اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

صفحات موثقة بلا رتوش من تاريخ مصر الحديث فى أحرج لحظاته


أبو محمد

Recommended Posts

كنت قد اقتبست فقرات من محاضر جلستين للجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى العربى لتدعيم مشاركاتى فى أحد مواضيع تاريخ مصر .. وكانت تلك الفقرات مثارا لجدل طويل .. وكان فى اعتقادى أن وضع تلك المحاضر كاملة فى مشاركات الموضوع المذكور هو إخلال بوحدة الموضوع .. لذلك فأنا أضع المحاضر كاملة فى موضوع جديد ليقينى أنها وثائق هامة تختلف كثيرا عن الكتب أو المقالات أو الدراسات التى تعبر عن رأى محرريها

إن هذه المحاضر تثير الفكر بشكل أعتبره ممتعا ، خاصة لمن عايشوا تلك الفترة ، وبشكل أرجو ألا يكون أقل إمتاعا لمن لم يعايشوها .. فهى تضع أمامنا صورة للحياة السياسية فى فترة مابعد هزيمة 67 .. يستشف منها القارئ مقدار غليان شباب تلك الفترة .. ويستشف منها كيف كان الفكر السياسى الحاكم فى تلك الفترة وما قبلها .. وفى رأييى الخاص أن القيادات السياسية التى ستظهر أمامنا هى أصول لصور مازلنا نراها فى أيامنا هذه حسنها حسن وسيئها سئ

محاضر هاتين الجلستين فى نوفمبر عام 1968 توثق رد فعل طلابى فى المدارس الثانوية لقرارات تطوير التعليم الثانوى والثانوية العامة فى ذلك الوقت .. وتعامل الأمن مع مظاهرات طلاب المنصورة مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى .. وكانت تلك الأحداث شرارة أشعلت نارا فى مدينة الإسكندرية بدأت من كلية الهندسة وامتد أثرها إلى محافظات مصر بدرجات متفاوتة وكانت الأحداث من الجسامة بحيث أفردت لها اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى العربى (قمة الحزب السياسى الواحد فى تلك الأيام) وقائع جلستين فى شهر رمضان المعظم من عام 1388 هجرية - نوفمبر من عام 1968 برئاسة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

أتوقع أن يتم تناول وقائع تلك الجلسات من عدة زوايا حسب ميول المشاركين

تفضلوا لرحلة إلى تلك الفترة الحرجة من تاريخ مصر .. عسى أن نخرج منها بما يفيد الحاضر والمستقبل

الجلسة الثامنة

للّجنة المركزية

للاتحاد الاشتراكى العربى

( الأربعاء 7 رمضان سنة 1388هـ ، الموافق 27 من نوفمبر سنة 1968م )

بسم الله الرحمن الرحيم

الاتحاد الاشتراكى العربى

اللجنة المركزية

محضر الجلسة الثامنة

اجتمعت اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى العـربى، برئاسة السيد الرئيس جمـال عبد الناصر، وحضور السادة أعضاء اللجنة التنفيذية العليا، وذلك فى الساعة السابعة والنصف من مساء يوم الأربعاء 7 رمضان سنة 1388هـ ، الموافق 27 من نوفمبر سنة 1968 .

حضر السادة الأعضاء ، عدا :

من السادة الأعضاء الأصليين :

1 - إبراهيم محمد عبد الله الخولى 2 - حسن عبــاس زكــى

3 - عبـاس محمـود إبـراهيم 4 - عبد اللطيف مليجى بلطيـة

5 - د.عـزيــز صــدقى 6 - محمــد عنـانى إسماعيـل

من السادة الاحتياطيين :

1 - م. أمـين حلمى كامـل 2 - د. محمد عبد الوهاب شكرى

السيد / الرئيس :

كل عام وأنتم بخير .. جدول الأعمال .. افتتاح الجلسة والموقف السياسى العام .

الحقيقة المقصود الموقف السياسى العام هو بحث الأحداث اللى جرت أخيراً ومناقشتها، والوصول إلى ما يمكن أن يُتَّبَعْ حتى تتماسك فعلاً الجبهة الداخلية وجميع قوى الشعب ، لنحقق هدفنا الأساسى وهو إزالة آثار العدوان .

ملخص هذه المواضيع يمكن اطَّلعتم عليه فى الصحف، وأنا مش عايز اتكلم عن الموضوعات كلها، باترك التعليق للآخِر. ولكن موجود هنا - فى هـذه القاعة – الإخوان اللى عاصروا هذه الأمور .. وأنـا اللى بِدِّى اقوله كلمة قصيرة. من أوائل هذه السنة وبعد أحداث الطلبة اللى حصلت فى شهر فبراير الماضى، مااعتقلناش حد خالص إلاّ ثلاثة أفراد – بحكم قانون الطوارئ – بعد كده لم نعتقل، بالعكس .. أنا قلت فى المؤتمر القومى إن فاضل من المعتقلين 800 من الإخوان، واعتقد ان احنا أفرجنا من الـ 800 دول عن حوالى 400. فاحنا كنا بنفرج .. وماكناش بنعتقل، وكان الرأى دائماً ان احنا نحاول أن نحل الأمور ونعالجها بالطرق السياسية، وليس بالوسائل الإدارية .

أنا حبيت أقول هذه النقطة برضه .. علشان كلنا نكون على بينة من الأمور اللى حصلت طوال هذه السنة. احنا كنا اعتقلنا عدد من الطلبة .. ثم أفرجنا عنهم بعد خطابى فى حلوان .. كانوا حوالى 70 طالب. بعد كده - الحقيقة - اعتقلنا ثلاثة .. هؤلاء الثلاثة كانوا محرضين للطلبة على القيام بأعمال شغب، ولهم اتجاهات معينة، بعد كده مااعتقلناش أى حد خالص .

طبعاً حصل فى العمليات الأخيرة - بالنسبة للمنصورة .. وبالنسبة للإسكندرية - إن فيه ناس أعتُقِلوا، ولكن لم يصدر أمر اعتقال، بل قُبض عليهم وقُدّموا للنيابة، وأنا مامضيتش أى أمر اعتقال لغاية دلوقت . الحقيقة احنا فكّرنا فى هذا الموضوع.. وبحثنا هذا الموضوع فى اللجنة التنفيذية العليا .. وبحثنا الإجراءات التى يجب أن نتخذها فى هذا الوقت، ووجدنا أيضاً من الضرورى إن احنا نطلب عقد جلسة طارئة للمؤتمر القومى للاتحاد الاشتراكى، حيث يوجد تحالف قوى الشعب العاملة كلها.. ويوجد 1700 ممثل ومندوب، ونتكلم فى المواضيع، ونحط الحقائق كلها قدام كل الناس، علشان كل الأمور تكون واضحة، وكل إنسان يكون على بَيِّنة. ثم بعد هذا بنتخذ ما يمكن أن نصـل إليه من إجراءات، حتى نستطيع ان احنا مـانْعِيشِّ على قنابل موقوتة.. ولا قنابل زمنية، وحتى نستطيع ان احنا نقضى على آثار العدوان .

النقطة الأساسية أيضاً : إن أعداءنا قاعدين، ولا فيه أى حل سلمى .. الحقيقة لغاية دلوقت مافيش حل سِلْمى أبداً، بل فيه تعنت .. فيـه انتظار، وأنا قلت لكم هذا الكلام هنا قبل كده .. فيه انتظار أحداث داخلية ، والواحد من أول السنة الدراسية ومن قبلها .. وأيضاً فيه كلام قلته هنا .. الجـرايـد فى انجلترا وفى أمـريكا.. والجرايـد المعاديـة فى بيروت، عمّـالة تقـول حيحصل .. وحيحصل . طبعاً اللى حصل ده، إذا حصل ثانى - مرة أخرى فى المستقبل - بيعقد لنا كل المسائل . الحقيقة ان أعداءنا بيجدونا ملخومين فى أمورنا الداخلية .

أولاً : أنا بادِّى الكلمة للدكتور حلمى مـراد .. اتفضّل. أنا الحقيقة برضه علشان الإخوان يبقوا متابعين الأمور .. وأنا عايز أدِّى الكلمة للوزراء اللى اشتركوا فى المسئولية، ولأمناء الاتحاد الاشتراكى فى المحافظات، بحيث نسمع صورة كاملة عن كل الموضوع وتطوراته . وبما أن الموضوع ابتدأ بقوانين التربية والتعليم، فعلى هذا لازم نبتدى بالدكتور حلمى مراد .

الدكتور / محمد حلمى مراد :

السيد الرئيس .. السادة أعضاء اللجنة التنفيذية العليا .. إخوانى وزملائى أعضاء اللجنة المركزية، عندما كُلِّفت بمهمة وزارة التربية والتعليم ، قبلت هذا التكليف باعتباره رسالة وطنية، يجب أن تؤدى فى هذا الوقت العصيب، وإنها رسالة يجب أن أؤديها لإصلاح التعليم - كما شرح لى ذلك السيد الرئيس فى اليوم الأول لتكليفى بالاشتراك فى الوزارة - وقد عزمت وعقدت النية على أن أبذل قصارى جهدى فى سبيل إصلاح نظم التعليم .. وتطوير مناهج الدراسـة .. وإعطاء الفاعلية والجدية للتدريس والتحصيل، حتى نضمن أن يحقق التعليم الآمال المنشودة .. وآمال الشعب المعقودة عليه .

والواقع أن صلاح حال هـذا الوطن يجب أن يبدأ من قطاع التربية والتعليم ، هذا القطاع الذى يُرَبىِّ ويُعَلِّم ويُكَوِّن الأجيال المتلاحقة منذ نشأتها، باعتبارها مادة قابلة للتشكيل، منذ مرحلة التعليم الابتدائى، حتى تتخرج وتمارس عملها فى الحياة العملية .

ولقد بذلت وزملائى - فى وزارة التربيـة والتعليم – الجهود المضنية للكشف عن العيوب والمآخذ التى يوجهها المواطنون إلى نظم التعليم، والتى نلمسها جميعاً باعتبارنا أولياء أمور .. وباعتبارنا معنيين بشئون هـذا الوطن ، وجمعنا هـذه العيوب، ووضعنا وسائل العلاج لها، وضمنَّاها مشروعات قوانين، وطرحناها للمناقشة العامة .

وقد طُرحت مبادئ هذا الإصلاح فى الصحف - على أوسع نطاق - ونوقشت فى شتى المجالات. وقد عقدنا لجاناً مختلفة ضمت جميع الأطراف المعنية، فكانت هذه اللجان تضم رجال الجامعات والمعاهد العليا، وممثلى الاتحاد الاشتراكى، وأعضاء لجنة التعليم بمجلس الأمة، ورجال الصحافة والإعلام، وممثلى الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية .

وقد حدث لأول مرة فى تاريخ مصر، أن مُثِّل الطلبة فى لجـان عـليا تضم أعلى المستويات، لمناقشة مثل هذا الموضوع الخطير .. وأبدى الطلاب رأيهم فى هذا القانون. وعُدِّلَتْ هذه القوانين عدة مرات - أثناء المناقشات - حتى تتحقق الصورة التى يبتغيها كل مواطن . ثم بعد ذلك عُرِضَتْ هذه المشروعات فى اللجان الوزارية . ثم انتهى الأمر بأن عُرض مشروع قانون التعليم العام على أمانة الاتحاد الاشتراكى بمحافظة القاهرة، ثم على لجنة الشئون الداخلية المنبثقة من لجنتكم الموقرة ، وانتهى به المطاف إلى مجلس الوزراء، حيث وافق على مشروع قانون التعليم العام فى صورته النهائية .

وقد دام هذا النقاش والحوار ستة أشهر كاملة، وكنا نتلقى خلالها جميع الآراء والتقارير والمذكرات، وكنا نعدل فى المشروع حتى يحقـق كل الآمال، ونتفادى جميع المآخذ والعيوب. وبمجرد أن وافق مجلس الوزراء على هذا المشروع فى مساء يوم الأحد 17 نوفمبر، عقدنا فى اليوم التالى مؤتمراً صحفياً شرحنا فيه مزايا هذا القانون، وما يحققه من آمال، وما يعالجه من مثالب وعيوب فى نظمنا التعليمية .

ثم سافرت بعد ذلك فى اليوم التالى إلى المنيا، حيث كان يعقد هناك مجلس مديرى التربية والتعليم بشتى المحافظات - وفقاً للنظام المتبع بأن يعقد هذا المجلس مرة كل شهر بصفة دورية فى إحدى عواصم المحافظات - وكان من بين جدول أعمال هذا المجلس موضوع الأحكام الانتقالية لتطبيق مشروع قانون التعليم العام، وبدأنا فى مناقشة هذه الأحكام، من النظام التعليمى القديم إلى النظام التعليمى الجديد، المصدق عليه من مجلس الوزراء .

وفى اليوم التالى لانعقاد مجلس مديرى التعليم فوجئنا باتصال تليفونى من محافظة الدقهلية، بأن هناك اضطرابات ومظاهرات فى مدرستين من المدارس الخاصة فى مـدينة المنصورة، وقد استفسرنا عن سبب هذه الاضطرابات .. فقيل لنا : إن طلاب هاتين المدرستين يتساءلون عن نقطتين فى القانون الجديد، ويحتجون عليهما :

النقطة الأولى : هى أن النظام الجديد قضى بأن الطالب يجب أن ينجح فى جميع المواد، بدلاً من إجازة نجاحه مع رسوبه فى مادة أو مادتين، كما كان يقضى بذلك النظام القديم .. وأن طلاب الصف النهائى يقولون : إن الوقت الباقى من السنة لن يكفى لاستيعابهم المواد المتخلفة عليهم .

أما النقطة الثانية : فهى أن القانون الجديد حدد عدد مرات الرسوب فى امتحان شهادة إتمام الدراسة الثانوية.

فرددنا على ذلك بالقرارات التى كان مجلس مديرى التعليم قد وافق عليها فيما يتعلق بهاتين النقطتين.

ففيما يتعلق بالنقطة الأولى : وهى إلغاء نظام الطالب الناجح الراسب، وهو الذى ينجح مع رسوبه فى مادة أو مادتين، فقد ذكرنا للسيد المحافظ أنه قد تقرر أن يمتحن طلاب الصف النهائى وفقاً للنظام القديم الذى كان معمولا به .. بمعنى أن ينجح الطالب مع رسوبه فى مادة أو مادتين ، وذلك بالإضافة إلى استفادته من المناهج المعدلة إذا حُذِف منها بعض الموضوعات التى تعتبر أنها زائدة - أو لا يُحتاج إليها - وفقاً لما تقرره اللجان المشتركة بين وزارة التربية والتعليم والجامعات .. وأن طلاب الشهادة الإعدادية أيضاً سيمتحنون وفقاً للنظام القديم، وذلك نظراً لأن المدة الباقية من العام لن تكفى الوزارة لكى تقوم بتقويتهم فى المواد التى تخلفوا فيها .

أما طلاب سنوات النقل، وهم : سنة ثانية إعدادى، وسنة أولى وثانية ثانـوى، فستُرَتَّب فصولاً لمن ترك منهم إحدى المواد التى تتوقف فيها الدراسة فى الصفوف التالية على ما يُدَرَّس فى الصفوف السابقة، وذلك تأسيساً على أن بعض المواد تنتهى بانتهاء السنة، وحتى لو دُرِّست نفس المادة فى الصف التالى، فإنه لا يكون لها علاقة بها، مثال ذلك مادة التاريخ، فيصح أن تُدَرَّس فى صف من الصفوف تاريخ حقبة معينة، وفى الصف التالى يُدَرَّس تاريخ حقبة أخرى .. إذاً التاريخ ليس مادة نمو، بحيث تتوقف الدراسة فى الصف التالى على الدراسة فى الصف السابق. أما اللغات الأجنبية والرياضيات فهى مواد نمو، بمعنى أن الطالب يجب أن يستوعب ما درس فى الصفوف الأولى، حتى يتفهم ما يُدَرَّس فى الصفوف التالية. ولذلك اتفقنا على أن نعقد فصولاً خاصة للطلاب الذين كانوا يتركون مادة اللغات الأجنبية، ومادة الرياضيات، بغرض تقويتهم فيها – وفقاً لمناهج معينة - وذلك على حساب الدولة. ثم يعقد لهم - بعد ذلك - فى نهاية العام امتحان خاص تراعى فيه ظروفهم، ومن يرسب فيها يعقد لهم دور ثان قبل نهاية العام التالى .

رُبّ سائل يسأل : ولم لا يطبق هذا النظام على الطلبة الجدد فى التعليم الإعدادى؟.. أى لماذا نحاول أن نطبقه على الموجودين فعلاً؟ السبب فى ذلك أننا إذا انتظرنا لكى نطبقه على الطلبة الجدد فى السنة الأولى الإعدادى، فمعنى هذا أن يبقى النظام المعيب - الذى ننتقده ونأخذ عليه الكثير من العيوب - لمدة خمس سنوات أخرى، ونحن حريصون كل الحرص على تعديل هذا النظام فى أقرب فرصة، ونحـن كأولياء أمـور وكآباء فى وزارة التربية والتعليم ، نحرص على صالح الطلاب ، ونُقَدِّرْ ظروفهم، ولا يمكن أن نقرر شيئاً يسىء إليهم أو يضر بهم .

إذاً من لا نستطيع تقويته منهم، قلنا بأن يمتحنوا على النظام القديم .. أما من نستطيع تقويتهم، فسنعمل على تقويتهم تدريجياً فى فصول خاصة، وستتكفل الدولة بهذه العملية، ثم يعقد بعد ذلك إمتحان تراعى فيه ظروفهم، على أن يعقد لهم بعد ذلك دور ثان .

وفيما يختص بتحديد عدد مرات الرسوب، ففى سنوات النقل لم يتغير الوضع القديم، فللطالب أن يرسب فى الصف الواحد مرّة واحدة ، وفى المرحلة الواحدة له أن يرسب مرتين .. هذا هو الوضع القديم .. أما الوضع الجديد فيضيف شيئاً آخر أفضل للطلبة، وهو أنه حتى إذا فُصل الطالب، فله الحق فى أن يستعد مرة أخرى ويتقدم من الخارج إلى امتحانات النقل فى أية مدرسة من المدارس. ومعنى ذلك أن لديه فرصة جديدة لم تكن موجودة فى القانون القديم .

وبالنسبة للشهادة الإعدادية العامة لم تحدد أى مدد للرسوب فيها. أما بالنسبة للشهادة الثانوية العامة فيقضى القانون بأن عدد مرات الرسوب ثلاث .. لا يدخل ضمنها الاعتذارات للمرض ، كما أنه لا تحسب مرات الرسوب السابقة، ومن يرسب بعد السنوات الثلاث فى مادة أو مادتين ، له الحق فى فرص إضافية أخرى. ومن الطبيعى أن هذا النظام لا يمكن أن يثير أى طالب من الطلبة، لأنه بالنسبة للثانوية العامة أصبح الوضع أفضل وأيسر مما كان، إذ سيمتحن الطالب على النظام القديم مستفيداً بالتخفيفات. وبالنسبة للطلبة فى سنوات النقل، فإننا نقوم بتقويتهم ونساعدهم، بحيث عندما يصل الطالب إلى الثانوية العامة يستطيع الحصول على مجموع أفضل .

وأود أن أذكر لحضراتكم، طبقاً للبيان الموجود أمامى عن امتحان شهادة الثانوية العامة الأخير، 67/1968 : كان عدد الناجحين 69339 ، أما من حصلوا على أقل من 50% وبذلك لم تتح لهم أى فرصة فى مكان من الأمكنة - لا فى الجامعات ولا فى غيرها - 19536، كل هؤلاء يحاولون إعادة الثانوية العامة. فلو أننا قَوَّيناهم بهذه الفصول الإضافية والامتحانات المخففة، لحصلوا على نسبة تزيد على 50% واسْتَغْنوا عن إعادة السنة . فهم يـريدون أن يصلوا بسرعـة، ثم يـقف بهم القطار فى الثانوية العامة ليعيدوها سنة، واثنين، وثلاث .

وأقول - بالنسبة لعدد مرات الرسوب - إن الطالب الذى يغضب من التعديل الجديد الخاص بامتحان إتمام الدراسة الثانوية العامة .. بالنسبة للمستقبل .. والذى ينص على أن للطالب الحق فى الرسوب ثلاث سنوات، ثم إذا رسب بعدها فى مادة أو مادتين له فرص إضافيـة، معنى ذلك أن مثل هـذا الطالب يقرر من الآن أنه ينوى الرسوب ثلاث سنوات، ثم بعد هذه المدة سيرسب أيضاً فى أكثر من مادتين .

هذا الطالب من مصلحته من الآن ألاّ يدرس المرحلة الثانوية، لأنه بهذا إنما يحكم على نفسه بأنه غير قادر على هذه الدراسة، ويجب أن يتجه إلى دراسة أخرى .

عندما علم الطلاب بهذا فى المدرستين الخاصتين بالمنصورة، هدأت الحالة وانتظمت الدراسة - فى اليوم التالى - فى المدارس الثانوية. والواقع أن هاتين المدرستين الخاصتين لهما طبيعة خاصة – وهما معروفتان فى الوجه البحرى - إذ أنهما تقبلان الطلبة الذين فشلوا فى دراستهم، وفُصِلوا من المدارس الحكومية، والذين يعيدون الثانوية العامة عدة مرات .

هذه المدارس تعيش على هذا النوع من الطلاب .. وهذا النوع من الطلاّب هو الذى يفكر باستمرار فى الفشل وعدم النجاح، ولذلك فإننى أود أن أُبَرِّئْ القاعدة العامة .. أو القاعدة الكبيرة الطلابية من هـذا الاتجاه، الذى بدأ من بعض مدارس معينة فى المنصورة، حيث كانت بداية مريرة غير موفقة، أدت إلى تلاحق الحوادث المؤسفة التى انتهت إلى إغلاق الجامعات والمعاهد العليا .

فى اليوم التالى - وهو يوم الخميس - حدث تظاهر من طلبة معهد المنصورة الدينى، وسُئِلْت: هل القانون الجديد يسرى على المعاهد الدينية أو الأزهرية؟.. فقلت : " لا، فللمعاهد الأزهرية قانون مستقل – قائم بذاته – صدر منذ عدة سنوات" . ولكن ما هو حادث فعلاً هـو أن هناك مواد ثقافية - أو كما تسمى فى الأزهر بالمواد الحديثة - خلاف المواد الدينية، وبدلاً من أن يُصدِر الأزهر لائحة تنفيذية للقانون، ويعقد امتحانات خاصة به، يعهد إلى وزارة التربية والتعليم بعقد امتحانات المواد الثقافية .. أو المواد الحديثة لطلبة مَعَاهِدَه. وتقوم وزارة التربية والتعليم بوضع أسئلة هذه المواد، ليمتحن فيها هؤلاء الطلبة مع طلبة الثانوية العامة . ولكن للأزهر نظام للتعليم .. ومرات الرسوب .. وطريقة النجاح .. وإعلان النتائج الخاصة به . وحتى بالنسبة لوضع الأسئلة والتصحيح ليس هناك أى إلزام قانونى على المعاهد الأزهرية بأن تلجأ فى ذلك إلى وزارة التربية والتعليم، وكل ما هنالك هو أنها تستطيع أن تعقد لجاناً خاصة بهذه المواد تشترك فيها وزارة التربية والتعليم .

وللأسف إن هذا التظاهر تفاقم فى المنصورة، وخرج طلاب المدارس الأخرى ، نتيجة اقتحام هذه المدارس ورشقها بالحجارة، وقد حدثت تلفيات فى الأبنية المدرسية، فى الوقت الذى نبذل فيه الجهد لتدبير المال اللازم لإنشاء أبنية مدرسية جديدة، تستوعب الأعداد الكبيرة المتزايدة من الطلاب .

وقد انتهى الأمر فى هذه المظاهرات - نتيجة بعض إشاعات أُطلِقت وسط الجموع - إلى أحداث أدت إلى تدخل الشرطة .. كما ورد فى بيان وزارة الداخلية . ثم بعد ذلك بدأت النيابة العامة التحقيق فى الموضوع .

وفى يوم الجمعة - أى اليوم التالى - طلب منى السيد الرئيس أن أسافر إلى المنصورة، لأكون فى ميدان الأحداث .. وسافرت فعلاً، والله يشهد أننى فى ذلك اليوم كانت حرارتى مرتفعة ، وكنت مصاباً بالأنفلونزا.. ولازلت أُعـانى حتى الآن من أثرها، وأعتذر لحضراتكم عن اضطراب فى صوتى .. وعن إيذاء سمعكم بصوت غير واضح. أقـول سافرت إلى المنصورة يوم الجمعة، واجتمعت بالمفتشين، والمديرين، والنظار، فى التربية والتعليم، ووقفت منهم على حقائق الأمور .

ثم اجتمعت بعد ذلك بالطلاب - وكان هناك بعض ممثلى اتحاد طلاب الجمهورية - وتناقشت معهم فى كل النقاط، فوجدت أنهم يقولون : إن هذا أكثر مما نريد، فقلت لهم: " إذاً فيم كان التظاهر؟ " فقالوا إننا كنا نستفسر فأُفهمنا صورة خاطئة، فقلت لهم : " إن هناك وسائل ديمقراطية، فقد كان فى استطاعتكم أن تعقدوا اجتماعاً لاتحاد الطلاب، وتقدموا توصيات، أو تتساءلوا، أو تستفسروا .. وهناك مجالس الآباء .. وهناك مديرية تعليمية. ومن الممكن أيضاً رفع مذكرة أو طلب، أو إرسال برقية إلى وزارة التربية والتعليم. فَلِمَ تُتْرَك الأساليب المشروعة، ويُلْجَأْ إلى أساليب العنف والإخلال بالنظام .. فى وقت البلاد فيه فى حالة حرب واشتباك مع العدو؟ " فكانت الردود كلها : إنه سوء فهم، وإن هذا خطأ وقع، ولكن هى الأحداث قد تلاحقت .

ثم زرت بعد ذلك المستشفى الجامعى فى المنصورة، ووجدت أن عدد الطلبة المصابين خمسة طلاب، وكانت إصابتهم مُطَمْئِنَة، ووجدت حالتهم المعنوية طيبة، ورأيت هناك زملاءهم وأهلهم. وكانت الحالة كلها مرضية ، ولمست أن هناك أسفاً شديداً لما وقع - سواء من ناحيـة التلفيات ، أو من ناحية الخسائر التى حدثت فى الأموال أو الأرواح - ولكنها الأحداث قد تلاحقت، ولم يستطيعوا وقفها .

وللأسف الشديد، حدثت يوم السبت - مرة أخرى - عملية تظاهر وإضـراب فى كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية. وأعتقد أن زميلى الدكتور وزير التعليم العالى أقدر منى على التحدث إليكم فى هذا الموضوع .

وهكذا تتابعت الأحـداث لأسباب متجددة، ربما قطعت الصلة بسبب الانطلاق الأول.. وكان الاعتصام الذى حدث فى كلية الهندسة سبباً لإثارة المدارس المجاورة لكلية الهندسة، ثم الاضطرابات التى وقعت فى اليوم التالى فى المدارس المجاورة لها، وما صاحب ذلك من حوادث مؤسفة فى مدينة الإسكندرية. ونحمد الله أن تلك السلسلة من الحوادث قد توقفت، وأن الدراسة قد انتظمت فى جميع مدارس الجمهورية .

وأود بهذه المناسبة أن أقدم الشكر إلى زملائى فى وزارة التربية والتعليم على الجهود التى بذلوها ، إيماناً منهم بالإصلاح القانونى الجديد للتعليم العام، وتحقيق الآمال المرغوبة للارتفاع بمستوى وأداء الخدمة التعليمية، ولإيمانهم أيضاً بأن الظروف العصيبة التى نمر بها تقتضى الهدوء والسكينة، وألاّ ننشغل بأحداث داخلية عن مجابهة العدو. هذا إلى جانب تعـاطفهم مع وزارة التربيـة والتعـليم فيما تنتهجه من سياسة جديدة .. بها الروح الإنسانية والسياسية التى حلت الكثير من مشاكل التعليم فى ظل بيان 30 مارس .

وأود أن أقول - بعد أن توقفت هـذه الأحـداث – إنه رب ضارة نافعة .. إن هذه الحوادث المؤسفة حقيقة مؤسفة من حيث توقيتها ، لأنها جاءت فى وقت يربض العدو فيه داخل البلاد ، ويجب أن تُكتل فيه الجهود لمواجهة العدو، ولا يمكن أن ننصرف إلى حفظ الأمن الداخلى .. وإلى مراقبة الأمن فى الداخل ، فيفاجئنا العدو وتقتحمنا قواته، فلا تجد هـذه القوات من يقف فى وجهها . وهى مؤسفة أيضاً من حيث آثارها ، فـإن الشعب هو الذى يتحمل كل الخسائر التى وقعت .. سواء على الأموال .. أو فى الأرواح .. أو إغلاق بعض دور العلم والتعليم فى البلاد، فى الوقت الذى تحتاج فيه البلاد إلى إعداد الشباب .. وإلى تربية النشئ .

وأَشد ماآسف له، أن يكون سبب الانطـلاق هو سوء تفهم يبدأ من بعض طلبة فاشلين، يتنكبون الأسلوب الديمقراطى المشروع، ويلجأون إلى أساليب العنف ضد قانون إصلاحى، باركته كل الأمة ورحبت به، لما تضمنه من الكثير من المزايا .. ومن الجدية، التى تحقق الارتفاع بمستوى التعليم فى البلاد .

والواقع أننى لا أعرف ماذا سنقول للعالم؟.. إن حركة الطلاب التى قامت فى فرنسا، كانت ضمن مطالبها زيادة المناهج والمواد .. بإدخال المواد ذات العلاقة بالتكنولوجيا والرياضة الحديثة، فهل نقول إن طلاب العالم يطالبون بـدعم المناهج، وتقويتها، وزيادتها، ونحن هنا فى الجمهورية العربية المتحدة – حيث نريد أن ننهض .. ونحقـق التنمية .. والوحـدة العربية .. ونقود الدول الإفريقية - نقوم بإضرابات ومظاهرات لكى نزيد من عدد مرات الرسوب؟

إننى أُبَرِّئ الطلبة من أن يكون هذا هو هدفهم، ولكنها فئة قليلة، ضئيلة، فاشلة، هى التى حرّكت هذا الموضوع. ولذلك نجد أن الهدوء الآن يسود كل مكان، بل إننى تلقيت - فى وزارة التربية والتعليم - الكثير من البرقيات من الاتحادات الطلابيـة فى شتى أنحاء الجمهورية، يستنكرون ما حدث من زملائهم فى مدينة المنصورة .

إننا بعد هذا نتساءل، هل نريد أن نُصلح البلاد، أم أن نُبْقِى كل شئ على ما هو عليه؟ وإذا تقدمنا بالإصلاح، هـل نقف لمجرد قيام الفئات التى تضار من الإصلاحات الجديدة .. أو التى تستمرئ الأوضاع المعوجة – أو الواجبة التعديل والتصحيح – برفع صوتهـا بالإضراب والاحتجاج ؟ وكما نعلم جميعاً أن أعلى الأصوات هى أصوات هذه الجماعات الفاسدة، التى لا تقبل الإصلاح والتجديد .

إنها نقطة هامة يجب أن نعنى بها هنا من الناحية السياسية .. هل نريد إصلاحاً فى هذا البلد؟ وهل نريد تقدماً فى هذا البلد ؟ هـل نريد نهضة حقيقية ؟ ثم هل نسالم ونهادن بعد ذلك العناصر التى تقف ضد كل تجديد .. وكل إصلاح .. وكل تقدم، فى هذا البلد؟

نقطة أخرى : يجب أيضاً أن نتخذ مما حدث عظة وعبرة، حتى لا يتكرر ما حدث كما قال السيد الرئيس الآن .

إن المسألة تحتـاج إلى روح جديدة .. وإلى أن نبدأ العمل بجدية وإخلاص وأمانة فى جميع القطاعات، لإصلاح كل معوج .. وكل فاسد، ولا نهادن .. ولا نتهاون مع أية عناصر تريد أن تُبقِى على الأوضاع الفاسدة المعوجة، بل يجب أن نأخذ الأمور بالحزم والجدية التى تتناسب مع أحداث الساعة، ولا نقبل أى إخلال بالأمن أو النظام، فى وقت نشتبك فيه مع عدو يتربص بنا الدوائر .

أدعو الله أن يوفقكم، وأن يهدينا سواء السبيل، وأن يوفق السيد الرئيس، وأن ينير له الطريق، كى يقود البلاد إلى بر الأمان، والانتصار، والتقدم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

السيد / الرئيس :

بالإضافة إلى كـلام الدكتور حلمى مراد .. الحقيقـة حينما كَوّنت الوزارة الجديدة، وكان هو وزير التربية والتعليم - فى الحديث اللى حصل معاه - أنا قلت لـه: إن الأولاد بيخرجوا من المدارس الابتدائية مابيعرفوش يقرأوا ويكتبوا، وإن دلوقت كل بيت جايب مدرس، أو اثنين، أو ثلاثة لأولاده، ودى عملية فعلاً لا يمكن لحد يقوم بها إلاَّ القادر. وبعدين هُوَّ فوجئ حينمـا عرضت عـليه وزارة التربية والتعليم ، هو كان متصور إنه جاى للتعليم العالى، فأنا قلت له : لأ .. ده أنا جايب واحد من الجامعات علشان يقدر يشوف الجامعات عايزة أى نوعية، وايه الضعف اللى موجود فى الطلبة حتى نقويه. وقلت له إن عملية ان احنا نصرف هذه المصاريف فى المدارس، والطلبة تطلع ماتعرفش تقرأ وتكتب من الإبتدائى بعد ست سنين .. تبقى فلوس بنرميها فى الفاضى .

بعد هذا نوقشت هذه الأمور فى مجلس الوزراء، وأيضاً كان الهدف وكان التوجيه أن هناك علوم كثيرة وحشو للطلبة، خصوصاً فى التوجيهية، وان فيه حاجات بياخدوها النهارده فى التوجيهية، وبعد كده بيرجعوا ياخدوها فى الجامعات، وأنا قلت له إنى أنا لَمَّا اطَّلعت على مناهج التوجيهية وجدت ان جزء منها بِيُدَرَّس فى الجامعات، والمقـررات صعبة جداً فعلاً على الطلبة ، لأن سنهم أقل من 17سنة .

وبالنسبة للرياضة والعلوم : المقررات زادت بدرجة كبيرة جداً، فيجب ان احنا نخفف هذه المناهج على طلبة الثانوى، ولا نجعل تكرار لِلِّى يؤخذ فى الجامعة . الحقيقة ده كان داخل ضمن عملية الإصلاح .

أنا حبيت أضيف هذا على الكلام اللى قاله الدكتور حلمى مراد، وبعدين برضه باقول إن احنا وافقنا فى مجلس الوزراء .. بحثنا هذا الموضوع مرتين، فقد أقرته وبحثته قبل كده لجنة .. ثم بحثته بعد كده لجنة أخرى من مجلس الوزراء ، اشترك فيها كل أساتذة الجامعة ، ثم أُقِرَّ بعد هذا .. بعد أن قُرِئ بالكامل فى مجلس الوزراء. وقبل إقراره بحثته اللجنة المتفرعة من اللجنة المركزية، وبعدين التفسيرات اللى ادَّاها الدكتور حلمى مراد كانت نشرت، ونشر هُوَّ قبل كده هذه الأمور فى الجرائد .

إذا سمحتولى بـادِّى الكلمـة بعـد كـده للسيد أمين عـام محافظـة المنصورة السيد / محمد السيد عبد الرحمن، يقول لنا باختصار برضه كيف سارت الأمور .

السيد / محمد السيد عبد الرحمن :

السيد الرئيس .. السادة الأعضاء، اسمحوا لى أن أبدأ فى سرد الوقـائع بترتيب حدوثها.. صباح يوم الأربعاء تجمع طلبة مدرستين خاصتين للإحتجاج على قانون التعليم الجديد، هما مدرستا: الفلال، والتربية الحديثة .. جميع الطلبة فيهما من معتادى الرسوب .. كبار السن. وقد تبين أخيراً أن ناظر مدرسة الفلال هو المحرض الأول لعملية الإضرابات. اتجهـت المظاهرة إلى المعهد الدينى، فلم يَسْتَجِبْ لها أحد ، فقُذِف بالحجارة .. ثم توجهوا إلى مدرسة الملك الكامل الثانوية، وحاولوا إخراج الطلبة بالقوة، وقذفوها أيضاً بالحجارة. وهنا حضر للمدرسة أعضاء الاتحـاد الاشتراكى، والمحافظة، ورجال الأمن، وحاولوا أن يقنعوا الطلبة بأن يتجمعوا فى داخـل مكان محدود .. ويناقشوا الموضوع .. ويعرضوا طلباتهم التى يحتجون عليها . وفعلاً قام طالب من اتحاد الطلبة وعرض الموضوع، وبَيّن لنا النقط التى يحتج عليها الطلبة، ومن بينها فعلاً النقطتان اللتان أشار إليهما السيد وزير التربية والتعليم، وأقنعنا الطلبة بأن ينصرفوا، وأننا سنتصل بالسيد الوزير لنعرض عليه الأمر .

خرج طلبة مدرسة الفلال ومدرسة التربية الحديثة وقاموا بمظاهرات خفيفة، وتجمعات بسيطة، وأمكننا أن نفرقهم .. وأن يذهبوا إلى بيوتهم .

تم الاتصال بالسيد وزير التربية والتعليم فى المنيا، وعُرِضَ عليه الأمر، ففسر الموضوع وطلب من محافظ الدقهلية أن ينشر هذه التفسيرات، وفعلاً تم طبعها ونشرت قبل المساء. ثم اتصلنا ببعض المحافظات وأفهمناها هذه التفسيرات .

اجتمعت لجنة الاتحاد الاشتراكى، ولجان الاتحاد فى المدينة، وقررنا فوراً أن تُتَّخَذ الإجراءات ضد أى شئ قد يحدث من إضرابات أو مظاهرات. وفى المساء طلبنا أولياء أمور الطلبة الذين كانوا يتزعمون المظاهرات .. وأفهمناهم الوضع، وأخذنا عليهم الإقرارات اللازمة بأن ينبهوا على أولادهم بعدم القيام بمظاهـرات .. كما أخذنا عليهم إقرارات تتضمن أنهم مسئولون عن دفع تكاليف الخسائر والتلفيات التى حدثت. واتفقنا مع السيد مدير الأمن على أن قوات الشرطة تكون مستعدة فى اليوم التالى، على ألاَّ تظهر .. ولا تتدخل فى أى عمل .. إلاّ بعد أن يُطْلَب منها ذلك .

وحوالى الساعة التاسعة من صباح يوم الخميس تجمع طلبة المعهد الدينى - وعددهم كبير يصل إلى حوالى ثلاثة آلاف طالب - خارج المعهد، وقاموا بمظاهرة اتجهت نحو المدرستين الخاصتين الفلال والتربية الحديثة، وهى تهتف هتافات متعلقة بالقانون وضد التعليم .. خرجت المدرستان الخاصتان واتجهت المظاهرة إلى مدرسة الملك الكامل الثانوية، وبدأوا فوراً بقذفها بالحجارة، فكسروا جميع الزجاج بها، وهى مدرسة حديثة بنيت على النظام الحديث - وواجهتها كلها تقريباً من الزجاج - وقد أصيب ستة من الطلبة . وفى هـذه الفترة سمعنا صوت إثنى عشر عياراً نارياً .. علماً بأن الشرطة عندما وَصَلَتْ لم يكن معها سوى العِصِى . حاولنا إقناع الطلبـة، فكان البعض يقتنع ويمتنع عن قذف الأحجار. وبعد ذلك خرجت المظاهرة مقسمة، واتجه كل قسم إلى إحدى المدارس وأخرجوها.

كنا نسير معهم ونحاول أن نخفف قدر الإمكان من التجمعات الكبيرة الموجودة .. مرت المظاهرة على إحدى الكنائس وقذفتها بالحجارة، ثم توجهت إلى مدرسة البنات الثانوية وقذفتها أيضاً بالحجارة، وكانت السيدة الناظرة ملتزمة - وهى عضو فى الاتحاد الاشتراكى - فأجبرت الطالبات على الرقاد تحت أدراج الدراسة حتى لا يُصَبْنَ بسوء .. وحاولنا نحن إقناع الطلبة .. وأقنعناهم فعلاً بأنه لا داعى مطلقاً لخروج الطالبات معهم فى مثل هذه المظاهرات، فترك الطلبة هذه المدرسة وتقدموا من جملة طرق متفرقة فى مجموعات كانت تتزايد وقتاً بعد آخـر.. وجميع أعضاء الاتحاد الاشتراكى، والمحافظة، ورجال الأمن، يسيرون معهم خطوة بخطوة يناقشونهم. وكان عدد كبير من الطلبة ينسحب إلى المنازل، ولكن كان هناك أفراد مصرون إصراراً عجيباً على الاستمرار فى عملية الإضراب .

وفى هذه الفترة، وفى داخل البلد بالذات - فى الوسط تقريباً - تحولت الهتافات إلى هتافات عدائية .. وبشكل أعتقـد شخصياً أنـه يعتبر خيانـة للبلد، لا أتصور أن إنساناً ينادى بلا سبب : " أقدم .. أقدم .. ياديَّان " ، واعذرونى إذا كنت أقـول هذا الكلام .. لأننى منفعل من عملية اعتبرها قاسية جداً من الناحية الوطنية .

تقدمت المظاهرات فى جملة شوارع ونحن معها، فلاحظنا أن بعض الأفراد يقفون معنا لتضليلنا، ليؤخرونا ويوقفونا حتى تتقدم مجموعات أخرى - فى اتجاه يفكرون هم فيه - للوصول إلى المدرسة الثانوية .. وإلى مدرسة الصنايع - وهما قريبتان من مبنى الجامعة والمعاهد العليا - وكانت فى أيديهم عصى، وأخشاب، وأفرع أشجار، وحجارة كثيرة .

رأينا أن الوضع خطير، فحاولنا أن نتصل بالسيد وزير الداخلية، ولكن لسوء الحظ وجدنا أن جميع المواصلات التليفونية مقطوعة، ولا أعلم ما إذا كان لهذا الموضوع اتصال بالعملية أم لا .. ولكن من واجبى أن أذكر ذلك أثناء سرد الوقائع، حتى تكونوا على بينة بما حدث .

اتصلنا بالسيد الوزير عن طريق جهاز اللاسلكى - وكان الصوت ضعيفاً - وشرحنا له الوضع ، فصمم وكرر أن تفريق المظاهرات يجب أن يتم بالحسنى .. ولا يمكن أن نستعمل السلاح أو العصى .

ولقد أخذت عملية الاتصال فترة ، كانت المظاهـرات فيها قـد وصلت للمدرسة الثانوية ومدرسة الصنايع وأخرجتهما .

وقد قام رجال الشرطة - فى هـذا الوقت – بعمل كردون منهم فى اتجاه كلية الطب والمعاهـد العليا، لمنع اتصال طلبة المدارس الثانوية، والمعهد الدينى ، والمدارس الصناعية بهم، والحيلولة بينهم وبين الوصول إلى مقر الجامعة. بدأ الطلبة المتظاهرون فى قذف رجال الشرطة بالحجارة، وسمعت من بعض الناس أن رجال الشرطة أطلقوا الرصاص على أرجل المتظاهرين. وفعلاً بعد فترة رأيت الطلبة يقذفون رجال الشرطة بالأحجار، وأقنعناهم بالامتناع عن ذلك . ورأيت طالباً مجروح الرجل .. رأيت الدماء على الشراب، ولكن لم أرى الإصابة نفسها .. وهل هى بسبب الأحجار أو نتيجة إطلاق الرصاص .

وفى هذه الفترة قال البعض : إن هناك قتلى .. قال البعض : إنهم أربعة .. وقال آخرون : إنهم ثمانية .. ثم قيل : إنهم عشرة . وعندما سألنا .. لم نجد أى قتلى، وأن كل ما فى الأمر هو إصابة ثلاثة أو أربعة فى أرجلهم .. وقد تبين أن من أشاعوا عملية القتل ، كانوا يقصدون إثارة الطلبة ضد رجال الشرطة . وقد استمرت محاولاتنا فى إقناع الطلبة بالانصراف، وفعـلاً انصرفت المظاهرات بعد فترة، ولم يظهر أثر لأى شخص فى هذا المكان، وكان كل ما أمامنا الحجارة الناتجة عن قذف الشرطة .

انصرفت الشرطة وتوجهت إلى مديرية الأمن ، وعدنا نحن إلى مكاتبنا، وبعد حوالى ساعة أُبْلِغْتُ أن هناك تجمعات صغيرة ناحية مديرية الأمن. وعند خروجى من مكتبى متوجهاً ناحية مديرية الأمن ، سمعت مظاهرات من كل ناحية ، ووجدت عدداً كبيراً من الطلبة - يبلغ عددهم فى تقديرى 5000 طالباً - فى ميدان واسع عرضه حوالى 120 ياردة، والميدان يحيط بمديرية الأمن من ناحيتين .. ولا يوجد بالميدان موقع لقدم، والطلبة يقذفون الأحجار بشكل شنيع على مديرية الأمن، وفى أيديهم عصى، وأخشاب، ولباليب الزينة التى تعلق عليها الأعلام، موجهة صوب مديرية الأمن، كما لو كانوا فى معركة .. ومستعدين لمهاجمة مديرية الأمن .

وقفنا أمام الطلبة للإقلال من قذف الطوب، وفعلاً إنقاد لنا القريبون منا، وما كان من رجال الأمن - فى هذه الحالة - خاصةً الحرس .. أو الكركون الذى أمام الباب الرئيسى ، إلاَّ أن انسحـب آخذاً معه سلاحه، ووقف تحت البدروم، ولكننا كنا نراه من خارج الأسوار .

ومن حسن الحظ أن وجود الأشجار العالية منعت الإصابات بالنسبة لرجال الأمن. وفى هذه الفترة رأينا بعض الأفـراد يجمعون الأخشاب ويشعلون الحرائق فى الميدان حول المديرية، وبدأت النيران تشتعل فى المظلات الخشبية الموجودة بالحـدائق، وأخذت النيران تزداد ضراوة .. والطوب والأحجار تنهمر من كل مكان .. والهجوم والاقتحام على مديرية الأمن مستمر، كما لـو كـانت هناك معركة حربية، وكان عـدد من الطلبة على وشك دخول، المبنى وبينما كنا نحاول منعهم وإقناعهم إذا بنا نسمع طلقات، وربمـا من خبرتى ومرانى - فى الحياة العسكرية الماضيـة - أستطيع أن أقول إن كل الطلقات التى سمعتها لم تكن آتية من اتجاه واحد .. صحيح أن بعض الطلقات جاءت مـن اتجاه مديرية الأمـن .. وهى طلقات بنادق .. وهى غالباً ما تحـدث صوتاً عالياً، ولكن سمعنا طلقات لا أستطيع أن أقول إنها مكتومة، ولكنها أضعف من صوت البندقية ، وإنى أقدر أنه من الجائز أن تكون طلقات طبنجات من جملة اتجاهات، وليس من اتجاه مديرية الأمن فقط، لأن طلقات مديرية الأمن نشعر بها حيث أننا نواجه المديرية تماماً .

انفض الطلبة وذهبوا إلى نهاية الميدان، وانصرف الجزء الأكبر منهم، فتصورنا أن العملية سوف تنتهى بعد أن بدأ عددهم يتقلص شيئاً فشيئاً. ثم علمنا أن هناك أربعة أصيبوا إصابات قاتلة، فطلبنا سيارات الإسعاف لنقلهم إلى المستشفى .. وهذه أول حالة من حالات الإصابات القاتلة التى ظهرت فى هـذا اليوم . ثم طلبنا جميع أفـراد الاتحـاد الاشتراكى فى المدينة ، وأعطيناهم تعليمات بالدخول إلى المنازل والإلتقـاء بالطلبـة وأوليـاء أمـورهم – داخـل الشقق .. خلال الليل - وأن يفهموهم أنـه لا داعى مطلقاً للمظاهرات، طالمـا أن طلباتهم قـد أجيبت بالأمس، وأنه لايصح أن نهدر أموالنا بالتكسير والتخريب، خاصةً أننا فى حاجة اليوم لاستغلالها فى الأغراض الحربية .

إن العملية ولا شك مدبرة ومدفوعة من الخارج .. وليست عملية ناشئة من أولادنـا الطلبة، وذلك لجملة أسباب :

أولا : خلال وقوفنا مع الناس لتهدئتهم وجدنا شخصاً - من الخلف - يطلق صفيراً خفيفاً، فردت عليه صفارات أخرى، ثم انصرف الناس من حولنا. وهذه طريقة ليست عادية بالنسبة للمظاهرات العادية التى رأيناها .

ثانياً : أن الطلبة مسلحة بالطوب، وأفرع الأشجار، ولباليب الزينة، والأخشاب .

ثالثاً : أننا سمعنا صـوت طلقات بالقـرب من مدرسة الملك الصالح صباحاً، بينما كان البوليس مسلحاً فى ذلك الـوقت بالعِصِى فقط . ثم سمعنـا طلقات مـن جميع الجهات - ونحن أمام مديرية الأمن - فى آخر مرحلة من مراحل المظاهرات .

رابعاً : كانت هنـاك إشاعات كاذبة عن وقوع قتلى – فى المرحلـة الأولى - بجوار المدرسة الثانوية ، وأعتقد أن هـذه الإشاعات قُصد بهـا إثـارة الطلبـة، ليزيدوا من أعمـال التخـريب والأعمال العدوانية . كما أن الحرائق التى أشعلها الطلبة حول مديرية الأمن نقطة لها اعتبار فى نظرى، وفى تصورى أن المقصود إنما كان حرق المديرية بمن فيها .

كان الناس يتجمعون ويتفرقون بأسرع ما يمكن .. يقفون معنا ثم خلال ثانية يتفرقون عنا ليجتمعوا فى مكان آخر، فإذا ذهبنا خلفهم يتكرر الموقف، مما يؤكد أن هناك من يقودهم ويدلهم على هذه الأعمال .

عملية انتقالهم وحضورهم لمديرية الأمن: تبين أنهم ساروا حوالى ثلاثة كيلوا مترات، وبعد أن تفرقت المظاهرات .. وذهبنا إلى مكاتبنا، ما الذى جعلهم يعودون للتجمع فجأة أمام مديرية الأمن بهذا العدد الهائل، الذى يصل فى تقديرى إلى خمسة آلاف من جميع الجهات؟

الواقع أن كل هذه الأمور قد آلمت الشعب، وهو غير راضٍ عنها، ويطالب بأخذها بالشدة، ويعتبر هذه الأعمال من أعمال الخيانة . وأود أن أذكر أنه فى فترة من الفترات أثناء وقوفنا مع الطلبة، جاء شخص عادى من أفراد الشعب - يلبس جلباباً - وقال لى : " إلى متى تربتون على الطلبة هل سيستمر ذلك حتى يقضوا علينا؟ إذا لم توقفوهم فنحن على استعداد لوقفهم عند حدهم بالقوة.

أول أمس حاول عدد محدود من الطلبة – ما بين 15 و 20 طالباً - فى مدينة المنزلة أن يتظاهروا، وهتفوا ضد قانون التعليم، فتصدى لهم الأهالى، وضربوهم، وفرقوا المظاهرة فوراً .

إن المدرستين الخاصتين اللتين تسببتا فى هذه المظاهرة لهما مصلحة فى هذا الإضراب، لأن أصحابهما مستقلون ومن تجار التعليم ، وطلبة المدرستين - كما نعرف جميعاً - من المخضرمين الذين يتراوح سنهم بين 20 و 27 سنة .

والشىء العجيب، أن المعهد الدينى لم يخرج فى اليوم الأول .. أما فى اليوم التالى فقد قاد المظاهرات وقام بالتخريب، وكانت الهتافات المعادية صادرة فعلاً من طلبة المعهد الدينى . إننى شخصياً رأيت وسمعت طالباً كفيفاً يهتف " إلى الأمام، أقبل .. أقبل .. ياديَّان " .

إن موقف اتحاد الطلبة فى نظرى كان فيه شىء من الميوعة، وأعتقد أنه كانت هناك سلبية تامة أثناء المظاهرات، وقد حَمَّل البعض الشرطة مسئولية ما حصل، وتنـاسوا كل شىء. وفى تصورى أنه لولا قيام الشرطة بضربهم فى النهاية لساءت النتيجة .. ولاحتـرق كل من بمديرية الأمـن، سواء من الضباط، أو الجنود، أو المـوظفين المدنيين. لقـد كانت الطريقة التى اتُّبِعت فى غاية الخطورة، وهناك من يحـاول التخفيف أو الاقـلال من قيمة ما حدث من تخريب .. وفى نظرى أنه ليس من الحق أو من العدالة فى شىء القول بذلك . لقد كان بعض أعضاء اتحاد الطلبة منطقياً فى حـديثه فعلاً، وكان حديثهم معقولاً ومفهوماً، ولكن موقف الأغلبية – فى نظرى – يستوجب البحث والدراسة .

وإننى أتساءل : هـل هم على مستوى المسئولية؟ وهـل هم قادرون على قيادة الطلبة؟ وهل هـم على فهم بحقيقة المـوقف العـام فى البلاد ؟ إننى اعتقد أنهم ليسوا أهلاً للقيام بالعمل المسند إليهم .

وفى يوم الجمعة اتفقنا على أن تُشَـيَّع الجثث فرادى، ولكن اتحـاد الطلبة أصر على أن تُشَـيَّع مع بعضها .. فما هو الهدف من تشييع أربع جثث مرة واحدة .. إلاَّ أن يكون ذلك بقصد الإثارة؟

أود أن أذكر أنـه فى يـوم الحـادث - وهـو يـوم الخميس - وصل بعد المغرب مباشرة السيد وزير العدل والسيد النائب العام للإشراف على التحقيق .. وبعد فترة وصل السيد أنور السادات والسيد عبد المحسن أبو النور، وقد وجدا أعضاء الاتحاد الاشتراكى مجتمعين .. فحضرا الاجتماع .. وناقشا العملية .. واتفقنا على الخطوات التى يجب أن تُتَّخذ .

وفى يوم السبت وصل السيد وزيـر الشباب والسيد ضياء الدين داود، وكان لهما مجهود يشكر فى تهدئة بعض الناس .

وليلة السبت وصلتنا معلومات بأن بعض طلبة الجامعة المشتركين فى التدريب العسكرى – والذين يبيتون فى أحد المعسكرات – ينوون القيام بحركة فى صباح السبت، فأرسلنا إليهم بعض أساتذة الجامعة، وبعض أعضاء الاتحاد الاشتراكى، وأقنعوهم بعـدم القيام بأى عمل . وفى هذه الفترة أمكن أن نَسحب إبر ضرب النار والسناكى من البنادق، وبذلك أصبحت غير صالحة لأى عمل، وقد اقتنعوا - ولله الحمد - ولم يقوموا بأى شىء .

والذى أتصوره بالنسبة لحوادث الإضراب فى المنصورة، أنها إشارة البداية لتنفيذ مخطط مُعَدّ ومدروس ، وأن الحوادث التى سمعناها ورأيناها لَتُؤَكِّد أن هذه العملية كانت مدبرة .. وليست تلقائية أبداً، وأن هذه الاشارة هى إشارة البداية، وإذا لم تكن قد أطلقت من مدينة المنصورة .. فربما كانت قد أُطلقت من أى مدينة أخرى .

والذى أرجوه .. والذى يُطالب به الشعب، هو أن نوقف هؤلاء العابثين عند حدهم ، وأن تُتَّخذ الإجراءات الكافية حتى تبقى الجبهة الداخلية سليمة ، لأننى أعتقد وأُجزم أن هدف هذه العملية هو تفتيت الجبهة الداخلية، وتعرية قواتنا المسلحة الموجودة أمام العدو فى الميدان، وأشكركم .

السيد / الرئيس :

فى يوم الخميس راح السيد وزيـر العدل والنائب العام وحققوا فى حـوادث المنصورة، ونطلب من السيد محمد أبو نصير يكلمنا برضه باختصار عن التحقيق .

السيد / محمد أبو نصير ( وزير العدل ) :

بعد ظهر يوم الخميس 21نوفمبر 1968، أبلغنى سيادة الرئيس بأنه قد حدثت بعض مظاهرات بمدينة المنصورة، وتبين وجود بعض القتلى، وطلب منى سيادته الانتقال إلى المنصورة للإشراف على التحقيق الذى تجريه النيابة العامة، للوصول إلى الحقيقة الشاملة فى هذا الشأن. وعلى إثر ذلك انتقلت إلى مدينة المنصورة واصطحبت معى السيد النائب العام، والسيد وكيل التفتيش القضائى، وأحد مفتشى النيابة العامة .. وتم التحقيق بحضورنا، وبإشراف النائب العام الذى تولى بنفسه أيضاً سؤال بعض الشهود. وقد أسفر التحقيق عن النتائج الآتية :

1- تبين أنـه كان قد حدث فى اليوم السابق – وهو يوم الأربعاء الموافق 20 نوفمبر سنة 1968 – تَجَمُّعْ من طلبة مدرسة الملك الكامل الثانويـة.. حيث خرج طلبة هذه المدرسة فى مظاهرة احتجاجاً على قوانين التعليم ، وانضم إليهم بعض طلبة المـدارس الأخرى ، غير أنه أُمكن للمسئولين بالمحافظة وبمديرية التربية والتعليم نصح الطلبة بفض المظاهـرة، على أن تُرفع مطالبهم إلى وزارة التربية والتعليم . وفعلاً صدرت فى نفس اليوم قرارات وزارة التربية والتعليم بتحديد فترة انتقالية لتنفيذ القوانين الجديدة، وبذلك أُزيلت أسباب الاحتجاج، ولم تُخطر النيابة بهذه الواقعة .

2- فى صباح يوم الخميس الموافق 21 نوفمبر سنة 1968، تجمع طلبة المعهـد الدينى بالمنصورة – الذين لم يسبق لهم الاشتراك فى المظاهرة التى حدثت فى اليوم السابق - واتجهوا فى شكل مظاهرة إلى مدرسة الملك الكامل الثانوية - القريبة من المعهد - لإخراج طلبة هذه المدرسة .

وفى الساعة 8.45 صباحاً انتقل السيد محافظ الدقهلية إثر إخطاره بتظاهر الطلبة - وبرفقته السيد أمين عام الاتحاد الاشتراكى والسيد مدير الأمن - إلى مكان تجمع الطلبـة بمدرسة الملك الكامل الثانوية، بقصد محاولة إقناعهم بالعدول عـن الإضراب والعودة إلى الدراسة ، إلاَّ أنه لم يمكن إقناع الطلبة بفض التظاهـر، واستمروا فى مسيرتهم متجهين إلى المـدارس التى تقع فى دائرة المدينة ، ومنها: مدرسة الفلال، ومدرسة التربيـة الحديثة، والمدرسة الثانوية، ومدرسة العناية الإلهية، والكنيسة المجاورة لها . وانتهت مسيرتهم إلى مدرسة ابن لقمـان - التى تقـع بشارع البحر - وكان الطلبة فى أثناء ذلك يلقون الأحجار على مبانى المدارس والمحلات التجارية فى الطريق، وكان بعضهم يردد هتافات عدائية ضد سياسة وزير التربية والتعليم، وبعض هتافات عدائية أخرى .

وقد حاول السيد المحافظ ومرافقوه - بمعاونة مدير الأمن - متابعة المظاهرة وإسداء النصح إلى المتظاهرين بالتفرق. وأخيراً تمكن السيد المحافظ من إقناع المتظاهرين بالتفرق بالحسنى - منعاً من حدوث اشتباك، أو إثارة الشغب بالمدينة - وفعلاً أخذت الحالة فى الهدوء بعد أن وصلت المظاهرة إلى مدرسة ابن لقمان. واتجه بعض المتظاهرين إلى مبنى المحافظة، حيث قابلهم السيد المحافظ مرة أخرى، وأخذ فى الحديث معهم ناصحاً إياهم بالانصراف فى هدوء محافظة على الأمن، ومراعاة للظروف الحاضرة .

وبعد ذلك أخذ المتظاهرون فى التفرق، إلاَّ أنهم عادوا بعد حوالى ساعة إلى التجمع مرة ثانية أمام مبنى مديرية الأمن - القريب من مبنى المحافظة - وكانت الساعة قد بلغت حوالى الواحدة بعد الظهر، وتحولت المظاهرة بعد ذلك وأخذت شكلاً عدائياً عنيفاً، بأن أخذ المتظاهرون يهاجمون مبنى مديرية الأمن بإلقاء الأحجار ، ونزع أخشاب الأعمدة التى كانت مثبتة أمام المديرية ، واستخدامها فى محاولة اقتحام المديرية بالقـوة، كما أشعل المتظاهرون النار فى بعض هذه الأخشاب أمام مبنى المديرية، وأتلفوا بعض السيارات الحكومية، وأكشاك الحراسة الخشبية المثبتة أمام المديرية، وازدادت هتافاتهم العدائية وضوحاً .

3- لم يستطع مدير الأمن مواجهة هذا الموقف من المتظاهرين - الذين إزداد عددهم حتى بلغ خمسة آلاف شخص - فاستعان بالسيد المحافظ الذى حضر إلى المديرية، وبرفقته أمين الاتحاد الاشتراكى ووكيل المعهد الدينى، بقصد إسداء النصح للطلبة بالتفرق، ولكنهم عجزوا عن مواجهة ثورة الطلبة، ولم يستمع المتظاهرون إلى نصحهم، وأخذ الموقف يتصاعد باستمرار، بسلوك المتظاهرين مسلك العنف، ومحاولة اقتحامهم مبنى المديرية .

وفى ذلك الوقت كان اتصال السيد مدير الأمن مستمراً بالسيد وزير الداخلية، وكانت التعليمات التى تصدر إليه تقضى بمحاولة تفريق المتظاهرين بالحسنى، وعدم تعرض قوات الشرطة لهم، واصطدامها بهم .

ولَمَّا بدأ الموقف يزداد خطورة، بمحاولة المتظاهرين اقتحـام مبنى المديرية وإشعـال النار بـه ، وما صحب ذلك من أعمال عنف .. ولَمَّا بدا العجز أيضاً واضحاً فى تفريق المتظاهرين بالوسائل السلمية، أو باستعمال القنابل الصوتية، أعلن مدير الأمن بواسطة ميكروفـون من داخـل مبنى المديرية تحذيراً للمتظاهرين .. وهددهم باستخدام القوة وإطلاق النار ، وحدث فى هذه الأثناء إطلاق الأعيرة النارية .. وأعقب ذلك تفرق المتظاهرين وابتعادهم، وقد أسفر ذلك عن إصابة بعضهم، ومنهم أربعة أُصيبوا بأعيرة نارية وتوفوا على الفور ، وتم نقلهم بواسطة سيارات الإسعاف من الميدان المواجه للمديرية إلى المستشفى الأميرى .

4- قرر السيد مدير أمن الدقهلية - فى التحقيق - أنه فور إخطاره بتجمع الطلبة، انتقل مع السيد المحافظ إلى مكان تجمع الطلبة - بالقرب من مدرسة الملك الكامل - وبرفقته المسئولين من رجال الأمن، الذين كانوا يحاولون الحفاظ على الأمن بإقناع المتظاهرين بالتفرق. ثم عاد إلى مكتبه بمديرية الأمن للاتصال بوزارة الداخلية وإخطارها بالموقف، وهناك اتصل بـه تليفونياً السيد نائب مدير الأمن - الذى كان يرافق السيد المحافظ - وأبلغه بأن السيد المحافظ تمكن من إقناع المتظاهرين بالانصراف وأن الحالة قد هدأت .

وأضاف أنه فى حوالى الساعة الواحدة شاهد تجمع المتظاهرين - مرة أخـرى- فى الميدان المواجه لمبنى المديرية بأعداد كبيرة، حيث أخذ المتظاهرون فى إلقاء الحجارة ومحاولة اقتحام المبنى، فاتصل بالسيد المحافظ وأخطره بذلك .. وقام هو من جانبه - بمساعدة رجال الشرطة - بمحاولة تهدئة الحالة. ولما حضر السيد المحافظ ومعه أمين الاتحاد الاشتراكى ووكيل المعهد الدينى، ولم يتيسر السيطرة على الموقف، قام بإخطار السيد وزير الداخلية تليفونياً، فأمره السيد الوزير بإطلاق أعيرة رش فى الهواء لإرهاب المتظاهرين ومنعهم من اقتحام المديرية، فقام هو من جانبه بتوجيه تحذير للمتظاهرين من ميكروفون مهدداً باستعمال القوة وإطلاق النار. وقد نفى السيد مدير الأمن بأنه أصدر أمراً إلى قواته بإطلاق النار .

5- شهد الشيخ محمد فخر الدين عبد العظيم - وكيل المعهد الدينى - أنه توجه إلى المعهد فى الساعة 8.35 صباحاً، غير أنه فى هذا اليوم لم يحضر إلى المعهد أكثر من خمسين طالباً، مما دعاه إلى الاعتقاد بأن الطلبة قد تغيبوا لسفرهم إلى بلادهم بمناسبة شهر رمضان .. مع ملاحظة أن طلبة المعهد يبلغ عددهم حوالى ألفى طالب .. وشهد بأنه لم يرى تجمعاً للطلبة خارج المعهد، ولم يَعرِف بالمظاهرة التى قام بها طلبة المعهد وَتوَجَّهَت إلى مدرسة الملك الكامل الثانوية ، إلى أن استُدْعَى تليفونياً والى الساعة 12 ظهراً لمقابلة السيد المحافظ بجوار مدرسة ابن لقمان، فتوجه إلى هناك .. حيث رأى فى الطريق جموعاً من الطلبة تسير قادمة من اتجاه مدرسة ابن لقمـان ، فأدرك أن هناك تظـاهراً من الطلبة بالقرب من هذا المكان، حيث كانت هناك قوات من الشرطة فى الشوارع. وبوصوله علم أن السيد المحافظ عاد إلى مكتبه، فتوجه إلى مبنى المحافظة حيث قابل السيد المحافظ، وعلم منه أنه دعاه لحضور اجتماع مع نظار المدارس. وأثناء وجوده بالمحافظة علم بأن المتظاهرين تجمعوا مرة ثانية أمام مبنى مديرية الأمن، فرافق السيد المحافظ إلى مكان تجمع الطلبة أمام مبنى المديرية .. وهناك وجد أعداداً كبيرةً من الطلبة وبينهم بعض الأهالى .. قدر عددهم بحوالى خمسة آلاف، وشاهد فعلاً بعضهم يقذف مبنى المديرية بالحجارة، ويخلع القوائم الخشبية المثبتة أمامها ، كما شاهد حريقاً مشتعلاً فى الميدان المواجه للمديرية، وسمع طلقات لم يتبين مصدرها، كما سمع هتافات لم يستطع تبينها بسبب كثرة الجموع. وذكـر فضيلته أنه فهم فى أثناء وقوفه مع المتظاهرين ومع السيد المحافظ، أن الطلبة يطالبون بالإفراج عن زملائهم المقبوض عليهم . كما ذكر أنه أمكنه الدخول مع السيد المحافظ إلى مبنى المديرية .. حيث صعد إلى غرفة المدير وأطل من الشرفة، فوجد أن الجموع قد تفرقت، وظل بها إلى أن هدأت الحالة، ثم غادرها إلى منـزله .

6- قامت النيابة بحصر عدد المصابين من المتظاهرين ومن رجال الشرطة، وتحقيق أسباب إصابتهم، وقد ظهر من ذلك ما يأتى :

أ ) أسفر الحادث عن وفاة أربعة أشخاص هم :

ـ عبد الرحمن عبد الرحمن متولى البشبيشى ( طالب بمدرسة على الفلال الثانوية ) .

ـ أبو العينين عبد الوهاب على حسب الله ( طالب بمدرسة الملك الكامل الإعدادية ) .

ـ المعصراوى عبد العليم أحمد العراقى ( طالب بالمدرسة الصناعية الثانوية ) .

ـ عبد المسيح سليمان فايد ( مزارع مقيم بالمنصورة بالقرب من مبنى مديرية الأمن ) .

وقد تبين من تشريح جثث القتلى ، أن كلاً منهم أصيب بعيار نارى معمر بمقذوف مفرد من سلاح نارى ذى سرعة عالية، وقد كُلِّف الطبيب الشرعى بفحص البنادق الخاصة بمديرية أمن المنصورة - التى كان يحملها بعض أفراد قوات الشرطة - لمعرفة ما إذا كانت إصابات المجنى عليهم يمكن حدوثها من مثل هذه البنادق، وما إذا كان بعضها أُطـلق فى وقت يتفق مع وقت الحادث؟.. ولم ترد نتيجة هذا الفحص بعد . وقد تبين من التحقيق أن جثث القتلى نُقلت إلى المستشفى الأميرى، من الميدان المواجه لمبنى مديرية الأمن، وقامت سيارات الإسعاف بنقل ثلاث جثث. ونقلت الجثة الرابعة بواسطة إحدى سيارات الأهالى .

كما أسفر الحادث أيضاً عن إصابة 32 شخصاً من المتظاهرين : منهم 4 من الطلبة أصيبوا بأعيرة نارية وحُجزوا بالمستشفى للعـلاج ، أما باقى المصابين وعددهم 27 شخصاً ، فبعضهم من الطلبة والبعض الآخر من الأهالى ، وقد أصيبوا بإصابات رَضِّية بسيطة ، وبارحوا المستشفى على الفور بعد إسعافهم .

ب ) أُصيب من رجال الشرطة 9 من كبار الضباط، من بينهم اللـواء / أحمد حسن الصبان ( نائب مدير الأمن )، والعميد / محمد محمد عيد ( مساعد مدير الأمن ) ، والعقيد / محمد زكريا طلعت، والمقدم / محمد السيد المصرى، والمقدم / السيد عبد الواحد جاد . كما أصيب 14 جندياً من الشرطة، وجميع إصاباتهم رَضِّية نتيجة قذف الحجارة واستعمال العصى .

7- ظهر من التحقيق أن قوات الشرطة تمكنت - أثناء سير المظاهرة فى طرق مدينة المنصورة، وأثناء تجمعها أمام مبنى مديرية الأمن - من القبض على 27 شخصاً من المتظاهرين .. جميعهم من طلبة المعاهد والمدارس، ومـن بين المقبوض عليهم 4 قبض عليهم بمعرفة الرائد/ إسماعيل أمين ( رئيس المباحث الجنائية ) أمام مبنى مديرية الأمـن، وكانوا يشتركون فى أعمال العنف ويحرضون عليها وعلى الاستمرار فى المظاهـرة ، كمـا كان يتولى التحريض على التظاهر وقيادة الهتافات العدائية شخص ضـرير .. تم القبض عليه بعـد يومين ، وهـو عبد العظيم سليمان إبراهيم ، وتبين أنه من طلبة المعهد الدينى ، وقـد شهد عليه اثنان من رجال التعليم، واثنان من رجال البوليس، كما أنه شخصياً اعترف بتحريضه على التظاهر وعلى قيامه ببعض الهتافات العدائية، وأنكر قيامه ببعض الهتافات الأخرى .

8- قامت النيابة بمعاينة مبنى مديرية الأمن والميدان المواجه له، وظهر من المعاينة وجود تلفيات جسيمة بمبنى المديرية، عبارة عـن: تكسير لجميع المصابيح الكهربائية المثبتة بالسور الخارجى ولزجاج المبنى ، ونزع القوائم الخشبية التى كانت مركبة أمام المبنى ومثبتاً بها أعلام - احتفالاً بشهر رمضان - وتكسير بعضها، ونزع قطع من حديد البوابة العمومية، وإتلاف كُشْكَىِ الحراسة .

كما تم حصر أبنية المدارس والمحلات العامة، التى تعرضت لإتلاف المتظاهرين ، وهى عبارة عن : 20 مدرسة من المدارس : الثانويـة، والإعداديـة، والصناعية، والتجاريـة، والخاصة، ومبنى مكتب بريد، ومحل حلوى، ومحل حلاقة .. وقد حدث بها جميعاً تلفيات للزجاج والأبواب نتيجة قذف الأحجار .

وقد تبين من خلاصة التحقيق - الذى تم للآن - أنه لم يكن هناك مبرر لاحتجاج الطلبة وقيامهم بالتظاهر فى يوم الحادث، بعد زوال الأسباب التى دعت إلى احتجاجهم على قوانين التعليم، بتعبيرهم عن رأيهم فى اليوم السابق .. وتَدَخُّل السيد المحافظ .. واستجابة المسئولين .. وإعلان تنظيم فترة انتقالية لتطبيق قوانين التعليم، بعدم سريانها على الامتحانات العامة لهذا العام . ولم يسفر التحقيق عن تحديد السبب الحقيقى لتحريض الطلبة على القيام بهذه المظاهرة، التى بدأت تتحرك من طلبة المعهد الدينى ، مع ملاحظة أن هؤلاء الطلبة لم يشتركوا فى المظاهرات التى وقعت فى اليوم السابق .

كما تبين أن السيد المحافظ والمسئولين بالمحافظة عملوا جهدهم لنصح المتظاهرين وتفريقهم بالحسنى، ولم تقم قوات الشرطة باستعمال العنف مع المتظاهرين فى مسيرة المظاهرة، رغم ما بدا من المتظاهرين من استعمال العنف، وقذف المدارس والمحلات العامة بالحجارة، وذلك تنفيذاً للتعليمات الصادرة بعدم تعرض الشرطة للمظاهرة .

وقد نجح السيد المحافظ - كما ثبت من التحقيق - فى إقناع المتظاهرين بالتفرق بالحسنى حتى يترك فرصة للمسئولين لدراسة مطالبهم، وبدأت جموعهم تتفرق فعلاً بعد وصول المظاهرة إلى مدرسة ابن لقمان واجتماعهم بالسيد المحافظ .

وقد قام رجال الشرطة بالقبض على بعض المتظاهرين .. أثناء سير المظاهرة فى المدينة ، ويبدو أن هذا الإجراء استُغِلَّ بسوء نية من بعض الأفراد ، وذلك عن طريق إطلاق شائعات عن وقوع عدد من القتلى، والقبض على الكثيرين من الطلبة، مما استثار جموع الطلبة، فتوجهت هذه الجموع إلى مبنى مديرية الأمن، وتجمعت مرة ثانية هناك بدعوى المطالبة بالإفراج عن المقبوض عليهم. وهناك بدأ المتظاهرون فى استخدام العنف - بصورة واضحة - محاولين اقتحام مبنى المديرية، حتى أن السيد المحافظ والسيد وكيل المعهد عَجَزَا عن تهدئة ثورتهم. وأخذ الموقف يتطور بسرعة، مما جعل الزمام يفلت من أيدى المسئولين، فحدث الاشتباك الذى أدى إلى قتل وإصابة بعض المتظاهرين .

وقد شهد وكيل المعهـد الدينى - فى التحقيق- بأن جموع المتظاهرين كانوا يستخدمون العنف، بالاعتداء على مبنى المديرية وإشعال النار فى بعض الأخشاب، مطالبين بالإفراج عن المقبوض عليهم .

ولم يسفر التحقيق عن تحـديد شخصية من أطلـق الأعيرة الناريـة، التى نتج عنها وفاة وإصابة بعض المتظاهرين . وقد أمرت النيابة بفحص جميع الأسلحة النارية التى كان يحملها رجال الشرطة لإمكان الوصول إلى الحقيقة .

وجدير بالذكر، أن موقـف رجـال الشرطة فى مواجهة هـذا التظـاهر الجسيم - الذى كان يهدف إلى اقتحام مبنى مديرية الأمن - كان يستوجب عليهم المحافظة على مبنى المديرية ومنع المتظاهرين مـن اقتحامه، بمـا فى ذلك إطلاق النار - فى حالة الدفاع - لفض المظـاهرة إذا لزم الأمر . وسوف يتم تقدير هذا الموقف بصفة نهائية بعد استكمال جميع عناصر التحقيق الذى ما زال مستمراً، وشكراً .

السيد / الرئيس :

بعد الاطلاع على نتيجة التحقيق يوم الجمعة… أنا لَمَّا بعثت وزير العدل، قلت له : " أنا عاوز أعرف حقيقة ما حصل " .. هو رجع يوم الجمعة .. راح يوم الخميس بالليل ورجع يوم الجمعة، كذلك السيد أنور السادات والسيد عبد المحسن أبو النور .. رجعوا يوم الجمعة . وبعد الاطلاع على هذا، طلبت السيد وزير الداخلية، وقلت له : " إن أوامر منع المظاهرات يجب أن تطبق تطبيقاً كاملاً، ولا يمكن ان احنا نترك الأمور حتى تتفاقم بهذا الشكل ". الحقيقة مافيش داعى ان وزير الداخلية يتكلم عن المنصورة .. لأن كل الحقائق اتقالت، وفى الآخر حاخليه يتكلم عن الإسكندرية برضه . أَفَضَّل إننا نبتدى بالسيد وزير التعليم العالى يدينا فكرة عن اللى حصل فى الإسكندرية وفى القاهرة .. فى الجامعات فى يوم السبت .

السيد / وزير التعليم العالى :

السيد الرئيس .. السادة الأعضاء ، بعد البيانات التى سمعناها عما حدث فى المنصورة حتى يوم الخميس، ويبدو أن المسألة لم تنته بأحداث المنصورة يوم الخميس .. فقد حدث اتصال بين المنصورة وبين الإسكندرية .. وأعضاء من اتحاد طلاب هندسة إسكندرية. وبعض طلاب الهندسة أيضاً اتفقوا على أنه يجب أن يعقدوا اجتماعاً عاماً فى صباح يوم السبت فى كلية الهندسة، وأن يكون ذلك فى هيئة مؤتمر، لبحث ما أسموه بأحداث المنصورة .

وعندما علمنا يوم الخميس ليلاً بما حدث فى المنصورة، قضينا اليوم فى الاتصال بزملائنا هنا فـى جامعتى القاهرة وعين شمس، لشرح الموقف لمنع حدوث أى مضاعفات فى القاهرة .

وفى الإسكندرية، علمت فجر يوم السبت بالاتفاق الذى أشرت إليه الآن ، وهـو أن طلاب الهندسة يعتزمون عقد اجتماع عام لبحث هذا الموضوع. ومن الصباح الباكر – يوم السبت – كان رجال الجامعة وحرس الجامعـة مستعدين لمنع مثل هـذا التجمهر، وفعلاً بدأ الطلبة يعلقون إعلانات فى كلية الهندسة .. وبـدأ المسئولون يقنعونهم بأنه لا داعى لهذا التجمع، ولكن الواضح - فى تقديرى - أن الإصرار على هذا الاجتماع كان استمراراً لما حدث فى المنصورة .

وعقب اجتماع فى المدرج، واجتمع معهم العميد .. وتكلموا كثيراً، وكان كلامهم منصباً فقط على موضوع تعرض البوليس للطلاب فى المنصورة، ولم يكن منصباً على أية مسألة موضوعية أخرى. ثم قرروا أن يخرجوا فى مظاهرة - أو مسيرة كما يسمونها - ليعبروا عن رأيهم. وقد حاول المسئولون إفهامهم أنه لا يجوز إطلاقاً الخروج فى مظاهرة .. إلاَّ أنهم ركبوا رؤوسهم وخرجوا من كلية الهندسة قاصدين كلية الزراعة - وهى أقرب كلية لهم - ليُكملوا المسيرة أو المظاهـرة . وكان لدى البوليس – كما قال السيد الرئيس الآن – أوامر بعدم السماح بالتظاهر، ونصحهم بالعودة، إلاَّ أنهم لم ينتصحوا، فقام بتفريق المظاهرة بالعصى وقبض على 3 أو 4 ، من بينهم رئيس أو أمين اتحاد كلية الهندسة بالإسكندرية، وكان فى مقدمة هذه المظاهرة. وعندما فرقهم البوليس جروا ودخلوا ثانية مبنى الكلية، وقرروا أن يمكثوا فيها ويعتصموا بها، وأصدروا قراراً أو منشوراً بعدة قرارات أو طلبات ، من ضمنها الاحتجاج على تصرفات البوليس ، ثم طلبات أخرى خاصة بحرية الصحافة والحريات العامة ، ودخلوا فى المسائل الأخرى التى كانت قد أُثيرت من قبل .

وفى هـذه اللحظة وصل إلى الكلية السيد المحافظ، ليجتمع معهم وليبحث المسألة، وكان استقبالهم وتصرفهم سيئاً، سواء مع السيد محافظ الإسكندرية، أو مع رؤسائهم فى الجامعة – مدير الجامعة، ووكيل الجامعة، وأمين الجامعة – والمسئولين الذين توجهوا لنصحهم، والتحدث إليهم، والتفاهم معهم. وبعد فترة أُمكن للمحافظ أن يتغلب على هذه الصعوبة، فاجتمع معهم فى المدرج الكبير .. وقد كان تصرف الطلبة غير كـريم .. ولم تكن المناقشة ممكنة فى الاجتماع الذى حدث فى المدرج، فطلب السيد المحافظ أن يجتمع بأعضاء الاتحاد .. وقد اجتمع معهم فعلاً - من الظهر حتى المغرب - ليتعرف على مطالبهم، وعما إذا كانت لهم طلبات إيجابية، فلم يكن هناك غير ما ذكرته لحضراتكم، وهـو الاحتجاج أو الاعتـراض على تصـرف الشرطـة مع الطـلاب فى المنصورة ، طلبات معادة، التى ليس لها مدلول حقيقى .

واستمرت هذه الاجتماعات .. وكانت المسألة تتحرج ساعة بعد ساعة، وبدأ الطلاب يكتبون ، ويطبعون، ويوزعون المنشورات : منشور رقم ( 1 )، ومنشور رقـم ( 2 )، وصدر بعضها بإسم اتحاد طلاب الإسكندرية، وبعضها باسم اتحاد طلاب هندسة الإسكندرية، واتحاد طلاب تجارة الإسكندرية واتحاد طلاب زراعة الإسكندرية، وتوالت المنشورات .

وكانت الظاهرة السيئة أن المنشورات وزعت بالليل أمام مبنى كلية الهندسة فى الشارع، وفى الشوارع المحيطة، ثم الأحياء المجاورة، ثم الأحياء البعيدة، وعلى نطاق واسع فى محافظة الإسكندرية كلها بالليل .. رغم كل الجهود والاتصالات التى بُذلت.. وشَرْح الظروف التى تمر بها البلاد - طوال النهار، ثم بعد المغرب حتى منتصف الليل - من أعضاء هيئة التدريس، ومن الأساتذة المحتكين بالطلاب .. والذين يحبهم الطلبة، إلاَّ أنه كان هناك صد غريب، نتيجة للإثارة من عدد من الطلاب، كما حدث فى المنصورة .. وسمعناه من السيد أمين محافظة الدقهلية ، فقد كانت هناك مجموعات تمنع - أو تحاول أن تمنع دائماً - الوصول إلى تهدئة أو اتفاق لإنهاء الموضوع، وبالتالى فشلت كل المحاولات لإنهاء الاعتصام .. الذى قـرروا الاستمرار فيـه إلى أن تجاب مطالبهم، وهى - كما قلت لحضراتكم - مطالب غير إيجابية، ولا تتضمن ما يستحق أن يدور التفاهم حوله .

السيد / الرئيس :

عددهم كان قَدّ إيه؟

السيد / وزير التعليم العالى :

إن المدرج الكبير يتسع لحـوالى 1000 أو 1200 طالب، وعدد طلاب كلية الهندسة يبلغ حوالى 6000 طالب .. وفى يوم السبت كان العدد الموجود بالمدرج يختلف من وقت لآخر، فكان بعض الطلبة يغادرونه، ثم يفد إليه طلبة آخرون من كلية الزراعة. وفى المساء كان المعتصمون حوالى 250 أو 300 طالب، وكان بعض الطلبة ينضمون إليهم من كلية الزراعة، حتى زاد العدد إلى حوالى 400 أو 500 طالب، ثم هبط إلى حوالى 250 طالباً . والذين قضوا أول ليلة فى الاعتصام – حسب تقديرنا - هم حوالى 250 أو 300 طالب فى كلية الهندسة . وفى المساء كان الموقف متحرجاً، وطلب السيد مدير الجامعة وقف الدراسة وإغلاق الجامعة، لأنه كان يتوقع أنه سيكون هناك امتداد لهذه الشرارة فى اليـوم التالى، ورأى استعمـال حقه القانونى فى وقف الدراسة .. باعتبار أن هذا هو أسلم الأمور. وقد اجتمعنا فى المساء وتشاورنا مع مديرى الجامعات الأخرى للوصول إلى الحل السليم، لأنه كانت قد بدت بعض بادرات - ولو أنها خفيفة - فى جامعتى القاهرة وعين شمس، أَوْضَحْت أنه من الجائز أن تحدث مضاعفات صباح يوم الأحد، أو قد تكون هناك اتفاقات على ذلك، فقد وقعت يوم السبت صباحاً حادثتان : إحداهما فى جامعة القاهرة، والأخرى فى جامعة عين شمس :

ففى جامعة القاهرة، حدث أن اثنين من الطلاب دعوا إلى اجتماع فى كلية الهندسة، فى مدرج يسع حوالى 400 طالب، فحضر فعلاً هذا العدد .. وعدد طلاب هندسة القاهرة بهذه المناسبة يبلغ حوالى 7000 طالب، وقد أوضح الطالبان حقيقة ما حدث فى المنصورة .. وأن الإشاعات التى انتشرت غير حقيقية، ولكن فى اجتماع كهذا، لا يمكن لطالب أو اثنين أن يسيطرا عليه لمدة أربع ساعات، ولهذا صدرت عن هذا الاجتماع توصيات وقرارات معينة، وبدأ الزمام يفلت من أيدى الطلبة الذين دعوا إلى هذا الاجتماع، وقرر الطلبة أن يرسلوا قراراتهم إلى الصحف للنشر، وتمسكوا بضرورة نشرها، مع تشكيل لجنة متابعة لهذا الغرض، وعلى أن يعودوا للاجتماع صباح اليوم التالى للوقوف على ماتم، والتصرف إزاء عدم النشر .. ومثل هذه الأعمال تدل دلالة واضحة على عدم النضج السياسى، والتهور، والإثارة .

إذاً كانت النية مبيتة لعقد اجتماع آخر صباح يوم الأحد فى هندسة القاهرة، وكانت هندسة عين شمس هادئة، إلى أن حضر إليها مندوبون وأبلغوا زملاءهم أنه قد قُبِضَ على مدرس فى كلية الآداب بجامعة عين شمس. وحقيقة الموضوع أن هناك أستاذاً متهماً فى قضية معينة .. وهى قضية طبع وتوزيع منشورات، وقد قبض عليه وأُجْرِىَ التحقيق معـه، واعترف بمسئوليته عـن ذلك. وقد عالجت كلية الآداب هذا الموضوع بحكمة، لأن عميد الكلية اصطحب وفداً من الطلاب، وقابل السيد وزير العدل والسيد النائب العام، وسألوه عن حقيقة الموضوع، فنفى أنه اعْتُقِلَ .. إنما أُجْـرِىَ معه تحقيق، وقُبِضَ عليه بتهمة طبع وتوزيع المنشورات .. التى اعترف بأنه مسئول عنها من البداية إلى النهاية .

هاتان هما الحادثتان اللتان وقعتا فى جامعتى القـاهرة وعين شمس، واللتان جعلتا مديرى الجامعات يقررون وقـف الدراسة بجميع الجامعات – وليس بجامعـة الإسكندريـة فقـط- حـتى لا تمتد الشرارة إلى الجامعات الأخرى .

وفى يوم الأحـد استمر الاعتصام ، وكان قـد اتُّفِقَ على أن يُضرب حصار حول كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، لمنع الاتصال بالطلبة فى الداخل ، وبذل مزيد من المحاولات لإقناعهم بالعدول عن الاعتصام. لكن لسبب أو لآخر، لم يكن الحصار كاملاً حول هذه الكلية - المترامية الأطراف - فتسلل إليها بعض الطلبة فى الصباح، وبدأت الإضطرابات من جديد، لأن عدد من كانوا داخل الكلية وصل إلى 1000 أو 1200 طالب من كليات أخرى .. وبالأخص من كليتى التجارة والزراعة .

واستمرت الاجتماعات .. واستمرت الإثارة، إذ لجأ الطلبة إلى تركيب مكبر للصوت وإذاعةٍ داخلية، وكان الصوت يصل إلى أهالى حى باب شرقى، فحدثت تجمعات خارج كلية الهندسة أيضاً. طبعاً كانت الوسيلة لمنع ذلك هى قطع التيار الكهربائى ، لكن رؤى عدم الالتجاء لذلك ، لأن الطلبة كانوا داخل الكلية والظلام قد حل، ثم إن الطلبة رأوا أن يستعيضوا عن التيار الكهربائى بإشعال بعض الأخشاب والأوراق .. أى أن المسألة كانت محرجة. واستمرت المنشورات والإثارة .. واستمر الأساتذة طوال اليوم يناقشون الطلبة فى مجموعات صغيرة وكبيرة، ولكن الطلبة - بزعامة فئة منهم - أصروا على الاستمرار فى الاعتصام، والتحدى، والشغب.

يوم الأحد فى القاهرة، لم يكن هناك شئ إلاَّ فى الصباح، عندما توجه الطلاب إلى الجامعات فوجدوها معطلة، وكانت جامعة عين شمس هادئة نسبياً. وفى جامعة القاهرة تجمع الطلاب عند مدخل الجامعة وعند كوبرى الجامعة، وأصرّوا على البقاء والتجمّع، وكان هؤلاء يعتزمون عقد اجتماع فى صباح ذلك اليوم، واضطر البوليس إلى تفريقهم واعتقال البعض منهم، وهم من كانوا يتزعمون حركة الاعتصام فى الشارع - هذه المرة - عند كوبرى الجامعة . وانتهى الموضوع عند هذا الحد فى جامعة القاهرة .. لأن الدراسة كانت قد عُطِّلت، ولم يكن فى استطاعة أحد الوصول إلى الجامعة .

وفى الإسكندرية كان الوضع مختلفاً - حسبما تعلمون حضراتكم - لأن الطلاب الذين توجهوا إلى هندسة إسكندرية فى الساعة السادسة صباحاً، وجدوا أن الحصار محكم حول الطلبة ، ولم يستطع أحد دخولها ، وكان بداخلها حوالى 200 أو 250 طالباً معتصمون، ويقال إن بعض هؤلاء الطلاب الذين لم يتمكنوا من الدخـول، انتشروا فى المدينة لإثارة الطلاب الآخرين والأهالى – وهذا موضوع محال إلى التحقيق – مما أدى إلى وقوع الأحداث التى نشرت فى الصحف. وقد شملت هذه الحركة أجزاء كبيرة فى مدينة الإسكندرية، مما اضطر معه السيد المحافظ - وكنا نتفق معه - إلى ضرورة استعمال القوة لإنهاء هذا الاعتصام والتحـدى. واستمر العميد والأساتـذة مع الطلبة طوال النهار لإقناعهم بذلك دون جدوى .. وقبيل المغرب تركوهم معتصمين، بعد أن أبلغوهم أنهم ليسوا مسئولين عما قد يحدث لهم - باعتبارهم عصاة خارجين على القانون - وسيترك أمرهم للسلطات المسئولة لتأديبهم .

وربما كان لهذا التهديد - مع حلول موعد الإفطار .. مع قطع التيارات الكهربائية عن المبنى - أثره، مما جعل الطلبة ينهون الاعتصام، وغادروا الكلية حوالى الساعة السادسة والنصف مساء . ثم توجه وفد منهم - من اتحـاد الطلاب– للاجتماع مـع السيد المحـافظ الساعـة الثامنـة مساء .. وكان ما دار فى هذا الاجتماع غريباً فى الواقع – حسب مـا علمت من السيد المحـافظ - فكان اتحاد الطلاب يحاول تبرير موقفـه .. بأن يوهموا السيد المحافظ أنهم حـاولوا جهدهم لتهدئة الطلاب طوال اليومين السابقين، ولولا وجودهم لحدثت مضاعفات كبيرة . وطبعاً هذا مجرد تبرير للموقف بعد انتهاء الاعتصام .

والحقيقة، أن الواضح من هذه الصورة - فى نظرى - أن اتحاد الطلاب إما أنه ليس له فاعلية، بالنسبة لقيادة الطلاب فى جامعة الإسكندرية، وإما أنه كان يشترك مع العناصر المضادة، أو كان يدعى بأنه يحاول إقناعهم بإنهاء هذا العصيان.. كما أسميه. وبالتالى فإن التنظيم الطلابى .. والعمل بين الطلاب، يحتاج إلى مراجعة شاملة، لأنه - على هذه الصورة - اتضح أنه غير فعال بالمرة . وقد بدأوا يتنصلون من مسئولية هذا العصيان، فهم يعقدون الاجتماعات فى الإسكندرية، والقاهرة، وغيرها، ويصدرون بيانات تدعوا إلى الوحدة الوطنية وغير ذلك. وقـد وصلتنى بعض نماذج من هذه البيانات منذ نصف ساعة، ولم أطلع عليها بعد بالكامل، لكن الملاحظ أنها جميعاً غير جدية .. وغير صريحة، وليس بها دليل حزم .. أو رجولة .. أو تحمل مسئولية، بل بالعكس كلٌ يحاول أن يبرر ما حدث .

ومن ناحية أخرى، كانت هناك بعض تجمعات بسيطة فى الزقازيق ، ولم تكن لها فاعلية كبيرة .. فقد اجتمع فى الزقازيق بعض طلاب المعاهد العليا والمدارس مع السيد المحافظ، وأقنعهم أنه لا يوجد أى مبرر للاجتماعات، والتحدى، أو الإثارة، لأن موضوع التعليم قـد حُـلَّ، ولا داعى للمبالغة فى موضوع المنصورة .

والوضع الآن هادئ من ناحية النظام، والدراسة معطلة بالجامعات، ونحن فى انتظار نتيجة التحقيق فى حوادث الإسكندرية، فهل ستنير لنا الطريق، وتوضح ما إذا كانت المسألة مجرد إظهار شعور، أو أن وراءها دوافع أخرى؟ وهذا ما سيظهره التحقيق الذى يجرى فى الوقت الحاضر بالإسكندرية . وكما قلت : إن نظام اتحادات الطلاب، ورعاية الطلاب يحتاج إلى مراجعة، مع الشكر .

السيد / الرئيس :

السيد / أمين الإسكندرية .

السيد / عيسى عبد الحميد شاهين ( أمين محافظة الإسكندرية ) :

السيد الرئيس .. السادة الزملاء ، فى مساء يوم الخميس علمنا بأحداث المنصورة، فعقدنا اجتماعاً فورياً مع تنظيمات الاتحـاد الاشتراكى بالمحافظـة ، لاتخـاذ إجـراءات تتواءم مع مواجهة الموقف، وما قد يحدث فى المدارس الثانوية، والمعهد الدينى ، والجامعات .

وفى نفس الليلة تم اللقاء بين رجال الأقسام والوحدات الأساسية بالمدارس الثانوية والمعهد الدينى. وفى نفس المساء أيضاً - نظراً لتغيب أمين قسم الجامعة عن حضور الاجتماع - تم الاتصال بالسيد مدير الجامعة لإحاطته علماً بالموقف، ورجوته اتخاذ الاستعدادات اللازمة لمواجهة ما قـد يستجد يوم السبت .

وفى يوم الجمعة تم اجتماع آخر مع نقابة المعلمين بالإسكندرية، ونشطت النقابة وقامت بحركة سريعة خلال هذا اليوم، كان من نتيجتها أن انتظمت الدراسة بالمدارس الثانوية والمعهد الدينى يوم السبت، وكذلك يوم الأحد فى الفترة الصباحية. وعند انصراف طلبة الفترة الصباحية من المدارس الثانوية قام بعضهم بالتظاهر، ولكن تم تفريق هذه المظاهرات .

أما فيما يختص بما حدث فى كلية الهندسة، فقد علمنا صباح يوم السبت أن بعض طلبة كلية الهندسة كانوا قد سافروا إلى المنصورة وعادوا مساء الجمعة، وعلمنا أنهم سوف يكونون مصدر إثارة لطلبة كلية الهندسة. وفى نفس الوقت حضر رئيس اتحاد طلاب الجمهورية ومعه فريق من أعضاء هذا الاتحاد إلى الإسكندرية أيضاً .

واتصلت صباح ذلك اليوم .. كما اتصل السيد المحافظ.. بالسيد مـدير الجامعـة والسيد عميد كلية الهندسة، وأخطرناهما بأن التظاهر ممنوع قطعياً، وغير مسموح به فى الشوارع، وأن للطلبة أن يعقدوا مؤتمراتهم داخل كلياتهم، وذلك لتلافى تكرار ما حدث فى المنصورة .

وبعد أن استمعتم حضراتكم إلى بيان السيد وزير التعليم العالى، فإننى أتشرف بعرض الأحداث كما عشتها لحظة بلحظة، خلال الأيام الثلاثة الأولى من هذا الأسبوع .

السيد الرئيس .. فى هـذه الظروف الدقيقة والعصيبة التى تمر بهـا البلاد فى مواجهة خطر محدق بها .. خطر تقوده قوى الصهيونية والاستعمار فى الخارج، وعناصر القوى المضادة فى الداخل .. أقول فى هـذه الظروف التى انعقدت كلمة الأمة كلها على تعبئة كل قواها - سياسياً، واقتصادياً، وعسكرياً - لخوض معركة مصيرية يتحقق لها فيها النصر بغير بديل، خرجت فئة ضالة طائشة من طلبة الجامعة - باللاوعى وعدم تقدير للمسئولية - ليفتتوا هذه الوحدة الوطنية، التى تجلت بوضوح كامل فى قرارات المؤتمر القومى العام ، إصراراً على الصمود، وتصميماً على تطهير الأرض العربية من العدو الغادر .

ولقد شهدت الإسكندرية فى بداية هذا الأسبوع صورة مؤسفة، هى فى واقع الأمر وحقيقته وصمة فى جبين الحركة الطلابية، وذلك حين قام بعض طلبة كلية الهندسة - تقودهم عناصر باعت ضمائرها، وأخرى شريرة وفاشلة - بالتظاهر والإخلال بالنظام والأمن، متعللين بأنهم يعبرون عن استنكارهم للحوادث التى وقعت فى المنصورة .

ولقد كان من الممكن أن يأتى هـذا التعبير على النحو الذى بدأت به حركة الطلبة حين اجتمعوا صباح السبت 23 نوفمبر 1968 بأحـد المدرجات، وناقشوا الأمر بينهم، وانتهوا إلى عقـد مؤتمر داخل المدرج، ثم انصرفوا إلى الدراسة بعد إبلاغ مقترحاتهم إلى المسئولين، إلاَّ أن بعضهم - ممن باعوا ضمائرهم، وممن تكمن فى نفوسهم روح الشر والتخريب - قد حَوَّلُوا هذا الموقف وأبعدوه عن غرضه، وحرضوا الباقين على الخروج إلى الشارع متظاهرين، رغم الجهود الصادقة التى بذلها السيد مدير الجامعة والسيد عميد الكلية لإثنائهم عن ذلك. وكان أن خرجوا واحتكوا برجال الشرطة .. الذين كانوا يرابطون خارج أسوار الكليـة للمحافظة على الأمن .. وعلى الطلبة أنفسهم ، وكان من نتيجة ذلك أن أُصيب بعض رجال الشرطة .. كما أُصيب عدد من الطلبة . وهنا استغلت هذه الفئة الشريرة الموقف لتعقيد الأمور وتصعيدها، فاتجـه جـانب منهم إلى كلية الـزراعة لإخراج طلبتها للاشتراك فى التظاهر ، واتجـه الجانب الآخر إلى كلية الهندسة .. ومن تم تحريضهم على الاعتصام داخل كلية الهندسة .. وقد تم لهم ما أرادوا .

يتبع ...

تم تعديل بواسطة أبو محمد

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

الجلسة الثامنة (.. تابع 1)

ولقد قام السيد المحافظ، والسيد مدير الجامعة، والسيد عميد الكلية، بالاشتراك مع التنظيم السياسى، بجهود مضنية - استمرت طوال اليوم - لتبصير الطلبة بالعواقب الوخيمة التى قد يتمخض عنها موقفهم هذا، إلاَّ أنهم قوبلوا بالصد العنيف وباللامبالاة. ورغم ذلك فقد اجتمعتُ شخصياً مع رئيس اتحاد طلاب الجمهورية، وبعض أعضاء الاتحاد، ورئيس اتحاد طلبة جامعة الإسكندرية، وأعضاء اتحاد الكلية، وغيرهم من رؤساء وأعضاء اتحادات طلبة باقى الكليات .. وبعد حوار دام ساعات أفهمتهم بخطورة هذا التصرف، وأثره على الوحدة الوطنية، إلاَّ أن ذلك لم يغير من الموقف شيئاً.

وبهذه المناسبة فإن أعضاء اتحادات الطلبة لم يقوموا بما كان متوقعاً منهم - باعتبارهم قياديين - بل على النقيض من ذلك ، فإنهم قد استغلوا هذا الظرف أسوأ استغلال .. من قبيل الدعاية الانتخابية لانتخابات الاتحاد القادمة .. فهم بذلك لم يكونوا عاملاً مهدئاً أو مساعداً، بل بكل أسف كانوا سبباً من أسباب الإثارة وتصعيد الموقف .

وإزاء ما تبين من إجماع باقى كليات الجامعة وبعض المعاهد العليا، فى الإسهام فى هذه الحركة غير المسئولة، صدر قرار بتعطيل الدراسة. وهنا بـدا واضحاً أن بعض عناصر شريرة من بين الطلبة تدبر لمؤامرة خبيثة ودنيئة ضد مصالح البلاد العليا، بهدف توسيع نطاق الإضرابات والتظاهر، لتعم الفوضى ويستفحل الضرر .. فإلى جانب المعتصمين فى كلية الهندسة – من بين طلبتها وطلبة الكليات الأخرى – توجهت مجموعات منهم ممن كانوا خارج كلياتهم إلى المدارس الثانوية لتحريضهم على الانضمام إليهم .. وفشلوا فى بادئ الأمر، إلاَّ أنه أمكن تحقيق هدفهم فى اليوم التالى، بعد اتصالات استمرت طوال اليوم وجانباً من الليل .

كذلك قامت اتحـادات الكليات بطبع المنشورات المسمومة، ووُزِّعت على أوسع نطاق ، حيث خرج بعض الطلبة لتوزيعها على المصالح، ودور السينما، والأتوبيسات، والقطارات، وعلى المارة، وفى أماكن التجمع . وكل هذه المنشورات تحض على الإثم، والفوضى، والتخريب، تحت شعارات زائفة ، يكمن وراءها الغرض الخبيث الذى يدعـوا إلى إشاعة الفوضى، إذ كان من بين أهداف المخطط الأثيم تحريض العمال على الانضمام إليهم فى إضرابهم .. وبـدأ مثلاً الاتصال ببعضهم، بل اتجهت بعض مجموعات منهم متظاهرين إلى المصانع ، فى محاولة يائسة لشد العمال للاشتراك فى هذه الأعمال الفوضويـة، إلاَّ أن وعـى العمال، ووطنيتهم، وإحساسهم بالمسئولية، ووقفت حائلاً دون ذلـك ، وكانوا على عهدنا بهم الأوفياء المخلصين فى جميع الظروف .

وكان من نتيجة هذا التدبير أن نظمت مظاهرات يوم الاثنيـن 25 نوفمبر، تضم إلى جانب طلاب الجامعة وتلاميذ المدارس - الثانوية والاعدادية - بعض المندسين من المخربين المأجورين، وأصحاب النفوس المريضة، واتخذت المظاهرات طابعاً عنيفاً يهـدد أمن المـواطنين، وأُتلـفت بعض الممتلكات العامة والخاصة .

ولقد كان رجال الشرطة حريصين - كل الحرص - على عدم استعمال العنف فى فض هذه المظاهرات، حرصاً منهم على سلامة الطلبة، وقد كلفهم ذلك كثيراً من الصبر والجهد، إلى أن بدأت المظاهرات تتجه إلى التخريب. وهنا كان لزاماً على الشرطة أن تتخذ موقفاً حاسماً وحازماً، مما أدى إلى إيقاف هذا الاتجاه وتفريق المتظاهرين .

ولنا أن نتساءل أولاً، لمصلحة من ارتكبت هـذه الحـوادث المؤسفة، ثم من المسئول عن تدبيرها وتحريكها؟ ولسنا فى حاجة إلى جهد لمعرفة المستفيد من هذه الحوادث فكلنا، يعرف - حتى الطلبة أنفسهم - أن إسرائيل، والاستعمار ، وأعداءنا فى الداخل، هم وحدهم أصحاب المصلحة فى تفتيت وحدتنا الوطنية. أما الشق الثانى من التساؤل فإن النيابة العامة تجرى التحقيق بشأنه، وسوف يسفر التحقيق عن تحديد المسئولية .

سيادة الرئيس .. أود أن أؤكد لسيادتكم .. وللزملاء أعضاء اللجنة المركزية، أن الجماهير بالإسكندرية إذ تعلـن استياءها الشديـد، واستنكارها لما قام به الطلبة من حركة غير مسئولة، أوقعت أضراراً جسيمة بمصالح البلاد العليا، واعتدت على الممتلكات العامة والخاصة، فإنها تطالب بإصرار بما يلى :

1- أن تظل الدراسة بالجامعة معطلة، حتى يتم علاج ما يجرى فيها بالحزم، اللازم الذى تقتضيه مصلحة البلاد، والمرحلة الخطيرة التى نعيشها، وبما يكفل انضباط الطلبة، ويضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة .

2- إعادة النظر فى تشكيلات اتحاد طلاب الجـامعة، والـلائحة المنظمة لأعماله، بما يضمن لهذه الاتحادات حُسن الأداء، تحت إشراف رشيد .

3- النظر فى موقف بعض أعضاء هيئـة التدريس ، الذين اتخـذوا مواقف مشجعـة لمثل هذه الحركات غير المسئولة، أو وقفوا موقفاً سلبياً من هذه الأحداث .

4- تَعْتَبِر الجماهير - على ضوء الأحداث الأخيرة - أن الحريات الواسعة التى يُسِّرَت للطلبة مؤخراً، فى الوقت الذى لم يرتفعوا فيه بعد إلى مستوى المسئولية، جعلتهم يعتبرون أنفسهم طبقة فوق مستوى فئات الشعب العامل .. طبقة أعطت لنفسها سلطة السيادة عليه، وافترضت أنها تملك أيضاً إرادة التغيير، مما ينبغى معه إعادة النظر فى ذلك .

5- تربط الجماهير بين اعتصام طلبة الجامعة، وما حدث فى معسكرات التدريب - خلال الأيام القليلة السابقة لهذه الحوادث – حين امتنع الطلاب عن التدريب العسكرى، مع إحداث المظاهرات، وترى أن هذا النوع من الشباب – الذى طالما طالب بالاشتراك فى المعركة - شباب غير جاد، ويهدف إلى تعطيل تشكيل منظمات الجيش الشعبى . وتُطالب الجماهير بألاَّ تكتفى الجامعات بتخريج أفراد علميين فحسب، بل تُطالب الجامعات أيضاً بتخريج رجال وطنيين، وهم لذلك يطالبون بتجنيدهم فى القوات المسلحة، وفى كتائب الخدمة المدنية، للعمل فى إصلاح الأراضى وتعبيد الطرق ، وما إلى ذلك من الأعمال، خلال الإجازات السنوية.

6- تطالب الجماهير ببحث حالة الطلبة الوافدين من بعض البلاد العربية، إذ المعتقد أن بعضهم يعتبر مصدراً أساسياً من مصادر الإثارة .

7- إطلاق السلطات التأديبية لمجالس الكليات، ومجلس الجامعة، فيما يتصل بشئون الطلبة .

8- إعادة النظر فى تشكيل الاتحاد الاشتراكى بوحدات الكليات والجامعة ، لاتخاذها إما مواقف سلبية أو مواقف مشجعة من الأحداث الأخيرة، وشكراً .

السيد / الرئيس :

السيد / أمين الجيزة .

السيد / فريد عبد الكريم ( أمين محافظة الجيزة ) :

السيد الرئيس .. الإخـوة أعضاء اللجنـة المركزيـة، لن أتحـدث فى وقائع ، فالوقائع معروفة ومنشورة، ولكنى سوف أتحدث عن بعض الحقائـق والظواهر المستخلصة من هذه التحركات المشبوهة .. الضارة والمضرة . هذه الحقائق باختصار شديد تكمن فى أربع :

الأولى منها : أن جيلنا الجديد فى الجامعات والمدارس، لا يحكمه منطق واع فى تحـركه .. فـى انفعاله .. أو فى سكونه، حتى أنه ليصعب التنبؤ بمتى يتحرك، وإلى أى مدى سوف يكون تحركه. هذه حقيقة واضحة تماماً .

أما الحقيقة الثانية : أنه ليس هناك اتجاه واحد لدى طلبة الجامعة - حتى ولو كان اتجاهاً خاطئاً - لأن هناك اتجاهات متعددة بالنسبة لهذه التحركات الخاطئة، حتى أنه ليصعب أيضاً أن نواجه هذه الاتجاهات الخاطئة بمنطق واحد، أو بمعالجة واحدة .

الحقيقة الثالثة : أن الذين أثاروا هذا الشغب .. وأثاروا هذه التحركات، هم فئة قليلة فى كلية واحدة ، ولابد لنا من أن نحلل لماذا تحركت هذه الفئة القليلة؟ ولماذا فى هذه الكلية بالذات ؟ سواء فى القاهرة أو فى الإسكندرية .

الحقيقة الرابعة، أو الظاهرة الرابعة : أن هناك تغييرا كاملاً لدور الشرطة .. سلوكاً، ودوراً، وعلاقة .

ولتسمحوا لى - أيها الزملاء - أن أتحدث عن بعض الأسباب التى أدت إلى هذه الحقائق :

أولاً : أنه ليس هناك نضج سياسى مطلقاً بين طلاب الجامعة، وذلك يرجع إلى ما يلى :

السبب الأول : أن طلاب الجامعة قـد حُرِموا من العمل السياسى لفترة طويلة مضت، ومن هنا فلن تتأكد ولن ترسخ تقاليد سياسية جديدة لمناقشات واعية، وفعالة، وموضوعية ، فليست هناك أُطُر على الإطلاق للمناقشات السياسية لقضايانا المصيرية داخل الجامعات .

السبب الثانى : أن أساتذة الجامعة - السمة الظاهرة على الأغلبية الكبرى منهم، مع احترامى الشديد لدورهم، ولعلمهم، ولتخصصهم - ليس لديهم على الإطلاق وعى عام بقضايانا المصيرية، وليس لديهم حدس سياسى على الإطلاق، وإن ثقافاتهم المتعددة - من مصادر متعددة - هى فى الأغلب غربية ، وإن تأثرهم ببعض الفكر الليبرالى .. وإن تشبههم وتأثرهم بالمجتمعات التى وردوا إلينا منها، قد أثَّرت فى مصب واحد .. هو قاعدة الطلاب لدينا .. تأثروا بها إما بالصراحة، وإما بالدلالة، وإما بالإشارة .

السبب الثـالث : أن القلة القليلة الباغيـة، فى هذه الكلية الـواحدة - فى القاهرة أو الإسكندرية - استطاعت أن تتحـرك .. وأن تتحكم فى جماهير الطلاب، فى غيبة من العمل السياسى .. فى غيبة من قـاعدة طلابية موضوعية تقوم بالعمل السياسى .. فى وضع ضُربت فيه القيادات الموضوعيـة لمنظمات الشباب .. أو أحست أنها مضروبة، ومن هنا فقد خلا الجو تماماً لفئة قليلة – سوف يرد إليها التحليل فيما بعد – لكى تتحكم .. ولكى تتزعم أيضاً . ولأن منظمة الشباب وقواعدها الموضوعية المدربة على منهج سليم .. وعلى حوار موضوعى سليم ، أحست أنها مضروبة ، وأنها ينبغى أن تُظْهِر للتنظيم أنه كان خطأً كبيراً وفادحاً أن تُضرب منظمـات الشباب فى الجامعات، فوقفت موقفاً سلبياً - لا هى معنا، ولا هـى ضدنا - لكى تثبت فى خطـأ شديد، أن هذا الضرب لم يكن له ما يبرره، وأن ضـرب القاعدة الملتزمة بقضايانا المصيرية .. وبنظامنا السياسى، قـد أتاح فراغاً وخواءً سياسياً كاملاً، لفئة قليلة ضالة فى كليات الهندسة - فى القاهرة والإسكندرية - لكى تتزعم .. ولكى تقود .

هذه الأسباب هى التى تدفعنا لكى نقول: إنه لا يمكن التنبؤ بأية حركة على الإطلاق، لأى سبب كان. سوف تقوم الحركات مرة أخرى بسبب قانون التعليم، أو لغيره من الأسباب ، ولأية حادثة أو لغيرها سوف تقوم هَبَّات مفاجئة للطلاب، لا نعرف مداها، ولا نستطيع إطلاقاً أن نتبين أثرها .

هناك سبب رابع بالغ الخطر .. وبالغ الأهمية : إن الهبَّة التى قام بها الطلاب فى فبراير من العام الماضى، كانت تحركاً منبت الجذور، ليس له أصول راسخة .. وليست له قواعد موضوعية فى ذات الطلاب . وبالرغم من ذلك فقد أحس الطلاب .. الذين تحركوا فى شهر فبراير، أنهم مالكو التعبير، وأنهم واضعوه ، وأنه قد أصبح لهم كيان مستقل لابد أن يَنْفُذوا به إلى كل حدث .. وفى كل وقت، وأنهم لابد أن يفرضوا أنفسهم حكومة فوق الحكومة، وسلطة فوق السلطة، وقيادة للشعب - غير شرعية- رغم أنفه، بحجة وبدعوى أنهم أسباب بيان 30مارس، وأنهم واضعوه. ومن أجل هذا الخواء السياسى، كانت هناك عقدة التميز .. وعقدة الزعامة .. وعقدة الفرد التى تسلطت على هذه الفئة القليلة، سواء فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة، أو بجامعة الإسكندرية .

هـذه أسباب أكدت لنا أنـه ليس هناك نضج سياسى، بل فراغ سياسى كامل ، سواء بضرب القيادات الموضوعية داخل الجامعة، أو بعدم قيام الاتحاد الاشتراكى بدوره كما ينبغى له .

وأود أن أؤكد فى هذه النقطة بالذات، أنه لا يمكن أن تُحكم الجامعة حكماً سليماً موضوعياً، تدور من خلاله ديموقراطية سليمة للتنظيم، ومؤدية لنتائج إيجابية، إلاّ إذا كانت هناك قواعد حزبية صحيحة ملتزمة .. مرتبطة بنظامنا وتنظيمنا. عند ذلك سوف تفكر هـذه الفئة القليلة الباغية أكثر من مرّة .. قبل أن تقوم بأى تحرك غير واع، ولكنه بعيد الأثر .. وبعيد الخطر معاً .

بعد هذه النقطة انتقل لنقطة أهم : لماذا كلية الهندسة بالـذات؟ .. أعتقـد أن هناك أسـبابـاً موضوعية كثيرة، لأنه من غير هذه الأسباب لا يمكن أن نأتى إلى علاج .

من الواضح - المؤسف - فى كلية الهندسة أن أكبر نسبة من القادرين استطاعت أن تصل إلى هذه الكلية، لأنهم هم القادرون على أن يهيئوا لأبنائهم حياة خاصة، وإشرافاً خاصاً ، ومدارس خاصة، ودروساً خاصة، ورعاية صحية وإشرافية خاصة، لابد أن تنتهى إلى أن أكبر نسبة من القادرين - المغرورين - هم الذين يستطيعون أن يحصلوا على أعلى الدرجات .

ومن ثم فإن أكبر نسبة من أبناء القادرين دخلوا هـذه الكلية بالذات .. كلية الهندسة – سواء فى جامعة القاهرة ، أو فى جامعة الإسكندرية – وكلية الطب، وكلية الصيدلة أيضـاً. والتحرك لابد أن ينتهى من كليات الهندسة .. إلى كليات الطب .. إلى كليات الصيدلة، والدليل على ذلك البيانات الصابئة، الغادرة، والخائنة، التى صدرت من كلية الطب فى العام الماضى ، لأن أكبر نسبة - كما أقول لحضراتكم - من أبناء القادرين استطاعت أن تقتحم أبواب كلية الهندسة بالذات، لِمَ لهم من قدرة خاصة، ومميزات خاصة .

والدليل الظاهر الواضح على ذلك، أن من يذهب منكم إلى الجامعة، سوف يجد حول أسوار كلية الهندسة آلاف العربات الخاصة، وسوف لا يجد فى الكليات الأخرى مثل هذا المظهر . والدليل على ذلك أيضاً، أن تحركات فبراير الماضية - وقد كُلِّفت بأن أتصل ببعض الزعامات الخاوية الخائبة لتحركات فبراير - وجدت فيها مظاهر الثراء، ومظاهر الإنتماء إلى طبقة معينة تشيع بالنسبة لزعامات هؤلاء الطلاب. ذلك يؤكد أن فئة قليلة موجودة فى كلية الهندسة بالذات، وكلية الطب إنما تنتمى إلى طبقة معينة تتجرع الحقـد، والبغض، والنقمة فى بيوتهـا، لكى تنقله نقمة أيضاً وثورة داخل كلية الهندسة بالذات، وهذا سبب ثان .

أما السبب الثالث لتحرك طلبة كليـة الهندسة بالـذات : فهو أن هؤلاء الطلبة كانت لهم تطلعات معينة. تعلمون حضراتكم أن طلبة كلية الهندسة بالذات، وطلبة كلية الطب يرون أمثلة تطلعية عند دخولهم إلى الكلية.. وكما يقال فى المثل : إن كل شخص يدخل كلية الطب الآن يبحث عن (5 ع ) : عيادة، وعربية، وعمارة، وعزبة، وعروسة . أمـا بالنسبة لطلبة كلية الهندسة فإن هذه التطلعات كانت تنحصر فى أن من يتخرج فيها كان يتقاضى مائة جنيه، ومائة وخمسين جنيهاً، وهذه التطلعات أَصبَحـت فى نظامنا الاشتراكى - فى تطبيقـه وفى تطـوره - تطلعات مقطوعة . عندئذ أحس الطلبة .. والأمثلة موجـودة فى أساتذتهم .. أن هـذه التطلعات ليس لها الآن ما يبررها ، وأن المساواة فى تكافؤ الفرص، والمساواة فى الدخول، لا يمكن إطلاقاً أن تتيح لهم تطلعات جديدة .

إن طـالب الطب مثلاً، كان بعـد سنة أو سنتين يقتنى عـزبـة، وسيارة ، وعروسة ، كمـا يتطلع ، ولكنه الآن يجد نفسه فى وحدة مجمعة - فى أى مكان فى القرى لكى يخدم مجتمعه - يتقاضى 17.5 جنيهاً أو 20جنيهاً مثلاً، عند ذلك يحس هـؤلاء الطلبة بـأن تطلعاتهم السابقة، لم يعد لها فى نظامنا الجديد ما يبررها، ولا يمكن إطلاقاً أن تتاح لهم هذه التطلعات، هذا سبب ثالث .

السبب الرابع أيضاً : أن الطلبة من كلية الهندسة - بالذات فى جامعة القاهرة - الذين قادوا مظاهرات فبراير الماضى، تولوا القيادة فى اتحادات الطلاب، وانتخابات اتحاد طلاب جديد على الأبواب .. فى فبراير القادم، ولابد لهذه الزعامات الخاوية - الشخصية والذاتية - من أن تثبت وجودها، كيف تثبته، وليس لها إطلاقاً وعى سياسى عميق، ولا فهم كامل، فى إطار كامل لتحرك سياسى منتج ونافع لجماهير هذا الشعب؟.. انهم لابد أن ينتهزوا أى فـرصة لكى يثبتوا زعامة جديدة، حتى يحلوا محل الثوار الأبطال .. أبطال ثورة فبراير الماضى. ومن هنا كان ذلك سبباً جديداً .

يضاف إلى كل ذلك، عقدة التفوق لدى طلبة كلية الهندسة بالـذات، لأنهم الحاصلون على أعلى الدرجات، ولأنهم الذين يتلقون أقسى العلوم .. لابد لهذه العقدة من أن تتجسد فى زعامة ، ولا يمكن للزعامة أن تتجسد أيضاً فى واقـع – حتى لـو كان خاطئاً وخطيراً - إلاَّ إذا كان ذلك فى تحرك خاطئ أو مصيب .

هذه أسباب فى اعتقادى - وفى تحليلى - أنها هى التى تدفع طلبة كلية الهندسة بالذات فى القاهـرة والإسكندرية إلى التحرك فى أى وقت، وعند أى سبب مختلق أو طبيعى، وإلاَّ فلماذا تثور كلية الهندسة بالذات؟ لماذا يبدأ التحرك من هناك؟ هل طلبتهـا أكـثر وعياً من غيرهم، وهم لا يدرسون إطلاقاً ألف باء السياسة؟ مع أن الدراسات السياسية فى الكليات الأخرى تبدأ من خلال علومهم، هل هم أكثر وطنية أيضاً من زملائهم الطلاب الآخرين؟

إن التحليل الـذى أقـول بـه لحضراتكم، قـد لمسته لأننى كنت فى الموقع بـدمى وجسدى وفكـرى أيضاً. هـذه حقائق الموقف وظواهره، والأسباب التى أدت لكى يقوم طلبة هندسة القاهرة وهندسة الإسكندرية بهذا التحرك .

ولكن ما العلاج الذى يجب أن يدور الآن؟ قبل أن أشرح العلاج، لابد من أن أتحدث عن الحقيقة الرابعة : وهى دور رجال الشرطة فى هـذه التحركات. وأعتقد أن التغيير الذى تم فى القوات المسلحة وسعدنا به، ولمسناه، وشاهدناه، على خطوط النار .. هذا التغيير العلمى الكامل .. فى التدريب.. وفى العلاقـات الاجتماعية بين الضباط والجنـود .. وفى إيمانهم بالقضايا المصيرية التى يدافعون عنها، إنما يجـد صورة مماثلة تماماً فى رجـال الشرطة، الذين أصبحوا يحسون بقضايا وطنهم بالفعل، والذين أصبحت علاقاتهم الإنسانية بجماهير الشعب فوق كل شك .. وفوق كل ريب .

أعتقد أن ما تم من رجال الشرطة فى الجيزة، وهم يحاورون الطلبة محاورة سياسية بالغة العمق، ويعاملونهم معاملة إنسانية بالغة الدلالة، لتؤكد أن التغيير الذى تم فى القوات المسلحة، إنما نجد له نظيراً فى رجال الشرطة أيضاً. والذى وجـدته أنا أيضاً من رجـال الشرطة فى الجيزة.. والذى لقيته جماهير الجيزة من هـؤلاء الرجـال، يؤكد أن هذا التغيير الذى تم إنما ينبغى أن تتسع قاعدته .. وأن يتسع مداه على الحياة المدنية كلها. ومن هنا فـإننى أوجه من هذا المنبر - باسم جماهير الناس فى الجيزة - أعمق تحية إلى هؤلاء الرجال، لأن مناقشاتهم السياسية مع مجموعات الطلبة المتجمعة أمامهم - بالطوب، والحجارة، والعصى - كانت مناقشات تدل على أن هناك تغييراً جديداً .. تغييراً لم نكن لنتوقعه، نحن الذين خُلقنا وتربينا وفى نفوسنا عقدة من رجال الشرطة عموماً .

أَنتهى أيها الإخوة - حتى لا أضيع عليكم وقتكم - إلى العلاج، وسوف أُعطى تجربة الجيزة هنا مثلاً : إنه عندما أخطرنا السيد وزير الداخلية بما تم فى المنصورة، كان أول تحرك لنا فى اتجاهين أساسيين :

الاتجاه الأول : انه لابد أن نعزل جماهير الناس عن هذه التحركات .. لابد أن نحصن جماهير الناس عن هذه الخيانات .. لابد أن تفهم جماهير الناس - بالوعى - أنها مسئولة عن هذه التحركات، ولابد أن نقضى عليها بالمبادرة الإيجابية الحقيقية فى صدها .. وفى إدانتها. لقد أدانت هذه التحركات، جماهير الناس فى الشارع، وفى البيت، وفى المصنع، وفى الـوزارة.. أَدانتها بحدس سياسى سليم .. وأَدانتها أيضاً بفطنة لمصلحتها الحقيقيـة .. وأدانتها لأن قلوبها وعقولها إنما تصر على أمور ثلاثة :

الأول منها : إيمان بالمعركة، لا يتردد ولا ينهزم .

والثانى : إيمان بالاشتراكية أيضاً، لا يتحول ولا يتلون .

وإيمان ثالث : من أنه لابد أن تُوَاجَه الرجعية فى الداخل مواجهة صريحة وقاسية، حتى تُصَـفَّى القواعد الرجعيـة هنا، والعميلة والمشبوهـة .. التى تَأَكَّدَت شبهتها فى التحركـات الجديدة التـى تجـرى فى بيروت، والتى جـرت فى الخرطوم، والتى أثمرت فى مالى ، لأن هذه الجماهير - بحدس سياسى سليم - إنما بدأت تتحدث عـن الرابطة التى لا يمكن أن تنفصم بين هـذه التحركات فى القواعد الثورية على مستوى الـوطن العربى كله .. وعلى مستوى الوطن الإفريقى .. والقارة الإفريقية كلها.

لقد جاءنى أحد أولاد البلد - المعلمين الحقيقيين فى الجيزة - ليسألنى فى مقر الاتحاد الاشتراكى بالجيزة ليقول : " هل لو تغير هذا النظام، هل سنحارب؟" .. وتركت له الإجـابة، وكانت إجابة الناس قاطعة، وهى أن الحرب .. وأن المعركة متعلقة بهذه القيادة التاريخية .. ومتعلقة أيضاً بهذا النظام، وأن أى انقلاب جديد .. أية ثورة خائنة جديدة .. لا يمكن أن تحقق لهذا الشعب إطلاقاً حرباً أو صموداً فى أى معركة .

وجاءنى آخر ليقول : " هل لو تغير شكل الحكم هنا، هل يمتد الخط الاشتراكى؟ هل نستمر على مكاسبنا الاشتراكية؟ " .. وتركنا الإجابة لجماهير الناس فى المصانع .. وفى الشوارع .. وفى البيوت، لكى تؤكد أن الاشتراكية والصمود إنما هما معلقان بالنظام الذى نتمسك به بأرواحنا وبقلوبنا أيضاً.

أقول لحضراتكم إن العلاج المؤقت - الذى كان يجـب أن نقوم بـه لمواجهة هذه التحركات- هـو أن نعزل جماهير الشعب صاحبة المصلحة الحقيقية عنها، وأن نجعلها تدينها وترفضها .. وفى لفظ الجماهير لهذه التحركات إسقاط لها .

ولقد بدأ الطلبة فى كل مكان يحسون أن انفصالهم عن الجماهير إنما هو إسقاط كامل .. وإدانة كاملة .. ودفن كامل لكافة تحركاتهم الخائبة، والخاوية، والضارة المضرة .

هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى، فإنه لابد من خلق نواة حزبية داخل كليات الجامعة .. لابد من قاعدة حزبية ملتزمة بين الطلاب، لأننى أعتقد أن مواجهة الطلاب لا يمكن أن تكون بالعنف، إنما مواجهة الطلاب لابد أن تكون من قاعدة حزبية داخل كل كلية.. قاعدة تستقطب حولها كل المخلصين .. وكل الواعين، لكى تقوم هذه القاعدة بمواجهة أى تحرك صبيانى .. أى تحرك خائن .. أو أى تحرك عميل . وقد قام العمل السياسى فى الجيزة بالفعل بتحصين الناس - الذين كانوا على استعداد كامل لهذه الحصانة - من هذه التحركات، وبخلق قواعد فى كل كلية لكى تقوم بحراسة مكاسب الشعب، وحماية المناخ الطبيعى الذى يجب أن نقوم به فى معركة مصيرية على قناتنا .

هـذه هى تجربة العمل السياسى التى يجب أن تسود، وفى اعتقـادى أن الوقت قـد آن لكـى نخلق نواة حزبية طلابية فى كل جامعة .. وفى كل كلية، لكى تقف هذه القاعدة وعليها أعلام هذا النظام .. وشعارات هذا النظام .. وحقائق هذا النظام .

ما الذى يقوله الطلاب .. أو هذه الفئة الضالة من الطلاب؟ تقول – لأن قضايا المنصورة قد تاهت فى الزحام .. ولأن قانون التعليم قد ضاع هو أيضاً – تقول : " إننا نطالب بالتغيير " ، وتقول أيضاً : " إننا لنا الحق فى الحرية .. وفى أن نتظاهر. ولا تستطيع قوة على الإطلاق .. ولا يحق لأية قوة على الإطلاق أن تتصدى لنا فى تظاهرنا .. وفى تحركنا " .

أما فيما يتعلق بالتغيير .. أيها الإخـوة أعضاء اللجنة المركزية .. فإننى أُسائلكم .. وأتساءل معكم .. وتُسَائلكم الجماهير : ألم يكـن قانون التعليم نوعاً مـن التغيير نرجو أن يمتـد .. وهـذا طلب مُلِحّ .. نرجو أن يمتد إلى كل قطاعاتنا : قطاعات الإنتـاج، وقطاعات الخدمات، التى لابد أن يتعمق التغيير بها، بتغيير ثورى وجذرى، كما نص عليه بيان 30 مارس ؟

أما قضية الحرية، فهى التى جئت لأتحدث عنها هنا .. لابد أن أُسائلكم، لأن الإجابة منوطة بأفكاركم أنتم .. وبإرادتكم أنتم .. الحرية لمـن؟ ومن أجل أى شئ؟ أعتقد أن هذين السؤالين لابد أن تجيب عليهما اللجنة المركزيـة، لكى تضع خطاً واضحاً بين الحرية والفوضى .. بين العمل الجدى والعمل الضار، لابد أن نقرر هنا لمن تكون الحرية ، ولأى شئ ترتفع أعلام الحرية فى بلادنا ؟ لابد أن تكون الحرية للشعب، ومن أجل مصلحة الشعب وأهدافه، لابد أن تكون الحرية انطلاقاً لتحقيق مناخ حقيقى لمعركة مصيرية نخوضها، ولتحقيق الاشتراكية أيضاً فى بلادنا .

أما الذى يدعو إلى غير معركة .. أما الذى يدعو إلى غير اشتراكية، فإنه لا يمارس حرية على الإطلاق، وإنما هى فـوضى .. هى عمل ضار .. هى إتاحة الفرصة لفئة مضروبة ومضرورة لكى تضرب هذا النظام .. ولكى تنتكس به .. ولكى يمتد على بلادنا مرة أخرى ظلام من أنظمة مرفوضة فى بلادنا .

لقد اجتمعت الجماعة فى بلادنا .. وأصر المجتمع فى بلادنا .. أصرت الجماهير فى مصانعنا .. وفى حقولنا، على أنه لابد من معركة .. ولابد من اشتراكية أيضاً، لأن الاثنين مرتبطان . ومن هنا كانت الحرية، لابد أن تعطى الحرية - كل الحرية - من داخل التنظيم، لتحقيق أهداف ومصالح هذا الشعب.

أما الذين لا يتبنّون هـذه القضايا .. أما الذين يعارضون هذه القضايا .. أما الذين يشككون فى هذه القضايا، فإنه لا يصح إطلاقاً أن نسمح لهم بالحرية، لأن الحرية كلمة أقدس من تلك الشعارات الزائفة، التى يحاول مضللون، وخونة، وعملاء، ومأجورون، أن يرفعوها .

إن الحرية التى سقط تحت لوائها شهداء أبرار، وسفكت من أجلها دماء ذكية، لا يمكن إطلاقاً أن نسمح لها بمن يريد أن يضرب هذا المجتمع كله .. وأن يضرب ثورة هذا المجتمع كله .. وأن يضرب قضايانا المصيرية كلها .

هـذه انطباعاتى عن الحركات التى ضربتها جماهير الجيزة .. وفَّتتَها جماهير الجيزة فى الأيام الماضية المسكينة التعسة التى نأسى ونتألم لها، أشكركم ياسيدى الرئيس .

السيد / الرئيس :

نأخذ ثلث ساعة استراحة علشان نسمع السيد وزير الداخلية .. إذا كان عنده حاجة بيقول لنا ، وبعدين بنفتح المناقشة .

(رفعت الجلسة للاستراحة الساعة العاشرة والدقيقة الخامسة مساءً ، وأعيدت الساعة العاشرة والدقيقة الأربعين مساءً) .

يتبع 2 ...

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

الجلسة الثامنة (...تابع 2)

السيد / الرئيس :

السيد وزير الداخلية يتفضل .

السيد / وزير الداخلية :

السيد الرئيس .. السادة الزملاء الأعضاء ، بعـد الشرح المستفيض الذى أفاض به السادة الزملاء – من الـوزراء ، وأمناء الاتحاد الاشتراكى - أعتقد أن حديثى كوزير للداخلية سوف يكون قصيراً، ولكننى أريد أن أوضح بعض النقاط، لتلقى بعض الضوء على هذه الأحداث ، ولابد فى حديثى هذا أن أتناول سياسة العمل فى وزارة الداخلية، التى تحكمها نقطتان أساسيتان :

النقطة الأولى : هى سلطة القانون التى خص بها جهاز الشرطة .

النقطة الثانية : هى شعار الشرطة فى أن تكون فى خدمة الشعب .

بالنسبة للنقطة الأولى : فإن للشرطة - وهى تعمل فى ظل القانون - اختصاصات وواجبات يحتم القانون عليها أن تنفذها، وعلى سبيل المثال فإن حضراتكم تعلمون تمام العـلم أن قانون الطوارئ قد أعلن فى العام الماضى، نتيجة للظروف التى تمر بها البلاد، وهـو يعطى للشرطة كثيراً من الاختصاصات، ويحتم عليها القيام ببعض الواجبات .

النقطة الأخرى : هو أن للشرطة - فى جميع القوانين المنظمة للاجتماعات - حق فض أى تجمع أو احتشاد يضر بأمن البلاد، حتى لو كان هذا الجمع أو الاحتشاد يعطل حركة المرور. ومن ناحية أخرى، فإنه لابد من موافقة الشرطة على عقد أى اجتماعات أو ندوات، كما لها الحق أيضاً فى فض هذه الاجتماعات، إذا وجدت أنها تخل بأمن البلاد .. ولكن الشرطة لم تمارس هذا الحق .. ولم تمارس عملية فض المظاهرات، بل وجدت من واجبها – وهى تعمل كجزء من قوى الشعب العامل، وكشرطة فى عهد جمال عبد الناصر – أن تحرس هذه المظاهرات، وأن تحـافظ على سلامـة القائمين بها، خاصة أن كل فرد منهم هو ابن لكل فرد من رجال الشرطة ، وخير دليل على ذلك مظاهرات فبراير الماضى، حيث كانت الشرطة فى حراسة تلك المظاهرات، وتحملت فى سبيل ذلك الكثير، وأصبح معلوماً أن خسائر الشرطة فى ذلك الحين ، أكثر مما حدث بالنسبة فى أى عهد من العهود السابقـة .. فإنه قـد حـدث - ولأول مـرة - أن ضُرِبت الشرطـة، ولم تعتد على أى فرد من أفراد الشعب فى تلك المظاهرات .

وفى الحقيقة فإن الذى حدد هذا الخط للشرطة، هو توجيه السيد الرئيس عندما شرفنى بتولى وزارة الداخلية، فقد كان أول توجيه من سيادته، هو أن الشرطة - فعلاً - لابد أن تضع شعارها فى خدمة الشعب حقيقة، وأن تكون أداة سياسية قبل أن تكون أداة تنفيذية. ولذلك فقد كانت كل سياستى فى الوزارة، أن أُوجِد تلاحماً فعلياً بين الشرطة والشعب .. داخل أجهزة الاتحاد الاشتراكى .. وفى جميع المواقع الأخرى .

وعلى الرغم من الأنظمة التى نراها فى دول أخرى، والتى لا تسمح بقيام أى تجمعات أو مظاهرات، فإننا هنا نتساهل فى عقد الندوات وفى قيام المظاهرات. وتعلمون حضراتكم أنه فى بلد مثل انجلترا أو سويسرا، لا يمكن أن تتم مظاهرات أو تجمعات إلاَّ بإذن من الشرطة .

وفى الواقع أن هذين الخطين متعارضان، ولكن بالرغم من هـذا، أُخِذ بالخط الثانى، حيث غُلِّبت العلاقات الإنسانية وخدمة الشرطة للشعب، على اختصاصات الشرطة فى ظل سيادة القانون .

وبالنسبة لمظاهرات المنصورة، فإننى لن أتدخل فى تفاصيل الحوادث، إلاَّ أننى أقول إن الاتفاق كان تاماً بينى وبين مدير الأمن - هناك - على أن تكون الشرطة فى حراسة المظاهرة .

وإننى أشعر بأن كل طالب اشترك فى هذه المظاهرة، هو ابن لقائده الأكبر جمال عبد الناصر .. هو ابن لى .. هو أخ لكل فرد فى هذا الشعب ، ومن هنا كانت التعليمـات مشددة بـألاَّ يستخدم السلاح على الإطلاق .. ولكن فى حالة الضرورة القصوى .. وفى آخر مرحلة، يستخدم الرش فقط، على أن يكون الضرب فى الأرجل .. حتى تتفرق المظاهرات .. وحتى لا يتعرض رجال الشرطة فى الوقت نفسه للأذى والإصابات. وقد طبقت فعلاً هذه التعليمات، حتى حدث ما حدث فى مديرية الأمن .. حيث اتصل بى السيد مدير الأمن، ثم كان نفس الاتفاق .. ونفس التعليمات : بألاَّ يستخدم الرصاص على الإطلاق، وأن آخر ما يمكن استخدامه هو الرش .

وهنا أريد أن أوضح نقطة تتعلق بمعنى الأمن ، وهو أن يشعر كل فرد فى هـذا الشعب باطمئنان نفسى فى كل مكان يعيش فيه، فـإذا اقتُحِمَت مديرية الأمن فى يوم من الأيام .. وسُحب السلاح منها، فإننى أعتقد أن كل فرد من الشعب سوف تهتز ثقته برجال الأمن، وبقدرتهم على حمايته وحماية أسرته وممتلكاته .

فكان لابد - بعد ما حدث فى مظاهرة المنصورة - من أن نحاول فى أى مظاهرات أخرى أن نفرقها بالحسنى والنصيحة، ثم بالماء، ثم بالعصى، ثم بالرش، وهذا ما اتُّبِعَ فى مظاهرات الإسكندرية، ولكن للأسف تطورت العملية إلى الاعتصام . وفى الواقع ان اعتصام طلبة كلية الهندسة بالإسكندرية، قد خضع لعدة عوامل، كان أول عامل منها هو الإثارة .. والأمثلة واضحة فى هذا الموضوع، فهناك شخص يَدَّعِى أنه طالب، يسمى : أحمد هجرس ، اندس وسط الطلبة ، وقال إنه طالب بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، ومن المتظاهرين فى فبراير الماضى، وإنه تعرض لإصابات رجال الشرطة، وخلع ملابسه ليشاهدوا آثـار الضرب على جسده. وقد اتضح بعد ذلك أنه ليس بطالب، وأنه فصل من الجامعة فى سنة 1966، ولم يحضر مظاهرات فبراير، كما أنه مصاب بخلل فى قواه العقلية.

فما معنى ذلك؟ معنى ذلك أن الطلبة فى ثورتهم قد ينقادون لأى مضلل أو دخيل عليهم، يقودهم بغير حقيقة إلى ما يجلب الضرر عليهم وعلى البلاد .

وهناك مثل آخر لطالب فى معهد شبين الكوم الصناعى .. وتقيم عائلته بالإسكندرية ، تحرك هذا الطالب إلى شبين الكوم ، واجتمع مع طلبة البترول هناك، وقال لهم إن شقيقه ضرب بالرصاص فـى مظاهرة الإسكندرية ، وأنه حمله بنفسه إلى المستشفى .. وإزاء ذلك تحرك الاتحاد الاشتراكى فى شبين الكوم، بقصد الاستفسار عن الموضوع وكشف الحقيقة، وقرر إيفاد بعض الطلبة إلى الإسكندرية لرؤية هـذا الشقيق الذى ادعى إصابته، وذلك لأنهم يعلمون أنه لم يحدث إطلاق رصاص بالإسكندرية .. وهـذه هى الحقيقة فعلاً، لأن كل ما أطلقته الشرطـة فى الإسكندرية كان رشاً ولم يكن رصاصاً. وعندما وجد هذا الطالب أن الاتحاد الاشتراكى قد أعد العدة للسفر بعربة خصصت لذلك ، هـرب من المجموعـة التى كان سيسافر معها إلى الإسكندرية، واستقل تاكسى على حسابه من شبين الكوم إلى طنطا، ليستقل من هناك الديزل إلى الإسكندرية .

وفى الإسكندرية اتصل أمين الاتحاد الاشتراكى بمنـزل أسرته تليفونياً، فرد أحد إخوته على المكالمة، ولما علم أن المتحدث من اتحاد طلاب شبين الكوم، سأله عن الحالة، فقال له : " إنها طيبة " ، فقال : " هل عملتوها دم ونفذتم الخطة .. احنا هنا فى الإسكندرية حنقلبها دم ". فسأله عن إخوته فرد قائلاً إن له أخاً اسمه سمير، وإنه معتصم بكلية الهندسة بالإسكندرية .. وبذلك اتضحت الصورة ، حيث لم يُضْرب أخوه بالرصاص كما ادَّعى، بل كان المقصود من كل ذلك هو الإثارة أولاً وأخيراً .

وبالنسبة ليوم السبت 23 - وهو يوم الاعتصام - فإن الظاهرة المؤسفة هى كيفية توزيع المنشورات .. حيث قام بعض الطلبة بتوزيعها فى الترموايات، والمقاهى . ولكن النقطة الخطيرة هو أن هذه المنشورات وزعت على القنصليات الأجنبية فى الإسكندرية، وهذه صورة مؤسفة للغاية، وهذا المنشور صادر من اتحاد طلاب كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية، وجاء فيه : " قرار مجلس اتحاد طلاب كلية الهندسة، ومجلس اتحاد طلاب جامعة الإسكندرية يوم 23/11/1968 بشأن الأحداث التى وقعت منذ صباح اليوم :

إعلان الاعتصام بالكلية والإضراب العام عن الدراسة حتى تتحقق المطالب الآتية :

¨ إقالة شعراوى جمعة وزير الداخلية، والتحقيق معه علناً .

¨ محاكمة المسئولين الأساسيين والفرعيين عن حوادث المنصورة والإسكندرية، ومحاكمتهم محاكمة علنية .

¨ رفع رقابة وزارة الإرشاد نهائياً عن الصحافة المصرية .

وبالنسبة للنقطة الأخيرة، أود أن أوضح أن للطلبة مجلة تسمى : "مجلة الطلبة" يصدرها اتحاد الطلاب ، وَلاَ تُعْرَضْ على الرقابة مطلقاً، وتحوى مهاجمات بين الطلبة والأساتذة .

وأعود لتلاوة بقية ما جاء بالمنشور :

¨ منع استعمال العنف على الإطلاق مع المواطنين بصفة عامة .

¨ الإفراج فوراً عن جميع الطلبة المعتقلين فى المنصورة والإسكندرية .

¨ إشراك الطلاب فى إبداء الرأى تجاه برامج تطوير التعليم الجامعى، والثانوى، والإعدادى، والإبتدائى .

¨ ضرورة تحقيق الحرية الكافية للمواطنين، وضمان أمنهم واستقرارهم .

¨ ضرورة سقوط مجتمع الشعارات، وتحقيق التغيير الذى جاء ببيان 30مارس .

¨ حماية الطلبة وضمان عدم اعتقالهم وإرهابهم .

هذا هو المنشور الذى وزع للأسف على القنصليات الأجنبية . وأود أن أقول : إنه عندما اعتصم طلبة الإسكندرية يومى السبت والأحـد، كان من الممكن لنا أن نقتحم الجامعـة ونخرجهم بالقوة. وهذا حدث فعلاً فى بلاد كثيرة مثل فرنسا .. حيث تدخل الجيش والبوليس واقتحما الجامعة هناك . وحدث فى المكسيك أيضاً أن اقتحم الجيش والبوليس حـرم الجامعة .

ولكننا لم نلجأ هنا إلى مثل هذه السبل لسببين :

السبب الأول : أن الطلبة هم أبناؤنا، ومهما كان الخلاف بيننا وبينهم، فإن الغالبية الكبرى منهم مخلصون .. وهم جيل هذه الثورة .. ولا يمكن أن نسمح بمزيد من الخسائر .. أو مزيد من سوء العلاقات بين الشرطة والطلبة، بـل إننا نحاول – وباستمرار - أن نوضح لهم دورنا ومسئولياتنا، دون أن نزيد من الخسائر أو التناقضات الموجودة بين الطلبة والشرطة .

السبب الثانى : هو أن ثورة 23 يوليو لم تسمح فى يوم من الأيام لرجال الشرطة أن تقتحم الجامعة، ولذلك فقد كانت هناك اتصالات مستمرة لتنفيذ ذلك، رغم أن القوة كانت متوفرة بما يمكن الشرطة من اقتحام الجامعة لإخراج الطلبة بالقوة ، ولكننا لم نلجأ إلى هذا الحل عملاً بمبدأ عدم إبعاد الطلبة عنا، ولكى نُقَرِّبَهُم منا، باعتبار أنهم أبناؤنا .

وفى يوم 25 نوفمبر حدثت ظاهرة غريبة فى مدينة الإسكندرية، إذ أن الطلبة المعتصمين فى الجامعة كان يخرج بعضهم للاتصال بالمدارس الثانوية لتحريضها على القيام بمظاهرات ، وقد خرج فعلاً عدد كبير من طلبة المدارس الثانوية، توجه بعضهم إلى بيوتهم، وسار الآخرون فى المظاهرة، وانقسم هؤلاء إلى مجموعات كثيرة ومتناثرة. وفى مثل هذه الحالات يندس بين هذه المجموعات عناصر متخصصة فى الشغب - ليست من الطلبة أو العمال - ولا يمكن وصفها بأكثر من أنها عناصر غوغائية، فقد حدث فى أكثر من مكان بالإسكندرية عمليات تخريب متناثرة، حيث كانت تبدأ فى أحـد الشوارع فتتفرق الشرطـة، فتتفرق فى شوارع جانبية .. ثم تنطـلق إلى شوارع أخرى . ولم يكن هدفها هدفاً وطنياً على الإطـلاق، لأن التعـرض للمنشآت أو شركات القطاع العام - أساس فلسفتنا الاشتراكية وأساس نمو مستقبلنا - لا يمكن اعتباره إلاَّ عملاً تخريبياً .. فقد تعرضت الأوتوبيسات إلى التحطيم، وكذلك عربات الترام .. كما تعرضت بعض المحال التجارية إلى التدمير والتخريب، وامتد التخريب والتعطيل إلى سيارات الإطفاء عند قيامها بإطفاء الحرائق، وتعرض مبنى نادى محافظة الإسكندرية إلى إحراق ما يحتويه من أثاث .

الحقيقة أنها كانت كتلاً غريبة الشكل من الجماهير. وفى تصورى أن هذه الكتل ليست على وعى سياسى، فهى مجموعة من " الشبيحة " تحاول أن تنهب .. أو تشارك فى التخريب . وبطبيعة الحال فإنه يسهل على أى فرد قيادة هذه المجموعات فى أى عمل يوجه ضد الوطن. وهذا ما حدث فعلاً، فقد تم القبض على بعض أفراد كانوا يقودون هذه المظاهرات، وبالتحقيق معهم اتضح أنهم كانوا أسرى فى إسرائيل .. ويعملون الآن كعملاء لها، واعترف اثنان بذلك ، وأنه من ضمن مهامهم التى كلفوا بها – من لدى إسرائيل – إثـارة الشغب .. وفى الإسكندرية بالـذات، وهذه الاعترافات موجودة ضمن تحقيقات النيابة .

قد يكون مظهر الصورة العام هو الطلبة ، ولكنى أقول : إن هـذا المظهر العام لا يعبر فى الحقيقة عن الطلبة، ولكن قد يعبر عن فئة قليلة منهم وُجِّهَت واسْتُغِلَّت عن طريق بعض الأيـدى الخفية، التى يجب على كل فرد أن يحاربها ويقضى عليها فى هذه الأوقات العصيبة التى يمر بها الوطن .

بعد هـذا العرض، لا يسعنى إلاَّ توجيـه الشكر لرجال الاتحـاد الاشتراكى فى كل مكان، فقد كانوا خير عون لرجال الشرطة فى هذه المواقف، وشكراً للصحافة التى أوضحت فى الأيام الماضية دور رجال الشرطة، وأظهرت الحقائق للجميع .

أمـا أنت يا سيادة الرئيس ، فلقد كنت دائماً – وستظل بإذن الله – خير مُوَجِّه لنا، وأعظم قائد لهذا الشعب . إن قوى الشعب العاملة المخلصة المؤمنة بكم وبقيادتكم، لَتَدْعوا لك دائماً - خاصة فى هذا الشهر المبارك - أن ينصرك الله ويؤيدك ، ويُمَكِّنْ لك فى الأرض .. قائداً وزعيماً .. محققاً للنصر والتحرير، بإذن الله، وأشكركم .

السيد / الرئيس :

حتى تكتمل الصورة، أنا كنت طبعاً متتبع الحوادث بعد يوم الخميس باستمـرار، ويـوم الاثنين الساعة احداشر ونص .. شفت الصورة فى الإسكندرية، وانها ممكن تدل على أن البلد خرجت عن سيطرة قوى الأمن، لأن ابتدت المظاهرات فى أحياء متفرقة فى الإسكندرية .. فى مجموعات صغيرة، وقوى الأمن الموجودة فى الإسكندرية أغلبها كانت فى ناحية باب شرقى .. ماسكة ومحاصرة كلية الهندسة، والقوة اللى باقية كانت قوة صغيرة . الداخلية كانت باعتة قـوات من القاهرة علشان تروح إسكندرية، المعلومات اللى جات لى أيضاً ان ابتدت حرايق .. وابتـدت عمليات نهب.

والحقيقة تصورت فى هذا الوقت ما حدث يوم 26 يناير سنة 52، بالضبط العملية كانت ماشية بهـذا التسلسل. وكانت الساعة اتناشر إلاَّ ربع لَمَّا أنا طلبت الفريق فوزى .. وطلبت منه انه ينـزِّل قوات الجيش إلى الإسكندرية، ويتولى المسئولية بالاتفاق مع وزير الداخلية، لأن قوات الجيش موجودة بره الإسكندرية .. والأمر يحتاج إلى وقت ، وطلبت منه أيضاً انه ينـزِّل قوات الجيش إلى القاهرة .. ويكون مستعد لمواجهة أى شئ .. والجيش ياخد دوره ضمن خطة الأمن الداخلى .

بعد ساعة كانت قوات الجيش موجودة فى أماكنها المقررة فى الإسكندرية، ولكن أمكن بعد هذا بواسطة قوات البوليس السيطرة على الموضوع .. ولم تتدخل قوات الجيش ، ولو أنها لا زالت حتى الآن موجودة فى أماكن على أطراف الإسكندرية .

فى الحقيقة أيضاً الحرية لها طبعاً مدلولات .. هم الأولاد عملوا محطة إذاعة .. وكانوا بيذيعوا منها، وعملوا منشورات، وكانوا الحقيقة فى معاملتهم للناس .. ولمدير الجامعة .. عاملوه معاملة يعنى غير كريمة، وأيضاً المحافظ عاملوه معاملة غير كريمة - اللى راح لهم هناك - بل حبسوهم فى أوضه من الأوض لفترة من الفترات. كان فيه أربعة طلبة معتقلين، فحبسوا المحافظ ومدير الجامعة، وقالوا إنهم مايسيبوهمش إلاَّ لَمَّا يجيبوا لهم الطلبة .. وجابوا لهم الأربعة الطلبة. وخطفوا ضابط بوليس برتبة عقيد وضربوه .. وأظن سببوا عنده كسر وراح المستشفى .

الحقيقة أنـا فى أول يـوم .. حينما طُلِبَ قفل الجامعة .. يمكن أنا ماكنتش موافق على موضوع قفل الجامعة بالشكل ده .. وكنت باقول : فليأخذ الموضوع مداه، ويعنى احنا مستعدين اللى بيبلطج بياخذ جـزاؤه، ولكن على الساعة واحدة ونص .. أو اثنين بالليل .. كان بان ان فيه ناس - الحقيقة - مالهاش دعوة حَتِنْضَرّ فى العملية .

الفئة اللى كانت بتثير هـذا الموضوع هى فئة قليلة .. أقل من 1 % بالنسبة للجامعات . يعنى لَمَّا بنمسك كلية هندسة القاهرة فيها 7000 طالب .. فعـلاً الكلام اللى اتقال على العربيات .. هى حواليها حوالى 200عربية، والكليات الثانية حوالين كل كلية حوالى 10 أو 15 عربية، أنا سألت عن موضوع العربيات ده بالذات . وبعدين لَمَّا بينعمل مؤتمر .. المؤتمر بيحضره قد إيه؟.. بيحضره 400 طـالب .. أو بيحضره 500 طـالب . المؤتمر اللى انعقد يـوم السبت كان فيه 400 طالب من 7000 . مين اللى بيتكلموا؟.. أنا عارفهم واحد واحد .. اللى بيتكلموا - من أول السنة الدراسية - هُم طلبة مِنْ اللى بيحطوا جرائد الحائط، وبيقولوا إيه؟.. أنا عارفهم، وقارى جرائد الحائط .. وعامل لكل واحد منهم كارت عندى فى الرياسة .. يعنى أنا متتبع العملية .

فى رأيى ان فى الجامعة من أول يوم.. الحقيقة من أول يوم اتقال إن الجامعـة حيحصل فيها شئ، واتقال بَرَّه فى الجارديان .. واتقال فى أمريكا .. واتقال فى جرائد لبنان ، وأنا قلت هذا الكلام، الواحد كان متوقع فى أى يوم - الحقيقة - ان يحصل شئ ، اللى كان يتتبع جرائد الحائط فى الجامعة، والكلام اللى بيتقال فى المؤتمرات ، كان بيشعر إن هذا اليوم آتى ولابد منه، لأن الحقيقة الكلام وصل إلى مـدى لا يمكن السكوت عليه، ولكن احنا كنا ساكتين على هذا الكلام خالص ، وزى ما قلت لكم : لم نتخذ أى إجراء إدارى من السنة اللى فاتت .

نتيجة الحوادث اللى حصلت فى إسكندرية .. الحقيقة نتيجة مؤسفة جداً، وغير المحلات اللى اتكسرت أو اتنهبت، غير الترموايات والأتوبيسات، وغير العمليات دى كلها .. فيه 15 قتيل فى إسكندرية : 2 طلبة و 13 مواطن غير طلبة، والمصابين 178.. إصابات بالرش .. وإصابات أخرى.. وحجز 4 من الطلبة فى المستشفى بس ، وفيه 53 من الأهالى برضه إصابات رش .. أو كدمات وحاجات بهذا الشكل. أما المصابون من رجال الشرطة فهم 119، منهم : 8 ضباط، و 111 صف وعسكرى .. حجز منهم 2 بالمستشفى .

التلفيات 50 سيارة أوتوبيس، وتهشم 180 لـوح زجاج بعربات ترام البلد، و 90 لوح زجاج فى ترام الرمل ، و 116 إشارة مرور، و 29 كشك مـرور، وتحطم زجاج واجهات 11 محل عام ، منها : مجمع استهلاكى "جـرين" .. ونهبت محتوياته، وتحطم زجـاج عـدد من سيارات : القطاع العام، والمطافئ، والشرطة، والقوات المسلحة، والسيارات الخاصة، وحرق أثاث نادى موظفى محافظة إسكندرية ، وعدد من زجاج مصابيح إضاءة الشوارع لم يتم حصرها بعدى . الحقيقة أنا وجدت من الواجب إن أنا أقول لكم على كل الإصابات والأحداث اللى حصلت فى إسكندرية .

طبعاً بالنسبة للكلام على سيادة القانون، والتجمهر ، والتغيير ، والعمليـات دى .. يعنى الحقيقة كلمة التغيير ماطلعتش فى فبراير .. طلعت قبل فبراير .. وأول حتة علانية كتبت فيها كلمة التغيير كانت فى الأهرام .. أول حد قال : التغيير .. وقال : تفويض بالتغيير .. وقبل الأهرام ما يكتب، كنا احنا بنتكلم فى مجلس الوزراء عن التغيير .. واحنا أول ناس رفعوا شعار التغيير .

الحقيقة كلمة الحرية أيضاً لها مدلولات، يعنى هناك فـرق بين الحرية والفوضى .. الحرية – زى ما قال وزير الداخلية – فى انجلترا اللى عايز يطلع مظاهرة بياخد أمر أو موافقة من وزارة الداخلية، ولو حـد خرج عن هـذا بيروح المحكمة تانى يـوم .. ويحكم عليه فى اليوم التالى ، مش زى عندنا هنا حتى يروح النيابة وبيقعـد .. لكن فى اليوم التالى . وعندما أَقَرَّبْ عملية المظاهرة الأخيرة .. اللى حصلت بالنسبة لفيتنام .. الحقيقة بالنسبة للطلبة احنا عملنا تيسيرات للطلبة ماكانتش موجودة أبداً .. يعنى بأى شكل من الأشكال ماكانتش موجودة أيَّامْنَا، وَلاَ بعدنا .

وبعدين احنا مثلاً واحنا طلبة وكنا بنطلع نتظاهر، عمرنا ما كنا بنكون رُزَلَه مع حد .. أنا كنت فى كلية الحقوق .. عمرنا ما كنا رُزَلَه مع العميد أو مدير الجامعة بأى شكل من الأشكال، وكنا بنطلع نتظاهر .. أنا باقول هذا لإنهم قالوا إن الريس كان بِيطلَع مظاهرات قبل 52.. كنا بنطلع لمناسبات قومية وعمليات بهذا الشكل، ولكن كنا - الحقيقة - العميد بنعطيه اعتباره .. والأستاذ بنعطيه اعتباره . الحقيقة فى العملية دى فى كلية الهندسة مشترك معاهم أستاذ .. ومشترك معاهم أيضاً عدد من المعيدين فى اسكندرية، وكانوا موجودين جوّه فى الاعتصام عاملين لجنة من اللجان .

النقطة الثانية الحقيقة اللى أنـا بِدِّى اقولها احنا كل سنة بِنْعَيِّنْ الخريجين .. خريجين الجامعة، وبياخدوا منا حوالى 12 مليون جنيه سنوياً للتعيين .. الحقيقة بِنْعَيِّنْ ناس لسنا فى حاجة إليهم .. بنعينهم كعمالة زائدة. والحقيقة عدم تعيينهم لن يؤثر أبداً على السير فى الدولة .. ولا على نمو الدولة.

يعنى الحقيقة أنا حينما وافقت على تعطيل الدراسة فى الجامعة .. وافقت على التعطيل ولو استمر حتى إزالة آثار العدوان .. لأن النهارده إسرائيل بتتكلم فى الحل السلمى وفى كل العمليات الموجودة.. وأمريكا من وراءها .. بينتظروا ان الجبهة الداخلية تتصدع بأى شكل من الأشكال .

وعن جرايد لبنان اللى طلعـت امبارح .. فيها المنشور اللى قـراه شعراوى .. فيها المنشورات: "الطلبة تطالب بإنهاء دولة الشعارات" .. ده فى جرايد بيروت اللى طالعة امبارح.. اللى هى معروفة.. ان هى موالية للقضايا القومية .. وفيه جرايد معروفة إنها غير موالية وماشية مع الأمريكان، نرى جريدة الحياة ، وجريدة النهار، وفيها أعداد مبالغ فيها عن القتلى .. بيقولوا بالخمسين .. وبيقولوا إن العملية دى تمثل الطلاب كلهم .

الحقيقة فيـه نقطة قبل ما أخلص كلامى أحب أوضحها .. اتكلم فيها وزير الداخلية .. اللى هى خاصة بالعسكرى اللى مسكوه بباب شرقى فى اسكندريـة. الحقيقة بعد عودة الأسرى حصل استجواب لكل الأسرى، فعدد كبير من الأسرى قال إن الإسرائيليين جندوهم، وإدُّوا كل واحد منهم خمسين جنيـه على أساس انهم يدوهم معلومات، أو ينفذوا التعليمات اللى تجيلهم بالحبر السرى .. واعترف عدد كبير من العساكر بهـذا. ولكن أيضاً فى بحثنا للموضوع قلنا قد يكون البعض مااعترفش .. وعلشان كده أى عدد مشبوه فيه نسرحه .. فسرح عدد من العساكر اللى كانوا فى الأسر، على أساس أن هنـاك شبهـة فى أن تكون إسرائيل قـد جندتهم .. وخصوصاً عساكرنا فقراء، ممكن يِدُّوا العسكرى 50 جنيه .. أو 100 جنيه.. وممكن يمشى معاهم، ويقولوا له: ممكن إذا تجاوبت معانا حنديك فى الشهر 50 جنيه .. أو 100 جنيه، وهُمَّ بيمشوا فى هذا الطريق .

الحقيقة مسكنا واحد عسكرى .. وأخوه اعترف عليه .. وبلّغ عنه ، واتمسك العسكرى ده اللى هو موجود .. كان يقود مظاهرة فى باب شرقى، واعترف بعد ما اتمسك ان هو مجند بواسطة إسرائيل، وإن قالوا له إن أى مظاهرات .. أو أى قلاقل .. أو أى شئ ممكن يؤثر جداً فى النظام، وانه مشى وأخد منهم الخمسين جنيه .. ومشى فى هذه السكة، ولما وجد المظاهرات .. طلع مِشِى فيها.. هذا الكلام .. أنا حبيت أوضح موضوع العسكرى .. ونقطة العسكرى .

النقطة الأخيرة : هى سيادة القانون .. بقى يعنى شعار كل واحد بيقول ويعمل ما يشاء تحت اسم سيادة القانون. الحقيقة القانون هو حقوق وواجبات، وبعدين احنا أيضاً فى اجتماعنا فى اللجنة التنفيذية العليا قررنا ألاَّ نأخذ أى إجراءات إدارية، ولكن نعرض الموضوع على اللجنة المركزية .. وندعو المؤتمر القومى العام .. ونعرض الموضوع على المؤتمر القومى العام .. حتى نستطيع ان احنا نغطى كل جوانب المـوضوع. زى ما قلت باستمرار ان احنا مانقدرش نِتكلِّم فى غرفة مغلقة فى هـذه الظروف العصيبة اللى بتمر بينا، ولازم نحـط دايماً فى حسابنا ان فيه طرف تانى موجود معنا، اللى هو الناس .. اللى هُمَّ الثورة عاوزة تقنعهم .. وأعداء الثورة عايزين أيضاً يقنعوهم .

فى رأينا أن المؤتمر القومى العام سَيُمكِّن البلد كله .. الناس كلها.. من أن تكون على اطلاع على كل الأمور بحقيقتها، ولا تكون عرضة للحرب النفسية الموجهة من الخارج .. أو لحرب الإشاعات أيضاً الموجهة من الداخل. وده اللى بِيمكِّنا من ان احنا نعـزل جمـيع العـناصر المضادة للثورة .. العناصر المضادة للشعب. ونفتح المناقشة فى الموضوع .

السيد / محمد أحمد عبد الهادى على :

أود فى البداية أن أهنئ السيد الرئيس، والسادة أعضاء اللجنة التنفيذية العليا، والإخـوة الزملاء، بشهر رمضان المبارك. والواقع أن الذى شدَّنى إلى الحديث هو بعض نقاط، أرجو أن أوجزها :

الأولى : هى إننى كشاب أحس بمشكلة الشباب .. وأُعـانى ما يعانيه. وفى هذا الصدد أحب أن أقول : إن هناك عدة حقائق يجب أن نضعها نصب أعيننا .. يأتى على رأسها أن الشباب هم أبناء الثورة .. ومن ثم فإن ولاء هؤلاء الشباب لك ياسيادة الرئيس، ولزعامتك، ولقيادتك، ولهذا الوطن أمر لا شك فيه .

ومن أجل هذا أؤكد وأؤيد ما قاله السادة الوزراء من أن الشباب عموماً .. شباب طاهر وبرئ، وإن كانت هناك بعض العناصر المنحرفة التى تعمل فعلاً على تعويق مسيرة الشعب نحو الاشتراكية ونحو النصر. إن ما حدث ياسيادة الرئيس، لا يمكن أن يُعَبِّر بحال من الأحوال عن اتجاهات الطلبة، أو عنا نحن الشباب. وإنى أنقل إلى سيادتكم صورة صادقة لشعور الرأى العام، تتمثل فى حوار دار بينى وبين كثير من الطلبة - وسط وبعد هـذه الأحـداث - وكانت حصيلة هذا الحوار هى السخط والاستنكار لكل ما جرى، وهم يطالبونك ياسيادة الرئيس بالحزم، والحسم، والضرب بكل شدة على هذه الأيدى القليلة المخربة، التى تستغل براءة الكثير من الطلبة وتوجهها وجهة لا تخدم بحال من الأحوال قضية الجماهير .

ولا يفوتنى فى هـذا المقام أن أؤكد الكثير ممـا قاله الأخ فريد عبد الكريم، وأهنئـه على تحليله الموضوعى والعلمى .. التحليل السياسى للواقع الذى ساد هذه الأحداث فى الفترة الأخيرة.. وأشكره على تناوله الموضوعى لقضية الشباب الاشتراكى فى الجامعات. إلاَّ أن هناك نقطة بسيطة أود أن أقـررها، وهى أن الشباب لم يقف موقفاً سلبياً .. أو موقف المتفرج تجـاه هـذه الأحداث، ليثبت للقيادة السياسية أنه كان باستطاعته أن يقود العمل الشبابى داخل الجامعات .. وإنما الحقيقة - فى هـذا الخصوص – تتلخص فى أنـه كانت هناك تعليمات واضحة ومحددة للشباب الاشتراكى داخل الجامعات بألاَّ يتحرك أى حركة حتى لا تُفسر أى تفسير، إذ أن اتحاد الطلاب كان يطرح شعاراً مؤداه أَلاَّ وصاية على الحركة الطلابية، وأن السيطرة والهيمنة عليها من اخـتصاصه هـو، وهو الذى يستطيع أن يقودها .

هذه الحقيقة كان للشباب الاشتراكى فيها نظر .. إذ كيف لاتحاد الطلبة - وهو لا يمت بفكر معين، وَلاَ لأرضية سياسية معينة يتحرك من خلالها - أن يهيمن على قطاع عريض من الشباب ويوجهه؟ من الطبيعى أنها تكون حركة تلقائية وعفوية، ومن ثم يستطيع أى انسان مخرب .. أو أى إنسان له ميول معينة .. أو له جذور ضاربة إلى تنظيمات سابقة قبـل الثورة، أن يستغل براءة الشباب والطلبة ويوجههم إلى عمليات الهدم والتخريب. ومن هنا كان لنا كقيادات للشباب الاشتراكى وجهة نظر، إذ طالما نبهنا لخطورة اليمين عموماً وفى هذه اللحظة بالذات. وهذا ما يدعونى إلى ضرورة مواجهة قضية الناس ذوى الفكر اليمينى المتطرف .. وضرورة أخذهم بالحزم، وأن يكون هذا واضحاً للجميع ، إذ أننا مجتمع اشتراكى .

ملاحظة أخرى : هى أننا سمعنا أن لجنة الشباب قامت بدراسة معينة عن الشباب، وستُعرض على اللجنة التنفيذية، ولذلك فإننا نـرجو سيادتكم - والسادة أعضاء اللجنة التنفيذية - سرعة البت فى هذه الدراسة .

ياسيادة الرئيس ، إن القضية الأساسية هى قضية الوطن، وأمنه، وسلامته، ومن ثم يجب أن نعطى هذه القضية كل اهتمامنا .. وكل حرصنا، وأن يعاقب كل من يعتدى على هذا الوطن وأمنه عقاباً صارماً، حتى يكون المخربون الجبناء عبرة لمـن تسول له نفسه أن ينال من قضية الجماهير . إن السرعة فى الجزاء يجب أن تتحقق ، وألاَّ يكون هناك تهاون معهم مطلقاً، لأن المستفيد وحده من ذلك هم أعداء الوطن – فى الداخل والخارج - كما نعلم جميعاً .

يا سيادة الرئيس، الشباب معك .. الجماهير معك .. الله معك، فسر على بركة الله، وشكراً .

السيد / الرئيس :

هو لى تعليق بالنسبة لليمين، وأيضاً اليسار. هم الثلاثة المعتقلين اللى أنا اتكلّمت عليهم .. اللى اعتُقلوا فى أحداث فبراير الماضى ولم نفرج عنهم أصلاً، يمثلوا قيادة حزب شيوعى جديد، ولكنه شيوعى صينى. والحقيقة هُمَّ طلعوا تانى يوم علشان يتصلوا بالطلبة فى أيام فبراير، وأيضاً كانوا بيعملوا

خطة للاتصال بالمدارس الثانوية ، لأنهم فوجئوا بأحداث أول يـوم . يمكن ده كان من الأسباب اللى خلتنا قررنا إغلاق الجامعة على طول فى شهر فبراير، لأنهم كانوا بيشتغلوا على أساس استغلالها .

أيضاً فيه ناس يساريين - ويمكن شيوعيين سابقين - دخلوا الانتخابات وسقطوا، ومتصورين ان الاتحاد الاشتراكى سَقَّطْهُم .. وماخدوش مناصب .. ونفوسهم غير صافية. وبعدين برضه باقول موضوع أيضاً أشك فيـه : ان فيه ناس كانوا فى الاتحاد الاشتراكى ودخلوا فى هذه الانتخابات وسقطوا .. والحقيقة عملوا من هذه القضايا قضايا شخصية، ويمكن أيضاً بيشنَّعوا ، وبيتكلموا أكثر . ودى مواضيع يمكن انتم بتحسوا بها أكثر ممـا أنـا أحس بها لأنكم انتم موجودين فى المواقع نفسها، كل دى قد تكون عوامل .

وبعدين اللى أنا بِدِّى أقوله إن اللى بيخطط مابيخططش أبداً خطة كاملة .. هو بس بيعمل البداية، وبعد كده الأمور بتتفَصَّل، وكلنا عارفين الطلبة .. وازاى أى طالب من السهل انـه يُستثار، والعملية بتنفلت من إيد أى واحد – كبير أو صغير - وممكن تروح إلى متاهات كثيرة .

هو فى الحقيقة مافيش تنظيم قوى للاتحاد الاشتراكى بين الطلاب. كان الاعتماد أولاً على منظمة الشباب، ثم تضاربت فيها الأقوال. وبعد هذا - الحقيقة - وقفت منظمة الشباب عن العمل، وطِلْعِت قيادات جديدة .. أو نـاس تدعى لنفسها الحـق فى القيادة ، وكل دى مواضيع الحقيقة عايزة إعادة نظر .

لكن أنا معاك إن فيه تقارير .. يعنى النسبة الكبرى أنا باقول إنهم أقل من 1 % ، النسبة العالية من الطلبة ناس يعنى يعتبروا انهم أبناء الثورة، وعايزين يشتغلوا ويستفيدوا. ولكن مثلاً لَمَّا بِنمسك الجامعات [ فى الدول ] الأخـرى اللى فيها تنظيمات حزبية .. مثلاً فى الخرطوم فيه تنظيم إخوانى .. وفيه تنظيم شيوعى ، لَمَّا التنظيم ده عمل حاجة، التنظيم الثانى وقـف وتصـدى له، وبرضه الآخر حصل ان الجامعة اتقفلت، لأن برضه حصلت نتايج .

فى لبنان أيضاً، فى الأسبوع اللى فات طلَّعوا الطلاب اليساريين وتصدى لهم الطـلاب اليمينيين، وحصلت أحداث بهذا الشكل .

الحقيقة احنا أيضاً فى سنة 54، يعنى طلعوا الطلاب، وتصدى لهم طلاب كانوا موجودين فى هيئة التحرير فى سنة 54 .. وقدروا يتصدّوا لهم .

الحقيقـة الوضع النهارده كان مايع جـداً ، وكان السؤال : هل منظمة الشباب فيها عيب، أو مافيهاش عيب؟ أو هل نبتدى نعمل منظمة الشباب .. وتنظيم طـلابى متصل جديد؟ الحقيقة أنا يعنى من رأيى ان منظمة الشباب بتمشى فى طريقها بالنسبة للمحافظات ... إلى آخره. لكن أيضاً فى المحافظات بيكون فيه تنظيم طلابى غير منظمة الشباب ، واحنا كنا بنناقش ده فى اللجنة التنفيذية العليا فى الاجتماع الأخير، ولكن هـذا كله عايز وقت حتى يقوم على قواعد راسخـة. فيه ناس فى إيدها المبادأة .. وتستطيع إنها تقتنص هذه المبادأة .. قانون تعليم .. قانون تعاون .. أى عملية من العمليات، وتستطيع انها تعمل شوية هيـاج، بِيِنْضَم لها 200 أو 300 واحـد .

فى إسكندرية اللى اجتمعوا الأول 400 واحد .. وبعدين اللى اعتصموا كانوا 200 أو 250 واحد .

السيد / محفوظ سعد الدين :

بعد أن استمعنا للعرض الذى قدمه السادة الوزراء والسادة الأمناء، أعتقد أن الأمانة بالنسبة لأمتنا تقتضينا ألاَّ نترك هذا الموضوع دون أن نضع له حداً، إذ مصلحة الدولة فوق كل مصلحة. والذى لا شك فيه هـو أن هذا التصرف الشائن – فى هذه المرحلة من تاريخنا – إن دل على شئ فإنما يدل على أن هناك أصابع خفية .. هى أصابع الاستعمار، والصهيونية ، والقوى المضادة استطاعت أن تسيطر على بعض الطلبة الفاشلين، وهى تبغى من وراء ذلك أمرين :

أولاً : تفتيت الجبهة الداخلية، والتشكيك فى الصمود الداخلى .

ثانيا : إضعاف الروح المعنوية بالنسبة لقواتنا المسلحة .

فإذا كان قد وضع لنا هذا المخطط، ولما كان أى تصرف من هذه التصرفات يعتبر خيانة عظمى بالنسبة للدولة، فإن الأمر يقتضينا :

1- اتّباع سياسة الحزم والشدة لكل من تسول له نفسه أن يقوم بأى عبث .

2- سرعة عقد المؤتمر القومى لكشف هذه المؤامرة، وفضح الأساليب الاستعمارية والصهيونية ، وتبصير الشعب بدقائق الموقف، وإعـلام الـرأى العام العالمى أن الشعب كله وراء قيادته السياسية ، مؤمناً بها إيمانه بربه ووطنه .

3- قيام الاتحاد الاشتراكى - بجميع مستوياته - بعرض الموقف وتحليله لأولياء الأمور، والطلبة، والتصدى لكل تيار والكشف عنه فوراً .

4- فتح المعاهد والكليات عقب جلسات المؤتمر : إذ الغالبية العظمى من الطلبة وأولياء الأمور يطالبون ببدء الدراسة، وجمهرة الطلاب تستنكر هذا الانحراف من طائفة منحها سيادة الرئيس الكثير، وهم يرون أن مهمة الطلبة هى تحصيل العلم لا الـقيام بالمظـاهرات، ولـذلك فهم يطالبون القيادة السياسية، بألاَّ تأخذها رحمة بأولئك العابثين الذين لا يقدرون المسئولية .

يا سيادة الرئيس .. إن جماهير 9 و 10 يونيو مـن خلفك، والله معك، والنصر حليفك إن شاء الله، وشكراً .

الدكتور / مصطفى أبو زيد فهمى :

إن عملية تقدير الموقف ووصف العلاج لـه، تتوقف فى الواقع – وإلى أبعد حـد - على النظرة الصحيحة للأمـور . وفى اعتقادى أننا لكى نصل إلى وضع عـلاج سليم ، يجب تجنب النـزعة إلى التعميم، أقول هذا لأنى سمعت من بعض الزملاء لوماً يوجه إلى كل الطلاب، أو إلى أساتذة الجامعة بصفة عامة. وفى اعتقادى أن الطلاب مجتمع شأنه شأن الأمة بأسرها، ولا يتصور أن الأمة بأسرها يمكن أن تُجمع على رأى سياسى واحد .

ومن هنا يمكن القول : إن الطلبة ما هم إلاَّ مجتمع صغير على نفس شاكلة الأمة ، فإذا كانت الأمة فيها المؤمن وفيها الخائن .. فيها الوطنى وفيها غير الوطنى، فمن الطبيعى أن تكون نفس النسبة.. ونفس الصورة منعكسة انعكاساً تاماً فى مجتمع الطلاب .

ولذلك، فإننى قلت .. وأقول دائماً : إن النكسة لم تفعل شيئاً، فصديق الثورة قبل النكسة هو صديقها بعد النكسة، وعدو الثورة قبل النكسة هو عدوها بعد النكسة، وكل ما فعلته النكسة هى أنها جرَّأت عناصر القوى المضادة على أن ترفع رأسها .. وعلى أن تعمل، هذا كل ما فعلته .

أعود فأؤكد أن الطلاب ما هم إلاَّ صورة لمجتمعنا .. ومجتمعنا مما لاشك فيه يؤمن بالثورة .. ويؤمن بقيادة هذه الثورة .. ويؤمن بالمبادئ الاشتراكية العريقة لهذه الثورة، وجمهور الطلاب هم كذلك على نفس هذا المبدأ، وإن كانت هناك قلة منهم منحرفة، وهذه القلة المنحرفة هى التى تستغل الموقف .

وما يقال على الطلاب يقال كذلك على الأساتذة، إلاَّ أننى سمعت رأياً يقول : إن أساتذة الجامعة يدينون دائماً بالولاء للثقافات التى تلقوها فى الخـارج.. هـذا القـول لا يمكن أن يمر دون أن أعلق عليه، فأقول : إن هنالك عيباً حقيقياً كان يوجه إلى أساتـذة الجامعات وهم طلبة فى البعثات هو أنهم متمسكون أكثر مما ينبغى بولائهم لوطنهم، ولا يندمجون الاندماج الكافى بالمجتمعات التى ذهبوا ليدرسوا فيها. وقد كنت يوماً من الأيام أنا والدكتور لبيب شقير طلبة فى البعثة فى جامعة باريس، وأذكر العيوب التى كانت توجه إلينا آنذاك - سواء من إدارة البعثات، أو من غيرها ، أو من الجامعة نفسها - وهى ليس بأننا نلقى بأنفسنا فى خضم الحضارة الأوروبية، إنمـا كان الانتقاد المر الذى كان يُوَجَّه إلينا فى ذلك الحين، أننا - ونحن فى أوروبا - لا نريد إطلاقاً أن ننسى أننا مصريون. وأذكر أنه ما كان يأتى شهر رمضان المبارك إلاَّ ونرى معظم المصريين الموجـودين فى باريس - ذات الانطلاق إلى غير حد - يصومون هذا الشهر المبارك، ويتمسكون بحضارتهم الإسلامية والعربية.

أخلص من هذا .. وأنا مؤمن بما أقول : إن 90% على الأقل من أساتذة الجامعـات يؤمنون بهذه الثورة ويدافعون عنها، - ليس علناً فقط وإنما أيضاً فى مجالسهم الخاصة – وهذا هو أقصى درجات الولاء ، إذ ربما يكون الولاء العلنى بغية مكسب، أمـا الولاء فى المجلس الخاص والإنسان بين أصدقائه - وليس هنالك من رقيب - فهذا هو الولاء بعينه .

وإنى أؤكد لزملائى أعضاء اللجنة المركزية أن 90% من أساتذة الجامعة فى مجالسهم الخاصة هم من أشد الناس إيماناً بالثورة، ولكن كما قلت قبل ذلك : إن أساتذة الجامعة والطلاب ماهم إلاَّ صورة لمجتمعنا .. ومجتمعنا فيه بعض العناصر المنحرفة. ومن ثم فمن الطبيعى أن تجد أستاذاً ناقماً على الثورة، أو تجد طالباً ناقماً على الثورة .

أشير إلى حركات الطلاب فى لبنان، وأستطيع أن أقول إن حركة الطلاب فى بيروت، هى نفسها حركة الطلاب فى مصر .. نفس التكتيك .. ونفس الخطوط الرئيسية، فعلى ماذا تقوم الفتنة الطلابية؟ تقوم أولاً على وجود فئة قليلة منحرفة من الطلاب، وتقوم ثانياً على أيدٍ ضعيفة تعمل، وتقوم ثالثاً على إشاعة كاذبة ترمى إلى التضليل والإثارة .. وهذا هو ما حدث فى بيروت .. وهو نفسه ما حدث فى الإسكندرية .. ونفس الشئ حدث فى المنصورة، أَيْـدٍ خفية تعمل .. وقلة منحرفة تستجيب لهذا العمل، ثم إشاعات ضارة وكاذبة ترمى إلى التضليل والخداع .

فى بيروت سار الطلاب فى مسيرة سلمية ينادون : " الطلاب الناصريون يؤيدون العمل الفدائى"، ثم ذهبوا إلى مجلس النواب، ووضعوا صورة السيد الرئيس على الحائط الخارجى للمجلس، وهذا عمل سليم جـداً من الناحيـة الديمقراطية، ولكن التكتيك والإشاعات الكاذبة ذهبت تقول : " إن الطلبة اللبنانيين أخذوا العلم اللبنانى وداسوه بالأقدام ، فثارت الدنيا كلها، ووقف أحد أعضاء مجلس النواب واسمه الأب سمعان الدويبى ، وقال إنه لن يجلس فى مجلس النواب إذا كان العلم اللبنانى يداس بالأقدام، وصورة الرئيس جمال عبد الناصر توضع فى أعلاه. وبعد أيام أعلنت وزارة الداخلية - التى يسيطر عليها عناصر غير عربية – أن أحداً لم يَدُسْ العلم اللبنانى ، وأن أى إهانة على الإطلاق لم تلحق بالعلم اللبنانى. وهكذا كان مصدر الفتنة إشاعة غير صحيحة على الإطلاق .

هذا التكتيك الذى أبرزه هو الذى يُعيننا فى العلاج. فالتكتيك دائماً يقوم على ثلاثة عناصر :

¨ أن هنالك فئة قليلة منحرفة .

¨ وأن هنالك أيدٍ خفية تعمل .

¨ وأن هنالك إشاعة ضارة مضللة، تريد باستمرار أن تصل إلى التشويش والتضليل .

فماذا يكون العلاج؟ أرى إعادة النظر فى التنظيمات الطلابية، وعندما أقول التنظيمات الطلابية ، لا أعنى الاتحادات الطلابية .. هذه المشكلة ناقشناها فى الصيف الماضى فى لجنة المائة، وقبل ذلك ناقشناها فى الجامعة . وأعتقد أن من أكثر الأشياء التى من شأنها أن تصيب حركة الطلاب بالشلل .. تعدد التأثيرات، فهنالك الاتحادات الطلابية وأعضاؤها يأتون بالانتخابات، ثم منظمة الشباب، ثم تنظيمات الاتحاد الاشتراكى. وفى اعتقادى أن هذه المسألة لابد أن تُحل، وأعتقد أن الأساتذة – فى هذه الحالة – يجب أن يقوموا بمسئولياتهم كاملة، وسوف نجد فى كل كلية عناصر ثورية مؤمنة مخلصة، ووجودها – وسط الحركة الطلابية - مفيد للحركة الطلابية إلى أقصى حد .

أشار السيد أمين محافظة الإسكندرية إلى نقطـة معينة، كنت أود ألاَّ تثار هنا فى اللجنة المركزية، وهى أنـه يجب إعادة النظر فى تشكيلات الاتحاد الاشتراكى فى الجامعة، إمَّا لاتخاذها مواقف سلبية ، أو مواقف مشجعة للطلاب . وأود أن أقول علانية الأسباب أو الظروف الموجودة فى جامعة الإسكندرية :

تقدم السيد مدير الجامعة لانتخابات المؤتمر القومى العام، فلم يحظى بتأييد القاعدة الشعبية، بينما نجح آخـرون . وكان مـن الطبيعى أن تترتب على هذا الموقف آثار إنسانية .. أن يكون هو متألماً .. أن ينظر إلى القيادات الجديدة نظـرة خاصـة ولا يتمنى لها النجاح ، وهذا ما تبين فعلاً، إذ أن حجم المساعدات التى قـدمها قبـل الانتخابات لم تكن هى نفس حجم المساعدات التى يقدمها الآن . ولذلك فـإن تنظيمات الاتحـاد الاشتراكى فى جامعة الإسكندرية مصابـة بما يشبه الشلـل وقد نبه المخلصون فى الجامعة إلى هذا الوضع أكثر من مرة. والوضع الآن معروض أمام القيادة السياسية فى أعلى مستوياتها .. هذا الوضع يحتاج إلى حل. وقد يكون مدير الجامعة كفاءة علمية ضخمة جداً، إنما نحن بصدد موقف فيه الكثير من التضارب ، إذ من الطبيعى أن سقوط مدير الجامعة فى الانتخابات يجعله ينظر إلى من نجحوا نظرة غير سليمة، ومن الطبيعى أيضاً أن ينعدم التعاون بينهم، وهذا ما أَدَّى إلى الشلل الكامل .

والسيد الرئيس كان أول من أدرك فائدة التعاون المثمر بين التنظيم الشعبى والجهاز الإدارى، ومن ثم أدخل السادة الوزراء كلهم فى اللجنة المركزية ، وهذه فى الواقع نظرة علمية سليمة 100% ، إذ لن ينجح العمل السياسى فى هذا الظرف بالذات إلاَّ بتعـاون كامل – وإلى أقصى حد - بين الجهاز الإدارى والتنظيمات الشعبية، وأى تناقضات بين الجهازين من شأنها أن تصيب العمل السياسى - بغير شك - بالشلل الكبير .

نقطة أخرى أود أن أشير إليها ، وهى أن هنالك موضة فى الأنظمة السياسية .. على غرار الموضة فى الملابس، والموضة السياسية فى الأنظمة السياسية هى حركات الطلاب ، وهى لا تتحرى دائماً المصلحة العامة. وليس أدل على ذلك من أنه فى بعض البلاد ثـار الطلاب ، وكان من بين مطالبهم تسهيل الحصول على حبوب منع الحمل، أى إباحة العلاقات الجنسية وتصحيحها بحبوب منع الحمل . هـذا مطلب من المطالب التى تـرددت فعلاً فى بعض حركات الطلاب فى بعض البلاد، وهو إن دل على شئ، فإنما يدل على أنه ليس واجباً أن نرحب ونشجع كل حركات الطلاب، والدليل على أن كثيراً من هـذه الحركات ما يكون مناهضاً لمصالح البلاد .. ما حدث من ثورة الطلاب فى فرنسا .. واستغلال العناصر اليسارية لها، إذ أن الرئيس ديجول استفتى الأمة فى هذا الخصوص، فأعطته الأمة أغلبية ساحقة، لم تعطها زعيماً من زعمائها فى تاريخها طوال مائة عام مضت، واتضح بالدليل أن حركة الطلاب فى باريس – بالدوى الضخم الذى أحدثته - لم تكـن تمثل الأمـة الفرنسية فى شئ، وهـو أمر يحتم علينا أن نُقَيِّم حركات الطـلاب التقييم الصحيح لها ، ويقتضينا ألاَّ نقابل بالترحيب كل ما يطالب به الطلاب .

وقد أكون مصيباً إذا قلت : إن من أسباب ضعف موقفنا إزاء الطلاب، هو أننا عاملناهم بالكثير من الكرم - رغم ما فعلوه فى الشهور الماضية - مما أشعرهم أنهم الفئة التى لا تقاوم ولا تغلب ، وأنهم أصحـاب الحـق وحدهم فى أن يملوا القـرار السياسى الذى يريدونه على الأمـة ، وهـذا وضع يجعلنا نفكر جدياً فى تغيير المعاملة، وفى ضرورة الاستعاضة عن أسلوب التساهل بأسلوب الحزم .. والحزم الشديد .

انتقل بعد ذلك إلى نقطة أخرى هى سيادة القانون، وباعتبارى أستاذاً للقانون الدستورى فـأنا من أشد الناس مطالبةً بسيادة القانون. وأذكر – وقد كنت مقرراً للجنة الفرعية لسيادة القانون فى لجنة المائة – أننا فكرنا – طويلاً – أنا وزملائى فى هـذه النقطة، وانتهى بى المطاف إلى أننى قلت لهم : إن الظروف التى نعيشها تحتم عَلَىّ ألاَّ أنطق بهذه العبارة مجردة، وإن الأمر يقتضينى أننى بمجرد أن أنطق بسيادة القانون، فلابد أن أردفها بجملة أخرى، هى : أننا يجب ألاَّ ندمر الحرية باسم الحرية، ويجب ألاَّ ندمر الديموقراطية باسم الديمقراطية .

إن من أخطر الأمور أن تدمر الحرية باسم الحرية .. وأن تدمر الديمقراطية باسم الديموقراطية، فسيادة القانون لا تعنى سيادة الفوضى .. ولا تعنى إطـلاقاً أن تنفرد طائفة من أبناء الأمة – هى أقلها سناً وأقلها خبرة – بسلطة التقرير فى الدولة .. إنما تعنى سيادة القانون والمبدأ الديموقراطى أن تكون الأمة كلها هى القائدة ، ومن ثم فإن سيادة القانون - فى هذه المرحلة التى نمر بها - تحتم أن نتخذ كل إجراءات الحزم الشديد مع كل إنسان يعبث بحريات هذه الأمة .

ما أريد أن أصل إليه .. فى الوقت الحاضر .. تجاه هذه المسألة - وأرجو ألاَّ نكون حساسين إطلاقاً – هـو أن الأمر يتطلب .. وإلى أقصى حد، أن نستعمل الحزم .. والحزم الشديد، مع كل منحرف، وهم قلة بغير شك، وذلك بأن تكون هنالك محاكمة عادلة وجزاء رادع ، حتى لا يؤخذ البرىء بجريرة المذنب .

أما التساهل والعطف، فأعتقد أنه سيؤدى بالنظام السياسى إلى مواقف سوف تكرهها ليس فقط الأجيال الحالية .. وإنمـا أيضاً الأجيال المستقبلة. وأعتقد أن حركات الطلاب وثورتهم قد يكون لهما ما يبررهما، لو أن النظام السياسى كان مبنياً على الكبت .. أو كان مبنياً على القسر والإرهاب .. أو لم يكن النظام السياسى مبنياً على الحرية إلى أقصى درجاتها، حتى بلغ الأمر بالطلبة إلى التدلل الشديد، إذ أن كثيراً منهم أُعْطُوا الكلمة فى المؤتمر القومى العام، بينما من هم أعظم منهم قدراً، وأكبر منهم خبرة، وأكثر منهم تاريخاً فى خدمة الثورة لم تُعط له الكلمة. وهذا يعنى أننا راعينا هؤلاء الطلبة إلى درجة كبيرة، وكان يمكن لأى طالب أن يرسل أى شكوى للجنة المركزية فتناقشها اللجنة .

ثم نأتى بعد كل هذا التأصيل الديمقراطى لنظامنا السياسى ، فنرى هذا الخروج علـى القانـون، الذى ليس له معنى إلا أنه استهتار واضح بكل القيم .

ومن هنا فإننى أعتقد - وإننى فى هـذا أعبر عن رأى الكثيرين من الزملاء – أن المسألة تتطلب منا الحزم الشديد، فكل خارج على القانون – سواء أكان أستاذاً، أم طالباً، أم غير ذلك – يجب أن يلقى جـزاءه الرادع. وعلينا نحن أعضاء اللجنة المركزية .. وأعضاء الاتحاد الاشتراكى بصورة عامة، أن نلتحم بالشعب فى حملة توعية، وننقل هذه المبادئ والمعلومات التى سمعناها اليوم إلى قواعدنا الشعبية .. فى كل قرية .. وفى كل جامعة .. وفى كل مصنع ، حتى يكون الشعب على علم .. وعلى وعى، ذلك لأن سلاح الإشاعة من الأسلحة الهدامة التى تستعمل هنا، ويجب علينا أن نتصدى له . هذا حق وواجبنا فى نفس الوقت، وشكراً .

السيد / أحمد أحمد العماوى :

السيد الرئيس .. السادة الزملاء ، قبل أن أتكلم فى الأحداث التى نعيشها .. لا يفوتنى أن أتعرض لقانون التعليم العام، الذى كان بداية هذه الأحداث، وبوصفى أحد أولياء الأمور - ولا أكون مبالغاً إذ أقول إننى أمثل أغلبية جماهير الناس - أقرر أن هذا القانون قد أحدث تغييراً كبيراً، وتطوراً عظيماً، وأملاً كبيراً، ومن ثم لا يفوتنى باسم هـؤلاء الناس أن أشكر السيد وزير التربية والتعليم على المجهود الذى بذله فى إعداده .

بعد هذا أحب أن أذكر أن الزميل فريد عبد الكريم بالكلمة الصريحة الواقعية الموضوعية التى قالها، وبالتحليل العلمى الدقيق الذى أوضحه، والذى يمثل فى الحقيقة أكثر انطباعاتنا، ويعبر عن كل ما يدور بخلد كل الناس .. وكل الجماهير، أقول إن الأستاذ فريد عبد الكريم بكل هذا قد كفانى الكثير مما كنت أحب أن أقوله، ولكن هناك نقطة صغيرة ورئيسية دفعتنى فى الواقع إلى الكلام، هى أنه قد تبين من سرد الوقائع أن الثورة المضادة قد تحركت بسرعة كبيرة ابتغاء قيادة الجماهير ، وهذا يقتضينا كقيادة سياسية - عليها مسئولية ضخمة - أن نعمل بكل طاقتنا، إذ قـد آن الأوان للتصدى لمسئولية قيادة الناس .. بالانتشار والالتحام بهم، حتى لا تسحب الثورة المضادة بتحركاتها السريعة الفعالة البساط من تحت أرجلنا .

لقد تساءل أحد الزملاء عن الحل لمثل هذه الأمور، وما هى الحلول التى يجب اتخاذها؟ وتعرض الأخ فريد عبد الكريم لدور بعض أفراد هيئـة التدريس، دون أن يعمم فى ذلك – على ما أعتقـد - وطالب بالنظر فى أمرهم . وفى رأيى أن هناك سياسة العمل بطريقة الوجهين – للحصول على مكاسب معينة .. أو تطلعات معينة - وهذا لا يجرى فقط فى محيط الطلبة، ولكنه يجرى كذلك فى محيط بعض القيادات الطبقية .

هذا، ومما يُطمئننا أن جماهير الشعب قد أدانت ما حدث، ودمغته بالخيانة الحقيرة، ففى الوقت الذى نرى فيه القوات المسلحة تقوم ببذل مجهودات ضخمة فى الجبهة، تقوم هذه الفئة بهذه التحركات التى تهدف إلى تفتيت الجبهة الداخلية .

لقد تحـدث السيد الرئيس عن بعض الذين لم يُـوَفَّقُوا فى انتخابات الاتحـاد الاشتراكى، وهذا يجرنا إلى قضيـة خطيرة، هى نوعيـة الذين دخلوا انتخابات الاتحـاد الاشتراكى .. أو نوعية الذين يدخلون أى انتخابـات، ممن تحكمهم المصلحة والتطلع ، هـذا النوع من الناس إذا لم يحصل على هـذه المصلحة .. أو على مـا يتطلع إليه، يسارع إلى الانضمـام إلى الثورة المضادة ، وهذا يقتضينا – ولا شك - أن نعيد النظـر فى كيفية وطريقـة الانتخابات على أى مستوى، سواء أكان ذلك فى الاتحاد الاشتراكى، أو فى أى تنظيم آخر غير الاتحاد الاشتراكى .

وإننى أضم صوتى لكل الإخوة الذين تحدثوا قبلى، إذ أن الكثيرين ممن تناقشت معهم - وجلست إليهم فى الفترة الماضية - يصرون كل الإصرار على مواجهة هذه الأحداث والتحركات المشبوهة بكل شدة من كل الجهات، خصوصاً السلطة السياسية .. أو التنظيم السياسى، إذ يجب أن تكون أمامنا دائماً - وتحت نظرنا - مصلحة مصر .. ومصر أولاً وقبل كل شئ .

السيد / السعيد أحمد البيلى :

سيادة الرئيس .. السادة الزملاء ، بالنسبة للأحداث التى عشناها فى المنصورة فى الفترة التى حدثت فيها المظاهرات .. والظروف التى جرت، أعتقد أننا بعد أن استمعنا إلى زملائنا الأعضاء، وإلى أمين الاتحاد الاشتراكى بالإسكندرية، عن الوقائع التى حدثت هناك، فإننى أتساءل إلى متى سنظل ساكتين؟ إن التلاميذ والطلبة هم أبناؤنا وإخواننا، فهل نتركهم يعبثون؟ يجب الضرب بشدة وحزم على يد كل عابث. والمشكلة ليست مشكلة تعديل قانون، إذ لا يمكن أن نواجه إصلاح القوانين بهذه الأحـداث، بل كان الواجب أن نحترم كل حـرف يستهدف الإصلاح، وإلاَّ كيف يجرى الإصلاح والتغيير؟ وليست القضية قضية الشعب والشرطـة، لأن الشرطة من الشعب، وأفراد الشرطة الـذين قُذفوا بالحجارة وأُصيبوا .. إنما ضُربوا من أبنائهم .

فالعملية إذاً تحتاج إلى حزم وشدة، للضرب بشدة على يد كل منحرف، لأن البلاد لا تحتمل التعرض لأكثر مما هى فيه، ولا يجب فى هذه المرحلة الحاسمة تدليل الطـلبة، فالواجب أن يرغموا على السكوت، لأننا فى ظروف لا تسمح بتدليلهم، ولابد أن تكون الإجراءات التى تتخذ شديدة وحازمة.

وأرجـو أن يعـرف السيد الرئيس أن الناس - على اختلاف نوعياتهم - لا تقبل هذا الوضع ، سواء كانوا فلاحين، أو عمال، أو مثقفين، أو غيرهم فالجميع مستاء من هـذه العملية، حتى بلغ الأمر بأولياء الأمور أنهـم كانوا يمسكون بأبنائهم ويضربونهم ضرباً مبرحاً، الأمـر الذى لا تقوم بـه أى جهـة . فالعملية إذاً تحتاج إلى حـزم، ولا يمكن أن نترك الطلبة يعبثون، لأن ظروف البلاد لا تسمح بذلك، خاصة أن العدو يحتل قطعة من البلاد .. نعم لا يمكن أن نترك الطلبة يخرجون فى مظاهرات يندس فيها المخربون، ويقومون بتحطيم الزجاج، وإتلاف المنشآت، بينما نحتاج إلى كل مليم ننفقه فى إصلاح هذه التلفيات .

لهذا كله، أرجو الضرب بكل شدة على يد كل عابث أو منحرف فى البلاد، وشكراً .

السيد / فاروق السيد متولى :

بعد أن استمعت إلى كل ما قيل أود أن أتناول نقطة جديدة، فلا شك أن قانون التعليم الأخير قانون ثورى، ويؤدى فى النهاية إلى تطوير التعليم لصالح الطلبة أنفسهم .

وإننى أتساءل من أين جاءت المشكلة؟ الحقيقة أننا نعطى فى كل فترة للقوى المضادة فرصة لأن تتحرك من خلال خطأ نقع فيه. ونحن اليوم نبحث عن علاج سياسى لما جرى من حوادث، وكان من الممكن أن يعالج هذا الموقف قبل أن نواجه به فعلاً، وستظل هذه مشكلتنا باستمرار، إذا لم يستطع التنظيم السياسى – على مختلـف مستوياته – أن يناقش المسائل المتعلقة بحياة الجماهير ومصائرها. فبرغم الدراسات المستفيضة لقانون التعليم .. واتساع القواعـد التى ناقشتـه، كان لابد أن يناقشه التنظيم السياسى مع الجماهير – وخاصة أنه يمس كل فرد فى المجتمع - حتى يخرج فى النهاية بالصورة التى خرج بها .

ولـو كان قـد أتيح للتنظيم السياسى – فى جميع مستوياتـه– مناقشة هذا القانون مع الجماهير لأضحت الأرض ممهدة.. والأذهان مهيأة، لتقبل هذا القانون، ولأصبحت قيادات الاتحاد الاشتراكى، ومستوياته، والجماهير، هى المدافع الأول عن هذا القانون، وبالتالى كان يمكن أن يكون هناك توضيح كامل لكل ما يجرى بالنسبة لهذا الموضوع .

وعلى هذا الأساس ، أرجو فى كل خطواتنا القادمة - إن شاء الله - أن يشارك التنظيم السياسى فى دراسة ومناقشة كل ما يتعلق بمصائر الجماهير، لأنه قادر من خلال قواعده على التأثير فى الجماهير، ونقل صورة صحيحة فى النهاية إلى اللجنة المركزية ومجلس الوزراء، وبذلك يخرج القانون وهو أكثر إلتحاماً بالجماهير .

النقطة الثانية تتعلق بوضع التنظيم السياسى فى الجامعات : فالحقيقة أن وحدات الاتحاد الاشتراكى فى الجامعات لا يـصل عملها إلى مستوى العمل السياسى. وإننى أطالب اليوم بأن نُسِرع بوضع خطة شاملة لِلَّجنة المركزية تكفل ربطها بالوحدة الأساسية، وضمان تحريك هذه الوحدة. فقد نناقش كل يوم – كلجنة مركزية – مسائل تتعلق بالجماهير، دون أن يكون لديهم علم بها، فى حين أن الوحدة الأساسية هى أقدر مستويات التنظيم على الالتحام بالجماهير ، والوصول إلى نتائج تُرضى الجماهير .. وتُرضى التنظيم .. وتحافظ عليه . والمفروض أن نصل – فى أقرب وقت ممكن – إلى خطة تعمل على تحريك الوحـدة الأساسية ، وتجعلها أكثر قـدرة على استيعاب الجماهير كلها ، وبالتالى نحول دون تحرك الثورة المضادة لتسلب الجماهير من الاتحاد الاشتراكى .. ومن التنظيم الذى نعمل على المحافظة عليه .

النقطة الثالثة خاصة بالتنظيم الشبابى : والحقيقة أن الشباب فى المجتمع هو احتياطى الثورة، وأتصور أننا - فى فترة من الفترات - سيتقدم بنـا السن ونفسح المجـال لغيرنا، فلابـد للشباب أن يلتزم الخط الذى نسير عليه ، ولا يمكن أن يلتزم الشباب إلاّ من خلال تنظيم يلتحم إلتحاماً كاملاً بالفكر الثورى .. والخط الاشتراكى الذى نسير عليـه . ولقد فقدنا هـذه الحلقة فى وقت من الأوقات، وآن الأوان لكى نربط الشباب ربطاً كاملاً بالتنظيم.

وبالرغم من كل ما يقال عن اتحاد الطلبة، أرى أنه لا بد أن يشعر هذا الاتحاد .. ويشعر الشباب، أن له تنظيماً سياسياً شبابياً - فى إطار التنظيم القائد - قادراً فعلاً على أن يتحرك .. وأن يكون ولاؤه الأساسى للمجتمع وللجماهير .

وأرجـو فى النهاية – بعد إذن سيادة الرئيس – أن أعـود إلى ما قلته فى المؤتمر من أن الشـباب يحتاج إلى مزيد من العناية والاهتمام من سيادتكم – من خلال التنظيم السياسى – ولقد قلتم فى السويس : " إنه يجب أن يكون كل فرد فى هذا المجتمع إنساناً سياسياً " .. أى أن تكون نظرته شاملة للمجتمع، ومشاكله، وقضاياه الأساسيـة . ولا يمكن أن يـكون الشباب سياسياً إلاَّ من خـلال تنظيم شبابى سياسى. وهذه أمانة يُحَمِّلَهَا سيادتكم الشباب والجماهير، والله يوفقك .

السيد / الرئيس :

تعليقاً على كلام الأخ فـاروق .. الحقيقة بالنسبة للنقطة الأولى.. اللى هى عَرْض المواضيع على الجماهير .. الحقيقة أنا باعتبر ان الموضوع ده عُرِضْ .. عُرِضْ يعنى أكثر من اللازم، لدرجة ان أنا مَرَّة قلت للدكتور حلمى : إن أنا كل يـوم افتح الأهـرام ألاقى لك صفحة فى الأهـرام ، وبعدين انتم برضه هنا كنتم بتشوفوا هذا الكلام .. ماحدش طلب انـه يناقش الموضوع .. وكان ممكـن قوى ، يعنى ماتطلبوش منى إن أنا أبقى مُلِمّ بكل الأمـور .. ودقائق الأمور ، وإلاَّ يعنى بيبقى شئ فوق طاقة الإنسان .

أنا باعتبر ان الدكتور حلمى من بعد ما دخل الوزارة بشهر .. هو من مارس لشهر مايو عمال ينشر فى الأهرام .. أنا سألت هيكل قلت له : "هـو الدكتور حلمى مراد مؤجر صفحة عندكم كل يـوم بهذا الشكل ؟ فقال لى : " ده موضوع جاذب انتباه الجماهير ، ولذلك احنا مِدِّيينه صفحة كل يوم " . ومشى النشر .. ولذلك لَمَّا جا القانون ده بالذات .. احنا مابنناقش القوانين فى مجلس الوزراء مـادة مـادة .. القوانين بتروح اللجنة التشريعية، بتيجى لنا مجلس الوزراء عموماً .. وبعدين بتيجى لى أنا لأحولها لمجلس الأمـة، وبعدين بتيجى لى للتوقيع . أو فى وقت مجلس الأمـة مابيكونش منعقد بتيجى لى للتوقيع .

القانون ده بالذات بحثته لجنة، وبعدين جالنا مجلس الوزراء، فأنا طلبت منهم أن تعمل لجنة يدخل فيها كل الوزراء اللى أصلهم من الجامعة - المهتمين بالموضوع - لبحثه، وطلبت أيضاً من وزير التربية والتعليم أن يتصل بالسيد عبد المحسن أبو النور علشان اللجنة المتفرعة من اللجنة المركزية تبحث هذا الموضوع، فبُحِث هـذا القانون فى اللجنة المتفرعة من اللجنة المركزية .. وبعد كده جالنا أيضاً فى مجلس الوزراء مرة ثانية من دون القوانين كلها، لأن له أهمية، وبحثناه .. وغَـيَّرنا بعض حاجات فيه .. واللجنة المركزية قالت بعض آراء فيه .. وبعدين طلع القانون .

المشكلة الحقيقة فى القانون إن الطالب اللى بيتكلم على الرسوب بيعمل - مـن أول ما يدخل الثانوى – على ان عنده مـادتين رسوب، فبيترك المـادتين دول من الأول مابيذاكرهمش .. لا فى أولى .. وَلاَ فى ثانية .. وَلاَ فى الثانوية العامة، ويعمل حسابه على انه حياخد الثانوية العامة وحيسقط فى مادتين .. فييجى يسيب اللغة الانجليزية أساساً .. ويسيب معاها حاجة ثانية، ويضمن إنه ياخد التوجيهية. دول الحقيقة فيه منهم عدد كبير أيضاً ساقط فى التوجيهية بقـاله سنين .. وسنهم كبر .. هُمَّ دول الحقيقة اللى ابتدت بهم المشكلة .. مشكلة قانون التعليم .. اللى ابتدت بهم فى الدقهلية .. فى المنصورة .

العمليات الثانية - الحقيقة - ماكانتش قانون تعليم، لأ .. بعد كده العمليات اللى حصلت فى إسكندرية .. اللى هى مظاهرة كلية الهندسة .. ثم اعتصام 400 طالب فى كلية الهندسة، وراحوا كلية الزراعة وحـاولوا يطلعوها .. ماطلـعتش كلية الزراعة .. ماطلعتش أبداً، بعدين المؤتمر اللى اتعمل فى كلية الهندسة فى القاهرة .. وكان فيه أيضاً حوالى 400 طالب وانفضوا، أو يمكن 500 طالب .. انفضوا وفضل 200 ، حاول العميد والأساتذة يقنعوهم .. الموضوع مابقاش موضوع القانون، ولكن هو موضوع قميص عثمان .. يعنى أى تكأة .. أو أى حاجة .

ده يعنى الحقيقة أنا برضه أحب اسمع إخواننا اللى هنا فى الجامعات - زى الدكتور درويش والدكتور جاد – وهُمَّ بيقولوا لنا حقيقة المواضيع، حتى نكون على بينة من الأمور كلها، لأن انتم قاعدين مـع الأولاد . واحنا عنـدنا الحقيقة المشكلة الكبيرة ان احنا كان فيه عندنا منظمة الشباب، والحقيقة أيام منظمة الشباب كان اليمينيين بيقولوا عليها : "حرس أحمر" .. واليساريين بيقولوا عليها: " فاشيست " .. الكلام اللى كان موجود أيام منظمة الشباب، وبقية الطلبة اللى مش جوه بيقولوا إن منظمة الشباب متعالين .. والتعالى من فوق . يعنى منظمة الشباب تعرضت لهجوم كبير .. بعض هذا الهجوم صحيح، لكن أيضاً اليمين واليسار مش عايزيننا نعمل تنظيم سياسى .. لا فى الطلبة .. ولا فى العمال .. ولا فى أى حتة. ولهذا تبص تلاقى اليمين بيقولوا : "دول حرس أحمر زى الصين"، واليسار يقول : "دول فاشيست" على هذا يطلع هـذا الكلام ، ويقولوا انهم بيكتبوا تقارير عن أهاليهم .. وعن إخوانهم .. وعن آبائهم .

الكلام ده كله أنا سمعته .. الحقيقة أنا ماشفتش تقارير عن أهاليهم .. ولا آبائهم .. وَلاَ أى حاجة. بالعكس، ده قيل إنهم بيعملوا تنظيم علشان يواجهوا بـه القوات المسلحة فى حالة حـدوث انقلاب .. والكلام ده نُقِلْ إلى القوات المسلحة .. ومِشِى فى الجيش فى هذا الوقت .. تنظيم إيه علشان يواجه القوات المسلحة‍!! مش ممكن أى تنظيم … يعنى لا منظمـة شبـاب ولا كلام بهذا الشكل حيواجه القوات المسلحة .

وبالعكس احنا من أول عملياتنا لَمَّا اتعمل الحـرس الوطنى، وجيش التحرير، والكلام ده .. كل الحاجات دى إدِّيناها للقوات المسلحة، علشان مايبقاش فيـه سبب يتهيأ به للقوات المسلحة ان فيه خوف .. وان فيه شئ بهذا الشكل. فكانت هناك محاولات كبيرة لهدم منظمة الشباب، ونجحت الحقيقة هذه المحاولات إلى حد كبير .

ده سبب الفراغ اللى هو موجود النهارده .. احنا الحقيقة بنعيد تقييم الموقف، وأنا فى رأيى ان منظمة الشباب بتمشى .. تنظيم الشباب بيمشى فى المحافظـات، لكن لازم يكون فيه تنظيم طلابى قائد.. زى ماهو موجود فى كل الأحزاب السياسية .. تنظيم طـلاب زى مثلاً إيه؟ النهارده الجامعة اللى أنا باقول إن الشيوعيين الصينيين لهم فيها تنظيم طلابى، وَلاَّ مالهمش؟ أنا باقول: إن لهم [تنظيم]، وأنـا عارفهم واحـد واحـد بالإسم، ومابيقولوش إنهم شيوعيين صينيين أبداً .. هم بيطلعوا - فيه منهم فى كلية الهندسة .. وفيه منهم فى كلية الاقتصاد .. وفيه منهم فى الفنون الجميلة - بيطلعوا على أساس انهم ناس وطنيين، أو بيدافعوا عن مصالح الطلبة، ولكن بيتقابلوا .. وكذا وكذا .

طبعاً فيـه أيضاً الرجعيين والقوى اليمينية .. كل واحـد النهارده بيعمل تنظيم .. احنا الحقيقـة لَمَّا نيجى نعمل تنظيم، كل دول حيتوجهوا لنا علشان يِهِدُّوا العملية .. الحقيقة عملية مش سهلة، العملية عايزة عمل كبير وشاق، علشان نخلق عملية الشباب .

الأخ فاروق بيقول إن أنا قلت : نهتم بقضية الشباب، وأنا لوحدى برضه فى هذا مش حاقدر .. ناقشنا هذا الموضوع فى مجلس الوزراء .. وفى الاتحاد الاشتراكى، وأنا رأيى ان معسكرات الشباب الموجودة دى زى قِلِّتْهَا .. وعملية بنصرف فيها 2 مليون جنيه بـدون أى نتيجة ، لأن أى عمل عام مش ممكن يجيب نتيجة محددة أبداً .. وِعَمَلِيِّةْ مثلاً ان الطلبة كلهم يخشوا منظمة الشباب .. زى قِلِّتْهَا، لأنه لن تكون لها فاعلية بأى شكل من الأشكال .

عملية لجان الاتحـاد الاشتراكى أيضاً لسه ماقامتش على رجليها .. فيه مشاكل .. فيه أسباب . الدكتور أبو زيد قال لنا على بعض هذه المشاكل، ومنها الأسباب الموجودة فى إسكندرية .. ولكن برضه كل هذه الأمور عايزة بحث .. ولكن كل ده حياخد وقت .

الدكتور / أحمد السيد درويش :

الواقع أن ما نعانى منه الآن من تمرد الشباب كان دائماً موضع شكوى منـذ سنين طويلة، من واقع ما نراه فى قاعات الدرس. ونحن نعتقد أن رسالة الأستاذ .. ورسالة الجامعة، يجب ألاَّ تقتصر على تلقين الطلاب العلم فقط ، ولكن يجب أن تشمل إلى جانب ذلك كل ما يـتصل بتكوين الطالب وطنياً، وأخلاقياً، وسلوكياً. وفى الفترة الأخيرة - ولأسباب متعددة - وجدنا أننا غير قادرين إلاَّ على تلقين العلم فقط .

هناك قلة من الطلبة تُعتبر مصدر متاعب ومضايقات دائمة فى قاعات الدرس .. سواء عن طريق سلوكهم أو تصرفاتهم التى لا تتم بـأى وعـى .. ورغم أنهم قلة إلاَّ أن تأثيرهم كبير ، وقـد نبهنا مراراً إلى مثل هـذه العناصر غير الواعية والمدربـة على عمليات الشغب والتعطيل . وأذكر أنه قد رُفِعَتْ تقارير فى شهر سبتمبر الماضى عن هذا الموضوع .. وعما يمكن أن يحدث فى جامعة الإسكندرية ، وكانت هذه التقارير بعيدة النظر ، لدرجة أنها حددت المواقع التى سيحدث فيها الشغب ، وفعلاً تحقق ما توقعناه .

إننا نحس عندما نتكلم عن الجامعة، أننا نتكلم عن عدد ضخم من الطلاب والأساتذة، غالبيتهم العظمى تدين بالولاء للقيادة السياسية وللمسيرة الثورية، وتقدر متطلبات المرحلة الحالية والظروف التى نعيشها تقديراً دقيقاً واعياً، وتعرف واجبها تمام المعرفة . ولكن - فى نفس الوقت - هناك قلة من الطلاب ينتمون إلى جهات متعددة من اليمين واليسار - كما أشار السيد الرئيس - وهؤلاء لهم مصلحة فى هذا الشغب، وفى تقويض قواعد الجامعة والتعليم عموماً فى البلاد، انقياداً وراء أصابع خارجية تحركهم .

وكما نعرف جميعاً أن الحركات الطلابية أصبحت الآن فى البلد جميعاً تقريباً هى النقطة الخطرة فى جسم الدولة، والتى يمكن - مـن خلال عدم خبرة الطلاب، والاندفاع ، والتهور - أن يصل إليها بعض ذوى الأغراض ، فيحركونها تحريكاً لا شعورياً غير واع، ويكون أثرها كبيراً لكثرة عدد الطلاب .. هؤلاء الطلاب الذين هم أولادنا .. والذين هم جيل المستقبل الذى نعتمد عليه فى تكوين كيان هذه الأمة، إذ نحن ذاهبون وهم قادمون .

ولكن هذا الجيل الذى سَتُسَلَّم إليه الرسالة والشعلة .. ظهـرت فى محيطه أمور غريبة فى السنوات القليلة الماضية، وخـاصة بين الذين يوصفون منهم بأنهم قيادات طلابية، إذ استولى عليـهم الغرور، وأحسوا أنهم قادرون على كل شئ، ومن ثم كان سلوكهم مع إخوانهم الطلاب .. ومع أساتذتهم من خلال هذا الغرور، وبلغ الأمر فى كثير من الأحيان التغاضى عن إنحرافـاتهم إدارياً، فمثلاً بعض هـذه القيادات ضُبطت متلبسة بجريمة الغش فى الامتحـان، وأجريت لهم مجـالس تأديب، ثم بعد كل هـذا يتركون .

السيد / الرئيس :

ده رئيس الاتحاد .

الدكتور/ أحمد السيد درويش :

نعم .. ومثلاً هناك بعض طلبـة يأتى [أحدهم] لأكبر منصب فى الكليـة ، ولا يستحى من أن يضرب المكتب بيده قائلاً: " أنـا لا أسمح .. أنـا صاحب هـذه الجامعـة " . وهناك بعض الطلبة يقتحمون مجلس الكليـة أثناء انعقاده .. ويهب الرجل المتولى شئون مجلس الكليـة ويقول للطالب : " اتفضل يا أستاذ فلان ".. وهكذا أصبحت هناك أشباح متضخمة مغرورة .

إن الطلاب الحقيقيين الذين يرغبون فى التعلم يستنكرون مثل هذه الأمور، هؤلاء الطلاب [ هم ] أبناء الشعب الحقيقيون .

إن لَدَىَّ مشكلة فى كلية الطب فى الأيام الثلاثة الماضية .. هى أن الطلبة يريدون أن يواصلوا دراستهم .. الطلبة يقولون : " إننا لا علاقة لنا بما جرى .. ولا ذنب لنا، إننا لا نريد أن تُغْلق الجامعة أو الكلية، إذ أننا على أبواب امتحان فى يوم 8 ديسمبر .. ونحن مستعدون له " .. ولم يحدث من أى من هؤلاء شغب .. أو شئ من هذا القبيل، ومن ثم فهم يقولون : " ما ذنبنا نحن " .

إن الغالبية العظمى من الشباب يقدر المسئولية، فهم شباب واع ناضج .. كما أن الغالبية العظمى من الأساتذة أيضاً واعون وناضجون، ويعرفون مسيرتهم وخُطاهم تماماً. وعندما أقول الغالبية العظمى لا أعنى بأن الأقلية مضادة، ولكن هذه الأقلية قد تكون هى اسم، يحدث بينها وبين هؤلاء الطـلاب - الذين يطلقون على أنفسهم أنهم قيادات - مواقف فى التعليم .. فى قاعات الدرس .. وفى المعامل، ويُنْصَرْ الطلاب على أعضاء هيئة التدريس دائماً .

إن هذه الحالة تجعل مهمة كل أستاذ يريد أن يمارس رسالته الحقيقية فى التعليم .. وفى تكوين هذا الطالب .. مهمـة شاقـة ، إذ يصعب على كل إنسان فى مركز الأستاذ .. أو فى مركز الأب .. أو فى مركز المربِّى .. أو فى مركز المسئول، أن يأتى ويمارس هذه المهمة وهذه المسئولية – كأب، وكمسئول، وكأستاذ – فى هذا الجو من التدليل .. إنه الانتفاخ والغرور .

لقد قضيت ليلتين ساهراً مع طلبـة كلية الهنـدسة المعتصمين حتى موعد السحور، وتناولت سحورى معهم ذات مرة. وأذكر أن طالباً من هؤلاء قال لى : " يا دكتور درويش انت عـامل انك جدع .. بكرة حيكون عندك اعتصام فى كُلِّيتك " .. فقلت له : " يعنى صدرت الأوامر خلاص " .. قال : " نعم " .. قلت له : " طيب تبقى انت جدع لو عملت اعتصام فى كليتى " . فإلى هذا الحد وصل الغرور ببعض من يَدَّعُون أنهم زعماء طلابيون .

وأحب أن أؤكد أن الغالبية العظمى من الشباب .. شباب الثورة .. شباب واع .. وشباب ناضج .. شباب آسف على ما حدث من بعض العناصر، مما جعل قلوبنا تقطر دماً، إذ أننا نبذل مجهوداً فى ظروف صعبة، ونحن متحملون مسئوليتنا التحمل الجاد .. الذى يدرك حقيقة دقة الموقف وعظم المسئولية فى المستقبل .

نحن نقول للطلبة دائمـاً : إنكم ستكونون وزراء المستقبل .. وزعماء وأساتذة المستقبل .. وإننا لن نستورد أساتذة من الخـارج .. أو زعماء من الخارج .. أو رؤساء من الخارج. أنتم الذين ستتحملون هـذه المسئولية، ولابد أن تصدروا فى تصرفاتكم عن هذا الشعور، وإن هذا يفرض عليكم أن تُضاعفوا فى مجهوداتكم، حتى تؤهلوا أنفسكم لكى تكونوا جديرين بهذه المواقف فى المستقبل ، لا أن ينتفخ الطالب منكم منذ الآن، ويفهم أنه قادر على أن يفعل كل شئ . وإنى أقرر أن غالبية الطلبة كانوا يحسنون الاستماع إلى هذا الكلام .. ويتصرفون وفق النصيحة، ولكن قلة منهم هى التى كانت تقوم بالأعمال التى لا نرضى عنها .

إننا الآن على أبواب تنظيم جديد للموقف فى الجامعات .. أملته الحوادث، وكم كنا نود أن يحدث هذا التنظيم الجديد قبل أن تمليه الحوادث. وعلى العموم نحن نشعر أن قوام الجامعة هو الأستاذ، ومن ثم فلابد من التدقيق فى اختياره .. ولابد من أن يكون هذا الأستاذ إلى جانب إتقانه لمهنته، أو لفنه، أو لعلمه، متسماً اتساماً حقيقياً بالوطنية، وبالتاريخ الناصع، وبالعمل الجاد. وبعد هذا الانتقاء لابد أن يُوكَل للأستاذ أساساً المهمة كلها فى تكوين وتلقين هذا الطالب، أى لا يقتصر عمله فقط على أنـه مـدرس يلقى محـاضرة أو درساً .. بل هو مسئول، وطالما أنه مسئول .. فلابد أن يُعْطَى الصلاحيات لهذه المسئولية، ولابد من أن تُطلق يده فى أن يُكَوِّن جيل المستقبل تكويناً صحيحاً قادراً على تحمل المسئولية .

لقـد رأينا تنظيمات مختلفة قامت فى الجامعـة.. كانت لنا عليها ملاحظات، وكنا نقول : هذا لا ينفع، وهذا ينفع، ومن الممكن أن تكون العملية بهذه الكيفية أو تلك. ولكن لم تكن هناك استجابة لملاحظاتنا على هذه التنظيمات، ولم يحدث التحام بين آراء الأساتذة المسئولين أساساً عن تربية النشئ - والمتحملين لهذه المسئولية الكبيرة - وبين الأشخاص الذين كانوا قائمين على هذه التنظيمات .

ومـن المؤسف أن أكثر الذين كانوا يقودون الاعتصام والإضراب – الذى حدث فى كلية الهندسة – كانوا أعضاء فى منظمات سابقة .. وأنا أعرفهم بالإسم، وكنا حينما نسائلهم : " لماذا هذا العمل ؟ " .. يقولون : " الحريات " ، وما إلى ذلك .. كلام يدل على خواء تام فى التفكير .. وحقد لأنه لم يعد لهم سلطة، وهكذا بدت العملية عملية صغار .. ليس فيها إطلاقاً أى نضج ولا أى فكر .

كل هذا كان يمنعنا من الكلام، ولكن نحن فى الحقيقة مسئولون مهما كانت الظروف، إذ كان لا بد لنا أن نُشَارك ونُوَعِّى، ونُشْعِر هذا الشباب بالخطورة المحيطة به، ليس فقط بالنسبة لظروف التعليم أو غيرها ، وإنما من ناحية أخرى أشد خطـراً .. كان لابـد أن نُشْعِر هذا الشباب بالمخطط الإسرائيلى الذى يرمى إلى الاستيلاء على مـا بين النيـل والفرات، وأننا إذا غفونا أو أغمضنا أعيننا قليلاً فسنصبح قوماً لاجئين. نعم كان من الواجب من خـلال دراستنا .. ومن خلال وَعْيِنا .. ومن خلال إحساسنا، أن ننقل هـذا الشعور إلى الشباب، ونجعلهم يدركون الأخطار المحيقة بهم، فيتحركون من خـلال هذا الخطر ، ويعرفون بالضبط أين مواقع أقدامهم، ويعرفون بالضبط الصواب من الضلال .

كل هذا فى الحقيقة لا يمنعنى من أن أُعقّب على كلمة ألقت شبهة من اللوم على الأساتذة .. لقد كان الأساتذة يريدون أن يعملوا .. وأن يربوا شباباً، إذ أن الذى يربط حياة الأستاذ ويشعره بكيانه ، يكون من خلال ما يقدمه للطلاب .. ولكنهم كانوا معذورين على نحـو مـا أوضحت. إننى عندما ترتفع نسبة نجاح طلبتى من 60% إلى 90% أكون فى غاية السرور ، وأشعر أننى كائن .. وأننى حى .. وأننى أؤدى رسالتى . إننى عندما أشعر أن شباب كليتى على وعى ومتفهمون .. أشعر أننى كائن مؤثر، ولكن هناك ظروفاً قد تجعل الشخص منا مكتوف اليدين .

هناك نقطـة أرجـو سيادة الرئيس والسادة الأعضاء أن يوافقونى عليها ، وهى أنـه مهما كان مقدار الغضب الذى نشعر به .. ومقدار الألم الذى نستشعره، فيجب ألاَّ تُحل مشاكل الجامعة من خلال الغضب .. ولا من خلال الألم، لأن أقصى ما تتمناه الجبهات المخربة - سواء كانت من الداخل أو من الخارج - هو أن نغضب .. وأن نتألم .. وأن نتصرف عندما نضع الحل مـن خلال الألم .. ومن خلال الغضب، ولكن يجب أن نتقدم لحل هذه المشكلة بالعلم وبالصبر ، وبالأنـاة ، وبسعة الصدر . ورغم أنها مشاكل صعبة .. يجب أن ندرس ما هى الدوافع؟ وما هى الأسباب الحقيقية التى أدت بهذه القلة أن تفعل .. وأن تسيطر هذه السيطرة حتى حدث ما حدث فى الإسكندرية .. وفى المنصورة، وما يمكن أن يحدث فى أى مكان .

يجب أن ندرس كيف يعيش الطلاب .. وكيف يسكنون .. وكيف يتعلمون؟ وما هى الجامعة .. وكيف تكون .. وكيف تكون قياداتها.. وكيف يكون أساتذتهـا؟.. وكيف تكون الجامعة طليعة حقيقية وليست أداة للتعطيل .. وليست أداة لتفتيت الجبهة الداخلية التى يجب أن تصمد - فى اللحظة التى نحن فيها - وأن تبقى على الخط، حتى يحقق الله النصر؟

لى رجاء يا سيادة الرئيس هو أن يُسْمَعْ صوت رجال الجامعة، ونستمع لما يقولونه مرة، واثنين، وثلاث، وأربع .. يكتبونه فى تقارير، ويقولون : هذه هى مواطن الداء .. وهذا هو الخطأ.. وهذا هو الصواب . إذ أن عدم إلقاء البال إلى كلام رجال الجامعة قد جعل جزءاً كبيراً منه وكأنه لا فائدة منه، إذ سبق لنا فى السنة الماضية أن قلنا : كذا وكذا، والكلام الذى يحدث الآن تكلمنا عنه ، وقلنا : كذا فى السنة الماضية، والسنة السابقـة لها قلنا : كذا، وفى شهر سبتمبر قلنا : كذا، وفى اجتماعاتنا قلنا : كذا. وعلى الرغم من ذلك انتظرنا دون فائدة، حتى جـرى ما جرى فى جامعـة الإسكندرية، تلك الجامعة التى كانت دائماً هى الجامعـة الرائدة .. الجامعـة الثائرة.. الجامعـة التى كان يخصها سيادة الرئيس باجتماع سنوى.. الجامعـة التى كنت يا سيـادة الرئيس تعتبر أن اتصالها اتصال يكاد يكون مصيرياً - أو هو فعلاً مصيرياً - بالثورة وبرئيس الثورة .

كيف يحدث فى هذه الجامعة مثل هذا، ومن هذه القلة؟ وكيف استطاعت هذه القلة أن تشوه هذه الصورة، وتجعلها أمام الشعب .. وأمام حضراتكم، بهذه الصورة؟ كلمة حق أقولها : إن غالبية شباب الجامعة مستاء جداً .. وناقم جداً على ما حدث من هذه القلة التى حركتها - ولا شك - أصابع خفية. لقد كنا نتفق معهم ونحـرر الاتفاق على أن الاعتصام سينتهى فى ساعـة معينة نُبَلِّغ عنها، ثم لا يلبث أن ينقلب رأساً على عقب كل ما اتفقنا عليـه، نتيجـة أن طالباً يأتى ويقول : إن 15 شخصاً ماتوا .. ثم يضيفون أنتم خائفون على أولادكم .

رجائى يا سيادة الرئيس أن يكون حل مشكلة الجامعة حلاً موضوعياً .. حلاً علمياً مبنياً على دراسة، ولا تؤثر فيه الأحداث الأخيرة . وهذا لا يعنى إطلاقاً أننا نطالب بالعفو عن أى شخص يثبت عليه أنه اشترك فى هذه العمليـة، ولكننا نطالب باسم جماهير جامعة الإسكندرية – أساتذة وطلاباً - أن يؤخذ بالشِدَّة اللازمة أى أستاذ أو أى طـالب يثبت عليه قانونياً أنه اشترك فى هذه الأعمال.. أو دعا إليها .. أو تغاضى عن إصلاحها، إذ أنه عزيز علينا أن تصبح جامعة الإسكندرية فى الوضع الذى هى فيه الآن .. والسمعة التى هى عليها الآن، من جراء عمل قلة من الطلبة .

إننى أنقل إلى سيادة الرئيس حب واحترام وتقدير أساتذة جامعة إسكندرية.. وطلاب جامعة إسكندرية .. وجماهير جامعة إسكندرية. وجامعة الإسكندرية يا سيادة الرئيس ما زالت هى هى على عهدكم بها .. أيـدت الثورة وما تزال تؤيدها، وهى جامعة الثورة ولا تزال فى موقع الطليعة فى الحب والتقدير والولاء للثورة ولرئيس الثورة، وشكراً .

يتبع 3 ...

تم تعديل بواسطة أبو محمد

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

الجلسة الثامنة (... تابع 3)

الدكتور / جابر جاد عبد الرحمن :

سيدى الرئيس .. فيما يتعلق بالأحداث الأخيرة، فأنا لست منـزعجاً هذا الانزعاج كله الذى ألمسه من كلمات بعض السادة الزملاء، ذلك أننى أُشَبِّهْ بحر الطلبة – هذا البحر الضخم المتلاطم – بحراً رائقاً إن ألقى فيه أحد بحجر تعكر. إن الطلاب عناصر طيبة .. مؤمنون بالثورة، ويفدونها ووطنهم بأرواحهم، وأجسادهم، وعقولهم، ولكن هؤلاء الطلبة الطيبين – وهم أبناؤنا جميعاً – صغار السن يمكن أن يُؤَثَّرْ عليهم بسهولة .

سمعنا الآن ما ذكرتموه سيادتكم، وما ذكره السادة : وزيـر الداخلية، وأمناء الاتحاد الاشتراكى، ووزيرا التعليم العالى والتربية والتعليم. والواقع أن هـذه الحقائق جميعها لو أُعلنت للناس كافة لأثمرت النتيجة المباشرة لذلك، وَلاَنْفَضَّ على التو بسرعة أولئك الذين انساقوا وراء هؤلاء المنحرفين .

إن قانون التعليم العام الذى صدر أخيراً .. ووافق عليه مجلس الوزراء، انطوى على إصلاحات جوهرية رئيسية نادينا بها نحن أساتذة الجامعات، إذ هالنا انحدار المستوى التعليمى للطلبة الذين يأتون مـن التعليم الثانوى ليلتحقوا بالكليات الجامعيـة ، فتـرى طالب الحقوق لا يمكنه أن يكتب أو يتكلـم جملتين صحيحتين، هكذا كان الضعـف فى المستـوى التعليمـى بين الطلبـة واضح ، ولـذلك فـإننا كنا ننـادى باستمرار أنـه لابـد من أخـذ مسائـل التعليم بالحـزم، وألاَّ يحصل على الشهادة المـؤهلـة لدخـول التعليم الجامعـى إلاَّ كل مـن يستحـق . أمَّا بدعة الطالب الناجح الـراسب، فكان يجـب أن تـزول . والحمد لله أن أخـذت طريقها إلى الزوال .. وإلى الاختفاء .

وأؤكد لسيادتكم أن هذا القانون أحدث صدى طيباً فى نفوس الناس جميعاً، أولئك الذين يؤمنون بالخير لهذا البلد . ولذلك فإننى لا أعتقد أبداً أن قانون التعليم كان سبباً فى كل ما حدث ، وإنما اتُّخِذَ ذريعة فقط للذين يضمرون الشر لهذا البلد، فجعلوه تكئة من أجل الوصول إلى أغراضهم الخبيثة، فاندسوا بين هذه الجموع الطيبة النقية التى تشبه البحر الرائق، وحاولوا أن يعكروه بإلقاء الأحجار، فحدث ما حدث .

ولذلك فإننى لست متخوفاً أبداً مما حدث، لأننى أعرف أن البحر سيرجع - على وجه التأكيد - إلى صفائه مرة أخرى ، ومن هنا فلتسمح لى سيادتكم أن لا أوافق أبداً على أن تغلق الجامعات إلى أن تنتهى آثار العدوان ، بل إننى أعتقد - ومؤمن كل الإيمان - أن الجامعات ستعود إلى ما كانت عليه ، تحمل رسالة العلم والبحث وتخدم بلادها، إذ هى منارات تكشف لهـذا الشعب - كما جاء بالميثاق الوطنى - طريق الحياة .

وإنى أتساءل هـل نأخذ هؤلاء الطلبة الذين راحوا فريسة لهـؤلاء المنحرفين بجـريرة غيرهم؟.. كلا ، " ولا تزر وازرة وزر أخرى " صدق الله العظيم .

إن من حق هذا الشعب أن يعرف أولئك الذين أجرموا وأثموا فى حقه، ولذلك فإننى أطالب بأن يأخذ القانون مجراه فى حق هؤلاء، ويجب أن يُحَاكَموا قانونياً، ليعلم الناس كافة ما ارتكبوه من آثام. وأؤكد لسيادتكم أنـه عندما تصل كل هـذه الوقائع – التى سمعناها هنا – إلى أسماع الشعب، فسيكون حكمه على هؤلاء حكماً قاسياً، أقوى من حكم الإعدام . وفى يقينى أننا حينما نتخلص من هؤلاء الشريرين العملاء .. ومن أولئك الذين انحرفوا معهم، فسوف يعود البحر كما كان رائقاً صافياً، وستسعى جمهـرة الطلاب إلى بيوت العلم، تُحَصِّلْ العلم والمعرفة، تحت رعاية أساتذتهم الذين لا يبخلون عليهم بعصارة قلوبهم وأفكارهم .

سيدى الـرئيس، إننا فى هـذه الأيـام نسمع بين الحين والحين - فى الجامعات وفى الشوارع- أولئك الذين يوسوسون فى آذان الناس، يقولون : لقد نـادى بيان 30 مـارس بالتغيير، فأين هـذا التغيير؟ وأين كذا وكذا؟ ثم يردفون : إن الأمور ما زالت على ما كانت عليه .

تلك دعوى لا أصدقها أنا، لأننى أعلم بما يحدث من تغيير، وما يجرى فى هذه اللجنة من دراسات متصلة ليلاً ونهاراً، فى سبيل إحداث هذا التغيير . وأعلم ما تتكبدونه سيادتكم فى رئاسة اللجنة التنفيذية العليا للاتحاد الاشتراكى .. وفى رئاسة مجلس الـوزراء ، وما تحملونه من مشاغل تخص هذا الشعب، بل تتعداه فتشمل العالم العربى. ثم إلى جانب هـذا كله دورك فى العالم كله .. أعلم هذا ياسيدى، وبالرغم من هذا، فإن كثيراً من الجهود تبذل من أجل إحداث هذا التغيير. أقول : إذا كنت أنا بحكم موقفى أعلم هذا، فهل يعلمه أولئك الذين يجلسون كطلاب وتلاميذ فى المعاهد؟ وهل تطوع أحد بإطلاعهم على كل ما حدث؟ تلك مسئولية قائمة فى أعناقنا .. وفى أعناق لجان الاتحاد الاشتراكى، إذ يجب أن نُطْلِع الطلاب والتلاميذ باستمرار على ما يحدث، وعلى الجهود التى تبذل .

لقد وجهت حديثى إلى الطلبة أثناء إحدى المحاضرات، فقلت لهم : " إنكم الآن تتمتعون بنعم ما كنا نحلم بها نحن الذين عشنا فى الثلاثينات، إذ كان قنطار القطن لا يتجاوز 180 قرشاً، والبقرة ثمنها خمسة جنيهات، والجحش لا يتعدى 150 قرشاً، وزوج الحمـام بقرشين ، ولكم أن تتصوروا مدى الإرهاق الذى كان يصادفنى - وأنا ابن فلاح - لسداد مصروفات كلية الحقوق البالغـة 33 جنيهاً، وكان هذا يعنى ثمن حوالى ثمانية عشر قنطاراً من القطن لكى أحصل على هذا المبلغ .. وبمثل هذا الحديث يعرف الطلبة أن الثورة قدمت لهم أعظم خدمة .. عندما قـررت مجانية التعليم، فأمكن لإبن الفلاح الفقير وإبن العامل المجاهـد أن يدخل الجامعـة .. ليتخرج طبيباً ومهندساً، إذ الناس ينسون، ولابد بين الحين والحين من أن نُذَكِّر هؤلاء الأبناء الطيبين بما قدمت لهم الثورة من جلائل الأعمال .

وهناك المدينة الجامعية، حيث يجد الطالب فيها مسكناً، ومأكلاً جيداً، وغسل ملابسه، نظير خمسة جنيهات يدفعها .. هل يُتصور هذا؟ فى حين أن الطلبة الذين يعيشون خارج المدينة الجامعية، يقيم كل خمسة أو ستة منهم فى حجرة واحدة .. يستعملون وابور الجاز ، ولا يمكن أن يكفى الواحد منهم مثل هذا المبلغ لمواجهة نفقات معيشته . أقول لو أننا بَيَّنا للطلبة والتلاميذ كل ما قامت به الثورة – حتى فى هذا المجال فقط - لأمكن أن نحدث تأثيراً كبيراً جداً .

نحن نعقد ندوات فى كلية الحقوق يحضرها طلابنا - أبناء الجمهورية، وأبناء البلاد العربية - وأقرر مع الأسف الشديد، أنه ما من مناقشة دارت حول مشكلة من المشكلات السياسية، إلاَّ وجدنا أبناءنا فى حالة تخلف شديد فى الناحية السياسية عن زملائهم أبناء الدول العربية، الذين نراهم يحملون وحدهم عبء المناقشة . هذه الظاهرة تجعلنا نتساءل - والألم يعصر قلوبنا - عن السبب فى انصراف أبنائنا عن المناقشة فى المشكلات والنواحى السياسية، مع أننا فى طليعة ومقدمة الدول العربية، وهذه الدول هى التى تحاول أن تحذوا حذونا دائماً. هذه الظاهرة قد يكون سببها نظام التعليم، أو الإثقال فى المناهج، وقد يكون السبب فى ذلك طريقة تعليم مادة : ثورة 23 يوليو، والاشتراكية العربية، والمجتمع العربى ، بالطريقة التى تُعَلَّمْ بها الآن . إذ لا يعدو دور الطالب حفظ الكتاب، ليكتب كلمتين عنه فى الامتحان، ثم لا يلبث أن ينساها بعد فترة ، ولو فتحت الموضوعات الحية أمام الطلبة ليناقشوها مع أساتذتهم ومع المختصين، فلسوف يُحـدِث هذا أثراً كبيراً ، وسوف يتفاعل الطلاب مع مشاكل بلدهم، لأنهم مطلعون عليها .. ملمون بها، ومن ثم يفكرون فى إيجاد الحلول لها .

وهذه مسألة يجب أن ندق ناقوس الخطر بالنسبة لها. وإننى شخصياً أحاول أن أُقدِّم للطلبة كل الكتب الخاصة بالقومية العربية، والاشتراكية، والثورة، وجميع الكتب التى أصدرتها وزارة الإرشاد حول هذه الموضوعات وغيرها .. لكى تكون تحت تصرفهم. ولكن بالرغم من هذا لم تتحقق النتيجة على نحو ما نأمل ونرغب .

ولهذا فإننى أود أن نقوم باستمرار بـدورنا كأعضاء فى الاتـحاد الاشتراكى، وأن نبذل جهداً متواصلاً لا ينقـطع أبداً، إذ أن هذه قضية .. وليست نـدوة تُعقد مرة فى الأسبوع، أو فى كل شهر ثم تنتهى، بل إن هذه المسألة تحتاج إلى إيضاح ، ووضع الخطوط تحت كل شئ ، إذ أن كل شئ يُنْسَى إذا لم نُذَكِّْر باستمرار بمـا تم ، وحتى إذا ما جاء المنحرفون يوسوسون .. وسوسة الشيطان فى آذان الأبرياء : " أين التغيير؟ " .. كان الرد على هذه الوسوسة جاهزاً وموجوداً .

يجب أن نركز دائماً فى ندواتنا فى الاتحاد الاشتراكى .. وكل يوم فى وسائل الإعلام، على هذه الأشياء ، وأن نُذَكِّر الناس بما تم عمله، وما سوف يُعْمَلْ فى الغد، والموضوعات التى تُدْرس، والأخرى التى فى طريقها للدراسة .. نُذَكِّرْ الناس، والذكرى تنفع المؤمنين . وأعتقد أنه بهذه الطريقة سيصل كل شئ إلى بر الأمان .

إننى أرى - مع الأسف الشديد - أننا مقصرون فى هذه المسألة، وهذه مسئولية فى أعناقنا جميعاً، ويجب علينا أن نعترف بأننا لا نؤدى كل ما يجب علينا أن نؤديه بالنسبة لتكوين هذه الأجيال الصاعدة، التى تتعلم اليوم لتتولى الوظائف غداً، والتى سوف تُسَيِّر دفة الأمور فى البلاد .

أود أن أقول: أيضاً إن عامل الثقة بين الأساتذة والطلبة أمر جوهرى.. وفى غاية الأهمية، ومن ثم أرى أَلاَّ يُؤخذ الطلبة بالشدة أبداً، إذ الطالب الذى يُعَامَل بالشدة، مستعد أن يُخَرِّب، ولو اقتضى الأمر أن يُنَكِّل بالكلية الملتحق بها، كأن يُخَرِّب حجرة العميد، أو يُتْلِف حنفيات المياه ، كل ذلك من باب خُلُق العناد. وفى يقينى أن الطالب ينساق وراء الابتسامة اللطيفة والمعاملة الرقيقة، هذه وتلك تجعله يندفع وراء أستاذه دون ما تردد، لأنه يحس أن أستاذه يحدب عليه حدب الآباء على الأبناء، وأنه منه بمثابة والد، وأخ، وصديق .

أذكـر أننى عندما كنت عميداً لكليـة التجارة والاقتصاد بجامعة بغداد قبل سنة 1952، أن قام طلبة كلية الحقـوق بإضراب لمسألة مـن المسائل، وتوجهوا إلى كلية التجارة والاقتصاد لِيُخرجوا طلبتها، فتركت مكتبى ووقفت على بـاب حجرة العميد - أعنى حجرتى - فجاء جميع طلبة كلية التجارة ووقفوا من حولى .. وكان طلبة كلية الحقوق يهتفون : " يحيا الإضراب " ، ويريدون أن يخرجوا طلبـة كليـة التجـارة .. دون فـائـدة . وكان هـؤلاء الطلبة يقفون وهـم ينظـرون إلىّ مستوحين رأيى، مـاذا أريـد ؟ وكأنهـم يقولون هـل ندخل أو نخرج ؟ فما كان من زعيم طلبة كلية الحقوق - وهـو طـالب لا زلت أذكـره .. إسمه عدنان فرحات .. أن جاءنى وأَسَرّ إلىّ فى أذنى قـائلاً : " أستاذ .. خـاطـر الله، ادخـل فى غرفتك " .. فقلت له : " لمـاذا ؟ " .. فقـال لى : " إن الطلبـة يستحون منـك، فـادخـل غرفتك حتى نستطيع الخروج " .

إننى أذكـر لسيادتك هـذه الحادثـة، لأبيِّن مدى ثقة الطلبة بالأستاذ، عندما يكون هناك تفاعل بين الأساتـذة وبين الطلبـة، وهـذه مسألة تتوافـر فى كثير من أساتذتنا، ولكن مع الأسف لا تتوافـر فى بعض الأساتذة الآخـرين. والطلبة مرآة لأستاذهم، فهم يتحدثون عن أستاذهم، ويحبون أستاذهم، ويحبـون العلم الذى يحبـون أستاذه. هذه مسألة نحسها ونحن نعمل فى الجامعات .

والواقع أننى بناء على ذلك كله أقول : إنى لست متشائماً، ولا أنظر بهذا المنظار الأسود الذى نظر به البعض إلى المشكلة، بل إننى متفائل وعلى يقين من أننا متى عزلنا المنحرفين، والذين حرضوهم، والذين يعملون فى الخفاء .. بناء على المعلومات التى سمعناها الآن والتحقيقات التى تجرى، على أن يُؤخذ كل إنسان بجريرته. أقول : إننا متى عزلنا هؤلاء، فستعود المسائل كلها إلى صفائها. والله الموفق، وشكراً لكم .

السيد / الرئيس :

هى الجامعة الوحيدة اللى بتشتغل دلوقت هى الجامعة الأمريكية، والطلبة .. واتحاد الطلبة .. وبعض زعماء الطلبة، راحوا للجامعة الأمريكية، وقالوا لهـم – وأثاروا نخوتهم – انهم جبناء، وازاى قاعدين فى الدراسة . وعلى هـذا الأساس يعنى فكـروا بتوع الجامعة الأمريكية - والمصاريف هناك 100 جنيه .. كلنا نعرف المصاريف 100 جنيه فى الجامعة الأمريكية - انهم يطلعوا. ولكن العميد طلع برضه وقـال : " اللى حيطلع من الجامعـة يعتبر نفسه مفصول " .. ماحـدش طلع، والدراسة رجعت، وقعد كل الطلبة .. والعميد يظهر فى الجامعة الأمريكية عنده هذه السلطة .. كل الطلبة رجعوا وانتهى الأمر . علماً بأن الجامعة الأمريكية فيها عدد من الطلبة العرب .. عـدد كبير، وهم فى هذا الموضوع مثيرين للحماس .

أحب - على أساس أن الساعة واحدة إلاَّ ربع - أعـرف من يريد أن يتكلم.. علشان نقرر هل ننهى الكلام الليلة، أو نيجى بكرة، فاللى عايز يرفع إيده عالياً .

1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9، 10، 11، 12، 13، 14، 15 .. والدكتورة حكمت كانت رافعة إيـدها قبل كـده . يبقى 17 أو 18 .. فى عشر دقايق .. أو خمس دقايق، يبقى أربع ساعات ، مانلحقش إذاً نـروَّح على السحور ، يبقى على هـذا بنيجى بكرة نِكَمِّل المناقشة الساعة سبعة، والسلام عليكم .

(رفعت الجلسة الساعة الثانية عشرة والدقيقة الخامسة والأربعين، على أن تعود للإنعقاد مساء الغد الخميس 8 رمضان سنة 1388هـ، الموافق 28 من نوفمبر سنة 1968، الساعة السابعة).

تم تعديل بواسطة أبو محمد

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

الجلسة التاسعة

للّجنة المركزية

للاتحاد الاشتراكى العربى

( الأربعاء 8 من رمضان سنة 1388 هـ ، الموافق 28 من نوفمبر سنة 1968 م )

بسم الله الرحمن الرحيم

الاتحاد الاشتراكى العربى

اللجنة المركزية

محضر الجلسة التاسعة

اجتمعت اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى العربى، برئاسة السيد الـرئيس جمـال عبد الناصر، وحضور السادة أعضاء اللجـنة التنفيذيـة العليا ، الساعة السابعـة والنصف من مساء يوم الخميس 8 من رمضان سنة 1388 هـ ، الموافق 28 من نوفمبر 1968 .

حضر السادة الأعضاء ، عدا :

من السادة الأعضاء الأصليين :

1 - إبـراهيم زكـى قنـاوى 2 - إبراهيم محمد عبدالله الخولى

3 - أمين حـامد هـويـدى 4 - حسـن مـعـاذ رمـيح

5 - صــلاح غــريـب 6 - عبـاس مـحمود إبراهيم

7 - عبد اللطيف مليجى بلطية 8 - د. عـزيـز صــدقى

9 - محمـد حسـن رشـدى 10- محـمـد عـنانى إسماعيل

ومن السادة الأعضاء الاحتياطيين :

1 - م. أمـين حلمـى كامل 2 - د.محمد عبد الوهاب شكرى

السيد / الرئيس :

قبل استئناف المناقشة، عندى تعليق بسيط على الكلام اللى أنا قلته امبارح .. أنا قلت إذا دعا الأمر فإن احنا بنقفل الجامعة إلى مـا بعد إزالة آثـار العدوان.. الحقيقة اللى خلاَّنى قلت هذا الكلام

أسباب عديدة، الحقيقة لَمَّا حصل الموضوع بتاع المنصورة كنا بنتناقش، وأنا كنت باتناقش مع بعض الناس، فكانوا بيقولوا بياخدوا عذر .. بيدوا عذر، بيقولوا إن الولاد ممزقين .. والولاد نفوسهم تعبانة نظراً لما حصل فى 5 يونيو .. والهزيمة والاحتلال .

ورد آخر قال : طيب ما فى الحرب العالمية الثانية الألمان وصلوا إلى موسكو .. وصلوا إلى ليننجـراد .. ووصلوا إلى ستالينجـراد .. ووصلوا سفاستبول [ sevastopol] على البحر الأسود ، واحتلوا جزء كبير من الاتحاد السوفييتى.. وقعدوا محتلين هذا الجـزء سنوات. ثم أيضاً ضربوا القوات البريطانية اللى كانت موجودة فى فرنسا .. وانسحبت بدون سلاح، وعاد الجيش البريطانى مِنْتِهِى خالص إلى بريطانيا. حصل هـذا فى الحـرب العالمية الثانية، فلماذا لم يحدث ردود فعل – أو تمزق – بهذا الشكل؟ فَرَدّ واحد وقال : " هناك فرق بين ما كان فى الحرب العالمية الثانية ، واللى موجود عندنا النهارده " . فكان السؤال : طيب إيه الفرق؟ ما هى دى حرب .. ودى حرب . فكان الرد ان اللى حصل فى الحرب العالمية الثانية أن الحرب لم تتوقف، ابْتَدِتْ الحرب واستمرت .. واستمر إطلاق النار . بالنسبة لروسيا لم تتوقف الحرب .. بالنسبة لبريطانيا لم تتوقف الحرب .

أما الموقف عندنا فيختلف، احنا لسنا فى حالة حرب .. وَلاَ فى حالة سلام، لو ابتدأنا الحرب بيكون فعلاً فيه تعبئة كبيرة جداً من كل البلد . طيب احنا لا يمكن النهارده ان احنا نبتدى الحرب .. احنا فى وضع استعداد. هو الحقيقة ده الظرف .. وده الوضع اللى خَلاَّنى أقول الكلمة اللى أنا قلتها امبارح.. والدكتور جاد كان علق عليها فى كلامه. نحن الآن فى حالة ليست بحالة الحرب .. وليست بحالة السلام، نحن الآن فى حالة معقدة .. الموقف الخارجى بيؤثر على الجبهة الداخلية، والموقف الداخلى يؤثر على العمل الخارجى . وفى الحقيقة - أنا كمسئول - لن يمكننى أبداً ان أنا أشتغل فى جبهتين.. وأحارب فى جبهتين، الحقيقة الجبهة الخارجية أخذت منا وقت كبير.. وجهد كبير.. وعمل متواصل، والجبهة الداخلية - بكل الوسائل .. وبكل السبل - حاولنا ان احنا نوقَّفها على قواعد سليمة. بالنسبة للتغيير حصل شئ كثير جداً فى الكلام اللى احنا قلناه .. واحنا اللى قلنا التغيير.

بالنسبة لبيان 30 مارس .. جزء كبير جداً من بيان 30 مارس نُفِّذ .. طبعاً ينص بيان 30 مارس على أن يُنَفَّذ [ التغيير ] فى الدستور الجديد .. وده وضع آخـر، أما الحالة اللى احنا فيها النهارده .. حصلت فى فبراير .. ثم حصلت الآن، ويمكن أن تحدث أيضاً فى المستقبل. الحقيقة فتح الموضوع للنقاش، هو كيف نعالجها، وما هو السبيل إلى علاجها ؟ حتى لا تكون كالقنبلة الزمنية اللى موجودة تحت الواحد، وفى أى وقت من الأوقات تنفجر .

برضه كلنا بنشوف فرنسا، كل اللى كان بيقال عن فرنسا فى السياسة الاستقلالية اللى اتبعت، ثم فى بناء اقتصادها وعمل احتياطى كبير من العملة الصعبة.. وصل إلى 6000 أو 7000 مليون دولار .. ثم تماسكها، وبعدين شوية مظاهرات ضَيَّعِتْ ده كله، وباعتراف ديجول الجمعة اللى فاتت ، قال إن المظاهرات اللى قامت هى اللى ضيعت احتياطى فرنسا.. وضيعت ثبات الفرنك.. وهزت استقلال فرنسا الاقتصادى، واضطر ديجول امبارح - اللى كان شامخ بأنفه - انه ياخد إجراءات تقشفية عنيفة. طبعاً - فى نفس الوقت - اضطر أيضاً انه ياخد إجراءات صارمة وشديدة مع الطلاب فى الحركة اللى كانت من عدة شهور .

الموضوع النهارده - ونحن نناقش الموضوع - ليه بنناقشه هنا؟ وليه حنناقشه فى المؤتمر؟ هو الواحد الحقيقة مابيقدرش أبداً من أول ثانية بيقول الشِدَّه، أو التساهل ، أو التسامح… إلى آخر هذه المواضيع، ولكن الواحد بيطرح سؤال، وهـو : كيف نحل هذا الاشكال؟ كيف نُؤَمِّن هذه القنبلة الزمنية حتى لا يتكرر هذا الأمر فى المستقبل ؟

الحقيقة أنا برضه باقول لكم لتانى مرة النهارده .. وأنا شايف الجرايد اللى بَرَّه .. العملية حَصَلِتْ من 250 طالب اللى اعتصموا فى اسكندرية، ولكن طبعاً الصورة بَرّه ماهياش 250 طالب .. وَلاَّ 300 طالب .. وَلاَّ 400 طالب، هِىَّ صورة ثورة الطلبة فى مصر .. وجبهة أخرى فى مصر، يعنى عناوين الصحف والمانشتات طالعة بهذا الشكل. وبرضه النهارده قريت جرائد بيروت بتاعة امبارح : " اعتقال محافظ الإسكندرية " .. " الطلبة يعتقلوا المحافظ " ، والصور . والعملية الحقيقة بتقضى على قوتنا السياسية .. أو بِتْأَثَّر فى قوتنا السياسية اللى بنتعامل بها مع الدول الخارجية .

الحقيقة أنا حبيت أقول هذا الموضوع تعليقاً على الكلمة اللى أنا قلتها امبارح .. والله إذا دعا الأمر - من أجل السلامة - فاحنا نقفل الجامعات حتى إزالة آثـار العدوان .. إذا كان هو ده الحل. نحن لسنا فى حاجة لاَ إلى خريجى كلية الهندسة .. وَلاَ كلية العلوم .. ولا أى كلية من الكليات . بل العكس احنا كل سنة بندفع حوالى 12 أو 13 مليون جنيه مصاريف تعيين هؤلاء الناس، وموجود هنا رئيس لجنة القوى العاملة - اللى هو صدقى سليمان - ويقول لكم إن احنا مش عايزين أبداً هؤلاء الخريجين .. عندنا زيادة فى الأعداد، ولكن احنا - كدولة اشتراكية - أخذنا على نفسنا عهد ان احنـا نعين دُولْ. وخريجى الثانويـة الصناعية .. والثانوية الزراعية.. والثانوية التجارية، مااحناش عاوزينهم .. يعنى مالهمش مكان ، خصوصاً فى الثلاث سنوات أو الأربع سنوات اللى فاتوا .. معدل التنمية كان واطى جداً، وعلشان نحتاج لهم لازم نرفع معدل التنمية، ونزود الخطة، وده حياخد وقت علشان ندفع العجله تانى إلى الأمام .

فى الحقيقـة إذا كانت هـذه القنبلة الزمنيـة ستبقى قنبلة زمنية ، فـلا داعى برضه - وباكرر مرة ثانية - لأن تفتح الجامعات إلاَّ بعـد إزالة آثـار العدوان ، وبهذا إذا كانوا عاوزين يطلعوا مظاهرات بتبقى عندنا جبهة واحـدة .. ومايبقاش عندنا جبهتين، هـى : الجبهة الداخلية ، والجبهة الخارجية. والحقيقـة اللى بيعملوه 200 أو 300 طـالب أثـره علينا فى العالم كبير جداً، وفى قوتنا السياسية .

ثم النقطة الأساسية : ليه الأمريكان وإسرائيل مابيساعدوش على الحل السلمى؟.. على أمل ان قبل ما نكوّن الجيش الهجومى، تستطيع القوى المعادية للثورة انها تخلخل هذا النظام .. أو تقضى على هذا النظام، وده كلام إسرائيل .. وده كلام موشى ديان .. وده الحقيقة العمل اللى هم بيعملوه .. هم عارفين إن احنا لم نصل إلى تكوين الجيش الهجومى، ولذلك مش حيمشوا أبداً .. على أمل زلزلة الجبهة الداخلية .. ده الحقيقة السبب اللى أنا قلت عليه امبارح. الحقيقة كل ما يبان ان الجبهة الداخلية قوية وسليمة وان عندنا الإمكانية فى بنـاء الجيش الهجـومـى والاستمرار، يبقى ممكن ان احنا نحل الموضوع حل سلمى. الحقيقة احنا عاوزين نحل الموضوع حل سلمى طبعاً .

لَمَّا طلبنا القوات العسكرية - قوات الجيش - تنـزل .. علشان تنـزل طلبناها منين؟.. اللى هى موجودة لغاية النهارده فى القاهرة والإسكندرية .. هذه القوات كانت مسحوبة من الجبهة للتدريب، وموجودة فى الصحراء بتتدرب، طبعاً وَقَّفوا التدريب، وِنَزِّلوا جزء منهم موجود فى اسكندرية .. وجزء منهم موجود فى القاهرة .. وجزء منهم موجود احتياطى .

ده التعليق البسيط على الكلمة التى قلتها بالأمس، وهى : إذا كانت هناك ضرورة لقفل الجامعات حتى إنتهاء آثار العدوان .. فبنقفلها .

ونفتح باب المناقشة، وأنا الحقيقة برضه بالنسبة لإخواننا اللى رافعين ايدهم .. أنا عايز أسمع إخواننا المسئولين فى الجامعات، الأخ مدير جامعة القاهرة .. الأخ مرسى، ثم الأخ زكى شافعى، ثم الأخ عثمان عميد كلية العلوم فى أسيوط .. يعنى أنا باعتبر إن من واجبهم انهم يتكلموا، لأن احنا بنبحث عن الحقيقة، وباقول نبحث عن حل . الأخ مرسى أنا شايفه فى آخر صف .. ماكنتش شايفه امبارح، لكن أنا أول ما قعدت دلوقت بصيت لقيت وِشِّى فى وِشَّك .. فبادّيك الكلمة .

الدكتور / محمد مرسى أحمد :

السيد الرئيس .. السادة أعضاء اللجنة المركزيـة، سوف أبـدأ حديثى بذكر بعض الحقائق التى قد تُعرف لنا فى الجامعة، ولكنها قد لا تُعرف لدى البعض خارج الجامعة :

أولاً : إن جميع الجامعيين - على اختلاف وظائفهم - يأسفون أشد الأسف للحركة التى بدت من قلة مـن طلبـة كليات الهندسة ، سواء فى الإسكندرية أو فى القاهرة ، ويعلمون أن هذه الحركة لا ينتفع منها الوطن إطلاقاً، بـل إنها ضارة بـه، وهم لهـذا يستنكرونها أشد الاستنكار ، وهذا هو الرأى العام فى الجامعة بأجمعها .

ثانيا : معروف لنا جميعاً أن جيل الثورة قـد تمتع بمميزات - من العلم والحياة – لم تكن متاحة لنا فى أيامنا . ومنذ بـدأت الدراسة هذا العام كنا نتوقع أن تكون لحركة فبراير الماضية رواسب فى بعض النفوس الضعيفة. ومن هنا فقد توجسنا خيفة، وراقبنا الموقف عن كثب، ولكن الأمـور بدت للكثرة الغالبة منا تسير سيراً منتظماً، وبدأت الدراسة فى الشهرين الماضيين جـادة فى كل الكليات ، والطلبة مقبلون عليها أشد الإقبال .

ومـع هـذا فقد كانت هناك بعض الشواهـد - كما قال السيد الرئيس - من مجلات الحائط وما إليها، وكنا على علم بها ، ولكننا أَحْسَنَّا الظن بأصحابها، واعتبرناها مظهراً من مظاهر التعبير عن الـرأى البرىء ، والذى قـد يضر التصدى لـه .. عن تركه ، كما أن هـذه الشواهد لم تكن من القوة بحيث تنذر بما حدث .

وقد بدأ الموقف فى جامعة القاهرة – فى يوم السبت – باجتمـاع فى كلية الهندسة، من 300 إلى 400 طالب، فى إحدى مدرجاتها . وفى هذا اليوم كنت فى هذه الكلية مجتمعاً بعميدها، الذى أخبرنى أن الطلبة من أعضاء اتحاد الطلبة هم الذين دعوا إلى هذا الاجتماع، كى يُبَصِّروا إخوانهم بما حدث فى المنصورة، لأن فريقاً كبيراً منهم كان قـد زار المنصورة، واقتنع بأن رجـال الشرطة لم يتصدوا للطلبة الذين تظاهروا هناك .. إلاّ حين دَمَّروا، وحَرَّقوا، وَخَّربوا .

وقد استمر هذا الاجتماع بضع ساعات .. حتى الساعة الثالثة والنصف، خـرج بعده المجتمعون ببيان أرادوا نشره فى الصحف ، وتوعَّدوا بأن يجتمعوا فى الساعـة العـاشرة من صبـاح يوم الأحد - سواء نشر هذا البيان فى الصحف أو لم ينشر - وذلك لكى يتابعوا الأحداث .

أما ما حدث فى الإسكندرية يوم السبت : فقد خرج بعض الطلبة من كلياتهم، إلاَّ أن قوات الشرطة أعادتهم إليها، ولم تحدث فى هذا اليوم إصابات خطيرة ، إلاَّ أن هذه الحوادث كانت تنبئ بأن يوم الأحد سيكون يوماً غير مأمون فى الجامعة . واستمرت الاجتماعات فى جامعة الإسكندرية - مع السيد المحافظ والسيد مدير الجامعة - وكنا نتابع الأحـداث حتى منتصف الليل ، واستقر رأيهم على المطالبة بإغلاق الجامعة، حتى لا تحدث مظاهرات فى المدينـة. وبناء على هذا قررنا فى مساء هذا اليوم إغلاق جامعة القاهرة والجامعات الأخرى، تفادياً لما قد يحدث .

وقد تساءل بعض أعضاء هيئة التدريس فى الجامعة عن الحكمة فى هذا الإغلاق، لأنهم كانوا بعيدين عن الحوادث، وكان فى تصورهم أن قرار إغلاق الجامعة قرار لا يُعَبر عن الواقع، وأنه كان يمكن أن تستمر الدراسة فى الجامعة. أما من كان منهم على اتصال بنا وبالحوادث فقد شرحنا لهم الموقف، وأقرونا على قرارنا بإغلاق الجامعة . وفى تقديرى شخصياً أنه قرار سليم ، لأنه كان لا يمكن الاستمرار فى الدراسة يوم الأحد بأمان فى الجامعات، وعلى الأخص فى جامعة القاهرة .

إن أحد التفسيرات - أو الأسباب - التى تعن لى الآن ، والتى تدعو بعض الطلبة فى كلية الهندسة بالذات إلى اقتناص الفـرص والمناسبات للتظاهـر ، وإظهار مطالب قـد يعرفهـا غيرى أكثر منى - وقد يكون هذا التفسير غير متفق تماماً مع التحليل الذى ذكره الأستاذ فريد أمين الاتحاد الاشتراكى بالجيزة – أقول إن بعض هذه الأسباب إنما ترجع إلى أن كلية الهندسة بالذات، من الكليات التى أخذت - منذ فترة طويلة - بنظرية إرسال أعداد وفيرة من طلبتها للتدريب فى الخارج - إلى كل الدول من الغرب ومن الشرق - وهؤلاء الطلبة الذين يسافرون إلى الخارج ، ويعودون إلى كلياتهم، لهم نظريات وآراء قد تكون فى مفهومهم أحياناً - وهذا مفهوم خاطئ - أنها أنواع من الحريات يتمتع بها الطلبة فى الخارج ولا يتمتع بها الطلبة هنا . وقد يكون هذا سبباً من الأسباب التى تجعل كلية الهندسة فى بعض الأحيان تنفرد بالكلام عن حريات الطلبة.. واتحادات الطلبة.. وقوة الطلبة فى العالم.

وفى واقع الأمر، أن الطلبـة – بعد بيان 30 مارس - قد أُعطوا ما لم يعط للطلبة فى أى بلد من بلاد العالم ، بل لقد قال بعضنا فى لجنة الإعداد لانتخابات المؤتمر القومى – وكنت أنا منهم – إن إدخال الطلبة فى الانتخابات سواسية مع الأساتذة فى لجان الاتحاد الاشتراكى بالكليات ، قد لا يكون أمراً مفيداً من الناحية التربوية، وإنه قد يُحدث شقاقاً - فى الكليات - نحن فى غنى عنه . ولكن الأمر انتهى بالموافقة على الرأى القائل باشتراك الطلبة مع الأساتذة. ولقـد انفردنا نحن عن كافة دول العالم بهذا الوضع فى هذه المؤسسات .

أنتقل بعد هذا للائحة اتحاد الطلاب، فقد عدلت هذه اللائحة بحيث تركت الحرية للطلبة فى تدبير أنشطتهم المختلفة - سواء كانت سياسية، أو اجتماعية، أو رياضية - بعيداً عن تأثير الأساتذة كرواد لهذه الأنشطة . وفى الواقع أن هذا القانون لم يطبق إلى الآن تطبيقاً فعلياً، إلاّ أن الطلبة تمتعوا بمزاياه قبل صدوره. فمثل هذه المميزات التى حصل عليها الطلبة .. وهذا الاهتمام الذى أعطى لهم، جعل الغالبية العظمى منهم تشعر بأن عليها واجباً نحو التحصيل .. ونحو هذا البلد، أما هذه القلة التى تُثار.. فستبقى لتثار، وعلينا أن نبحث عن أسباب هذه الإثارة، فقد تكون من الخارج فلا قبل لنا بها.

وأتفق مع الرأى القائل بأن فتح الجامعات بسرعة قد يكون أمراً غير مرغوب فيه، بل قد يكون أمراً غير ممكن . ولكن كخطوة أولية فإنه ستكون لدينا فسحة من الوقت حتى انعقاد المؤتمر القومى وبعـده، وعلينا خلال هذه الفترة أن نقوم بالتشاور مع هيئات التدريس عن الطريقة المثلى لاستئناف الدراسة، ثم نتوجه إلى الحكومة بآرائنا. وعندئذٍ فإنى على ثقة من أن هذه القلة القليلة التى ضَلَّت وأثارت المخاوف عند بعضنا.. ستهتدى أو ستؤخذ بالشدة المناسبة لها.. والله الموفق، وشكراً .

السيد / الرئيس :

الدكتور زكى شافعى موجود ؟.. أيوه .

الدكتور / محمد زكى شافعى :

سيادة الرئيس .. زملائى السادة أعضاء اللجنة المركزية، قبل أن أبدأ بذكر ما يعن لى من رأى فى الموضوع، أود أن أذكر بعض الحقائق التى اتفقنا عليها بالأمس :

الحقيقة الأولى : إن أغلبية الطلبة سليمة، وإنها بريئة من كل حوادث الشغب التى أُرِيدَ أن تُنسب إليها .

الحقيقة الثانية : إن الذين قاموا بالشغب أقلية .. بل إن الذين اعتصموا بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية لا يتجاوز عددهم مائتين وخمسين طالباً.

الحقيقة الثالثة : إن الذين قاموا بالـدور الأول فى حـوادث التخريب فى الإسكندرية ليسوا من

الطلاب .. بل من الغوغاء ، ولقد وضح هذا فيما عرضه علينا بالأمس السيد وزير الداخلية .

فإذا ما نظرنا إلى شعور الطلبة الآن .. ونحن متصلون بهم باستمرار - سواء خارج الجامعة أو داخلها - فسوف نجدهم فى أسف شديد لما حدث، ويشعرون حقيقة بأن الرأى العام بأسره ضدهم ، وأنه لا يوجد الآن من يقف معهم أو يبرر تصرفاتهم .

وإننا إذا أردنا أن نستعرض الأسباب التى أدت إلى هذه الحوادث، فسوف نجـد أن جـزءاً كبيراً من هذه الأسباب يقع علينا نحن ، فممّا لا شك فيه أن الطلبة أساءوا، إلاّ أننا نحن أيضاً أخفقنا، وفى تصورى أن السبب فى هذا الإخفاق يرجع – كما أشار الدكتور مرسى – إلى أنه كان هناك تباعد بين الطلبة وهيئة التدريس، ويعود هذا التباعد إلى نوع التنظيم الطلابى السائد فى الجامعة. فمثلاً كل الزملاء يذكرون أن الجامعة كانت قائمة منذ سنوات طويلة على نظام الأُسر، وبمقتضى هذا النظام كان لكل عضو فى هيئة التدريس أُسرة.. وكان يعتد بها، وكان الطلاب على اتصال دائم به.. وكان مستشارهم .. وكانوا دائماً محيطين بـه، ثم أُلْغِىَ نظـام الأُسر . حقيقة أنه أُعيد أخيراً، إلاَّ أنه لم يُعْطَ الوقت الكافى لكى يزدهر كما ازدهـر فى الماضى ، ولا شك أن هذا الوضع قد قلل كثيراً من علاقة الأساتذة بالطلاب .

يضاف إلى هذا ، أن كل التطورات التى طرأت على نظام الاتحاد ، قد جعلت الأساتذة بمعزل عن الطلبة . ففى البداية كان الأستاذ مستشاراً أو رائداً، ثم لم يعد له هذا الحق بعد ذلك، وتُرِك للطلبة أن يتصرفوا فى كل شئ ، بما فى ذلك الاعتمادات الماليـة. وأود أن أقول : إن أغلبية الطلبة غير راضين عن هذا الوضع، فالطلبة يتوقون إلى أن يختلطوا بأساتذتهم، وليس أدل على ذلك من أن الأستاذ عندما يخرج من المدرج – بعد إلقاء محاضرته – يلتف حوله مجموعة من الطلبة، وبعضهم يسأل أسئلة يعرف إجابتها مسبقاً، إلاّ أنه يريد بتوجيه مثل هذه الأسئلة أن يتحدث فقط مع أستاذه. كذلك نجدهم إذا ما قابلوا أستاذهم فى الطريق ، فإنهم يسعون إلى أن يتحدثوا معـه .. فهناك تجاوب طبيعى بين الطلبة والأساتذة . ولهذا فإن أغلبية الطلبة غير راضين عن قطع علاقتهم بالأساتذة ، لأن هذا أدى إلى وجود فريق من الطلبة يحتكر النشاط الطلابى والاتصال بهم .

وفى رأيى ، أنـه من أحسن التطورات التى تمت فى أواخر العام الماضى ، هو ما حدث من إشراك الطلبة مع الأساتذة والعاملين فى تنظيمات الاتحاد الاشتراكى . ولكننا قبل تنظيم الاتحاد الاشتراكى الأخير كنا نجتمع باستمرار فى الوحدات الأساسية ، وكان الطلبة يوجهون إلينا بعض الأسئلة ، وكان

كل ما يضير الطلبة – فى مثـل هذه الاجتماعات - إننا عندما كنا نرفع هـذه الأسئلة إلى المسئولين، لم نكن نتلقى عنها أية إجابات . وقد أدى هذا إلى عدم وجود حوار بيننا وبين القيادة السياسية، وربما لم يتسع الوقت بعد - فى التنظيم الراهن - للعمل على قيام مثل هذا الحوار .

وأعتقد أنه من الواجب الآن أن يجتمع أعضاء هيئات التدريس لكى ينظروا فى كيفية مواجهة هذا الموضوع . فأياً كان رأينا فى أعضاء هيئات التدريس، إلاَّ أن أغلبهم يُقَدِّر الظروف التى تمر بها البلاد ، لأنهم الوسيلة الوحيدة أمامنا الآن للتفاهم مع الطلبة ، وذلك للتجاوب المشترك بينهم .. كما سبق أن أوضحت .

إن أى شخص من خارج الجامعة ، لا يمكن أن ينشأ بينه وبين الطلبة تجاوب مثل التجاوب القائم بين الطلبة وأساتذتهم. ولهذا أعتقد أن الوقت قد حان للاجتماع بأعضاء هيئات التدريس ، ومناقشتهم فى الطريقة التى نواجه بها الموقف، وكذلك لمعرفة انطباعاتهم المختلفة .

أما النقطة الأخيرة التى أود أن أشير إليها، فهى : إن ظاهرة غليان الطلبة .. ظاهرة غير قاصرة على مصر وحدها، بل هى ظاهرة منتشرة فى كافة أنحـاء العالم .. شرقية وغربية، وهى كأى ظاهرة اجتماعية .. ظاهرة معقدة ومركبة، ولا نستطيع أن ننسبها إلى عامل واحد، لأنها ترجع إلى العديد من العوامل، وبعض هذه العوامل قد لا تكون لها أى علاقة بالموقف السياسى على الإطلاق، بل قد تكون راجعة لاكتظاظ الطلبة فى المدرجات.. أو عدم كفاية المعامل.. أو أزمة المواصلات. فكل هذه العوامل رغم أنها بعيدة عن الموقف السياسى، إلاَّ أنها تزاول عملها فى التأثير على الطلبة .

ولهذا أعتقد أن الوقت قد حان للقيام بدراسة علمية لظاهرة الطلبة . ولقد ذكر بعضنا أن المظاهرات تنبثق الآن من كلية الهندسة ، فى حين أنها كانت تنبثق فى المـاضى من كلية الحقوق ، فما هو السبب الذى غير مصدر إثارة الطلبة من كلية الحقوق إلى كلية الهندسة؟

إن كل هذه ظواهر تحتاج إلى دراسة، ومن الصعب أن يُصْدر الإنسان فيها حكماً مسبقاً - على هذه الدراسة - بأن يُنْسبها إلى عامل معين من هذه العوامل .

وأعتقد مع أستاذنا الدكتور مـرسى أنـه يجب التريث فى افتتاح الجـامعة ، حتى نجمع هيئات التدريس ونستطلع رأيهم، ونعرف منهم الـوسائل والسبل التى نستطيع فى ظلها أن نفتح الجامعة من جديد - فى إطار سليم - بحيث تُمَكَّنْ فيـه الأغلبية السليمة مـن أن تستمر فى التعليم.. وأن تمارس حياتها الجامعية. وهذا يعتبر حقاً لهم، ويجب علينا أن نمكنهم منه، وشكراً .

السيد / الرئيس :

الشيخ الباقورى .. أنا شفتك اخدت الميكروفون .

فضيلة الشيخ / أحمد حسن الباقورى :

إذا تفضلتم أحب أن أقرر حقائق بغير إحـراج .. فليس الـذنب كله واقعـاً على الطلبة، لأننى أعرف - وكثير من زملائنا فى الجامعة يعرفون - أن كثيراً من أعضـاء هيئـات التدريس يحاولون فى مدرجاتهم أن يظهروا بمظهر البطولات أمام الطلبة، بنقدٍ أبعد ما يكون عن البنـاء، وأدنى ما يكون إلى الهدم. فهذه حقيقة .. كل الإخوان المنصفين من أهل الجامعة يعرفونها. وبلا شك إن هذه البطولات هى بطولات زائفـة، وثمنها أغلى بكثير من حقيقتها، وهى تذكرنى بحادث فى الأدب العربى القديم :

وقف أبو جعفر المنصور - ثانى خلفاء الدولة العباسية - يخطب، فقام إليه رجل من عرض الصفوف يقول له : " يا أمير المؤمنين اتـق الله" ، فسكت أمير المؤمنين وقال : " إننا أهل بيت فينا نبتت النبوة ، ومِنَّا نبعت الحكمة، وإنى أعوذ بالله أن أكون من الذين قال الله فيهم : وإذا قيل له اتق الله أخذته العِـزَّةُ بالإثم . أَماَّ أنت يا قائلها .. فإنك والله لم تقلها لوجه الله ، ولكنك أردت أن يُقال عنك إنك بطل شجاع، واجهت أمير المؤمنين بكلام لا يواجـهه بـه غيرك " . فهذا داء قديم فى أمتنا فى الشرق .. فـإننا نحب دائمـاً البطولات على حساب الحاكمين وأولى الأمـر ، الذين يتحملون تبعات كثيرة .

ومن هنا كان الواجب علينا قبل الافتتاح .. أو قبل التفكير فى افتتاح الجامعات، أن ينصرف أعضاء الاتحاد الاشتراكى ، وأئمـة المساجد، والوعـاظ، وكل ذى غيرة وطنية، أو دينية، أو خلقية على هـذا البلد، إلى القرى .. وإلى المدائن .. يلتقون بالطلاب فى بلادهم .. وبين آبائهم، وأمهاتهم وأعمامهم ، وأسرهم، ويُبَيِّنُون لهم حقائق تتصل بالتاريخ وتتصل بالواقع .

أما الحقائق التى تتصل بالتاريخ : فنبين لهم أن اليهود أو الصهيونيين لهم فى مصر الفرعونية ثارات.. ولهم عند المسلمين ثارات، فنحن فى هـذا البلد جميعاً أقباط .. بمعنى مصريين: منا المسلمون ومنا المسيحيون .. فحقد اليهود قائم على أقباط هذا البلد بكل من فيه من المسلمين والمسيحيين، لأن الله حكى عن فرعون .. وفرعون كان بعيد النظر جداً .. حين طرد هؤلاء الكلاب المفسدين من هذا البلد ، حيث يقول الله تعالى إمتناناً على هؤلاء الذين لم يقدروا حق الله عليهم .. ولا حق الإنسانية : " وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومـونكم سوء العـذاب يُذَبِّحُونَ أَبناءكم، ويستحيون نساءكم، وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم " صدق الله العظيم .

فكان اليهود يجمعون الذهب ويُهَرِّبونه، كعادتهم فى كل مكان. وسوف تعلم أمريكا، وأوربا، وكل الدول التى تحتضنهم - يوماً ما - أنهم فساد فيها .. وأنهم يريدون دولة اليهود الكبرى التى تحكم العالم . فحقدهم على مصر هذا وجهه .. وحقدهم على المسلمين أن أمير المؤمنين عمـر بن الخطاب أجلاهم عن خيبر وعن المدينة إلى أقصى الآماد .. فذهبوا إلى فلسطين .

هذه المعانى من التاريخ يَقْدِرُوا على توضيحها لهذا الشعب .. بمن فيه من آباء ، وأعمام، وأخوال، وطلاب الجامعات، والرأى العام بوجـه عام .. يبينون لهم أن حقد اليهود حقد أصيل منذ آلاف السنين ، وقد انضم إلى هـذا الحقد خبث شديد - نتيجة للإضطهاد المتواصل عليهم فى كل مكان - علَّمهم المحاورة والمداورة، ثم إضافة إلى هذا الحقد .. وإلى هذا الخبث ، معهم تجارب انتفعوا بها كثيراً، فهم يحسنون الدس، واللف، والدوران .

هذه الحقائق المستمدة من التاريخ، مضمومة إلى أن هذه الثورة هى نتاج وثمرات 150 عاماً، منذ اجتمع هذا الشعب ليتخلص من سلطان تركيا، وولَّى عمر مكـرم – الرجـل المصرى - محمد على كرجل فاضل فى أول الأمر، وبعد ذلك انحرف محمد على انحرافاً شديداً، ومضى حيناً مع الفرنسيين.. وحينا مع الإنجليز ، ونَـزَع مِلكيات هـذا الشعب فى كل مكان – وهـو ما يسمونه حل الزمام – ومَلَكَ كل أراضى الفلاحين.. فهاجـر منهم مـن هاجر إلى سوريا - ولا تزال بعض الأسر المصرية فى سوريا تعرف إلى اليوم - وبعضهم هاجر إلى غزة .. وبعضهم إلى فلسطين، فارين من الظلم .

وهكذا مضت هذه الأسرة المالكة تَستذل الرقاب، وتُدَنِّس الأعـراض، وتَسْلِب الأموال، وتجرح الكرامات، وتستأثر بخيرات هذه الأمة لها ، يلعبون بها القمار فى أوروبا وفى كل مكان . أخذوا أموال هذا الشعب .. واستبدوا بأخلاق هذا الشعب ودمروها . فهذه الثورة .. ثورة 23يوليو .. وأنت على رأسها – وأنا أقول هذا لله – هذه الثورة ثمرة 150 عاماً أو أكثر، إذا انتكست لا قدر الله .. فلن يقع البلاء على مصر وحدها .. ولن يظفر بالخير الذين يقيمون الثورة المضادة ، ولكن اليهود بأطماعهم ودسائسهم التى اضطهدت محمد رسول الاسلام وأتعبته .. والتى اضطهدت المسيح رسول المسيحية وأتعبته .. هـؤلاء اليهود سـوف يَستذلون العالم، ويُخـضعون رقابه، ويأخذون أمواله ، ويُجرِّحون أعراضه، ويفرقون كلمته، لكى تسود لهم كلمتهم على الأرض عامة .

من أجل هذا، كان الواجب الأول أن يتفرق الوعاظ، وأئمة المساجد، والمعلمون، وأعضاء هيئات التدريس فى الجامعة .. يتفرقون فى القرى، والدساكر، والعزب، والمدن .. يخطبون ويلتقون - سراً وعلناً - بأولياء أمـور الطلبة، وبآخـرين غيرهم ، يُبَصِّرونهم بالمتاعب وبالفناء الذى يتهدد هذا البلد .. والذى يتهدد هذه الأمة .. والذى يتهدد مصر .. ويتهدد العروبة .. ويتهدد الإسلام .

إن اليهود وقد أزالوا مسجـد الخليل إبـراهيم .. يعتبرون أن لهم فى مكة حقاً.. هذا الحق ليس فى حجة مسجلة عنـد الشهر العقـارى، ولكنها حجة مسجلة فى كتاب الله - فى القرآن الكريم - لأن الذى بنى الكعبة فى مكة همـا : إبـراهيم وإسماعيل .. وهم يزعمون أن إبراهيم أبوهم، كما هو أبو العرب. فاليهود .. لا أستبعد أبداً أن يَدَّعوا لأنفسهم نصيباً فى بيت الله الحرام فى مكة، إذا قُدِّرَ لهم أن ينفذوا خطتهم .

إن الخطر شديد ، وإن هذه الثورة التى أنصفت .. والتى لم تدع مجالاً لإسعاد الشعب وإنصافه إلاّ سلكت الطريق إليه. ومهما كان فى هذه الثورة من أخطاء - يأخذها عليها أصدقاؤها وأعداؤها - فإنه من الممكن أن يُصلح الخطأ. أما إذا انتكست هذه الثورة، فأُشهد الله على ما أقول : إنه لا أمل .

هذا هو الرأى .. ينبغى أن نتصرف جميعاً بإخلاص، وصدق، وإيمان، وأن ندع الترف والدعة .. وزراؤنا يجب أن يخرجوا إلى الأقاليم .. أعضاء الاتحاد الاشتراكى ينبغى أن يجوبوا الأقاليم، إخواننا .. أقاربنا .. كل مسئول .. كل إنسان له عرض .. له خلق ، يجب أن يبذل جهده فى سبيل إقناع الأمة بأن حركة الطلاب خطر .. خطر شديد، وإلاّ فإنه ليس من حقنا أن نلوم الطلاب وحدهم .

إن الطلاب - يا سيادة الرئيس - ضحايا .. ضحايا لعداوة وافدة من الخارج .. وضحايا لعداوة جاثمة فى الداخل. وعلى سبيل المثال أذكر كيف تستطيع الثورة المضادة - بغير حياء - أن تصنع أحياناً، وتذكر يا سيادة الرئيس أننى فى المؤتمر القومى العام وقفت أخطب فقلت : "سيدى الرئيس .. أيها الإخوة والأخوات " .. وفى اليوم التالى جاءنى ناس عقلاء يقولون : " كيف تقول : سيدى .. وهذا تعبير لا يليق بـك وأنت مسلم .. وهذا تعبير لا يليق بالمذهب الاشتراكى .. لأن المذهب الاشتراكى يـرى الناس جميعاً رفقاء أو زملاء " . قالوا ذلك لى أنا .. فقلت : " إن النبى كان يجلس فى المدينة فى حَلَق من أصحابه الأنصار، وأقبل سعد بن معاذ – وكان سيد قومه فى الجاهلية – والتمس لـه النبى مقعـداً إلى جانبه ، فالتفت إلى أصحابـه يقول لهم : " قوموا لسيدكم" .. فالإسلام يرى السيادة، وأنا حين خاطبت جمال عبد الناصر بهذه الكلمة، كنت أتحـرى أدب الإسلام ، وأَنزِل على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

وإننى أؤكد هذا - فى هذه الليلة - مرة أخرى فأقـول : سيدى الرئيس جمال عبد الناصر .. إن الطلاب معذورون .. لأنهم مأخوذون من الخارج .. ومأخوذون من الداخل. ولا علاج فيما أرى إلاّ أن يلتزم إخواننا أعضاء هيئات التدريس .. مع احترامى لهم جميعاً .. ومع علمى أن بعضهم كان يلتمس بطولات تافهة فى كلمات نـاقدة – بالغموض، أو بالهمز ، أو باللمز – يوجهها فى الفصل. فالطلاب يخرجون ، ويريدون أن يلتمسوا شفاءً لِمَا فى صدورهم ، فإذا خرجوا إلى قراهم .. رأوا من الثورة المضادة فى الداخل ما يُزَكِّى هـذه المعانى فى نفوسهم. ثم فى الخارج أيضاً -وسيادتكم تعلمونه أكثر مما أعلمه – وإلاَّ فما هى الصلة بين ما حدث فى السودان.. وفى بيروت.. وحدث فى مصر .

الأصل الحق فى هذا كله أننا ينقصنا جميعاً مَدّ البصر بالأخطار التى تحدق ببلدنا .. بعروبتنا .. بمسيحيتنا .. بإسلامنا. إن اليهود أعداء المسيح .. كما هم أعداء محمد. إن اليهود أعداء كل شرفٍ فى الأرض . انهم يقولون : إن كل ذهب فى الدنيا هو ملك لليهود ، وعلى اليهودية أن تسترد ما تريد بأى ثمن .. ومن أى طريق، وإله إسرائيل سوف يغفر لكل مذنب ومذنبة ذنبها، حتى تسترد مجد آبائها من أهل إسرائيل .

أقول قولى هذا .. وأسأل الله أن يَشُدّ عزمك، وأن يُقوى إرادتك، وأن يُنَحِّى عنك الهم والغم حتى تتفرغ لما أعلم من صميم قلبك .. تتفرغ لإنصاف شعبك .. وإعـزاز أمتك، وشكر الله لك .. وبارك عليك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الدكتور / عبد المجيد عثمان محمد :

سيادة الرئيس.. السادة الزملاء، فى الواقع أود أولاً - كرجل من رجال التعليم - أن أُزكى جميع القرارات التعليمية والتنظيمية التى صـدرت أخيراً . وفى مفهومى .. ومفهوم الجميع أن هذه هى أقل المستويات لمتطلبات الدولة العصرية الحديثة. وإذا كنا ننادى بمزيد من العلم .. ومزيد من التحصيل .. ومزيد من التقدم .. ودفعة قوية لجامعاتنا، فلا بد من بناء متين لما قبل المرحلة الجامعية .

ولقد كان من الطبيعى أن الطلاب الفاشلين، والذين ينجحون بالتقسيط.. بمواد متخلفة، وبمجموع 44 % و 45 % أن يتذمروا من هذه القرارات ، فاستغلوا الفرصة واستغلتهم عناصر مضادة أخـرى، وحركت المجموعات فى المنصورة، وليس هذا بغريب .. بل لابد أن نتوقع أن الفاشل دائماً لابد أن يتلمس أى عـذر حتى يُنَحِّى نفسه عن فشله .. وحتى يقول : إن الـرسوب ليس من ذنبه، ولكنه بسبب القرارات والتنظيمات التى أدخلت على التعليم .

أما ما تلا ذلك من أحداث فى المنصورة .. ومن صدام مؤسف وقع بين الطلاب والشرطة ، فإننا فى الواقع نريد أن نلتمس العذر لرجال الشرطة، لأنهم دُفعوا دفعاً إلى ذلك، ولم يكن هناك من بُدّ لإيقاف التيار الصدامى الجارف. وربما يكون ما حدث قد وضع حداً لصدامات أكثر، وقد انتهت مرحلة المنصورة إلى حد محدود. ولكن النقطة بعد ذلك كيف سرت الأحداث ووصلت إلى الإسكندرية وأخـذت هذا الطابع؟ فى مفهومى أنه حدثت تحركات طلابية .. وبالأخص من أعضاء الاتحادات الطلابيـة .. ودوافعهم فى ذلك كثيرة، منها : مفهومهم الخاطئ لرفع الوصاية، ومنها : أن انتخابات الاتحادات الطلابية على مشارف الحدوث، وأن الطلاب الراسبين لا يسمح لهم مرة ثانية بالتقدم للاتحادات، وهم يريدون بذلك أن يُثبتوا أنهم كانوا خير قدوة وأكثر فاعلية للطلاب .

كل هذه الأفكار الخاطئة انبثقت فى أذهان قيادات الطلاب، وأقولها مع الأسف - وذلك من واقع خبرتى واحتكاكى الطويل بالطلاب - فقد تمكنوا من أن يبثوا بين الطلاب الآخرين مفاهيم ليست واضحة .. بحجة التضامن الطلابى .. وبحجة إيضاح ما حدث فى المنصورة. وقد لا يخفى علينا أيضاً أن هناك تيارات خارجية - وأعداء الثورة - متحفزة لاستغلال هذه الفرصة .. وجدت الفرصة سانحة فى يدها، فدفعتها دفعة قوية إلى الأمام، وحدثت إجتماعات سرية لأعضاء الاتحادات ، وتفرقوا لأماكن مختلفـة، وربما كان اختيار موقعهم فى الإسكندرية لسبب أو لآخر - أنا شخصياً لا أعلمه- وبدأت كلية الهندسة بمؤتمرات تطورت إلى أحداث مختلفة تَكَّفل الزملاء جميعاً بذكرها تفصيلا .

ولكن ما أريد أن أستخلصه من الموضوع، أن هذه الأحداث ليست بالصورة التى صُوِّرَتْ بها. أنا أعتقد أنها أحداث عابرة يمكن أن تقع فى أى بلد وفى أى وقت ، وأن الذى دفع إلى هذه الأحداث هـو مفاهيم خاطئة انبثقت فى ذهن الطلاب. وأريد أن أبـرئ أعضاء هيئات التدريس من كثير من الكلام الذى قيل فى هذه القاعة .. فدور أعضاء هيئات التدريس هـو الدور القيادى الأبوى التربوى للطلاب، ولكن ما وضع فى اللائحة من نصوص .. وما استشعر بـه الطلاب من قوة لسبب أو لآخر، جعل كثيراً من هيئات التدريس - حفظاً لكرامتهم - يعزفون عن الدخول فى جدل أو صراعات مع الطلاب، حتى لا يفقدوا كرامتهم، فالطـلاب - ربما لظروف خاصة - استطاعـوا أن يفرضوا وجودهم، وقد دخل فى أذهانهم أن فرض هذا الوجود يمكن أن يستمر، وأن يدخلوا فى جولات أخرى كثيرة .

وسوف أذكر مثالاً بسيطاً .. ربما كان مقدمة لما وقع فى يـوم الأحـد.. فمنذ حوالى أسبوعين صدر قـرار بفتح باب الترشيح لانتخابات الاتحادات الطلابية فى الجامعـات والمعاهد.. ووصل إلينا هـذا القرار. وبصفتى رائداً للشباب فى جامعة أسيوط بدأت فى إعداد البرنامج وتشكيل لجنة الترشيح والانتخابات .. وطلبت أمين الاتحاد – الذى كادت عضويته تكون قد انتهت – للاستنارة برأيه .. حتى تكون العمليـة متكاملة .. ولأننا نسعى دائماً إلى محاولة الاستفادة بخبرة الاتحـاد القديم، تحقيقاً للغاية المثلى من النشاط الطلابى .. وطلبت إليه أن يكون أعضاء الاتحـاد بين الطلبة على سلوك قويم .. وأوضحت له أن الاتحادات لابـد أن تكون من خيرة العناصر .. وأن تكون قـدوة طيبة، حتى تؤدى الرسالة الموكولة إليها بالنسبة لجماهير الطلاب. فسكت برهـة ثم قال لى : " هل تعتقدون حقيقة أن باب الترشيح سيفتح فعلاً غداً ؟ " ، فأجبته : " طبعاً " ، فقال لى : " لا .. لن يحدث" ، فقلت لـه : " كيف ؟" ، فقال لى إنه يستأذن فى التغيب قليلاً .. وبالفعل تغيب حوالى ساعتين، واتصل بى تليفونياً ليقول لى : " ألم أقل لك إن العملية ستؤجل " . فلما سألته: كيف عرف ذلك ؟ قال : " بلغتنى أخبار من القاهرة والإسكندرية أن الطلبة قد تجمهروا وتحركوا .. وأن الطلبة ليست عليهم وصاية .. وأنهم لابد وأن يُشْرِفوا على الانتخابات .. وأن اتحاد طلاب الجمهورية له السلطة الكبرى .. وبنـاء عليه صدر قرار بإيقاف بدء الترشيح بالنسبة للاتحادات الطلابية " .

وقـد وردت بذلك إشارة بالفعل .. وقرأنا فى اليوم التالى فى الصحف أن الانتخابات تأجلت ، وأن اتحاد طلاب الجمهورية هو الذى سيشرف على الانتخابات . طبعاً هذه العملية تعمق من حدة الموقف، وتزيد من صلافة الطلبة .. ومن وقفتهم وقفة غير كريمة بالنسبة للأساتذة .. وبالنسبة لمفهوم الريادة لديهم .

أما فيما يتعلق باللائحة الجديدة .. والظروف التى صدرت فيها .. والعوامـل التى انبثقت عنها، فأقول : إنه ما من شك فى أن مفهوم هـذه اللائحة كريم، ويتمشى مع حسن الفهم ومسئولية الطلبة إزاء دورهم الطليعى ، ومن أنهم جيل الثورة الذى يجب أن يتحمل المسئولية .. والذى يجب أن يكون عماد البلاد .. والدرع الواقية لهـذا الوطن، إلاّ أننى أقول أيضاً : إن فى هذه اللائحة ما أساء الطلاب فهمه، ففى اللائحة الجديدة نص مـؤداه: إنـه يجوز أن يكون لمجلس الاتحاد مستشار من بين أعضاء

هيئة التدريس يختاره مجلس الاتحاد .. أى أن الطلاب يختارون مستشارهم. وقد تكون بعض الدول قد أخذت بهذا المبدأ، ولكننى أؤكد – مع الأسف الشديد – أن هذا المفهوم قد أُخِذ بطريقة خاطئة .. فافترض الطلبة أنه ستكون لهم الوصاية على الأساتذة ، وكلما وقع شئ من خلاف فى وجهات النظر قال الطلبة لمستشارهم الأستاذ : إنهم هم الذين اختاروه .. وليس عليه إلاَّ أن يوافق على ما يريدون .

أضيف إلى ذلك أن اللائحة المالية أصبحت فى يد الطلاب أنفسهم ، ولقد كافحوا من أجل ذلك كفاحاً مستميتاً. ولهـذه المسألة جـذور عميقة .. ومشاكل كثيرة .. وفيها غموض ولبس ، وهناك تصرفات لو أخذت مأخذ الجـد لأدت إلى تقديم بعض الطلبة إلى المحاكمات. ولقد عرفت كثيراً من هذه التصرفات، ولكننا فى كل مرة كنا نأخذ الطلبة باعتبارهم أبنـاء لنا .. وعلى أن التصرف الذى وقع ليس انحرافاً، ولكنه سوء فهم من الطلاب. وكنا نحاول إسداء النصح لهم حتى لا تتكرر مثل هذه التصرفات، وكان بعضهم يتقبل هـذه النصائح .. إذا كان طالباً مخلصاً، أمـا الطالب المستغل فكان يحاول باستمرار - وبأية وسيلة - أن يغتنم الفرصة إذا سنحت .

ولقد كانت الروايات الغريبة تنزى عن بعضهم : منها رواية سمعتها بنفسى فى أبريل من العام الماضى - وقت أن شكلت مجموعات النشاط - فقد قام الطلبة فى جامعة أسيوط بمجهود طيب جداً، ودعوا بعض الطلاب من الاتحادات الأخرى إلى جامعة أسيوط للاطلاع على هذا المجهود .. ولتحقيق الارتباط بين طلبة الجمهورية. وفى اليوم التالى لحضورهم وجدت بعض أعضاء اتحاد طلبة جامعة أسيوط عابسين، فسألتهم عن السبب، فلم يُصَرِّحوا بشىء فى بادئ الأمر، ولكن بسبب الألفة التى تشيع بيننا وبين الطلبة فى جامعـة أسيوط ، قالوا لى انهم يحسون أنهم طلبة ويمثلون الجامعة .. ويمثلون الاتحادات، ولكنهم مع ذلك يلاحظون أن كلاً من الطلبة الذين جاءوا تلبية لدعوتهم من القاهرة، يحمل فى جيبه مائة جنيه أو مائتين، وهم لا يحملون شيئاً، ولذلك فهم يطالبون ببعض الإمكانيات التى تيسر لهم الظهور، والتصرف، وأخذ وضعهم .

وبدأ لى أن رؤوس الطلبة تموج بمفاهيم غريبة، فقلت : " إن اللائحة المالية تنص على أنه لا يستفيد أى طالب عضو فى الاتحاد بأى ميزة مادية، أو معنوية، أو عينية من الاتحـاد" . ولكن الطالب قال إنـه لا يعرف شيئاً عن هذا النص، فقلت : " إن الحد الفاصل بيننا وبين الطلبة – أعضاء الاتحاد - هو الأمانة والثقة المتبادلة " .

لقد فهم طلبة جامعـة أسيوط من الطلبة الذين دُعوا مـن القاهرة ، أنهم يستطيعون أن يصرفوا ما يريدون . إن هذه المفاهيم تجعل الطلبة يندفعون إلى تيارات واتجاهات غريبة .

وعندما عقد المؤتمر العام لاتحاد طلاب الجمهورية .. انبرى كل اتحاد محاولاً وضع لائحة ليحصل على السبق .. وادعى البعض أن هذه اللائحة من صنع فلان الفلانى - ولا داعى لذكر أسماء معينة - لأنه تصدى لها ودافع عنها، وتم إقرارها حسب وجهة نظره. وهذا الشخص بالذات، ربما كان من أكثر الناس المستغلين والمستفيدين من الاتحادات .. وهو أمين طلاب اتحاد المعاهد العليا . وعندما جاء إلى أسيوط تكلمنا معه، فأفاض فى الحديث عن الحركة الطلابية، وقال إنه متفرغ هذا العام للاتحادات، وتقديراً للنشاط الطلابى الذى قام به فقد أُعفى من الدراسة لمـدة سنة. وكانت هذه أول مرة أسمع فيها أن طالباً يمكنه أن يتفرغ لكى يعيث فى الأرض فساداً .

أخلص من ذلك إلى ضرورة الربط الوثيق بين الأساتذة والطلاب، فالجامعة أولاً : أستاذ وطالب، وللأساتذة مسئولياتهم الكثيرة فى العلم وخارج العلم ، ويحاول الجزء الأكبر منهم أن يؤدى رسالته على أحسن وجـه .. ولكن يعـوقهم دون قيـامهم بذلك مشاكل كثيرة، منها: المشاكل الطلابية، وتَصَدِّى الطلبة لهم فى الظروف المختلفة .

وما دمنا بصدد علاج الأحداث التى مرت، فإننى أقول : إن المشكلة ليست كما صُوِّرت فى الصحف المحلية .. ولا بين الناس، المشكلة أقل من ذلك، ولكنها استغلت لبعض الظروف، ومن قلة قليلة جداً . سيادتك قلت إنها 1% ، وربما أعتذر لأقول : إنها أقل من ذلك بكثير جداً، لأنها رأس مجموعة تحركت وجذبت إليها الطلاب بالعاطفة .. وبالمفاهيم التى أَوْعَزَتْ بها إليهم بدعوى التضامن الطلابى ، وأَدْخَلَتْ فى روعهم مفاهيم غير سليمة . وطبقاً لطبيعـة الأشياء ، انـدفع قطاع كبير من الطلاب - لا دخـل له ولا ذنب له فى الموضوع - على أنه تعبير عن الشعور العام للطلاب .

ولقد كان من الممكن أن ينتهى الموضوع ببساطة جداً، ولكنه وصل إلى هذه الدرجة لعامل أو لآخر .. ولاستغلال العناصر المضادة والعناصر الخارجية له .

وإنى أرى أن علاج هذا الموضوع يجب أن يبدأ أولاً بتعديل اللوائح الطلابية. ولكن فيما يتعلق بموضوع الوصاية، فإنى أؤكد أنـه لم تكن هناك – فى يـوم من الأيـام - وصاية من الأساتذة على الطلاب. إن الأستاذ أب وأخ لكل طالب.. هو القدوة الحسنة للطالب، يبذل من صحته وعرقه فى سبيل إبنه الطالب . وعلى هذا فلا تعنت من الأستاذ .. ولا وصاية منه فى أى وقت من الأوقات. إذاً تَصَوُّر الوصاية قد أُخِذ من مفهوم خاطئ .. أُخِذَ على أن العلاقة بين الأساتذة والطلاب علاقـة غير

مستقيمة .. وعلاقة أساسها فرض إرادة . وإنى شخصياً أعتقد أن هذا المفهـوم أبعـد ما يكون عن الحقيقة والواقع .

وتقتضينى الأمانة أن أقول : إنه بعدما صدرت اللائحة الجديدة ، جاءنى أمين اتحاد طلاب جامعة أسيوط، وعبر لى عن عدم رضائه عن هذه اللائحة، قلت له : " كيف ذلك، وأنتم الذين دافعتم عنها وتبنيتموها لكى ترى النور ؟ " .. فأجابنى بأنه غير راض عنها ، لأنـه يعتقد أنه لا قيمة للاتحاد ما لم يمثل فيه الأساتذة .. وإذا كان الانحراف ومـد الأيدى قد حدث أثناء تمثيل الأساتذة بالاتحاد ، فماذا يكون الحال بعد أن يتخلى الأساتذة ويبعدون عـن الطلبة؟ وأضاف أنه يخشى على الاتحادات القادمة من صراعات كبيرة وشوائب كثيرة ستظهر بعـد تكوينها. هـذا ما قاله أمين الاتحاد.. وإنى فعلاً متفق معه قلباً وقالباً فى هذا الرأى . وأعتقد أنه إذا كانت هناك مشاكل قد حدثت فى الماضى فى الاتحادات الطلابية، فهى بالوضع القائم ستكون أكثر .. حيث أن الطالب يعتقد اليوم أنه اليد الأولى، والأخيرة ، والطولى فى كل الأمـور - مادياً ومعنوياً - وسيؤدى هـذا إلى أن يجد نفسه مقبلاً على فرض أمور.. وإلى قيام مفاهيم جديدة فى ذهنه .

لقد أحيل بعض طلبة جامعة أسيوط فى السنة الماضية إلى مجالس تأديب، فما كان من بعض أعضاء الاتحاد إلاَّ أن تقدموا بمذكرة للمسئولين يطلبون فيها تمثيلهم فى مجـالس التأديب لكى يتمكنوا من الـدفـاع عـن زملائهم . ونحـن جميعاً نعرف ما حدث فى موضوع عضو اتحاد الطلبة بجامعة الإسكندرية .. وكيف فُصِل هذا العضو .. وكيف حدثت تحركات من الطلاب لإعادته .

لقد تقدم بعض الطلبة بمذكرات يطلبون فيها تمثيلهم فى مجلس الكلية، وأخشى أن يكون هدف الطلبة بعد ذلك المطالبة بتمثيلهم فى مجلس الجامعة .. وأن يكون المطلب التالى لهم بعد ذلك المطالبة بالعضويـة للمجلس الأعلى للجامعات. وهذه عملية تنساق خطوة وراء خطوة .. فالطالب يريد أن يُثَبِّتَ قدمه أولاً .. ثم يقفز إلى أبعد من ذلك ، حتى تكون له السلطة التى يفرض عن طريقها إرادتـه على كل الأمور .

إذاً هذا التيار الجارف لا بد أولاً وأن يُوقَفْ، ولا بد أيضاً من أن يُصَدّ تحرك الطلاب فى الاتجاهات المختلفة .. ولابـد أن يكون الأستاذ هو القيِّم على الجامعة .. وألاَّ يكون للطالب حق فى ذلك، إلاَّ بقدر ما يحصِّله من علم .. وبقدر ما تتيح له الجامعة من ضمانات ثقافية واجتماعية .. يتحرك من خلالها لكى يُكْمِل شخصيتـه ، حتى إذا مـا تخـرج من الجامعة أصبح شخصاً متكاملاً

- ليس علمياً فقط، بل ومكتسباً كل الخبرات أيضاً - بعد أن يكون قد مارس العمل فى كل المجالات، تحت رقابة واعية من الجامعة وأساتذتها .

وفيما يتعلق بالمشكلة القائمة وكيف تُعالَج .. وكيف نشرع فى استئناف الدراسة؟ .. فإنى أعتقد أن علاج هذه الأمور يحتاج إلى عملية مرحلية :

المرحلة الأولى: هى أن يكون الحزم هـو أساس كل عمل، بمعنى أن أى عمل فى هذه الدنيا دون تنظيم أو حزم، لن تكون له النتيجة الطيبة المثمرة. فلابد إذاً من أن نضع كل شئ فى مكانه الصحيح، وفى رأيى أن الحزم ليس معناه العنف ، بل هو إيضاح المفهوم الحقيقى لرسالة الجامعة ، ووضع الطالب بها، وعلاقة الطالب بالأستاذ .. هـذه العلاقة التى يجب أن تكون قائمة على الاحترام .. علاقة أبوة، وحنو، وعطف، وقدوة طيبة. هذا المفهوم – فى رأيى - لابد أن يُكَرَّس ويُغْرَس فى الجامعات .

أما المرحلة الثانية : أنه لابـد من مناقشة أعضاء الاتحـادات فيما صدر منهم من خلل .. وفيما أقدموا عليه مـن أعمال أدت إلى التخـريب. إنهم مسئولون أولاً وقبل كل شئ عن تلك الأعمال .

وإذا كانت بعض العناصر الخارجية قد استغلتهم، فهذا أمر لابـد من بحثه أيضاً.. ويحضرنى الآن ما قاله أحد الطلبة أثناء انعقاد المؤتمر القومى ، مـن أن هناك أشخاصاً يتصلون بـه وما شابه ذلك ، ولا أعلم إن كان هذا القول صحيحاً أم لا ؟

ولكن ما أريد أن أؤكده ، هـو أنـه لابـد أن يكون أعضاء الاتحادات على قدر من المسئولية والوعى، وأن يُبَصَّروا بالطريق الصحيح عن طـريق النصح والإرشاد ، ولابـد من الاجتماع بهم فى لقاءات واضحة وصريحة - أولاً وقبل كل شئ - حتى يتضح لنا المفهوم الحقيقى .. وليس المفهوم السطحى الذى حرك طلاب الاتحادات إلى ذلك ، لأنه من الناحية السطحية قيل لى : إن الموضوع هو "تضامن الطـلاب" ، ولكن علمى اليقينى هـو أنهم يريدون إثبات موضوع رفع الوصاية .. وإثبات قوتهم .. والحصول على مكاسب أخـرى. هذا بالإضافة إلى أن الطلبة الذين يرسبون بعد أن يحصلوا على عضوية الاتحاد بحكم اللائحة، يريدون أن يثبتوا أنهم تركوا الاتحادات وهم أبطال، وأنه لن يوجد من يشغل العضوية بعدهم .

إذاً هناك رواسب عالقة بأذهانهم تحتاج إلى إيضاح ومناقشات، ولذلك فإنى أدعو إلى عقد اجتماعات لاتحادات الكليات والجامعات، ومناقشة أعضاء كل منها طويلاً. ومن المعلوم أن السيد وزير التعليم العالى قد مـر بهذه التجربة أثنـاء العام الماضى، إذ حدثت لقاءات كثيرة مع الطلاب.

والشىء بالشىء يذكر، ماذا حدث فى جامعة أسيوط فى العام الماضى؟ ولماذا لم يستجب الطلبة فيها لما حدث فى الجامعات الأخرى؟ إن واقع الأمر فيها هو أن الطلبة يشكلون وحدة واحدة .. واتجاهاً واحداً .. ومفهوماً واحدا ً.

لقد كان الطلبة فى ذاك الوقت على درجة كبيرة من الوعى .. وعلى قـدر كبير من المسئولية ، كانوا يمارسون أعمال الاتحاد لأول مرة ، ويودون إثبات جدارتهم وكفاءتهم ، فعندما شعروا أن هناك تحركات طلابيـة لعبوا دوراً كبيراً لإثبات كفاءتهم ومسئوليتهم.. فقاموا بجولة فى المدينة الجامعية التى تعتبر معقلاً للطلاب – إذ يعيش فيها حوالى ثلاثة آلاف طالب – وناقشوا زملاءهم .. وبَيَّنوا لهم أنه لابد لجامعة أسيوط أن تثبت قدرتها على المسئولية ، على أساس أنهم جميعـاً جيل الثورة .. وأنه لابد أن يكون لهم وضع يعطى الدولة الثقة فيهم .. تقديراً لمـا منحتهم مـن ميزات لا حصر لها.. أدناها معيشتهم فى المدينة الجامعية بتكاليف رمزية قدرها خمسة جنيهات فى الشهر، فى الوقت الذى يؤكد فيه الواقع الفعلى أن تكاليف أى طالب تربو على خمسة عشر جنيهاً فى الشهر، أى أن الدولة توفر للطالب عشرة جنيهات شهرياً .. عدا المصروفات الأخرى : كالمعامل ، والنشاط الرياضى ، والنشاط الاجتماعى ... إلى غير ذلك .

لقد ناقش طلبة الاتحاد زملاءهم بمفاهيم نقية متبلورة ، مما أدى إلى عدم حدوث تحركات بجامعة أسيوط. وأقول فى صراحة : إن ذلك إنما يرجع إلى تكاتف الطلبة مع أعضاء هيئة التدريس فى وضع كل عمل فى مكانه الصحيح، وقد تكفل السيد وزيـر التعليم العالى عندما كان مديراً لجامعة أسيوط بإقامة لقاءات مع طلبة الاتحاد ، وأخبرهم أن هيئة التدريس على استعداد لمناقشتهم أياماً وليالٍ – دون ملل أو كلل - فى سبيل إقناعهم بالحسنى والمعـروف. وقد تمت فعلاً هذه اللقاءات .. وانفض الطلبة بعدها ونفوسهم راضية .. وقلوبهم مطمئنة على حسن القيادة .. وحسن سير الأمور .. وأن الأساتذة يستوعبون كل قضايا ومشاكل الطلبة .. وأن كل أستاذ يـرى فى الطالب إبناً لـه . ولذلك سارت الأمور فى طريقها السوى بالنسبة لجامعة أسيوط. وهذه التجربة أعتبرها تجربة رائدة وناجحة .

وفى هذا العام لم تتحرك جامعـة أسيوط – بالقدر الذى حـدث فى الجامعات الأخرى - حيث إن الطلبة هناك لديهم الوعى الكافى ، وقد يكون مرد ذلك إلى كثرة احتكاك الطلبة بالأساتذة .. هذا الاحتكاك الذى منع ويمنع أحـداثاً كثيرة. ومن أجـل ذلك فـإنى أقول : إن موضوع رفع الوصاية لا يجب أن يُفهم خطأ على أنه إبعاد الأساتذة عن الطلبة، لأن بعض الطلاب يُروِّجون - فى الجامعات الأخرى - قضية الوصاية على أنها وصاية الأساتذة على الطلاب .

إذاً بالنسبة للاتحادات، لابد من القيام بحملة توعية لطلابها، كذلك لابد أن يكون أعضاء الاتحادات على قـدر من المسئولية، وعليهم الاتصال بزملائهم بعد عقد اجتماعات الاتحادات بالكليات . وهنا ستتبلور المفاهيم الصحيحة والمفاهيم الخاطئة ، حيث إن الجامعة تعطى للطالب حرية التحدث كما يريد، لأنه يطمئن إلى أساتذته الذين يفسحون له – بدورهـم – الصـدور فى التعبير . إذاً من خلال المناقشات سيبلور الطلبة آراءهم، ومن هنا تكون نقطة البداية التى نستطيع فيها أن نضع أيدينا على الخط الصحيح. بعد ذلك نستطيع أن نزيد من حجم هذه الاجتماعات واللقاءات، تأسيساً على أن الحل الصحيح والأصيل للقضية إنما يكون من داخل الجامعة وإليها .

وإنى شخصياً أعتقد أن الحلول الأخرى صحيحة، إذا ما اضطرتنا الظروف إلى أن نلجأ إليها. ولكنى أتصور أن الجامعة قد تكون قادرة على حل هذه الأمور إذا ما تناولتها تدريجياً، إبتداء من الاتحادات الطلابية، وتوسيع المفهوم لدى الطلبة شيئاً فشيئاً، حتى يدركوا الهوة السحيقة التى اندفع إليها بعضهم، فى ظروف ما كان لأى إنسان مخلص لهذا الوطن أن يكون فيها .

وكَوْنِى رائداً لشباب جامعة أسيوط ، مكننى من كثرة الاحتكاك بالطلبة، ولذلك فإنى أؤكد أنهم طلبة مؤمنون مخلصون بالدرجة الكبرى، ولكن قد تكون شدة حماسهم - فى كثير من الأحيان - سبباً فى اندفاعهم نحو الخطأ .. بمعنى أن الطالب منفعل ومتحمس دائماً لوطنه .. فإذا ما طلب إليه شخص ما إثارة موضوع ما .. تأسيساً على أن هـذا الموضوع فيه مصلحة الطلاب والوطن .. يخيل إلى هذا الطالب أن هذا الطلب حقيقى وفيه المصلحة، فيبدأ فى اندفاعه نحو إثارته .

أخلص من ذلك إلى أن كل طالب يتظاهر، ليس طالباً معادياً للبلد .. أو لديه مفاهيم خاطئة. إنى أؤكد أن الغالبية العظمى من الطلبة تندفع فى حماسها بمفهوم أن عملهم فيه مصلحة للوطن .. وأنهم بهذه الطريقة يستطيعون أن يعبروا عن وضع معين بالنسبة للطلاب .

إنى أقر أن جماهير الطلبة - فى مجموعها وجملتها - جماهير مؤمنة ومخلصة، وتعبر عن جيل الثورة. وتقتضينى الأمانة والتاريخ أن أقول : إن الغالبية العظمى منهم تعى المسئولية، وتقدرها تقديراً كاملاً ، وعلى قدر كبير من الفهم الواعى بكل ما يدور داخل البلد وخارجها. وقد يكون ما حدث ناشئاً عن سوء فهم بُنِىَ على أُسِس تضامن الطلاب، بالإضافة إلى الأيدى الخبيثة التى لعبت واستغلت هذه الظروف .

إذاً كان من الممكن أن نَرُدّ الأمور إلى نصابها، ولا أقول إنه من الممكن أن نُخمد هذه الأمور، ولكن علينا أن نعالجها بتصحيح المفهوم الخاطئ للطـلاب، وأن تكون الاتحادات الطلابية هى البداية – والخطوة الأولى – فى العلاج ، ثم نتدرج بعد ذلك فى علاج الموضوع، حتى إذا ما أعيدت الدراسة، وجدنا طلبة متجاوبين متفاهمين، بل آسفين على كل ما حدث .. وكل ما شاب الظروف من ملابسات مختلفة، وشكراً .

السيد / محمد عبد الوهاب شبانة :

لقد وضح من خلال الأحداث التى تلاحقت أثناء السنة والنصف الماضية ، أن المواجهة العسكرية أصبحت فى غير صالح العدو، وأن تقدير الوقت لانهيار الموقف الاقتصادى فى الجمهورية العربية المتحدة بستة أشهر قد باء بالفشل أيضاً، بعد أن وقف الشعب المصرى صامداً، واستطاع الاقتصاد المصرى أن يبرهن على قوته ومتانته، وقد وضح لنا منذ فترة طويلة أن المقصود الآن بالحرب هو الجبهة الداخلية .

إذاً مناقشة الليلة، إنما هى مناقشة موضوع محاولة تفتيت الجبهة الداخلية .. ومحاولة ضربها حتى ينال العدو منا، وشَغْل أجهزة الدولة وكل قوى الثورة بتجميع هذه الجبهة وصيانتها.

إننى أتصور أن الذين قاموا بالدور الأساسى لتحريك الطلبـة – واستجابة بعض الطلبة لهم - إنما يخونون قضية الوطن، لأنهم يتحركون من أجل توفير الفرصة للعدو لكى يتغلب علينا. ومن هنا، إذا كنا نناقش اليوم علاقة الطلبة بالأساتذة .. وعلاقة اتحادات الطلبة بالأساتذة، فإن هناك أقوالاً قد تضاربت الليلة ومساء أمس، من أن الطالب يجب أن يكون طالباً والأستاذ أستاذاً. وهنـاك رأى آخر يقول : إن التعامل مع الطلبة والاتصال بهم يمكن أن يحقق تآلفاً ، ويزيل الكثير من الفجوات .. وهذه كلها قضايا يمكن أن تُبحث، ولكن القضية التى تفرض نفسها علينا اليوم .. هى الخطر الذى يُهدد جبهتنا الداخلية، وإنى أعتقد أن أى وقفة سلبية .. أو أى محاوله لبحث الموضوع [بشكل سلبى] داخل اللجان المتعددة، إنما يهدد أمن دولتنا وقضيتنا الأساسية .

إذاً من واجبنا أن نضع الحـل الحاسم ، الذى يقوم أساساً على أن يؤخذ بالشدة والحزم أى عابث بمقدَّرات هـذا البلد، سواء كان طالباً، أو أستاذاً ، أو عاملاً ، أو غيرهم. إن الأمـر لا يحتمل الجدال والمناقشة، إنما الأمر الجد السريع الآن هـو تماسك الجبهة الداخلية ، ومقاومة القوى المضادة للثورة ، وإنى أقترح الآتى :

أولاً : لابـد أن يكـون القانون الذى يحمى الوطن هو القانون السائد ، ولابد أن تكون الشدة والحزم هما أُولَى الأمور وأعلاها .

ثانياً : يجب أن يواجه كل معوق لحركة الثورة بالشدة والحزم فى كل قطاع من قطاعات هذا البلد .

ثالثاً : لابد للتنظيم السياسى أن يتحرك ليصد تحركات العدو من التيارات الخبيثة، والأخبار المفتعلة المضللة، والدساسين بين شبابنا البرىء. ومن هنا لابد أن نسرع بالحركة الإيجابية داخل التنظيم السياسى .

لقد تناقشنا فى أمر منظمة الشباب .. وحركة الشباب، وإنى أقترح أنه لابد من تجميع الشباب الذين حصلوا على دراسات سياسية.. أو مارسوا عملاً سياسياً - فى أى مجـال من مجالات حياتنا – سواء كان هؤلاء من العمال، أو الفلاحين، أو الطلبة، أو غيرهم، وأن تُفهم هـذه القـوى ، وتُربط ربطاً وثيقاً بمستويات الاتحاد الاشتراكى العربى، وأن تكون يقظة، ساهرة، مقدرة أن المسئولية الملقاة على عاتقها مسئولية كبرى من الدرجة الأولى . كذلك لابد أن تكون لقوى الثورة الكلمة العليا على قوى الثورة المضادة .

إن هذا الأمر واجب، ولابـد أن نضع له كل مقنناته .. وكل فاعلياته، لكى يأخذ دوره فى هذه المرحلة الحاسمة، وشكراً .

السيد / كمال محمد الشاذلى :

السيد الرئيس .. السادة الزملاء ، أرجـو أن تسمحوا لى بأن أستكمل بعض الوقائع حتى تكون الصورة واضحة أمام الجميع. فقد حدث يوم الأحد الماضى – وهو اليوم الذى صدر فيه القرار الخاص بإغلاق الجامعات والمعاهد العليا – واقعة فى محـافظة المنوفية ، ووجـدت لزاماً عَلَىّ أن أنقل صورتها إلى لجنتكم المركزيـة. فقد حضر إلى مدينة شبين الكوم الساعة السابعة من صباح يوم الأحد، طالب من مدينة الإسكندرية تحمله سيارة خاصة – وهو طالب بالمعهد الصناعى بمدينة شبين الكوم - وتوجه مباشرة إلى مساكن طلبـة معهـد البترول والتقى بهـم ، ووزع عليهم منشورات كثيرة صادرة عن اتحاد طـلاب جامعة الإسكندرية ، ونقل إليهم فى نفس الـوقت معلومات كاذبة عن الإضرابـات بالإسكندرية ، وكيف ضُرب الطلبة بالرصاص هناك ، ثم طَلَب من الطلبة أن يقوموا بمظاهرة فى مدينة شبين الكوم .

وقد استمرت مناقشة الطلبة له أكثر من ساعة، تجمع بعدها حوالى 300 طالب من معهد البترول، وساروا حتى مبنى المحافظة فى مسيرة أحاط بها رجال الشرطة - للحفاظ عليهم - وهناك التقيت بهم بحضور السيد المحافظ والسيد مدير الأمن. وقد استفسرنا منهم عن مطالبـهم وهدفهم من هذه المسيرة، فكان ردهم : انهم يريدون الاستفسار عن موضوع إغلاق الجامعات والمعاهد العليا، وقتل الطلبة بالرصاص فى مدينة الإسكندرية، فطلبت أن نجتمع فى مبنى قريب من المحافظة - هو مبنى جمعية الشبان المسلمين – وهناك بدأت المناقشة، وشرحت لهم حوادث المنصورة والإسكندرية، ثم تفرعت المناقشة إلى موضوع حرية الصحافـة، وضرورة الإسراع فى إعادة فتح الجامعات والمعاهد العليا .

بعد ذلك وقف هذا الطالب متحدياً كل ما سمعه، وقال إن هناك وقائع حقيقية يحملها، وإن الطلبة بمدينة الإسكندرية قد ضُرِبوا فعلاً بالرصاص، واستشهد على ذلك بأن أخاه - ويدعى سمير الطالب بالسنة الثالثة بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية - قد ضُرب بالرصاص فعلاً فى صدره، واعترف أنه كان مع أخيه فى مظاهرة الإسكندرية فى اليوم السابق، وأنه تولى نقله إلى مستشفى الطلبة هناك .

لقد أفهمت الطلبة أن تعليمات السيد وزير الداخلية لرجال الشرطة واضحة جلية - فى جميع المحافظات – وهى فض المظاهرات سلمياً وبالحسنى، ولذلك اقترحت على الطلبة تكوين وفد منهم للذهاب إلى مدينة الإسكندرية للتحقق من هذه الواقعة . وفعلاً وافق الطلاب على هذا الاقتراح، وتم تكوين الوفد .. وفى طريق العودة إلى دار المحافظة، قال الطالب للوفد المسافر إنه سينتظرهم بمبنى اتحاد كلية الهندسة، وتركهم وركب سيارة خاصة إلى مدينة طنطا، ومن هناك استقل القطار إلى مدينة الإسكندرية .

وقد اتصلت بالسيد عميد المعهد الصناعى بشبين الكوم - أثناء تواجدنا بمكتب السيد المحافظ انتظاراً للسيارة التى ستنقل وفد الطلبة إلى الإسكندرية - وطلبت منه إحضار ملف هذا الطالب لمعرفـة عنوانه، ورقم تليفون أسرته، ثم اتصلنا تليفونياً بأسرته، وكان المتحدث أخ ثالث لهذا الطالب – ويدعى عبد الحليم – أفهمناه أن المتحدث هـو رئيس اتحاد الطلبة بمعهـد شبين الكوم ، ويود أن

يستفسر عن الحالة بمدينة الإسكندرية .. وعـن أخيـه سمير، فأجاب بـأن أخاه ما زال داخل كلية الهندسة ضمن الطلبة المعتصمين .

ثم سَأَلَنا عبد الحليم عما إذا كانت العملية قـد نُفِّذت، وعما إذا كان أخوه قـد قام بتوزيع كل المنشورات .. وعما إذا كانت الطلبة فى مدينة شبين الكوم قد قاموا بالمظاهرات ؟ فأجبناه بنعم ، فقال : "شدوا حيلكم ، الإضرابـات هنا فى الإسكندرية متواصلة ضد النظام الحاضر كله.. اتجدعنوا علشان نقلبها دم " .

وفى أواخر ليلة 24 عاد الوفد من الإسكندرية، بعد أن زار جميع المستشفيات هناك، وأخبروا زملاءهم بأنهم لم يجدوا طالباً بهذا الإسم فى أى مستشفى من مستشفيات الإسكندرية، وأوضحوا لهم أن هذا الطالب كان مدسوساً عليهم، حاملاً الأنباء الكاذبة المضللة .

وهذا الموضوع محل تحقيق النيابة العامة الآن . وأرجو مخلصاً للنيابة العامة التوفيق فى مهمتها، حتى تكشف للشعب بأسره حقيقة وأسباب هذا الشغب .

السيد الرئيس .. أرجو لكم التوفيق لتحققوا للشعب ما وعدتم بـه، وما ينتظره الشعب منكم، وما يرجوه من إزالة لآثار العدوان، وشكراً .

السيد / محمد أنور حسن :

إننى أعمل فى حقل التربية والتعليم، وعضو مجلس نقابة المهن التعليمية. وأذكر أن المواطنين - من الطلبة وأولياء الأمور - كانوا يجأرون بالشكوى من القصور فى قوانين التعليم، وعجزها عن تحقيق الأهداف المرجوة .

وأذكر كذلك جهود ودراسات نقابة المهن التعليمية على المستوى المحلى والعربى، من أجل تطوير نظام التعليم، بما يكفل كفاءة الخدمة، ومعالجة هبوط المستوى العلمى، الذى يحول دون بناء الدولة العصرية. واستجابة لهذا كله بدأت وزارة التربية والتعليم منذ بضع سنوات فى الرجوع إلى القواعد الشعبية…

السيد / الرئيس :

احنا عايزين نختصر فى الكلام ، ونحدد المدة علشان نخلص من المناقشات النهارده ، ولو إن الأخ

حيبتدى الحكاية من زمان .. عايزين يعنى كل واحد ياخد خمس دقايق على الأكثر .

أظن موافقين على كده .

السيد / محمد أنور حسن :

أريـد أن أخلص إلى أن …

السيد / الرئيس :

حندِّيك خمس دقايق من دلوقت .

السيد / محمد أنور حسن :

أقول استجابة لهذا كله بدأت وزارة التربية والتعليم - منذ بضع سنوات - فى الرجوع إلى القواعد الشعبية لاستجلاء نواحى القصور فى قانون كل مرحلة على حده، وعقدت مؤتمرات لكل مرحلة فى جميع المحافظات، وتم عقد مؤتمر على مستوى الدولة لكل مرحلة، وقد ترتب على ذلك خلق حصيلة وافرة من أراء الفنيين، والآباء، والعاملين فى ميدان التربية والتعليم، تدور حول رفع مستوى التحصيل العلمى، مع الابتعاد عن الحشو فى المناهج الدراسية .

ثم جاء مشروع القانون الجديد جماعاً لحصيلة المؤتمرات المتعددة التى خصصت لهذا الشأن ، وظل هذا المشروع يُعْرَض طوال الفترة الماضية على كل المستويات، فعقدت الندوات بشأنه فى غالبية المحافظات. هذا بالإضافة إلى النشر فى الصحف وغيرها. وأجريت آخر دراسة لهذا المشروع بلجنة التعليم المتفرعة من لجنة الشئون الداخلية للجنة المركزية، ووافقت اللجنة على مشروع القانون. أخلص من ذلك إلى حقيقتين :

الأولى : إن قانون التعليم الجديد جـاء معبراً عن آمال الشعب، خاصة : جماهير الطلبة ، وأولياء الأمور، والعاملين فى حقل التربية والتعليم .

الثانية : أن ما حدث من الطلبة لا يعتبر احتجاجاً على قصور فى هذا القانون ، إنما الموضوع أبعد من ذلك بكثير ، ذلك أن فريقاً من الطلبة اتخذ من صدور القانون حجة وذريعة لتنفيذ خطة موضوعة سلفاً، تستهدف التخريب للنيل من نظامنا الاشتراكى ، وتحقق الهدف الذى يرمى إليه العدو ، وهـو تفتيت وحدة الجبهة الداخلية عماد النصر فى معركة المصير .

إنى أعتقد أن ظروفنا الموضوعية لا تحتمل هذا العبث الموجهَّ، خاصة أننا فى حالة حرب قائمة، تستلزم مزيداً من الحشد لكل قوى الجبهة الداخلية. وفى تقديرى أننا وإن كنا قد قضينا على مراكز القوى، إلاَّ أن الفرصة لظهورها لا تزال قائمة، وتقتضى من التنظيم السياسى اليقظة الكاملة، ذلك أن جوهر الموضوع يتلخص فى أن فريقاً من الطلبة قد استباح لنفسه - عن طريق الإثارة، والعمالة، والعمل غير المسئول - أن يكون مركزاً جديداً من مراكز القوى، يفرض إرادته، ويفتت وحدته. ومن ثم فإنه يتعين علينا سرعة تصفية هذا المركز، استجابةً لنداء الجماهير التى بـدأت تحس بأن مقدراتها يجب أن تصان من عبث العابثين .

والعلاج فى نظرى، بالإضافـة إلى ما اقترحه السادة الزمـلاء - خاصة الأخ فريد عبد الكريم ، وفضيلة الشيخ الباقورى .. وقد عَبَّرا أصدق تعبير - هو أنـه ونحـن فى حالة حـرب، واستناداً إلى ما تتبعه جميع دول العالم فى مثل هذه الحالة ، يجب إعـلان الأحكام العرفية ، وإيقاف إجراء انتخاب مجلس الأمـة، حفاظاً على وحـدة الجبهة الداخلية ، وتفويض القيادة السياسية فى كافة الصلاحيات التى كانت ممنوحة لهذا المجلس، حتى تزول آثار العدوان ، وشكراً .

السيد / عبد الخالق الدهراوى :

إزاء ما حدث، أرى ضرورة استمرار تعطيل الجامعات والمعاهد العليا إلى ما بعد عيد الفطر، أو إلى ما بعد الانتهاء من إجراء الانتخابات - لَو فُرِض وأُجريت فى المواعيد المحددة لها - وأن يكون هذا التعطيل بمثابة إجازة نصف العام الدراسى، على أن يُفتح باب التطوع للطلبة فى هذه الفترة، يتدربون فيها تدريباً عسكرياً عملياً شاقاً، ليتم خلق رجال منهم بعيدين عن الميوعة، والخلاعة، والهمجية، والغوغائية. ثم بعد هذا التدريب يعطون جرعات متتالية من المفهوم السياسى الاشتراكى .

وفى فترة تعطيل الدراسة أرى الاستفادة بجهود السادة الأساتذة، بـدعوتهم – مديرين، وعمداء ، وأساتـذة، ومـدرسين، ومعيدين – لتلقى دورات تزيد من خلفيتهم السياسية، والاجتماعية، والسلوكية، والإنسانية .. يتلقون فى هذه الدورات دروساً مستفادة فى القومية، والاجتماع، والسياسة، والسلوك الاشتراكى، إلى غير ذلك من العلوم التى تساعدهم – بجانب خبرتهم التربوية والعلميـة التخصصية – فى استقطاب الطلبـة للتعلق بهـم، وبالتالى انتهاج منهجهم السليم انصياعاً

وتوجيهاً بما يتمشى وصالح الأمـة ومجريات الأمور.. [ وهذا مثال لما أردت اقتراحه ] من الدراسات التى تهدف إلى تلاحم الأستاذ بتلميذه، مما يسهل معه سياسة وتسييس الطلبة إلى بر الأمان، كلما ألمت بهم شائبة، دون علو أو تباعد فيما بينهم .. طلبة وأساتذة .

أعود بذاكرتى لفترة عضويتى لاتحاد كلية حقوق عين شمس عن الطلبة .. ثم عن الخريجين ، ومن ثم أرى لزاماً علىّ أن أطالب أولاً بإعـادة النظام المـالى للاتحاد إلى ما كان عليه حوالى سنة 1960 - وهى سنة تخرجى - حيث كان الطلبة يطلبون فقط، والأساتذة يوافقون أو يرفضون، وعلى الإداريين والمحاسبين بالجامعة مراجعة المستندات .

وأذكر أن الطلبة كانوا يلتفون مثلاً حول أستاذهم الدكتور حلمى مراد – وزير التربية والتعليم حالياً - وقد كان بحق منا بمثابة الأستاذ، والأخ، والأب، والإنسان الكامل.. ولا زال والحمد لله . كنا نبحث عنه فى كل مكان، ونشترك معه فى أفرع النشاط التى يمارسها. [ وقد كان اجتماعنا معه ] فى مجتمع الحرمـان – قبل بداية الثورة، وفى سنواتهـا الأولى - وكان مـن خلال حبه للطلبة وحب الطلبة له، يحركنا كما يريد لصالح هذه الأمة، ولحماية مكاسبنا الاشتراكية، وكنا نستجيب له بإيمان.

وكان يسير على هذا الدرب كذلك سيادة الدكتور حافظ غانم - وزير السياحة حالياً - إذ كان ينتهج نفس السبيل ، فكان يفتح لنا مكتبه ومنـزله وقلبه، وكنا نتناقش معه فى كل ما يعن لنا ، فكان بحق رائداً استطاع بيسر وسهولة أن يوجهنا لصالح الأمة .. ولحماية مكاسبها الاشتراكية، وكنا لا نتردد فى الاستجابة إلى ما يريد .

وكان على نفس الـوتيرة كذلك الدكتور جابر جـاد – عميـد حقوق القاهرة حالياً - والذى نقل يوماً من جامعة عين شمس للقاهرة، فكان أن حزن الكثيرون من أحبائه وطلبته على فراقه، حتى بلغ الأمـر أن عشرات منهم تبعـوه نقلاً من جامعة لأخـرى . ومـن خلال هذا الحب .. وهذا الاحترام المتبادل .. كان سيادته ولا زال يوجه الطلبة إلى ما يراه لصالح الأمة .

ولقد سقت لكم هذا الحديث، رغبة منى فى أن ينتهج السادة الأساتذة سلوكاً أكثر اشتراكية، واجتماعية، وإنسانية .. سلوكاً يكون له فاعليته وتأثيره فى المجتمع الطلابى، الذى له قدرته وقدره. نحن نريد من أسرة التدريس جميعها أن تكون على هذا المستوى وأكثر .

هذا من جهة، ومن جهة أخرى، هناك مسألة هامة خاصة بمحدودى الدخل .. إذ أشار السيد الرئيس أمس إلى الجندى الذى حاول أن يبيع بلده بخمسين جنيهاً .. أو أكثر أو أقل. كما أشار زميل

لنا فى المؤتمر القومى - فى دور انعقاده فى سبتمبر - من ضرورة الارتفاع بمستوى محدودى الدخل ليشعروا أنهم أصحاب البلد الحقيقيين، خاصة وأنهم الغالبية التى تئن من ارتفاع مستوى المعيشة .

ومن هنا فإنى أقرر أن الحد الأدنى للأجور لا يكفى قطعاً لكفالة العيش الكفاف ، لأُسر تعيش فى مجتمع اشتراكى .. تؤمن به وتعيش فيه. ونحن أدرى من غيرنا بما يقاسيه أولئك الناس الذين يسهل الدخول إلى نفوسهم من هذه الزاوية، وابتياعهم إلى جانب القوة المضادة. ومن ثم فلابد من الارتفاع بمـوارد أولئك الصغار، الذين يحتاجون دائماً إلى المزيد من المكاسب، ليظلوا على إيمانٍ ببلدهم .. وعلى شعورٍ بأنهم أصحاب المصلحة الحقيقية فى بقاء النظام الاشتراكى على القمة .. فى نقاء وثورية، وشكراً .

السيد / الرئيس :

فيه عندى اقتراح من الدكتور درويش : "السيد الرئيس، أرجو الموافقة على عرض هذا الاقتراح". والحقيقة ده مش قرار ولا حاجة.. أنا قريته، هو بيقول: " أولاً : رأى الجامعات والأساتذة فى الأسباب التى أدت إلى ما حدث، والتى توصف بأنها قد تحدث مستقبلاً ". وطبعاً مش حيبان هنا إلاّ من أساتذة الجامعات .. " رأى الأساتـذة فى التنظيمات الطلابية وكيف تكون؟ .. وكيف نحقق الغرض من تكوينها تربوياً، وعلمياً، واجتماعياً، ووطنياً ؟.. رأى الأساتذة فى الوسائل الكفيلة بمنع حدوث مثل ما وقع ، وهل يُكَوَّن الاتحاد الطلابى .. وكيف يُكَوَّن؟ " .. كل الكلام ده لوزير التعليم العالى، يعنى ممكن يطلب هذه الآراء :

ـ " هل من المصلحة بعث منظمة الشباب ، وكيف تتكون؟ .. وهل تكون رياستها من خارج الجامعة الجامعة، أو من داخل الجامعة ؟

ـ مسألة أعضاء هيئة التدريس وربطهم ربطاً تاماً بالثورة عقائدياً ومسيرة الثورة نحو تصفية آثار العدوان .

ـ توضيح مسئولية أعضاء هيئة التدريس نحو انتظام الأداء فى الجامعات والمعاهد علمياً ووطنياً .

ـ الرأى فى فتح الجامعات والمعاهد، ومتى يكون ؟ "

أنا باعتقد إن الحاجات المطلوبة بالنسبة لرأى الجامعات، ورأى الأساتذة، ومنظمة الشباب، وأعضاء التدريس .. كل دى موجهة لـوزيـر التعليم العـالى. الحقيقـة الرأى فى فتـح الجامعات

والمعاهد ومتى يكون ؟.. ده أيضاً بناخذ فيه رأى الأساتذة .. ورأى الجامعات، وبناخد فيه رأى جميع الأجهزة المسئولة عن الأمن فى الدولة. يعنى ده مش اقتراح ولا قرار علشان نأخذ عليه الرأى .

السيد / عبد العزيز أحمد عبد الرحيم :

سيدى الرئيس .. ولا أقول سيادة الرئيس، وهذه رغبتكم سيدى، وأقول سيدى.. ورفـاق الكفاح يقولون سيدى .. وهذه رغبتكم سيدى. لقد سمعنا من السادة الوزراء .. والسادة الأمناء الذين عاصروا هذه الأحداث المؤسفة الشىء الكثير، الذى إن دل على شىء فإنما يدل على الهمجية والفوضى ، التى أُرجعها أولاً وقبل كل شىء إلى التدليل ، وكيف يُتصور أن يكون الذى حدث سببه قانون التعليم. هذا القانون صدر لصالح من؟.. لقد صدر لصالح الطلبة قطعاً، فكيف يتظاهرون ؟

إن أقاربى من الطلاب الذين تتلمذوا على الدكتور حلمى مراد، يشهدون أنـه معهم بمثابة الأب الرحيم .. والأخ الكبير، وأنه فى كل ما يصدر عنه يأخذ نفسه بهذه المثل. ولا شك أنه حينما أراد تغيير قانون التعليم، كان يسير فى هذه الحدود. فالقانون إذاً لم يُغَيَّر إعتباطاً، بل جاء بعد دراسة وتدقيق، الهدف منهما الارتفاع بمستوى الطلبة والعلم، فإذا قوبل هذا العمل الإصلاحى بهذه الهمجية التى حدثت، فهذا يعنى الاستهانة بالحكم والحاكمين على نحو ما .

أوضح الزميل فريد عبد الكريم بأن الطلاب حينما قاموا بما قاموا به فى فبراير، وتلاه بيان 30مارس، اعتقدوا أنهم كانوا سبب التغيير، فاستولى عليهم الغرور، فأرادوا أن يكونوا دولة فوق الدولة.. وحكومة فوق الحكومة، وهم بفوضويتهم هذه قد يكونون سبباً فى تشعب الأحداث، إذ كل وزير يُصْدِر قراراً لا يعجب طائفة محددة .. مهدد بالتظاهر ضده من هذه الفئة. وأتصور مثلاً أن السيد وزير الزراعة يريد تغيير المحاصيل الزراعية وتجميع مساحات لزراعتها بصنف معين ، فقد يحدث مثل ما حدث. وأتصور كذلك أن السيد وزير الخزانة يرى أن الميزانية تزيد مليون جنيه فيحاول تدبير هذا المبلغ من العمال فى المصانع أو الزراع، فيقابل من هؤلاء بهذه الهمجية التى رأيناها من الطلبة .

وفى رأيى أن نعطى للسادة رؤساء الجامعات - وهم أقرب الأقربين من الطلبة، وعلى علم بما يقدمون عليه من أمور تتنافى مع طالب العلم - سلطة الفصل، وفى يقينى أنها الدواء الشافى، على غرار ما فعل عميد الجامعة الأمريكية .

السيد الرئيس .. خرجنا فى سنة 1950 فى مظاهرات ذات طابع وطنى .. قمنا وخرجنا مطالبين

بالسلاح، لأن الاستعمار طوق محافظة الإسماعيلية، والعساكر المصريين عُزَّل من السلاح إلاَّ العِصِى .. لهذا تظاهرنا، فهل سلِمنا من رجال الشرطة؟.. لم نَسْلَم، وضُرِبْنَا، واعْتُقِلْنَا. ونرى أنه كان هناك واجـب وطنى فى ذلك الوقـت يحتم علينا التظاهر. أما الآن ونحن نعيش فى بلد حـر، فلماذا تخرج المظاهرات؟.. ولماذا يُضْرَب رجال الشرطة؟.. ولهذا فنحن نُطالب ونُلح فى المطالبة بوصفنا القاعدة العريضة .. قاعدة الفلاح والعامل - الذين هم شريان هذا الوطن والعمود الفقرى له - أن تُحسم هذه الأمور حسماً شديداً، وإننا معك، ومؤيدوك، والله يوفقك ويرعاك، وشكراً .

تم تعديل بواسطة أبو محمد

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

تابع ..

السيد / الرئيس :

هو أنا برضه بالنسبة للكلام اللى حصل .. وبالنسبة لكلام الأخ من جامعة أسيوط ، فيه نقطة الحقيقة لازم نكون على بَيِّنة منها .. وأرى من الواجب عَلىَّ إيضاحها، هى عملية القيادة.. أنا فى رأيى إن احنا مش قادرين نَقُود الطلبة، ولازم نواجه الأمور بصراحة وبوضوح، إيه الأسباب؟.. الأسباب كثيرة .. قيادة الطلبة النهارده بقت فى إيـد الحقيقة مااحناش عارفينها ايه ؟ .. سواء كانت اتحادات، أو غير اتحادات. بل بالعكس .. انه بعد فبراير هذه الاتحادات لم تكن لها أى قيمة فى الجامعات، بل احنا جِيبنا الاتحادات .. وقلنا نقوى الاتحادات حتى تكون هى القيادات، ولهذا إدّينا الاتحادات هذه السلطات .. فاللى حصل ان الاتحادات شطت .. وسارت فى هذا الموقف. واللى تسبب فى عملية الإسكندرية كلها هو رئيس اتحاد طلبة الإسكندرية .. اللى اسمه الشاطر ، وفى الآخِر حب يِبَرّر موقفه .

فالحقيقة اللى بـدى اقوله الآن – ولوقت طويل – على اللى بنقول : حننـزل فى البلاد.. ونتكلم .. ونعمل .. بنحاول هذا – الحقيقة – من السنة اللى فاتت. لكن اللى بدى اقوله إن احنا حاولنا بهذا الموضوع أن تكون لنا القيادة، ولكن لم ننجح. وده وضع يجب إنى أنا اقوله كده بكل صراحة .. وبكل وضوح. إذاً ليست لنا القيادة فى الجامعات لعدة أسباب، زى ما باقول إن 99.5 % من الطلبة أنا باعتبر انهم كويسين وموالين للثورة … إلى آخره .. بل يمكن أكثر من هذا .. ودول غير منظمين، وفى نفس الوقت بيخافوا من الـ 5,. % اللى عاملين شلة وبلطجية، وقاعدين طول النهار فى الكافيتريا .. ويسقطوا .. سَقَطوا السنة اللى فاتت كلها .. وجـزء كبير منهم عامل زى البيتلز ، لابس جزمـة ببوز .. ومربى شعـره، هـو أنا شُفْت؟.. أنا ماشفتهمش .. أنا سمعت بهذا الكلام ، والعملية بقت عملية يعنى شلة .. وعلى طول ملمومين مع بعض . وأنا متتبع الموضوع ده من فبراير بالتفصيل .

قيادتنا احنا بقى ايه ؟.. احنا كانت قيادتنا ممثلة فى منظمة الشباب .. أو هكذا تصورنا. وانهارت منظمة الشباب .. إذاً أصبحنا فى وضع مالناش قيادة على الطلبة، يجب أن نعمل الآن على أن تكون هناك قيادة .. وهذا سيأخذ كثير من الـوقت، يمكن السنة دى كلها مانقدرش نصل إلى هذا . ده وضع لازم نحطه فى راسنا واحنا بنتكلم فى الموضوع ، لأن احنا لَمَّا بنقول حنجيب الأساتذة .. وحيتكلموا مع الطلبة .. ومش فاهم ايـه .. هل ده يوصلنا إلى القيادة السياسية؟.. أنا رأيى لأْ .. يمكن فى جامعة أسيوط أيـوه.. لأن جامعة أسيوط وضعها أيضاً بيختلف عن جامعة الإسكندرية من الأول .. من تنظيمها .. ومن إنشائها .. ومن ربطهـا .. إلى آخـر العمليات دى. ممكن الكلام فى اللائحة والحاجات دى .. ممكن يعـاد النظر فيها، أما القيادة فلا زالت غير موجودة بالنسبة للطلبة ، وستكون القيادة فى المستقبل غير موجودة .. وهى القيادة السياسية .

ده الحقيقة علشان نعرف موقفنا ازَّاى؟.. لجان الاتحاد الاشتراكى – اللى أنا متصوره فى الجامعات - يا إمَّا كانت سلبية .. يا إمَّا اشتركت. الاتحادات اللى كنا معتمدين عليها كلها زَوَّرت، يعنى لَمَّا تقرأوا المنشورات اللى مطلَّعها اتحاد الجامعة، واتحاد كلية الطب، واتحاد كلية الزراعة، ويمكن كلها زُور .. وحتى عملوا منشورات باسم المعيـدين .. والمعيـدين قالوا إنهـم لم يشتركوا فى هذا . كل ده عملية تدل على التمرد .

الهتافات الموجودة : " أين قانون الحريات .. يا أنور يا سادات؟ " مثلاً، ده هتاف اتقال ، مافيش حاجة اسمها : قانون الحريات .. الحقيقة احنا عَدِّلْنَا قوانين الطوارئ .. وعدِّلنا أكثر فى القوانين الموجودة .. بقى عندنا قوانين أخف من القوانين الموجودة فى لبنان. يعنى فى لبنان موجود المحكمة العدلية، والمحاكم العسكرية، والنيابة العسكرية .. موجود كل حاجة بهذا الشكل، وتستطيع أن تتدخل فى أى وقت. احنا خففنا وطَلَّعنا التعديلات اللى اتكلم عنها الأخ حافظ بدوى فى المؤتمر، وأنا وعدته ان احنا حنطلَّعها .. طلَّعنا كل هذا الموضوع . فإذاً العملية هى برضه إصرار، لأنى أقدر أفْضَلْ مائة سنة أقول : أين قانون الحريات؟.. مافيش قانون فى العالم اسمه : قانون الحريات .

وبعدين الحقيقة وأنا باتكلم فى هذا باقول - حتى الواحد وهو بيكّلم نفسه - إذا كنا مش قادرين نَقُود، فما هو البديل لهذا بالنسبة لنا؟ .. برضه باقول : أنا رأيى فى هذا .. إذا كنا مش قادرين نَقُود، إذاً يجب أن نحكم طالما احنا فى السلطة .. وطالما علينا مسئولية حماية مصالح قوى الشعب العاملة .. وحمايـة الثورة .. وحماية أهدافنا. ثم علينا أن نحمى ظهور قواتنا المسلحة الموجودة فى جبهة القتال، طالما احنا مش قادرين نَقُود سياسياً.

وحتى نَقُود سياسياً فليس أمامنا من سبيل إلاّ ان احنا نحكم ، وعلى هذا فأى إجراءات خاصة بعمل سِياسِى حتقترحوها .. باقول لكم : مش حاقدر أنفذها .. لن نستطيع، لأن احنا ماشيين فى هذا الموضوع، وحياخد وقت طويل . فليس أمامنا إلاَّ سبيل واحد . الحقيقة ماباقولش - أنا برضه - إن احنا نتساهل.. أو مانتساهلش، أو ناخد بالقوة .. أو بالشدة، لأ .. باقول : ليس أمامنا الخيار، إذا لم نكن نستطيع أن نَقُود .. فليس أمامنا إلاَّ أن نحكم. وده الـوضع باختصار .. وبكل بساطة، ونحن لا نستطيع أن نَقُود الآن، وحنعوز وقت طويل حتى نستطيع أن نَقُود .

السيد / محمد المرسى على :

سيادة الرئيس .. السادة أعضاء اللجنـة، الحقيقة بعد مناقشات طويلة وعديدة مع إخوانى العمال وأهلى الفلاحين ، أريد أن أطرح أمامكم صورة من واقع القاعدة .. العمال يستنكرون بشدة ما حدث من الطلاب، ويعبرون عنه بأنه تهريج وصل إلى حد الخيانة .. بل هو لعب وعبث بعرقهم ، وجهدهم ، وبمقدراتهم .. وهـو عبث كذلك ضد نظام يعتقد العمال والفلاحون أنه سبب وجودهم وحياتهم . وهم يقولون : إن أبناءهم يلعبون دوراً خطيراً ضد وجود آبائهم - الذين يعملون ويكدون ليلاً ونهاراً فى الحقول وفى المصانع - فى ظل نظام اشتراكى كفل لهم العيش الكـريم ، ومكَّنهم من أن يُـرَبُّوا أبناءهم. وهذا الذى حدث يحز فى نفوسهم، ويعصر قلوبهم ألماً. إذ كيف يعملون هم لكى يَبْنوا أبناءهم، وأبناؤهم يهدمون بلدهم وما بناه أهلوهم. وهم يتساءلون : إن أفلت الزمام بهذا الشكل فمن المستفيد من هذا ؟ هل هم العمال؟.. أو هل هم الفلاحون؟.. هل هم أبناؤهم الطلبة ؟.. لا هذا ولا ذاك ، إن المستفيد لن يكون أحد من هؤلاء، بل المستفيد الوحيد هو العدو الخارجى - الاستعمار والصهيونية - والرجعية فى الداخل .

وضماناً لتحقيق الأمن القومى .. ولتحقيق أمن هؤلاء الكادحين - من العمال والفلاحين المنتجين – ولتحقيق أمن مستقبل أبنائهم الطلاب .. ولتحقيق أمن الأمة العربية ومصر، خاصة بعد أن تكلمتم سيادتكم فأصبتم - عما يجيش فى صـدور العمال والفلاحين – من أن المظـاهرات تضعف احتياطى الدولة، وتهز اقتصادها، وتقضى على قوتنا السياسية الخارجية والدولية .

لهذا كله فإن جماهير العمال والفلاحين تطالب باتخاذ إجراء حاسم .. حتى ولو اقتضى الأمر إغلاق الجامعة حتى إزالة آثار العدوان، إذ ليست المصانع بحاجة إليهم .. فهى مليئة بخريجى الجامعات .. وتدفع لهم أجوراً .. وبعضهم لا يعطى عملاً . وإذا كان أمن البلد .. وإذا كان الحرص على النظام الاشتراكى - الذى فيه مستقبلنا .. بل وجودنا - يستدعى أن نغلق الجامعة حتى إزالة آثار العدوان .. فلنغلق الجامعة على وجه التأكيد، وشكراً .

السيد / محمد عبد الحكيم موسى :

كيف يمكن حل هذا الإشكال؟.. لقد سأل السيد الرئيس هذا السؤال، وإنى أُجيب عليه على قدر طاقتى، ولابد أن أقدم له بإيضاح مَلأَ صدرى – منذ الأمس - بألم شديد .

أيها الإخوة .. إن كل شىء محتمل أو متوقع حدوثه تتحمله الأعصاب، وخاصة أعصاب الأحرار. لقد أتينا إلى مكاننا هذا - يا سيادة الرئيس - وكل أملنا وأمانينا أن نقوى جيشنا .. وأن نُهيِّئ له المناخ الصالح الطيب .. وأن نكون خلفه وأمامه بإنتاجنا، وأموالنا، وأرواحنا، ودمائنا ، وكل ما نملك . وكان إضراب أولادنا الطلبة محتملاً .. وكانت فكرة إظهار الشعور أمراً يمكن أن يُنظر فيه بعين الحنان والعطف .. كل هذا كان يمكن علاجه فعلاً. وكذلك فإن غلق الجامعة يا سيدى الرئيس أمر محتمل، وليس من ضير فى هذا، حتى يفهم كل طالب ما له وما عليه .

ولكن الأمـر غير المحتمل .. الأمـر الذى لا يقبله عقل ولا يقبله الشعب أبـداً ، هو التخريب والإتلاف، والحرائق .

والأدهى من ذلك والأَمَرّ أن يكون هناك أمر - أياً كان هذا الأمر - يُشغل جيشنا عن عدو داخل أراضينا .. ينتظر ساعة ضعف.. أو ساعة انشغال. إن هذا أمر لا تتحمله أعصاب قوم مؤمنين بوطنهم، وبرئيسهم، وبقائدهم جمال عبد الناصر .

لقد سمعنا من سيادة الرئيس أنه أمر بعض وحدات الجيش أن تأخذ أماكن حول الإسكندرية، وإنى أتساءل كيف يُشْغَلُ الجيش بغير العدو؟ .. أمر لابد من أن يُنظر إليه ويُنظر فيه بشىء من العزم، والقوة، والصلاَبة، والشدة، ودون نـدم أو ألم .. ولا ضير من هذا ، ففى البتر شفاء ، إذ أن الطبيب يفتـح بطـنى، ويستأصل قطعـة منى .. مثـل الزائدة مثـلاً .. فأرتاح وتأتينى صحتى .. وتتجدد حياتى .. وأقوم سليماً معافى .

ثم إن هناك أمراً هاماً يجب ألاّ نُهمله أبداً، كيف يكون رجال الشرطة - وهم أساس الدفاع المدنى ومنظموه فعلاً - مشغولين بغير العدو؟.. وأن نستدعى قوات شرطة القاهرة إلى الإسكندرية؟.. إنها أمور وإن خاننى التعبير يا إخوانى، فأرجو أن تتكرموا وتتفهموا مرادى، وما يقوله فؤادى. هل نسى هؤلاء الطلبة أن مخطط العدو – الأبدى اللدود – من النيل إلى الفرات؟.. وهل نسى هؤلاء أنهم بعملهم هـذا قد يتسببون – لا سمح الله – فى ضياع أمتهم، وأن يكون والده ووالدته وإخوته وأخواته – لا سمح الله – مـن اللاجئين أو السبايا . إن كان هـؤلاء ومن يشجعهم قـد نسوا هذا، فليعلموا أن العصا لابد أن تذكرهم وتعيدهم إلى رشدهم جميعاً .

إن الشعب يا سيدى لا يمكن أن يقامر بحياته، وأمنه، ومستقبله، وإننا هنا فى اللجنة المركزية ، لابد أن نخرج بقرار يضع حداً لمن أراد ضررى، وضرر بلدى، ووطنى، ودينى، وإيمانى، وأخلاقياتى .

والجبهة الداخلية - يا سيدى الرئيس - لابد أن تظل متماسكة، ومترابطة، ومؤمنـة . وبعد هذا أعتقد - وكلى عشم فى الله سبحانه وتعالى – أن المشاغبين قلة.. والمارقين قلة، والشعب.. كل الشعب يؤمن بوطنه، ورئيسه، ومبادئه .. ولكن كما نقول عندنا فى الريف : " يعملوها الصغار ويقع فيها الكبار " .

سيدى، نريد مناخاً صالحاً لجيشنا .. ونريد جـواً طيباً لجبهتنا الداخلية .. نريد شِدَة ما بعدها شدة لكل عابث أثيم . إننى أعبر عـن رأى الفلاحين، وأدافـع عـن العلاقـة المقدسة بين الطالب وأستاذه .. ولقد دافعت بشدة فى لجنة الخمسين ولجنة المائة عن علاقة الطالب بأستاذه. وأعتقد أننى ذكرت فى هذه اللجنة أننى طوال حياتى لم أدخن سيجارة أمام والدى .. رغم بلوغى سن الخمسين ، وأننى إذا ما رأيت أستاذاً لى اليوم .. فإننى أقابله بكل احترام وتبجيل. فعلينا أن نعمل على إعادة هذه الروح بين أبنائنا الطلبة .

سيدى الرئيس ، هناك أمور فى شئون الطلبة منذ السنة الأولى الإبتدائية تستحق العلاج، وأرى ألاّ يكون العلاج سريعاً، بـل أراه علاجاً مـدروساً، وواضحاً، وشاملاً ، لأننا نريد الشباب القوى المتين .. صاحب الرأى المتين أيضاً، والفكر الصحيح المبين . ورجـائى سرعة تكوين تنظيم سياسى، يُبْنَى على أساس سليم ومدروس .. والله سبحانه الموفق .

وفيما يتعلق بموقفى وموقف إخوانى الفلاحين .. فلا يعقل أننا نعمل فى حقولنا ليلاً ونهاراً.. نَكِدُّ ونعمل فى الحرث .. متحملين الحر والقر، كل ذلك فى سبيل زيادة الإنتاج، ومن أجل أن نوفر لأبنائنا هؤلاء ما يسعدهم، إلى جانب ما أسعدتهم به الدولة من فتح باب العمل للخريجين منهم كل عـام . أقـول ليس من المعقول - وهذا شأننا وشأنهم - أن نتركهم فريسة للغرور أو التضليل . إننا لا نقبل هـذا مطلقاً، ولـو أن ولدى قـام بمثل هـذا العمل.. وفى مثل هذا الظرف العصيب، فإنه لا يستحق أن يكون ابن فلاح، بل يجب أن يُحكم عليه بالموت . ولكن يا سيادة الرئيس كيف يكون حل هذا الاشكال؟

إنى كفلاح أقترح أموراً يستطيع أهل الفكر والذكر أن يستعينوا بها، إن كانت وراءها فائدة:

أولاً : بالتبصير.. والتبصير الصحيح، وكلمة الحق الخارجة من القلب تصل إلى القلب .

ثانياً : استعمال الشدة مع كل عابث .

ثالثاً : إغلاق الجامعة - وياله من قـرار مؤلم للغاية – على أَلاّ تفتح إلاَّ على أساس سليم مأمون العواقب .. وأركز على كلمة مأمون العواقب .

رابعاً : عمل تنظيم سياسى قوى بين الشباب .

خامساً : وجـود رابطة قوية بين هيئات التدريس والطلبة، وتُطَالَبْ هيئات التدريس بتنفيذ ذلك بالطرق التى تروق لهم .

سادساً : اشراك أولياء الأمـور ، على أن يتحملوا نتيجة عمل أبناءهم بطريقة أو بأخرى ، لأننى لا أخشى أحداً أكثر من والدى ، ومعظم الطلبة هكذا .

سابعاً : ضرورة تقرير عقاب صارم لكل وحدة اتحاد اشتراكى لا تعمل .. سواء فى المعاهد، أو الكليات، أو المدارس ، أو تلك التى تأخذ جانب السلبية، إذ أنها انتُخِبَتْ لتعمل .

ثامناً : دراسة مشاكل الطلبة فى جميع المراحل، حتى تتحقق فعلاً مجانية التعليم، ويتحقق تكافؤ الفرص، ولا تكون مجانية التعليم سبباً لثراء بعض المدرسين .

تاسعاً : مراجعة ومراقبة أخلاقيات هيئات التدريس، إذ ما سمعناه الآن والأمس - من رجال التعليم – بخصوص هيئات التدريس ، ليس من الأمـور المستحبة تجاه تلك الهيئات، التى ننظر إليها - وستظل النظرة إليها - نظرة كلها احترام، فهم بمثابة الملائكة .

عاشراً: النظر فى الاتحادات الطلابية وقوانينها، وعمل تقييم جاد لهذه الاتحادات، بحيث لا يُسمح بالدخول فى انتخاباتها إلاَّ بشروط معلومة مدروسة، تكون على بينة للجميع .

وفى رأيى أن ذلك كله يمكن أن يتحقق - يا سيـادة الـرئيس.. وياحضرات الأعضاء – بالحكم الصحيح الجاد، وهذا يأتى بالتأنى، والتروى، والنفس الطويل، وبألا تُحَدَّد لها مواعيد. وعندما تكتمل كل هذه الأمور، نستطيع القول : إننا سيطرنا على الطلبة .. ومن ثم نفتح الجامعة ، والله يوفقنا جميعاً - بك ومعك - على طريق النصر إن شاء الله، وشكراً .

السيد / أحمد محمد الخواجة :

سيدى الرئيس .. يجب أن ننظر إلى الأمر نظرة كلية شاملة، هـل نحن فى مواجهة حركة طلابية وطنيـة ضلت الطريق .. ونريد نحن أن نصحـح أخطاءها؟ وهل نحن بصدد صراع بين اتحاد الطلبة ومنظمة الشباب .. كما قيل فى فبراير الماضى؟ أظـن أن الأمر يجرى على غير ذلك، بل إن الأمر هو حركة منظمة للثورة المضادة .. وجدت نقطة ضعيفة تنفذ منها .. وهى ضعف العمل السياسى فى الجامعات، وليس علينا فى هذا الصدد أن نواجه علاج الجامعة .. ولا أن نواجه حركة الطلاب فحسب، بـل علينا - مخلصين نحو هذا الوطن - أن نتجه إلى الثورة المضادة، نقتلع جذورها من كل مكان .

ودليلى على تنظيم هذه الحركة ينبع من واقع أُؤمن به كل الإيمان . إننى مؤمن بأن الثورة المضادة كانت منظمة كل التنظيم فى اختيار المنصورة بالذات، ولقد عشت شهرين كاملين فى مدينة المنصورة أثناء الانتخابات، ورأيت كيف تتصارع فيها القوى السياسية، إذ كانوا يأتون إلىّ - يشهد بذلك الأخ محمد عبد الرحمن .. وهو موجود - وذلك على مـدى 18 ساعة يومياً .. وعندما يقيد شخص فى الاتحاد الاشتراكى، تأتى فرقة وتتساءل : لماذا قيد هـذا ؟ ويقولون عنـه : إنه شيوعى . وعندما يُقيد شخص آخر، يقولون عن هذا الشخص : إنه من الإخوان المسلمين .

هذا وتتميز المنصورة كذلك بتتابع قيادات سياسية وتنفيذية .. كَوَّنَتْ شِلَلاً تاريخية - على حد تعبير سيادتكم بالأمس - وليس لهذه الشِلَلْ مِنْ هَمٍّ إلاّ أن تنفث حقدها .. وتبث سمومها فى كل قائم على الأمر، لأن السلطة نُزعت منها . ثم كيف تحركت الحركة فى المنصورة من رجل هو بطبيعته ضد النظام .. سمعت من السيد أنور السادات أن اتحاد الطلاب قد ذهب إلى المنصورة حيث كان سيادته أيضاً هنـاك، ورأيت عضواً من اتحاد الطلاب فى جامعة القاهرة يقول أيضاً – فى جامعة القاهرة .. وفى لجنة الاتحاد الاشتراكى بالجيزة - ما قاله السيد أنور السادات تماماً .

ويشاء قدرى أن أكون فى مدينة الإسكندرية يـوم الإثنين فى احتفال للمحامين، فوجدت عضواً من الذين حضروا مع السيد أنور السادات بالمنصورة .. موجود بالإسكندرية، ولا يتحدث إلاَّ فى إثارة الشغب بين الطلبة . معنى ذلك أن هناك انقساماً بين اتحاد الطلبة حـول هذه المسألة .. وأن هناك اتجاهات مغرضة، بمعنى أنه إذا اختلف اثنان حول واقعة واحدة، أحدهما يقول فيها أمراً.. والآخر يقول فيها أمراً آخر منافياً، فمعنى ذلك أن أحدهما مغرض، وقد وضح غرضه تماماً من حركة الطلاب فى الإسكندرية، ووضح أن الذين حركوها فى كلية الهندسة هم أعضاء اتحاد الطلاب الذين سافروا إلى المنصورة .

إننى مؤمن - مع سيادتك – أنه لا توجد قيادات لنا فى الجامعة .. قيادات قادرة على القيادة . ولكن حتى قيادات الاتحاد الاشتراكى أصبحت غير قـادرة.. بل أصبحت عـاجزة، ودليلى أن لجنة الاتحاد الاشتراكى فى جامعة القاهرة اجتمعت اليوم وأعدت محضراً، فماذا قالت لجنة قسم الجامعة .. لقد قالت نفس الكلام الذى تردده الثورة المضادة : " نريد حرية الصحافة" . ليس هذا فقط، بل إنهم يرفعون صوتهم إلينا بأننا نؤلب الطوائف ضد الطلبة، ويناشدون اللجنة المركزية ألاّ ينعقد المؤتمر القومى لمناقشة هذه المسألة .. حتى لا نؤلب الرأى العام ضد الطلبة، ومعى محضر هذا الاجتماع أتركه لسيادتكم .

ومعنى ذلك أن الطلبة استطاعوا بفكر ليس نابعاً من التنظيم، أن يُؤثِّروا فى مسار لجان الاتحاد الاشتراكى فى الجامعة، فهل هذه هى حركة الاتحاد الاشتراكى التى تنعكس على لجانه؟.. أم هى حركة الثورة المضادة ؟

وحين أواجه الثورة المضادة، لا يجب أن أواجهها بعطف أو بحنان، ذلك لأن الثورة المضادة ضارية، لا تعرف أخلاقاً .. لا تعرف ضميرا. إن الثورة المضادة تريد قلب النظام، ومن ثم فهى تثير الطلبة – وهذا واقع – وتُذَكِّرهم بإضرابات الطلبة أيـام الاحتلال، فتقول لهم : " إن الطلبة فى الماضى كانوا رجالاً، إذ كانوا يحرقون العربات العامة، وكانوا يهزون الحكومة " . وهذا وإن كان صحيحاً، إلاَّ أنه مع الفارق البعيد، ففى الماضى – وكما عشت أقسى فترات الجامعة.. فى الفترة من 1943 إلى 1948 - كان الطلبة جميعاً ضد السلطة فعلاً ، وكانت قيادتهم - وهى ضد السلطة - تواجه بتجمع من السلطة . فهل الطلبة الآن ضد السلطة؟ إننى أستنكر هذا، ولكنى أقول : إن هناك مجموعة ضد السلطة، ولنرى من الأمثلة المثال الذى ضربه السيد / محمـد السيد عبد الرحمن، وهو طَلَبْ ألاّ تُشَيَّع الجثث فرادى.. ولكن تُشَيَّع جماعات .. وهذا تَشَبُّه بموقف تاريخى حدث سنة 1936، وسيادتكم تعلم هذا تماماً، فينقل إليهم من واقع غير اشتراكى إلى مجتمع اشتراكى، فهل نقابل الثورة المضادة بتفكير مؤداه أن نعيد تنظيم الشباب، ووضع القيادات فى الجامعة؟

إننى فى مرحلة ثورة، فإما أن تلتهمنى .. وإما أن أقضى عليك، ونضال الثورة الاشتراكية ضد الثورة المضادة، يجب ألاَّ يعرف رحمة ولا هوادة ضد من يُثْبتَ أنه عميل أو أجير للثورة المضادة. ولذلك فإننى أَلْفُظ كل الكلام الذى يقال عن التنظيمات السياسية داخـل الجامعة - وما شابه ذلك- كعلاج للموقف الذى نحن فيه .

وفى رأيى أن من يُثْبت عليه أنه حمل فكر الثورة المضادة - واعياً أو غير واع - يجب أن ينال قسطاً من الجزاء .. كافياً لحماية ثورتنا .. وحماية مكاسبنا الاشتراكية .

فمسألة التنظيمات السياسية وإعداد كوادر بالجامعة تقود فكرنا .. وعمل تنظيم طلابى ، هذه مسألة ضرورية وواجبة ، لأننا لابد وأن نواجه مستقبل الثورة المضادة - داخل الجـامعة – بتنظيمات سياسية ، ولكن اليوم توجد ثورة ضدنا ، وهى تريد هدم الوطن فى معركة انتصر فيها – وهى معركة الصمود – فهل نحن حريصون على صمود هذا الوطن أم لا؟ هذه هى القضية. ومن هنا فكل سهم يصوب إلى صمود هذا الوطن .. يجب أن يُرَدُّ إلى صاحبه .. ويُرَدُّ بعنف وبقسوة. وهذا ما أردت أن أقوله، وشكراً.

أما فيما يتعلق بفتح الجامعة فهذه مسألة لى رأى فيها…

السيد / الرئيس :

هـل كنت حضرت فى الجامعة ثانى يوم؟

السيد / أحمد محمد الخواجة :

هـل فى الإسكندريـة؟

السيد / الرئيس :

لأ .. هنـا .

السيد/ أحمد محمد الخواجة :

لقد حضرت هنا فى نفس اليوم، وحضرت لجنة الجيزة، وسمعت فيها أحـد أعضاء هذه اللجنة من الطلبة يقول لهم نفس الكلام الذى قاله السيد أنور السادات فى اجتماع اللجنة السياسية : " إن الطلبة يعاملون بالحسنى .. وإنهم موجودون فى " فيللة " .. وإنهم يتناقشون فى الأمر .. ولم يتعرض أحـد لهم . وتصل الواقعـة كما قصها السيد/ أنـور السادات .. وكما قصها السيد/ محمد السيد عبد الرحمن تماماً بين الطلبة .. فهاجمه الطلبة، وتهجموا عليه .

وذهبت إلى السيد/ أحمـد كامل فى الإسكندرية، وكان الطلبة قد قالوا لى : إن محامياً قد اعْتُقِل – وهذا المحامى كان رئيساً لاتحاد الطلبة، وعُيِّن مستشاراً قانونياً للطلبة – فسألت السيد / أحمد كامل عن هذه الواقعـة .. علماً بأننى ذهبت لأقول له بصراحة: لو كنت فى حاجة إلى أحد يتحدث إلى الطلبة ، فإننى ومعى المحامـون مستعدون لبذل الجهد فى سبيل إقناعهم .. فأجاب بأن اعتصام الطلبة سينتهى بعد ربع ساعة .. وأثناء وجودك معى. وبعدها فعلاً قال لى : إن الاعتصام قد انتهى. ثم أحضر المحامى فسألته: " أين أنت؟" .. فقال : "إننى موجود بالجامعة منذ ثلاثة أيام بالاتفاق مع السيد سكرتير المحافظة، من أجل محاولة فك الاعتصام" . فسألته عما حـدث، فأجاب بـأن أعضاء الاتحاد الذين ذهبوا إلى المنصورة .. عادوا فقالوا : "إن رجال الشرطة قـد اعتدوا اعتداءً صارخاً على الطلبة بغير سبب، وهم الذين بادروا الطلبة بالضرب، وتسببوا فى هياجهم" .. أى نقلوا له هذا الكلام .

أمـا عن الحركة السريعة فقد وضحت من كلام السادة المحافظين. علماً بأن من قال فى نادى المحامين بأن المحامى معتقل .. هم الطلبة، وقالوا : إنه مستشار الاتحاد ، وعندما ذهب ليحضر التحقيق مع المدعو "الشاطر" – الذى قبض عليه – قبض على هذا المحامى. وقد تبين أن هذه الواقعة لا أصل لها حتى هذا التاريخ . ولكن هذا ما حدث فعلاً فى الإسكندرية والجيزة .. إذ نُقِلت الصورتان من مكان واحد، ولكن بروايتين مختلفتين .

وكما سمعت من أساتذتى وزملائى - أعضاء الجامعة – أن هناك كليات حافظت على سير الدراسة فيها، ولم تستسلم للنـزعات التى أثارها المشاغبون. ومن هنا أرى – والرأى الأعلى لحضراتكم – أنه إذا كانت هناك كليات نستطيع أن نسيطر على سير الدراسة فيها، فلنبدأ بعد فترة بفتحها كلية كلية. إذ أن فتح كلية كلية، أفضل من إغلاق الكليات جميعها مرة واحدة .

ولقد سألت الطلبة فى مناقشتى معهم: "ما هو المقصود بالصحافة الحرة ؟ ولم أجد جواباً، إذ على قدر علمى، لا توجد صحيفة واحدة فى العالم محايدة، فهى منحازة دائماً إلى شىء . وصحافتنا منحازة إلى نظامنا .. وإلى الاتحاد الاشتراكى. وقلت لهم : " إذا كنتم تريدون صحيفة مثل النهار، أو الحياة فى بيروت، فاختبروا حياد هذه الصحيفة، وأرسلوا إليها مقالاً فيه سب للملك فيصل، فإذا نشرت هذه المقالة، فلكم أن تقولوا : إن هناك صحافة محايدة فى لبنان " . وقلت لهم : " إن الصحافة هى رأى عام" ، ولكنهم يقولون : إن الصحافة هناك تنشر حركة الطلبة، فقلت : "هذا صحيح، لأن هناك مذاهب وحركات سياسية مضادة متعددة، ولكن نحن هنا، هـل لدينا نظامان سياسيان؟ أو فكران سياسيان؟ أم هو فكر واحد هو الاتحاد الاشتراكى ؟ .. وأصل واحد هو المحافظة على الصمود إلى أن نحقق النصر ؟ " . هذه قضايا لا يَرِدُ عليها خلاف بين محايد ومنحاز ، بل نحن جميعاً منحازون لرأى واحد، ويجب أن نظل على انحيازنا له. هذا ما أردت أن أقوله، وشكراً .

السيد / الرئيس :

هو لى تعليق على الموضوع.. أنا لم أعتقل شخص واحد حتى الآن، يعنى زى ما قلت امبارح : من فبراير لغاية دلـوقت اللى اعتقلوا 3 مازادوش .. مابقوش أكثر من 3 .. كل الناس اللى هُمَّ قُبِض عليهم .. قُبِض عليهم بواسطة البوليس فى المظاهرات - سواء فى المنصورة، أو أظن هنا فى القاهرة، أو فى الإسكندرية - وقدموا إلى النيابة، ولم تطلب منى وزارة الداخلية أى اعتقالات حتى الآن .

والحقيقة أنا فكرت طبعاً فى الموضوع .. موضوع القيادة السياسية ، الحقيقة أنا شايف خطورة موضوع عملية الطلبة، وازاى إن هذا الموضوع باستمرار حيكون قنبلـة زمنية .. وشايف أيضاً ان احنا لا قيادة لنا فى الجامعات، ولكن هناك بداية.. وبداية لسه صغيرة جداً .

فالحقيقة الوسيلة قدامنا إيـه؟ إذا لم نكن نستطيع أن نَقُود ونحن فى السلطة، فعلينا أن نحكم.. ده يعنى البديل الوحيد، ولكن إذا أردنـا أن نحكم، فكيف نحكم؟ برضه ده كان السؤال اللى بعد كده. وعلى هذا الأساس الحقيقة أنا طرحت فكرة عقد المؤتمر القومى على إخواننا أعضاء اللجنة التنفيذية العليا، لأن أنا عارف الحركة اللى فاتت فى فبراير .. كان فيه عطف يمكن على الطلبة إلى حـد ما . أما الدور ده مافيش أبداً عطف .. دول هُمَّ فعلاً انعزلوا.. هُمّ النهارده من الصبح دايرين طالبين عدم انعقاد المؤتمر القومى .. وبعتين - أظن - طـلب إلى اللجنـة المركزية بعـدم المـوافقة على عقـد المؤتمر القومى .

الحقيقة الفكرة فى عقد المؤتمر القومى هى إن احنا برضه بناخد كل مناقشاتنا هنا فى هذه القاعدة .. هى مناقشات مغلقـة، والرأى العام هو الطرف الأساسى فى الموضوع .. ماهواش مشترك معنا فى بحث الموضوع .. بيقرا الصحف .. بيسمع كلام .. بيسمع إشاعات، وأيضاً أنـا باقول : إن الثورة المضادة بتعمل .. وزى الكلام اللى قاله الدكتور أبو زيد امبارح .. هـو قال: "هناك ثورة .. وهناك ثورة مضادة، وناس مع الثورة .. وناس ضد الثورة ". كل اللى حصل ان الناس اللى كانوا ضد الثورة .. كانوا ساكتين، دلوقت بيتحركوا إلى حد كبير. هذا الكلام .. كلام صحيح .

وبعدين فيه حاجة ثانية، الحقيقة الأولى : أى واحد ضد الثورة كنا بنعتقله، يعنى لَمَّا ييجى خبر ان فلان عمل كذا .. واتكلم كذا .. وقعد مع الناس، يصدر أمر اعتقاله. وأنا قلت لكم : إنه فى يوم من الأيام كان عندنا معتقلين من الإخوان .. كانوا ستة آلاف، النهارده المعتقلين 300 أو 400.

إذاً كل واحد فاهم .. لا يمكن الحقيقة لنا أن نحكم .. ولا يمكن لنا حتى أن نطبق قانون الطوارئ .. ولا يمكن لنا أن نسير فى سبيل من السبل، بدليل الدكتور اللى اسمه أظن " فايق " فى كلية الآداب .. كان فيه منشورات بتوزع على الطلبة .. باسم جماعة تحرير مصر ، وفيها كـلام بقى زى الكلام اللى فى جريدة الحياة .. والكلام اللى بنشوفـه فى بيروت.. والكلام والمنشورات اللى بتتوزع فى الخارج، هجوم يعنى صارم على النظام .. وعلى كل شىء . مين اللى بيعمل هذا الموضوع؟ اتوزع منشور .. ثم اتوزع اثنين .. ثم اتوزع الثالث فى الجامعة .. وفى البوسطة، وأخيراً قِدْروا فى المباحث يعرفوا إن اللى قام بهذه العملية هو الدكتور فايق . فبالنيابة قُبِض عليه .. وراح النيابة .. وقعد، وبعد شوية اتكلم واعترف .. حتى اعترف على زوجته، وقال إن مِرَاته هى اللى كانت بتكتب المظاريف.. وده اعتراف كامل .

واحد اتصل ثانى يوم بكلية الآداب .. واتصلوا ببعض الأساتذة، وقالوا : فايق اختطف .. الدكتور فايق اتخطف .. ومش فاهم ايه، وفين بيان 30 مارس؟ وماحصلش تغيير، واعتصم طلبة كلية الآداب .. وقالوا : عايزين الدكتور فايق، وانتم سمعتم بقية القصة امبارح. كل دى حاجات جديدة، يعنى ماكانتش بتحصل قبل كده، راحوا مجموعة من الطلبة مع العميد .. وراحوا قابلوا وزير العدل.. وقابلوا النائب العام .. شافوا العملية ورجعوا .

إذاً فيه عملية تشكيك.. وفيه عمليـة استجابة، إذاً أيضاً هى عملية الثورة المضادة .. دلوقت إذا أردنا أن نواجه الثورة المضادة .. أو نواجه هذا العمل، الحقيقة الفكرة إننا نِسَيِّسْ الموضوع، وإذا أردنا أن نحكم، فلا نحكم إدارياً. يجب أن نُسَيِّس الموضوع، وبعد هذا بنشوف الاتجاه، ثم نسير فى خطوط .. وسهل قوى الخطوط اللى ممكن نسير بيها ، ومسك كل الأمور العملية سهلة جداً .. وفى أى وقت ممكن تتمسك كل هذه الأمور .. وتُحْسَم هذه الأمور .. ودراسة الحاجات اللى اديناها .. اللى تنازلنا عنها أكثر من اللازم … الخ .

والحقيقة - بعد المؤتمر القومى - علينا أن نحكم وناخد قرارات بالنسبة لأمور عدة، وتسير الجامعة .. وتفتح الجامعة .. ونمشِّى . الحقيقة إذا ترددنا فى اتخاذ هذه القرارات يكون الأسلم عدم فتح الجامعة .

دلوقت الحقيقة فيه عدد كبير من الأعضاء طالبين الكلام ، وِبَرْضُه أنا شايف ان تقريباً اتكلمنا فى كل المعانى، وأنا عندى اقتراح بيقول : " سيادة الرئيس.. نقترح على سيادتكم أن يُكْتفى بما قيل من كلمات وُضِّحت بـها كل النقاط حول هذا الموضوع، ونرجو الاكتفاء بذلك، ويُكمل بما سيدور فى المؤتمر القومى يوم الإثنين إن شاء الله ".. وعدة توقيعات .

فى الحقيقة حضراتكم حتكونوا المتكلمين الأساسيين فى المؤتمر القومى. وفى رأيى أيضاً أن تعقد مؤتمرات فى المحافظات فى أيـام السبت والأحد .. ونبدأ المؤتمر القومى يوم الإثنين . والحقيقة يجب أن يظهر التزامنا وموقفنا. الحقيقة أى ميوعة فى موقفنا .. والناس تحس ان احنا مثلاً كلجنة مركزية غير ملتزمين ، أو أى واحـد فينا يتكلم فى القاعـة كلام .. أو يتـكلم مـع المسئولين كلام .. أو بَرَّه كلام .. ده بِيْطمَّع الناس فينا . الحقيقة أنا بِدِّى اقول إن احنا بنتكلم على اللى عايز ياخد مواقف بطولة فى الجامعة، أنا عندى حوادث، وعندى أسامى .. فيه واحد وقف مثلاً فى كلية الحقوق وانتقد الميزانية، وبعدين الطلبة قالوا له : " ليه ماتقولش الكلام ده للحكومة؟".. قـال لهم : " هُمَّ بيسمعوا كلام حد .. هُمَّ يعنى مايحبوش يسمعوا كلام أى واحد له شخصية" .. والطلبة يعنى وافقوا على هذا.

احنا عندنا الحقيقة اللى عمل الميزانية - السنة دى – واحد من أكفأ الناس الموجودين فى بلدنا .. فى مصر .. وهو الدكتور حجازى، وأظن كلنا نعلم هذا ، لكن هل الطلبة يعلموا هـذا ؟ مش ممكن الطلبة يعلموا هذا، لكن العملية دى الحقيقة بتخلى القيادى يتجه إلى [ ناس ] غير [ مضبوطة ]. إذاً موقفنا بيكون واضح لنا جميعاً.. الحقيقة كلنا نلتزم بالثورة .. وبالطريق اللى يمكننا من أن نحافظ على الثورة والاشتراكية ، ثم نستطيع أن نواجه المشكلة العظمى الكبيرة الصعبة اللى هى قدامنا .. اللى هى مشكلة إسرائيل، لأن إسرائيل وراها أمريكا .

الحقيقة علينا ان احنا نتكلم فى المؤتمر.. وكل واحد بيتكلم، وبتقولوا أيضاً لإخوانكم فى المؤتمرات .. كل واحد بيكون ملتزم. وفى هذا الوقت - الحقيقة - الواجب على كل واحد أن يتكلم بكل صراحة .. وبكل وضوح، ده أول شىء بيخوف الثورة المضادة، ويجبر الثورة المضادة على الدفاع.

النهارده الطلبة عارفين انهم انعزلوا، بس عارفين ان المؤتمر لن يوافق على كلامهم، دايرين من امبارح على كل المكاتب. يـوم الجمعـة كانوا بيروحوا للمكاتب.. والناس كلها تجيبهم .. وتديهم شاى .. ويطبطبوا عليهم، النهارده دايرين على المكاتب ماحدش بيقابلهم .. ومافيش حد أبداً مستعنيهم. يعنى يوم الاثنين كانت المطالب الصبح إقالة شعراوى جمعـة .. وكذا، ورفع الرقابة و .. و … إلى آخره . الحقيقة لَمَّا الجيش نزل الظهر.. وطلعت الهيلوكبتر .. وابتدا الجيش يتعاون مع البوليس، الحقيقة الوضع اتغير فى داخل كلية الهندسة .

هناك أيضاً تصور أن الجيش .. والجيش أيضاً - أنا بـدى اقول لكم – لازال حتى يومنا هذا من عمد النظام، لأن احنا فى تكويننا السياسى لِسَّه أولاً : ماوقَّفْنَاش تكوين سياسى كامل . ثانياً لِسَّه ماربطناش بين الجيش والاتحاد الاشتراكى . ودى خطوة لازم الحقيقة نمشى فيهـا .. وخطوة جماعية فى المستقبل . فالنـاس متصورة ان الجيش بَـرَّه .. والناس أيضاً متصورة ان الجيش يمكن عنده حساسية ماينـزلش فى الشارع .. أبـداً الصدى فى القوات المسلحـة فى منتهى السوء، لأن بيقولوا إن ظهرنا احنا دلوقت طعن .. اللى حصل ده طعنة فى ظهرنا .. وضرب فى ظهرنا. والأولاد بيدخلوا بيموتوا، يعنى احنا عندنا يومياً فى داخل سيناء ناس، وفيه ناس قُتِلوا .. وناس ماتوا .. وناس اتعوَّرت. النهارده الرأى العام فى القوات المسلحة ايه اللى عايزينه؟.. عايزين استنكار، وعايزين يشعروا ان ظهرهم مسنود .

وأيضاً برضه احنا متساهلين .. الحقيقـة احنا تساهلنا السنة اللى فاتت، وكان قصدنا فى هذا ان احنا بندى فرصة لكل واحد ليُبَيِّنْ ايه طينته وعنصره .

فى المؤتمر القومى الحقيقة بنحط القضية، وبعد هذا لن نستطيع أن نَقُود الطلبة سياسياً .. لا السنة دى .. ولا السنة الجاية، لأن لِسَّه حيقودوها العشرة اللى فى كلية الهندسة ، والخمسة اللى فى كلية العلوم، والأربعـة اللى فى كليـة الاقتصاد .. وأنا أعرفهم واحد.. واحد، واسم .. اسم، ومتتبعهم.

هُمَّ دول اللى حيقودوا، ويستطيعوا انهم يهيجوا الدنيا كلها . اللى هيج برضه الجامعة فى فبراير طالب واحد، وأنا أعرفه .. اللى جه من كلية الاقتصاد إلى كلية الهندسة .. واتكلم مع بتوع كلية الهندسة.. وبتوع كلية الهندسة اتفقوا معه، وطلعوا وراحوا الجامعة وقعدوا .. بقوا 12 .. ثم بقوا 19، ثم جَرُّوا كلية الهندسة كلها علشان تطلع تانى يوم . ثم بعض أساتذة الطب راحوا - مـن اللى بيكسبوا فى الشهر يمكن 3000 جنيه - وعملوا مؤتمر .. وعملوا قـرارات .. وهـددوا يانقبل كلامهم ونعمل أحزاب .. يايطلَّعوا مسيرة بالطلبة .

والواحد شاف هذه المواضيع وساكت .. لم أتخذ أى إجراء طول السنة اللى فاتت تجاه أى واحد من هـؤلاء الناس ، وشايف تحركات القوى المضـادة .. ولم أتخـذ أى إجـراء، بل بالعكس احنا مابنعتقلش .. احنا بِنِفْرِج .

دى الصورة الموجودة فى البلد.. وده الوضع الموجود فى البلد. الحقيقة باعتقد ان كلامنا احنا فى المؤتمر القومى سيوزن الأمور وزن سليم، ويجب على كل واحد فينا يثبت أنه ملتزم بالثورة .. وبأهداف الثورة، خصوصاً اللجنة المركزية، حتى لا نجعل قوى الثورة المضادة تطمع فينا. ده أول شىء باعتبر ان احنا بهذا نكون حلِّينا 75% من المُشكِل. بعد كده بالعمل الإدارى نستطيع ان احنا نحل الـ 25% الباقية. وأنا رأيى ان قوى الثورة المضادة – سواء الداخلية أو الخارجية – إذا وجدت … وأنا طبعاً فى تصورى ان احنا أول ما حنبتدى المـؤتمر .. حنبتدى علناً ، وحنحط الإذاعة والتليفزيون ونتكلم للبلد .. اللى احنا عايزين ناخـدها فى جانبنا، ونِعْزِل قوى الثورة المضادة عنها، ده يخلينا نكسب 75% من المعركة، وبالنواحى الإدارية نستطيع ان احنا نكمل 25%، أو بيكون أقل من 25%.

طبيعى الأولاد اللى كانوا معتصمين قبض على جـزء كبير منهم، وأيضاً حولوا إلى النيابة بالنسبة للكلام اللى عملـوه .. وبالنسبـة للعَمليات اللى عملـوها . وبعـدين طبعاً كانوا مجهزين كوكتيل مولوتوف فى داخل الجامعة .. قزايز مَالْيِينها، وكانوا مجهزين قزايز مليانة رمل .. وكانوا مجهزين عمليات، وباين انها طبعاً عملية موجهة، والدكتور درويش قعد معاهم ليلتين ، وقال لنا ايه الكلام اللى سمعه منهم .

عملية - بقى - فتح كلية من الكليات .. الحقيقـة بـرضه باقولها كطالب ، وزمان أيام ماكنا طلبة، لَمَّـا كانت تتقفل الكليات، وبعـدين يفتحوا كلية .. كلية، بييجوا الطلبـة التانيين، ويقولوا للكلية دى انها كلية نسوان .. مش كلية رجالة، وانكم انتم كذا .. وياخدوها من هذه الناحية، وبييجولهم طلبة كلية الهندسة. حنفتح كلية الطب مثلاً .. طلبة كلية الهندسة الصبح يدخلوا كلية الطب، ويبقى عددهم 100 أو 200 ويقعدوا يشتموا فيهم .. وكذا ، وبعدين يطلعوا بمظاهرة . فإذا كنا حنفتح لازم حنعمل كـردون .. ولازم نعمل كرنيـه.. الطريقة بتاعة زمـان اللى احنا عارفينها .. علشان مانخليش طالب كلية ييجى إلى كلية ثانية .

وأنا متهيألى إن دى عملية برضه سابقة لأوانها، لأنى متصور ان احنا عندنا رمضان والعيد .. والجامعة بتبقى مقفولة، وبنفكر - إذا كنا حنفتح بعد العيد – ايـه الإجراءات اللى حناخدها علشان نفتح نحسب لهم دى إجازة نُص السنة، أو حَنِسْتَنَّى بعد كده حسب الصيغة الموجودة، أو حنقفلها لغاية إزالة آثار العدوان، ونجند الطلبة كلهم .. والجيش عايز يجنـد الطلبة، وممكن قوى اللى مش متربى .. يتربى تربية كويسة قوى فى القوات المسلحة، وأنـا سألت القوات المسلحة .. هل مستعدين يخدوهم؟ هم قالوا القتال والكفاح، وطلبنا التطوع .. وطلَّعنا البيان .. واتطـوع أربعـة، أربعة بس من كل الجامعة .. اللى هى 150 ألف .. علشان يتطوعوا .. وماحدش اتطوع بعد كده .

أرجو الموافقة على الاقتراح اللى هو الاكتفاء بما قيل، ونكمل كلامنا فى المؤتمر .. أَيْوَه .

السيد / محمد صبرى محمد مبدى :

إذا أذن لى السيد الرئيس فى أن أعرض إجراءً استفسارياً بحتاً.. إذ المفروض أن اللجنـة المركزية، عندما يُدْعَى المؤتمر القومى العام للانعقـاد .. تتقدم لـه بورقة عمـل ، وتكـون هناك حصيلة من المناقشات، أو خطوط عامة من القرارات .. أو الآراء التى انتهت إليها فى أمر ما، أو فى بعض الأمور.

وأود أن أسأل سيادتكم إذا تكرمتم، هل من الأوفق أن ننتهى من المناقشة التى دارت على امتداد جلستين، إلى شكل من أشكال القرارات .. توضع أمام المؤتمر القومى العام ليسترشد بها.. أو أن نعتبر هذه المناقشات هى مجـرد إحاطة من اللجنـة بالوقائع التى تمت، وعملية إستئناس برأيها فى الحلول ، أو ما إلى ذلك؟ وشكراً .

السيد / الرئيس :

والله هو أنا … طيب نسمع كلام الأخ حشيش .

السيد / فريد زكى حشيش :

يجب ألاّ نعتدى على حق المؤتمر .. فالمؤتمر هو صاحب الحق الأول، ونحن استمعنا بالفعل إلى المسئولين - سواء أكانوا من السلطة التنفيذية، أم من السلطة الشعبية - ممن عاشروا هذه الحوادث، وقد أُعْطِينا صورة كاملة، وعلينا أن نَقُود فى المؤتمر القومى العام فكراً موحداً نابعاً عن اللجنة المركزية. وإننى أرفض تماماً أن يصدر أى قرار من اللجنة المركزية، كأن يصدر قرار منها باستئناف مناقشة الحوادث فى المؤتمر القومى العام . أقول هـذا لأنه إذا أصدرت اللجنة المركزية قراراً، فسوف يقولون إننا " فبركنا " العملية، وأرجو أن ننأى عن هـذا تجنباً للحساسيات، ورجائى – وقد عودتنا سيادتكم على إفساح المناقشة فى جميع أمورنا، وطالما شجعتنا على هـذا – أن يشعر أعضاء المؤتمر بهذا .. بل وبأكثر منه، حتى يُفْصِح المتحدثون عما يريدون، لأننا جميعاً ملتزمون، ومتمسكون بالنظام وبالقيادة، وهدفنا هو الضرب على أيدى العابثين .

وليس من شك فى أن المـؤتمر لا يبغى إلاّ الخير ، وهـو يمثل الشعب الذى خرج يومى 9 و10 يونيه .. هـذا الشعب الذى لم يمت .. ولن يموت هذا الشعب الذى يستعد للمعركة. علينا أن نعطى صورة علنية لهذا الشعب، فنوضح له لماذا لا نخوض المعركة الآن؟ .. هذا أمر من الأهمية بمكان، إذ أن هناك جبهة داخلية بدأت تتفتت ، وأنـه يجب على الشعب أن يعيد تنظيم نفسه . أعـود فأكرر أنه لا يجوز أن تصدر اللجنة المركزية قـراراً .. وإن هى فعلت هذا، فقد أخذت حـق المؤتمر الكامل فى أن يكون هو المُعَبِّر الأساسى عن الشعب .

السيد / الرئيس :

تحبوا اتكلم أنا واقول لكم رأيى .. وَلاَّ نفتح باب المناقشة فى هذا الموضوع؟ .. هو اللى أنا متصوره الحقيقة فى هذا الموضوع – أو فى أى موضوعات أخرى – اللجنة المركزية الحقيقة لَمَّا ينعقد المؤتمر ماتاخدش قـرارات، فاللجنة المركزية تقدم تقارير إلى المـؤتمر .. والمؤتمر يبحث هذه التقارير، ويأخذ فيها قرارات .

واللى أنا متصوره - الحقيقة - حينما يعقد المؤتمر، أنا حاتكلم كلمة افتتاحية، وهذه الكلمة تعتبر تقرير .. زى تمام سكرتير أى حزب ما يبتدى فتح المؤتمر بإنه يقدم تقرير .. وهذا التقرير يشمل الأحداث المهمة .. أو الحاجات اللى حيتكلموها .

وبعدين فى المؤتمرا أيضاً الناس المسئولين .. إذا كان فى صناعة .. أو إذا كان فى كذا .. يدوا تقارير. اللى أنا متصوره انه حنبتدى الموضوع بأنى حاقـول كلمة .. وهذه الكلمة تعتبر تقرير، بيكون فيها حصيلة الكلام اللى انتم اتكلمتوه هنا فى اللجنة المركزية. برضه اللى أنا متصوره ان الكلام اللى قلناه امبارح .. وده يمكن مكرر بالنسبة لنا .. لكنى أعتبر انه ضرورى جداً بالنسبة للناس، واننا بنبتدى نسمع وزير التربية والتعليم، ثم وزير العدل، ثم أمناء محافظات إسكندرية، والجيزة، والمنصورة، وبعد كده أى آراء لأى حد تانى. بعد كده بنفتح المناقشة فى الموضوع .

والحقيقة أيضاً فى المؤتمر .. الطلبة بيبقوا موجودين، والحقيقة أنا شايف أنه من العدالة أن احنا ندِّيهم حق الكلام .. ويتكلموا، لأن الأخ أبو زيد امبارح قال : إن الطلبة اتكلموا .. واحنا مااتكلمناش، والحقيقة أنا ادِّيت الحديث فى وقت من الأوقات مخالفاً اللائحة لرئيس اتحاد الطلبة .. ورئيس اتحاد الطلبة لَمَّا وقف يرد على الطالب اللى قال إن فيه ناس اتصلوا به من الثورة المضادة، ووقف وقال ان فيه ناس اتصلوا به أيضاً .. هو عبد الحميد حسن، قال إن فيه ناس اتصلوا بِىّ أنا، وطلبوا منى إنى أعمل كذا .. وكذا .. وكذا. وأنا الحقيقة فوجئت بهذا الكلام، لأن عبد الحميد حسن مابَلَّغش وماقالش حتى للناس اللى معاه .. إن فيه ناس اتصلوا بـه. وده بيدل على ان فيه ناس بتتصل برئيس اتحاد الطلبة .. ممكن يتصلوا بأى حد .. فالاتصالات دى عملية سهلة .

اللى أنا متصوره ان احنا حنبتدى المؤتمر يوم الاثنين الساعـة 7 ، أنـا حاقول كلمة.. حنمَشِّى الإجراء زى ما مشى هنا امبارح، علشان المـؤتمر ياخد صورة ، ووزيـر الداخلية حاخليه برضه زى ما عملت آخر المتكلمين .. وبيختصر كلامه. إخواننا اللى حيتكلموا .. بيجهزوا كلامهم كويس . وبعد كده بنفتح المناقشة والموضوع فى المؤتمر، باعتبر ان عدد كبير من حضراتكم يجب أن تكون له الفرصة للكلام .

ممكن نقعد أيام : الاتنين والتلات والأربع ، وفى نفس الوقت ممكن نطلَّع لجنة من المؤتمر .. وهذه اللجنة بتبقى لجنة صياغة .. تصيغ القرارات، زى مـا عملنا فى المؤتمر اللى فـات.. طلَّعنا فيه لجان، وتطَلَّع هذه اللجان القرارات .. وبنعرضها فى آخـر المؤتمر .. ثم نرى رأى المؤتمر . بعد كده اللى أنا متصوره .. احنا عاملين لجنة دلوقت متكونة من : عبد المحسن أبو النور، ولبيب شقير ، ووزير التعليم العالى ، ووزير الأوقـاف، ووزير الداخلية، لبحث موضوع الطلبة كلـه، ومراجعة جميع الكروت ، وكل واحد له تاريخ موجود عندنا .

وأيضاً بالنسبة للأساتذة .. لأن طبعاً فيـه أستاذ مقبوض عليه فى إسكندرية ، وثلاثة معيدين أيضاً – كانوا مشتركين مع الطلبة – كان مقبوض عليهم فى إسكندرية . بعد ماننتهى من المؤتمر .. الحكومة – بقى كحكومة – بترى ايه الإجراءات اللى حتتخذها فى معالجة هذا الموضوع بالنواحى الإدارية، وفقاً للقرارات اللى ستصدر من المؤتمر. بعد كده حنيجى نتكلم .. وحنجتمع هنا فى اللجنة المركزية، إذا كان فيه كلام بالنسبة لهذا الموضوع طبعاً ممكن نتكلم فيه .

وبعد هذا نبحث الحقيقة موضوع مجلس الأمة .. اللى هو كان مفروض نبحثه امبارح ، وأنا رأيى ان موضوع اللجنة السياسية نبحثه أيضاً. واللى له رأى من حضراتكم يتصل بالسيد أنور السادات .. وهذا الموضوع الحقيقة فيه آراء كثيرة جداً .. الواحد مش قادر يرسى على أى رأى من الآراء، لأن كل رأى له عيوبه وله حسناته .. وكل رأى من الآراء الموجودة حيدخلنا فى إشكال. يعنى بالنسبة لمجلس الأمة كل واحد شايف الإجراءات كلها .. لازم حنبقى فى مشكل ما بين اللجنة المركزية ومجلس الأمة، يمكن من هنا لغاية اجتماعنا القادم نستطيع أن نحل هذا الإشكال .

إذاً وافقتم على هذا القرار اللى قدامنا بالاكتفاء بما قيل .. موافقين؟ ( موافقـــــة )

السلام عليكم .

( رفعت الجلسة حيث كانت الساعة العاشرة والنصف مساءً ) .

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

كنت قد اقتبست فقرات من محاضر جلستين للجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى العربى لتدعيم مشاركاتى فى أحد مواضيع تاريخ مصر .. وكانت تلك الفقرات مثارا لجدل طويل .. وكان فى اعتقادى أن وضع تلك المحاضر كاملة فى مشاركات الموضوع المذكور هو إخلال بوحدة الموضوع .. لذلك فأنا أضع المحاضر كاملة فى موضوع جديد ليقينى أنها وثائق هامة تختلف كثيرا عن الكتب أو المقالات أو الدراسات التى تعبر عن رأى محرريها

إن هذه المحاضر تثير الفكر بشكل أعتبره ممتعا ، خاصة لمن عايشوا تلك الفترة ، وبشكل أرجو ألا يكون أقل إمتاعا لمن لم يعايشوها .. فهى تضع أمامنا صورة للحياة السياسية فى فترة مابعد هزيمة 67 .. يستشف منها القارئ مقدار غليان شباب تلك الفترة .. ويستشف منها كيف كان الفكر السياسى الحاكم فى تلك الفترة وما قبلها .. وفى رأييى الخاص أن القيادات السياسية التى ستظهر أمامنا هى أصول لصور مازلنا نراها فى أيامنا هذه حسنها حسن وسيئها سئ

محاضر هاتين الجلستين فى نوفمبر عام 1968 توثق رد فعل طلابى فى المدارس الثانوية لقرارات تطوير التعليم الثانوى والثانوية العامة فى ذلك الوقت .. وتعامل الأمن مع مظاهرات طلاب المنصورة مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى .. وكانت تلك الأحداث شرارة أشعلت نارا فى مدينة الإسكندرية بدأت من كلية الهندسة وامتد أثرها إلى محافظات مصر بدرجات متفاوتة وكانت الأحداث من الجسامة بحيث أفردت لها اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى العربى (قمة الحزب السياسى الواحد فى تلك الأيام) وقائع جلستين فى شهر رمضان المعظم من عام 1388 هجرية - نوفمبر من عام 1968 برئاسة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

أتوقع أن يتم تناول وقائع تلك الجلسات من عدة زوايا حسب ميول المشاركين

عندما نناقش قرارات 1960 و 1961 لم يكن يصح ابدا ان تستشهد بكلام قيل عام 1968 وهذا كان سبب خلافنا لانك هنا تخلط الاحداث بعضها البعض وعندما طالبت منك نشر وقائع تلك الجلسات كان غرضى هو توضيح هذا الخلط لشباب المنتدى

نشر وقائع هذة الجلسه يستحق الشكر لابو محمد لانه وضح لنا كيف كانت مصر تدار من قبل عبد الناصر .... فهذة الوقائع تبين كيف كان عبد الناصر يتحاور مع المسئولين وممثلين الشعب وهو الامر الذى لم تشهدة مصر لا قبله ولا بعدة

هذة الجلسه التى قدمها لنا اخونا ابو محمد وليس انا مذكور فيها كلام على لسان وزير التربيه والتعليم الدكتور الجامعى محمد حلمى مراد ( اسمه غير مذكور فى الحضور على فكرة !!)

وهنا اود ان اؤكد على معلومه ان محمد حلمى مراد كان دكتور جامعى مشهود له بالكفاءة والجراءة ولم يكن ابدا ضابطا سابقا فى الجيش ... نراة يحادث الحضور عن ليس عن أوامر صادرة له من عبد الناصر لينفذها فى وزراته بل عن دراسات قام بها وهو الوزير المسئول فى وزراته وأدت الى حدوث غضبه شديدة من بعض طلاب المدارس الثانويه

فماذا كانت هذة القرارات

كانت محاوله لاصلاح التعليم المصرى حددها عبد الناصر بأن تلاميذ الابتدائيه لا تجيد التحدث باللغه العربيه

لذلك فقد أوضحت دراسات الدكتور حلمى مراد ان النظام الذى يسمح للفاشل فى ان يسقط عدة مرات فى تعليمه ان يستمر فى تعليمه هو نظام فاشل ومن ثم حتم تغييرة

اخوتى الشباب

تعالوا نفهم معا النظام الدراسى الذى كان موجودا قبل ثورة الدكتور حلمى مراد عليه

لقد رأى نظام عبد الناصر بأستمرار النظام الذى كان موجودا قبل الثورة والذى كان يسمح لطالب الثنويه العامه من دخول الجامعه ( ومنها كليات الطب) بأى مجموع حتى ولو سقط فى مادتين بشرط ان يحصل على ربع مجموع درجات هذة المادتين

فوجدنا طلاب يدخلون كليات الطب بمجموع 41 % وهو راسب فى مادتين

لذلك كانت قرارات محمد حلمى مراد فى اعادة تقييم النظام التعليمى عام 1968 ... طبعا طلاب الثانوى لم تعجبهم تعديلات محمد حلمى مراد ( وليس عبد الناصر ) فقاموا بالمظاهرات وكسروا المحالات ووسائل النقل العام ....

لماذا

لانهم يريدون أستمرار الفشل التعليمى كما هو ويقاومون الاصلاح

ان هذة المحاضر خير دليل على ان

عبد الناصر كان يستعيين بأصحاب الخبرة من دكاترة الجامعات وكان يطلق يديهم فى البحث عن حلول اصلاح مجتمعنا وكان يترك لهم حريه التحدث عن خططهم امام الشعب بدون قيود او توجيهات مسبقه

وانا ادعوكم الى قرائتها ودراستها لنتعرف عن خبايا هذة الحقبه

الدكتور / محمد حلمى مراد :

السيد الرئيس .. السادة أعضاء اللجنة التنفيذية العليا .. إخوانى وزملائى أعضاء اللجنة المركزية، عندما كُلِّفت بمهمة وزارة التربية والتعليم ، قبلت هذا التكليف باعتباره رسالة وطنية، يجب أن تؤدى فى هذا الوقت العصيب، وإنها رسالة يجب أن أؤديها لإصلاح التعليم - كما شرح لى ذلك السيد الرئيس فى اليوم الأول لتكليفى بالاشتراك فى الوزارة - وقد عزمت وعقدت النية على أن أبذل قصارى جهدى فى سبيل إصلاح نظم التعليم .. وتطوير مناهج الدراسـة .. وإعطاء الفاعلية والجدية للتدريس والتحصيل، حتى نضمن أن يحقق التعليم الآمال المنشودة .. وآمال الشعب المعقودة عليه .

والواقع أن صلاح حال هـذا الوطن يجب أن يبدأ من قطاع التربية والتعليم ، هذا القطاع الذى يُرَبىِّ ويُعَلِّم ويُكَوِّن الأجيال المتلاحقة منذ نشأتها، باعتبارها مادة قابلة للتشكيل، منذ مرحلة التعليم الابتدائى، حتى تتخرج وتمارس عملها فى الحياة العملية .

ولقد بذلت وزملائى - فى وزارة التربيـة والتعليم – الجهود المضنية للكشف عن العيوب والمآخذ التى يوجهها المواطنون إلى نظم التعليم، والتى نلمسها جميعاً باعتبارنا أولياء أمور .. وباعتبارنا معنيين بشئون هـذا الوطن ، وجمعنا هـذه العيوب، ووضعنا وسائل العلاج لها، وضمنَّاها مشروعات قوانين، وطرحناها للمناقشة العامة .

وقد طُرحت مبادئ هذا الإصلاح فى الصحف - على أوسع نطاق - ونوقشت فى شتى المجالات. وقد عقدنا لجاناً مختلفة ضمت جميع الأطراف المعنية، فكانت هذه اللجان تضم رجال الجامعات والمعاهد العليا، وممثلى الاتحاد الاشتراكى، وأعضاء لجنة التعليم بمجلس الأمة، ورجال الصحافة والإعلام، وممثلى الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية .

وقد حدث لأول مرة فى تاريخ مصر، أن مُثِّل الطلبة فى لجـان عـليا تضم أعلى المستويات، لمناقشة مثل هذا الموضوع الخطير .. وأبدى الطلاب رأيهم فى هذا القانون. وعُدِّلَتْ هذه القوانين عدة مرات - أثناء المناقشات - حتى تتحقق الصورة التى يبتغيها كل مواطن . ثم بعد ذلك عُرِضَتْ هذه المشروعات فى اللجان الوزارية . ثم انتهى الأمر بأن عُرض مشروع قانون التعليم العام على أمانة الاتحاد الاشتراكى بمحافظة القاهرة، ثم على لجنة الشئون الداخلية المنبثقة من لجنتكم الموقرة ، وانتهى به المطاف إلى مجلس الوزراء، حيث وافق على مشروع قانون التعليم العام فى صورته النهائية .

وقد دام هذا النقاش والحوار ستة أشهر كاملة، وكنا نتلقى خلالها جميع الآراء والتقارير والمذكرات، وكنا نعدل فى المشروع حتى يحقـق كل الآمال، ونتفادى جميع المآخذ والعيوب. وبمجرد أن وافق مجلس الوزراء على هذا المشروع فى مساء يوم الأحد 17 نوفمبر، عقدنا فى اليوم التالى مؤتمراً صحفياً شرحنا فيه مزايا هذا القانون، وما يحققه من آمال، وما يعالجه من مثالب وعيوب فى نظمنا التعليمية .

ثم سافرت بعد ذلك فى اليوم التالى إلى المنيا، حيث كان يعقد هناك مجلس مديرى التربية والتعليم بشتى المحافظات - وفقاً للنظام المتبع بأن يعقد هذا المجلس مرة كل شهر بصفة دورية فى إحدى عواصم المحافظات - وكان من بين جدول أعمال هذا المجلس موضوع الأحكام الانتقالية لتطبيق مشروع قانون التعليم العام، وبدأنا فى مناقشة هذه الأحكام، من النظام التعليمى القديم إلى النظام التعليمى الجديد، المصدق عليه من مجلس الوزراء .

وفى اليوم التالى لانعقاد مجلس مديرى التعليم فوجئنا باتصال تليفونى من محافظة الدقهلية، بأن هناك اضطرابات ومظاهرات فى مدرستين من المدارس الخاصة فى مـدينة المنصورة، وقد استفسرنا عن سبب هذه الاضطرابات .. فقيل لنا : إن طلاب هاتين المدرستين يتساءلون عن نقطتين فى القانون الجديد، ويحتجون عليهما :

النقطة الأولى : هى أن النظام الجديد قضى بأن الطالب يجب أن ينجح فى جميع المواد، بدلاً من إجازة نجاحه مع رسوبه فى مادة أو مادتين، كما كان يقضى بذلك النظام القديم .. وأن طلاب الصف النهائى يقولون : إن الوقت الباقى من السنة لن يكفى لاستيعابهم المواد المتخلفة عليهم .

أما النقطة الثانية : فهى أن القانون الجديد حدد عدد مرات الرسوب فى امتحان شهادة إتمام الدراسة الثانوية.

فرددنا على ذلك بالقرارات التى كان مجلس مديرى التعليم قد وافق عليها فيما يتعلق بهاتين النقطتين.

ففيما يتعلق بالنقطة الأولى : وهى إلغاء نظام الطالب الناجح الراسب، وهو الذى ينجح مع رسوبه فى مادة أو مادتين، فقد ذكرنا للسيد المحافظ أنه قد تقرر أن يمتحن طلاب الصف النهائى وفقاً للنظام القديم الذى كان معمولا به .. بمعنى أن ينجح الطالب مع رسوبه فى مادة أو مادتين ، وذلك بالإضافة إلى استفادته من المناهج المعدلة إذا حُذِف منها بعض الموضوعات التى تعتبر أنها زائدة - أو لا يُحتاج إليها - وفقاً لما تقرره اللجان المشتركة بين وزارة التربية والتعليم والجامعات .. وأن طلاب الشهادة الإعدادية أيضاً سيمتحنون وفقاً للنظام القديم، وذلك نظراً لأن المدة الباقية من العام لن تكفى الوزارة لكى تقوم بتقويتهم فى المواد التى تخلفوا فيها .

أما طلاب سنوات النقل، وهم : سنة ثانية إعدادى، وسنة أولى وثانية ثانـوى، فستُرَتَّب فصولاً لمن ترك منهم إحدى المواد التى تتوقف فيها الدراسة فى الصفوف التالية على ما يُدَرَّس فى الصفوف السابقة، وذلك تأسيساً على أن بعض المواد تنتهى بانتهاء السنة، وحتى لو دُرِّست نفس المادة فى الصف التالى، فإنه لا يكون لها علاقة بها، مثال ذلك مادة التاريخ، فيصح أن تُدَرَّس فى صف من الصفوف تاريخ حقبة معينة، وفى الصف التالى يُدَرَّس تاريخ حقبة أخرى .. إذاً التاريخ ليس مادة نمو، بحيث تتوقف الدراسة فى الصف التالى على الدراسة فى الصف السابق. أما اللغات الأجنبية والرياضيات فهى مواد نمو، بمعنى أن الطالب يجب أن يستوعب ما درس فى الصفوف الأولى، حتى يتفهم ما يُدَرَّس فى الصفوف التالية. ولذلك اتفقنا على أن نعقد فصولاً خاصة للطلاب الذين كانوا يتركون مادة اللغات الأجنبية، ومادة الرياضيات، بغرض تقويتهم فيها – وفقاً لمناهج معينة - وذلك على حساب الدولة. ثم يعقد لهم - بعد ذلك - فى نهاية العام امتحان خاص تراعى فيه ظروفهم، ومن يرسب فيها يعقد لهم دور ثان قبل نهاية العام التالى .

رُبّ سائل يسأل : ولم لا يطبق هذا النظام على الطلبة الجدد فى التعليم الإعدادى؟.. أى لماذا نحاول أن نطبقه على الموجودين فعلاً؟ السبب فى ذلك أننا إذا انتظرنا لكى نطبقه على الطلبة الجدد فى السنة الأولى الإعدادى، فمعنى هذا أن يبقى النظام المعيب - الذى ننتقده ونأخذ عليه الكثير من العيوب - لمدة خمس سنوات أخرى، ونحن حريصون كل الحرص على تعديل هذا النظام فى أقرب فرصة، ونحـن كأولياء أمـور وكآباء فى وزارة التربية والتعليم ، نحرص على صالح الطلاب ، ونُقَدِّرْ ظروفهم، ولا يمكن أن نقرر شيئاً يسىء إليهم أو يضر بهم .

إذاً من لا نستطيع تقويته منهم، قلنا بأن يمتحنوا على النظام القديم .. أما من نستطيع تقويتهم، فسنعمل على تقويتهم تدريجياً فى فصول خاصة، وستتكفل الدولة بهذه العملية، ثم يعقد بعد ذلك إمتحان تراعى فيه ظروفهم، على أن يعقد لهم بعد ذلك دور ثان .

وفيما يختص بتحديد عدد مرات الرسوب، ففى سنوات النقل لم يتغير الوضع القديم، فللطالب أن يرسب فى الصف الواحد مرّة واحدة ، وفى المرحلة الواحدة له أن يرسب مرتين .. هذا هو الوضع القديم .. أما الوضع الجديد فيضيف شيئاً آخر أفضل للطلبة، وهو أنه حتى إذا فُصل الطالب، فله الحق فى أن يستعد مرة أخرى ويتقدم من الخارج إلى امتحانات النقل فى أية مدرسة من المدارس. ومعنى ذلك أن لديه فرصة جديدة لم تكن موجودة فى القانون القديم .

وبالنسبة للشهادة الإعدادية العامة لم تحدد أى مدد للرسوب فيها. أما بالنسبة للشهادة الثانوية العامة فيقضى القانون بأن عدد مرات الرسوب ثلاث .. لا يدخل ضمنها الاعتذارات للمرض ، كما أنه لا تحسب مرات الرسوب السابقة، ومن يرسب بعد السنوات الثلاث فى مادة أو مادتين ، له الحق فى فرص إضافية أخرى. ومن الطبيعى أن هذا النظام لا يمكن أن يثير أى طالب من الطلبة، لأنه بالنسبة للثانوية العامة أصبح الوضع أفضل وأيسر مما كان، إذ سيمتحن الطالب على النظام القديم مستفيداً بالتخفيفات. وبالنسبة للطلبة فى سنوات النقل، فإننا نقوم بتقويتهم ونساعدهم، بحيث عندما يصل الطالب إلى الثانوية العامة يستطيع الحصول على مجموع أفضل .

وأود أن أذكر لحضراتكم، طبقاً للبيان الموجود أمامى عن امتحان شهادة الثانوية العامة الأخير، 67/1968 : كان عدد الناجحين 69339 ، أما من حصلوا على أقل من 50% وبذلك لم تتح لهم أى فرصة فى مكان من الأمكنة - لا فى الجامعات ولا فى غيرها - 19536، كل هؤلاء يحاولون إعادة الثانوية العامة. فلو أننا قَوَّيناهم بهذه الفصول الإضافية والامتحانات المخففة، لحصلوا على نسبة تزيد على 50% واسْتَغْنوا عن إعادة السنة . فهم يـريدون أن يصلوا بسرعـة، ثم يـقف بهم القطار فى الثانوية العامة ليعيدوها سنة، واثنين، وثلاث .

وأقول - بالنسبة لعدد مرات الرسوب - إن الطالب الذى يغضب من التعديل الجديد الخاص بامتحان إتمام الدراسة الثانوية العامة .. بالنسبة للمستقبل .. والذى ينص على أن للطالب الحق فى الرسوب ثلاث سنوات، ثم إذا رسب بعدها فى مادة أو مادتين له فرص إضافيـة، معنى ذلك أن مثل هـذا الطالب يقرر من الآن أنه ينوى الرسوب ثلاث سنوات، ثم بعد هذه المدة سيرسب أيضاً فى أكثر من مادتين .

هذا الطالب من مصلحته من الآن ألاّ يدرس المرحلة الثانوية، لأنه بهذا إنما يحكم على نفسه بأنه غير قادر على هذه الدراسة، ويجب أن يتجه إلى دراسة أخرى .

عندما علم الطلاب بهذا فى المدرستين الخاصتين بالمنصورة، هدأت الحالة وانتظمت الدراسة - فى اليوم التالى - فى المدارس الثانوية. والواقع أن هاتين المدرستين الخاصتين لهما طبيعة خاصة – وهما معروفتان فى الوجه البحرى - إذ أنهما تقبلان الطلبة الذين فشلوا فى دراستهم، وفُصِلوا من المدارس الحكومية، والذين يعيدون الثانوية العامة عدة مرات .

هذه المدارس تعيش على هذا النوع من الطلاب .. وهذا النوع من الطلاّب هو الذى يفكر باستمرار فى الفشل وعدم النجاح، ولذلك فإننى أود أن أُبَرِّئْ القاعدة العامة .. أو القاعدة الكبيرة الطلابية من هـذا الاتجاه، الذى بدأ من بعض مدارس معينة فى المنصورة، حيث كانت بداية مريرة غير موفقة، أدت إلى تلاحق الحوادث المؤسفة التى انتهت إلى إغلاق الجامعات والمعاهد العليا .

فى اليوم التالى - وهو يوم الخميس - حدث تظاهر من طلبة معهد المنصورة الدينى، وسُئِلْت: هل القانون الجديد يسرى على المعاهد الدينية أو الأزهرية؟.. فقلت : " لا، فللمعاهد الأزهرية قانون مستقل – قائم بذاته – صدر منذ عدة سنوات" . ولكن ما هو حادث فعلاً هـو أن هناك مواد ثقافية - أو كما تسمى فى الأزهر بالمواد الحديثة - خلاف المواد الدينية، وبدلاً من أن يُصدِر الأزهر لائحة تنفيذية للقانون، ويعقد امتحانات خاصة به، يعهد إلى وزارة التربية والتعليم بعقد امتحانات المواد الثقافية .. أو المواد الحديثة لطلبة مَعَاهِدَه. وتقوم وزارة التربية والتعليم بوضع أسئلة هذه المواد، ليمتحن فيها هؤلاء الطلبة مع طلبة الثانوية العامة . ولكن للأزهر نظام للتعليم .. ومرات الرسوب .. وطريقة النجاح .. وإعلان النتائج الخاصة به . وحتى بالنسبة لوضع الأسئلة والتصحيح ليس هناك أى إلزام قانونى على المعاهد الأزهرية بأن تلجأ فى ذلك إلى وزارة التربية والتعليم، وكل ما هنالك هو أنها تستطيع أن تعقد لجاناً خاصة بهذه المواد تشترك فيها وزارة التربية والتعليم .

وللأسف إن هذا التظاهر تفاقم فى المنصورة، وخرج طلاب المدارس الأخرى ، نتيجة اقتحام هذه المدارس ورشقها بالحجارة، وقد حدثت تلفيات فى الأبنية المدرسية، فى الوقت الذى نبذل فيه الجهد لتدبير المال اللازم لإنشاء أبنية مدرسية جديدة، تستوعب الأعداد الكبيرة المتزايدة من الطلاب .

وقد انتهى الأمر فى هذه المظاهرات - نتيجة بعض إشاعات أُطلِقت وسط الجموع - إلى أحداث أدت إلى تدخل الشرطة .. كما ورد فى بيان وزارة الداخلية . ثم بعد ذلك بدأت النيابة العامة التحقيق فى الموضوع .

وفى يوم الجمعة - أى اليوم التالى - طلب منى السيد الرئيس أن أسافر إلى المنصورة، لأكون فى ميدان الأحداث .. وسافرت فعلاً، والله يشهد أننى فى ذلك اليوم كانت حرارتى مرتفعة ، وكنت مصاباً بالأنفلونزا.. ولازلت أُعـانى حتى الآن من أثرها، وأعتذر لحضراتكم عن اضطراب فى صوتى .. وعن إيذاء سمعكم بصوت غير واضح. أقـول سافرت إلى المنصورة يوم الجمعة، واجتمعت بالمفتشين، والمديرين، والنظار، فى التربية والتعليم، ووقفت منهم على حقائق الأمور .

ثم اجتمعت بعد ذلك بالطلاب - وكان هناك بعض ممثلى اتحاد طلاب الجمهورية - وتناقشت معهم فى كل النقاط، فوجدت أنهم يقولون : إن هذا أكثر مما نريد، فقلت لهم: " إذاً فيم كان التظاهر؟ " فقالوا إننا كنا نستفسر فأُفهمنا صورة خاطئة، فقلت لهم : " إن هناك وسائل ديمقراطية، فقد كان فى استطاعتكم أن تعقدوا اجتماعاً لاتحاد الطلاب، وتقدموا توصيات، أو تتساءلوا، أو تستفسروا .. وهناك مجالس الآباء .. وهناك مديرية تعليمية. ومن الممكن أيضاً رفع مذكرة أو طلب، أو إرسال برقية إلى وزارة التربية والتعليم. فَلِمَ تُتْرَك الأساليب المشروعة، ويُلْجَأْ إلى أساليب العنف والإخلال بالنظام .. فى وقت البلاد فيه فى حالة حرب واشتباك مع العدو؟ " فكانت الردود كلها : إنه سوء فهم، وإن هذا خطأ وقع، ولكن هى الأحداث قد تلاحقت .

ثم زرت بعد ذلك المستشفى الجامعى فى المنصورة، ووجدت أن عدد الطلبة المصابين خمسة طلاب، وكانت إصابتهم مُطَمْئِنَة، ووجدت حالتهم المعنوية طيبة، ورأيت هناك زملاءهم وأهلهم. وكانت الحالة كلها مرضية ، ولمست أن هناك أسفاً شديداً لما وقع - سواء من ناحيـة التلفيات ، أو من ناحية الخسائر التى حدثت فى الأموال أو الأرواح - ولكنها الأحداث قد تلاحقت، ولم يستطيعوا وقفها .

وللأسف الشديد، حدثت يوم السبت - مرة أخرى - عملية تظاهر وإضـراب فى كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية. وأعتقد أن زميلى الدكتور وزير التعليم العالى أقدر منى على التحدث إليكم فى هذا الموضوع .

وهكذا تتابعت الأحـداث لأسباب متجددة، ربما قطعت الصلة بسبب الانطلاق الأول.. وكان الاعتصام الذى حدث فى كلية الهندسة سبباً لإثارة المدارس المجاورة لكلية الهندسة، ثم الاضطرابات التى وقعت فى اليوم التالى فى المدارس المجاورة لها، وما صاحب ذلك من حوادث مؤسفة فى مدينة الإسكندرية. ونحمد الله أن تلك السلسلة من الحوادث قد توقفت، وأن الدراسة قد انتظمت فى جميع مدارس الجمهورية .

وأود بهذه المناسبة أن أقدم الشكر إلى زملائى فى وزارة التربية والتعليم على الجهود التى بذلوها ، إيماناً منهم بالإصلاح القانونى الجديد للتعليم العام، وتحقيق الآمال المرغوبة للارتفاع بمستوى وأداء الخدمة التعليمية، ولإيمانهم أيضاً بأن الظروف العصيبة التى نمر بها تقتضى الهدوء والسكينة، وألاّ ننشغل بأحداث داخلية عن مجابهة العدو. هذا إلى جانب تعـاطفهم مع وزارة التربيـة والتعـليم فيما تنتهجه من سياسة جديدة .. بها الروح الإنسانية والسياسية التى حلت الكثير من مشاكل التعليم فى ظل بيان 30 مارس .

وأود أن أقول - بعد أن توقفت هـذه الأحـداث – إنه رب ضارة نافعة .. إن هذه الحوادث المؤسفة حقيقة مؤسفة من حيث توقيتها ، لأنها جاءت فى وقت يربض العدو فيه داخل البلاد ، ويجب أن تُكتل فيه الجهود لمواجهة العدو، ولا يمكن أن ننصرف إلى حفظ الأمن الداخلى .. وإلى مراقبة الأمن فى الداخل ، فيفاجئنا العدو وتقتحمنا قواته، فلا تجد هـذه القوات من يقف فى وجهها . وهى مؤسفة أيضاً من حيث آثارها ، فـإن الشعب هو الذى يتحمل كل الخسائر التى وقعت .. سواء على الأموال .. أو فى الأرواح .. أو إغلاق بعض دور العلم والتعليم فى البلاد، فى الوقت الذى تحتاج فيه البلاد إلى إعداد الشباب .. وإلى تربية النشئ .

وأَشد ماآسف له، أن يكون سبب الانطـلاق هو سوء تفهم يبدأ من بعض طلبة فاشلين، يتنكبون الأسلوب الديمقراطى المشروع، ويلجأون إلى أساليب العنف ضد قانون إصلاحى، باركته كل الأمة ورحبت به، لما تضمنه من الكثير من المزايا .. ومن الجدية، التى تحقق الارتفاع بمستوى التعليم فى البلاد .

والواقع أننى لا أعرف ماذا سنقول للعالم؟.. إن حركة الطلاب التى قامت فى فرنسا، كانت ضمن مطالبها زيادة المناهج والمواد .. بإدخال المواد ذات العلاقة بالتكنولوجيا والرياضة الحديثة، فهل نقول إن طلاب العالم يطالبون بـدعم المناهج، وتقويتها، وزيادتها، ونحن هنا فى الجمهورية العربية المتحدة – حيث نريد أن ننهض .. ونحقـق التنمية .. والوحـدة العربية .. ونقود الدول الإفريقية - نقوم بإضرابات ومظاهرات لكى نزيد من عدد مرات الرسوب؟

إننى أُبَرِّئ الطلبة من أن يكون هذا هو هدفهم، ولكنها فئة قليلة، ضئيلة، فاشلة، هى التى حرّكت هذا الموضوع. ولذلك نجد أن الهدوء الآن يسود كل مكان، بل إننى تلقيت - فى وزارة التربية والتعليم - الكثير من البرقيات من الاتحادات الطلابيـة فى شتى أنحاء الجمهورية، يستنكرون ما حدث من زملائهم فى مدينة المنصورة .

إننا بعد هذا نتساءل، هل نريد أن نُصلح البلاد، أم أن نُبْقِى كل شئ على ما هو عليه؟ وإذا تقدمنا بالإصلاح، هـل نقف لمجرد قيام الفئات التى تضار من الإصلاحات الجديدة .. أو التى تستمرئ الأوضاع المعوجة – أو الواجبة التعديل والتصحيح – برفع صوتهـا بالإضراب والاحتجاج ؟ وكما نعلم جميعاً أن أعلى الأصوات هى أصوات هذه الجماعات الفاسدة، التى لا تقبل الإصلاح والتجديد .

إنها نقطة هامة يجب أن نعنى بها هنا من الناحية السياسية .. هل نريد إصلاحاً فى هذا البلد؟ وهل نريد تقدماً فى هذا البلد ؟ هـل نريد نهضة حقيقية ؟ ثم هل نسالم ونهادن بعد ذلك العناصر التى تقف ضد كل تجديد .. وكل إصلاح .. وكل تقدم، فى هذا البلد؟

نقطة أخرى : يجب أيضاً أن نتخذ مما حدث عظة وعبرة، حتى لا يتكرر ما حدث كما قال السيد الرئيس الآن .

إن المسألة تحتـاج إلى روح جديدة .. وإلى أن نبدأ العمل بجدية وإخلاص وأمانة فى جميع القطاعات، لإصلاح كل معوج .. وكل فاسد، ولا نهادن .. ولا نتهاون مع أية عناصر تريد أن تُبقِى على الأوضاع الفاسدة المعوجة، بل يجب أن نأخذ الأمور بالحزم والجدية التى تتناسب مع أحداث الساعة، ولا نقبل أى إخلال بالأمن أو النظام، فى وقت نشتبك فيه مع عدو يتربص بنا الدوائر .

أدعو الله أن يوفقكم، وأن يهدينا سواء السبيل، وأن يوفق السيد الرئيس، وأن ينير له الطريق، كى يقود البلاد إلى بر الأمان، والانتصار، والتقدم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

السيد / الرئيس :

بالإضافة إلى كـلام الدكتور حلمى مراد .. الحقيقـة حينما كَوّنت الوزارة الجديدة، وكان هو وزير التربية والتعليم - فى الحديث اللى حصل معاه - أنا قلت لـه: إن الأولاد بيخرجوا من المدارس الابتدائية مابيعرفوش يقرأوا ويكتبوا، وإن دلوقت كل بيت جايب مدرس، أو اثنين، أو ثلاثة لأولاده، ودى عملية فعلاً لا يمكن لحد يقوم بها إلاَّ القادر. وبعدين هُوَّ فوجئ حينمـا عرضت عـليه وزارة التربية والتعليم ، هو كان متصور إنه جاى للتعليم العالى، فأنا قلت له : لأ .. ده أنا جايب واحد من الجامعات علشان يقدر يشوف الجامعات عايزة أى نوعية، وايه الضعف اللى موجود فى الطلبة حتى نقويه. وقلت له إن عملية ان احنا نصرف هذه المصاريف فى المدارس، والطلبة تطلع ماتعرفش تقرأ وتكتب من الإبتدائى بعد ست سنين .. تبقى فلوس بنرميها فى الفاضى .

بعد هذا نوقشت هذه الأمور فى مجلس الوزراء، وأيضاً كان الهدف وكان التوجيه أن هناك علوم كثيرة وحشو للطلبة، خصوصاً فى التوجيهية، وان فيه حاجات بياخدوها النهارده فى التوجيهية، وبعد كده بيرجعوا ياخدوها فى الجامعات، وأنا قلت له إنى أنا لَمَّا اطَّلعت على مناهج التوجيهية وجدت ان جزء منها بِيُدَرَّس فى الجامعات، والمقـررات صعبة جداً فعلاً على الطلبة ، لأن سنهم أقل من 17سنة .

وبالنسبة للرياضة والعلوم : المقررات زادت بدرجة كبيرة جداً، فيجب ان احنا نخفف هذه المناهج على طلبة الثانوى، ولا نجعل تكرار لِلِّى يؤخذ فى الجامعة . الحقيقة ده كان داخل ضمن عملية الإصلاح .

أنا حبيت أضيف هذا على الكلام اللى قاله الدكتور حلمى مراد، وبعدين برضه باقول إن احنا وافقنا فى مجلس الوزراء .. بحثنا هذا الموضوع مرتين، فقد أقرته وبحثته قبل كده لجنة .. ثم بحثته بعد كده لجنة أخرى من مجلس الوزراء ، اشترك فيها كل أساتذة الجامعة ، ثم أُقِرَّ بعد هذا .. بعد أن قُرِئ بالكامل فى مجلس الوزراء. وقبل إقراره بحثته اللجنة المتفرعة من اللجنة المركزية، وبعدين التفسيرات اللى ادَّاها الدكتور حلمى مراد كانت نشرت، ونشر هُوَّ قبل كده هذه الأمور فى الجرائد .

بالله ياشباب المنتدى

أين العيب فى تلك الادارة التى كان يقوم بها عبد الناصر واتهمه البعض بكل نقيصه وبالفشل ....

رجل طلب من استاذ جامعى اصلاح التعليم

شكل هذا الاستاذ الجامعى لجنه من اساتذة الجامعات

استعمت اللجنه الى الجميع بما فيهم الطلبه

عدلت اللجنه من قراراته مرتين

عرضت قرارات تلك اللجنه على لجنتين اخرتين من اساتذة الجانعات

ثم عرضت على المسئولين لاعتمادها

ثم اعتمدها مجلس الوزراء

كل ذلك حدث وعبد الناصر بعيد كل البعد عن اعمال هؤلاء المتخصصين

ومع ذلك يقولون انه كان ديكتاتور دون ان يحددوا لنا بالوقائع ........... ديكتاتور فى ماذا تحديدا

ومع ذلك يقولون انه كان اله يعبدة المصريين

حسبنا الله ونعم الوكيل

نكمل بعديين بعدما اتناول دواء الضغط -_-

تم تعديل بواسطة ahm_ali_baba
رابط هذا التعليق
شارك

زارنى صديقى الذى أرسل إلىّ الجلستين الثامنة والتاسعة .. وفتحت له موقع " محاورات المصريين " ليتصفحه .. فقرأ بعض المواضيع واستوقفه موضوع لم يستغرب كثيرا المغالطات التى قرأها فيه بقدر ما استفزه (كأى مصرى غيور) عنوان الموضوع .. فقال لى : سأرسل إليك آخر جلسة ترأسها جمال عبد الناصر قبل وفاته لتقرأها .. وبنهايتها سيتضح لأولى الألباب ؛ ذا كانت مصر قد فقدت شرفها على يد مأذون .. فمن هو الذى جرها بيده إلى هذا المصير ففى هذه الجلسة تكلم كثيرا عن الحل السلمى والحل العسكرى .. تكلم أيضا عن ما قبلناه فى عام 67 وما قبلناه فى عام 70 .. تكلم أيضا زعيم الأمة العربية عن رأيه فى مواقف العرب .. تكلم عن حرب الاستنزاف وكيف ومتى انكشفت حكاية الطيارين الروس الذين جاءوا لحماية سماء مصر فى مرحلة من مراحل حرب الاستنزاف .. تكلم عن مدى استيعابنا للحرب الإليكترونية .. تكلم عن حرصه على استمالة الجماهير إلى صفه عن طريق تأثير أعضاء الاتحاد الاشتراكى عليهم .. ثم تكلم عن أنه يتحدث فى الجلسة للمعلومية .. إنما قرار قبول المبادرة الأمريكية كان قد صدر بالفعل

الجلسة الرابعة والعشرون

للّجنة المركزية

للاتحاد الاشتراكى

( الأربعاء 19 من جمادى الأولى سنة 1390 هـ ، الموافق 22 من يولية سنة 1970م )

بسم الله الرحمن الرحيم

الاتحاد الاشتراكى العربى

اللجنة المركزية

محضر الجلسة الرابعة والعشرون

اجتمعت اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى العربى، برئاسة السيد الرئيس جمـال عبد الناصر رئيس الجمهورية، وحضور السادة أعضاء اللجنة التنفيذية العليا، فى الساعة السابعة والدقيقة الأربعين من مساء الأربعاء 19 من جمادى الأولى سنة 1390 هـ ، الموافق 22 من يولية سنة1970.

وقد حضر جميع السادة الأعضاء ، عدا :

من السادة الأعضاء الأصليين :

1 - أحمـــد الخواجــــة 2 - أمـين حـامـد هويـدى

3 - سعـد أحمــد عيـــد 4 - عبـد السلام سليمان إسماعيل

5 - عبد العزيز أحمد عبد الرحيم 6 - د. محمـد حلمــى مـراد

7 - محيى الدين عبد الوهاب متولى 8 - نصر الدين أحمـد مصطفـى

ومن السادة الأعضاء الاحتياطيين :

1 - أبو الخير سيد أحمد عبد الحميد 2 - أحمـد فـؤاد محمـود عمر

3 - م . أمـين حلمــى كامـل 4 - د. محمـد زكـى شافعـى

5 - محمـود فهمـى النقراشـى

السيد / الرئيس :

جـدول الأعمال .. إفتتاح الجلسة .. ثم بحث المـوقف السياسى والعسكرى .

الحقيقة أود أن أشكركم على البرقية التى استلمتها منكم فى موسكو، ونرجو الله أن يوفقنا بحيث نحقق كل الأمانى .. باقول أنا جت لى برقية من اللجنة المركزية وأنا موجود فى موسكو .. أود فى أول لقاء معكم أن أشكركم على هذه البرقية، وأرجو الله أن يوفقنا على تحقيق الأمانى كلها.. اللى عبرتم عنها بالنسبة لبلدنا .. وبالنسبة لشعبنا .

الحقيقـة السبب فى طلب هذا الاجتماع - أو عقد هذا الاجتماع قبل المؤتمر بيوم - هو أن نكون على بينة من كل الأمـور وكل التفصيلات لغاية الآخر. والحقيقة السبب الأساسى الذى دعانى إلى طلب عقد هـذا الاجتماع .. هـو ما عُبِّر عنه بالمبادرة الأمريكية .. وموقفنا من هذه المبادرة .

هُوَّ احنا من سنة 1967 سرنا على أساس أن يكون هناك عمل سياسى .. وفى نفس الوقت نبنى قواتنا المسلحة، حتى نستطيع أن نحرر الأرض اللى فقدناها فى سنة 1967 .

وكان من الواضح لنا أن العمل السياسى مُكَمِّل - بل ضرورى ولازم - أثناء بناء القوات المسلحة. ثم حينما عرض قرار مجلس الأمن فى نوفمبر سنة 1967 .. احنا وافقنا على هذا القرار، وأنا أعلنت هذا فى اجتماع فى مجلس الأمة فى اليوم التالى، ولكنى قلت - برضه فى الآخر - إن احنا سنسير على مبدأ ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة .

واحنا كنا متوقعين من سنة 1967 ان الموضوع حَيْطَوِّل، وكان تقديرنا ان يارنج حيقعد سنة ونصف بدون رد، على أساس أن هناك قرار بوقف إطلاق النار وغير مرتبط بالانسحاب، وهذا يلائم إسرائيل .. وعلى أساس أن إسرائيل تشعر بأن عندها تفوق، وطالما عندها تفوق لماذا تترك الأراضى المحتلة؟.. وعلى أساس نوايا إسرائيل التوسعية .. وعلى أساس أعمال أمريكا فى القضاء علـى أوضاعنا .. إن لم يكن عسكرياً، فسياسياً أو اقتصادياً .

احنا النهارده فى السنة الرابعة .. كلكم بتعرفوا جميع التفصيلات اللى حصلت من سنة 1967 لغاية دلوقتِ بالنسبة للمشاريع .. بالنسبة للمشاريع الأمريكية احنا ماردِّيناش عليها، مثلاً مشـروع روجرز له بتاع سنة .. كان بتاريخ ديسمبر فى العام الماضى .

وكنا دائماً - الحقيقة - بنقول إن احنا مش عايزين ندخل فى حوار مع الولايات المتحدة الأمريكية، لأننا لا نثق فى الولايات المتحدة الأمريكية، ونعتقد أن الولايات المتحدة موقفها غير متوازن .. وغير متعادل .

لَمَّا جَهْ سيسكو أخيراً هنا .. قال إن هُمّ عايزين يتكلموا معنا مباشرة .. مش عايزين يتكلموا معنا من خلال دوبرنين .. أو من خلال الاتحاد السوفييتى ، وأنا كان ردى - له كده بكل بساطة وصراحة - ان احنا لا نستطيع أن نثق فيكم، لأن هدفكم هو الوقيعة بيننا وبين الاتحاد السوفييتى .. واحنا دولة صغيرة .. وانتم دولة كبيرة جداً، واحنا مش حنقدر عليكم بالنسبة لكل الأساليب اللى عندكم، ويمكن اللى يقدر عليكم - فى كل هذه النواحى - هو بس الاتحاد السوفييتى .

الحقيقة دى كانت استراتيجيتنا السياسية، واحنا هنا عارفين هذا الخطر ، هو كان رده إن جَرَّبُونَا مرة .. وحاولوا معنا .. واحنا مخلصين فى هذه الأمور .

طبيعى هذه الزيارة فى المرحلة الجديدة اللى احنا فيها النهارده .. فيه مرحلة جديدة بنقدر نقول إننا بِنْمُرّ بها فى الشرق الأوسط، تبدأ من أول أبريل سنة 1970.. اللى هى المرحلة اللى وصل فيها الطيارين الروس، على أساس انهم يأخذوا واجب مساعدتنا فى الدفاع عن البلد ضد غارات العمق .. على أساس وصول جنود سوفييت يشتغلوا على الصواريخ .

فى يناير اللى فات أنا ذهبت لموسكو .. وبعد أن ابتدأ الضرب فى العمق .. الحقيقة طلبت منهم مساعدة .. بعد نقاش طويل هُمّ وافقوا يِدُّونا المساعدات، ولكن بنحتاج مدة طويلة علشان نتدرب عليها .

إذاً معنى هذا ان احنا ممكن نأخذ صواريخ سام 3، ولكن حنقعد 7 أو 8 أشهر بننضرب لغاية ما يتدرب أولادنا على استعمالها. وكان هناك إلحاح أيضاً على أساس ان احنا عندنا طيارات أكثر من الطيارين.. وعلى أساس ان الاتحاد السوفييتى يشترك معنا بطيارات - بعلامات مصرية - فى الدفاع عن العمق . وافق الاتحاد السوفييتى على هذا الموضوع .. هذا الموضوع - الحقيقة - من الناحية الاستراتيجية يعتبر نقطة تحول كبيرة .

احنا قلنا لهم : احنا مش عايزين تحاربوا لنا، احنا اللى حنقوم بالتحرير، والعمل السوفييتى كلـه هو عمل غرب قناة السويس، على أساس ان أول أولادنا ما يتموا التدريب يأخذوا الصواريخ من الجنود السوفييت ، ونقوم احنا بالدفاع كله .

هنا فيه عامل جديد ظهر فى أزمة الشرق الأوسط، وأظن بتتبعكم لِماَ يُنْشَرْ .. سيتبين لكم أن هناك أبعاداً جديدة ظهرت فى الموقف. هناك أيضاً قلق فى أوروبا الغربية .. وهناك قلق فى أمريكا.. وهناك أيضاً قلـق فى إسرائيـل لسبب بسيط جداً هو أن الاتحاد السوفييتى طالما تحرك بهـذا الشكل لا يمكن إنه حيسلم أو يقبل أن يُهْزَم أمام إسرائيل .. ومساعدات أمريكا لإسرائيل، حتى ولو حصلت مواجهة مع أمريكا .

طبعاً فيه ناس حاولوا يمثلوا هذا بكوبا، ولكن فيه فرق كبير بين كوبا والعملية دى .. فى كوبا كان موجود صواريخ ذرية تهدد أمريكا، أما كل الأسلحة الموجودة عندنا عادية .. هو كل الاتفاق اللى تم مع الاتحاد السوفييتى كان على أساس عملية دفاعية، ومن هنا ظهر العامل الجديد .

النهارده رَدِّى - لَمَّا قالوا الأسلحة الروسية اللى عندنا - ان كل الاتفاق اللى تم مع الاتحاد السوفييتى على أساس عملية دفاعية .

فى مايو اللى فات انكشف موضوع الطيارين الروس، لأن طبعاً الطيارين الروس لَمَّا بيطلعوا فى الجو بيتكلموا مع بعضهم روسى، وسهل قوى عند إسرائيل انهم يسجلوا الأصوات .. ويعرفوا من اختلاف الأصوات فيه كام طيار موجودين فى مصر .

وحصلت الحملة الدعائية الكبيرة اللى كانت قبل أول مايو، وعلى هذا الأساس فى أول مايو كان الخطاب اللى أنا قلته كان مُوَجَّه للتهدئة .. وماكانش فيه تهديدات، لكن كان الخطاب ان احنا مستعدين ننفذ قرار مجلس الأمن، فهل إسرائيل مستعدة تنفذ قرار مجلس الأمـن ؟ .. والرسالة كانت موجهة لمستر نيكسون، وانتم عارفين كل هذا الموضوع .

حصلت اتصالات بعد هذا الخطاب وقالوا إنهم بيدرسوا، وبعد كده بعتوا الرد اللى هو موجود اليوم .. ونشر اليوم فى جريدة الأهرام .

الحقيقة كان لازم نأخذ موقف فى المواجهة ، هل نرد على أمريكا.. أو مانردش زى الدور اللى فات ؟ كان من الواضح أنه لابد أن نرد فى هذا .. لأن العملية النهارده بتنقلب عالمياً على أساس ان احنا عايزين الحرب، بدل ما كانوا بيقولوا: إن إسرائيل هِىَّ اللى انتصرت الانتصار الكبير فى حرب الأيام الستة .. بدل ماكانوا بيقولوا : إن الحرب اللى أنهت جميع الحروب فى سنة 1967، أخيرا بيقولوا : إن إسرائيل مهددة .. رَمْى إسرائيل إلى البحر.. نيكسون طلع بنفسه اتكلم على ان العرب بيهددوا إسرائيل وبيرموها إلى البحر .

وعلى هذا الأساس كان من الواضح أن نرد على روجرز رد موضوعى . إيه اللى جد فى جواب روجرز ؟ .. هو مقترح عدة اقتراحات :

الاقتراح الأول: هـو وقف إطلاق النار بين مصـر وإسرائيل لمـدة 3 أشهر .. بين مصر بس وإسرائيل، لأن الأردن لم تلغ وقف إطلاق النار..وسوريا لم تلغ وقف إطلاق النار. احنا اللى أعلنّا فى مايو اللى قبل اللى فات بدء حرب الاستنـزاف .. وإنهاء وقف إطلاق النار، إلاَّ إذا كان هناك نص على الانسحاب .

الكلام اللى فى النقطة الثانية : تنفيذ قرار مجلس الأمن بكل أجزائه .

النقطة الثالثة : عودة يارنج للاتصال بالأطراف كما كان فى الماضى .. اللى هو إقـرار الأطراف بسلامة، واستقلال، ووحدة الأراضى الموجودة .

النقطة الرابعة : هى أن تعلن إسرائيل الانسحاب وفقاً لقرار مجلس الأمن من الأراضى المحتلة. ترجمتنا احنا بتقول من الأراضى المحتلة، الكلام الانجليزى بيقـول from occupied territories يعنى بيقولوا: "من أراضٍ محتلة"، لكن المقدمة بتاعة قرار مجلس الأمـن هـى :"عـدم الموافقة على احتلال أى أرض بالقوة " .

بعد دراسة هذا الموضوع وجدنا ان موقف إسرائيل .. والتزاماتها .. وموقفها الداخلى اللى هو يمثل وحدة وطنية بين جميع الأحزاب .. والخلافات الموجودة فى داخل مجلس الوزراء الإسرائيلى.. موضوع يستحق أن نضعه فى الحسبان .

فيه ست وزراء - داخل مجلس الوزراء الإسرائيلى - ضد أى كلام عن الانسحاب، اللى يمثـلوا حزب يمينى ، وحزب جاحال .. فيه أيضاً الحزب الدينى .. فيه منهـم اثنين ، أعتقد أيضاً انهم بيرفضوا أى شىء عن الانسحاب .

الحكومة الإسرائيلية نفسها حتى الآن لم تتفق على طريقة تنفيذ قرار مجلس الأمن، لأن للاتفاق على طريقة تنفيذ قرار مجلس الأمن لابد ان الحكومة تنفك، ويبقى فيه ناس فى المعارضة وناس فى الحكم .

فإذا أعلنت إسرائيل أنها توافق على الانسحاب من الأراضى المحتلة وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 242 لسنة 1967، معنى هذا أن فيه تحرك جديد من جانب إسـرائيل، لأن إسـرائيل رفضت دائماً أن تفسر قرار مجلس الأمن ، وقالت : قرار مجلس الأمن ليس إلاَّ نوع من جدول أعمال بنحطّه.. ونتفاوض مفاوضات مباشرة .

حينما يقبل العرب التفاوض مفاوضات مباشرة مع إسرائيل يبقى الوضع مختلف ، المعلومات اللى عندنا انهم مايقدروش يعملوا خطة، لأن لا يمكن للحكومة انها تتفق .. ولا يمكن للأحزاب انها تتفق .

إذاً أسهل حاجة بالنسبة لإسرائيل هو رفض الاقتراحات، ولكـن كان فى رأينا ان الأمـريكان حيستنّوا .. على أساس ان احنا مش مستعدين نعمل حوار معاهم، ويعلنوا ان مصر هى اللى رفضت المقترحات .. وده أصلح لإسرائيل، ويبقى لهم مبرر قدام الرأى العام العالمى .

الحقيقـة لَمَّا بحثنا هـذه المبادرة بالنسبة لنا .. لقينا ان مافيهاش أى جديد بالنسبة لنا، فهو (1) يطالب بتنفيذ قـرار مجلس الأمن، وان يارنج يستأنف مهمته، ووقف إطلاق النار لمدة محددة . واحنا فى الحقيقة سبق أن وافقنا على تنفيذ قـرار مجلس الأمـن، ووافقنا على يارنج، ونرحب به على الدوام .

بالنسبة لوقف إطلاق النار، قلنا: إن قرار وقف إطلاق النار مرهون بقبول إسرائيل قرار مجلس الأمن، اللى يتلخص فى الانسحاب .

أما وقف إطلاق النار لـ 3 شهور بالنسبة لإسرائيل .. ففى الحقيقة يبقى قرار صعب، لأن إسرائيل عندها قرار مجلس الأمن كان بينص على وقف إطلاق النار إلى مدى غير محدد، ده اللى إسرائيل بتطالب به النهارده . لو نوافق على وقف إطلاق النار لمدة 3 شهور وفقاً لهذا الكلام، يبقى معناه أن إعادة استئناف القتال بعد انتهاء الثلاثة شهور ليس انتهاكاً لقرار مجلس الأمن ، زى ما كانوا أيضاً بيقولوا على القرار اللى فات .

طبعاً هذا القرار علشان يُنفذ لازم نوافق عليه .. ولازم إسرائيل أيضاً توافق عليه . إذا إسرائيل وافقت .. معنى هذا أنها تتراجع فى بعض نقط معينة - وخصوصاً إعلانها للانسحاب - وهذا يعتبر مكسب سياسى لنا .. ويعتبر تحرك فى الموقف من أجل الحل السياسى، ويكون بداية تراجع لإسرائيل، لأن لغاية دلوقتِ مافيش أى تراجع . فإسرائيل من سنة 1967 لغاية دلوقتِ .. معروف من تصريحات قادة إسرائيل .. وتصريحات الوزراء ورئيسة الوزراء انهم لا يمكن يتكلموا فى موضوع الانسحاب بأى شكل من الأشكال، ولكن هُمّ لَمَّا كانوا بيتكلموا مع يارنج كانوا لا يشيروا إلى موضوع الانسحاب، وكنا نقول له : ما رأى إسرائيل بالنسبة للانسحـاب ؟ .. يـرد ويقول انهم بيقولوا: إن إعادة وضع القوات هو تعبير إنجليزى .. حنحطّه ونطرحه حينما نجلس للتفاوض المباشر .

نيكسون لغاية امبارح بيقول إنـه مِأَخّر تزويد إسرائيل بالطيارات فى انتظار رَدِّنا ، وقال لأن إذا

ــــــ

(1) أى روجرز .

مارديناش عليهم .. زى ما عملنا فى روجـرز.. ليس أمامهم إلاَّ انهم يدوا إسرائيل الطيارات، وده معناه ان احنا مش عايزين حل سلمى أو سياسى، وإقامة سلام فى المنطقة، وحق كل دولة فى الحياة داخل حـدود آمنـة معترف بهـا، وقالوا: إن هناك صعوبة أن تقبل - أو تستجيب - إسرائيل لكل ما يُطلب منها. وأضاف [ روجرز ] إن المشروعات التى قُـدِّمت لا تستبعد سوريا .. وهـذا تعليق على خُطبتى فى بنغـازى، ويكفـى أن تعلـن سوريـا قبولهـا للقـرار، عندئذ يمكـن إدخـالها فى موضوع التسوية .

أشار بعد هذا إلى [ ما ذكرته ] عن حقوق الفلسطينيين ، وقال: إنهم فى الواقع أقوى مما كانوا عليه فى الماضى، وقد ترون التشاور معهم فى شأن حل المشكلة، أو أن يدخل الفلسطينيون فى إجراءات الحل بأى وسيلة، وأضاف إنهم مستعدون لسماع أى رأى لهم .

وأشار إلى أنه يريد أن يغطى موضوعاً يتعلق بالمباحثات الرباعية [بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى وبريطانيا وفرنسا ] بأنه إذا قُبِلَتْ هذه المبادأة فسوف يدعم ذلك المباحثات الرباعية الجارية، وقد تصل بها إلى تحقيق الأهداف المرجـوة. وفى حالة رفض المبادأة الأمريكية، فإن ذلك قد يدفع الولايات المتحدة إلى إعادة النظر فى موقفها من المحادثات الرباعية، وذكر بأنه لا يمكن تحقيق اتفاق دون أن تمارس الولايات المتحدة ضغطاً على إسرائيل .. وهى تفعل ذلك الآن .

تحدث بعد ذلك عن رأى الولايات المتحدة فى الانسحاب .. فى أنه يستند أساساً إلى مبدأ عدم اكتساب أراضٍ عن طريق الحرب . دى أول مرة هُمّ الحقيقة بيتكلموا كلام بهذا الشكل - كما جاء فى القرار - وهم يبحثون عن صيغة تحقق تنفيذ هذا المبدأ، وقَدَّموا عدة مشاريع لحل المشكلة التى لازال يشملها التعقيد . وأضاف أنه لا يمكن استبعاد إسرائيل عن تسوية الأوضاع فى غزة والقدس، لأن موضوع السيادة عليهما لم يُحَلّ بعد، وسبق أن أعلنوا آراءهم - فى المستندات التى قَدَّموها - بأن تظل غير مقسمة - هذا فى مشروع روجرز - على أن يكون لكل من إسرائيل والأردن دور فى إدارتها، وأن يكون هناك تعديلات طفيفة . وتفسيرهم لهذه التعديلات أنها تمس النواحى الإدارية ، فمثلاً إذا كان فيه طريق .. وطلع منه حتة فى البلد دى .. أو حتة فى البلد الأخرى، يمكن يحصل تعديل، على أساس أن تكون هذه التعديلات تعديلات متبادلة .

أما سوريا، فإنهم يرون النظر فى شأنها بعد إعلان قبولها لقرار مجلس الأمن .

قـرار مجلس الأمن بتاع سنة 1967 بيقول : إن مجلس الأمن وهو يعرب عن الاهتمام المستمر بالموقف الخطير فى الشرق الأوسط، ويؤكد عدم إمكانية الحصول على أراضٍ بواسطة الحرب، وضرورة العمل من أجل إقامة سلام عادل ودائم ، يمكن لكل دولة فى المنطقة أن تعيش فى ظله فى أمان، ويؤكد أيضا أن جميع الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة قد أخذت على عاتقها .. وفقاً للمادة الثانية من الميثاق :

أولاً : يؤكد أن تنفيذ مبادئ الميثاق يتطلب إيجاد سلام دائم وعادل فى الشرق الأوسط ، على أساس انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضى التى احتلتها فى الصراع الأخير (1).

ثانياً : إنهاء كل … الحرب … (2) وحدة أراضيها .. وحقها فى أن تعيش فى سلام داخل حدود معترف بها. وكمان حرية الملاحة، وتحقيق تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين، وضمان عدم انتهاك أراضـى أى دولة، ويطلب من السكرتير العام أن يعين ممثل .

إذاً كل - الحقيقة - الكلام الموجود فى هذه المبادرة الأمريكية وافقنا عليه قبل كده ، ولكن كان حيبقى الموضوع موضوع مبدأ، هل سنرد على أمريكا .. أم لا نرد على أمريكا ؟ .. احنا عملنا الرد.. وردِّينا على أمريكا بالنسبة للموضوع، على أساس اننا لا نعطى فرصة بأى شكل من الأشكال للولايات المتحدة علشان تعطى سلاح لإسرائيل .

الرد أننا نقبل وقف إطلاق النار لمدة 3 أشهر .. وأننا نقبل تنفيذ قرار الأمم المتحدة .. وأننا نقبل أن يارنج ييجى المنطقة ونتكلم معاه ، أو فى نيويورك يمكن مندوبنا هناك يتكلم معاه . والنقطتين الأخيرتين اللى هما الإقرار والاعتراف بحق كل دولة فى الحياة … إلى آخر هذا الموضوع .. أيضاً نقبله، وهذا موجود فى قرار مجلس الأمن، وأيضاً انسحاب القوات الإسرائيلية .

إيـه رد الفعل اللى حيبقى بعد كده؟.. فى تقديرنا أن الموقف يكون صعب جداً لإسرائيل .. فى تقديرنا أن إسرائيل لا تستطيع أن تقبل وقف إطلاق النار لمدة ثلاث أشهر .. فى تقديرنا انهم كانوا مستنيين ان احنا اللى نرفض .

بعدين فى تقديرنا أنه سيكون من الصعب على إسرائيل أن تعلن مسبقاً عن الانسحاب، وإذا أعلنت عن الانسحاب .. فستحاول أن تشوه فكرة الانسحاب .

____________________

(1) الترجمة العربية تختلف عن الترجمة الإنجليزية .

(2) مكان النقاط الثلاث ( … ) ناقص فى الأصل .

فى تقديرنا أيضاً - يمكن بنرجع دلوقت للمشكلة من الأول، لأن هذا الكلام كله ابتدأناه سنة 1967.. ودلوقت احنا سنة 1970- هل يارنج حيقدر يصل إلى نتيجة سريعة .. ولاّ لأ؟ .. فى رأينا أن العملية ستكون فى منتهى الصعوبة .

كان ردنا على وزير الخارجية الأمريكى هو :

" عزيزى السيد وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، لقد تلقيت رسالتكم المؤرخة 19 يونيو، والتى أشرتم فيها إلى خطورة الوضع، وإلى أن مصلحتنا المشتركة تقضى بأن تحتفظ الولايات المتحدة وتنمّى علاقات الصداقة مع كل شعوب ودول المنطقة، وأبديتم استعدادكم للقيام بدوركم فى هذا الشأن، كما طالبتم الآخرين بضرورة التحرك معكم واغتنام هذه الفرصة .

وقد أشرتم كذلك فى رسالتكم إلى الوسيلة الأكثر فعالية للتوصل إلى تسوية، وهى أن تبدأ الأطراف العمل تحت إشراف السفير يارنج، للتوصل إلى الخطوات التفصيلية اللازمة لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242، الصادر فى 22 نوفمبر سنة 1967.

وجدير بالذكر أننا كنا نطالب دائماً - كما كان يطالـب جميـع أصدقاؤنا، وفى مقدمتهم الاتحاد السوفييتى - بضرورة العمل على إنجاح مهمة السفير يارنج فى تنفيذ قرار مجلس الأمن، وكنا.. وكان جميع أصدقاؤنا معنا نبذل - ولازلنا نبذل - كل الجهود من أجل تحقيق ذلك، وأن خطورة الوضع فى منطقة الشرق الأوسط ترجع إلى قيام إسرائيل بعدوانها واحتلالها الأراضى العربية، وأن استمرار احتلال إسرائيل للأراضى العربية، وإصرارها على اعتداءاتها على الشعوب العربية ، أمر يدفع الموقف إلى مزيد من التدهور .

وأن انسحاب إسرائيل من كافة الأراضى العربية التى احتلتها - نتيجة لعدوانها على الدول العربية فى 5 يونيو سنة 1967 - أمر أساسى لتحقيق السلام فى المنطقة . وأن تحرير الأراضى العربية ليس فقط حق طبيعى .. بل هو واجب وطنى، وقد أكد هذا الحق ميثاق الأمم المتحدة الذى ارتبطنا به جميعاً، كما عززه قرار مجلس الأمن الذى أكد عدم شرعية ضم الأراضى عن طريق الحرب، والذى أشار كذلك إلى وجوب احترام السيادة والسلام لجميع دول المنطقة .

وأن شعب الجمهورية العربية المتحدة الذى يعمل من أجل التنمية والبناء لرفع مستوى معيشته، يهمه فى الدرجة الأولى تحقيق السلام، إذ أن الحرب تعرقل خطوات البناء والتعمير .

هـذا وإننى أود أن أؤكد لكم أن الجمهورية العربية المتحدة لا يوجد لديها أى أهداف توسعية ، وذلك على عكس إسرائيل التى تسعى للتوسع وضم الأراضى العربية، وقد أعلن قادتها أنهم جميعا فى حربهم من أجل التوسع، ولازالوا يعلنون حتى اليوم فى تصريحاتهم المتتالية عن نيتهم لضم الأراضى العربية لإسرائيل .

كما أنه ولاشك من المهم أن يتحقق ما ذكرتموه عن رغبة الولايات المتحدة فى تنمية علاقات الصداقة مع كل شعوب ودول المنطقة، ونحن نعتقد أن ذلك يساعد على توطيد السلام فى المنطقة، وكان من الممكن أن يتحقق ذلك لو أن الولايات المتحدة الأمريكية اتبعت سياسة متوازنة تماماً .

وإننى لعلى يقين من أنكم تدركون أن استمرار تجاهلكم لحقوق شعب فلسطين - الذى شردته إسرائيل من وطنه ودياره - لا يمكن أن يساعد على إقرار السلام فى المنطقة، وإنه من الضرورى الاعتراف بحقوق شعب فلسطين العادلة المشروعة وفق قرارات الأمم المتحدة ، حتى يمكن أن يسـود السلام فى منطقة الشرق الأوسط .

وعندما أصدر مجلس الأمن بالإجماع قراره فى 22 نوفمبر سنة 1967 ، أتاح للمجتمع الدولى بذلك فرصة لإحلال السلام فى المنطقة، إلاَّ أن إسرائيل رفضت هذا القرار، وحالت بذلك دون تحقيق السلام فى ذلك الحين، الأمر الذى نتج عنه استمرار الحرب حتى وقتنا هذا . ولذا فقد كان موضع اهتمامنا قولكم : ضرورة اغتنام الفرصة المتاحة الآن، وضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن، وهو ما كنا ننادى به منذ نوفمبر عام 1967، وكنا نأمل أن يتم إقرار السلام منذ ذلك الحين.

وإننى أود أن أؤكد لكم أننا مازلنا نؤمن بأن السلام يمكن أن يتحقق بتطبيق الحل الذى أقره مجلس الأمن فى 22 نوفمبر سنة 1967. وقد حرصنا دائماً - منذ بدأ السفير يارنج مهمته فى ديسمبر سنة 1967 - أن نوضح أهمية إعلان أطراف النـزاع - بادئ ذى بدء - قبولهم لقرار مجلس الأمن، واستعدادهم لتنفيذه بكافة بنوده .

ولقد قامت الجمهورية العربية المتحدة من جانبها بإبلاغ السفير يارنج بقبولها للقرار، واستعدادها لتنفيذه، وذلك أكثر من مرة .. وفى أكثر من وثيقة. كما أنها أعلنت ذلك رسمياً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولم تترك الجمهورية العربية المتحدة أى فرصة دون أن تعلن التزامها بهذا الموقف . وقد تعاونت الجمهورية العربية المتحدة تعاوناً كاملاً مع السفير يارنج، وبذلت كل جهد ممكن لإنجاح مهمته .

هذا ويهمنى أن أشير إلى أنه فى 9 مايو سنة 1968 تسلمت من الدكتور يارنج مقترحات شبيهة بمقترحاتكم - والتى جاءت فى رسالتكم - وقد سلمته فى نفس اليوم رسالة أعربت فيها من جديد عن قبول الجمهورية العربية المتحدة لقرار مجلس الأمن واستعدادها لتنفيذه. كما أننى وافقت - تلبيةً لطلبه - على إرسال التعليمات اللازمة لممثل الجمهورية العربية المتحدة الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، ليجتمع بالممثل الخاص بالسكرتير العام لاستئناف الاتصالات طبقاً لقرار مجلس الأمن، وبغرض تنفيذه .

وقد اقترحت فى هذه الرسالة على السفير يارنج أن يضع جدولا زمنيا لتنفيذ القرار. ولقد كان من الواضح أنه لكى يستمر السفير يارنج فى تنفيذ مهمته .. فإنه كان على إسرائيل أن تعلن قبولها لقرار مجلس الأمن، واستعدادها لتنفيذه، وهو الأمر الذى لم يتحقق، بل رفضت إسرائيل إبلاغ السفير يارنج استعدادها لتنفيذ القرار، مما أدى إلى توقفه عن مزاولة نشاطه. ومن ذلك يتضح أن مسئولية عدم تمكين السفير يارنج حتى الآن من تنفيذ مهمته التى نص عليها قرار مجلس الأمن تقع على عاتق إسرائيل .

وعندما وجدت فرنسا أن الموقف يتدهور، وأن السفير يارنج لم يعد فى استطاعته إنجاز مهمته، تقدمت باقتراحها الخاص باجتماع الدول الأربع الكبرى للعمل من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن، ومعاونة ممثل السكرتير العام على أداء مهمته، إلاَّ أن إسرائيل استمرت فى معارضتها، مما أدى إلى عرقلة أعمال الاجتماعات الرباعية .

أما بالنسبة لقرار وقف إطلاق النار الذى أصدره مجلس الأمن فى يونيو 1967 فقد عملنا على احترامه منذ البداية، إلاَّ أن إسرائيل لم تحترم هذا القرار فى أى وقت، وواصلت اعتداءاتها علـى منطقة قناة السويس .. وأغارت على مدنها .. ودمرت المنشآت الصناعية بها .

وبصدور قرار مجلس الأمن فى 22 نوفمبر سنة 1967 الذى تضمن التسوية السلمية، أصبح قرار وقف إطلاق النار مرتبط بتنفيذ قرار مجلس الأمن، وهو ما أوضحناه فى رسائلنا إلى الأمم المتحدة، إلاَّ أن رفض إسرائيل تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 أدى إلى مواصلة القتال، وعرقلة التسوية السلمية. لذلك فإنـه مـن الواضـح أن قيام السفير يارنج باستئناف مهمته بنجاح يستدعى أن تعلن إسرائيل - بطريقة لا لبس فيها - عن قبولها لقرار مجلس الأمن واستعدادها لتنفيذه .

كما نرى أنه حتى يمكن للسفير يارنج أن يحرز تقدماً سريعاً فى المرحلة الأولى من عمله، فإن ذلك يستدعى قيام الـدول الأربع بإعطائه توجيهـات محددة من أجل تنفيذ بنود قرار مجلس الأمن، وخاصة بالنسبة للانسحاب وضمانات السلام .

وإننا على استعداد لأن نؤكد من جديد للسفير يارنج استعدادنا لتنفيذ كافة بنود قرار مجلس الأمن، وتعيين مندوب عنا للتباحث معه لتنفيذ هـذا القرار. ولإمكان تحقيق ذلك فإننا على استعداد لقبول وقف إطلاق النار لفترة محددة بثلاثة شهور وفق اقتراحكم، مع اعتقادنا بأن المنهاج الصحيح الذى يجب البدء به - فى هذه الحالة- هـو المبادرة بوضع جدول زمنى لانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضى المحتلة، وقد كانت هذه هى النقطة التى توقفت عندها جهوده فى محاولاته السابقة، وكان ذلك بسبب العراقيل التى وضعتها إسرائيل أمامه، بعدم قبولها تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 " .

هذه هى الرسالة أصلاً، ثم بعد هذا أبلغته رسالة شفوية بان احنا قبلنا تنفيذ الاقتراحات التى عرضتها الولايات المتحدة .

الحقيقة أنا طلبت عقد هذه الجلسة .. أيضاً امبارح عقدت جلسة مع قادة القوات المسلحة فى مجلس الوزراء ، لأن لأول مرة منذ سنة 1967 يمكن الناس تتصور اننا قبلنا حاجة جديدة .. ان احنا من سنة 1967 قبلنا قرار مجلس الأمن ويارنج وكذا .

الحقيقة ان العملية الموجودة النهارده .. أعتقد انها كلام كله احنا وافقنا عليه، لكن من الإذاعات ومن مختلف الدول الغربية .. من راديو لندن .. ومن وكالات الأنباء، حاولوا انهم يبينوا ان فيه مبادرة جديدة، بل حاول البعض انهم يقولوا إن فيه اقتراح أن تنسحب قواتنا غرب القنال بحوالى 20 كيلو متراً . كان فيه تحفظ بالنسبة لأمريكا بُلِّغ لنا شفوياً فى الأول عند تسليم هذا الخطاب وهو أن وقف إطلاق النار مرتبط بعدم إقامة قواعد للصواريخ فى منطقة قنـاة السويـس، ويجب ألاَّ نستفيد احنا ولاَ تستفيد إسرائيل من وقف إطلاق النار .

طبعاً اللى كانوا هُمّ يِعْنُوه فى هذا ان الصواريخ ماتروحش منطقة قناة السويس، واعتبر أنا النهارده ان هذا الموضوع انتفى، لأن الصواريخ .. ومواقع الصواريخ مقامة فى منطقة قناة السويس .

الحقيقة فى كلامى بكرة .. يعنى احنا اتكلمنا النهارده على أساس ماحدش يقدر يشوه الموضوع.. نشرنا خطاب روجرز أيضاً علشان هُمّ طالبين سريته، وبعدين فى كلامى بكرة مع المواضيع الأخرى حاتكلم فى هذا الموضوع .

وبهـذا،ونحن نتعرض-الحقيقة- لحرب نفسية عنيفـة، يجب ألاَّ نتخلَّى عن أن نواجه أى موقف من المـواقف .. حتى نحـافظ على جبهتنا الداخلية .. وحتى نحافظ أيضاً على العرب المؤيدين لنا فى البلاد العربية .

الدول العربية كلها رافضة قرار مجلس الأمن .. كل الدول العربية، ما عدا احنا والأردن . بعدين الدول العربية رفضت المبادرة الأمريكية .. من غير ما يعرفوا إيه هى المبادرة الأمريكيـة.. لأن هذه الرسالة سلمت لنا احنا والأردن بس.. ولكن حتى العراق أعلنت انهـا رافضـة، والسودان أعلنت انها رافضة، وكلهم رفضوا على أساس الأخبار التى أذاعها راديو لندن، وهى لا تمثل بأى شكل من الأشكال كلام جديد .

وزير الخارجية شاف السفراء العرب وأبلغهم وجهة نظرنا بالنسبة لهذا العرض .

الحقيقة أنا برضه بدى أكرر نقطة سبق أن قيلت - فى هذه القاعة - ان احنا عايزين حل عسكرى .. الحقيقة أنا لازلت عاوز حل سلمى، لأن الحل العسكرى عملية أبعادها كبيرة جداً . قد يتصور البعض إن أنا باقول هذا لأن الاتحاد السوفييتى تقاعس فى انه يدينا طلباتنا .. جميع طلباتنا اللى احنا طلبناها من الاتحـاد السوفييتى - وأنا هناك - 95% منها أُجيب.. على أساس حتى الحاجات اللى احنا طالبينها حنستلمها فى أسرع وقت .

حيتقال - وابتدوا يقولوا النهارده – إن فيه اتفاق مع الاتحـاد السوفييتى علشان وقف تسليحنا، هذا الكلام غير حقيقى . حيتقال حاجات كثيرة جداً .. حيقولوا: فيه اتفاق بين روسيا وأمريكا، هذا كلام غير حقيقى .. الاتحاد السوفييتى لم يقدم أى مشروع إلاَّ بعد احنا ما وافقنا على الكلام اللى هـو قَدِّمه .

الحقيقة الموضوع ده أساساً هو ما دفعنى إلى طلب عقد هذا الاجتماع، وقد يتصور البعض ان فيه شىء جديد غير قرار مجلس الأمن .

فيه نقطة طبعاً برضه نحب نقولها .. الأمل فى نجاح هذا الموضوع بعيد جداً، قد يتصور البعض ان العملية دى حتنجح .. أنا رأيى ان الحل السلمى عملية صعبة جداً .. ومش ممكن يدونا حل سلمى ونطلع ماندفعش الثمن . أنا رأيى كده من الأول .. ورغم قبولى لقرار مجلس الأمن .. مش ممكن الأمريكان يسيبونا من غير ما ندفع الثمن، ولكن لغاية دلوقت ما قدروش .

سنة 1967 كانوا معتبرين أن العرب هزموا إلى ما لا نهاية .. وأن جميع الحروب انتهت .. النهارده الحقيقة الوضع عندنا فيه تضامن وصمود .. أما فى داخل إسرائيل فباستمرار اليأس عندهم بيزيد .. والأمل فى السلام بيقل .

السيد / أحمد العماوى :

سبق لسيادتكم أن صرحتم - فى هـذه القاعة - أن الحل السلمى لا يمكن أن تقبلـه أمريكا بما يحقق الكرامة العربية .. ونحن ملتزمون - بما أعلنته سيادتك - فى أن الحل السياسى إذا كان يحقق الكرامة، ويتم على أساس قرار مجلس الأمن فنحن نقبله، وإذا كان لا يحقق الكرامة .. أو سنفقد جزءاً من أرضنا فسوف نرفضه ونطلب الحل العسكرى، وهذا هو الخط الأساسى الذى أعلنته سيادتكم .

وبخصوص البنود المحددة التى جاءت فى اقتراح الأمريكيين .. هل هم - فى تقدير سيادتك - يقدمون هذه الورقة تكتيك لكشفنا فقط، أم أنهم فعلاً جادين ، وتوجد اتصالات بينهم وبين إسرائيل لتنفيذ هذه البنود المحددة ؟ .. لأن هناك نواحى محددة .. نواحى أخرى أشرت سيادتك إليها .. بخصوص الأراضى المحتلة .. وبخصوص تنفيذ الانسحاب، فهل هناك شعور منهم بأن إسرائيل سوف تنفذ، أم لا ؟

ثانياً : هل الاتحاد السوفييتى له رأى فى هذه الاقتراحات المحددة ؟ .. رأى سياسى، أو نظرته للموضوع كدولة كبرى .

السيد / الرئيس :

طبعاً ممكن نصل إلى حل سياسى ، إذا الظروف السياسية الدولية أجبرت الجميع علـى الوصول إلى حل سياسى، لإنقاذ الدول من المواجهة .. أو من الدخول فى مواجهة . ولكن اللى حاصل دلوقت الحقيقة ان فيه حاجة اسمها الحرب الإلكترونية .. قبل سنة 1967 الواحد كان بيقرأ فى المجلات العسكرية .. ومجلات الطيران حاجات بسيطة عن الحرب الإلكترونية . النهارده أول ميدان ابتدأت فيه الحرب الإلكترونية هى بلدنا فى الحقيقة، وكان لابد ان احنا نعمل أساليب ووسائل .. ونستعين بالاتحاد السوفييتى أيضاً علشان ندخل فى هذا الموضوع .

ده موضوع - الحقيقة - معقد، احنا عندنا النهارده 650 ألف عسكرى .. وفى ديسمبر حيوصل إلى 750 ألف عسكرى، واحنا ماشيين فى بناء قواتنا المسلحة .

الطيارين النهارده عندنا .. يعنى أنا دلوقت كنت فى موسكو باطلب طيارات .. لأن الطيارين عندنا أكثر من الطيارات، لكن طبعاً بيحتاجوا إلى بعض التدريب، فلما أقول: حل سياسى.. معناه ان احنا ننفذ هدفنا سياسياً . لكن لَمَّا يقولوا لنا إنهم مثلاً بياخدوا شرم الشيخ .. ماحدش هنا فى البلد دى حيقدر يقول لهم : خُدُوا شرم الشيخ، وبعدين لَمَّا يقولوا إنهم حياخدوا القدس .. بالنسبة لنا احنا لا يمكن أن نوافق على انهم ياخدوا القدس .

اللى باين أخيراً فى الكلام مع الدول الرباعية بيقولوا عن القدس كلام برضه جديد .. تبقى مدينة منـزوعة السلاح .. القدس القديمة تحت الإدارة الأردنية .. والقدس الجديدة تحت الإدارة الإسرائيلية، ولكن منـزوعة السلاح، ممكن يبقى فيه نوع من التوحيد .. فيه مواقف جديدة بتطلع.. الحقيقة سبب هذه المواقف - فى رأيى - هو صمودنا . بعدين فيه سبب أيضاً موجود النهارده هو الخطوة اللى أخذها الاتحاد السوفييتى .

الحقيقة الخطوة اللى أخذها الاتحاد السوفييتى فى يناير ماأخدهاش مع أى دولـة.. يعنى ماطَلَّعُوش قوات لهم علشان تحارب بَـرَّه .. معنى هذا إيه ؟ .. ان احنا كان عندنا معلومات عن كلام لديان.. كان بيقول إنهم لا يمكن حيعملوا أى تنازلات بأى شكل من الأشكال إلاّ فى حالة من اثنين :

الحالة الأولى : إذا تدخل الاتحاد السوفييتى عسكرياً، وأستبعد 100% أن يتدخل الاتحاد السوفييتى عسكرياً .

الحالة الثانية : إن أمريكا تضغط عليهم ، وقال إنهم متفاهمين مع أمريكا .. ولا يمكن لأمريكا انها تضغـط عليهم، وعلـى هذا هم عندهم يمكن عشر سنين يقدروا يفرضوا الأمر الواقع فى هذه المنطقة .

إيه سبب تحرك الأمريكان النهارده .. هل هم جادين ؟ .. أنا لا أثق فيهم أبداً .. يعنى ده موضوع أساسى . هل الغرض كشفنا ؟ .. ممكن !! باعتبر يمكن 70% أو 80% كانـوا يعتقدوا ان احنا حنرفض هذه المقترحات .. على طول الصبح بيدُّوا 125 طيـارة لإسرائيل.. الطيارة الفانتوم - زى مابيقولوا - بتساوى 6 طائرات ميراج، لأنها بتشيل قد الميراج 6 مرات . هل إسرائيل حتنفذ، أو مش حتنفذ ؟ .. الحقيقة أنا باعتبر ان ردنا بالنسبة للأمريكان حيسبب مشاكل عندهم .. وبالنسبة لإسرائيل حيسبب مشاكل عند إسرائيل . وقد تكون هناك مشاكل بين أمريكا وإسرائيل .. إذا كانت أمريكا جادة فى حل هذا الموضوع .

بالنسبة للاتحاد السوفييتى ورأيـه..طبعاً احنا فى هذه المواضيع.. هو الاتحاد السوفييتى كلامه معنا إن هو ينفذ اللى احنا نطلبه منه فى هـذه العملية.. هُمَّ ممكن يقترحوا علينا أى اقتراحات، إذا قبلناها بيتبنُّوها .. إذا ماقبلنهاش يبقى هم لايمكن أن يتبنوها . وموقفهم فى محادثاتهم مع أمريكا أو مـع الدول الرباعية هو تعبير عن موقف المصريين ، وعلى هذا الأساس بالنسبة لهذا الرد احنا تشاورنا مع الاتحاد السوفييتى فى هذا .. وهُمَّ رأيهم أيضاً فيه الثقة يعنى، ولكن رأيهم ان بنمشى فى الحل السياسى فى نفس الوقت اللى نبنى فيه الجيش الهجومى .

السيد / أحمد طلعت عزيز :

فى اعتقادى أن المبادرة الأمريكية .. والمقترحات الأمريكية قدمت على الأساس الذى ذكرته سيادتكم الآن، وهو صمود الشعب، ونمو قدرته الذاتية. إنما مشهور عن العرب الوفاء بالعهد والالتزام به، ومشهور عن اليهود الغدر والخيانة، فبالنسبة لقرار وقف إطلاق النار لمدة 3 شهور -كما ذكرت سيادتك - كان لأمريكا تحفظ شفوى عليه، وأخشى ما أخشاه أن يتكرر ما حدث فى سنة 1948 عند طلب الهدنة .. لكى تستعد إسرائيل لمهاجمة العرب .. فرصة الثلاثة شهور قد تكون كافية لإسرائيل لكى تتسلح، وتمدها أمريكا بمزيد من السلاح، وتضع من العتاد ما يكفى للهجوم على الجمهورية العربية المتحدة .

وهذه نقطة تدور فى ذهنى منذ ذكرتها سيادتك، لأنه - كما ذكرت سيادتك - لابد أن نلجأ إلى كل الأساليب السياسية، وفى نفس الوقت نكون على يقظة وحذر، ونستعد ونكمل كل قوانا، لأجل إذا نكثت إسرائيل بالعهد نكون مستعدين، وشكراً .

السيد / الرئيس :

هُوَّ الهجوم علينا الحقيقة منتظر فى أى وقت .. إذا كان فى إمكانهم انهم يهجموا علينا . من كلام ديان ان أمريكا مِدِّياهم حرية يتصرفوا معانا زى ماهم عاوزين .. ويضربونا زى ماهم عايزين .. وحتى احنا الأمريكان إدُّونا إنذار يوم 2 فبراير قالوا لنا: إذا لم تقبلوا بقـرار وقف إطلاق النار إلى الأبد - اللى هو قرار سنة 1967 - فإن الضرب فى العمق حيزداد .. والحجم حيزداد.. والغارات بتزيد، واحنا كنا فى هذا الوقت عارفين الاتفاق اللى بيننا وبين الاتحاد السوفييتى حيتنفذ فى مارس، وقلنا لهم: حنبحث هذا الموضوع وحنرد عليكم .. ماردِّيناش على أساس ان احنا مانستفزهمش .. بحيث يبتدوا يتوسعوا فى الغارات فى العمق قبل ماييجى الدعم السوفييتى، فعملية الهجوم عملية منتظرة فى أى وقت . ومن كلام ديان أيضاً ان الهجوم على الأردن مقيد .. حتى ضرب الأردن بالطيران مقيد، وقال: إن الهجوم على لبنان أيضاً مقيد من الولايات المتحدة الأمريكية .. عنده حدود معينة لايتعداها فى العمليات الانتقامية .

إنما قال بالنسبة لمصر فهو غير مقيد .. يعنى يستطيع أن يعمل ما يشاء، لأن مصر مافيش تحفظات أمريكية بالنسبة لها . حسن النية طبعاً .. أو حسن الظن فى هذه الأمور قد يكون فعلاً عملية يجب ألاَّ نلتزم بها أبداً، لكن احنا مش زى سنة 1948 .. لأن أنا كنت هناك سنة 1948، أول ما دخلنا سنة 1948 .. اليهود كانوا بيحاربوا ببنادق رش .. ماكانش عندهم سلاح . فى أول معركة أنا كتيبتى دخلت .. كان معاهم بنادق رصاص وبنادق رش، وجابوا بعد كده أسلحة وطيارين وطيارات.

من 67 لغاية النهارده إسرائيل - الحقيقة - دججت بالأسلحة بطريقة يمكن سرية وعلنية .. ففى الوقت اللى احنا كنا بنقول فيه إن احنا عاوزين نعيد بناء قواتنا المسلحة علشان نبقى زى سنة 1967 .. هم جالهم 150 طيارة : 100 سكاى هوك، و 50 طيارة فانتوم، والفانتوم دى من الواضح انهم جايبينها لنا احنا، مين حيضربوه بالفانتوم غيرنا .. ودايماً الأمريكان مِدِّياهم الطيارات لهذا السبب .

بالنسبة للدبابات أخذوا دبابات سنتوريون من إنجلترا .. وأخذوا دبابات باتون من أمريكا من الموجودة فى ألمانيا، وغيروا مدافع .. وعملوا معدات .. وخدوا - الحقيقة - كل اللى عايزينه .

بالنسبة للحرب الإلكترونية هم عندهم كل حاجة لكن احنا لسه مابقيناش زيهم، لكن لَمَّا حصلت عمليات [ سقوط ] الفانتوم فعلاً بعتوا لهم.. الطيار الأسير الأخير قال إن جت لهم معدات إلكترونية جديدة بالنسبة للصواريخ . هم حيستعدوا، واحنا أيضاً حنستعد فى الثلاثة شهور .

هو فيه حاجة برضه بِدِّى انكم تعرفوها، فيه تصريحات إسرائيلية .. كل سنة بييجوا يقولوا : إن عبد الناصر بيخطط علشان يعدى القناة فى الصيف، وبعدين بييجوا بعد الصيف يقولوا : ان احنا هزمنا التخطيط المصرى . الحقيقة احنا مانقدرش نعدى القناة .. قواتنا المسلحة تستطيع انها تُعْبُر وتنجح وتقيم رأس كوبرى وتمشى .. لكن المشكلة اللى عندنا لازالت هى مشكلة الطيران والدفاع الجوى .

الحقيقة إذا قررنا نعمل دفاع جوى سليم على القناة ونمنـع أى طائـرات إسرائيلية .. نقدر نروح إلى الشرق .. الوضع ده وضع طبيعى معروف ، لازم نحط صواريخ فى القناة .. ونقوى الدفاع الجـوى. لازم قواتنا الجوية تستطيع انها يبقى لها حتى تعادل فى شرق القناة .. علشان نقدر بعد كده نعدى. فعملية الهجوم الإسرائيلى علينا عملية الحقيقة - من سنة 1967 لغاية النهارده - احنا بننتظرها فى كل وقت .

ولكن هل تستطيع إسرائيل انها تهجم ؟ .. أعتبر ان العملية بالنسبة لهم عملية صعبة .. هى مستعدة انها تعمل عملية فى الصالحية .. فى مش فاهم إيـه.. لكن عملية هجوم بشكل هجوم .. عملية صعبة، لأن الهجوم حيكون الغرض منه تدمير قواتنا المسلحـة ، ولكن فى الكلام مع القوات المسلحة والقادة ان المرحلة دى يجب أن نعبئ فيها .. لأن النهارده احنا فى معركة مستمرة ، وده بيعبأ تعبئة طبيعية ، لكن فى فترة وقف إطلاق النار .. إذا حصل وقف إطلاق النار يعنى .. أنا مش متصور إزاى إسرائيل حتقبل وقف إطلاق النار، إلاّ إذا ووجهت بضغط كبير من أمريكا .

الدكتور / مصطفى أبو زيد فهمى :

الدكتور مصطفى أبو زيد من الإسكندرية .

السيد / الرئيس :

من بيروت ولاّ الإسكندرية ؟

الدكتور / مصطفى أبو زيد فهمى :

من بيروت .. لكن باحضر اللجنة المركزية .

السيد الرئيس .. لاشك أنه من الواضح أن الحل العسكرى رغم أنه شاق إلاَّ أنه الممكن الوحيد، ولعلى أعتقد أنه يوم يكون الحل العسكرى ممكناً .. سيكون الحل السلمى ممكناً أيضاً .

النقطة الثانية : إننا لاشك فى الوقت الحاضر مطالبون - أو البديهيات تطالبنا - بأن نمضى إلى أقصى حد فى بناء قواتنا العسكرية، والصورة الخارجية المأخوذة عنا - لاشك فى هذه الناحية - أننا تقدمنا كثيراً .. والعدو قبل الصديق يجمع على أن هنالك جدية هائلة فى بناء قواتنا المسلحة، ولاشك أنه يكون من حقك أنت علينا أن نعترف بأن خلف هذه الجدية الهائلة نلمح آثار يديك .. ونلمح أنك قد توليت المسئولية الفعلية فعلاً فى بناء القوات المسلحة، وهذه المسألة تجعلنا نتفاءل ونعترف لك دائماً بالجميل .

بعد ذلك تبقى لى نقطة صغيرة أود أن أبرزها ، وهى أن إسرائيل الآن تتكلم عن حرب نووية .. أو أسلحة نووية ، وقد أعطاهم الأمريكان أخيراً مدافع - وسط ضجة ضخمة جداً - وقالوا: إن هذه المدافع تستطيع أن تستعمل أسلحة لها رءوس نووية .. لأن المدفعية المصرية قوية .

وقالوا بعد ذلك إنهم لابد أن يكسبوا الحرب الجديدة بسرعة خاطفة، وسوف يجدون وسيلة لذلك .. ولوحوا بالحرب النووية، وكيف أن إسرائيل لديها كذا .. وكذا .. وكذا، وتستطيع أن تفعل كل ذلك، والصحافة المصرية - وعلى رأسها الأهرام - نشرت كل هذا الكلام .. ونوهت إلى أن هذه تعتبر حرب أعصاب .

فى الواقع أن هذا الكلام يمثل نصف طمأنينة فقط، فبفرض أنها حرب أعصاب فيجب ألاَّ نهتز ، إنما مع ذلك يظل هناك تخوف صغير أضعه تحت أنظار سيادتكم . إسرائيل بدأت دائماً بغرور شديد جداً.. إلى حد أن موشى ديان سُئِل مـرة كيف يمكنك أن تنشر آراءك العسكرية وخططك ، وتقول : إننى سأعمل كـذا وكـذا، وتعمله فعلاً ؟ .. فقال لهم بغـرور شديد جداً : إن العرب لا يقرأون!! وإذا قرأوا لا يفهمون .

وهذا نوع من الغرور الشديد جداً طبعاً، وهى بداية للتهلكة والانهيار من غير شك، ولكن فى اعتقادى أنه يتكلم عن حرب نووية .. ونحن بطبيعة الحال قلنا : إنها حرب أعصاب .. لو قلنا: إنها حرب أعصاب ثم سكتنا .. ربما نفاجأ فعلاً بأشياء لها رءوس نووية، أو نفاجأ فعلاً باستعمال أسلحة نووية .

ولذلك فأعتقد - وهذا مجرد رأى- أن من المصلحة فى هذه الناحية .. ما دام أصدقاؤنا السوفييت متضامنين معنا - ومقدرين لوضعهم فى هذه المنطقة - نستطيع أن نطلب منهم أسلحة نووية . وليس من الضرورى أن تكون تحت تصرفنا نحن بل ستظل تحت تصرفهم هم، وأنا متأكد أننا لن نستعملها، إنما مجرد التأكد من وجود القوة يغنى فى كثير من الأحيان عن استخدامها .. وهذه حكمة معروفة، فلو أنهم متأكدون أننا نملك أسلحة لها رءوس نووية .. فإنهم سيترددون كثيراً قبل أن يضربونا بنفس السلاح .

النقطة الثانية : هم يقولون إن عندهم فانتوم، والفانتوم لها خواص ضخمة جداً، والروس عندهم أسلحة أقوى من ميج 21، فهل من الممكن أن يعطونا هذه الأسلحة، أم لا ؟ وشكراً .

السيد / الرئيس :

واحنا بنتكلم عن الحل السياسى .. لابد أن نعمل من أجل الحل العسكرى ، لأن واجبنا أن نحرر أراضينا، وإذا لم ننجح بالحل السلمى .. فلابد ان احنا نِدَخَّل الحل العسكرى . وهذا ما نعمل من أجله من سنة 1967 .

الحقيقة موضوع الحرب النووية ده موضوع كبير جداً ، وموضوع ان الروس يقولوا إنهم عاوزين يجيبوا هنا أسلحة نووية .. أنا باقول : لأ .. لأنهم إذا ادُّونا أسلحة نووية .. اليهود على طول يأخذوا أسلحة نووية من أمريكا . إذا جابوا هنا أسلحة نووية .. الأمريكان هنا بقى بيقولوا لهم : امشوا .. ده الكلام اللى قاله كيسنجر .. لازم يِمَشُّوهم ولو يدخلوا فى مواجهة . فالعملية فى الحقيقة أكبر من هذا، وممكن تتكرر عملية زى عملية كوبا .

المدافع اللى هُمَّ واخدينها .. مدافع ذاتية الحركة .. مدافع 155 [ مم ] .. عندهم منها فى القناة، وإخواننا بتوع بور سعيد موجودة قدامهم .. وراء بور فؤاد، العملية انهم بيحولوا المدافع الجديدة إلى مدافع ذاتية الحركة، والأمريكان بيساعدوهم فى هذا على أساس الحرب الخاطفة .

هناك نقطة أخرى بالنسبة لاستخدام الأسلحة النووية، احنا موقعين اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية، وهذه الاتفاقية منها نَصّ يتعهد به الاتحاد السوفييتى وأمريكا على حماية كل الدول الموقعة على الاتفاقية من أى تهديد ذرى . وإدخال الأسلحة النووية - الحقيقة - فى منطقة الشرق الأوسط موضوع ماأظنش ان إسرائيل تقدر تشتغل فيه لوحدها .. وماأظنش ان أمريكا توافق لها ، لأن أمريكا إذا وافقت يبقى معنى هذا ان الروس حيجيبوا هنا أسلحة نووية، فعملية الأسلحة النووية عملية تتحسب بالشعرة .. وبعدين ماحدش بيدِّى حد أسلحة نووية أبداً .. يعنى من يوم مااكتشفوها . حتى فرنسا ماادوهاش الأمريكان الأسرار .. اضطروا انهم يبحثوا ثم يصلوا ، إلى آخر هذه العملية .

الإنجليز والصين أيضاً هم اللى عملوا العملية، واحنا سبق أن بعتنا بعثة إلى الصين سراً .. وقالوا لنا : اعتمدوا على أنفسكم . الحقيقة احنا عندنا ناس تستطيع انها تعمل القنبلة الذرية .. ومعروفين بالاسم، ولكن الموضوع تكاليفه ليست فى طاقتنا . وبعدين الميدان اللى حندخله .. مش ممكن يسيبونا نستخدم أسلحة ذرية .. مش ممكن حد يسيبنا إذا استخدمنا أسلحة ذرية ضد إسرائيل .. وإسرائيل ماعندهاش، يبقى بالتالى تانى يوم احنا ننضرب - أو فى نفس اليوم بننضرب - بأسلحة ذرية من أمريكا، والعكس أيضاً .

السيد / مصطفى الجندى :

الحقيقة هناك تغير كبير جداً فى الموقف منذ سنة 1967 إلى سنة 1970، وبرغم الظـلام الحالك الذى كان موجوداً سنة 1967 .. نرى أن الشعـب قـد استطاع فعـلاً - بقيادة جمال عبد الناصر - أن يحول ما تدعيه إسرائيل عن جيش إسرائيل الذى لا يقهر إلى مجرد أكذوبة حقيقية.. يؤمن بها كل فرد من الشعب . لقد استطعنا من خلال الصمود .. ومن خلال تصاعد قوتنا.. ومن خلال مساعدة الأصدقاء السوفييت .. استطعنا فعلاً أن نجبر أمريكا وإسرائيل على الاعتراف بأننا شعب لايمكن أن يستسلم .. ولا يمكن أن يخضع . وقد أوجد هذا شعوراً لدى كل مواطن فى الشعب العربى وإيماناً بأنه لابد من الحل العسكرى ، إرضاء لكرامته .. وإرضاء لقوته .. ولتاريخه.. ولمجده القديم .

والحقيقة أن كل فرد من الشعب يريد أن يشبع غريزة الانتقام من إسرائيل، ولا يرضيه أبداً إلاَّ الحل العسكرى، وهذه مشكلة ستواجهنا عند إعلان قبول المبادرة الأمريكية، فيجب أن نحسب حسابها .. ونحصن الشعب ضد ما يشاع، لأنـه سيصحب هذا قطعاً أن المخابرات الأمريكية ودعاة الهزيمة من العملاء قد يستغلوها، ويعطون أبعاداً غير حقيقية لهذا الرد على المبادرة، فيجب أن نعمل حساباً لتحصين الشعب ضد كل ما يقال، بقصد زلزلة الثقة فى المستقبل .. وزلزلة الثقة فى الحل العسكرى .

النقطة الثانية : هناك موقف آخر ستسعى إليه أمريكا، فمن المتوقع أنها ستحاول التفرقة بين الدول العربية بمحاولة للتشكيك بأن هناك تنازلات فى الرد على المبادرة، فيجب أن نتحرك على المستوى العربى لتحصين الجبهة العربية ، وخصوصاً المقاومة ، حيث يجب تحديد موقف المقاومـة اليوم .. ويجب أن نعرف موقف المقاومـة من هذا الحل السلمى ، الذى أوضحتم سيادتكم أن الأمل فيه ضعيف، فيجب أن يعلم كل مواطن عربى حقيقة هذه الأمور، وأشكركم .

السيد / الرئيس :

الحقيقة لَمَّا نقول:إن الشعب عاوزحل عسكرى إرضاء لكرامته ولغريزة الثأر..ده كلام-الحقيقة- يجب ألاَّ نأخذه بهذا الشكل أبداً، وإلاَّ نبقى مفرطين - تفريط كبير جداً - فى النتائج اللى ممكن تترتب على هـذا .. يعنى بالنسبة للحل العسكرى ده موضوع قـد تكون لـه بداية، لكن ماحدش يعرف نهايته إيه . برضه احنا مابنحاربش إسرائيل .. احنا بنحارب أمريكا، لَمَّا انضربت 4 أو 5 فانتوم فى يوم من الأيام جم الأمريكان بعتوا لهم معدات، فطلبنا احنا معدات ضد المعدات الموجودة.. والروس بعتوها لنا .. جت بعثة ومعاها معدات .. عملية الحقيقة معقدة جداً، فإذا وجدنا أى نسبة مئوية تمكننا من أن نصل إلى حل سياسى نحقق به أهدافنا .. يجب ألاَّ نرفضها .. ولا نفرط فيها .

وأنا حتى كنت فى القوات المسلحة .. ولقيتهم كاتبين قَسَمْ الثأر، قلت لهم : إن هذا الشعار غلط جداً، وإن احنا يجب أن نقول : قسم التحرير، لأن الثأر معناه انك لازم تدخل تحارب من أجل الحرب وبس .. مش بنحارب من أجل تحقيق أهداف .

الحقيقة ده موضوع يجب أننا نواجه به الناس .. ونفَهِّم الناس، لأن الحماس والعملية بهذا الشكل ممكن تكون موجودة فى نفوس الشباب. أنـا عارف .. أنا عندى أولادى فى البيت مش عايزين حل سلمى .. عايزين حل عسكرى، بيقولوا : لازم نضرب اليهود .. وإزاى اللى حصـل فى 1967 . العملية النهارده - بالشكل اللى هى موجودة فيه - احنا بنبنى قواتنا المسلحة .. وفى نفس الوقت بنمشى فى الحل السياسى .

بالنسبة للدول العربية مين بيحارب من الدول العربية ؟ .. انتم عارفين .. رحنا الرباط وحصل إيه ؟ .. احنا ميزانيتنا كانت 160 مليوناً .. السنة دى ميزانيتنا 553 مليون جنيه .. مين ادَّانا حاجة؟ .. ماحدش ادَّانا حاجة . وبعدين احنا اللى بنحارب وهمَّ فى مزايدات، وفاهمين انهم بهذا بيقدروا ياخدوا الجماهير .. وبرضه ماقدروش . يعنى احنا كنا فى أسوأ حالاتنا وماقدروش ياخدوا الجماهير العربية، لَمَّا رحنا طرابلس .. ولَمَّا جه هنا معمر القذافى واتكلم .. ماعرفش ان الكلام ده اتقال فى الجلسة اللى فاتت.. قالوا: إن العـراق والجزائر مستعدين يشتركوا بكل قواتهم فى المعركة إذا غيرنا الهدف بتاعنا، بدل أن يكون إزالة آثار العدوان .. يكون تحرير الأراضى المحتلة.. أى تحرير فلسطين . فى الحقيقة أنا باعتبر انهم قالوا هذا الكلام على أساس أننا لن نقبله، ولكن احنا قبلنا هذا الكلام "تحرير الأراضى المحتلة"، ورحنا طرابلس .. وحنشوف حيحصل إيه نتيجة لهذا .

القوات العراقية موجودة فى الأردن .. مافيش قنبلة بتيجى على القوات العراقية .. ومافيش ضرب على القوات الأردنية، اللى بينضربوا فى الأردن هُمَّ المقاومة . الحقيقة الناس اللى بيبنوا قواتهم هم السوريين .. ومازالوا متمسكين باتفاق وقف إطلاق النار سنة 1967 .. احنا لغينا هذا الاتفاق، وعلى هـذا الأساس ممكن كل شهرين ثلاثة يحصل صـدام .. أو تحصل معركة . أنا مثلاً فى الاتحاد السوفييتى قالوا لى كان فيه وفد عربى بيفاوضهم من اليمن الجنوبية، وبيقول رفض الحل السلمى وضرورة الحل العسكرى. هم كانوا بيتكلموا فى الاتحاد السوفييتى، ماعندهمش ولا دبابة .. عايزين 20 دبابة، ماعندهمش ولا طيارة .. عايزين 5 طيارات، فقالوا لهم : ده انتم ماعندكوش ولا دبابة .. ولا طيارة، وبتتكلموا ازاى عن الحرب العسكرية .. حتحاربوا ازاى ؟ .. قالوا لهم : الجمهورية العربية المتحدة هى اللى حتحارب .. كده بهذه البساطة ! فى الحقيقة فى هذا يجب نكون واقعيين، والشعب العربى فاهم هذه الأمور .

والملك فيصل رافض الحل السلمى وبيقول : إن الكفاح المسلح - فى البيان المشترك بينه وبين الجزائر - هو السبيل الوحيد . طيب فين هُوَّ الكفاح المسلح بتاع المملكة العربية السعودية ؟ .. مافيش !! فيه لواء لهم فى الأردن ماضربش الإسرائيليين عليه ولا طلقة، ولَمَّا دخلوا الإسرائيليين فى حتة رجع، والفدائيين هُمَّ اللى راحوا حاربوا هناك .

يعنى فى الحقيقة مش معنى ده إن أنـا بارمى طوبة الفكرة العربية .. والبلاد العربية .. والكلام ده ، لكن هناك تناقضات موجودة فى القيادات العربية يجب ألاَّ نتجاهلها، وهناك قيادات عربية بتعتبر انها أحق الناس بقيادة الأمة العربية ، فمثلاً فى العراق قالوا إن هُمَّ القيادة اللى جت بعد الهزيمة .. وأن القيادات المهزومة لا تستطيع أن تقود ، وإنهم هُمَّ اللى طالعين لقيادة الأمة العربية . هُمَّ موجودين من سنة 1968 لغاية سنة 1970 .. ماحدش أبداً بيستجيب لهذا الكلام .. لا فى العراق نفسها .. ولا فى غيرها، بل يمكن بالعكس احنا لا نشتغل ضد أحد، واحنا لو اللى بيشتغلوا النهارده بهذا الكلام بنشتغل ضدهم .. بنسبب لهم متاعب لا أول لها ولا آخر ، لأن فيه - فى الحقيقة - جماهير بتؤيدنا فى كل البلاد العربية .

بالنسبة يعنى واحـد مثلاً يقولك: احنا لازم نحارب حتى لو نضحى بمليون ، فأنا رديت قلت له: " تضحوا بمليون مصرى .. ولاَّ تضحوا بمليون إيه "؟. يعنى الحقيقة دى مواضيع يجب اننا نحطها فى حسابنا ونعترف بها، مش معنى هذا ان احنا مش حنحارب .. أبداً، يعنى احنا بنشتغل على أساس اننا نحارب فى سبيل استرداد أراضينا المحتلة مش بس سيناء، ولكن سيناء والضفة الغربية والقدس ، لأن إذا كنا مش عاوزين نحارب كنا وافقنا على السبع نقط بتوع راسك سنة 1968، واللى هى إخراجنا من القضية وإن إسرائيل بتعتبر ان إخراجنا سياسياً من القضية بيحل لها ثلاثة أرباع المشكلة .

بالنسبة للمقاومة .. احنا لنا علاقة بفتح ، ولكن الجبهة الشعبية .. والجبهة الشعبية الديمقراطية .. والمنظمات الأخرى ، فيه مزايدات فى الحقيقة .. عمليات كلها سياسية أكثر منها عمليات عسكرية ، الغرض منها كسب الجماهير الفلسطينية للحـزب السياسى اللى هُـمَّ بيعملوه. طيب هل ستستطيع المقاومة انها تحرر الضفة الغربية ؟ .. هل ستستطيع أن تحرر القدس ؟ .. طبعاً هُمَّ قعدوا معاى وفاهمين وجهة نظرنا .. أنا باقول على فتح لكن وأنـا فى خطبـة أول مايو طلع بتوع الجبهة الشعبية الديمقراطية بكلام : ان احنا لسه بنعمل حساب للإمبريالية الأمريكية .. وازاى أوجه رسالة إلى نيكسون. وده كلام الحقيقة الواحد بيعتبره كلام أطفال .. هُمّ فى مستواهم فى هذا لا يزيد عن كده.

ولايمكن فى الحقيقة ان احنا نخلى مصيرنا متعلق بعمليات بهذا الشكل .. يجب ان احنا نغطى كل هذه المواضيع ، ونحـاول نفهم، ولكن مانقولش إن مثلاً تطلع منظمة فدائية تهاجم .. أو منظمة فدائية تنتقد .. وتخلينا نتردد .. احنا فى الحقيقة لازم نشوف المصلحة فين .

بالنسبة للتنازلات .. الحقيقة ماحدش يقدر يقول إن فيه تنازلات، هذا الكلام كله احنا وافقنا عليه قبل كده سنة 1967 .

الدكتور / أحمد السيد درويش :

فى اعتقادى يا سيادة الرئيس أنه لا يوجد من يحارب من أجل الحرب .. ولا من أجل الثأر .. ولا من أجل الانتقام، ودائماً تحـاول البلاد حل العلاقات الدولية عن طريق حلول سلمية، وأن الحرب فقط يلجأ إليها الناس حينما تفشل الحلول السلميـة. فالـرأى الذى وصلتم إليه - فى اعتقادى - أصوب الآراء، وانـه يتفق مع كل مفكر يفكر فى مصير بلدنـا .. ومصير بنائها . واعتقادى أنه إذا وصف أحد مثل هذا التصرف بأنه تنازلات .. يكون تنازلات من الجانب الآخر، لأنه لأول مرة نسمع الآن أن إسرائيل ستوافق على قرار مجلس الأمـن الذى كانوا يرفضون دائماً- وإلى عهد قريب جداً - فى كل مناقشاتهم فى الكنيست .. وفى خطبهم، يـرفضون قـرار مجلس الأمـن، ويتمسكون باحتلال الأراضى .

وأعتقد أن الخطوة التى بادرتم بها سيادتكم ستظهر حقيقة الشعور المصرى المحب للسلام فعلاً.. وستظهر لكل العالم - الواقع تحت تأثير الدعاية الإسرائيلية - أن الشعوب العربية ليست عدوانية كما قيل أخيراً، وأن العكس هـو الصحيح . ويخيل لى طالما أننا قابضون على ناصيـة المبادرات السياسية البناءة .. وفى نفس الوقت نبنى قواتنا المسلحة، يكون ذلك هـو الوضع الصحيح، ويخيل لى أيضاً أننا عندما نضع حلاً من الحلول .. لابد أن تكون القاعدة لهذا الحل هى الواقعية، وليس فيها أبداً الشعور بالغل، أو الغيظ، أو الانتقام، لأن كل هذه الأمور لا يتصف بها أساساً المجربون .

وكما شرحت سيادتـكم أيضاً مسألة شعور الـدول العربيـة بالنسبة لهـذه المسألة هو شعور المتفرج ، فهم يريدون أن ندخل الحـرب مع إسرائيل ليشاهدوا لمن تكون الغلبة، طبعاً سيفرحون إذا تغلبنا على إسرائيل .. لكنهم غير مستعدين إطلاقاً لمشاركتنا مشاركة فعلية فى مسألة الحـرب، فهم يريدون أن نحارب لآخر جندى مصرى .. كما تفضلت سيادتك وشرحت .

ويخيل لى أن الشعور العام فى الخارج من السهل جداً أن يتقبل هذا الحل .. وهذه المبادرة، طالما أننا نؤكد لهم أن هذه المسألة ليس فيها على الإطلاق أى تباطؤ أو تقصير فى الاستمرار فى بناء القوات المسلحة ، ويكون فى تقديرنا أن السلم هو الأساس ، وأن الحرب يُلْجَأْ إليها فقط عندما تفشل الحلول السلمية لاسترداد الحقوق الوطنية .

فأنا سعيد جداً بما ذكر اليوم، وأعتقد أن شعبنا سيكون سعيداً أيضاً، وأعتقد أن ثقة الشعب فى قائده هى باستمرار دليل العمل الوطنى الذى يمكننا من أن نجابه المواقف الصعبـة . كما أعتقد أن لموقف الصمود الذى قدته سيادتك منذ البداية .. كان له الأساس الحقيقى فى تغيير موقف أمريكا وموقف إسرائيل، وأن النغمة التى قيلت فى العرض الأمريكى لم نسمعها من قبل . ومن المؤكد 100% أن أمريكا قدرت الموقف – لأول مـرة فى تاريخها - تقديراً حقيقياً بالنسبة لمصالحها فى المنطقة. كما أن إسرائيل نغمتها نغمة عجيبة جداً لأول مرة ، وهو ما تنبأ به ديجول.. وتنبأ به الفرنسيون من مدة طويلة .. على أنه عندما تفيق إسرائيل من الواقع ستكون بهذا الشكل . فأنا يخيل لى أن الموقف مناسب، وأنه إذا وصف بأن هناك تنازلات أو تراجع .. فهذا الوصف ينطبق على أمريكا وإسرائيل ، ولا ينطبق على الجمهورية العربية المتحدة، وشكراً .

السيد / الرئيس :

هو احنا النهارده الحقيقة وَضْعنا غير سنة 1967 .. يعنى سنة 1967 كنا ممكن أى قرار حتى لو ده مامشيش، يعنى كنا بنتكلم من موقف ضعف.. مافيش عندنا أى حاجة فى نوفمبر 1967. الحقيقة النهارده وَضْعنا يختلف جداً عن 1967 .. يعنى احنا مش أعدنا بس بناء قواتنا المسلحة، لأ .. احنا عَدِّينا ده بكثير.. هو النهارده موقفنا يعتبر موقف قوة، وبرضه باقول: إن إسرائيل بالنسبة للسلام اللى وعد به الإسرائيليين .. كل يوم بيحسوا بأنه بعيد .

الدكتور / جابر جاد عبد الرحمن :

سيادة الرئيس .. فى الحقيقة أنا كنت منضم لإخوانى فيما يتعلق ببعـض المخاوف التى أثاروها الآن .. مخاوف فيما يتعلق بعلاقاتنا بالبلاد العربية عامة .. وببعض البلاد العربية التقدمية كالسودان كما ذكرت سيادتك الآن .. والبلاد التى بدأت تتحرك معنا وتسير فى نفس الخط . ومخاوف من ناحية المقاومة أيضاً فى داخل فلسطين .. وموقف هذه المقاومة، ومايطالب به رجال المقاومة من تحرير فلسطين كاملة، وعودة الشعب الفلسطينى إلى بلاده .

وبعد أن سمعت ما تفضلت به سيادتك من رد على هذه النقاط، بقيت نقطة أحب أن أثيرها، وهى أن سيادتك تفضلت وقلت : إن سوريا رافضة لقرار مجلس الأمن .. وإذا كانت سوريا ستعلن أنها تقبل قرار مجلس الأمن، فإنه يمكن النظر فى الانسحاب من الجولان. وسيادتك مراراً وتكراراً وباستمرار تصر - فى خطبك وفى أحاديثك - على ضرورة الانسحاب من كل قطعة من الأراضى التى احتلت منذ يونيو سنة 1967 ، فإذا كنا سنقبل قرار مجلس الأمن .. وسوريا رافضة لقرار مجلس الأمن، فيبدو لى أنه منطقياً سوف لا يكون هناك انسحاب من الجولان، لأن سوريا نفسها ترفض الموافقة على قرار مجلس الأمن .

النقطة التالية : هى أننا كلنا نعلم أن قرار مجلس الأمن فى ذاتـه ليس متفقاً على تفسيره، فهناك تفسيران فيما يتعلق بالأراضى المحتلة، فالهند – على ماأذكر فى المناقشات التى أثيرت فى ذلك الحين- تصر على الانسحاب من كافة الأراضى التى احتلت منذ يونيو 1967 . ثم هناك الفكرة الثانية التى تقول : إن التعبير الإنجليزى “ occupied territories " .. وليس "the occupied territories " .. أى أنه ليس كل الأراضى المحتلة .

والحدود الآمنة .. ستثير هذه المسألة أيضاً نقاشاً، فهل نحن مع التفسير الأول الذى يقول بضرورة انسحاب العدو من كل شبر من أرض احتلها، وأن قرار مجلس الأمن متكامل .. لأنه فى مقدمته ينهى عن العدوان والاستيلاء على الأراضى بالقوة، لأن ذلك يخالف المـواثيق الدولية، والقانون الدولى العام ؟

ومن ناحية ثانية .. فى الفقرة الثانية من القرارات .. أن الانسحاب من أراضٍ محتلة .. فأنا أعتقد بأن القرار متماسك .. ويفسر ككل، ومقدمته مع مؤخرته كلها يجب أن تكون متكاملة، ومن ثم لابد أن يكون الاتفاق على أساس الانسحاب من كافة الأراضى التى احتلها العدو، لأن هذا يخالف المواثيق الدولية .. ويخالف القانون الدولى .

نقطة أخرى - يا سيادة الرئيس - هى مسألة وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة شهور، هل يكون مرافقاً لوقف إطلاق النار إعلان الانسحاب فى ذات الوقت .. وليس على التراخى ؟ .. إنما المسألة إذا كانت ثلاثة شهور سنترك لإسرائيل أن تقول إنها توافق على الانسحاب .. أو لا توافق، فإنى أخشى كثيراً – كما قـال الأخ أحمد طلعت عزيز - من المأساة التى قد تتكرر كما حدث سنة 1948 .. عندما فُرضت الهدنة .

وأنا أحس شخصياً أن موقفنا الآن قد تغير تغيراً كلياً ، وإننا نتكلم الآن من موقف قوة .. لا من موقف سنة 1967 ، وما كانت هذه التحركات تحدث من جانب الولايات المتحدة الأمريكية ، لولا أنها أحست أن الصواريخ بدأت تدمر طائراتها الفانتوم والسكاى هوك، ولذلك بدأت تتحرك هذا التحرك الأخير . فأنا أشعر وأعتقد أن كثيراً من إخواننا يحسون بالاغتباط من الأنباء التى تعلن فى كل يوم عن تساقط الفانتوم والسكاى هـوك، وهذا سيعطينا بوارق أمل كبيرة جـداً فى أننا على وشك التحرك .. وعلى وشك التحرير، ورد كل الأراضى المغتصبة، وفشل العدوان الذى بدأ سنة 1967 .

فأنا لا أدرى - يا سيادة الرئيس - عما إذا كان إعلان وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة شهور.. أَلاَ يمكن أن يصاحبه إعلان أيضاً من جانب إسرائيل بالانسحاب، وأن يوضع جدول زمنى لهذا الانسحاب؟ وشكراً سيادة الرئيس .

السيد / الرئيس :

بالنسبة للجولان أنا كان عندى النهارده أحد أعضاء القيادات فى سوريا .. علشان نتكلم فى مواضيع .. منها أيضاً هذا الموضوع . الحقيقة هُمَّ مايقدروش يقبلوا قرار مجلس الأمن .. ومايقدروش يِدُّوا أى تصريح حتى عن السلام .. لو تدوَّروا احنا بِنِدِّى تصريحات وأحاديث .. هُمَّ مقيدين تقييد كامل، لأن عندهم مشاكل وانقسامات برضه فى الداخل .. وحاجات بهذا الشكل. ولكن - يعنى -أنا لَمَّا قبلت قرار مجلس الأمن سنة 1967 .. أنا جانى رئيس وزراء سوريا وقال : " كيف تقبل هذا الموضوع .. ده حيؤثر على شعبيتك فى العالم العربى" .. فأنا قلت له: " أنا ماوضعتش هـذه الحكاية أبداً فى الحساب" . الحقيقة أنا عايز أشوف إزاى حابْنىِ جيش؟ .. الاتحاد السوفييتى طالما باقول إن أنا ححارب وحادمر إسرائيل .. مش ممكن يدينى سلاح .. لأن عالمياً يبقى موقفه صعب، وعايزين وقت علشان نبنى قواتنا المسلحة .

نيجى بقى لموضوع الجولان احنا - الحقيقة - متمسكين بالانسحاب من كل الأراضى، والله إذا حصل اتفاق على سيناء .. وإذا حصل اتفاق على القدس .. وإذا حصل اتفاق على غزة .. وإذا حصل اتفاق على الضفة الغربية، فيبقى هنا بنقول: لازم يحصل اتفاق أيضاً على الجولان، ويبقى فيه كلام مع السوريين، لكن - الحقيقة - مااقدرش ان أنا النهارده أَخَلِّى هذه العملية هى العقبة اللى يتحطم عليها كل شئ .. وما أظنش ان حيتقال للسوريين: إن الإسرائيليين حيمشوا من الجولان، فالسوريين يقولوا لهم: لأ .. تقعدوا هنا لغاية ما نطلَّعكم بالكفاح المسلح.. الكلام اللى بيقولوه من ثلاث سنين ، وهذه هى السنة الرابعة .

بالنسبة لوقف إطلاق النار مع إعلان الانسحاب ، إعلان إسرائيل لقبولها الانسحاب .. هذا موجود فى النقط بتاعة النهارده .. وده الحقيقة أول تنازل من ناحية إسرائيل .. وأنا مش فاهم حيعملوها ازاى؟ يعنى تفسيرنا احنا هُمّ حيقولوا : الانسحاب من أراضى محتلة .. احنا تفسيرنا انه مـن الأراضى المحتلة .. لأن بترتبط مقدمة المشروع بالمشروع كله . الحقيقة عندنا موضوعين اللى هُمّا : ترتيبات السلام، وترتيبات الانسحاب، وهُمّا النقطتين الأساسيتين فى القرار .. ودول لازم يمشوا زى ما بيقول روجرز متوازيين، وفى الكلام فى الأول أنا وضحت هذه العملية .

بالنسبة للأمريكان وانهم عملوا هذا التحرك بعد الصواريخ ما بدأت تضرب الفانتوم، لأ .. هذا الجواب جاى لنا من 20 يونيو .. يعنى احنا استلمناه يوم 20 يونيو .. يومها أنا كنت فى ليبيا والضرب ابتدا فى 1 يوليو .

الموضوع بقى اللى قاله الدكتور جاد - وفى الحقيقة له أهمية كبيرة جداً - إن احنا على وشك التحرير، لأ لِسَّه .. لِسَّه إسرائيل عندها تَفَوُّق، واحنا يعنى مشكلتنا .. يعنى وضعنا كالآتى النهارده :

هو العدو علشان يزود قوته قوى .. عملية صعبة له، أنا علشان أَوْصَل يمكن إلى الحد بتاعه أسهل، لأن أنا نسبتى المئوية منخفضة .. هو كانت نسبته المئوية عالية .

إسرائيل عندها تفوق ، وحينما يتكلم نيكسون ويقول : " إنه يجب المحافظة على توازن القوى فى الشرق الأوسط .. وعـدم الإخـلال بهـا " ، ثم يفسر هـذا بأن تبقى السيادة الجوية لإسرائيل .. يبقى مانقدرش نقول فى الوقت الحالى: ان احنا على وشك التحرير . لِسَّه العملية فى بدايتها، يادوبك بعد ثلاث سنوات قدرنا نبنى الجيش .. قدرنا نعمل كوادر .. وعايزين فى الحقيقة نبنى القوة الجوية .. ونبنى الدفاع الجوى . بعدين ماننساش ان إسرائيل السنة اللى فاتت مشترية أسلحة بـ 400 مليون جنيه استرلينى، علماً بأن أمريكا بتديها أسلحة بقرض على بنك الاستيراد والتصدير . فكلمة اننا على وشك التحرير .. لأ .. لِسّه. ولهذا أنـا قلت : إنهم كل سنة بيقولوا إن احنا فى الصيف حنعدى القناة ونحرر أراضينا، وبعدين يقولوا انهم هزمونا وبوظوا خطتنا. لِسَّه العملية صعبة جداً، ولا نستطيع أن نقامر فى معركة بأى شكل من الأشكال، إلاَّ إذا كنا نضمن 100% إننا حنكسبها، لأن إذا خسرنا المعركة ضاعت الدنيا كلها .

السيد / فريد عبد الكريم :

فى الحقيقة إن المناقشة التى دارت أزالت كثيراً من المخاوف .. وأزالت كثيراً من القلق ولكن يبقى ثلاث نقاط :

النقطة الأولى : أعود إلى قرار وقف إطلاق النار .. وقف إطلاق النار مشروط بشرطين :

الشرط الأول : أن لا تقيم الجمهورية العربية المتحدة تحصينات على الجبهة .

الشرط الثانى : أن تستمر الولايات المتحدة الأمريكية فى تزويد إسرائيل بما تعهدت وتعاقدت عليه .

عدم إقامة تحصينات، هى النقطة الخطرة بالنسبة لنا، فلو كان هناك وقف لإطلاق النار، وأتيحت لنا فرصة إقامة تحصينات .. يصبح من المؤكد أن وقف إطلاق النار فى صالحنا، لأن هناك سباق رهيب فى خلال الفترة الماضية بيننا وبين إسرائيل، نحن نريد أن نقيم تحصينات على الجبهة، وهى لا تريد ذلك، فوقف إطلاق النار من المؤكد - بغير هذا الشرط - سوف يتيح لنا إقامة تحصينات قوية فى أرضنا نحن، وهى مسألة مشروعة وطبيعية، ونحن رغم هـذا السباق الرهيب نجحنا وسننجح، لأنه من المؤكد أننا نصل جزئياً وبصعوبة إلى تقدم أكثر فى إقامة تحصينات دفاعية حديثة على الجبهة المصرية .

وقف إطلاق النار بهذا الشرط .. وبالرقابة، وبالمعلومات الضخمة التى لدى الولايات المتحدة الأمريكية سوف يُوقفْ تماماً هـذا النشاط فى إقامة التحصينات علـى الجبهة المصريـة . نحن ننظر لوقف إطلاق النار وأثره على الجانبين .. على الجانب المصرى من المؤكد أن التحصينات ستتوقف، ومن المؤكد أننا سنواجه أيضاً فى الداخل - وفى الأمة العربية - متاعب ومصاعب لابد أن نتحرك للقضاء عليها بكل ما نملك .

وقف إطلاق النار بالنسبة لإسرائيل سوف يحقق لها مزايا كبيرة جداً :

الأول منها : هو إيقاف حرب الاستنـزاف التى تجعلها تلقى بما يقارب مليون جنيه إسترلينى على الجبهة، وأيضاً بالنسبـة للتعبئة الكاملة لدى إسرائيل إلى حد كبير – فى خلال هذه الفترة – سوف يجعلها تسترد أنفاسها . إذاً وقـف إطـلاق النار بهـذا الشرط مسألة محتاجـة إلى أكثر من إيضاح .

النقطة الثانية : ورد فى المبادرة الأمريكية أن يارنج سوف يحدد أسلوب ومكان وزمـان المباحثات التى تجرى، وأن هذا الأسلوب بموافقة الطرفين، فعندما نأتى إلى هذه النقطة .. والإسرائيليون يطالبون بمفاوضات مباشرة - وهى مسألة مقبولة لدى الرأى العام العالمى - فإذا رفضنا المفاوضات المباشرة .. ونقول: إن المحادثات لابد أن تكون غير مباشرة، ولا توجد محادثات مباشرة على الإطلاق - إلتزاماً بقرار مؤتمر الخرطوم - هنا يكون التكتيك الذى من أجله قبلنا هذه المبادرة .. سوف نواجه به، لأننا سنكون سبباً فى فشل هذه المبادرة، لمجرد أننا تمسكنا وصممنا على أحد المبادئ التى التزمنا بها فى مؤتمر الخرطوم، ومن أجل ذلك، فإن هـذه النقطة أيضاً محتاجة إلى إزالة القلق الذى يساورنا إزاء هذه المبادرة الأمريكية .

النقطة الثالثة والأخيرة : إن قبول هذه المبادرة قد يكون حجة لدى بعض الدول العربية لمنع الدعم العربى الذى الْتَزَمَتْ به فى مؤتمر الخرطوم. ونحن نؤكد أنـه لا سلام، ولا صلح، ولا مفاوضة، مع إسرائيل . بقبول هذه المبادرة سنعطى الحجة لفيصل ولغيره لمنع هذا الدعم العربى الذى نستفيد منه الآن، على أساس أن السلام قد قبلته الجمهورية العربية المتحدة .

وكما أوضحت سيادتك - فى كثير من المواقف - أن هؤلاء الناس يخلقون التعللات، لكى يوقفوا هذا الدعم العربى . وفى هذه النقطة بالذات .. عن أثر هذه المبادرة على سوريا، لابد أن يكون قد تم التنسيق من الآن بيننا وبين سوريا، لأننا لو اتفقنا على الانسحاب من سيناء ، ومن القدس، وحتى من الضفة الغربية، وجاءت إسرائيل أخيراً ورفضت الانسحاب من الجولان - لأنها ليست داخلة فى هـذه المبادرة – لن تملك الجمهورية العربيـة المتحـدة .. ولا شعب الجمهورية العربيـة المتحدة المشاركة فى نضال جديد من أجل طرد المعتدى بالقوة من منطقة الجولان .

ومن أجل ذلك نقول: إن هذه المبادرة تستلزم بالضرورة أن يكون الجلاء عن الجولان نقطة أساسية، وإلاَّ سوف تتم تجزئة القضية العربية التى سبق أن أبديت سيادتك وجهة نظر فيها ، ورفضت اقتراحات كثيرة بشأن هذه التجزئة .. وأنا فى حاجة إلى بعض الإيضاحات التى تزيل هـذه المخاوف الأخيرة ، بعد ما أزيلت معظم المخاوف التى ساورتنا بالنسبة لهذه المبادرة، وشكراً .

السيد / الرئيس :

انت كنت خايف كتير قوى وانت جاى الاجتماع .

السيد / فريد عبد الكريم :

نعم .. فقد نوقشت هذه المبادرة - قبل هذا الاجتماع - فى اجتماع إحدى اللجان .

السيد / الرئيس :

وطلعت من الاجتماع وعندك برضه هذه المخاوف ؟

السيد / فريد عبد الكريم :

أنـا أقـول لسيادتك أن هناك كثيراً من المخاوف أزيلت ، وكثيراً من المخاوف أطرحها بمنتهى الأمانة .

السيد / الرئيس :

يعنى - الحقيقة - بالنسبة لنا فى تصرفاتنا .. مش ممكن الواحد يقبل أى تنازل عن أى مبدأ أعلناه وتمسكنا بـه . أنـا برضه باقول الكلمة دى علشان حتى فى المستقبل يبقى عندنا مانع صدمة بالنسبة للمخاوف، لايمكـن ان احنا حنفرط فى أى شئ، ولكن يجب أن نضع مصلحة بلدنا ومصلحة العالم العربى نصب أعيننا .

بالنسبة لقرار وقف إطلاق النار .. وكلام الأمريكان عن عـدم إقامة تحصينات ، أنا ماقلتش إن احنا حنقبل هذا الكلام .. فى كلامى لكم هل قلت إن احنا حنقبله ؟ .. بالعكس .. قلت : إن هذا الموضوع أشاروا به خارج العملية، والنهارده اتوجدت مواقع الصواريخ وانتهت ، اللى حيحصل ممكن يقولوا : هاتوا مراقبين دوليين .. مش حنقبل .. نقـول: إن عندنـا أسرار وممكـن تنتقل . بنبنى مواقع للصواريخ فى حماية الصواريخ الموجودة، وعلى الكلام ده ما يتنفذ تكون اتبنت ، ولكن لم نقبل أبداً - الحقيقة - شرط ان احنا مانحصنش فى الجبهة .

بتقول : فى نفس الوقت حيبقى فيه تزويد إسرائيل بالسلاح، وإيه اللى مانع تزويد إسرائيل بالسلاح النهارده ؟ .. ماهو بيوصل إسرائيل سلاح، واحنا أيضاً بيوصلنا سلاح .

بالنسبة لإسرائيل هل تستطيع أن تقيم تحصينات على الضفة الشرقية من القناة ؟ .. ده موضوع انت ماقلتوش وبِنْفكَّر فيه، هُمَّ أقاموا تحصينات خط بارليف واحنا دمرنا خط بارليف فعلاً ، وكانت خسائرهم كبيرة جداً، ووجدوا انهم يرجعوا ورا عشرين كيلو .. ويسيبوا على القناة على كل عشرة كيلو نقطة، وعندهم 17 نقطة قوية بالفعل على القناة .

هل حيرجعوا يبنوا خط بارليف تانى؟ .. زى ما دمرنا الأولانى .. حنستطيع أن ندمر الثانى .

بالنسبة لأسلوب زمان ومكان المفاوضات المباشرة، اللى باين من كلام الأمريكان ان موضوع المفاوضات المباشرة مستبعد، وأنا قرأت هذا الكلام فى الرسالة اللى هُمَّ بَعْتِينْها لى ، وأيضاً فى اجتماع الدول الكبرى موضوع المفاوضات المباشرة مستبعد جداً .. مافيش مفاوضات مباشرة .

فإذاً برضه المخاوف اللى عندك، انهم يقولوا : مفاوضات مباشرة واحنا نرفض، بالعكس النهارده جرايد فى بريطانيا .. وجرايد فى فرنسا .. وحتى فى أمريكا قالوا : إن التصميم على المفاوضات المباشرة أمر غير مقبول، لأن العرب مش حيقبلوا .

بعدين بنقول : إنه من المؤكد ان احنا حنواجه مصاعب ومتاعب، ومزايا لإسرائيل، وحرب الاستنـزاف .. هُوَّ فيه حرب استنـزاف، ولكن فيه أيضاً حرب استنـزاف مضادة علينا .. الـ100 مليون جنيه اللى بيرموهم علينا مش ورق بنكنوت .. المليون جنيه اللى بيرموهم كل يوم دول قنابل، وإذا كانوا بيرموا علينا كل يوم مليون جنيه ورق بنكنوت كنا الحقيقة نفكر فى الموضوع. والحقيقة المصاعب والمتاعب إذا كنا أبدينا أى تنازلات .. أو أى حاجة ماوافقناش عليها قبل كده، ده احنا كل الكلام اللى موجود موافقين عليه قبل كده .. احنا إطلاق النار أنهيناه ، وأنا قلت : إن احنا مستعدين نوقف إطـلاق النار، إذا أعلنت إسرائيل الالتزام بقـرار مجلس الأمـن والانسحاب. بالعكس احنا بناخد مكسب .

بالنسبة للتعبئة فى إسرائيل - برضـه الإسرائيليين نفس الكلام اللى احنا بنقوله على إسرائيل، وإن احنا نكون يقظين - هم أيضاً حيكونوا يقظين .. هُمَّ مش عاملين تعبئة بالكامل لغاية دلوقتِ .

بعدين حجة بعض الدول العربية لمنع الدعم .. إذا كنا بنقول : إن يارنج وافقنا عليه .. وقرار مجلس الأمن وافقنا عليه .. النقطتين الأساسيتين وافقنا عليها .

وقف إطلاق النار ده موجود فى الأردن النهارده .. وموجود فى سوريا. لم يلغى وقف إطلاق النار، تبقى ازاى تبقى عندهم حِجَّـة .. دا اللى حيتكلم على انـه بيوقف الدعم .. بيدخل فى مشكلة كبيرة جداً . الحقيقة هُمَّ يعنى برضـه بيدونا هذا الدعم أيضاً لأن مش قادرين ينسحبوا منه، وبعد مؤتمر الخرطوم كان فيه قرار مجل

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

استاذ ابو محمد

تحياتى الى صديقك وياليته يحاورنا هنا فلعلنا نستفيد منه

اخى الحبيب

هل سنكتفى بنشرك وقائع الجلسات وبتعليقك البسيط عليها والذى يناسبك رأيك الشخصى ... أم انك تريد مناقشه ما تقدمه

برجاء الافادة

وحيث انى لا اثق بصديقك فياليتك تقدم لنا اللينك الذى يوجد به النص الاصلى لتلك الجلسات ... ليس بسبب الشك فيك واستغفر الله من ذلك بل ليطمئن قلبى وقلب الشباب

ولك جزيل الشكر

رابط هذا التعليق
شارك

فى يناير اللى فات أنا ذهبت لموسكو .. وبعد أن ابتدأ الضرب فى العمق .. الحقيقة طلبت منهم مساعدة .. بعد نقاش طويل هُمّ وافقوا يِدُّونا المساعدات، ولكن بنحتاج مدة طويلة علشان نتدرب عليها .

إذاً معنى هذا ان احنا ممكن نأخذ صواريخ سام 3، ولكن حنقعد 7 أو 8 أشهر بننضرب لغاية ما يتدرب أولادنا على استعمالها. وكان هناك إلحاح أيضاً على أساس ان احنا عندنا طيارات أكثر من الطيارين.. وعلى أساس ان الاتحاد السوفييتى يشترك معنا بطيارات - بعلامات مصرية - فى الدفاع عن العمق . وافق الاتحاد السوفييتى على هذا الموضوع .. هذا الموضوع - الحقيقة - من الناحية الاستراتيجية يعتبر نقطة تحول كبيرة .

احنا قلنا لهم : احنا مش عايزين تحاربوا لنا، احنا اللى حنقوم بالتحرير، والعمل السوفييتى كلـه هو عمل غرب قناة السويس، على أساس ان أول أولادنا ما يتموا التدريب يأخذوا الصواريخ من الجنود السوفييت ، ونقوم احنا بالدفاع كله .

ياريتك يا أخ محمد تفهم صاحبك ان الامهات المصريات لم يكونوا ايام الهزيمه يخلفون جنود تعرف كيف تشغل الصواريخ ومعدات الحرب الالكترونيه .... لذلك احضر عبد الناصر لهم المدرسين الخصوصيين الروس يعلمونهم وفى نفس اللحظه يدافعون عن العمق المصرى المفتوح امام الطيران الاسرائيلى

وياريتك تفهمه ايضا انه لولا هذا الفعل ما تعلم المصريين وما استطاعوا تشغيل الصواريخ عام 1973 والتى دوخت اسرائيل السبع دوخات حتى اهدر السادات عملهم

وكما قلت لك

ياريتك تقنع صديقك المجهول ان يشاركنا الحوار حتى نفهمه ما لم يستطع فهمه فى تلك المحاضر بدلا من تحويرة معانى الكلمات على مزاجه الشخصى

وتحياتى لك وله

mfb:

بالنسبة لإسرائيل هل تستطيع أن تقيم تحصينات على الضفة الشرقية من القناة ؟ .. ده موضوع انت ماقلتوش وبِنْفكَّر فيه، هُمَّ أقاموا تحصينات خط بارليف واحنا دمرنا خط بارليف فعلاً ، وكانت خسائرهم كبيرة جداً، ووجدوا انهم يرجعوا ورا عشرين كيلو .. ويسيبوا على القناة على كل عشرة كيلو نقطة، وعندهم 17 نقطة قوية بالفعل على القناة

يعنى خط بارليف دمر عام 1970 واسرائيل رجعت أيامها للخلف 20 كم كمان .... مما سهل العبور بعدها ب 3 سنوات ....

تم تعديل بواسطة ahm_ali_baba
رابط هذا التعليق
شارك

الأخوة الأعزاء

لاحظت أنه لسبب أو لآخر لم تظهر الجلسة رقم 24 كاملة .. لذلك فسأكملها مبتدئا بجزء من آخر النص الناقص لعدم الإخلال بالتسلسل

تكملة وقائع الجاسة رقم 24

السيد / فريد عبد الكريم :

أنـا أقـول لسيادتك أن هناك كثيراً من المخاوف أزيلت ، وكثيراً من المخاوف أطرحها بمنتهى الأمانة .

السيد / الرئيس :

يعنى - الحقيقة - بالنسبة لنا فى تصرفاتنا .. مش ممكن الواحد يقبل أى تنازل عن أى مبدأ أعلناه وتمسكنا بـه . أنـا برضه باقول الكلمة دى علشان حتى فى المستقبل يبقى عندنا مانع صدمة بالنسبة للمخاوف، لايمكـن ان احنا حنفرط فى أى شئ، ولكن يجب أن نضع مصلحة بلدنا ومصلحة العالم العربى نصب أعيننا .

بالنسبة لقرار وقف إطلاق النار .. وكلام الأمريكان عن عـدم إقامة تحصينات ، أنا ماقلتش إن احنا حنقبل هذا الكلام .. فى كلامى لكم هل قلت إن احنا حنقبله ؟ .. بالعكس .. قلت : إن هذا الموضوع أشاروا به خارج العملية، والنهارده اتوجدت مواقع الصواريخ وانتهت ، اللى حيحصل ممكن يقولوا : هاتوا مراقبين دوليين .. مش حنقبل .. نقـول: إن عندنـا أسرار وممكـن تنتقل . بنبنى مواقع للصواريخ فى حماية الصواريخ الموجودة، وعلى الكلام ده ما يتنفذ تكون اتبنت ، ولكن لم نقبل أبداً - الحقيقة - شرط ان احنا مانحصنش فى الجبهة .

بتقول : فى نفس الوقت حيبقى فيه تزويد إسرائيل بالسلاح، وإيه اللى مانع تزويد إسرائيل بالسلاح النهارده ؟ .. ماهو بيوصل إسرائيل سلاح، واحنا أيضاً بيوصلنا سلاح .

بالنسبة لإسرائيل هل تستطيع أن تقيم تحصينات على الضفة الشرقية من القناة ؟ .. ده موضوع انت ماقلتوش وبِنْفكَّر فيه، هُمَّ أقاموا تحصينات خط بارليف واحنا دمرنا خط بارليف فعلاً ، وكانت خسائرهم كبيرة جداً، ووجدوا انهم يرجعوا ورا عشرين كيلو .. ويسيبوا على القناة على كل عشرة كيلو نقطة، وعندهم 17 نقطة قوية بالفعل على القناة .

هل حيرجعوا يبنوا خط بارليف تانى؟ .. زى ما دمرنا الأولانى .. حنستطيع أن ندمر الثانى .

بالنسبة لأسلوب زمان ومكان المفاوضات المباشرة، اللى باين من كلام الأمريكان ان موضوع المفاوضات المباشرة مستبعد، وأنا قرأت هذا الكلام فى الرسالة اللى هُمَّ بَعْتِينْها لى ، وأيضاً فى اجتماع الدول الكبرى موضوع المفاوضات المباشرة مستبعد جداً .. مافيش مفاوضات مباشرة .

فإذاً برضه المخاوف اللى عندك، انهم يقولوا : مفاوضات مباشرة واحنا نرفض، بالعكس النهارده جرايد فى بريطانيا .. وجرايد فى فرنسا .. وحتى فى أمريكا قالوا : إن التصميم على المفاوضات المباشرة أمر غير مقبول، لأن العرب مش حيقبلوا .

بعدين بنقول : إنه من المؤكد ان احنا حنواجه مصاعب ومتاعب، ومزايا لإسرائيل، وحرب الاستنـزاف .. هُوَّ فيه حرب استنـزاف، ولكن فيه أيضاً حرب استنـزاف مضادة علينا .. الـ100 مليون جنيه اللى بيرموهم علينا مش ورق بنكنوت .. المليون جنيه اللى بيرموهم كل يوم دول قنابل، وإذا كانوا بيرموا علينا كل يوم مليون جنيه ورق بنكنوت كنا الحقيقة نفكر فى الموضوع. والحقيقة المصاعب والمتاعب إذا كنا أبدينا أى تنازلات .. أو أى حاجة ماوافقناش عليها قبل كده، ده احنا كل الكلام اللى موجود موافقين عليه قبل كده .. احنا إطلاق النار أنهيناه ، وأنا قلت : إن احنا مستعدين نوقف إطـلاق النار، إذا أعلنت إسرائيل الالتزام بقـرار مجلس الأمـن والانسحاب.

بالعكس احنا بناخد مكسب .

بالنسبة للتعبئة فى إسرائيل - برضـه الإسرائيليين نفس الكلام اللى احنا بنقوله على إسرائيل، وإن احنا نكون يقظين - هم أيضاً حيكونوا يقظين .. هُمَّ مش عاملين تعبئة بالكامل لغاية دلوقتِ .

بعدين حجة بعض الدول العربية لمنع الدعم .. إذا كنا بنقول : إن يارنج وافقنا عليه .. وقرار مجلس الأمن وافقنا عليه .. النقطتين الأساسيتين وافقنا عليها .

وقف إطلاق النار ده موجود فى الأردن النهارده .. وموجود فى سوريا. لم يلغى وقف إطلاق النار، تبقى ازاى تبقى عندهم حِجَّـة .. دا اللى حيتكلم على انـه بيوقف الدعم .. بيدخل فى مشكلة كبيرة جداً . الحقيقة هُمَّ يعنى برضـه بيدونا هذا الدعم أيضاً لأن مش قادرين ينسحبوا منه، وبعد مؤتمر الخرطوم كان فيه قرار مجلس الأمن .. هُمَّ رافضين قرار مجلس الأمن، ولكن ماحدش فيهم قدر - رغم رفضه لقرار مجلس الأمن - انه يتكلم على إيقاف الدعم .

بالنسبة لسوريا احنا اتكلمنا .. اتكلمت مع الأتاسى عن هذا الموضوع واحنا فى طرابلس .. وهُوَّ كان كلامه معاى .. انه يعنى ماتخليش الجولان النهارده تبقى مشكلة بالنسبة لكم وعقبه .. انتم بتخسروا من قناة السويس .. ومعتمدين دلوقتِ على دول عربية بتديكم كذا وكذا وكذا. وبعد ماوقفت واتكلمت قال : لكن احنا مش حنتنازل عن الجـولان . ولكن هل الكلام ده حيتنفذ .. حيتنفذ إمتى .. ويتنفذ ازاى ؟

المشكلة الحقيقية علشان الحل السياسى .. مشكلة عويصة، يعنى أنا ماعنديش أمل ان هذا الكلام يتنفذ، وأنا على فكرة عَايْزُه يْتنفذ .. يعنى مش ماعنديش أمل لأنى مش عايزه .. أنا مش باقول هذا لأنى مش عَاْيُزْه وعاملها مناورة .. أنا عايز هذا الكلام يتنفذ . هل الأمريكان برضه حيدونا هذا الكلام ؟ .. يعنى أنا الحقيقة فى شك فى الموضوع . العملية فى رأيى انها بتحط الأمريكان فى مشكلة .. وبتحط اليهود النهارده فى مشكلة . النقطة - الحقيقة - ان احنا هنا بنواجه مصاعب ومتاعب فى الشرح للناس .. يعنى إذا كنتم مش قادرين تقنعوا الناس .. أنا مستعد أطلع فى البلد وأقنع الناس من شمالها لجنوبها .. ماهياش عملية صعبـة. الحقيقة فى إقناع الناس يجب اننا نواجه الناس بالأمور .

وأنـا طِلِعْـت للجيش ووقفت .. وبرضـه الناس قالوا لى : الثأر، قـلت لهم : أنـا لا أوافق على هذا الكلام.. أنا عايز حل سياسى..[قلته] للضباط فى جبهة القناة .. علماً ان العملية بالنسبة للقوات المسلحة عمليـة شخصيـة .. يعنى بيقولوا لـك : حصـل فينا كـذا فى سنـة 67 .. علشان نقـدر حتى نقعد فى البلد لازم كذا . وأنا باقول لهم : هذا المنطق غير مقبول .. منطق فردى، ماهواش منطق مصلحة أمة .. ومصلحة شعب .

بارجع تانى وباقول بأنى باعتقد ان سوريا إن وجـدت أن الموضوع يتحل.. قد تقبل قرار مجلس الأمن .. إذا وجدت الموضوع حصلت فيه معجزه، ويمكن يحملونى أنا المسئولية دى .. ان أنا اللى أقبل لهم القرار حتى قدام الناس فى سوريا .. ماتعرفش !! يعنى أنا بَعَتّ مرة قلت لهم : "أنا مستعد فى هذه المواضيع إنى أتكلم بالنيابة عن سوريا .. وعندى الإمكانية إنى أتكلم أيضاً مع الشعب السورى". ولكن لا يمكن النهارده - الحقيقة - أصلها مشكلة .

أنا مشكلتى الأساسية الطيارات اللى حتروح لإسرائيل .. اللى حتبعتها أمريكا .. مش حتستخبى.. حتتعرف على طول . النهارده الهدف - الحقيقة - الأساسى ان احنا نمنع تسليح إسرائيل.. حنحط أمريكا فى موقف إذا سلحت إسرائيل . آدى موقفها عالمياً .. وآدى موقفها عـربياً، فالحقيقة الخوف والمشاكل والمتاعب اللى حتزيد علينا إذا أخذت إسرائيل بكرة أو بعد بكره الـ 125 طيارة، بسبب ان أنا حيبقى قدامى حاجة من اثنين : حاطلب طيارات ، وحاطلب طيارين من الاتحاد السوفييتى .. الحقيقة المشكلة بالنسبة لنا صعبة جداً فى هذا .

ولهذا يمكن أحاديثى اللى كانت فى التليفزيون الأمريكى .. كانت كلها بتتكلم عن السلام . من قبل المبادرة دى بأشهر، لأنى كنت عايز أأثر بحيث إن الصفقة مايتوافقش عليها .. وحديث أول مايو أيضاً كان للتأثير من حيث ان الأمريكان يتزنقوا ومايدوش الـ 125 طيارة .. 125 طيارة عملية كبيرة جـداً. وباعتقد الحقيقة - بالنسبة لهذه العملية - ان احنا غيرنا الموقف تغيير كبير .

بعد كده حتى إذا احنا قبلنا هذا .. إذا حصل بعده نكوص وتراجع .. يبقى لنا عين أكثر بأن احنا نطالب الاتحاد السوفييتى بكذا وكذا، لأن احنا مشينا فى هذه الاتجاهات إلى مدى كبير جداً .

اللى أنا بدى اقوله لكم : ان احنا ماقبلناش حاجة جديدة .. تنفيذ قرار مجلس الأمـن قبلناه.. يارنج قبلنا يارنج .. ترتيبات السلام قبلناها .. عملية الانسحاب قبلناها .. إيقاف القتال ثلاثة أشهر معناه ان أنا باغير قرار مجلس الأمن .. اللى هو بتاريخ 67 : "إيقاف القتال إلى الأبد" .. بإيقاف قتال إلى مدة ثلاثة أشهر .

وأنا باعتبر ده فى مصلحتنا .. وباعتبر العملية مش فى مصلحة إسرائيل، وإذا إسرائيل قبلت هذا الكلام يبقى لازم تعـرضت لضغط . لأن يبقى فيه عامل جديد دخل فى المنطقة، وحصلت تحركات جديدة جـداً . لكن مافيش داعى أبداً إن احنا نتخوف من العمل السياسى لسبب واحد .. ان احنا عندنا مبادئ ملتزمين بها، ولا نستطيع أن نفرط فى هذه المبادئ .

السيد / إبراهيم عبد اللطيف :

يجتمع غداً المؤتمر القومى العام تحت شعار حشد الجماهير من أجل المعركة .. واليوم نشر المبادرة الأمريكية .. وحـديث سيادتك.. سيجعل هناك ضرورة للمواءمة، وشرح تفاصيل الرد على المبادرة الأمريكية، واننا لم نأتى بجديد، وأن كل شئ تم . هناك اتجاه إذاً قَبْلَ أن يوقف القتال ثلاثة شهور، ثم حشد الطاقات من أجل المعركة . من هنا فإن هذا المجال فى حاجة إلى توضيح من سيادتك، حتى يكون هناك تنسيق فى الـرد والمواجهة بالذات ، خاصـة وأن جماهير شعبنا - وجماهير الأمة العربية كلها - تتطلع غداً إلى خطاب سيادتك، وخاصة التفاصيل عن زيـارة الاتحاد السوفييتى، لأن فى فترة غيابكم كان هناك كثير من الآمال لدى جماهيرنا فى هذه المرحلة، وشكراً .

السيد / الرئيس :

ماذا تعنى بالآمال ؟

السيد / إبراهيم عبد اللطيف :

كانت تتطلع الجماهير دائماً إلى الإنجازات التى تمت خلال الفترة الأخيرة مـن إسقاط الفانتوم ، وإمكان تحقيق تدعيم أكبر فى مجال الأجهزة الإلكترونية، مما يقرب خطواتنا لإيقاف كل النمو الإلكترونى لدى العدو، وخاصة ما أثير فى الصحف عن حرب الأعصاب . كل هذا كان يشكل آمالاً لدى الجماهير - وهذا بالطبع من حقها - فهى تعيش على أمل أن نكون على مستوى القوة لردع إسرائيل .

واليوم ونحن تجاه [ تحقيق ] شعار حشد طاقات الجماهير من أجل المعركة، فى الوقت الذى نقول فيه : إن مانوافق عليه الآن ليس فيه جديد، وأنه سبق وأن وافقنا عليه من قبل . والسؤال الآن هو ما الذى سنخرج به من المؤتمر ؟ .. كيف تحشد الجماهير فى الوقت الذى إذا ما قبلت فيه المبادرة سنتوقف؟.. هذا ما أرجو أن تتفضل سيادتك بإيضاحه، حتى نتحرك على أساسه .

السيد / الرئيس :

الحقيقة فى العمل السياسى مانقدرش نقتصر على ناحية من اثنين، إذ العمل السياسـى بيشمل الحل السلمى .. وبيشمل أيضاً الأعمال العسكرية. كوننا ان احنا النهارده اتخذنا خطوة فى العمل من أجل الحل السلمى - اللى احنا وافقنا عليه قبل كده سنة 67 - لا يمنع مطلقاً ان احنا نحشد الجماهير من أجل المعركة . أنا باعتقد انه بدون الحشد بالكامل من أجل المعركة لن يكون هناك حل سلمى .. حَيِدُّونا ليه حل سلمى؟ .. ديان يمشى .. ليه يمشى؟ . إذاً مانقدرش نِمَشِّيه إلاَّ إذا كانت هناك عوامل أخرى .

طبعاً الآمال والعملية بتتبسَّط جداً، مثلاً العملية الإلكترونية .. احنا مانعرفش فيها حاجة . أنا بِدِّى اقول لكم احنا لانعلم فيها شىء .. كمصريين لسه مانعرفش فى الموضوع ده، والإسرائيليين بيقولوا إنهم متقدمين تكتيكياً وبيعملوا، هُـمَّ ماعملوش حاجة .. كل الحاجات دى جايه لهم - اللى بيشتغلوا بها من قبل 67 - واخدينها من أمريكا. احنا دلوقتِ الحاجات اللى جات لنا بيشتغلوا عليها روس .. لِسَّه احنا ولادنـا حيدرسوا .. ومارضيناش ان احنا نقبل نتدرب ونجيبها .. لأن عملية زى دى معقدة .. وعايزة وقت كبير جـداً. فالحقيقة ليس هناك تناقض بين الحشد من أجل المعركة وبين الحل السياسى ، وهذا كلام قلناه كتير .. أنا قلته فى كل الخطب اللى اتكلمت فيها، ويجب أن يكون شعارنا - رغم الكلام ده كله - حشد الجماهير من أجل المعركة .

والحقيقة أنا عارف انه يمكن تحصل تخوفات وبلبلات .. ولهذا كان التوقيت ان الرد يكون يوم 22 .. على أساس يبقى يوم 23 احنا اللى نبدأ بالكلام بالنسبة للمواضيع كلها .. وبالنسبة للعالـم العربـى .. وبالنسبة لجماهيرنا، لأن بعد كده حتحدث محاولات للبلبلة. ولكن يجب أن يكون واضحاً أن هذا لا ينفى أبداً كل إمكانيات الحشد من أجل المعركة .

السيد / محمد صبرى مبدى :

التعبير الذى قاله الأخ فريد عبد الكريم .. أعتقد أنه يقصد به أننا كنا متوترين التوتر المتلهف على التعرف على أبعاد الحقيقة، فهو لم يكن تخوف حقيقة. الواقع أن مرد ذلك يرجع إلى وجود جمال عبد الناصر على رأس قيادة النضال. وهذا الكلام لا أقوله من موقف انفعال عاطفى، ولكنه نابع من عـدة حقائق لسنا فى مجـال سردها، فوجودك على رأس نضالنا .. بالإضافة إلى رصيد ثقة الجماهير الذى أتيح لك - بشكل لم يتح لقائد من قبل على مراحل التاريخ - بحيث يعطى ضماناً وحصانة ضد أى شبهة تَخَوُّفْ قد تدور فى خلد أى منا، فالقضية قضية مصير أجيال ، وليست مصير جيل حاضر .

الذى أريد الكلام فيه - وهو ليس بجديد - هو أن عملية التَخَوُّفْ من الجماهير .. عمليه يجب أن نرفضها تماماً كقيادات، لأن القدرة القيادية الصحيحة تبرز عند بروز التحدى من أى مجموعات من الناس، وهذا يفرض علينا كاتحاد اشتراكى - وأنا أخاطب سيادتك كرئيس اتحاد اشتراكى - أن نجعل المرحلة القادمة مرحلة خصبة للعمل السياسى بين الجماهير .. ومع هذه الجماهير، بحيث لا نعتبر أن انتهاء المؤتمر القومى بداية للتراخى .. أو بداية لإجازة صيف ، لأنه ما من شك أن القبول بالمبادرة الأمريكية سَيُعَرِّض الجبهة الداخلية - والقوات المسلحة فى طليعتها - إلى حرب نفسية، قد تكون أكثر ضراوة ممـا سبق أن تعرضت لـه مـن قبل ، سواء كان مصـدرها الغـرب وأمريكا .. أو مصدرها بعض البلاد العربية .. أو بعض الجيوب داخل الجبهة الداخلية .

بعد الشرح الذى تفضلتم سيادتكم به .. وبعد التحليل المتوفر لدينا جميعاً - وكلنا يتوفر لدينا حد أدنى للقدرة على التحليل - فإن السؤال المطروح هـو : هل مرحلياً لدينا اقتراح آخر بديل للحل المعروض ؟ .. إذا كانت الإجابة بلا .. فإننا ننتهى إلى إقرار ما انتهت إليه القيادة السياسية فى هـذا الصدد، وإذا كان هناك بديل .. فلنقترح هذا البديل ، واللجنة المركزية يجب أن تؤكد ذاتها فى أعين الجماهير، وهذا ما يبرزه حرصك على أن تلتقى بها فى اليوم السابق على المؤتمر القومى .

السيد / الرئيس :

مافيش إقرار على هذا الكلام من قبل كده .. موافقتكم على قرار مجلس الأمن .. مافيش نقطة من النقط دى انتم مش موافقين عليها .. الحقيقة أنا طلبى للاجتماع كان للتفسير، لأن أنا اتصورت انكم موجودين دلوقتِ شهر نهباً للإشاعات .. والكلام اللى من محطات الإذاعة، وبكرة حتكونوا فى المؤتمر .

الحقيقة يجب أن تكونوا على بينة من الأمور، بحيث تستطيعوا مواجهة الناس بتوع محافظاتكم فى المؤتمر. أمـا تنفيذ قرار مجلس الأمن فانتم موافقين عليه .. يارنج انتم موافقين عليه.. ترتيبات السلام انتم موافقين عليها .. الانسحاب موافقين عليه .. وقف إطلاق النار من الأول انتم موافقين عليه .. برضه بعد 67 جيتم فى الانتخابات وموافقين على وقف إطلاق النار . الحقيقة اللى أنا بدى أقولها : إنه مافيش حاجة جديدة ، والغريب فى الموضوع ان إسرائيل مش موافقة على وقف إطلاق النار ثلاثة أشهر، وقالت جولدا مائير هذا الكلام .. وماهياش موافقة على إعلان الانسحاب .. وماهياش موافقة على أى شئ إلاَّ المفاوضات المباشرة .

الحقيقة العملية دى احنا موافقين على كل حاجة فيها، وإسرائيل مش موافقة تقريباً على كل حاجة فيها . يعنى الخوف أو التوتر كان على غير أساس، لأن احنا ملتزمين بمبادئ .

الحقيقة فى العمل السياسى هناك مبادئ ، ولكن يجب أن تكون هناك حرية حركة من أجل تنفيذ هذه المبادئ، ولكن بييجوا ناس النهارده وبيقولوا لى : لا نقبل شئ إلاَّ تحرير فلسطين .. الحقيقة يعنى أمانتى بالنسبة للشعب المصرى لا تمكننى من أن أقول هذا . هل أمريكا مثلاً حتسيبنا ندخل نحرر فلسطين ؟ .. هل روسيا حتقف معنا علشان تحرير فلسطين؟ .. كلنا عارفين موقف الدول الكبرى بالنسبة لهذا الموضوع .. ومعروف ان إسرائيل دولة موجودة، وان الكلام كله على إزالة آثار العدوان. إذا كنت أعطل كل حاجة النهارده، واقول إن أنا باوافق اللى بيقولوا عايزين تحرير فلسطين.. يبقى الحقيقة بنعمل عملية لا أمل منها، وفيه ناس كانوا بيقولوا لى: إن شالله بعد 30 سنة.

الجماهير بتاعتنا نبيهة جداً .. وفى رأيى انها حتفهم بسرعة، والمجهود المطلوب علشان تفهيمها مش كبير . فيه ناس مش حتفهم أبداً .. ومافيش فايدة ان احنا نقعد نفهم فيهم . يعنى بيقولوا لك: احنا ماقلنا من الأول : إن الأمريكان هُمَّ اللى بيحلوا المشكلة .. سيبنا الأمريكان ورحنا للروس، أَدِينا رجعنا تانى للأمريكان !! دول مافيش فايدة فيهم .. حنتكلم معاهم إزاى ؟

جماهيرنا بطبيعتها فى رأيى حَتفْهَم هذا الموضوع بسرعة، وعندها نباهة بحيث حتعرف ان احنا فعلاً بهذا قاطعين السكة على الأمريكان .. وقاطعين السكة على كذا.. لأن الناس متتبعـة للمواضيع تتبع تفصيلى. أَمـا إذا كان واحد كِشِرْ ونِكَدِى .. أنا يعنى رأيى ان أسيبه .. ولا أحاول أبداً [أن] أقنعه.. يتفلق لأنى مش حاقنعه . إذا كان حيفضل يتكلم معاى لغاية ما أسلم له ان أنا مقتنع بكلامه.. هو مش مستعد يقتنع أبداً .. وده أنا ماباعتبروش الجماهير . وجماهيرنا باعتبر انها قادرة انها تفهم، وبعدين لازم ماحدش يحس ان احنا واخدين ولادهم يعنى للحرب لأى شكل من الأشكال . احنا عندنا النهارده 650 ألف عسكرى .. يعنى 650 ألـف عيلة لهم أولاد فى الجبهة .. يجب ان الناس دول أيضـاً يفهموا ان العمليـة ان احنـا مش حناخد ولاد الناس نوديهم الحرب . حيزيدو لمليون بدون شعار " من أجل الثأر" .. يعنى احنا كل سبيل يحفظ مبادئنا .. وكل وسيلة تحفظ مبادئنا... وتمكننا من أن نصل إلى حل سياسى مشرف، لابد ان احنا نسير فيه .

أنا من الأول باقول : إن بناء الجيش الهجومى القوى سيساعد على الوصول إلى حل سياسى ، بس مش عايزين عند وقف إطلاق النار الأهالى يرجعوا السويس .

السيد / فاروق متولى :

لو سمحت لى سيادتك أتكلم على نقطتين :

النقطة الأولى : الحقيقة متعلقة بموقف التخوف من الجماهير، أنا متصور أن العملية سهلة .. وممكن تكون صعبة لو شعرت الجماهير أن قبول المبادرة الأمريكية نتيجـة لعملية انكسار.. أو نتيجة لعملية ضعف . ولكن إذا أحست الجماهير من خلال طرح الموضوع .. ومن خلال لقاء القيادات السياسية فى كل المواقع، أن هذا المنطلق هو تغيير فى موقفنا عن سنة 1967 ، نتيجة لصمود ثلاث سنوات مستمرة .. وتصاعد قوتنا وقـوة القوات المسلحة، نتيجة للدفاعات التى مكنتنا من أن نسقط الطائرات الأمريكية،وندفع بالعدو ونحطم قواه على الضفة الشرقية[للقناة]كلها..لوشعرت الجماهيرمن خلال هذا الموضوع أن هذا التغيير فى الموقف نتيجة لقوتنا، تبقى المسألة بسيطة كما قلت سيادتك، والجماهير سوف تتقبل هذا الموضوع، بل ستشعر أن هذا موقف انتصار وليس موقف انكسار .

هذه فى الحقيقة هى النقطة الأولى، ولكى نصل لهذا الموضوع فأشير إلى ثلاث اتجاهات رئيسية :

الاتجاه الأول وهو الذى ترسمه سيادتك باكر - إن شاء الله - فى خطاب المؤتمر القومى العام، وسيادتك باستمرار فى مثل هـذه المواقف تعطى لنا من الدفعات ما يحل أعقد الأمور وأكثرها مشاكل .

الاتجاه الثانى : أنه يمكن من خلال لقاءات القيادات السياسية - فى كل المواقع - أن تتصدى لهذه العملية .. فالعملية تصبح سهلة إذا طرحت من خـلال منطق القوة .. ومن خلال منطق الصلابة الذى تقفـه، فيمكن للقيادات السياسية أن تلتقى مع الجماهير فى كل المواقع وتقنعها بسلامة هذا الموقف .. وبعدالة موقفنا الذى نسير فيه .

الاتجاه الثالث فى هذا المجال : أجهزة الإعلام، ويجب أن تخرج إلى الجماهير المصرية .. وإلى الجماهير العربيـة بهـذا المفهوم الذى تتبناه سيادتك إن شاء الله باكر .. وهذا المفهوم الذى يمكن أن تنطلق به من الداخل . ولو خرج هذا المفهوم من خلال أجهزتنا الإعلامية بذكاء وبوعى ، فإنه يمكن أن يحول هذا الموضوع إلى انتصار .. وإلى قوة اكتسبناها بعد سنة 1967. هذا بالنسبة لموقف التخوف من الجماهير، أو عدم التخوف منها .

النقطة الثانية : لو سمحت لى سيادتك قـد تكون خارجة عن نطاق النقطة التى نتكلم فيها، وهى عن التنظيم السياسى .. وزيادة فاعلية التنظيم السياسى .

الحقيقة فى اللجنة التحضيرية تكلمنا كثيراً عن هذا الموضوع .. وقلنا : إن هذا الموضوع لا يمكن أن يطرح من خلال المناقشة الواسعة فى المؤتمر القومى العام، ولكن يجب أن نشير إليه، فيمكن للتنظيم السياسى أن يؤدى فاعلية أكثر فى حشد الجماهير من أجل المعركة، وتركنا تفصيلات المسائل فى تحريك التنظيم - من القاعدة إلى القمة - لمناقشات داخل اللجنة المركزية .

نرجو من سيادتك - بإذن الله - بعد المؤتمر القومى العام، وفى الجلسات القادمة أن تتيح لنا فرصة مثل هذه المناقشات، حتى يمكن أن يخرج التنظيم - من خلال هذه الفرصة التاريخية النادرة - أكثر قوة .. وأكثر صلابة كما يريد القائد جمال عبد الناصر فعلاً، وأشكركم .

السيد / الرئيس :

هُوَّ الحقيقة فى اللقاءات السياسية لازم تكون فيه وحدة فكرية بين الناس، وإلاَّ بنلخبط الناس . يعنى اللى أنا متصوره ممكن بكرة نتكلم والناس تفهم، وبعدين تبدأ المناقشات، والناس بتتلخبط إذا كان كل واحد حيتكلم شكل. خصوصاً أنا عارف فيه ناس كثير مايقدروش يجاوبوا على الموضوع ده .. أو مايقدروش يتمشوا مع الناس .. فيه واحد مايقدرش يقف فى مواجهتها، أو يبان انه مقلقل فى كلامه، أو يبان انه فى موقف دفاع . أنا الحقيقة مش جاى أدافع .. أنا جاى الحقيقة أفهمكم الموضوع بالتفاصيل علشان لَمَّا تواجهوا الناس .

الحقيقة أنا مابادافعش عن الموضوع.. وبكرة مش حادافع .. لأن دى مواضيع احنا قبلناها، وأعتقد ان اللى حيبقى فى موضوع دفاع هم الإسرائيليين .. لأن احنا مافيش حاجة جديدة حنقبلها، ومستنى أنا الليلة أروح أشوف ردود الفعل إيه .. خصوصاً ان جواب روجرز نُشِر النهارده .. وحيسألوهم هل حيوافقوا على إعلان الانسحاب، أو مش حيوافقوا ؟ .. هل حيوافقوا على وقف إطلاق النار، أو مش حيوافقوا ؟ .. وكانوا الحقيقة مخبيين العملية دى تخبية كبيرة جداً . فاحنا الحقيقة مش فى موقف دفاع .. الإسرائيليين هُمّ اللى فى موقف دفاع .

لهذا بِدِّى قبل ما نعمل لقاءات مع الجماهير نجيب الأسئلة اللى الناس بتسألها.. وماتجاوبش إلاَّ إذا كانت الإجابة اتقالت فى هذه الجلسة، إذا كان موضوع ثانى مااتقالتش إجابته فى هذه الجلسة.. يعنى فيه أى موضوع جديد .. مافيش داعى نتبرع بإجابات، لأن هو ده فعلاً اللى يبلبل الدنيا كلها، ونيجى بعد المؤتمر نعمل جلسة، وتقولوا إيه الأسئلة اللى جت لكم من الناس .

فيه هنا الأمناء بتوع المحافظات.. بيتصلوا بالناس اللى معاهم، ولكن الحقيقة - مانقدرش - نأخذ العملية عفوية وتفسيرية.. ده اللى أنا باتخوف منه. ونيجى للأسئلة الجديدة لازم نتفق عليها كلها.. وتطلع برضه الناس تتكلم على أى أسئلة جديدة. ولاّ يعنى هو احنا نتكلم عن التنظيم السياسى.. وضعف التنظيم السياسى .. وكل واحد بيتكلم بلسان .. وكل واحد بيتكلم بفكر.. وكل واحد بيواجه الجماهير شكل، لأنه تنظيم واسع .. مش تنظيم صغير محدد، وده موضوع بيعالجه الوقت .

بالنسبة لعملية التنظيم السياسى وتقويته .. فاكر قلنا مرة : نعمل لجنة - وبعدين الحقيقة بالنسبة لى أنا مش ممكن أقدر أشتغل أكثر من كده - ماجاليش الكلام بتاع اللجنة الخاص بتقوية التنظيم السياسى، ولكن شعراوى بيشوف اللجنة وصلت لإيه، وبعد المؤتمر بنشوف هذه العملية .

السيد / عبد الجابر علام :

الحقيقة أن صمود شعبنا وصل إلى مرحلة الإستقرار ، ومعنى مرحلة الاستقرار .. أنه لا يتأثر بأى طارئ يطرأ عليه .. صمود شعبنا ليس من فراغ، ولكنه صمود وراء عمل سياسى قوى .. ووراء عمل عسكرى لبناء قوات مسلحة قوية، تساند هـذا العمل السياسى، فعندما نتحرك اليوم فى ميدان العمل السياسى .. فلا يكون أول كلامنا أننا خائفون أو متخوفون من الجماهير، وغير قادرين على مواجهتها. وفى الحقيقة أن الجماهير معنا فى الصورة اليوم، وصامدة وراء قيادتنا السياسية لتحرير الأرض، وليس لكلام من الكلام الذى كنا نقوله عقب العدوان مباشرة .

ومن الواضح الآن أن شعبنا وقيادتنا السياسية - فى كل مكان - قادرة تماماً على أن تعطى الصورة الواضحة من خلال هذه اللقاءات لشعبنا .

الحقيقة توجد حكاية كبيرة تقال هنا، فإنى أرى أنه إذا كان هناك تغيير فليس فى موقفنا أبداً، فلأول مرة نجد أن أمريكا لا تتبنى وجهة نظر إسرائيل فى التمسك بالمفاوضات المباشرة ، وهو ما يعتبر انتصار لنا لم يأت إلينا من الهواء، ولكن جاء لنا نتيجة صمود شعبنا .. وصمود قواتنا المسلحة .

النقطة الثانية : هى قبول إسرائيل لقـرار مجلس الأمـن، فالمحنة عندهم الآن .. فيمكن للتحالف الموجود عندهم - بين كل الأحزاب - أن يرفض هذا الكلام، ازاى .. حيقبلوا قرار مجلس الأمن. العملية عندنا عملية تغيير - سواء أكانت من إسرائيل، أو مَنْ وراء إسرائيل - لصالحنا وليسـت ضدنا، ويبقى هذا بيعطينا قُدْرَه ووضوح أمام شعبنا .. ان احنا نقول : هذه الحركة فعلاً بنعطى بها موقف سواء أكانت أمريكا قصدها انها تكشفنا به، أو هى فعلاً حصل تغيير [ فى موقفها ] نتيجة لصمودنا الطويل الذى وقفناه .. واللى ممكن نصمد فيه أكثر .. واللى ممكن قواتنا تنمو فيه .. وقدراتنا تنمو فيه، فلما تيجى أمريكا النهارده وتقول النقطتين دول.. احنا بنرحب بالرد اللى ردتوه على هذا الكلام. وإنشاء الله قوانا السياسية .. وكوادرنا قادرة.. وشعبنا أولاً وأخيراً عارف موقفه فين، وليس هناك أى تخوف على الإطلاق من أى كلام يقال حول هذا الموضوع، وشكراً .

السيد / محمد عبد الحكيم :

الحقيقة يا افندم أنا من أول سيادتكم ما خلصت الكلام .. وأنا بافرض نفسى فى وسط الشعب.. وفى وسط المواطنين، وبنقول: نتيجة الكلام ده إيه ؟ .. وباتصور اللى هُمّ حيقولوه .. وباتصور اللى الناس حتتخيله .. باتصور الكلام اللى حيدور فى ذهنى .. وفى ذهن أولادى .. وفى ذهن الناس اللى حوالينا. الشعب حيقول بلا شك : والله جمال عبد الناصر نجح.. نجح فى انه جاب بوادر حل سلمى بِنَاءً على قوة متينة أوجدها هـو فى ضفة القناة .. وأوجدها بين الشعب. الشعب حيقول إن هـذه مش مبادرة أمريكية أبداً .. الشعب حيقول - وأنا شاعـر بهذا فى قلبى - إن ده كان نتيجة فعلاً ان احنا أصبحنا ناس على جانب من القوة .. وفى طريق القوة .

دى الحقيقة اللى حيقولها الراجل المخلص ، والراجل اللى نصف محب ونص مخلص .. أما الراجل اللى حييجى يشككنا حيقول : الله وخط بارليف ؟ طيب احنا حنستنى القناة ؟ طيب احنا مش حنستعد ؟ طيب احنا حنوقف استعدادنا ؟ طيب احنا إمكانياتنا حتقف لحد هذا ؟ هذه هى الحقيقة اللى هى حتحدث بلبلة فى الأفكار، هل احنا تسليحنا حيقف لحد هنا؟ بأكد ان ده واجب التنظيم الشعبى .. وواجب الاتحاد الاشتراكى انه يفهم الناس ان احنا والحمـد لله يقظين .. ورئيسنا يقظ .. وقيادتنا يقظة، وان احنا مش حناكل من الموضوع ده ثانى، ولابد ان احنا نمشى فى خطنا السليم .

دى الأفكار اللى حتتقال .. حيتقال : إن إسرائيل ماكانتش تقبل أبداً انها تنسحب، بمجرد ماحتقول: أنا حاقبل الانسحاب .. أو مجرد ما حتقول: ماأجاوب على أى رأى من هذه الآراء، ده بالعكس أنا باعتقد .. أنا يعنى بافرض نفسى عضو لجنة مركزية .. أنا بافرض نفسى هناك فى بلدنا وقاعد فى وسط الناس .. حيقولوا : لأ .. دا الفتوة نَـزِّل العصاية اللى كان بيقول : لن أُقهر أبداً، بيقول: الله .. يالله نصطلـح . وبعدين لا يخفـى علـى أى إنسان - سواء كان فلاح، أو متعلم، أو مثقف، أو عالم - ان إسرائيل مالهاش كلمة جنب أمريكا، وان أمريكا ماتقولش الكلام ده أبداً .. إلاَّ إذا كانت إسرائيل قالت لها قولى ده .. ده المفهوم اللى فى عقولنا .. واللى حينثبت فى أذهان الشعب، وده اللى توقعته بعد هذه النتيجة، وشكراً .

السيد / الرئيس :

بِدِّى اقول حاجة .. النقاش لابد منه .. يعنى الناس كلها حتبتدى تناقش الموضوع، ويجب انكم ماتاخدوش معنى .. احنا دلوقت نتكلم فى نقاش .. امبارح كنا مع القوات المسلحة فى نقاش .. فى مجلس الوزراء حصل نقاش .. الناس كلها حتتناقش. الحقيقـة النهارده بعد نشر جواب روجرز يبقى حيتفهم الموضوع . وبعدين مش معنى ان أى واحد يتناقش أو يتساءل .. يبقى راجل مضاد أبداً، باعتبر كل الناس حتتساءل وتتناقش إيه الحكاية؟ .. حصل تغيير .. ولكن بعد كده حَيِصْفَى الموضوع على ناس .. اللى هى بنقول حيحاولوا يشككوا .

إسرائيل .. هل إسرائيل قالت لأمريكا قولى فى هذا الموضوع؟ أنا مع عدم ثقتى بأمريكا .. إسرائيل حتتزنق . يعنى أنا باعتبر ان جولدا مائير إذا قالت إنها توافق على الانسحاب .. الوزارة بتسقط، إلاَّ إذا كان فيه يعنى ضغط أمريكى ، لأن جولدا مائير الجمعة اللى فاتت .. أو مـن جمعتين قايلة إنها لا توافق .. ولن توافق على وقف إطلاق نار محدد، وإن دى خطة مصرية القصد منها القضاء على سيطرة إسرائيل الجوية، وشئ بهذا الشكل .

[ فى ] إسرائيل كلهم قالوا انهم لا يمكن أن يتكلموا على الانسحـاب .. إلاَّ إذا قعدوا على ترابيزة مفاوضات مع العرب مباشرة، وبعدين فى هذه الترابيزة حيقولوا إيه ؟

أنا الحقيقة اللى أنا كنت متصوره ان إسرائيل وأمريكا معتبرين ان احنا حنرفض، وبهذا يوفروا على نفسهم كل المشاكل .. وإسرائيل تاخذ سلاح .

إيه اللى حيحصل النهارده ؟ .. الحقيقة الأيام اللى جاية حتبين لنا الموضوع، وماهى ردود الفعل. يعنى دلوقت لَمَّا نطلع بره حنشوف فيه برقيات جاية من تل أبيب .. وبرقيات جاية من واشنطون تعليقاً على نشر الأهرام لخطاب روجرز . حيسألوا فى إسرائيل هل حتوافقوا على وقف إطلاق النار ثلاثة أشهر ؟ حيسألوا هل حتوافقوا على الإعلان بقبول الانسحاب؟ هل حتوافقوا على تنفيذ قرار الأمم المتحدة ؟ .. وأنـا باعتبر انـه فيه ناس النهارده فى داخل الحكومة أيضاً يعنى عاوزين يعرفوا الرد إيه .

فيه كلام اتقال إن إسرائيل بعتت ردهـا بالرفض .. لَمَّا رجع رابين إلى تل أبيب من حوالى ثلاثة أسابيع ، وان الرد ده الأمريكان ماحاولوش أبـداً يتكلموا عليه . فى اليومين الثلاثة دول حتبان الأمور كلها .

السيد / عبد الوهاب شبانه :

أنا فى الواقع ليس لى سؤال فى هذا الموضوع بعد هذه المناقشة الواسعة الواضحة .. ولسـت متخوفاً إطلاقاً لأننا لم نتراجع ، وإننا نسير فى نفس الخط الذى سرنا عليه منذ 1967. وأيضاً الموقف الحالى من داخل إسرائيل .. ومن تصريحات قادة إسرائيل التى يسمعها الشعب يؤكد أننا لسنا فى موقف الضعف. لكن فى الفترة الماضية .. ومنذ انعقاد اللجنة المركزية .. لو سمحتم لى سيادتكم أنتقل إلى موضوع آخر .. وهو فى نفس الخط النضالى منذ انعقاد اللجنة المركزية برياسة سيادتك حتى الآن.. حدثت زيارة لليبيا، وزيارة للاتحاد السوفييتى، وإذا كان هناك ثمة توضيحات .. أو صور أخرى .. أو تحركات أوسع فى المجال العربى .. أو فى زيارة الاتحاد السوفييتى، يهمنا كثيراً أن نكون على بينة من هذه التحولات الجديدة، وشكراً .

السيد / الرئيس :

والله أنا كان عندى الدكتور على المفتى الصبح النهارده .. ونصحنى إننى مااتكلمش النهارده على أساس عندى التهاب فى [الحنجرة].. هو أنا ممكن اتكلم النهارده، بس مش حاقدر أتكلم بكرة. الحقيقة أنا كنت جاى وعامل خطة على أساس أتكلم أقل ما يمكن، لكن فلتت الخطة واتكلمت .

الحقيقة بالنسبـة للاتحـاد السوفييتى – بنقـول المـوضوع فى كلمتين - أنا قلـت لكم : كل المواضيع العسكرية اللى طلبناها، 95 % منها استجاب لها .. ومافيش داعى نقول إيه هِىَّ هذه المواضيع .

بالنسبة لمد فترة وجود القوات الروسية هنا .. حيفضلوا، بدل احنا أولادنا ما ييجوا ياخدوا الصواريخ اللى هُمَّ عليها .. نجيب صواريخ جديدة .. ودى وافقوا عليها، وده موضوع بيقوِّينا أكثر. بالنسبة لعمليات كثيرة .. كلها وافقوا عليها .

ده بالنسبة للموقف السياسى .. والسير فى الحل السلمى مع بناء الجيش الهجومى .

قصة ليبيا دى قصة طويلة .. الحقيقة مش ممكن نقولها فى كلمة ونصف، هو ممكن نقولها الحقيقة فى اجتماعنا القادم ، متشكرين .

* * *

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

استاذ ابو محمد

تحياتى الى صديقك وياليته يحاورنا هنا فلعلنا نستفيد منه

اخى الحبيب

هل سنكتفى بنشرك وقائع الجلسات وبتعليقك البسيط عليها والذى يناسبك رأيك الشخصى ... أم انك تريد مناقشه ما تقدمه

برجاء الافادة

وحيث انى لا اثق بصديقك فياليتك تقدم لنا اللينك الذى يوجد به النص الاصلى لتلك الجلسات ... ليس بسبب الشك فيك واستغفر الله من ذلك بل ليطمئن قلبى وقلب الشباب

ولك جزيل الشكر

ياريتك تقنع صديقك المجهول ان يشاركنا الحوار حتى نفهمه ما لم يستطع فهمه فى تلك المحاضر بدلا من تحويرة معانى الكلمات على مزاجه الشخصى

بسم الله الرحمن الرحيم

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ " (الحجرات : 12)

السيد / على بابا

إن كان كلام الله لا يردعك عن التشكيك فى نزاهة الآخرين الذين لا يملكون الرد بالأصالة عن نفسهم وبما يستحقه أسلوبك فإننى لا أسمح لك إطلاقا بالتشكيك فى صديق لى ، لو تعلم من هو لتواريت عن الأنظار خجلا من نفسك.

إن عدم ثقتك فى أناس من كرام القوم واعتقادك بأنهم يحورون " على مزاجهم الشخصى " وقائع جلسات بخطورة جلسات اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى .. لا يشجعنى إطلاقا على السؤال أو البحث عن اللينك وتقديمه إليك على طبق من فضة حتى وإن كان على أطراف أناملى ..

ومع ذلك فإننى أرجو من كل من يقرأ هذا الموضوع ويستطيع الحصول على اللينك أن يعطيه للسيد على بابا .. وأنا أتحمل مسئولية أى اختلاف بين ما وضعته بين أيادى أعضاء "محاورات المصريين" وبين نص الجلسات كما هى منشورة فى المصدر

بسم الله الرحمن الرحيم

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ " (الحجرات : 12)

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

طلب اللينك لايعنى النشكيك اخى محمد

ومع الفارق الكبير بينى وبين نبى الله موسى والذى كان يحدث الله ويكلمه .... إلا انه ايضا طلب منه رؤيته ليطمئن قلبه

فلماذا تعتقد انى اشكك فى كلامك

حضرتك نقلت كلام ... يعنى اللينك معك ... فأين هى القضيه لو طالبتك به خاصه وان هناك فقرة لا تعجبنى فى النص وهى الخاصه بقول عبد الناصر انه لم يوقع اوامر اعتقال بعض الطلبه بعد وهذة فقرة خطيرة عندى وقبل ان احاورك فيها من حقى ان اطلع على النص فهل هذا تشكيك

اما بخصوص صديقك .... فوالله لو كان هوعبد الناصر نفسه كنت سأطلب الحوار معه لانه فعلا قال على لسانك كلام لايجوز

:)

تطالبنى بالسيطرة على اعصابى وانت تشيط غضبا لانى طالبتك ببعض حقوق المحاور

لا هذا لم يكن عشمى فيك يا ابو محمد

تصدق بالله الذى خلقك وخلق الكون كله وهو شاهد على كلامى ... اننى كنت فى هذة اللحطه ادق على اسمك لابلغك تقديرى لك واناشدك الا يكون لخلافنا الحوارى اى تأثير سلبى على زملاتنا فى المنتدى وشىء ما دعلنى اقرر قراءة كلمتك هذة قبل ارسال رسالتى

يا سيد ابو محمد

لا انت طفل ولا انا طفل حتى نزعل من حوار لن يؤثر فى تاريخ انتهى واصبح ذكرى

وانت وصحابك على عينى وكلامكم كله صح وعبد الناصر كان ابن جاريه كمان

ولا تزعل يا عم

فرق شربات بقى

:)

بسم الله الرحمن الرحيم

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ " (الحجرات : 12)

ضحكت كثيرا وانا اقرأ هذة الايه الكريمه وتذكرتك وانت تأكل لحم عبد الناصر ميتا وتظن به الظنون وترميه بكل فريه بدون اى دليل حتى الان .... وعلى فكرة لم اكن وحدى الذى لاحظت ذلك عليك فبعض الاخوة والاخوات نبهوك لتحاملك الشديد على الرجل بدون اى سند

تم تعديل بواسطة ahm_ali_baba
رابط هذا التعليق
شارك

السيد / على بابا

الاقتباسات الثلاثة الآتية من مشاركاتك الأخيرة

طلب اللينك لايعنى النشكيك اخى محمد
وحيث انى لا اثق بصديقك فياليتك تقدم لنا اللينك الذى يوجد به النص الاصلى لتلك الجلسات
ياريتك تقنع صديقك المجهول ان يشاركنا الحوار حتى نفهمه ما لم يستطع فهمه فى تلك المحاضر بدلا من تحويرة معانى الكلمات على مزاجه الشخصى

أنت تنكر فى الاقتباس الأول أنك شككت .. فما قولك فى الاقتباسين الأخيرين ؟ .. متى ستتوقف يارجل عن القول والتراجع عن القول بسرعة البرق ؟ ..

ثم بعد كل ذلك أجدك تسأل سؤالا يحيرنى فى طريقتك لقراءة ما يكتبه الآخرون .. فهى طريقة فريدة تضيف فيها وتطرح كما تشاء فى أقوال الآخرين ..

فلماذا تعتقد انى اشكك فى كلامك

من أين أتيت بهذا الكلام ؟ .. هل كنت تقرأ ردى ؟ .. أنت تعرف كيف تقتبس .. فاقتبس من مشاركتى قولى إنك تشكك فى كلامى وأرنا المصداقية يامن تشكك فى الناس .. لو كانت غضبتى لأنك شككت فى كلامى ما كنت قد أقتبست الآية الكريمة التى تنهى عن الغيبة .. (أعتقد أنك قرأتها وفقهتها رغم ضحكك أثناء قراءتهاعلى حد قولك) .. فأنا ولله الحمد عضو فى المنتدى وكفيل بأن أرد على كل كلمة تكتبها وبما تستحقه كلماتك .. ولو إننى أتجنب هذا إحتراما لنفسى .. أما تشكيكك فى صديقى وقولك إنك لا تثق به واتهامك له بأنه يحوِّر معانى الكلمات على مزاجه الشخصى (وليس لك به سابق معرفة) .. فهذا مالا أسمح لك به لأنه غير مشترك فى المنتدى .. وفى الحقيقة فإنه بعد أن قرأ مشاركاتك فى نقاشك معى .. وبعد أن رأى العنوان المستفز الذى ينزع عن مصر شرفها .. فقد أخذ انطباعا لم يشجعه إطلاقا على الاشتراك فى المنتدى رغم طلبى منه ذلك ..

حضرتك نقلت كلام ... يعنى اللينك معك

يا لها من قدرة على الاستنتاج .. رغم أننى سبق وقلت لك إن الجلستين أرقام 8 و 9 عندى Word Document .. إن كنت تدعى النسيان فلا تستهن بقدرة غيرك على التذكر

فيما يلى طلبك الذى كان بالبنط العريض فى نهاية مشاركتك رقم 57 من موضع "قرار فى سطر واحد ...... "

http://www.egyptiantalks.org/invb/index.ph...23211&st=45

مطلوب فورا من الاخ ابو محمد تقديم مصدرة فيما ادعاة وقال انه اتى بكلام من عضمه لسان عبد الناصر

وهذا هو ردى عليك فى مشاركتى رقم 63 من نفس الموضوع :

فى الحقيقة أنا عندى الجلستين أرقام 8 و 9 اللى كانو بيناقشوا أحداث المنصورة واعتصام هندسة اسكندرية فى نوفمبر من عام 1968 .. بس دول يا أستاذ على Word Documents .. وكل واحدة منهم 45 أو 46 صفحة .. مش عارف هل من المناسب وضعهم فى مشاركة هنا ولا لأ .. إنت عارف أنا موتى وسمى عدم المحافظة على وحدة موضوع النقاش .. ودى سمة باجدها فى الكثير من المنتديات .. ولذلك أفضل أن أجيبك إلى طلبك ولكن فى موضوع جديد .. ربما يتيح لنا إلقاء الضوء على الحياة السياسية لمصر فى فترة حرجة من تاريخها

أرجوك لا تعتمد كثيرا على أن غيرك ينسى ما يكتب أو يقرأ فهذا مما لا يليق

ضحكت كثيرا وانا اقرأ هذة الايه الكريمه وتذكرتك وانت تأكل لحم عبد الناصر ميتا وتظن به الظنون وترميه بكل فريه بدون اى دليل حتى الان .... وعلى فكرة لم اكن وحدى الذى لاحظت ذلك عليك فبعض الاخوة والاخوات نبهوك لتحاملك الشديد على الرجل بدون اى سند

إضحك كثيرا أو قليلا كما شئت وأنت تقرأ القرآن .. فهذا شأنك .. وهو أمر بينك وبين ربك ... أما وقد تذكرتنى وتخيلتنى آكل لحم جمال عبد الناصر .. فأنت حر فى تخيلاتك سواء كانت تخيلات سوية أو غير سوية .. كل ما أريد قوله لك هو أن رؤساء الدول شخصيات عامة تنتقد سياساتهم ويقوم تاريخهم ويدرس تأثير قراراتهم على بلادهم دون المساس بشخصهم .. وحيث أنك قد ارتديت مسوح الوعاظ لتعظنى وتصورنى فى صورة من يأكل لحم أخيه ميتا فإليك مقارنة بما قلته أنت عن السادت كشخص (وليس سياساته أو قراراته) وما قلته أنا عن رؤساء مصر ومنهم جمال عبد الناصر (ليس سياساته أو قرارته) ..

مشاركتك رقم 8 فى وضوع http://www.egyptiantalks.org/invb/index.php?showtopic=23113

لم اتقبل السادات بعد وفاة عبد الناصر فقد كنت ارى فيه البهلوان الكذاب الذى استطاع الزواج من امى مصر فى غياب وعيها بصدمتها فى وفاة زوجها

سؤال : أين كان بكاؤك على أمك "مصر" وقد وصفها أحد زملائك بأنها فقدت شرفها ؟

والآن إلى مشاركتك رقم 14 من نفس الموضوع

المشكله هى انه يوما عن يوم نسمع ونرى كيف كان السادات

جاسوسا

وقاتلا

وعميلا

وكذابا

وحقودا

وناكرا للجميل

وها هى مشاركتك رقم 16 من موضوع "مصر والسوفييت"

http://www.egyptiantalks.org/invb/index.ph...23283&st=15

من خطط للوحدة بين مصر وسوريا عام 1958 .................... السادات

من ورط مصر فى حرب اليمن ................................... السادات

من اختفى فى امريكا 3 ايام كامله عام 1966 ولم يعرف احد اين ذهب من الوفد المرافق له والذى تحدث عنها الدكتور محمد حسن الزيات فى كتابه ( كان سفيرنا فى الامم المتحدة ) ................................ السادات

من الذى ابلغ عبد الناصر بوجود تحركات اسرائيليه لضرب سوريا ................. السادات

من كان صديق عبد الحكيم عامر وشمس بدران ............................... السادات

من افرج عن شمس بدران الذى وضعه عبد الناصر فى السجن بسبب تورطه مع المشير عامر ............... السادات

من ربط نفسه بكل الجواسيس الذين عملوا فى مصر ................................ السادات

من الذى استفاد من هزيمه 67 .............................. السادات

من الذى اعترف بأسرائيل ووقع اتفاقيه الاستسلام ........................... السادات

فى الاقتباس السابق بعض النقد لسياسات وقرارات الرجل والباقى نهش فى لحمه

كانت هذه بعض اقتباسات من كلامك عن السادات .. قارن ذلك بكلامى عن حكام أمك " مصر " بما فيهم عبد الناصر

إقتباس من مشاركتى رقم 64 من موضوع "فى ذكرى النكسة .. شكرا ياسادات " بعد أن شاهدت بعينى وليمة على مائدة كنت حضرتك فى مكان الصدارة منها

http://www.egyptiantalks.org/invb/index.ph...21109&st=60

لا حول ولا قوة إلا بالله ..

من يوم ما وعيت على الدنيا وأنا أسمع :

الملك فاروق خاين

جمال عبد الناصر خاين

أنور السادات خاين

حسنى مبارك خاين

ماتعملولنا طلبية لحزب الله يورد لنا زعيم لمصر

وهذا إقتباس من مشركتى رقم 6 فى موضوع http://www.egyptiantalks.org/invb/index.php?

محمد حسنين هيكل وصم كل زعماء مصر (ماعدا جمال عبد الناصر) بالعمالة والخيانة وكل الصفات الخسيسة ويؤلمنى هذا منه بقدر ما يؤلمنى قول توفيق الحكيم فى أحد كتبه .. وأعتقد أنه "عودة الوعى" : .. إن أنسب مكان لاقامة تمثال لجمال عبد الناصر هو قلب تل أبيب لأنه خدم اسرائيل أكثر من بن جوريون

يا سيد على .. ياترى حضرتك سمعت عن شئ إسمه "الإسقاط" ؟؟

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

استاذ ابو محمد

لو رجعت الى كل موضوعتنا لوجدت حرصى الشديد على صداقتك وعلى إلا يخرجنا حوارنا السياسى عن زمالتنا فى المنتدى ...

ولكنك مع كل الاسف ... تهدر كل ذلك لسبب وحيد وهو انك تريد فرض رأيك ومعتقداتك السياسيه على الغير ... ولذلك ضربت عرض الحائط بتنبيه الاخت كليو لك بأنك تتعمد الاثارة فى ردودك ولا تقدم اى حوار عقلانى

انا لا اعرف صديقك ولا صاحبك ... ولا يهمنى من هو ولا ماذا يعمل .... ولا يهمنى معرفتك انت من انا ولا ماذا اعمل .... فكل ما يهمنى هو السطور التى تحمل كلمات الاعضاء .... ومن ثم الرد عليها

لا يهمنى عند الرد من هو ابو محمد ولا من هو ابوة ولا ما هى معتقداته السياسيه ... فى حين انك تتهم غيركفى كل ردودك بالناصريه والدروشه والمغالطه والنفاق وسوء الظن مستخدما اسلوب هتافات بتوع الانتخابات

هل ناقشتك يا استاذ يوما فى نمعتقداتك السياسيه

هل اتهمتك يوما ايها الفاضل بأنك ساداتى او فاروقى او مباركى

بالله عليك ما فائدة حوارنا ان اتهمتك فى شىء لادخل لى به ولا يهمنى

ياسيدى الفاضل واخى الكريم اى حوار يجب الا يخرج عن مضمون الكلمات التى تكتب فى الموضوع لذلك ينادى الجميع بعدم الشخصنه ... ومن يكتب على الهواء ... ويعرف ان هناك من سيقرأون كلامه عليه الاعتراف لنفسه بأن هناك من سيقبل ومن سيعارض هذا الكلام ... من سيفهم ومن لن يفهم معانى الكلمات ... وعليه ان يتقبل كل هؤلاء والنقد بصدر متسع وابتسامه على شفتيه لان الحوار لا يعنى ابدا فرض الرأى على الاخرين وإلا ما سمى حوار وسمى فرض الرأى

ومن هذا المنطلق .... عندما اجدك تأتى بأيه قرأنيه تتحدث عن سوء الظن وكيف يأكل المسلم لحم اخيه ميتا .... فكنت اتوقع منك النظر الى المرأة وتنطر لنفسك والى اسلوبك فى اتهاماتك للاخرين بسوء الظن فى انهم ناصريين واشتراكيين ودراويش الى أخر اتهاماتك ... وان تنظر الى نفسك وانت تظن كل الظنون فى رجل لا يملك افهامك افعاله ومناقشتك فيها .... وان تنظر الى نفسك وانت تتهم رجل اتهمته بكل نقيصه ومع ذلك تتحدث عن أكل المسلم لحم اخيه المسلم

وبدلا من ان تعترف بخطأك فى أقحام تلك الايه فى حوارنا بدون اى داعى .... اللهم إلا طعنى فى شرفى واسلامى ونعتى بسوء الظن ... اراك مازلت مصمما ان تلصق تلك الفريه فى وتأتى بكلماتى عن انور السادات لتثبت لنفسك انك على حق ولتثبت للاعضاء طريقك تفكيرك التى لا تنظر إلا فى نفسك وفرض معتقداتك

نعم انا هاجمت السادات علانيه وليس بالظن مثلك فى مهاجمتك عبد الناصر

نعم انا سبيت السادات وقلت له اننا لسنا عبيد عند اهله

ولكن الفرق بينى وبينك هو اننى اوضحت بكل صراحه وبالمستندات لماذا انا اهاجم السادات وليس مثلك بالظنون

الفرق هو اننى حددت لماذا انا اكرة السادات وقدمت دليلى فى حين اننا لما سألناك عن اسباب سوء ظنك فى عبد الناصر تهرب منا وتغير الموضوع وتهاجمنى هجوما شخصيا اقابله بأبتسامه عريضه لاننى أعلم بأنك لا تملك ردا ولا تملك ما تقدمه الا الاثارة وهتافات بتوع الانتخابات ومع ذلك احاورك لاننى اعلم بأن هناك من يقرأ ويريد الفهم

ياسيد ابو محمد لابد لك من ان تعرف اننى لا احاورك انت شخصيا بل احاور كلماتك التى تكتبها ... وهو الامر الذى لا يعجبك وتتهمنى بأنى أختار فقرات للرد عليك بها وتتهمنى بأن هذا ليس بطريقه صحيحه للحوار .... اى انك وكما قلت لك ..... لا ترى إلا نفسك و فرض طريقتك فى الحوار على الاخرين ... وقد حاولت اكثر من مرة تنبيهك لذلك إلا انك لا تريد ... فماذا افعل لك

:)

ابو محمد

عندما تكتب هذة الكلمات كان عليك توقع ردود الفعل ... وليس تتوقع ان نقول أمين لكلمات صاحبك المجهول ... لاننى وكما قلت لك لا تهمنى شخصيته حتى ولو كان عضوا فى المنتدى وحتى لو كان خليفه المسلمين ... فكل ما يهمنى هو الكلمات التى أقرائها .... لذلك فعندما تقول على لسان صاحبك :

زارنى صديقى الذى أرسل إلىّ الجلستين الثامنة والتاسعة .. وفتحت له موقع " محاورات المصريين " ليتصفحه .. فقرأ بعض المواضيع واستوقفه موضوع لم يستغرب كثيرا المغالطات التى قرأها فيه بقدر ما استفزه (كأى مصرى غيور) عنوان الموضوع

استوقفه كثير من المغالطات

استفزة كأى مصرى غيور عنوان الموضوع

اجد ان هذا الصاحب تخطى الحدود وحكم على كل كلمه انتقدناك فيها بالمغالطه وبالتالى اذا كانت هذة هى طريقته فى الكلام ... فمن حقى ان اقول اننى لا اثق فيه ... لماذا ... لانه من الممكن ن يكون شخصيه وهميه تنقل كلامك انت وهذا افتراض عقلانى وليس سوء ظن ... ومن الممكن ايضا ان يكون شخصيه حقيقه لها نفس معتقداتك ... وبالتالى فطلبى حضوره للمناقشه من اجل ان نستفيد منه امر لايدع ابدا الى الشك وسوء الظن كما تدعى وتستشهد على بأيات قرانيه لم تنزل لهذا السبب ...

اى انك صديقى العزيز سمحت لنفسك بأستحدام القران الكريم وكلمات الله الطاهرة من جل أن تفرض رأيك فى عباد الله .... وهذة امر غير مستحب لان ايات القران لها اسباب نزول لم يكن منها اتهام احمد على بابا

اما بخصوص ان يستفذة عنوان موضوع ( على فكرة لم يعجبنى هذا العنوان ايضا ولم اشارك ايضا فى نقدة لسبب جوهرى ضاع منكم كلكم وانتم تهاجمون زميلا لكم ... وهو ان هذا الزميل لا يملك .... فى حدود معلوماتى .... امكانيه تغيير عنوان موضوع تم نشرة ... لاننى حاولت ذلك ولم استطع ... فأمكانيه تغيير العنوان هى من خصائص المسئولين عن المنتدى وحدهم .... وكما غير الاخ وليد صفوت عنوان مصر والسوفيت كان فى امكان الادارة تغيير العنوان المعنى ... وهذا لم يحدث ) فهذا حقه اما ان تزايد انت على هذا الحق وتضع بين قوسين كلمه (كأى مصرى غيور) فأنت هنا كالعادة تريد فرض رأيك بالقوة على الاعضاء وتستغل نقد هذا الصديق لفرض هذا الرأى ( على فكرة من هو هذا الصديق الذى سأخجل من نفسى لو عرفته :D :D :D وما ادراك اننى سأخجل منه لو عرفته ...... لماذا عندك هذة القناعه :D :D :D ............................. والله انت راجل عسل )

_____________________________________________________

استاذ ابو محمد

هل عندك القدرة على الحوار السياسى مثل تلك القدرة التى لديك عند الحوار الدينى

فى الحقيقه انا اشك فى ذلك

يا سيد على .. ياترى حضرتك سمعت عن شئ إسمه "الإسقاط" ؟؟

صدقتنى بقى اخى العزيز عندما قلت لك ان كلماتك فى حوارك الدينى غيرها فى حوارك السياسى

حسبى الله ونعم الوكيل

تم تعديل بواسطة ahm_ali_baba
رابط هذا التعليق
شارك

الأخوة الأفاضل المتاحورون فى هذا الموضوع..

يبدو أن هناك سوء تفاهم بسيط وغير مقصود بالطبع... وهو أننى لم يسبق لى المشاركة فى هذا الموضوع ولا الرد أو التنبيه على أى من الأخوة الأفاضل بأى شأن وخاصة أننى لا أملك أى صلاحية للتنبيه (أنا غلبااااااااااااااااااااان :) )

ولذا وجب التنويه

تحياتى

_16643_mubarak-olmert-5-6-06.jpg

وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ

المائدة - 51

nasrallah1.jpg

مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ

الأحزاب - 23

رابط هذا التعليق
شارك

الأخوة الأفاضل المتاحورون فى هذا الموضوع..

يبدو أن هناك سوء تفاهم بسيط وغير مقصود بالطبع... وهو أننى لم يسبق لى المشاركة فى هذا الموضوع ولا الرد أو التنبيه على أى من الأخوة الأفاضل بأى شأن وخاصة أننى لا أملك أى صلاحية للتنبيه (أنا غلبااااااااااااااااااااان <_< )

ولذا وجب التنويه

تحياتى

الأخت الفاضلة كليو ..

كل عام وحضرتك بخير .. أعاد الله عليك هذه الأيام الفضيلة باليمن والبركات

أرجو أن تتقبلى عظيم امتنانى لتوضيحك الذى جاء فى وقته تماما قبل أن أقوم بالرد على السيد / على بابا ..

عسى أن يكون ردك (بما يتحلى به من حسن الظن بالغير) عبرة ، لمن يعتبر ، ومثالا على أدب الحوار لمن يريد أن يتحلى به

أحسنت الظن يا أختاه ، وهذا من شيم الكرام ، بخصوص إشارة إلى إسمك الكريم جاءت فى المداخلة الأخيرة للسيد / على بابا .. أما أنا .. وقد مررت بتجارب غير سارة فى الحوار مع السيد على بابا .. فلا أجد أمامى إلا قول الحكماء : "بعض الظن من حسن الفطن" .. وليس "سوء الظن من حسن الفطن" كما يلوى بعض الخبثاء ألسنتهم بالحكمة .. فسوء الظن هو ما وصفه الله تعالى بإنه إثم .. والصحيح هو أن "بعض" الظن إثم و "بعضه" من حسن الفطن .. أقول هذا لأن تجاربى مع السيد / على بابا ، وهى مسجلة هنا فى الحوارات ، مليئة بأقوال ينسبها إلىّ أو لغيرى ليبنى عليها هجوما يريد أن يوجهه إلىّ .. ولعلك لاحظت إحداها فى مشاركتى السابقة فى هذا الموضوع والتى قلت له فيها :

من أين أتيت بهذا الكلام ؟ .. هل كنت تقرأ ردى ؟ .. أنت تعرف كيف تقتبس .. فاقتبس من مشاركتى قولى إنك تشكك فى كلامى وأرنا المصداقية يامن تشكك فى الناس

وتوضيحا لما نسبه إلى حضرتك على أنه كان تنبيها لى .. فإننى أقتبس فيما يلى مشاركتك رقم 2 فى موضوع " من أجل مصر ... دعوة لهدم الاشتراكية الناصرية " http://www.egyptiantalks.org/invb/index.ph...=23321&st=0

وكانت المشاركة رقم 1 للأخ wa7d .. وبهذا لا يكون هناك مجال لأى ظن (حسن أو سئ) فى أن مداخلتك رقم 2 كانت ردا على المداخلة رقم 1 لصاحب الموضوع ولم تكن موجهة إلىّ :

وماذا عن الديموقراطية وتقبل الأخر وحرية الرأى وحرية الانتماء.. إلخ !!!

إن لم ترد أن تنضم أو تعتنق الفكر الناصرى فلك مطلق الحرية... ولغيرك أيضا الحرية فى اعتناقه والدعوة له..!!

لماذا أشتم كثيرا فى مداخلاتك رائحة الاستفزاز المتعمد للناصريين ومحاولات دؤوبة "لنكشهم" واستثارة مشاعرهم واختلاق المشاكل والخلافات معهم... بشكل قد يثير علامات الاستفهام حول مصداقية أراءك فيهم وفى فكرهم ويجعلنى والبعض غيرى يرى أن هذه المداخلات لا غرض منها إلا استثارة المشاكل.!!

أما أنا فمشاركتى الأولى والوحيدة فى ذلك الموضوع كانت هى المشاركة رقم 6 كالآتى :

الأخت كليو

أحييك على اهتمامك بحرية الرأى .. وحرية اعتناق الفرد لأى ايديولوجية .. خاصة عندما لا تكونين من أنصار الفكر الذى تدافعين عن حرية معتنقيه .. ولكن فى نفس الوقت فهذه الحرية مكفولة للجميع .. بل إن حرية كل صاحب أيديولوجية فى الدعوة لما يعتنق هى حرية لا بد أن تحترم ..

ولكن ألا تتفقين معى أن من واجب كل من يهتم بحرية الرأى أن يتصدى لأى محاولة للدعوة لأيديولوجية معينة تكون مبنية على أسلوب قلب الحقائق ؟ .. وهذا الواجب يقع بمقدار أكبر على من يملك الحقائق سواء بالمعايشة الفعلية أو بوثائق تحمل الحقائق المجردة دون تعليق من أحد .. فمثلا إذا كانت الدعوة إلى الناصرية تعتمد على كتب ومقالات وتحليلات لكبار معتنقى الفكر الناصرى (وبعضهم لهم أسلوب رائع يبهر القراء مثل هيكل) .. ثم يكون لدى بعض من لا يؤمنون بذلك الفكر نص خطاب أو نص مقابلة صحفية أو نص محضر جلسة يتكلم فيها عبد الناصر بنفسه كلاما عكس ما يروج له معتنقو فكره .. فأظن أنه لخدمة الحقيقة .. وخاصة أمام أجيال الشباب المستهدف بالدعوة إلى الناصرية .. لا يصح لمن يملك كشف الحقائق أن يظل صامتا (ولو من باب الأمانة وليس من باب الوقوف على الجانب الآخر من السور)

فى الحقيقة أنا أتفق معك فى عدم الارتياح إلى عنوان الموضوع .. فالدعوة إلى الهدم مهما كان الغرض منه لايجب أن تكون أسلوبا للمحاورات .. فإذا كان أسلوب الهدم هو ما اتبعه النظام "الاشتراكى العربى" .. وإذا كان هذا ما نستهجنه فالأولى بنا ألا نتبعه .. بل الأولى وضع الحقائق "المجردة" فى مقابل الآراء والتحليلات والاستنتاجات .. ثم نترك الحكم لذكاء القراء .. فإذا كانت الحقائق كفيلة بهدم الخداع كان بها .. أما إذا صمم من يقرأ الحقائق "المجردة" على أن ينخدع فله مطلق الحرية فى ذلك .. وهنيئا له العيش مخدوعا

هاتان المداخلتان هما كل ما أذكره من حوار بينى وبين حضرتك

سأترك للجميع الحكم على إيذاء السيد / على بابا لى وعلى دأبه فى أن ينسب إلىّ وإلى غيرى أقوالا غير التى قلتها أو قالوها .. وحسبى قول الله تعالى :

بسم الله الرحمن الرحيم

وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا

وأخيرا فقد أخذت على نفسى عهدا بعدم الدخول فى أى حوار مع السيد على بابا "خاصة" ونحن نستعد لاستقبال شهر فضيل .. "وعامة" فى مقبل الأيام إذا أحيانى الله

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

استاذ ابو محمد

عندك حق الاخت كليو كانت تخاطب عضو أخر والتبس على الامر

فهل معنى التبس على الامر يعنى اننى كنت سىء الظن فيك

لاحظ ان الله يحاسب العبد على نياته قبل أفعاله

سوء الظن فى الاسلام اخى المسلم هو ان تأخذ عن أخيك الشر قبل الخير .......... وفلى كل حوارى معك لم أخذ عنك جانب الشر ابدا ... بل كنت احاول دائما التقرب منك وتخفيف حدتك فى الحوار حتى وانت تتهمنى زورا وبهتانا من انى ماسك فى رقبتك

مع الاسف صديقى العزيز

انت لا تفرق فى حوارك بين معتقداتك ومعتقدات الغير وتريد فرض معتقداتك بالقوة والارهاب وبايات القران الذى اصبح لعبه بين يديك تفسرة على هواك

دعنى اخى العزيز الذى يتلهى ويلعب بالقران لاثبات سوء ظنى فيه وفى الاحت الكريمه كليو

دعنى اذكرك بواقعه رسول الله مع الرجل الذانى الذى اذهب اليه ليقول له انه قد أذنى ....

الرسول لم يأمر بأقامه الحد فورا على الرجل بالرغم من اعترافه بالذنى ... بل جادله فى أعترافه عدة مرات ولم ينتهوها فرصه ليقطع بالسكين مثلك فى لحم الرجل بالرغم من اعترافه

الرسول عليه الصلاة والسلام ايها المسلم الذى يسخر القران لخدمه معتقداته ... لم يأمر بأقامه الحد على الرجل إلا بعدما استنفذ كل محاولاته مع الرجل .لسحب اعترافه ..........................لما رأى تصميم الرجل على اقواله عندها فقط امر بأقامه الحد عليه

قارن ايها المسلم الذى يسخر القران الكريم لمعتقداته ويعتقد انه حامى اداب الحوار فى المنتدى بين افعالك وبين افعال رسول الله القدوة فى كل ردودك والفاظك واتهامتك وسوء ظنك

قارن كلامك واعكى لنفسك درجه من عشر درجات فى اداب الحوار ... ترى كم درجه ستحصل عليها

أرجو أن تتقبلى عظيم امتنانى لتوضيحك الذى جاء فى وقته تماما قبل أن أقوم بالرد على السيد / على بابا ..

عسى أن يكون ردك (بما يتحلى به من حسن الظن بالغير) عبرة ، لمن يعتبر ، ومثالا على أدب الحوار لمن يريد أن يتحلى به

هل هذا كلام مسلم يستشهد بأيات القران ويدعوا الى اداب الحوار ام انها كلمات رجل يتصيد أخطاء غيرة الغير مقصودة ( كنت اعتقد ان كلمات الاخت كليو موجهه لك) فيسن لهم السكاكين ويصرخ مستلذا برائحه الدم ويكبر وهو يذبح اخ له بكل قسوة وبلا اى رحمه ................

والسبب هو اختلاف الرأى

حقيقى الحوار معك يستلزم ان اكون جزارا واحمل السيف مثلك لقطع لسان من يعارضنى وهو الامر الذى ارفضه بشدة لانى ماذلت على سوء ظنى افترض انى احاور بنى ادمين عقلانين يريدون طرح اراءهم ومناقشتها مع غيرهم لتوضيح الحقيقه والوجه الاخر منها

عموما كما قلت لك

انا كنت اعتقد بأننى احاور بنى ادم عاقل واخ صديق يبحث مثلى عن الحقيقه ولكنى كما قلت عنى ... كنت فعلا سىء الظن بك لانى لم اجد هذا البنى ادم الذى اتحاور معه فمعذرة وتقبل اسفى

فرق بقى قمر الدين

رمضان كريم

<_< :) :o

تم تعديل بواسطة ahm_ali_baba
رابط هذا التعليق
شارك

عودة الى موضوعنا

اخوتى الاعزاء اعضاء المنتدى وزوارة

موضوع نحوارنا مع الاخ ابو محمد واخرين بدأ عندما طرحوا صورة ضوئيه لمانشتات الصحف الصادرة عام 1961 والتى تتحدث عن قرارات التأميم ... ونشروها تحت عنوان كبير يقول ان تلك القرارات اضرت مصر على مدى 45 عاما

لم يذكروا لنا كيف اضرت تلك القرارات مصر

ولم يذكروا لنا كيف استمر ضرر تلك القرارات لمدة 45 عاما

انتظرت منهم طرح وجه نظرهم وطال انتظارى معهم حتى هذة اللحظه

دخلت فى مناقشه الموضوع معهم وقلت لهم كيف تؤثر قرارات اشتراكيه صدرت عام 1960 على اقتصاد مصر ايام السادات والذى تميز بسياسه الانفتاح وفتح اقتصاد مصر وبنوكها للمستثمرين وبعد ان كنا نتعاقد مع الشركات الاجنبيه لاقامه المصانع وتدريب عمالنا ( مثل مصانع فيات وفايزر للادويه ) اصبحنا نستورد نفايا اللحوم ونبيع كعام الكلاب على انه بولوبيف

وقلت ايضا كيف اقارن قرارات اشتراكيه مع قرارات حسنى مبارك الاقتصاديه التى تدعوا الى لبيراليه الاقتصاد وباع مصانع مصر كلها لحفنه مستثمرين

وحددت كلامى بأن مصر شهدت 3 نظريات اقتصاديه خلال ال 45 عاما الذى تحدثوا عنها وهى

الاشتراكيه ايام عبد الناصر

الانفتاح ايام السادات

الليبراليه ايام حسنى مبارك

لم يناقشونى اخوتى الاعزاء فى تلك النظريات وصمموا على ان قرارات 1961 اثرت على مصر ونشرت الفقر فى ربوع مصر

اى انهم لم يناقشوا ما ادعوة وخرجوا بنفسهم عن الموضوع لموضوع أخر وهو انتشار الفقر فى مصر

رديت عليهم بالقول من قرارات 1961 تسببت فى اصلاح الاقتصاد المصرى وفى اعادة توزيع الثروة فى مصر وفى تشغيل عمال مصر وتعليم اينائهم وانتشار الوعى الصحى ........... الخ

وقدمت لهم دراسات اجنبيه محايدة تقول ان الخطه الخمسيه الاولى حققت نجحت فى تحقيق اهدافها

لم يناقشوا اخوتى الاعزاء هذة الدراسات ... بل قفذوا فوقها ونشر اخونا ابو محمد كلمات على لسان عبد الناصر يقول فيها ان اقتصادنا مفلس

رديت عليه وقلت له هذا مستحيل ولعلك بدون قصد خلطت بين عام 1966 وما بعدة وبين الخطه الخمسيه الاولى

رد على الاخ ابو محمد وقال لى انت عايز تعارض كلام عبد الناصر الذى قاله بعضمه لسانه كمان

رديت عليه بنشر عدة خكب لعبد الناصر تتحدث عن نجاح الخطه الخمسيه الاولى ونشرت عنوان الموقع الذى به تلك الخطب

لم يناقشنى الاخ ابو محمد كعاويدة وشكك ( وهذا من سوء الظن الذى يستشهد بالقران عليه) فى اقوال عبد الناصر وقال بالحرب الواحد يبقى عبد الناصر كذاب بيقول للشعب كلام وخلف الابواب المغلقه كلام أخر

يعنى لم يشكك ويسوء الظن فى عبد الناصر ............. بل اتهمه ايضا بالكذب ( وبعدها يبكى على اسلوب الحوار وسوء الظن ويستشهد زورا بالقران

قلت له يا اخ ابو محمد من المؤكد انك تخلط بين احداث 1966 و 1967 وبين الخطه الخمسيه الاولى ... وحتى نستطيع فهم كلامك يا ليتك تنشر لنا اللينك الذى اتيت به بكلامك

لم ينشر لنا اللينك حتى الان

وكل مافعله هو انه نشر محاضر بعض جلسات الاتحاد الاشتراكى ولم ينسى كعوايدة من ان يضيف اليها بعض البهارات

قرأت تلك المحاضر ووجدت انها

فعلا جلسات حدثت عام 1969 وليس عام 1965

لم اجد اى كلمه على عضمه لسان عبد الناصر تتحدث عن فشل الخطه الخمسيه الاولى كما ادعى اخونا ابو محمد

وجدت فى هذة الجلسات رئيس جمهوريه يمارس الديموقراطيه على اعلى مستوى وتتعارض مع سوء ظن الاخوة فيه

فمحضر هذة الجلسات يقول ان عبد الناصر اراد اصلاح المنهج الدراسيه لانه رأى ان تلاميذ الابتدائى لايجيدون اللغه العربيه ( اللغه العربيه وليس الروسيه ولا اليوغسلافيه بل العربيه ) فما كان منه إلا اللجوء الى المتخصصين من اساتذة الجامعات واختار منهم الدكتور محمد حلمى مراد وياليتكم تعرفون من هو الدكتور محمد حلمى مراد ....

هذا الدكتور كون لجنه من بعض اساتذة الجامعات لدراسه مناهج التعليم وعملوا فى صمت وجديه .... ولم يتدخل عبد الناصر ابدا فى اعمالهم ... ولما انتهوا من اعمالهم .... لم يفرح بالنتائج مثل العيال ... بل كون لجنه اخرى من اساتذة الجامعات لتقييم اعمال لجنه محمد حلمى مراد وبعدها تم عرضها على الاتحاد الاشتراكى الذى ناقشها وعدل من بعض بنودها ثبل ان تعرض على مجلس الشعب لاصدار قوانينها

وقلت ساعتها

هل سنناقش تلك المحاضر ام سنكتفى بعرضها وبتعليق ابو محمد عليها

وانتظرت الرد

وكان الرد هو المزيد من نشر محاضر الجلسات بعد وضع لاذمه فى أول الموضوع ان صديق لابو محمد قال له ان معلوماتنا مغلوطه واعترض على عنوان موضوع احد الاخوة ... فقلت له

ياريت ان نتحاور مع صديقك وانت نتزود من علمه

ياريت ان تنشر لنا لينك هذة المحاضر لانى شاكك فيها

وكانت المفاجأة الكبرى من الاخ ابو محمد

بدلا من يناقش معنا ما ينشرة بدلا من هروبه المستمر .... اصطنع معركه وهمبه بأسم صديقه وكيف انى اسأت الظن به وكيف انى لو عرفت من هو لمت خجلا

هل من الممكن ان يكون صاحبه نبيا حتى اخجل من نفسى!!!

مالى انا ومال صاحبه وكل ما يهمنى هو الكلام المنشور والذى جاء فيه ان عبد الناصر قال انه لم يوقع بعد على امر اعتقال بعض الطلبه ... مما يعنى ان عبد الناصر كان يعلم بالمعتقلات وهو امر هام عندى ويكذب بعض الاراء التى تحاول تبرئته من اعتقالات الاخوان المسلمين

هل يعنى السؤال عن اللينك الذى احضر لنا صديقه لاننى شاكك فيه يعنى سوء الظن به اما اننا نتحاور حوار عقلانى

ولكن ماذا نفعل والافلاس الحوارى موجود من اول حرف فى كل المواضييع

نتحدث عن الاقتصاد يقولون عبد الناصر كان انهزامى

نعترف بالهزيمه ونطالب باستمرار الحوار الاقتصادى يتهموننا بالناصريه وبالدروشه

نطالبهم بنشر لينك ما جاءوا به يتهموننا بسوء الظن وقله الادب

متى سنتعلم بأن ننتقد ونختلف بدون تجريح

متى سنتعلم بأنه ليس من الضرورى ان نخرج فائزين فى حوارنا خاصه واغلبنا يتحاور عن جهل ونقلا عن غيرة وانا اولهم

هناك 3 او 4 موضوعات فى بابا تاريخ مصر لمن يريد مراجعه ما كتبته والتيقن من كلماتى والتعرف على اداب الحوار الحقيقى

تحياتى لكم ورمضان كريم عليكم اجمعين

تم تعديل بواسطة ahm_ali_baba
رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...