يانهار ابيض......!!!

[mohameddessouki]

تجري أجهزة رقابية، وجهات سيادية مصرية، دراسة وافية عن أنشطة شركة 'زيم' الإسرائيلية، العاملة في النقل البحري في مصر عبر وكيل محلي، وجاءت هذه التحركات بعد ملاحظات انتهت إليها تقارير أمنية، أعدت لبحث ملف تنظيم 'القاعدة' في مصر.

وعلمت 'الأسبوع' أن الاجتماعات ­ التي بدأت قبل فترة كبيرة، من حلول ذكري هجمات الحادي عشر من سبتمبر ­ انتهت إلي عدد من الاستنتاجات، والاحتمالات المهمة، بدا واضحا فيها، وجود دور تخريبي، تخطط له عناصر تجسس إسرائيلية، وأن هذه العناصر تسعي لتنفيذ مخططاتها باسم تنظيم 'القاعدة'.

وقد اعتمدت الدلائل التي توصلت إليها التقارير، علي حملة 'لفت الانتباه' التي قامت بها وسائل الإعلام الصهيونية، منذ ما يقرب من شهر، عندما أكدت أن مصر سوف تكون هدفا لهجمات، يقوم بها تنظيم القاعدة، وأن هذه الهجمات سوف تستهدف ­أولا­ مواقع سياحية في سيناء، ومعدات عسكرية غربية تمر في قناة السويس.

وفي الوقت الذي خصت فيه التقارير الصهيونية شبه جزيرة سيناء ­يقصدها معظم السياح الإسرائيليين ­ فقد دعمت الأجهزة الأمنية الصهيونية هذه الحملة بإصدار تنبيهات مباشرة، تطلب من السياح الإسرائيليين سرعة مغادرة الأراضي المصرية، لدرجة أنها اتخذت من حادث ­ عفوي ­ تعرض له أتوبيس سياحي اسرائيلي، في شبة جزيرة سيناء، حجة لتأكيد تنبيهاتها!!

علي أن عودة التقارير الإعلامية الصهيونية للحديث عن دخول عدد كبير من عناصر القاعدة إلي مصر، عبر ميناء الإسكندرية، لفتت أنظار الأجهزة المصرية للأنشطة المشبوهة التي تقوم بها شركة زيم 'Z I M' التي تصنف باعتبارها أكبر شركة للشحن والنقل البحري في إسرائيل، والتي تعمل في مصر حيث تطرقت للاتفاقيات التي وقعتها الشركة الصهيونية، وهي الاتفاقيات التي تبيح لها التعامل مع موانئ مصرية وعربية (الخليج.. المغرب العربي) من خلال وكلاء عرب، فضلا عما تقوم به ­ أحيانا ­ من تمويه للتغطية علي أنشطتها في دول أخري، عبر شركات فرعية، تابعة لها، لكنها تتخذ أسماء أخري (جولد ستار شيبينج لاين.. زيماك)!

وأعادت التقارير الاعتبار لعمال اتحاد نقابات (الحاويات) بالإسكندرية، الذين هددوا أكثر من مرة بالتوقف ­تماما­ عن تفريغ السفن التابعة للخطوط الملاحية الإسرائيلية (زيم)، إلا أن اتصالات 'صاحب التوكيل' بالاتحادات والنقابات العاملة في مجال الحاويات كثيرا ما نجحت في الضغط عليهم لإلغاء قرار الامتناع عن تفريغ السفن الإسرائيلية: خاصة بعدما أكدت الشركة الصهيونية 'شروعها' في اتخاذ إجراءات قانونية ضد السلطات المصرية، طبقا للقانون الذي يفرض علي مصر غرامات ضخمة، في حالة رفض أو تأخير تفريغ السفن عن مواعيدها، ومن ثم صدرت التعليمات الأمنية المتتابعة لشركات ومقاولي الشحن والتفريغ في ميناء الإسكندرية بالتعامل مع الشركة، التي تتولي عمليات نقل الخامات الإسرائيلية طبقا للبنود التي أقرتها اتفاقية 'الكويز' لصناعة الملابس.

وثمة من يري أن تحرك الجهات والأجهزة المصرية، ليس أكثر من 'اتعاظ' متأخر، بعد المعركة التي دخلتها شركة 'مواني دبي' مع الولايات المتحدة، والتي انتهت بفشل الشركة الإماراتية في الفوز بإدارة ستة مواني أمريكية (نيويورك.. نيوجرسي.. فيلادلفيا.. بالتيمور.. نيوأورليانز.. ميامي)، نتيجة اعتراض الكونجرس الامريكي، علي انتقال إدارة هذه المواني إلي شركة 'مواني دبي'، خوفا من تسلل عناصر 'إرهابية' إلي هذه المواني الأمريكية.

بقي أن نعرف أن إسرائيل تساهم في رأسمال شركة 'زيم' بما يقرب من 48 % ، وأن الشركة تم طرحها للخصخصة عام 2003، لكن أسهمها لم تجذب المستثمرين، الأمر الذي جعل الحكومة الصهيونية تجدد طرح هذه الشركة مرة أخري للخصخصة العام الماضي.