اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

علي من يكذب الحزب الوطني؟!


Sherief AbdelWahab

Recommended Posts

الفارق بين ما يقوله الحزب الوطني الحاكم في مؤتمراته وتجمعاته وبين الواقع المعيش، يساوي تماماً الفجوة الفاصلة بين طائرة «الشبح» وأجنحة عباس بن فرناس. ففي كل مرة ينادي الحزب أتباعه إلي مؤتمر يكون قد جهز حزمة جديدة من الأكاذيب، يطرحها في شكل أوراق عمل، أو خطب مفعمة بالبلاغة، لدغدغة المشاعر، واستدرار التعاطف، وتبلغ الحيل أقصاها حين يعتذر الحزب ـ الذي تسوق لجنة سياساته الحكومة كيفما أرادت ـ عما يسميه تقصيراً، وما أكثره، وحين يعد برتق ما تمزق، وما أوسعه، ووصل ما انقطع، وما أبعده، والنهوض بما خمد واستكان، حتي اطمأنت البلاد إلي الخذلان والذل، والقعود والركود.

وبدلاً من أن يبذل الحزب جهداً فائقاً كي يتحول إلي «حزب سياسي» بالمعني المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، وليس مجرد زمرة من المنتفعين تتحلق حول الرئيس ونجله، يمضي الحزب، سنة بعد سنة، في ممارسة مغالطاته، من دون أن تلوح في الأفق أي علامات للمراجعة والتوبة، فيتحدث عن «إنجازات» تمت، ويتعهد بأخري ستأتي، ويواصل سعيه المكشوف لتوريث مصر، من خلال قنوات ظاهرها قانوني شرعي وباطنها إجبار وتجبر سياسي، فيجند كل شيء، الحجر والبشر، في سبيل إنجاز هذه المهمة التي لن يؤدي تحقيقها إلا إلي مزيد من التراجع والتدني، في المجالات كافة ، وعلي كل الأصعدة.

وقد تعودنا من هذا الحزب، الذي يمثل عصب النظام الحاكم، نقض العهود، ونكص الوعود، والحنث بالقسم، فكم من مشروعات وهمية أعلن عنها، وجند لها أتباعه وذيوله من الكتاب والصحفيين والإعلاميين، فأسهبوا في تبيان التفاصيل، والإطراء الذي لا حد له علي من يوجه ويرشد ويفكر ـ وهو بالطبع الرئيس ـ ثم انتهي كل شيء إلي سراب في سراب. فمن مشروع تسديد ديون مصر، الذي كنا نتبرع له من مصروفنا البسيط ونحن طلاب في المرحلة الثانوية، إلي مشروع «الألف يوم» الذي مات بالسكتة القلبية بعد شهرين من إطلاقه، إلي مشروع توشكي، الذي أثبت العلم والتجربة فشله، إلي مشروع الخصخصة غير المدروس، الذي يتم لحساب أصحاب الحظوة من رجال الأعمال والسماسرة وتجار السياسة، ويدفع الدولة لتنسحب كسيرة من مجال الخدمات، لتتحول إلي دولة جابية للضرائب، حامية للفساد، ظالمة للعباد، والآن يتحدثون عن مشروعات وهمية أخري ومنها: «الألف مصنع» و«المليون فدان» و«الأربعة ونصف مليون فرصة عمل».. الخ.

وفي مؤتمرات الحزب الحاكم يتحدثون عن «وثيقة المواطنة» فلا يزداد المصريون في بلدهم إلا غربة أمام جهاز الشرطة ومباحث أمن الدولة، ودهاقنة الجهاز البيروقراطي، وترزية القوانين الجائرة، وفي مطلعها قانون الطوارئ.

وفي مؤتمرات الحزب يبدون تعاطفاً كلامياً مع محدودي الدخل، فترتفع الأسعار، وتتزايد معدلات البطالة، ويتحول فلاحو الريف إلي أجراء وعبيد عند الملاك في ظل القانون الجديد، ويتشرد مئات الآلاف من العمال، ويهيمون علي وجوههم في الشوارع المزدحمة، بعد أن أكل الفراغ المهين أرواحهم.

وفي هذه المؤتمرات يتحدثون، وبجرأة يحسدون عليها، عن الاهتمام بالصحة، فتنتشر الأمراض في أجساد الملايين كل سنة، جراء الأغذية الفاسدة، والمياه الملوثة، والهواء المشبع بالعوادم، والكيماويات والبذور المسرطنة، في وقت تعاني فيه المستشفيات الحكومية من نقص حاد في كل ما يحفظ للواحد منها لقب «مستشفي»، وليس مجرد «دكان حلاق صحة»، يفتقد حتي إلي الإسعافات الأولية.

ويستفيض الحزب كلاماً عن النهوض بالتعليم، فتزداد فصول المدارس الحكومية تكدساً بالتلاميذ، ويجد نصفهم فقط مقاعد، وتزداد المناهج التعليمية تخلفاً، لأنه لم يراع في اختيارها سوي إرضاء المقربين من مؤلفي المناهج، والذين لا هم لهم سوي نهب المكافآت المرصودة لهذه العملية. كما تزداد طريقة التعليم سوءاً، في ظل الإصرار علي مخاطبة أردأ الملكات العقلية، وهي الذاكرة.

وفي المؤتمر الأخير يتحدث الحزب عن «طاقة نووية سلمية» بعد سنوات من إهمال متعمد، مع سبق الإصرار والترصد، لهيئة الطاقة الذرية وملحقاتها، ليتحول علماء الذرة المصريين إلي موظفين، يعانون من بطالة مقنعة، ويتحدث الحزب عن «مقاومة» مشروع الشرق أوسط الجديد، وتفعل السلطة علي الأرض كل ما يمكن هذا المشروع من التحقق، مادام هذا لن يؤثر علي المناصب والمواقع والمقاعد والعروش والثروة.

وسنة وراء سنة مع «الفكر الجديد»، الذي أتحدي أن يعرفه لنا المتنطعون به، ومؤتمر وراء مؤتمر، مع نظام بات إصلاحه يعني إزاحته، والحزب الحاكم، الذي عجز عن حشد بضع مئات من المتظاهرين، يتعامل مع المصريين بوصفهم إما قوم بلهاء أغبياء، أو شعب فقد الذاكرة، أو أمة من الأغنام، أو من الأموات، فيحدثهم عن «الإنجازات» العظيمة.. والتي سنعرضها بالأرقام في مقال قادم، إن شاء الله.

http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=31768

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...