هـــل صحيـــــح ؟؟ ......

[mohameddessouki]

هل صحيح، أن الرئيس مبارك، قال لرؤساء تحرير صحف الحكومة، في طريق عودته من زيارة السعودية، مساء الأحد الماضي: إنه لا يمانع في إعادة تعديل المادة ٧٦، تخفيفاً للقيود الواردة فيها، علي مرشحي الأحزاب للرئاسة؟!

وهل صحيح، أن الرئيس امتنع عن إبداء رأي قاطع، في المادة ٧٧، التي تجعل بقاء الرئيس،.. أي رئيس.. في منصبه، مفتوحاً، بلا حدود وأنه أشار إلي الاتجاه العالمي في هذا الموضوع، وقال: إننا يجب أن نأخذ في اعتبارنا، عند النظر إلي هذه المادة تحديداً، طبيعة الأعباء والمسؤوليات الملقاة علي كاهل الرئيس، في دولة مثل مصر؟!

وهل صحيح، أن الرئيس لما سُئل، عن تعديل المادة ٨٨، التي تتحدث عن إشراف القضاة، علي الانتخابات، أجاب بأن الدولة حريصة علي صون وحماية قدسية القضاء، وكرامة القضاة؟ وهل صحيح أن الذين تحدثوا إليه، في هذا الشأن، علي طائرة العودة، طالبوا بتجنيب القضاة، هذه المهمة؟!

طبعاً،.. الكلام المنسوب إلي الرئيس، صحيح، لأن الأستاذ مرسي عطا الله، رئيس تحرير الأهرام المسائي، نشره حرفياً، في الصفحة الأولي، مع ما في الكلام، من أشياء جديدة وخطيرة، منها مثلاً، أن الرئيس يبدي استعداده، للمرة الأولي، لإعادة تعديل المادة ٧٦، منذ تعديلها في فبراير قبل الماضي.. فلم يحدث، أن أظهر استعداداً، من هذا النوع، من قبل.

ومنها، أن الرئيس يعطي تفسيراً غريباً، للتمسك بالمادة ٧٧، علي حالها، هو تفسير مردود عليه.. ومنها، وهذا هو الأخطر، أن الذين تحدثوا إلي الرئيس، طالبوا بعدم إشراف القضاء، علي الانتخابات، بتجنيبه هذه المهمة!!

.. ولم يوضح الأستاذ عطا الله، ما إذا كان هؤلاء المتحدثون، هم رؤساء تحرير صحف الحكومة، أم أنهم أعضاء الوفد المرافق للرئيس؟!

أما الشيء الذي لا أجد له تفسيراً واحداً، حتي هذه اللحظة، فهو أن صحف الحكومة، لم تنشر حرفاً واحداً، من هذا الكلام الخطير، وانفرد به مرسي عطا الله وحده مع أنه لم يكن حديثاً خاصاً، من الرئيس إليه، وإنما كان موجهاً، إلي جميع الحاضرين..

إن اجتهاد رئيس تحرير «الأهرام المسائي» في موضوع كهذا مسألة مستحيلة، وليس من المتصور، أن ينسب كلاماً لم يحدث، إلي الرئيس.. فإذا كان الأمر كذلك، فلماذا أخفته صحف الحكومة، ولماذا تجاهلته تماماً، مع أنه كان مانشيتات عريضة، تملأ الصفحة الأولي، في «الأهرام المسائي».. ومع أنه، وهذا هو الأهم، كلام جديد، وخطير؟!

هل صدرت توجيهات، مثلاً بعدم الإشارة إليه، في صحف الحكومة الأكثر توزيعاً، علي أساس أن نشره، في صحيفة مسائية، كان نوعاً من بالون الاختبار؟!.. وماذا حدث بالضبط؟!.. الحكاية مُحيرة، وغامضة، وغريبة، وتحتاج إلي تفسير من جانب أطرافها، يحترم عقول الناس!