اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

معاصى القلوب و معاصى الجوارح (محمد الغزالى)


Guest wake up

Recommended Posts

  • الزوار

هذه مقالة قرأتها منذ فترة للشيخ محمد الغزالى فى كتابه "هموم داعية" ، ووجدت فيها ما قد ينفع .....

" * قال لي صديق مشفق: يظهر أنك مبهور بأخلاق النظافة والنظام والإجادة التي تسود مجتمعات أخرى لا تؤمن بالإسلام!

هوّن عليك، فإن وراء هذا التقدم ضياعًا رهيبًا للعفة، وانحلالا جنسيًا موغلا في السقوط.

وأُمتنا والحمد لله بعيدة عن هذه الآفات، ولا تزال بعيدة عن الفحشاء والمنكر.

أجبت: اسمع يا صديقي، إنني مسلم أشكر ربي أن عرفني به، وأن جعلني من أتباع نبيه الخاتم، ونعمة الإسلام لا ترجحها نعمة أبدًا.

والفلاّح الساذج الذي يقف بين يدي ربه صباحًا ومساء يقول له: الحمد لله رب العالمين هو أرقى إنسانية –في نظري- من غاز للفضاء قلبه خال من الله، ولكنني تعلمت من قرآني وسيرة رسولي أن أحترم الحق وأحتفي به وحده.

تقول: إن المدنية الحديثة غارقة في الآثام الجنسية وهذا شين في وجهها..

وأقول: هذا واقع ما يدافع عنه عاقل، والانطلاق المادي الجامح داء أهلك مدنيات قديمة، وقد يبيد هذه المدنية أيضًا: (أَلَم نُهلِكِ الأَوَّلِينَ(16) ثُمَّ نُتبِعُهُمُ الأَخِرِينَ(17) كَذَلِكَ نَفعَلُ بِالمُجرِميِنَ(18) وَيلُ يَومَئِذٍ لِّلمُكَذِّبِيِنَ) (المرسلات:16-19)

إن رذائل الجنس شاعت بين غيرنا، وهذا يذكرني بقانون تربوي تعلمناه ونحن طلاب، مؤداه أن معاصي القلوب أخطر من معاصي الجوارح، وأخشى أن يكون ما ينشر بيننا وبين غيرنا من عوج خاضع لهذا القانون!!.

قال صديقي: لا أفهم ما تعني!

* قلت، تذكر حرب 1967 التي خسر العرب فيه القدس وسيناء والجولان والضفة الغربية في حرب لم تدم إلا بضع ساعات؟

قال: أذكر هذه الحرب الفاجعة، ولا أنسى مصابنا فيها..

قلت: لو أن الذي قاد هذه الحرب أحد الخواجات لآثر أن يطلق على دماغه الرصاص واستحى أن يقابل أُمه بهذا العار..

لكن قائد الهزيمة عندنا عاد إلى قواعده سالمًا ليُكافئ مَنْ يقول له: الحمد لله على سلامتك، وليطارد من يقول له: كيف ألحقت بنا هذه الفضيحة!!؟

إن أوروبا وأمريكا التي يشيع فيها الانحراف الحيواني لا تقبل ولا يمكن أن تقبل أن يقع فيها هذا الانحراف الإنساني، هذا هو الفرق بين الرذيلة عندنا وعندهم..

قال صديقي: مرة أخرى أكرر أنني لا أفهم ما تعني؟

قلت: إن الأكل من الشجرة المحرمة كما فعل آدم معصية دون التكبر على الله كما فعل إبليس!.

معصية الإرادة المنهارة أمام شهوة الأكل دون معصية الأنانية المستعلية على الآخرين، ولست أُهوّن من معاصي الجوارح ولكني أُقبح معاصي القلوب! وأكشف مبلغ الدمامة في وجهها..

- إن الكبر والحسد والافتخار بالنفس أو النسب أو المال، وحب الخلاف، وحب الظهور، وحب السمعة، والرغبة في التسلط، والرغبة في هضم أولى الكفاية، إن هذه الرذائل أشنع من ترك العنان للغريزة الجنسية تنطلق على النحو السيء الموجود في ظل المدنية الحديثة، ومن هنا فإن خصومنا لن يضاروا كثيرًا وعلى عجل من عللهم، كما نظار نحن المسلمين من آفات الرياء والكبرياء المبعثرة في كل ناحية.

إن الإسلام –بداهة- عافية سابغة من أنواع العلل التي تستهلك النفوس والمجتمعات وهو يحارب المعاصي ويحصن أبناءه ضدها.

وهو يرمق الحضارات ليرى أولا مبلغ معرفتها بالله وتوحيدها لذاته –تبارك اسمه- على أن القيادة الإسلامية للعالم –كما عرفت قديمًا- كانت تصدر قيمًا نفيسة، وتقاليد سمحة رائعة، ومناهج إنسانية وجديرة بالاحترام كله.

أي أن الارتقاء العقلي والخلقي لدى المسلمين كان الرصيد الذي ينفق منه الدعاة، والسياج الذي به يحتمون.

وإنها لجريمة قتل عمد أن ننتمي إلى الإسلام، ثم لا نحسن فهمه، ولا عرضه، ولا العمل به، ولا الدفاع عنه!.

والقدر لا يترك هذه الجرائم دون قصاص، فهل نحسن العمل قبل أن نؤخذ بجريرتنا؟ "

رابط هذا التعليق
شارك

جزاك الله كل خير علي هذا المقال

و لكن المشكله الحقيقه اننا اصبحنا مصابين بمعاصي القلوب والجوارح معا فسقطنا

و افترسنا العدو

عسي الله ان يعفو عنا وعن الجميع

there is a miracle called friendship,that dwells in the heart

you donot know how it happens

or when it gets its start

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...