006 مقاتلو حزب الله يستعينون بالجسور المؤقتة والمواد التموينية تحمل شارات إيرانية تاريخ النشر : Friday, 11 August 2006 غزة-دنيا الوطن لم تعد هناك أي جسور على طول نهر الليطاني الذي يمتد 90 ميلا، ويقسم جنوب لبنان المحاصر ومقاتلي حزب الله عن باقي البلد. فالقوات الاسرائيلية قصفت ودمرت كل الجسور. وفي منطقة تبعد قليلا عن البحر المتوسط حيث يصل النهر الى مصبه، كان 20 رجلا يدفعون ويسحبون ويوجهون عبر النهر اول من امس، شاحنتين تنقل امدادات مليئة باكياس سوداء لمناطق تحملت عبأ الغزو الاسرائيلي. فجأة ظهر رجال حزب الله على ضفاف الليطاني. وصاح احدهم «لا تلتقط صورا». عبارة «في حماية الرحيم» بارزة على الشاحنتين باكياسهما السوداء المليئة بعلب التونة والسردين والأرز والجبن والسكر والشاي، وتحمل ملصقات بالأسود والأحمر كتب عليها عبارة «هدية جمعية الهلال الاحمر، جمهورية ايران الاسلامية». كان بعض الرجال الذين يحملون اجهزة اللاسلكي والهواتف الجوالة يستمعون الى اصوات الحرب من حولهم، يعملون بدقة (كل واحد منهم لديه وظيفة محددة ويكاد لا يوجد تصرف او حركة بلا هدف». وكانوا يعملون بسرعة الا انهم لم يعرفوا متى تشير بعض اصوات الانفجارات التي تتردد على بعد، الى هجوم اسرائيلي وشيك. وقال شاب من بينهم وهو يتحرك بسرعة يحمل كميات من الخبز «مهمة خطيرة، ولكن حزب الله قوي». وفي حملة منظمة لعزل جنوب لبنان، حيث يقاتل 10 الاف جندي اسرائيلي عدوا عنيدا، حاصرت اسرائيل مدينة صور، وعشرات من القرى والوديان بينهما. والجسور والطرق مدمرة. وحذرت المنشورات التهديدية التي تلقيها اسرائيل فوق المدينة، الناس من أن أي سيارة تشاهد في الطرقات، بغض النظر عن نوعها، وفي اي ساعة، ستدمر. ومع الامدادات وصل المقاتلون المصابون، الذين ينقلهم الصليب الاحمر عبر الاشجار المتساقطة في شمال الليطاني، ومع الجرحى حضر مزيد من الخبز، يحمله اشخاص عبر ركام جسر. وصاح رجل «فلندفع». وكانت شاحنة صغيرة (بيك اب) من طراز تويوتا متوقفة، ثلاثة ارباعها في مياه الليطاني، بينما على بعد 20 مترا كانت شاحنة اخرى بيضاء اللون تغرق في النهر بعدما حاولت عبور جسر مؤقت مصنوع من الواح من الصلب الازرق موضوعة على رمل وحصى. وأدار السائق السيارة، الا ان المحرك توقف. وربط 5 رجال الشاحنة بحبل طويل، ثم حاولوا سحبها الى ضفاف النهر. وصاح احدهم مشجعا «يلا يا شباب»، الا ان الجهود ذهبت هدرا. وسرعان ما انقطع الحبل. وبدأت الشاحنة في التحرك، عجلاتها مدفونة في الرمال الناعمة. وصاح واحد من الرجال «خطوة خطوة» وتقدمت التويوتا تحيط بها المياه. ثم قفز اثقل الرجال على الشاحنة والقى بثقله فوثقها، مما اعطاها قوة دفع يمكنها من الخروج من المياه. وعلى الجانب الاخر من النهر كان هناك العشرات من اكياس الخبز العربي الكبيرة كل منها بـ 10 ارغفة، في منطقة عشبية وعلى مقربة منها اكياس من الدقيق. قال الصبي الذي يحمل الخبز وهو يسير على ركام الجسر «ستظهر طائرات قريبا. وكان الكل يشخص بنظره الى لاعلى. وقال «حظر التجول في كل مكان جنوب الليطاني، وان كل شيء يتحرك سيضرب». وأضاف انه ينقل الخبز الى ابو فادي، وهو من اعضاء حزب الله، في مخيم القاسمية الفلسطيني القريب. وخلال حديثه، اقترب رجل اكبر سنا من الشاب، الذي كان يرتدي صندلا بلاستيكيا اسود اللون وشورتا ازرق وقميصا عليه عبارة «التطور الرياضي». وصاح فيه «لا تقل أي شيء». ونظر الى الآخرين القريبين وقال ملوحا بيديه «هذا الرجل مجنون». لقد تمكن حزب الله، في حرب مستمرة منذ شهر مع اسرائيل في القرى المجاورة للحدود، من الاستمرار كجيش لحرب العصابات بدعم من السكان الشيعة. وقد اكتسب خبرته من عقدين من المعارك ضد اسرائيل. ونادرا ما يعترف أي شخص بعضوية الحزب. وإذا ما جرى مثل هذا الاعتراف فسيأتي في شكل الشعار الذي يردد نشطاء الحزب عادة «الشعب هو المقاومة، والمقاومة هي الشعب». وقال واحد من الرجال «كل شخص جزء من الحزب». واضاف آخرون انهم ببساطة كانوا يساعدون الأطفال والنساء والرضع الذين انقطع عنهم الغذاء والدواء والوقود. وتابع آخر القول: «اسأل الحزب كيف يأكل هؤلاء». على ضفة النهر بدأ الرجال يدفعون الشاحنة البيضاء التي لا تزال متوقفة داخل المياه. كتب على جانب من الشاحنة «مواصلات عامة» وعلى الجانب الآخر «احبك يا لبنان». توجد أعلى الشاحنة شبكة لتغطية أكياس الغذاء البلاستيكية السوداء. واخيرا نجحوا في إخراجها من المياه. تحت السقف جلس رجل يبدو انه الأكبر رتبة. جال الرجل بنظره في المكان بعناية. كان يرتدي بنطلونا كاكي اللون وحزاما عسكريا، وجلس الى جواره رجل بنفس الهيئة يضع على رأسه قبعة ويضع على جانبه الأيمن تحت القميص جهاز اتصال لاسلكي. قال الرجل: «هذه جاءت من ايران، ولكن من المحتمل ان تأتي الشحنة التالية من فرنسا». بعد دقائق نظر الرجل الى الخارج فيما كان بعض الأشخاص يحاولون إصلاح الجسور المؤقتة بوضع الألواح المعدنية عبر النهر، وقال ان الطريق ليس لاستخدام «حزب الله» فقط وإنما يمكن ان يستخدمه المدنيون ايضا للمرور. على بعد أقل من ميل اعلى النهر، حيث تعرضت المنطقة لقصف اسرائيلي، طرحت كومتان من الرمل الناعم على عجل بغرض المساعدة في عبور النهر. وصلت سيارة اسعاف تابعة للصليب الأحمر قبل الظهر وهي تحمل خمسة مصابين من مقاتلي «حزب الله»، وعبرت سيارة الإسعاف المنطقة التي ظهرت عليها آثار الدمار. قال سامي يزبك، رئيس مكتب الصليب الأحمر اللبناني في صور انه من الممنوع التقاط الصور الفوتوغرافية، ولدى سؤاله حول ما اذا كان هؤلاء مقاتلين أومأ برأسه. ترجل المقاتلون من سيارة الإسعاف واتجهوا نحو شجرة وسيارة اسعاف اخرى كانت تنتظر على الجانب الآخر. انهم من مستشفى جبل عامل في صور، اخرجوا من المستشفي كي يمنحوا فرصة علاج لجرحى آخرين، وكان الحديث هنا يدور حول هذا الموضوع فقط. قال يوسف رفاعي، 43 سنة، وهو متطوع مع الصليب الأحمر اللبناني، انه لا يعرف أي شيء سواء ان هؤلاء لبنانيون. ويلاحظ ان أيا من المقاتلين لم يتحدث مطلقا. غطى احدهم وجهه بفانلة سوداء كان يرتديها، بينما وضع آخر يده على فمه، وعندما سئل الثالث عن المنطقة التي يتحدر منها قال انه لا يعرف. اثنان من الجرحى كانا يحملان في ايديهما كيسي محلول وريدي ولف رأس كل منهما بالشاش، وعلقت ذراع ثالث برباط حول عنقه. كما لفت القدم اليسرى لمصاب خامس بضمادات وكان يمشي بعكازين احدهما لا يزال يحمل ورقة المصنع الذي انتجه. جاء متطوعان للصليب الأحمر لمساعدته وتعاملا مع المصابين ليس كمقاتلين وإنما كجيران، إذ كان حديثهما ينم عن احترام وتعاطف، بل وتشجيع. تعثر المقاتل المصاب في البداية لكنه تمكن من الوقوف والمشي معتمدا على قدم واحدة. استكشف المتطوعان المنطقة حول النهر وقالا ان هناك المزيد من الجرحى، وطلب منهما يزبك معرفة ما اذا كان هناك مجال لإحضار بقية الجرحى عبر النهر. خلال اليوم نجح القليل من اللبنانيين الذين تحدوا التحذيرات الاسرائيلية، في عبور النهر، وبعضهم جاء فارا من المدن المحاصرة، بينما جاء آخرون بحثا عن الطعام. فقد جاء محمد زيدان، مع جار، من هينة بسيارة تويوتا زرقاء اللون في رحلة لا تتعدى عشرة أميال قطعوها في ساعتين كاملتين. وينوي زيدان عبور النهر مشيا واستقلال سيارة من الجانب الآخر للنهر والاتجاه شمالا ثم جلب كمية كافية من الخبز في رحلة العودة. وقال معلقا ان الناس في قريته، حيث لا يزال فيها 250 اسرة، يأكلون الحشائش، وأضاف ان هذا هو السبيل الوحيد لضمان البقاء على قيد الحياة. عاد زيدان بعد حوالي ثلاثة ساعات وهو يحمل كمية من الخبز، الذي ازداد سعره بمعدل الضعف منذ بداية الحرب. وقال معلقا: «الحمد لله.... وصلنا»، ونجح وصديقه المسيحي جورج عبد الله وآخرون في نقل الخبز عبر النهر ووضعه داخل صندوق سيارة تويوتا، وقال ان «هذا يكفي اليوم وسنعود غدا لأن الناس في حاجة الى الغذاء». كان قميصه مبتلا من العرق الذي يتقطر من حاجبيه، وعلامات التوتر بادية عليه مع ما كان يتردد صدى صوت القصف من على البعد. وقال حول عمله الحالي: «اننا متطوعون، ونفعل كل ذلك بمبادرة منا دون مقابل مادي. ليس هناك بديل وليس هناك شخص آخر يؤدي هذا العمل». * «واشنطن بوست» يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان