mohameddessouki بتاريخ: 30 أغسطس 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 30 أغسطس 2006 العرب.. والوقت الضائع العرب هم أقل شعوب الكرة الأرضية اهتمامًا بالوقت, ولن أكون مغاليًا إذا قلت: لا اهتمام بالوقت لدي العرب علي الإطلاق.. دون أن يدروا أن اعتبار الوقت قيمة غالية, هو أحد أسباب تقدم الأمم المتقدمة, والأنظمة العربية لا تعي بالطبع أن الإسلام سبق الحضارات قديمها وحديثها في اعترافه بقيمة الوقت. روي الترمذي عن أبي برزة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: «لا تزول قدمًا عبد حتي يُسأل عن عمره فيم أفناه, وعن علمه فيم فعل فيه? وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه, وعن جسمه فيم أبلاه?». وما رواه الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» وفي كتاب الله توجيه لا يعيه كثير منا: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً) [الإسراء: 36] تَقٍف: تتابع, وفي هذا ضياع للوقت. إن الأباطرة العرب لا يعيرون أدني اهتمام بالإنتاج, ويهتمون اهتمامًا كبيرًا بهتاف الشعوب لهم في غدوهم ورواحهم, برغم إيمانهم بأن هذه الشعوب المطحونة المغلوبة علي أمرها تهتف لهم بألسنتها مكرَهة, وقلوبها تلعنهم.. في الثمانينيات كنت في واد مدني بالسودان بعد زيارة للاجئين من اريتريا وذهبت لأستقل الأوتوبيس إلي الخرطوم في الموعد المحدد, فقيل لي: إن الطريق من الخرطوم إلي واد مدني مغلق» لأن الرئيس السوداني قادم من الخرطوم بالسيارة ليفتتح مدرسة جديدة.. وقيل لي: إن الجماهير علي طول الطريق ستقف لتحيي الرئيس. وضحكت.. وشر البلية ما يضحك! ومنذ زهاء أعوام ثلاثة كنت في دولة عربية بترولية, وأعلنت حالة الطوارئ في الإذاعة والتلفاز لاستقبال وزير أمير أو أمير وزير, عائد من الخارج من رحلة علاجية, وعلي مسار ساعات ثلاث كانت الإذاعة والتلفاز يعلنان عن أسماء الأمراء الذين جاءوا من أقصي النواحي لاستقبال الوزير, ثم العلماء والأعيان جملة بدون ذكر الأسماء. أضف إلي ذلك, أن زيارة رئيس الدولة لأحد المواقع ومعه كوكبة من الوزراء والعلية والصحافة والإذاعة والتلفاز يترتب عليها تعطيل الإنتاج أيامًا, بل تنقلات الرؤساء -وبخاصة عند سفرهم إلي الخارج- تكلف الملايين.. منذ أسابيع أُعلن عن زيارة للرئيس إلي حي السيدة زينب لافتتاح شيء ما, وصدرت الأوامر إلي محلات الميدان وما جاورها بالإغلاق ابتداء من عصر اليوم السابق للزيارة, وحتي يغادر الرئيس الحي, وحدث ولا حرج عن تكاليف حراسة أي رئيس عربي, ويتجاهل أباطرة العرب أن هذه الحراسة لن تحول بينهم وبين قضاء الله إذا حان (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة), ولا يحاول أباطرة العرب أن يعرف ما سجله التاريخ عن سيرة الخليفة العادل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما زار وفد أجنبي المدينة, سأل عن قصر الخليفة, وعجبوا حين قيل لهم: ليس للخليفة قصر. ورافق الوفد من يدلهم علي الخليفة, حتي وجدوه نائمًا تحت ظل شجرة متوسدًا عباءته, وكاد رئيس الوفد لا يصدق, ولما تيقن له الأمر, أطلق عبارته التي خلدها التاريخ: «عدلت فأمنت فنمت يا عمر, وغيرك من الملوك لم يعدل فلم يأمن فلم ينم»!! وعندما حج عمر -رضي الله عنه- لم يصحبه إلا غلامه, سأل غلامه: كم أنفقنا في حجنا هذا يا غلام? قال: بضعة عشر دينارًا. قال: ويحك! لقد أجحفنا بيت مال المسلمين? وحين قرر -رضي الله عنه- زيارة الشام, أصر علي ألا يأخذ من بيت مال المسلمين إلا دابة واحدة برغم بعد المسافة, يتبادل ركوبها مع غلامه, يمتطيها أحدهما ويمسك الآخر بقيادها, ودخل عمر الشام وهو يقود الدابة وعليها غلامه. ولك أن تتصور أن مال الشعب يعتبر ملكًا خاصًا لكل إمبراطور ولذريته حتي الطبقة الرابعة, وحاشيته وحملة المباخر له, يتحدثون عن محافظ سابق لمحافظة ساحلية, خُصصت له خمس سيارات: واحدة لحرمه (المديرة) واثنتين لابنه وابنته برغم أنهما في كلية واحدة, ثم اثنتان لسيادته, إحداهما للمرور داخل المحافظة والأخري «الغالية» لزيارة القاهرة. وعندما استقل زوج ملكة بريطانيا يختًا من البحرية الملكية للقيام برحلة, طالبته الصحف بدفع إيجار اليخت لأن دافعي الضرائب لا يتحملون تكاليف رحلة سيادته ولو كان زوجًا للملكة. إن المال العام في الغرب له حرمته, ولا حرمة له -علي الإطلاق- في دول العرب الأباطرة, وهناك يؤدي الإعلام رسالته في الرقابة, ثم إن قانون: «من أين لك هذا» قائم هناك علي قدم وساق, والإعلام في دولة الأباطرة العرب مهمته -في المقام الأول- تلميع الأباطرة, وقانون «من أين لك هذا?» حبر علي ورق! وأخيرًا.. وليس آخرًا?.. فالعرب -كما قلت- لا يعبأون بقيمة الوقت.. وإلا فهم عل« مسار ستين عامًا منذ إنشاء جامعة الدول العربية وبعد ضياع فلسطين عام 1948 عقدوا عشرات المؤتمرات, وأصدروا مئات القرارات والتوصيات لم ينفذ منها شيء, وعلي أثر حريق الأقصي عام 1969 أُنشئت منظمة المؤتمر الإسلامي ومقرها جدة, وقد نافست -ولاتزال- الجامعة العربية في عقد المؤتمرات, وإصدار القرارات والتوصيات, والنتيجة: ضياع للوقت وإهدار له!! __._,_.___ {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }آل عمران173MOHAMEDDESSOUKI رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان