Sherief AbdelWahab بتاريخ: 21 سبتمبر 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 سبتمبر 2006 الكمين بقلم على السيد العابرون لحواجزه يأخذون نفساً عميقاً يستردون به أرواحهم، التي كادت تصعد من أجسادهم غيظاً وكمداً، حاجز تسبقه رهبة وصمت وانتظـار، وخوف، كأن الرؤوس التي تمر من هنا، عليها ريش الفضيحة، الواقفون علي بابه يخلعون سترهم، وينسون آدميتهم، ويتخلصون من كرامتهم، ويدهسون كبرياءهم، ويقرأون المعوذتين، وينذرون النذور إن نجوا من البهدلة وقلة القيمة. كمين يترصد المتعبين من رحلة قاسية، كان حظهم فيها خواء الجيوب والبطون، ويضبط الغارقين في أحلامهم المسروقة، ويقيد معاصم العائدين، من غربة الوطن، بما تبقي من طعام لأفواه طال انتظارها، ويحجز الباحثين عن خيبة جديدة وفشل آخر. كمين ظاهر للعيان، يراه المغضوب عليهم، بلا ذنب، فترتجف أوصالهم، وتضطرب قلوبهم، وتتجمد أطرافهم رغم القيظ القادم من الجبل الشرقي العالي. كمين ليس فيه من الكمون والاختباء والتخفي شيء، يسمونه كمين مبارك، رغم أنه غير مبارك في شيء إلا إذا كان مباركاً له، أي مسموحاً له، بتخليص الناس مما تبقي من كرامتهم المهدرة أصلاً في كمائن أخري، لأنهم جاءوا من محافظات أخري، قريبة أو بعيدة، ليجتازوا الحدود، وأرجو أن تكون الكلمة دقيقة، ويصلوا إلي أرض سوهاج أو يعبروا منها إلي أرض أخري. ورغم أن الكمين يتبع أمنياً، وجغرافياً، محافظة سوهاج المصرية، إلا أن رجال الشرطة يتعاملون معه كأنه حاجز بين دولتين متعاركتين وليس بين محافظتين صعيديتين متقاربتين.. الحاجز أو الكمين يقع علي طريق الموت الشرقي، بما أن طرق الصعيد كلها طرق موت، ويفصل بين مركز البداري التابع لمحافظة أسيوط «المصرية أيضاً» ومركز ساقلته التابع لمحافظة سوهاج، وهو كمين لا يفرق كثيراً عن بقية أكمنة طرق الصعيد، أو أكمنة مصر كلها، سوي أنه أكثر الأمكنة تمرساً في إذلال الناس، وحجز الكثيرين منهم بلا وجه حق وتحت بند الاشتباه، وربما يقترب قليلاً في التعامل مع كمين الزعفرانة الذي عُوقب فيه ضابط شرطة لسحقه إنسانية شاب رفض، عكس ملايين غيره، الرضوخ لهذه العبودية التي تحدث يومياً، وصرخ بأعلي صوته وساندته الصحافة المتحررة من الزور والبهتان، فضلاً عن أن هذا الكمين، كمين مبارك، لا يفرق بين شاحنات عليها بقر وحمير وجمال، وسيارات في داخلها بشر أحياء أو موتي.. كمين محكوم بالكراهية لكل عابر، إلا ما ندر من سادة الوطن الذين لا يترجلون من سياراتهم، ولا تشنف آذانهم بأقذع الشتائم، ولا تفتش جيوبهم وملابسهم حتي العظم، ولا يلقي بهم في حجز خانق حتي يبان لهم أهل يترجون من أسعده الحظ بمعرفة شرطي كبير أو صغير، يفك قيد الأسري، أما العبيد، الغالبية المغلوبة علي أمرها، فيبعثر ما بقي لهم من رماد الحياء، ويمزّق ما ظل معهم من أهداب الكرامة، ولست أدري لماذا الإصرار علي وجود هذه الأكمنة المنفرة والمعطلة والمذلة للناس؟ وإلي متي يتم الاعتماد علي منظومة أمنية تجاوزتها كل البلدان المتخلفة؟ فالأكمنة، إن كانت أمنية وليست مجرد تواجد، تعتمد علي المصادفة في ضبط الخارجين عن القانون، بينما الطبيعي والعادي والسهل أن تعتمد الشرطة علي المعلومة والتحري الدقيق وتحليل البيانات.. وأظن أن إلغاء هذه الأكمنة المنتشرة بطول البلاد وعرضها، أو تقليلها وتوظيفها عند الضرورة، لا يعطي انطباعاً بأن البلد سائبة، إنما يؤكد أن الوطن آمن ومستقر، لأن أعين الأمن ساهرة وعارفة وليست ظاهرة مثيرة للغضب، فضلاً عن أن ذلك يريح الناس من نوعية الشرطيين المعقدين والمرضي بوهم العظمة الفاسدة، كأنهم لم يتعلموا في كليتهم، التي دخلوها، بصلة الرحم أو برشوة معلنة، سوي التعالي والغطرسة والغرور، والتجبر في معاملة الضعفاء والاستئناس في معاملة الأقوياء من اللصوص الذين يعرفون العطاء بسخاء وفي العلن. ومثلما أرجو أن تتغير منظومة الأمن كلياً في مصر، أتمني أن تستبدل ظاهرة الكمائن «التي ليست اسماً علي مسمي» أو علي الأقل يستبدل اسم «كمين مبارك» باسم آخر، وإن كنت لا أعلم من أين جاء هذا الاسم، وهل له دلالة في عصرنا هذا أم أنه مجرد اسم لتخويف الناس؟! http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=31130 خلص الكلام Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
زعلان بتاريخ: 21 سبتمبر 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 سبتمبر 2006 الحكومة أم الشعب واشعب عايز يتربى أمنا بتربينا ويا ريت محدش يتدخل مشفتش قبل كده أم بتغتصب وتنتهك أعراض أبنائها مثل حكومات الثورة المباركة جمال فالسادات فمبارك فجمال رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان