علــيك عــفريت ؟؟؟

[mohameddessouki]

قال فضيلة الشيخ محمود شلتوت سيخ الجامع الازهر السابق ورئيس هيئة كبار العلماء :

"كما وجدنا هذا فى القرآن جاء فيه ايضا مايقطع بان الذين يتأثرون بوسوسة الجن واغوائهم انما هم فقط ضعاف العقول والايمان واما اقوياؤهم فهم بعقولهم وايمانهم بعيدون عن التأثر بها وقد استثنى الله من المتأثرون بها عباده المخلصين وقال: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ }الحجر42

اما ما وراء الوسوسة والاغواء- من ظهورهم للانسان بصورتهم الاصلية او بصورة اخرى بتشكلون بها ومن دخولهم فى جسمه واستيلائهم على حواسه ومن استخدامة اباهم فى جلب الخير ودفع الشر واستحضارهم كلما اراد ومن استطلاع الغيب عن طريقهم ومن التزوج بهم ومعاشرتهم وغير ذلك مما شاع على السنة الناس - فهذا كله مصدره خارج عن نطاق المصادر الشرعية ذات القطع واليقين وقد صدق كثير من الناس - فى كل العصور - كثيرا مما يسمع من احاديث الجن او يتخبل من تصرفات منسوبة اليهم صدقوا ظهورهم للانسان وتشكلهم بغير صورتهم وصدقوامحادثتهم للانسان ودخولهم فى جسمه وصدقوا استخدامه فى جلب الخير ودفع الشر وفى العلم بالمغيبات

صدق كثير من الناس ما شاع من ذلك عن الجن وتناقلوا فيه الحكايات التى ربما رفعوها الى السلف الصالح واستمروا على ذلك حتى جاراهم الفقهاء وفرضوا صحته واتخذوا من هذا الفرض مادة جعلوا منها حقلا للتدريب على تطبيق كثير من الاحكام الشرعية عليهم وكان منهم من تحدثوا عن صحة التزوج بهم وعن وجوب الغسل على الانسية اذا خالطها جنى وعن انعقاد الجماعة بهم فى الصلاة وعن مرورهم بين يدى المصلى وعن روايتهم عن الانس ورواية الانس عنهم وعن حكم استنجاء الانس بزادهم وهو العظم وعن حكم الاكل من ذبائحهم الى غير ذلك مما نراه منشورا فى كتب الفقه او نجده فى كتب خاصة ذات عناوين خاصة بالجن

وانى اعتقد ان ذلك من فقهائنا لم يكن الا مجرد تمرين فقهى جريا على سنتهم فى افتراض الحالات والوقائع التى لايرتقب وقوعها او التى لايمكن ان تقع واذن ففروض الفقهاء التى لم يقصدوا بها الامجرد التدريب الفقهى لاتصلح ان تكون دليلا او شبه دليل على الوقوع والتحقق فلنتركهم على سنتهم يفترضون ومردنا فى ذلك القرآن الكريم

والقرآن الكريم يمتن الله فيه على الناس بنعمة الازواج وبان جعلهنمن جنسهم وجعلهن سكنا ومودة ورحمة " {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ }النحل72 {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الروم21

وهذا يقطع حبل الشك فى فساد القول بامكان التزوج منهم فضلا غن صحته او فساده

وكذلك يحكى القرآن ما تحدث به الجن الى قومهم فى شأن الانس الذين كانوا قبل الرسالة المحمدية يعتقدون ان للجن سلطانا عليهم فيعوذون برجال منهم يخلصونهم من سلطان الجن بما يزعمون لانفسهم من سلطة استخدام الجن وسلطة منعهم من اذاهم ولتصغ الى الجن وهم يتحدثون الى قومهم فى عقيدة انهم يعلمون الغيب وان اناسا يستخدمونهم فى ذلك فيعلمون ما تسوقه المقادير الالهية ثم يعلنون انها عقيدة فاسدة وان الغيب لله وحده {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً }الجن10 واذا كانهذا حديثهم عن انفسهم بالنسبة لمعرفة الغيب الذى جاء قيه قوله تعالى : {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً }الجن26 وقوله فى جن سليمان : {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ }سبأ14 اذا كان هذا حديثهم بالنسبة لمعرفة الغيب وكان حديثهم عن انفسهم بالنسبة لسلطانهم على الانس وان عذا وذاك موضع انكار منهم انفسهم كما حدث القرآن صرنا الى يقين لا يمسة ريب من بان الجن لايعلمون الغيب ولا يقدرون على الايذاء الاتصالى او التلبسى