صبح بتاريخ: 12 نوفمبر 2006 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 12 نوفمبر 2006 أهم المدن الأندلسية غرناطة غرناطة مدينة جميلة في جنوب أسبانيا عاصمة بني زيرى من ملوك الطوائف وعاصمة بنى الأحمر، استطاع الأسبان أن يوقعوا الفتنة بين خلفاء علي بن الحسن ولما تم لهم ذلك حاصروا غرناطة وأرسل فرديناند ملك أسبانيا رسله الى قادة غرناطة المسلمة العربية بالاستسلام فرفضوا فنزل جيش أسباني مكون من 25 ألف جندي واتجهوا صوب المزارع والحدائق وخربوها عن آخرها حتى لا يجد المسلمون ما يأكلونه أو يقتاتون عليه نفس سياسة العدو الصهيوني اليوم في فلسطين تخريب المزارع المثمرة بالزيتون والنخيل والعنب والمحاصيل الأخرى حتى يجوع الناس يجوع المسلمون فلا يجدون قوت يومهم وبذلك تنهار اراداتهم ويركعون مع الراكعين لعدوهم. ثم جهزت ملكة أسبانيا ايزبيلا جيشا آخر من 50 ألف مقاتل لقتال المسلمين في القلاع والحصون الباقية وبعد قتال مرير استسلمت المدينة وسقطت في أيدي الأسبان. لقد استمر حكم المسلمين 800 عام للأندلس بدون انقطاع الا ان الافتتان بالدنيا ونعيمها الزائل والتحالف مع الأعداء وموالاتهم ضد الاخوة والثقة في الواشين وتقريب الأعداء والاستعانة بهم على القضاء على الاخوة كل هذه الأسباب عجلت بانهيار الدولة الاسلامية في الاندلس وأضاعت أرضا إسلامية فتحت من قبل على جثث وجماجم المقاتلين الشهداء من المسلمين العظام الذين أرادوا إخراج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد دون ملل أو كلل حتى سطع نور الاسلام ثمانية قرون على هذه الأرض وها هي أوروبا كلها تعلق الزينات وتدق طبول الفرح بسقوط غرناطة وانتهاء النفوذ السياسي الاسلامي العربي الحاكم في الاندلس. لقد اجتمع العلماء والفقهاء في قصر الحمراء واتفقوا على الاستسلام واختاروا الوزير أبا القاسم عبدالملك لمفاوضة ملك أسبانيا فرديناند واشتملت المعاهدة التي وقعها الطرفان على سبعة وستين بندا كان أهمهما أن تظل مساجد المسلمين مفتوحة ولا تمس بسوء والا يدخل النصارى دار مسلم الا باذنه وأن يأمن المسلمون على أرضهم ومزارعهم وأملاكهم وأنفسهم وأموالهم وأهلهم والا يولى على المسلمين أي نصراني وأن يتمتع المسلمون بممارسة شعائر الاسلامم وأن يكون للمسلمين حرية الحركة في السفر والتنقل والتجارة والا يقهر مسلم على الدخول في النصرانية، أقول النصرانية لأن كلمة المسيحية لم يرد بها نص لا في القرآن الكريم ولا في السنة المحمدية المطهرة فهم نصارى. وخرج أبو عبدالله بن أبي الحسن ملك غرناطة من قصر الحمراء وهو يبكى كالنساء حاملا مفاتيح مدينته وملكه الزائل فأعطاها الملكة أيزبيلا وزوجها فريناند. لقد استحق بخيانته أن يبكي لأنه تحالف مع الأسباب من قبل لهزيمة عمه بل قاتل عمه أبا عبدالله الزغل وراح ضحية معارك المسلمين مع بعضهم خيرة القادة وعشرات الآلاف من الجند المسلمين يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار) إن موالات النصارى ويهود تورد صاحبها الى التهلكة وها هو ملك غرناطة يخرج ذليلا باكيا لأنه لم يتمسك بدينه ولم يفهم ما فيه من حكمة كان طماعا قصير النظر. وبعدها.. هل التزم فرديناند ببنود الاتفاقية التي وقعها؟! أبدا لم ينفذ من الاتفاقية حرفا واحدا إن شيمتهم الغدر دائما، وأخذوا في حرق المساجد وتدمير المنازل منازل المسلمين ونظموا حملة لخطف أبناء المسلمين وبناتهم واجبروهم على التنصر بالقوة وجمعوا حوالي نصف مليون مسلم في سفن وألقوا بهم في البحر. وظهرت محاكم التفتيش تبحث عن كل مسلم لتحاكمه على عدم تنصره فهام المسلمون على وجوههم في الجبال وأصدرت محاكم التفتيش الأسبانية تعليماتها للكاردينال سيسيزوس لتنصير بقية المسلمين في أسبانيا والعمل السريع على إجبارهم على أن يكونوا نصارى كاثوليك وتم تحويل مسجد غرناطة الجامع الى كاتدرائية وأحرقت المصاحف وكتب التفسير والحديث والفقه والعقيدة وكانت محاكم التفتيش تصدر أحكاما بالحرق على أعواد الحطب المشتعل على المسلمين وهم أحياء في ساحة من ساحات مدينة غرناطة، أمام الناس إن هذا العمل البربري هو وصمة عار في تاريخ أوروبا عامة وأسبانيا خاصة. قرطبة ( حاضرة الخلافة الإسلامية في الأندلس ) قرطبة مدينة في الجزء الجنوبي من إسبانيا عاصمة مقاطعة قرطبة ، تقع على نهر الوادي الكبير، يحدها من الشمال مدينة ماردة ، ومن الجنوب مدينة قرمونة ، ومن الغرب مدينة اشبيلية ، خضعت لحكم الرومان والقوط الغربيين ومن ثم بسط العرب سلطانهم عليها من ( 711 م /1236 م ). فتح المسلمون الأندلس على يد طارق بن زياد سنة 92 هـ وكان ذلك في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان . لقد بلغت قرطبة في عصر الخلافة الأموية أوج عظمتها ، وتألقها الحضاري في حين كانت أوروبا ما تزال غارقة في أعماق التأخر والجهل والانحطاط ، وقد سعت الدول الكبرى في العالم يومئذ إلى مهادنة قرطبة والتقرب من خلفائها والتزلف لهم ، فقصدها السفراء والملوك ، وهكذا ذاعت شهرة قرطبة في أنحاء العالم ، وانتجعها الناس من المشرق والمغرب بحيث أصبحت دار الهجرة للعلم ، واعتبرت قرطبة أعظم مدن الأندلس والمغرب عمرانا، وثالثة مدن العالم الوسيط كبر مساحة ، فيها خلاصة حضارة الأندلس ، وبعد سقوط الدولة الأموية انتقلت الأندلس إلى حكم الدولة العباسية سنة 132 هـ. لكن في سنة 138 هـ نجح الأمير عبد الرحمن الداخل الملقب بصقر قريش في إحياء دولة بني أمية في الأندلس ، وقوى أمر المسلمين من جديد في عهد هشام بن عبد الرحمن الداخل ، ومن بعده عبد الرحمن بن هشام الملقب بالأوسط حيث استتب الأمر في عهده وساد النظام فانصرف إلى العلم والبناء والاهتمام بشؤون الدولة ، ودخل في عهده كثير من النصارى في الإسلام وهكذا توالى على حكم الأندلس أمراء بني أمية حتى وفات المنصور وابنه ، فتوالت الفتن وظهر عصر ملوك الطوائف الذين كانت المنازعات بينهم من اكبر أسباب ضياع الأندلس ، ومن اشهر ملوك الطوائف المعتمد بن عباد الذي استنجد بيوسف بن تاشفين عندما ضغط عليه النصارى ، فقام يوسف بن تاشفين بتوحيد بلاد الأندلس مرة ثانية واستطاع أن ينتصر على النصارى في موقعة الزلاقة ، وظهور دولة الموحدين في المغرب وظهور الخلافات بينهما وبين المرابطين أضعفت دولة المرابطين وظهر ملوك الطوائف في الأندلس من جديد . من أهم معالم وآثار قرطبة ، قصر قرطبة القديم الذي اتخذه عبد الرحمن الداخل مقرا له ، قصر الرصافة - والمسجد الجامع - ونهر قرطبة الكبير - وحمامات قرطبة وكان يوجد بها 900 حمام في الوقت الذي كانت أوروبا تعيش قمة الجهل و كثرة الأمراض - وهناك دار الروضة وهي قصر عبد الرحمن الناصر . من أهم أعلامها : ابن حزم الظاهري صاحب المحلى - والفقيه زياد بن عبد الرحمن - والفقيه يحي بن الليث - وأبو القاسم - والشاطبي مدينة اشبيلية تقع مدينة اشبيلية في الأندلس ( إسبانيا حاليا ) وكانت فيما مضى عاصمة مملكة اشبيلية ، كانت على جانب من الأهمية أيام الفينيقيين ، اتخذها الرومان عاصمة لمقاطعة بيتيكا ، وبنو بجوارها مدينة اتاليكا ، أصبحت أهم مدن جنوب إسبانيا أيام الونداليين والقوط الغربيين ، تتصل بالمحيط الأطلنطي بنهر الوادي الكبير، وهي عروس بلاد الأندلس لأنها تاج الشرف وفي عنقها سمط النهر الأعظم ، ليس في الأرض أتم حسنا من هذا النهر ، يضاهي دجلة والفرات والنيل ، تسير القوارب فيه للنزهة والصيد تحت ظلال الثمار وتغريد الأطيار مسافة 24 ميلا . فتح المسلمون اشبيلية في شعبان 94 هـ / 713 م بقيادة موسى بن نصير بعد حصار دام شهر، وأقام عليها عيسى بن عبد الله الطويل وهو أول ولاتها من المسلمين ، وفي سنة 95 هـ خلف عبد العزيز بن موسى بن نصير أباه واليا على الأندلس واستقر في اشبيلية واتخذها عاصمة له ، وفي سنة 97 هـ قتل عبد العزيز بن موسى بن نصير في اشبيلية وولي الأندلس بعده أيوب بن حبيب اللخمي الذي نقل العاصمة إلى قـرطبة وفي سنة 214 هـ بنى عبد الرحمن الأوسط فيها المسجد الجامع الأول ، وفي سنة 226 هـ أغار النورمان على اشبيلية واحرقوا جامعها ولكن القوات الأندلسية أنزلت بهم هزيمة نكراء عند طلياطة شمال اشبيلية ، وفي سنة 231 هـ بني سـور المدينة الأول ودار الصناعة التي لا تزال باقية إلى الآن في موضعها . وفي سنة 300 هـ قضى عبد الرحمن الناصر على ثورة بني الحجاج وبني خلدون في اشبيلية ، وفي سنة 301 هـ هدم ابن السليم أول عمال عبد الرجمن الناصر سور اشبيلية وجدد بناء قصر الإمارة . وفي سنة 414 هـ بدا عصر الطوائف ، حيث استبد أبو القاسم محمد بن عباد قاضي اشبيلية بحكومتها وانشأ دولة بني عباد . وفي سنة 484 هـ سقطت اشبيلية وقرطبة في يد المرابطين واستولى القائد سيربن أبى بكر على اشبيلية وهدم قصور بني عباد وفي سنة 549 هـ انتهى حكم المرابطين في اشبيلية على يد القائد الموحدي براز بن محمد المسوفي واتخذ من اشبيلية عاصمة له في حكم الأندلس . وفي سنة 580 هـ اعد أبو يعقوب يوسف في اشبيلية حملته الكبرى على غرب الأندلس واستشهد أثناء معركة " شفترين " في البرتغال وولى بعده ابنه يعقوب . وفي 596 هـ انتهى العصر الذهبي لاشبيلية بعد وفاة يعقوب الذي لقب نفسه بالمنصور ، وفي غرة شعبان 646 هـ حاصر فرديناند الثالث اشبيلية واستولى عليها بعد حصار دام سنة وخمسة اشهر . وبعد سقوطها حاول سلاطين الأسرة المرينية بمراكش استعادة المدينة من النصارى إلا أن محاولتهم باءت بالفشل وبذلك ضاعت اشبيلية من أيدي المسلمين . رغم انتهاء حقبة مزدهرة من الزمن للمسلمين في اشبيلية إلا أن معالم حضارتهم هناك لم تزل باقية كشاهد على حضارة المسلمين الراقية في اشبيلية من بين هذه المعالم المسجد الجامع الذي بناه الخليفة الموحدي أبو يعقوب يوسف ولم يبق منه إلا المئذنة ، ومسجد جامع آخر الذي بناه محمد بن عمر بن عديس الذي تحول فيما بعد إلى كنيسة السلفادور ، وهناك برج الذهب الذي بناه حاكم اشبيلية الأمير الموحدي أبو العلاء إدريس ، وقصور البحيرة وحدائقها . ومن أعلام اشبيلية ، ابن رشد الفقيه وابن العربي المحدث والقاضي عياض بن موسى وأبو بكر بن خير ، ومن الشعراء ابن حمديس وابن هانئ وابن قزمان طليطلة toledo مدينة قديمة في أسبانيا تقع في وسط شبه جزيرة أيبريا على مسافة 91 ك جنوبي غربي مدريد ويحيط بها نهر (التاجو) من جهات ثلاث في واد عميق يسقي مساحات شاسعة من أراضيها. كانت مزدهرة أيام الرومان وتسمى (توليتم ( toletum ثم صارت حاضرة الدولة القوطية. احتلها المسلمون بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير سنة 92 هـ (713 م) وجعلوها قاعدة الثغر الأدنى للدولة الإسلامية وحينما سقطت دولة الخلافة الأموية وانقسمت الأندلس إلى طوائف كانت طليطلة مستقلة يحكمها بنو ذي النون سنة 427 هـ (1035م ) وهم من زعماء البربر وسقطت طليطلة في يد ملك (قشتالة) (الفونسو السادس) في المحرم سنة 487 هـ 1085 م وما تزال إلى اليوم تحتفظ بأسوارها وطابعها العربي. كانت مركزا لحركة الترجمة من العربية إلى اللاتينية ومنها انتشرت الحضارة الإسلامية في أوربا في العصور الوسطى ينتسب إليها كثير من العلماء منهم عيسى بن دينار الغافقي الطليطلي ومحمد بن عبدالله بن عيشون الطليطلي وصاعد الأندلسي صاحب كتاب طبقات الأمم المتوفي سنة 462 هـ وابن مهند عبدالرحمن بن محمد اللخمي الطبيب العالم بالفلاحة والصيدلة المتوفي سنة 467 هـ وغيرهم سبتة seuta مدينة مطلة على مضيق جبل طارق في شمالي المغرب الأقصى وهي عبارة عن شبه جزيرة في المضيق تحيط بها الجبال من ناحية الجنوب وهذا الوضع جعل اتصالها بالأندلس قويا جدا ولهذا نجدها في العصور الوسطى امتازت بطابع أندلسي في مظهرها وثقافتها بل وفي وضعها السياسي إذ خضعت للدولة الأموية في الأندلس ثم سيطر عليها بنو حمود الأدارسة في عصر ملوك الطوائف ثم دخلت في طاعة المرابطين والموحدين بالمغرب. استولى عليها البرتغاليون سنة 1415 م ثم استولى عليها الأسبان 1580 م ولا تزال المدينة في أيديهم إلى الآن. أخرجت عددا من العلماء منهم ابن مرانة السبتي وكان أعلم الناس بالحساب والفرائض والهندسة والفقه ومنهم ابن عطاء الكاتب وابن غازي الخطيب ومنهم أبو الفضل عياض بن عمرو اليحصبي صاحب كتاب (الشفا) وغيرهم شلب silves مدينة تقع جنوبي البرتغال كانت في العهد الإسلامي من أهم قواعد الغرب الأندلسي واشتهرت بلغتها العربية الفصحى كما سكنها جماعة من أهل اليمن وهي اليوم مدينة صغيرة وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
صبح بتاريخ: 12 نوفمبر 2006 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 12 نوفمبر 2006 صفة جزيرة الأندلس (للحميري) الوصف ليس سهلا وصعب حبتين ولكني أحببت أن أنقله كما هو وسأحاول الإختصار قدر الإمكان قال أبو عبد الله محمد بن أبي محمد عبد الله بن المنعم الحميري: الحمد لله الذي جعل الأرض قرارا، وفجر خلالها أنهارا، وجعل لها رواسي ألزمتها استقرارا، ومنعتها اضطراباً وانتثارا، جعلها قسمين فيافى وبحارا، وأودع فيها من بدائع الحكم وفنون المنافع ما بهر ظهوراً وانتشارا، وأطلع في آفاقها شموساً وأقمارا؛ جعلها ذلولا، وأوسعها عرضاً وطولا، وأمتع بها شيباً وشباباً وكهولا، وعاقب عليها غيوثاً وقبولا، وأغرى بالمشي في مناكبها تسويغاً للنعمة الطولى، وتتميماً لإحسانه الذي نرجوه في الآخرة والألى، وإن في ذلك لعبرةً لمن صار له قلب وسمع وبصر وفهم منقولاً ومعقولا، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا؛ أحمده على جزائل آلائه التي وإلى أمدادها، وأحصى أعدادها، وعم بها البرية وبلادها؛ وصلى الله على نبيه الكريم الذي زويت له الأرض فرأى غايتها، وأبصر نهايتها؛ وأخبر أن ملك أمته سيبلغ ما رآه، وينتهي إلى حيث قدره الخالق وأنهاه. وبعد فإني قصدت في هذا المجموع ذكر المواضع المشهورة عند الناس من العربية والعجمية، والأصقاع التي تعلقت بها قصة، أو كان في ذكرها فائدة، أو كلام فيه حكمة، أولها خبر ظريف، أو معنى يستملح أو يستغرب ويحسن إيراده، أما ما كان غريباً عند الناس، ولم يتعلق بذكره فائدة، ولا له خبر يحسن إيراده، فلا ألم بذكره، ولا أتعرض له غالباً استغناء عنه واستثقالاً لذكره؛ ولو ذهبت إلى إيراد المواضع والبقاع على الاستقصاء لطال الكتاب، وقل إمتاعه؛ فقتصرت لذلك على المشهور من البقاع وما في ذكره فائدة ونكتفى عما سوى ذلك، ورتبته على حروف المعجم لما في ذلك من الإحماض المرغوب فيه، ولما فيه من سرعة هجوم الطالب على اسم الموضع الخاص من غير تكلف عناء ولا تجشم تعبٍ؛ فقد صار هذا الكتاب محتوياً على فنين مختلفين: أحدهما ذكر الأقطار الجهات، وما اشتملت عليه من النعوت والصفات؛ وثانيها الأخبار والوقائع والمعاني المختلفة بها، الصادرة عن مجتليها؛ واختلست ذلك ساعات زماني، وجعلته فكاهة نفسي؛ وأنصبت فيه بفكري وبدني؛ ورضته حتى انقاد للعمل، وجاء حسب الأصل، فأصبح طارداً للهموم، ملقيا للغموم، وشاهداً بقدرة القيوم؛ مغنيا عن مؤانسة الصحب، منبها على حكمة الرب؛ باعثاً على الاعتبار، مستحضراً لخصائص الأقطار؛ مشيراً لآثار الأمم وأحداثها، مشيراً إلى وقائع الأخباز وأنبائها؛ ثم إني قسته بالكتاب حرف الألف الأندلس هذه الجزيرة في آخر الإقليم الرابع إلى المغرب، هذا قول الرازي، وقال صاعد ابن أحمد في تأليفه في طبقات الحكماء: معظم الأندلس في الإقليم الخامس وجانب منها في الرابع كإشبيلية ومالقة وقرطبة وغرناطة والمرية ومرسية. واسم الأندلس في اللغة اليونانية إشبانيا، والأندلس بقعة كريمتة طيبة كثيرة الفواكه، والخيرات فيها دائمة، وبها المدن الكثيرة والقواعد العظيمة، وفيها معادن الذهب والفضة والنحاس والرصاص والزيبق واللازورد والشب والتوتيا والزاج والطفل. والأندلس آخر المعمور في المغرب لأنها متصلة ببحر أقيانس الأعظم الذي لا عمارة وراءه، ويقال: إن أول من اختط الأندلس بنو طوبال بن يافت بن نوح، سكنوا الأندلس في أول الزمان، وملوكهم مائة وخمسون ملكاً، ويقال إن الأندلس خربت وأقفرت وانجلى عنها أهلها لمحلٍ أصابهم فبقيت خالية مائة سنةٍ، ثم وقع ببلاد إفريقية محل شديد ومجاعة عظيمة فرقت أهلها، فلما رأى ملك إفريقية ما وقع ببلاده اتخذ مراكب وشحنها بالرجال، وقدم عليهم رجلاً من إفريقية ووجههم، فرمى بهم البحر إلى حائط إفرنجة وهم يومئذ مجوس، فوجههم صاحب إفرنجة إلى الأندلس. وقيل اسمها في القديم: إبارية، ثم سميت بعد ذلك: باطقة، ثم سميت: إشبانيا من اسم رجل ملكها في القديم كان اسمه إشبان، وقيل سميت بالإشبان الذين سكنوها في الأول من الزمان، وسميت بعد ذلك بالأندلس من أسماء الأندليش الذين سكنوها. وسميت جزيرة الأندلس بجزيرة لأنها شكل مثلث وتضيق من ناحية شرق الأندلس حتى تكون بين البحر الشأمى والبحر المظلم المحيط بالأندلس خمسة أيام، ورأسها العريض نحو من سبعة عشر يوماً، وهذا الرأس هو في أقصى المغرب في نهاية انتهاء المعمور من الأرض محصور في البحر المظلم، ولا يعلم أحد ما خلف هذا البحر المظلم، ولا وقف منه بشر على خبرٍ صحيحٍ لصعوبة عبوره وإظلامه، وتعاظم موجه وكثرة أهواله، وتسلط دوابه وهيجان رياحه، حسبما يرد ذلك في موضعه اللائق به إن شاء الله تعالى، وبلاد الأندلس مثلث الشكل كما قلناه. ويحيط بها البحر من جميع جهاتها الثلاث؛ فجنوبيها يحيط به البحر الشأمى، وجوفيها يحيط به وجهته ولى ششبوت بن الملك غيطشه ميمنته وأخاه ميسرته، وهما الولدان الذان سلبهما ملك أبيهما، فبعثا إلى طارق يسألانه الأمان إذا مالا إليه عند اللقاء بمن معهما، وعلى أن يسلم إليهما ضياع والدهما غيطشة إن ظفر، فأجابهما طارق إلى ذلك، وعاقدهما عليه؛ فلما التقى الجمعان انحاز هذان الغلامان إلى طارق، فكان ذلك سبب الفتح، وكان الطاغية لذريق في ستمائة ألف فارسٍ. وقد خرجت عن حكم الاختصار الذى التزمت في هذا الوضع فلنقتصر على هذا القدر، وأما ذكر بلاد الأندلس فتأتى في مواضعها اللائقة بها إن شاء الله تعالى. وافتتحت الأندلس في أيام الوليد بن عبد الملك، فكان فتحها من أعظم الفتوح الذاهبة بالصيت في ظهور الملة الحنيفية؛ وكان عمر بن عبد العزيز معتنياً بها، مهتماً بشأنها، وهو الذي قطعها عن نظر وإلى إفريقية وجرد لها عاملاً من قبله. أبال حصن بالأندلس في شمال قرطبة وعلى مرحلة منها، وهو الحصن الذي فيه معدن الزئبق. وفيه يعمل الزنجفور ومنه يتجهز بالزئبق والزنجفور إلى جميع أقطار الأرض، ويخدم هذا المعدن أكثر من ألف رجلٍ، فقوم للنزول وقطع الحجر، وقوم لنقل الحطب لحرق المعدن، وقوم لعمل أواني السبك والتصفية، وقوم لبنيان الأفران والحرق، ومن وجه الأرض إلى أسفله فيما حكى أكثر من مائة قامةٍ. أبذة مدينة بالأندلس. بينها وبينب بياسة سبعة أميال، وهي مدينة صغيرة وعلى مقربة من النهر الكبير، ولها مزارع وغلات، قمح وشعير، كثيرة جداً. وفي سنة 609 مالت عليها جموع النصرانية بعد كائنة العقاب، وكان أهلها قد أنفوا من إخلائها كما فعل جيرانها أهل بياسة، ولم ترفع تلك الجموع يداً عن قتالها حتى ملكتها بالسيف، وقتل فيها كثير، وأسروا كثيراً، ووقع على ما كان فيها بين أجناس النصارى خصام آل إلى الشحناء والافتراق، وكفى الله المسلمين بذلك شراً كثيراً، وكان بعضهم قد طلب أبذة فتنافسوا فيها ولم يأخذها أحد منهم وخربوا أسوارها. أبطير حصن بالأندلس بمقربة من بطليوس، من بناء محمد بن أبي بعامر من جليل الصخر، داخله عين ماء خرارة، وهو اليوم خالٍ. وعلى مقربة منه، بنحو ثلاث غلاءٍ، قبر في نشزٍ من الأرض قد نحت في حجرٍ وقد نضد عليه صفائح الحجارة، ويعرف بقبر الشهيد، ولا يعلم له وقت لقدمه، يرفع عنه بعض تلك الصفائح فيرى صحيح الجسم لم يتغير، نابت الشعر. أربونة مدينة هي آخر ما كان بأيدي المسلمين من مدن الأندلس وثغورها مما يلي بلاد الإفرنجة، وقد خرجت من أيدي المسلمين سنة 330مع غيرها مما كان في أيدي المسلمين من المدن والحصون. أرجونة مدينة أو قلعة بالأندلس، إليها ينسب محمد بن يوسف بن الأحمر الارجوني من متأخرى سلاطين الأندلس. أرشذونة بالأندلس وهي قاعدة كورةٍ، ومنزل الولاة والعمال، وهي بقبلى قرطبة، تسقى أرضها وتطرد في نواحيها عيون غزار، وأنهار كبار، وهي برية بحرية، سهلها واسع وجبلها مانع، وسورها الآن مهدوم، ولها حصن فوق المدينة، ولها مدن كثيرة، وبها آثار قديمة، ومن مدنها مالقة، بينهما وعشرون ميلاً. أرغون هو اسم بلاد غرسية بن شانجه تشتمل على بلادٍ ومنازل وأعمالٍ. أركش حصن بالأندلس على وادي لكه وهو مدينة أزلية قد خربت مراراً وعمرت، وعندها زيتون كثير. أرنيط مدينة بالأندلس أولية بينها وبين تطيلة ثلاثون ميلاً، وحواليها بطاح طيبة المزارع، وهي قلعة عظيمة منيعة من أجل القلاع، وفيها بئر عذبة لا تنزح، قد أنبطت في الحجر الصلد؛ وهذه القلعة مطلة على أرض العدو، وبينها وبين تطيلة ثلاثون ميلاً. إستجة بين القبلة والغرب من قرطبة بينهما مرحلة كاملة، وهي مدينة قديمة لم يزل أهلها في جاهليةٍ وإسلامٍ على انحرافٍ وخروج عن الطاعة. ومعنى هذا الاسم عندهم جمعت الفوائد؛ وفي أخبار الحدثان إنه كان يقال: إستجة البغي، مذكورة باللعنة والخزى، ويذهب خيارها، ويبقى شرارها. وكانت هيئتها التي ألفاها عليها طارق بن زياد أن سورها كان قد عقد بسورين أحدهما صخر أبيض والثاني صخر أحمر بأجمل صنعةٍ وأحكم بناءٍ، وردم وسوى ووضع في مواضع الشرفات من المرمر صور بني آدم من كل الجهات تواجه القاصد نحوها فلا يشك الناظر أنها رجال وقوف، وكان لها من الأبواب باب القنطرة شرقي، باب أشونة قبلي، باب رزق غربي، باب السويقة جوفي، وغير ذلك من الأبواب، والمدينة مبنية على الرصيف الأعظم المسلوك عليه من البحر إلى البحر. وكانت إستجة واسعة الأرباض ذات أسواقٍ عامرةٍ وفنادق جمةٍ، وجامعها في ربضها مبنى بالصخر له خمس بلاطات على أعمدة رخامٍ، وتجاوره كنيسة للنصارى؛ وبإستجة آثار كثيرة ورسوم تحت الأرض موجودة وهي منفسحة الخطة، عذبة الأرض، زكية الريع، كثيرة الثمار والبساتين، نضيرة الفواكه والزرع، ولها أقاليم خمسة. وكان أهل إستجة ممن خلع وخالف، فافتتحها عبد الرحمن بن محمد على يد بدر الحاجب سنة 300، فهدم سورها ووضع بالأرض قواعدها، وألحق أعاليها بأسافلها، وهدم قنطرة نهرها، وفي ذلك يقول أحمد بن محمد بن عبد ربه "طويل". ألا إنـه فـتــح يقـــر لـــه الفـتـح فـأولـه سـعــد وآخـــره نـــجـــح سـرى القـاعـد الـمـيمـون خـير سـرية تقـدمهـا نـصـر وتـابعهــا فـتـح ألـم تـره أردى بـإسـتـجة الـــعـــدا فلقـوا عـذابـاً كـان مـوعـده الـصـبـح فـلا عـهـد لـلـمـراء مـن بـعـد هـذه يتـم لـه عـنــد الإمـــام ولا صـــلـــح فـولــوا عـبـاديد بـكــل ثــنـــية وقـد مـسـهـم قـدح ومـا مـسـنـا قـــدح وبين إستجة ومرشانة عشرون ميلاً، وكذلك بينها وبين قرمونة. أشبونة بالأندلس من كور باجة المختلطة بها، وهي مدينة الاشبونة، والأشبونة بغربي باجة، وهي مدينة قديمة على سيف البحر تنكسر أمواجه في سورها، واسمها قودية، وسورها رائق البنيان، بديع الشأن، وبابها الغربي قد عقدت عليه حنايا فوق حنايا على عمدٍ من رخام مثبتةٍ على حجارة من رخام وهو أكبر أبوابها، ولها باب غربي أيضاً يعرف بباب الخوخة مشرف على سرح فسيح يشقه جدولا ماء يصبان في البحر، ولها باب قبلي يسمى باب البحر تدخل أمواج البحر فيه عند مده وترتفع في سوره ثلاث قيم، وباب شرقي يعرف بباب الحمة، والحمة على مقربةٍ منه ومن البحر ديماس ماءٍ حارٍ وماءٍ باردٍ، فإذا مد البحر واراهما؛ وباب شرقي أيضاً يعرف بباب المقبرة. والمدينة في ذاتها حسنة ممتدة مع النهر، لها سور وقصبة منيعة؛ والأشبونة على نحر البحر المظلم؛ وعلى ضفة البحر من جنوبه قبالة مدينة الأشبونة حصن المعدن؛ ويسمى بذلك لأن عند هيجان البحر يقذف بالذهب التبر هناك؛ فإذا كان الشتاء قصد إلى هذا الحصن أهل تلك البلاد فيخدمون المعدن الذي به إلى انقضاء الشتاء، وهو من عجائب الأرض. أشونة من كور إشتجة بالأندلس بينهما نصف يوم، وحصن اشونة ممدن، كثير الساكن. إصطبة مدينة بالأندلس على خمسة وعشرين ميلاً من قلشانة، ومن قلشانة، وهي قاعدة شذونة، إلى قرطبة أربعة أيامٍ، ومن الأميال مائة ميلٍ وعشرة أميالٍ. إغرناطة مدينة بالأندلس، بينها وبين وادي آش أربعون ميلاً، وهي من مدن إلبيرة. وهي محدثة من أيام الثوار بالأندلس، وإنما كانت المدينة المقصودة إلبيرة؛ فخلت وانتقل أهلها منها إلى إغراناطة، ومدنها وحصن أسوارها، وبنى قصبتها حبوس الصنهاجى، ثم خلفه ابنه باديس بن حبوس؛ فكملت في أيامه، وعمرت إلى الآن، ويشقها نهر يسمى حدره، وبينها وبين إلبيرة ستة أميال، وتعرف بإغرناطة اليهود لأن نازليها كانوا يهود، وهي اليوم مدينة كبيرة قد لحقت بأمصار الأندلس المشهورة، وقصبتها بجوفيها، وهي من القصاب الحصينة، وجلب الماء إلى داخلها من عينٍ عذبةٍ تجاورها، والنهر المعروف بنهر فلوم ينقسم عند مدينتها قسمين: قسم بحري في أسفل المدينة، وقسم يجري في أعلاها، يشقها شقاً، فيجري في بعض حماماتها، وتطحن الأرحاء عليه خلال منازلها، ومخرجه من جبلٍ هناك، وتلقط في جرية مائه برادة الذهب الخالص، ويعرف بالذهب المدتى، ومقبرة إغرناطة بغربيها عند باب إلبيرة. وفحص إلبيرة أزيد من مسافة يومٍ في مثله يصرفون فيه مياه الأنهار كيف شاؤوا كل أوان، ومن جميع الأزمان، وهو أطيب البقاع نفعةً، وأكرم الأرضين تربة، ولا يعدل به مكان غير غوطة دمشق وشارحة الفيوم، ولا تعلم شجرة تستعمل وتستغل إلا وهي أنجب شيء في هذا الفحص، وما من فاكهةٍ توصف وتستظرف إلا وما هناك من الفاكهة فوقها، ويجود فيها من ذلك ما لا يجود إلا بالساحل من اللوز وقصب السكر وما أشبهما. وحرير فحص إلبيرة هو الذي ينتشر في البلاد، ويعم الآفاق، وكتان هذا الفحص يربو جيده على كتان النيل، ويكثر حتى يصل إلى أقاصي بلاد المسلمين، وبإلبيرة معادن جوهرية من الذهب والفضة والصفر والحديد والرصاص والتوتيا، وجبل الثلج هو جبل يشرف على جبل إلبيرة. إفراغة مدينة بقرب لاردة من الأندلس، بينهما ثمانية عشر ميلاً، وهي على نهر الزيتون، حسنة البناء لها حصن منيع لا يرام وبساتين كثيرة لا نظير لها. وحاضرها العدو في جمع كثيفٍ، وآلى زعيمهم ابن ردمير على نفسه ألا يبرح حتى يأخذها عنوةً، وذلك سنة525، في شهر رمضان منها، فسهد إليه يحيى بن علي بعزمة صادقةٍ ونيةٍ صحيحةٍ في جموعه؛ فلقاه الله تعالى بركتها، وأجناه ثمرتها، وهزمه بعد أن قتل أكثر رجاله، والجملة التي بها كان يصول من أبطاله، وفر اللعين وسيوف المجاهدين تأخذ منه، وعزيمتهم لا تقلع عنه، إلى أن أوى إلى حصنٍ خربٍ في رأس جبلٍ شاهقٍ مع الفل الذي بقي معه بعد الإمساء، وأحدق المسلمون تلك الليلة بذلك الحصن يرقبونه؛ ولما أيقن أنه سيصطلم إن أقام هناك تسلل في ظلمة الليل من ذلك الموضع واتخذ الليل جملاً، وإذا رأى غير شيء ظنه رجلاً. وانصرف المسلمون مغتبطين بغنيمتهم وأجرهم وكان ذلك سبباً لبقائها بأيدي المسلمين، إلى أن ينقضى أجل الكتاب. ففي صفة الحال، يقول شاعر الشرق في وقعة يحيى بن علي هذه، أبو جعفر بن وضاح المرسى، من قصيدةٍ يمدحه بها بسيط: شـمـرت بـرديك لـمـا أسـبـل الـوانـــى وشـب مـنــك الأعـــادي نـــار غـــيان دلـفـت فـي غـابة الـخـطـى نـحــوهـــم كالـعـين يهـفـو عـلـيهـا وطـف أجـفـان عـقـرتـهـم بـسـيوف الـهـنـد مـصـلـتــه كـأنـمـا شـربـوا مـنـهــا بــغـــدران هـون عـلـيك سـوى نـفـسٍ قـتـلـتــهـــم من يكسر النبـع لـم يعـجـز عـن الـبـان أودى الصـمـيم وعـاقـت عـن هـيئتـهـم مـقـادر أغـمـدت أسـياف شـــجـعـــان وقفـت والـجـيش عـقـد مـنـك مـنـتـثـرا إلا فـرائد أشــياخ وشــــبــــــان والخيل تنحـط مـن وقـع الـرمـاح بـهـا كـأن تـصـهـالـهـا تـرجـــيع ألـــحــان أقش مدينة هي كانت قاعدة الجليقيين، بينها وبين ليوزدال ثلاثون ميلاً، وكانت أقش قبل هذا منسوبة إلى غرسية بن لب، وهي مبنية بالصخر المربع الكبير، وهي على نهر كبير يدخل منه المجوس بمراكبهم إليهم، وفي المدينة حمة غزية الماء، واسعة الفضاء، يستحم أهلها في جنباتها على بعدٍ من عنصرها لشدة سخونته. أقليش مدينة لها حصن في ثغر الأندلس، وهي قاعدة كور شنتبرية، وهي محدثة ، بناها الفتح بن موسى بن ذى النون، وفيها كانت ثورته وظهروه في سنة160، ثم اختار أقليش داراً وقراراً، فبناها ومدنها، وهي على نهرٍ منبعثٍ من عين عاليةٍ على رأس المدينة، فيعم جميعها، ومنه ماء حمامها؛ ومن العجائب البلاط الأوسط من مسجد جامع أقليش فإن طول كل جائزةٍ من جوائزه مائة شبرٍ وإحدى عشر شبراً، وهي مربعة منحوتة مستوية الأطراف. إلبيرة من كور الأندلس، جليلة القدر، نزلها جند دمشق من العرب، وكثير من موالى الإمام عبد الرحمن بن معاوية، وهو الذي أسسها وأسكنها موالية، ثم خالطتهم العرب بعد ذلك؛ وجامعها بناه الإمام محمد، على تأسيس حنش الصنعاني، وحولها أنهار كثيرة، وكانت حاضرة إلبيرة من قواعد الأندلس الجليلة، والأمصار النبيلة، فخربت في الفتنة وانفصل أهلها إلى مدينة غرناظة، فهي اليوم قاعدة كورها، وبين إلبيرة وغرناطة ستة أميال. ومن الغرائب أنه كان بناحية مدينة إلبيرة فرس قد نحت من حجر صلدٍ قديم هناك لا يعلم واضعه، فكان الغلمان يركبونه ويتلاعبون حوله، إلى أن انكسر منه عضو، فزعم أهل إلبيرة أن في تلك السنة التي حدث فيها كسره تغلب البربر على مدينة إلبيرة فكان أول خرابها. ومدينة إلبيرة بين القبلة والشرق من قرطبة، ومنها إبراهيم بن خالد، سمع من يحيى وسعيد بن حسان، وسمع من سحنون، وهو أحد السبعة الذين اجتمعوا في إلبيرة في وقتٍ واحدٍ من رواة سحنون، ومنها أبو إسحق بن مسعود الإلبيرى صاحب القصيدة الزهدية تـــفـــت فـــؤادك الأيام فــــتـــــــا وتنحت جسمـك الـسـاعـات نـحـتـا وهي طويلة جداً، وهو القائل كامل: من ليس بالبـاكـي ولا الـمـتـبـاكـي لـقـبـيح مـا يأتـــي فـــلـــيس يراك وهو القائل: ما أميل الـنـفـس إلـى الـبـاطـل وأهـون الـدنـيا عـلـى الـعـاقــل آه لـسـرٍ صـنـــتـــه لـــم أجـــد خـلـقـا لـه قـط بـمـســتـــاهـــل هـل يقـظ يسـألـنـي، عـلـــنـــى أكـشـفـه لــلـــيقـــظ الـــســـائل لـو شـغـل الـمـرء بـتـركــيبـــه كـان بـه فـي شـغـل شـــاغـــل وعـاين الـحـكـمة مـجــمـــوعة مـاثــلةً فـــي هـــيكـــلٍ مـــائل يا أيهـا الـغـافـل عـن نـفـــســـه ويحـك فـق مـن سـنة الـغـافــل ٍوساحل إلبيرة كان به نزول الأمير عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الداخل إلى الأندلس حين عبوره إليها. وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
صبح بتاريخ: 13 نوفمبر 2006 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 13 نوفمبر 2006 ألش بالأندلس إقليم ألش من كور تدمير، بينه وبين أريولة خمسة عشر ميلاً. وألش مدينة في مستوٍ من الأرض، يشقها خليج يأتى إليها من نهرها، يدخل من تحت السور ويجري في حمامها، ويشق أسواقها وطرقها وهو ملح سبخى. ومن ألش إلى لقنت خمسة عشر ميلاً، ومن الغرائب أن بساحل ألش بمرسىً يعرف بشنت بول حجراً يعرف بحجر الذئب. إذا وضع على ذئبٍ أوسبع لم يكن له عدوان، وفارق طبعه من الفساد. أندة مدينة منكور بلنسية. أندارة مدينة عظيمة في شرق الأندلس خربتها البربر. أندرش مدينة من أعمال المرية؛ هي من أنزه البلدان، وفيها يقول أبو الحجاج بن عتبة الإشبيلي الطبيب الأديب الشاعر، وقد مر عليها كامل: لـلـه أنـدرش لـقـد حـازت عــلـــى حـسـنٍ تـتـيه بـه عـلـى الـبــلـــدان الـنـهـر مـنـسـاب سـرت خـلـجـانـه فـي الـروض بـين أزاهـر الـكـتـان فـكـأنـمـا انـسـابـت هـنــاك أراقـــم قـد عـدن راجـعةً عـن الـشـعـبـــان أنيشة أنيجة بالشين المعجمة والجميم معاً موضع على مقربة من بلنسية وبالقرب من بنشكلة. وعقبة أنيشة؛ جبل معترض عالٍ على البحر والطريق عليه، ولا بد من السلوك على رأسه، وهو صعب جداً. وفيه كانت الوقيعة بين المسلمين من أهل بلنسية وبين النصارى، واستشهد فيها الأديب المحدث العلامة أبو الربيع سليمان بن موسى بن سالم الكلاعى مصنف كتاب الاكتفاء في سير النبي "صلعم" والثلاثة الخلفاء؛ وكانت هذه الوقيعة في سنة 634؛ وكان خطيباً راوية ناظماً ناثراً، ورثاه الكاتب أبو عبد الله بن الأبار القضاعى بقصيدةٍ طويلة أولها طويل. ألما بـأشـلاء الـعـلـى والـمـكـارم تقد بـأطـراف الـقـنـا والـصـوارم سـقـى الـلـه بـســـفـــح أنـــيشة سوافح تزجـيهـا ثـقـال الـغـمـائم أضاعهم يوم الـخـمـيس حـفـاظـهـم وكـرهـم فـي الـمـأزق الـمـتـلاحــم سـلام عـلـى الـدنـيا إذا لـم يلـح بـهــا محيا سليمـان بـن مـوسـى بـن سـالـم أوريط مدينة قديمة بالأندلس، كانت عظيمة مذكورة مع طليطلة، وهي معها في حدٍ واحدٍ من قسمة قسطنطين، وإنما عمرت قلعة رباح وكركى بخراب أوريط. أوريولة حصن بالأندلس، وهو من كور تدمير، وأحد المواضع السبعة التي صالح عليها تدمير بن عبدوس عبد العزيز بن موسى بن نصير، حين هزمه عبد العزيز ووضع المسلمون السيف فيه، فصالحه على هذه المعاقل وعلى أداء الجزية، وكان حصن أرويولة قاعدة تدميرٍ، وذكره مشروح في ذكر قرطاجنة. وبين أوريولة وألش ثمانية وعشرون ميلاً، ومدينة أوريولة قديمة أزلية. كانت قاعدة العجم وموضع مملكتهم، وتفسيرها باللطينى الذهبية. ولها قصبة في نهايةٍ من الامتناع على قنة جبلٍ، ولها بساتين وجنات فيها فواكه كثيرة، وفيها رخاء شامل وأسواق وضياع، وبينها وبين مرسية اثنا عشر ميلاً، وبينها وبين قرطاجنة خمسة وأربعون ميلاً. ولى قضاءها أبو الوليد الباجى. أولية السهلة بالأندلس قريبة من قرطبة، وتعرف بالرملة، وهي أم الأقاليم، كثيرة الأهل، واسعة الخطبة، ومثمرة الأرضين، بها ديار للعجم متقنة البنيان، في أحداها أربع سوارٍ مجزعة من نفيس الرخام في نهاية العظم والطول، عليها الناقوس. أونبة من مدن جبل العيون بالأندلس، وهي مدينة ممتنعة بين جبالٍ ضيقة المسالك، وهي قديمة، لها آثار للأول، فيها ماء مجلوب في أقباء واسعةٍ قد خرق بها الجبال الشامخة حتى وصل الماء إلى أسفل هذه المدينة، فيسقى بعض بساتينها، ولا يدري من أين أصل هذا الماء، وشرقى المدينة كنيسة كبيرة معظمة عندهم؛ يزعمون أن أحد الحواريين بها، وما أكثر ما يوجد في حفائر هذه المدينة من آثارٍ عجيبةٍ. وهذه المدينة برية بحرية، بينها وبين البحر ميلٍ، وبينها وبين لبلة ستة فراسخ. وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
صبح بتاريخ: 13 نوفمبر 2006 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 13 نوفمبر 2006 حرف الباء باجة وأما باجة الأندلس فهي من أقدم مدائنها، بنيت في أيام الأقاصرة، وبينها وبين قرطبة مائة فرسخ، وهي من الكور المجندة، نزلها جند مصر وكان لواؤهم في الميسرة بعد جند فلسطين، وهم النازلون بشذونة، فحمل الأمير عبد الرحمن بن معاوية لواءهم، وأسقط جندهم، وأخمل ذكرهم؛ وكان سبب ذلك أن العلاء بن مغيث اليحصبى كان رئيس جند باجة، وفثار بها، وقام بها بدعوة بني العباس، ولبس السواد، ورفع راية سوداء، واجتمع إليه قيام من الناس؛ فقاتله عبد الرحمن بن معاوية في قريةٍ من قرى إشبيلية تعرف بالكرم حتى هزمه الإمام وقتله. ومدينة باجة أقدم مدن الأندلس بنياناً، وأولها اختطاطاً، وإليها انتهى يوليش القيصر، وهو أول من سمى قيصر، وهو الذي سماها باجة، وتفسير باجة في كلام العجم الصلح وحوز باجة وخطتها واسعة، ولها معاقل موصوفة بالمنعة والحصانة. ومنها الإمام القاضي أبو الوليد الباجى، سليمان بن خلف، شارح الموطا، الفقيه الأديب، العالم المتكلم، رحل إلى الحجاز والعراق، ولقى العلماء وتجول ثلاثة عشر عاماً، وصنف في الأصول والفروع. ببشتر بالأندلس، حصن منيع بينه وبين قرطبة ثمانون ميلاً، وهو حصن تزل عنه الأبصار، فكيف الأقدام، على صخرةٍ صماء منقطعةٍ، لها بابان يتوصل إلى أعلاهما من شعب يسلكه الراجل الخفيف، وطريقه عند الطلوع والهبوط على النهر، وأعلى الصخرة سهلة مربعة ذات مياهٍ كثيرةٍ تقطع الحجر، فينبعث الماء العذب، وينبط فيها الآبار بأيسر عملٍ وكدٍ. وحصن ببشتر كان قاعدة العجم، كثير الديارات والكنائس والدواميس، ولهذا الحصن قرى كثيرة، وحصون خطيرة، وما حوله كثير المياه، والأشجار، والثمار، والكروم، وشجر التين، وأصناف الفواكه، والزيتون؛ وما بها الآن إلا نبذ مما كان، فإن فتنة ابن حفصون أتت على أكثر ذلك. برذال مدينة من إقليم برغش، كاملة شاملة بضروب النعم كثيرة الفواكه، بينها وبين البحر اثنا عشر ميل برذيل في بلاد جليقية، وإقليم برذيل من أشرف أقاليم تلك الناحية، وهو كثير الكروم والفاكهة والحبوب، وهي مدينة كبيرة مبنية بالكلس والرمل، وهي على نهرٍ عجاج يسمى جرونة، وربما عطبت مراكب المجوس فيه عند الأهوال لاتساعه وانخراقه، وبين هذه المدينة وموقع نهرها في البحر مائة وخمسون ميلاً؛ وأهل برذيل في أخلاقهم ولباسهم على أخلاق الجليقيين؛ وبجوفي مدينة برذيل بنيان منيف على سوارٍ ساميةٍ جليلةٍ هو قصر طيطش، وفي سواحل هذه المدينة يوجد العنبر. برشانة بالأندلس، وهي حصن على مجتمع نهرين، وهو من أمنع الحصون مكاناً، وأوثقها بنياناً، وأكثرها عمارةً. برشلونة مدينة للروم بينها وبين طركونة خمسون ميلاً، وبرشلونة على البحر، ومرساها ترش لا تدخله المراكب إلا عن معرفةٍ، وبها ربض، عليها سور منيع، والدخول إليها والخروج عنها إلى الأندلس على باب الجبل المسمى بهيكل الزهرة، ويسكن برشلونة ملك إفرنجة، وهي دار ملكهم، وله مراكب تسافر وتغزو، وللإفرنج شوكة لا تطاق. وبرشلونة كثيرة الحنطة والحبوب والعسل، واليهود بها يعدلون النصارى كثرةً، ولها ربض خارج منها، وهي في القسم الثالث من الأندلس، وهي مسورة كبيرة. وصاحب برشلونة اليوم راى مند بن بلنقير بن بريل، وكان خرج يريد بيت المقدس سنة 446 ، فنزل في مدينة نربونة على رجل من كبراء أهلها، فتعشق امرأته وتعشقته، ثم تمادى في سفره حتى وصل بيت المقدس، ثم كر راجعاً حتى أتى نربونة فنزل على ضيفه بها وليس له هم إلا امرأته، فحكم ذلك التعشق بينهما، واتفق معها على أن تعمل الحيلة في الهروب إليه من بلدها، فيزوجها من نفسه؛ فلما وصل إلى برشلونة أرسل إليها قوماً من اليهود في ذلك، ودخل صاحب طرطوشة في الأمر فأوصلهم في الشوانى إلى نربونة، فلم تتوجه لليهود الحيلة في أمرها، وأحسن زوجها ببعض شأنها، وكان بها كلفاً فثقفها، فكان تثقيفه لها سبباً لمعونة أهلها، على مرادها، فوصلت مع قوم منهم إلى برشلونة، فنزل راى مند عن امرأته وتزوج النربونية، فلبست الأولى المسوح، وخرجت مع جماعة من أهل بيتها إلى رومة حتى أتت عظيمها وصاحب الدين بها، وهو الذي يسمونه البابه،فشكت إليه ما صنع زوجها، وأنه تركها بغير سبب، وهو أمر لا يحل في دينهم، وأنهم لا يجوز لهم فعله، وإنما حمله على ذلك عشقه لها، وشهد لها شهود قبلهم، فحرم البابه على صاحب برشلونة دخول الكنائس، وأمر أن لا يدفن له ميت، وأن يتبرأ منه جميع من يعتقد النصرانية فلما علم ذلك، علم أنه لا حيلة له معه ولا بقاء في أفقٍ يكون فيه لنصراني حكم؛ فبذل الأموال ودس مشاهير الأساقفة والقسيسين، فأوطاهم على الشخوص إلى البابه، وأن يشهدوا له أنه تقصى عن نسب المرأة التي ترك، فوجدها منه بقربى يحرمها عليه، وأن النربونية فرت من زوجها لذلك، لأنه كانت منه بنسبٍ، وكان يكرهها على المقام معه، فنفذ القوم إلى البابه، وشهدوا للقومس ما أوصاهم عليه، فقبلهم، وأباح له دخول الكنائس ودفن من مات له، وسائر ما حجر عليه. برغش في بلاد الروم بالقرب من مدينة ليون، وهي مدينة كبيرة يفصلها نهر، ولكل جزء منها سور، والأغلب على الجزء الواحد منها اليهود، وهي حصينة منيعة، ذات أسواقٍ وتجارٍ، وعددٍ وأموال، وهي رصيف للقاصد والمتحول، وهي كثيرة الكروم، ولها رساتيق وأقاليم معمورة. بريانة بالأندلس بقرب عقبة أنيشة. وهي مدينة جليلة عامرة، كثيرة الخصب والأشجار والكروم، وهي في مستوٍ من الأرض، وبينها وبين البحر ثلاثة أميالٍ، وهي قريبة من بلنسية. بزليانة قرية على ساحل البحر، قريبة من مالقة، وهي قرية تشبه بالمدينة في مستوٍ من الأرض، وأرضها رمل، وبها الحمام والفنادق، ويصاد بها الحوت الكثير، ويحمل منها إلى الجهات المجاورة لها، وبينها وبين مالقة ثمانية أميال. بسطة مدينة بالأندلس بالقرب من وادي آش، وهي متوسطة المقدار، حسنة الموضع، عامرة، آهلة، حصينة، ذات أسواقٍ، وبها تجارات، وفعلة بضروب الصناعات، وبينها وبين جيان ثلاث مراحل؛ وهي من كور جيان، وشجر التوت فيها كثير. وعلى قدر ذلك غلة الحرير والزيتون، وسائر الثمار بها على مثل ذلك من الكثرة، وأرضها عذاة كثيرة الريع، وبها كانت طرز الوطاء البسطى من الديباج الذي لا يعلم شفيرها، وبها جبل يعرف بجبل الكحل، لا يزال ينقر منه كحل أسود، يزيد بزيادة القمر، وينقص بنقصانه، لم يزل على ذلك من قديم الدهر. ومدينة بسطة مدينة مفردة من الجزء الرابع من قسمة قسطنطين، وهي مشهورة بالمياه والبساتين، وكان الأديب أبو الحسن على بن محمد بن شفيع البسطى يقول: لو طبعت على الزهد لحملنى حسن بلادي على المجون والتعشق والراحات!، وكان شاعر بسطة. بطروش بالأندلس في طريق قرطبة، وهو حصن كثير العمارة، شامخ الحصانة، لأهله جلادة وحزم على مكافحة أعدائهم، ويحيط بجبالهم وسهولهم شجر البلوط، الذي فاق طعمه كل بلوط على وجه الأرض، ولهم اهتمام بحفظه وخدمته، وهو لهم غلة وغياث في سنى الشدة والمجاعة. بطليوس بالأندلس من إقليم ماردة، بينهما أربعون ميلاً، وهي حديثة الاتخاذ، بناها عبد الرحمن بن مروان المعروف بالجليقى بإذن الأمير عبد الله له في ذلك، فأنفذ له جملة من البناة، وقطعة من المال، فشرع في بناء الجامع باللبن والطابية، وبنى صومعته خاصةً بالحجر، واتخذ مقصورةً، وبنى مسجداً خاصاً بداخل الحصن، وابتنى الحمام الذي على باب المدينة، وأقام البناة عنده حتى ابتنوا له عدة مساجد؛ وكان سور بطليوس مبنيا بالتراب، وهو اليوم مبنى بالكلس والجندل، وبنى في سنة 421. وهي مدينة جليلة في بسيطٍ من الأرض، ولها ربض كبير أكبر من المدينة في شرقيها، فخلا بالفتن، وهي على ضفة نهرها الكبير المسمى الغور، لأنه يكون في موضع يحمل السفن، ثم يغور تحت الأرض حتى لا توجد منه قطرة، فسمى الغؤور لذلك، وينتهي جريه إلى حصن ما رتلة، ويصب قريباً من جزيرة شلطيش؛ ومن بطليوس إلى إشبيلية ستة أيامٍ، ومنها إلى قرطبة ستة مراحل بلاطة فحص بلاطة بالأندلس بين أشبونة وشنترين. يقول أهل أشبونة وأكثر أهل الغرب إن الحنطة تزرع بهذا الفحص، فتقيم في الأرض أربعين يوماً فتحصد، وإن الكيل الواحد منها يعطى مائة كيل، وربما زاد ونقص. بلطش بالأندلس، إقليم من أقاليم سرقسطة، ونهر هذا الإقليم يسقى مسافة عشرين ميلاً، وبقرب بلطش موضع ينفجر بالماء العذب أول ليلة شهر أغشت، ومن الغد إلى حد الزوال، ثم يبدو فيه القلوص والنقصان، فإذا غربت الشمس، جف إلى تلك الليلة من العام المستقبل، هذا دأبه أبداً. بلنسية في شرق الأندلس، بينها وبين قرطبة على طريق بجانة ستة عشر يوماً، وعلى الجادة ثلاثة عشر يوماً. وهي مدينة سهلية، وقاعدة من قواعد الأندلس، في مستوٍ من الأرض، عامرة القطر، كثيرة التجارات، وبها أسواق وحط وإقلاع، وبينها وبين البحر ثلاثة أميال. وهي على نهرٍ جارٍ ينتفع به، ويسقى المزارع، ولها عليه بساتين، وجنات، وعمارات متصلة. والسفن تدخل نهرها، وسورها مبنى بالحجر والطوابى، ولها أربعة أبواب، وهي من أمصار الأندلس الموصوفة، وحواضرها المقدمة، ولأهلها حسن زيٍ، وكرم طباع، والغالب عليهم طيب النفوس، والميل إلى الراحات، وهي في أكثر الأمور راخية الأسعار، كثيرة الفواكه والثمار، جامعة لخيرات البر والبحر، ولها أقاليم كثيرة، وهي في الجزء الرابع من قسمة قسطنطين. وكان الروم تغلبوا على بلنسية قديماً، ثم أحرقوها عند خروجهم منها سنة495، فقال أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الفتح بن خفاجة كامل: عـاثـت بـسـاحـتـك الـظـبـى يادار ومحا محـاسـنـك الـبـلـى والـنـار فـإذا تـردد فـي جـنـابـك نــاظـــر طـال اعـتـبـار فـيك واسـتـعـبــار أرض تقاذفـت الـنـوى بـقـطـينـهـا وتـمـخـضـت بـخـرابـهـا الأقــدار فجعلت أنـشـد خـير سـادة أهـلـهـا لا أنـــت أنـــت ولا الـــديار ديار بنبابش مدينة في بلاد الإفرنجة، عامرة، كثيرة الأهل، سورها بالآجر والكلس، وبها نحو من خمسمائة حداد، يعملون الدروع والسيوف والبيضات والرماح؛ وهو بلد واسع الخطة، كثير الخير، وتنتهي أحوازها في الجوف إلى البحر المحيط مسيرة ثلاثة أيامٍ، وأهل بنبابش يزعمون أنهم من الإفرنج، يشبهونهم في صفتهم وملابسهم وهيئتهم وأخلاقهم. بنبلونة مدينة بالأندلس، بينها وبين سرقسطة مائة وخمسة وعشرون ميلاً، بها كانت دار مملكة غرسية بن شانجه سنة 330، وهي بين جبالٍ شامخةٍ، وشعاب غامضةٍ، قليلة الخيرات، أهلها فقراء، جاعة لصوص، وأكثرهم متكلمون بالبشقية لا يفهمون؛ وخيلهم أصلب الدواب حافراً الخشونة بلادهم، ويسكنون على البحر المحيط في الجوف. بنشكلة حصن بالأندلس،وبالقرب من طركونة، منيع على ضفة البحر، وهو عامر آهل، وله قرى وعمارات ومياه كثيرة، وبه عين ثرة تريق في البحر، ويقابل مرسى بنشكلة من بر العدوة جزائر بنى مزغناى، بينه وبينها ستة مجارٍ. البونت هي قرية من أعمال بلنسية، ينسب إليها صاحب الوثائق المجموعة، عبد الله بن فتوح بن عبد الواحد. بيارة مدينة بالأندلس، قريبة من بلكونة، بينهما عشرة أميال، وكان ميناها على النهر الأعظم معقوداً بالرصيف، وكانت المحجة العظمى عليها من باب نربونة إلى بابها إلى باب قرطبة، وحنية بابها باقية لم تتثلم وهي عالية، لا يدرك أعلاها فارس بقناته، وكانت من بناء ركارد بن لويلد ملك القوط، وهو الذي جمع الفرق، وقطع الشعوب، وبث الاختلاف، وقدم ثمانين أسقفاً على ثمانين مدينة، وكان مستقره طليطلة، وهو الذي بنى الكنائس الجليلة في نواحي الأندلس، وهو الذي قال بالتثليث. بيّاسة بالأندلس أيضاً: بينها وبين جيان عشرون ميلاً، وكل واحدةٍ منهما تظهر من الأخرى؛ وبياسة على كديةٍ من ترابٍ، مطلةٍ على النهر الكبير المنحدر إلى قرطبة، وهي مدينة ذات أسوارٍ وأسواقٍ ومتاجر، وحولها زراعات، ومستغلات الزعفران بها كثيرة. وفي سنة 623، ملك الروم بياسة يوم عرفة من ذي حجتها، وكان صاحب جيان إذ ذاك عبد الله بن محمد بن عمر بن عبد المؤمن، قد تغير له عبد الله العادل بن المنصور، صاحب إشبيلية، فخافه فخرج إلى بياسة ودخلها، وكلم أهلها في مساعدته وامتناعه بهم، إلى أن يأخذ لنفسه الأمان، فساعدوه على مراده، ومنعوه عن رأيه، فجهز إليه العادل العساكر، وقدم عليهم إدريس بن المنصور؛ فلما نزلوا بظاهر بياسة مكثوا عليها أياماً، والزمان شاتٍ، فلم يغنوا شيئاً؛ وأرد عبد الله صاحب بياسة تفريق ذلك الجمع بما أمكن، فداخله بأن صالحة على أن يدفع له ابناً صغيراً ليكون رهينة لديه بطاعته؛ فوجد إدريس السبيل إلى الانصراف عنه، وكان أكبر همه؛ إذ قد جهده وأصحابه شدة البرد ونزول المطر، إلى ما كانوا يخافونه من مد النهر، ووصول روم طليطلة، الذين كانوا أولياء لصاحب بياسة، وأنصاراً له؛ فخاف أن يدعو بهم، فيلبوه، إذ كان حصل من أنفسهم محلاً كثيراً لشجاعته؛ فارتحل أبو العلاء لذلك، ومن أهل بياسة الأديب التأريخى أبو الحجاج يوسف بن إبراهيم البياسى، مصنف كتاب الإعلام لحروب الإسلام، وغيره من تصانيفه. بيانة بالأندلس من أعمال قرطبة، وهي من مدن قبرة، وعلى يمين الطريق الذاهب إلى قرطبة، وشرقي قبرة، بينهما عشرة أميال، وهي على ربوة من الأرض طيبة التربة، كثيرة المياه السائحة، ولها حصن منيع، وبها جامع بناه الإمام عبد الرحمن ومنبر، وكانت قبل الفتنة من غرر البلدان، وكان بها أسواق عامرة، وحمامات، وهي كثيرة البساتين والكروم والزيتون، وهي على نهر مربلة، يأتيها من جهة القبلة، وهو نهر كبير، عليه الأرحارء الكثيرة. ومن بيانة، قاسم بن أصبغ بن محمد بن يوسف بن ناصح بن عطاء البياني، مولى الوليد بن عبد الملك، سمع بقرطبة من بقى بن مخلد وغيره، وبمكة من جماعة، وبالعراق من أحمد بن زهير بن حرب، وهو ابن أبي خيثمة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن مسلم بن قتيبة، ومحمد بن يزيد المبرد، وثعلب، وغيرهم. بيران حصن من حصون الأندلس، ومن قصيدة ابن الأبار يمدح بها السيد أبا زيد عند انقياد أهل بيران لابنه السيد أبي يحيى أبي بكر سنة622 بسيط: لـلـه قــلـــعة بـيران وعـزتهـا على الأعـاصـر فـي مـاضـي الأعـاصـير عـنت ودانت على حكم المنـى فـرقـا من سيدٍ قـد هوت من أرفع الــســـور وأذعـنـت وهـي الشماء ذروتـهـا على حجاج لهـا مـن قـبـل مـــذكـــور ولو أصرت على الإعـراض ثــانــية لأصبحـت بـين تـخريب وتــدمـــير مـدت إلـيك أبـا زيد بـطـاعـتـهــا يداً مخـافة صولٍ مـنــك مـشـهــور وأكدت في الرضـى والـصفـح رغـبـتـهـا كـمـا تـقـدم تأييد الـمـقــــادير فـجـدت جـودك بـالـنـعـمـى بـمـا سـألـــت مـن الأمان لهــا طـلـق الأســـارير بيغو مدينة بالأندلس من عمل غرناطة. كان عبد الله صاحب بياسة من بني بعد الؤمن وهو المعروف بالبياسي استدعى عدو الدين لما نزل عليه العادل ببياسة، فحاصره فأقلع عنه دون شيء لما لم يجد في المسلمين كبير إعانة، استدعى النصارى فوصلوا إليه، فسلم إلى الفنش بياسة، وجازى أهلها شر الجزاء، بعد ما آووه ونصروه، فأخرجهم منها وسار مع الفنش ليأخذ معاقل الإسلام باسمه، فدخل قيجاطة من عمل جيان بالسيف، وقتل العدو فيها خلقاً كثيراً، وأسر آخرين، وكان حديثها شنيعاً تنفر منه الأسماع والقلوب؛ ثم نهض أيضاً ومعه العدو إلى لوشة من عمل غرناطة، فاستعصم أهلها بسورها الحصين، وقاتلوه أشد قتال، وأسمعوه ما هاج غيظه، فلما تمكن منها سلط عليهم عدوهم في الدين، ففتكوا بهم أشد الفتك، ثم سار إلى بيغو هذه فأطال مع الفنش حصارها إلى أن دخل البلد بعد شدةٍ، وصالحه أهل القلعة، وما زال أمره يقوى إلى أن احتوى على قرطبة ومالقة وكثير من معاقل هاتين القاعدتين وبلادهما، فخاف منه العادل بإشبيلية، وجمع من عنده من الجند، ونظر في كفه عن جهته، وكان ذلك في سنة622. بيونة مدينة في بلاد الروم على ساحل البحر وهي بالقرب من مدينة طودة. وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
صبح بتاريخ: 15 نوفمبر 2006 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 15 نوفمبر 2006 حرف التاء تاجه نهر عظيم يشق طليطلة قصبة الأندلس في الزمان الأقدم، يخرج من بلاد الجلالقة، ويصب في البحر الرومي، وهو نهر موصوف من أنهار العالم، وعليه، على بعدٍ من طليطلة، قنطرة عظيمة، بنتها ملوك سالفة، وهي من البنيان الموصوف. تاكرنا مدينة بالأندلس بمقربةٍ من إستجة، وهي مدينة أزلية، إليها تنسب الكورة، وبها بلاط من بناء الأول لم يتغير. وإقليم تاكرنا مصاف إلى إقليم إستجة، ومن مدن تاكرنا مدينة رندة، وهي قديمة، ولها آثار كثيرة، وسنذ كرها في موضعها إن شاء الله تعالى. تدمير من كور الأندلس، سميت باسم ملكها تدمير. ونسخة كتاب الصلح الذي صالحه عليه عبد العزيز بن موسى بن نصير: بسم الله الرحمن الرحيم، كتاب من عبد العزيز بن موسى بن نصير لتدمير ابن عبدوش. أنه نزل على الصلح، وأن له عهد الله وذمته، وذمة نبيه "صلعم" ، ألا يقدم له ولا لأحدٍ من أصحابه، ولا يؤخر، ولا ينزع من ملكه، وأنهم لا يقتلون ولا يسبون ولا يفرق بينهم وبين أولادهم ولا نسائهم، ولا يكرهوا على دينهم، ولا تحرق كنا ئسهم، ولا ينزع عن كنائسه ما يعبد، وذلك ما أدى الذي اشترطنا عليه، وأنه صالح على سبع مدائن: أرويولة، وبلتنه، ولقنت،ومولة، وبلانة، ولورقة، وأله، لا يأوى لنا آبقاً، ولا يأوى لنا عدوا، ولا يخيف لنا آمناً، ولا يكتم خبر عدو علمه، وأن عليه وعلى أصحابه ديناراً كل سنة، وأربعة أمداد قمح، وأربعة أمداد شعير، وأربعة أقساط طلاء، وأربعة أقساط خلٍ، وقسطى عسلٍ، وقسطى زيتٍ، وعلى العبد نصف ذلك، وكتب في جب سنة 94 من الهجرة. ترجاله مدينة بالأندلس. كالحصن المنيع، لها أسوار، وأسواق عامرة، وخيل ورجل يقطعون أعمارهم في الغارات على بلاد الروم، والأغلب عليهم التلصص والخداع. وفي سنة 630 نزل الروم على ترجاله فحاصروها، فخرج إليهم محمد بن يوسف بن هود طامعاً في انتهاز فرصة فيهم فلم يمكنه ذلك، فرحل إلى إشبيلية وأخذ منها مراحله إلى ترجاله، وفجاءه الخبر بأخذ الروم لها، فرجع إلى إشبيلية؛ وكان تملك الروم لترجاله في ربيع الأول من هذه السنة. تطيلة مدينة بالأندلس في جوفي وشقة، وبين الجوف والشرق من مدينة سرقسطة، ويطيف بجنات تطيلة نهر كالش، وهي من أكرم تلك الثغور تربة، يجود زرعها، ويدر ضرعها، وتطيب ثمرتها، وتكثر بركتها، وأهل تطيلة لا يغلقون أبواب مدينتهم ليلاً ولا نهاراً، قد انفردوا بذلك بين سائر البلاد. ومن الغرائب المستطربة، أنه كان بتطيلة بعد الأربعمائة من الهجرة، أو على رأسها، امرأة لها لحية كاملة سابغة كلحى الرجال، وكانت تتصرف في الأسفار، وسائر ما يتصرف فيه الناس، ولا يؤبه لها حتى أمر قاضي الناحية نسوةً من القوابل بالنظر إليها، فأحجمن عن ذلك لما عاينه من منظرها، فألزمهن النظر إليها، فإذا بها امرأة كسائر النساء؛ فأمر القاضي بحلق لحيتها، وأن تتزيا بزي النساء، ولا تسافر إلا مع ذي محرم. ومن بنات تطيلة مدينة طرسونة. ومن تطيلة الشاعر المجيد التطيلى الأعمى، صاحب القصيدة المشهورة، التي أولها طويل: ألا حـدثـانـي عــن فـــلٍ وفـــلان لعلـى أرى بـاقٍ عـلـى الـحـدثـان التوبة جزيرة بالأندلس على البحر المحيط، قد أحاط بها خليج، وهي مأوى للصالحين، ورباط لأخيار المسلمين، وبها آبار عذبة، يعتملون عليها من أصناف البقول ما يقوم لمعايشهم مع مرافق البحر. حرف الجيم جرف مواز بالأندلس، على قرطبة جبل يقال له جلطراء، يشرف على قرطبة وجميع منتزهاتها وقصورها، وهو وعر في الشتاء، ومزلة لا يستمسك عليه قدم، وفيه يقول بعض الظرفاء : نـشـبـتـنـي أخـاء مـن لـــيس يرعـــى لأخـــيه الـــودود حـــــق الإخـــــــاء تـشـبـه الـجـمـر والـهــواء مـــطـــير في جـنـوب الأجـراف مـن جـلـطـراء وفي هذا الجبل جرف منقطع عالٍ جداً، تحته مهوى، بعيد مشرف على جميع بساتين رملة قرطبة، يعرف بجرف مواز؛ ومواز رجل أسود من أهل هذه القرية، كان يأتي كل غداة، فيقف بأعلى هذا الحرف، فينادي بأعلى صوته: يا أهل الرملة ثلاثاً يسمعهم عن آخرهم، لجهارة صوته، وإشراف معانية، فإذا تشوفوا له كشف لهم عن دبره، ويركع على أربع، قابضاً على أصل شجيرة كبرٍ هناك ثابتةٍ، يعتصم بها من السقوط؛ فلما طال ذلك عليهم من فعله، دسوا من قطع عروق تلك الشجرة التي كان يتمسك بها، وسوى عليها التراب كحالتها الأولى، وأتى مواز بالغد فصاح بهم على عادته، وصنع كمعهود صنيعه، فتهور من أعلى ذلك الجرف؛ فما وصل إلى الأرض إلا ميتاً فضرب به المثل، حتى قال بعض الشعراء: وعـدتـنـــي وعـــداً وقـــربـــتـــه تـقـريب مـن يثـنـــى بـــإنـــجـــاز حتى إذا قلـت انـقـضـت حـاجـتـي رمـيت بـي مـــن جـــرف مـــواز جليقية الجلالقة من ولد يافت بن نوح عليه السلام، وهو الأصغر من ولد نوح، وبلدهم جليقية وهي التي تلي المغرب، وتنحرف إلى الجوف، وكانوا حوالي مدينة براقرة التي في وسط الغرب، وبراقرة هذه أولية من بنيان الروم، وقواعدهم ودور مملكتهم شبيهة بماردة في إتقان بنائها وصنعة أسوارها، وهي اليوم مهدومة الأكثر خالية، هدمها المسلمون وأجلوا أهلها. وبلد الجليقيين سهل، والغالب على أرضهم الرمل، وأكثر أقواتهم الدخن والذرة ومعولهم في الأشربة على شراب التفاح وأنيشكه، وهو شراب يتخذ من الدقيق، وأهلها أهل غدرٍ ودناة أخلاقٍ، لا يتنظفون ولا يغتسلون في العام إلا مرةً أو مرتين بالماء البارد، ولا يغسلون ثيابهم منذ يلبسونها إلى أن تنقطع عليهم، ويزعمون أن الوضر الذي يعلوها من عرقهم به تتنعم أجسامهم، وتصلح أبدانهم، وثيابهم أضيق الثباب، وهي مفرجة تبدو من تفاريجها أكثر أبدانهم، وفيهم بأس شديد، لا يرون الفرار عند اللقاء، بل يرون الموت دونه. وتنتهي أحواز الجليقيين في الجوف إلى البحر المحيط، وفي القبلة إلى أحواز مدينة طلسونة، وقاعدتهم مدينة أقش، وهي مبنية بالصخر المربع الكبير الخ. جنجالة حصن بالأندلس في شمال مرسية. فيها حبس أبو زيد عبد الرحمن بن موسى بن وجان بن يحيى الهنتاتي، الذي كان وزير المنصور من بني عبد المؤمن، ثم نهض في زمان ابنه الناصر إلى ولاية تلمسان وإصلاح الطرق من عتاة زناتة؛ ولما تمكن أبو سعيد بن جامع وزير المستنصر سعى في ولاية تلمسان لعمه السيد أبى سعيد بن المنصور، فحبس ابن وجان، وجعل بنوه يكتبون سطوراً في البراءة من أفعاله وفرقوها على البلاد؛ ولما زار أبو سعيد بن جامع الوزير غنكيت في سنة617 بعد تأخيره من الوزارة بلغة أن ابن وجان شمت به وهو في حبسه بتلمسان، وتكلم ورجا التسريح، فما كان عنده خبر حتى وصل إليه من جازبه إلى الأندلس وحبسه في حصن جنجالة. ولما حمل إلى ذلك الثغر السحيق، وظنوا إذ ذاك أنه قد حسم بذلك الإقصاء والتفريق؛ وفرقوا بنيه على البلاد، قضى الله تعالى أن مات أبو سعيد بن جامع، وخلص ابن وجان من ذلك الحصن، وقلب الدولة، وسعى في الفتنة، وذلك أنه لما وصل الخبر إلى مرسية بوفاة المستنصر يوسف بن محمد الناصر بن يعقوب المنصور بن يوسف بن عبد المؤمن، واستخلاف المبارك عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن بمراكش، والأمر لابن وجان بالمسير إلى جزيرة ميورقة، قرأ قول الله تعالى: ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة، وطلب الاجتماع بالسيد أبي محمد عبد الله بن المنصور صاحب مرسية يومئذ، فلما حضر عنده قال له: أراهم قد أخرجوا الإمامة عن عقب سيدنا المنصور رحمة الله عليه، وأنا أشهد أنه قال: إن لم يصلح محمد فعبد الله قد نصر عليكم، وإن طالبتموهما لم يخالفكم أحد مع كراهية الناس في بني جامع الذين قد اتخذوا الوزارة وراثةً، وجعلوا يقصون من الحضرة كل من هو مؤهل لوزارةٍ واستشارةٍ، وقد وطأ الله لكم هذا الأمر بأن جعل إخوتكم الميامن أولاد المنصور بقرطبة ومالقة وغرناطة، فأول ما قدم فمخاطبتهم بذلك، وتهييج حفائظهم في خروج الإمامة عن بيتهم، وكان السيد أبو محمد هذا لم يبايع عمه عبد الواحد، وهو ناظر في البيعة، فأصغى إلى ابن وجان وعلم أنه قد تقدم له في هذا الأمر سابقة بوزارة المنصور، وأن الموحدين يصيرون إلى قوله في البرين، فنصب نفسه للإمامة، وتلقب بالعادل، وخاطب إخوته فجاوبوه، ثم انتقل العادل من مرسية إلى إشبيلية ومعه ابن وجان، وهو غالب على جميع التدبير، ناظرابن عمه، لأن أبا زيد المقتول هو عبد الرحمن بن عبد الواحد بن أبي جعفر بن يحيى، فيحيى يجمع بين أبي حفص وبين وجان، وجعل الله تعالى بين هذين البيتين ما جعل بين بني هاشم وبني أمية؛ وأما ابنه الوزير أبو محمد فنمى خبره إلى أولاد أبي زكرياء ابن الشهيد فوصلوا إليه وأخرجوه وضربوا عنقه على باب المسجد، وكان قتلهما في نسة625. جيان مدينة بالأندلس، بينها وبين بياسة ستون ميلاً، وهي كثيرة الخصب، رخيصة الأسعار، كثيرة اللحوم والعسل؛ ولها زائد على ثلاثة آلاف قرية، كلها يربى فيها دود الحرير، وبها جنات وبساتين ومزارع وغلات القمح والشعير والباقلاء وسائر الحبوب؛ وعلى ميل منها نهر بلون وهو نهر كبير عليه أرحاء كثيرة جداً، وبها مسجد جامع وعلماء جلة. وجيان في سفح جبل عالٍ جداً، وقصبتها من القصاب الموصوفة بالحصانة وهي من أغر المدن وشريف البقاع، وفي داخلها عيون وينابيع مطردة، ومنها عين ثرة عذبة، عليها قبو من بناء الأول، ولها بركة كبيرة عليها كان حمام الثور، فيه صورة ثورٍ من رخامٍ وحمام الولد، وهما للسلطان، وحمام ابن السليم، وحمام ابن طرفة، وحمام ابن إسحاق، وتسقى بفضلته بسائط عريضة، ومن عيونها عين البلاط، عليها قبو للأول، وماؤها لا ينقض في زمان من الأزمان، على هذه العين حمام يعرف بحمام حسين، وتسقى بها أيضاً أرض كثيرة، ومن عيونها عين سطرون، وماؤها غزير نمير وعليها سقى كثير؛ والأرحاء الطاحنة على أبواب المنازل بجيان، والجنات بظهور البيوت؛ وجامع جيان مشرف يصعد إليه على درجٍ من جميع نواحيه، وهو من خمس بلاطات على أعمدة رخام، وله صحن كبير حوله سقائف، وهو من بناء الإمام عبد الرحمن بن الحكم على يد ميسرة عامل جيان. وجبل من جبال جيان إذا تبايع أهلها أموالهم فيه شرطوا أنه في مجرى السحاب، لأن هذا الجبل في مكان لا يكاد يخطئه السحاب بالرياح المختلفة، فهم يغالون فيه لهذه الخاصية. وبكورة جيان أقاليم عدة، وبها أسواق كثيرة، وسوقها الجامع يوم وكورتها من أشرف الكور، وهي أشبه الكور بكورة إلبيرة في طيب بقعتها، ووفور غلتها، ورفع بذرها، وكثرة خيرها؛ وجزيرتها تفوق جزيرة إلبيرة طيباً. ومن أمثال العامة: يذكر البلدان، ويسكن جيان!؛ ولها أقاليم كثيرة، وقرىً عامرة، وعمائر حرف الخاء الخضراء بالأندلس، وهي الجزيرة الخضراء، ويقال لها جزيرة أم حكيم، وهي جارية طارق بن زياد مولى موسى بن نصير كان حملها معه فخلفها هذه الجزيرة فنسبت إليها، وعلى مرسى أم حكيم مدينة الجزيرة الخضراء، وبينها وبين مدينة قلشانة أربعة وستون ميلاً، وهي على ربوةٍ مشرفةٍ على البحر وسورها متصل به، وبشرقيها خندق وبغربيها أشجار تينٍ وأنهار عذبة؛ وقصبة المدينة موفية على الخندق وهي منيعة حصينة سورها حجارة وهي في شرقي المدينة ومتصلة بها؛ وبالمدينة جامع حسن البناء فيه خمس بلاطات وصحن واسع وسقائف من جهة الجوف وهو في وسط المدينة في أعلى الربوة، وأسواقها متصلة من الجامع إلى شاطئ البحر؛ وعلى البحر بين القبلة والشرق من مدينة الجزيرة مسجد سوى يعرف بمسجد الرايات، ركزت فيه المجوس راياتها، فنسب إليها، وله باب من خشب سفن المجوس، وبها كانت دار صناعةٍ بناها عبد الرحمن بن محمد أمير المؤمنين للأساطيل، وأتقن بناءها، وعلى أسوارها، ثم اتخذها المنتزون بها في الفتنة قصراً، وبقرب المدينة مدخل الوادي في البحر، عليه بساتين كثيرة، ومهبطه من حيث تدخله السفن، ومنه شرب أهل الجزيرة، ويسمونه وادي العسل، ويمده البحر إلى قدر شطر المدينة، وهو نحو نصف ميل، وتجاهه أثر مدينة الجلندي الملك صاحب قرطاجنة إفريقية بقبلى مدينة الجزيرة، وهو اليوم خربة تزدرع، وبها حائط عريض مبنى بالحجارة داخل البحر، ومن هذا الحائط كانت تشحن المراكب، وبنى عليه محمد بن بلال برجاً. ومدينة الجزيرة طيبة رفيقة بأهلها جامعة لفائدة البر والبحر قريبة المنافع من كل وجهٍ لأنها وسطى مدن الساحل وأقرب مدن الأندلس مجازاً إلى العدوة. ومنها تغلب ملوك الأندلس على ما تغلبوا عليه من بلاد إفريقية؛ وبها ثلاث حمامات، ولها كور كثيرة، وكانت جبايتها ثماني عشر ألفاً وتسعمائة. وأهل الجزيرة هذه هم الذين أبوا أن يضيفوا موسى والخضر عليهما السلام، وبها أقام الخضر الجدار وخرق السفينة، والجلندى هو الذي كان يأخذ كل سفينة غصباً، حكى ذلك عن وكيع بن الجراح. حرف الدال دانية مدينة بشرقي الأندلس. على البحر عامرة حسنة، لها ربض عامر، وعليها سور حصين، وسورها من ناحية المشرق في داخل البحر قد بنى بهندسة وحكمة؛ ولها قصبة منيعة جداً، وهي على عمارةٍ متصلة، وشجر تينٍ كثيرة، وكروم؛ والسفن واردة عليها، صادرة عنها، ومنها كان يخرج الأسطول إلى الغزو، وبها ينشأ أكثره لأنها دار إنشاءٍ؛ وفي الجنوب منها جبل عظيم مستدير، وتظهر من أعلاه جبال يابسةٍ في البحر. ومن دانية أبو عمرو الداني المقرئ المعروف بابن الصيرفي، له تواليف في القراءات، سمع بالأندلس من محمد بن عبد الله أبي زمنين، ووصل إلى المشرق، وفسمع من جماعةٍ، توفي بدانية سنة444. دروقة مدينة بالأندلس من عمل قلعة أيوب، وعظيمة في سفح جبل، وعلى مقربة منها كنيسة أبرونية، ولها ثلاثمائة باب وستون باباً، وهي إحدى عجائب البنيات. وقيل بين دروقة وبين قلعة أيوب ثمانية عشر ميلاً، وهي مدينة صغيرة مختصرة، كثيرة العامر كثيرة البساتين والكروم، وكل شيء بها كثير رخيص، وبينها وبين سرقسطة خمسون ميلاً. دلاية قرية بالأندلس من عمل المرية. حرف الراء رصافة ورصافة أخرى بقرطبة في الجهة الجوفية منها، ورصافة أخرى بيلنسية بينها وبين البحر، وأظن منها الرصافى الشاعر، مادح عبد المؤمن بن علي. الرقيم وفي الأندلس في جهة إغرناطة، بقرب قريةٍ تسمى لوشة، كهف فيه موتى، ومعهم كلب رمة، وأكثرهم قد انجرد لحمه، وبعضهم متماسك، وقد مضت القرون السالفة ولم نجد من علم شأنهم، ويزعم أناس أنهم أصحاب الكهف، قال: ودخلت إليهم ورأيتهم سنة 504 وهم بهذه الحالة، وعليهم مسجد، وقريباً منهم بناء رومي يسمى الرقيم، كأنه قصر محلق، وقد بقي بعض جدرانه، وهو في فلاةٍ من الأرض خربةٍ، وبأعلى حضرة إغرناطة مما يلي القبلة آثار مدينةٍ رومية يقال لها مدينة دقيوس، وجدنا في آثارها غرائب وقبوراً. ركلة مدينة بالأندلس، بقرب سرقسطة وقلعة أيوب، عالية البنيان، على وادي شلون، وبساتينها تسقى منه، ونزل بمدينة ركلة في أيام بني هود برد عظيم، حطم أغصان شجر الكمثرى حتى تركها جذوعاً دون أغصان، وجد في زنة واحد منها في اليوم الثاني من نزوله ثلاثة أرطال بالبغدادي. فسبحان من له القدرة الباهرة! رندة بالأندلس من مدن تاكرنا، وهي مدينة قديمة، بها آثار كثيرة، وهي على نهر ينسب إليها، واجتلب الماء إليها من قريةٍ بشرقيها ومن جبل طلوبرة بغربيها، فيوافى الماء داخلها من شرقيها وغربيها، ويتوارى نهرها في غارٍ فلا ترى جرتيه أميالاً، ثم يظهر حتى يقع في نهر لكه. وبقرب مدينة رندة عين تعرف بالبراوة، وتجرى من أول الربيع إلى آخر الصيف، فإذا دخل الخريف نضب ماؤها فلا يفيض بقطرةٍ إلى أول الربيع من عامٍ ثانٍ. ريمية مدينة بالأندلس تعرف بمدينة بني راشد، بها أنشام عادية، ويأوي إليها عقبان كثيرة فلا تؤذيهم في شيء من دجاجهم، وهي تأتى على ما في سائر القرى المجاورة لها، وإذا حصرها الثلج هناك ومنعها من التصرف صرصرت من الجوع، وأرمقت بأصواتها، فيلقى لها أهل ريمية من فضول ما عندهم، فتأكل وتسكث. ريه كورة من كور الأندلس، في قبلي قرطبة، نزلها جند الأردن من العرب، وهي كثيرة الخيرات. حرف الزاي الزاهرة مدينة متصلة بقرطبة من البلاد الأندلسية، بناها المنصور بن أبي عامر لما استولى على دولة خليفته هشام. قال ابن حيان: كان الخليفة الحكم وقف من الأثر على البقعة التي بنيت فيها الزاهرة، وكانت ملوك المروانية قبله تتخوف ذلك، وكان فيها اهتم بشأنها الحكم، فنظر فيا وقاس على جهاتها البقعة المدعوة بألش بفتح اللام، وهي بغربي مدينة الزهراء، ووجد انتقال الملك إليها، فأمر حاجبه أبا أحمد المصحفى بالسبق إلى بنائها، طمعاً في مزية سعدها، وألا يخرج الأمر من يد ولده، فأنفق عليها ما لا عظيماً؛ فمن الغرائب أن محمد بن أبي عامر تولى له شأنها ولا يعلم يومئذٍ به ، ثم وقع إلى الحكم أن البقعة بغير ذلك الموضع، وأنها بشرقي مدينة قرطبة، فأنفذ رسوله بالوقوف عليها، فانتهى إلى منزل ابن بدر المسمى ألش مضمومة اللام؛ وأصاب هناك عجوزاً مسنة وقفته على حد الارتياد وقالت له: سمعنا قديماً أن مدينة تبنى هنا، ويكون على هذه البئر نزول ملكها، فكم سعى أمير المؤميني بالسؤال عنها، وأمر الله واقع لا محالة! فعاد الرسول بالجلية، فلم تطل المدة حتى بناها محمد بن أبي عامر، وبنيى بأرجاء تلك البئر قراره. قال الفتح بن خاقان: لما استفحل أمره، واتقد جمره، وجل شأنه، وظهر استبداده، وكثر حساده؛ وخاف على نفسه من الدخول إلى قصر السلطان، وخشى أن يقع بطالبه في أشطان؛ فتوثق لنفسه، وكشف له ما ستر عنه في أمسه؛ من الاعتزاز عليه، ورفض الاستناد إليه؛ وسما إلى ما سمت إليه الملوك من اختراع قصرٍ ينزل فيه، ويحله بأهله وذويه؛ ويضم إليه رياسته، ويتم به تدبيره وسياسته؛ ويجمع فيه فتيانه، وغلمانه؛ ويحشر إليه صنائعه. فارتاد موضع مدينته المعروفة بالزاهره الموصوفة بالمشيدات الباهره؛ وأقامها بطرف البلد على نهر قرطبة الأعظم، ونسق فيها كل اقتدار معجز ونظم؛ وشرع في بنائها سنة 368، فحشر إليها الصناع والفعله، وأبرزها بالذهب واللازورد متوجة منعله؛ وجلب نحوها الآلات الجليله، وسربلها بهاء يرد العيون كليله؛ وتوسع في اختصاطها، وتولع بانتشارها في البسيطة وانبساطها؛ الزقاق بحر الزقاق وهو الداخل من البحر المحيط، والذي عليه سبتة، والذي يضيق من المشرق إلى المغرب حتى يكون عرضه ثمانية عشر ميلاً، وهو بساحل الأندلس الغربي بمكان يقال له الخضراء، ما بين طنجة من أرض المغرب وبين الأندلس، ثم يتسع الزقاق كلما امتد حتى يصير إلى ما الا ذرع له ولا نهاية، وهو مخرج بحر الروم المتصاعد إلى الشأم، وسنذكر ذلك إن شاء الله عند ذكر سبتة. وفي بعض الأخبار أنه قبل افتتاح المسلمين البلاد المصرية بمائة سنة، طغى ماء البحر وزاد، فأغرق القنطرة التي كانت بين بلاد الأندلس وبين ساحل طنجة من أرض المغرب، وكانت قنطرة عظيمة لا يعلم لها في المعمور نظير؛ يقال إنها من بناء ذي القرنين مبنية بالحجارة، يمر عليها الإبل والدواب من ساحل المغرب إلى الأندلس، وكان طولها أثنى عشر ميلاً، في عرضٍ واسعٍ وسموٍ كبير؛ وربما بدت هذه القنطرة لأهل المراكب تحت الماء فعرفوها، والناس يقولون: لا بد من ظهورها قبل فناء الدنيا. الزلاقة بطحاء الزلافة من إقليم بطليوس من غرب الأندلس، فيها كانت الوقيعة الشهيرة للمسلمين على الطاغية عظيم الجلالقة إذ فونش بن فرذلند عهيد المعتمد محمد بن عباد، وكان ذلك في الثاني عشر من رجب سنة 479. وكان السبب في ذلك فساد الصلح المنقعد بين الطاغية وبين المعتمد؛ فإن المعتمد اشتغل عن أداء الضريبة في الوقت الذي صارت عادته يؤديها فيه، بغزو ابن صمادح صاحب المرية، واستنفاده ما في يديه بسبب ذلك، فتأخر لأجل ذلك أداء الإتاوة عن وقتها، فاستشاط الطاغية غضباً، وتشطط فطلب بعض الحصون زيادة على الضريبة، وأمعن في التجنى، فسأل في دخول امرأته القمطيجة إلى جامع قرطبة لتلد فيه من حملٍ كان بها، حيث أشار إليه بذلك القسيسون والأساقفة، لمكان كنيسةٍ كانت في الجانب الغربي منه، ومعظمةٍ عندهم، عمل المسلمون عليها الجامع الأعظم؛ وسأل أن تنزل امرأته المذكورة بمدينة الزهراء غربي مدينة قرطبة، تنزل بها فتختلف منها إلى الجامع المذكور، حتى تكون تلك الولادة بين طيب نسيم الزهراء، وفضيلة ذلك الموضع الموصوف من الجامع، وزعم أن الأطباء، أشاروا عليه الزهراء مدينة في غربي قرطبة، بناها الناصر عبد الرحمن بن محمد، كذا قالوا، ولا أدري أهي الزاهرة المتقدمة الذكر، أو غيرها؛ وبينها وبين قرطبة خمسة أميال. وكانت قائمة الذات بأسوارها، ورسوم قصورها، وكان فيها قوم سكان بأهاليهم وذراريهم، وكانت في ذاتها عظيمة، مدرجة البنية؛ وهي مدينة فوق مدينةٍ، سطح الثلث الأعلى على الحد الأوسط، وسطح الثلث الأوسط على الثلث الأسفل، وكل ثلثٍ منها له سور، فكان الحد الأعلى منها قصوراً يعجز الواصفون عن وصفها، والحد الأوسط بساتين وروضات، والحد الأسفل فيه الديار والجامع، ثم خرب ذلك كله، وأصابه ما أصاب قرطبة وغيرها من بلاد موسطة الأندلس، فإنا لله وإنا إليه راجعون. حرف السين سرقسطة في شرق الأندلس، وهي المدينة البيضاء. وهي قاعدة من قواعد الأندلس، كبيرة القطر، آهلة، ممتدة الأطناب، واسعة الشوارع، حسنة الديار والمساكن، متصلة الجنات والبساتين، ولها سور حجارةٍ حصين، وهي على ضفة نهرٍ كبيرٍ، يأتي بعضه من بلاد الروم، وبعضه من جبال قلعة أيوب ومن غير ذلك؛ فتجتمع مواد هذه الأنهار كلها فوق مدينة تطيلة، ثم تنصب إلى مدينة سرقسطة؛ ومدينة سرقسطة هي المدينة البيضاء، وسميت بذلك لكثرة جصها وجيارها؛ ومن خواصها أنها لا تدخلها حية ألبتة، وإن جلبت إليها ماتت؛ فمن الناس من يزعم أن فيها طلسما لذلك، ومنهم من يقول إن أكثر بنيانها من الرخام الذي هو صنف من الملح الدراني؛ ومن خاصيتها ألا تدخل الحناش موضعاً يكون فيه، وكذا بأقاليم عدة. ولسرقسطة جسر عظيم يجاز عليه إلى المدينة، ولها أسوار منيعة، ومبانٍ رفيعة. واسمها مشتق من اسم قيصر، وهو الذي بناها، وذكر أنها بنيت على مثل الصليب وجعل لها أربعة أبواب: باب إذا طلعت الشمس من أقصى المطالع في القيظ قابلته عند بزوغها، فإذا غربت قابلت الباب الذي بإزائه من الجانب الغربي، وباب إذا طلعت الشمس من أقصى مطالعها في الشتاء قابلته عند بزوغها وهو الباب القبلي؛ وإذا غربت قابلت الباب الذي بإزائه سمورة هي دار مملكة الجلالقة، على ضفة نهرٍ كبيرٍ جداً، خرارٍ، كثير الماء، شديد الجرية، عميق القعر. وبين سمورة وبين البحر ستون ميلاً. وسمورة مدينة جليلة، قاعدة من قواعد الروم، وعليها سعة أسوار من عجيب البنيان، وقد أحكمته الملوك السالفة، وبين الأسوار فصلان وخنادق ومياه واسعة. وقد كان عبد الرحمن بن محمد الخليفة الأموي بالأندلس غزاسنة327 في أزيد من مائتي ألف من الناس، فنزل على دار مملكة الجلالقة، وهي سمورة هذه، وكان أشد ما على أهل الأندلس من الأمم المحاربة لهم الجلالقة، كما أن الإفرنجة حرب لهم، غير أن الجلالقة أشد بأساً. وكان لبعد الرحمن بن محمد صاحب الأندلس وزير من ولد أمية يقال له أحمد بن إسحاق، فقبض عليه عبد الرحمن على موجدةٍ وجدها عليه، فقتله عبد الرحمن، وكان لذلك الوزير أخر يقال له أمية في مدينة شنترين من ثغور الأندلس. فلما علم ما فعل بأخيه عصا عبد الرحمن، وصار في حيرز ردمير ملك الجلالقة، فأعانه على المسلمين، ودله على عوراتهم، ثم خرج أمية في بعض الأيام عن المدينة يتصيد في بعض متنزهاته، فغلب على المدينة بعض غلمانه، ومنعه من الدهول إليها، وكاتب عبد الرحمن، فمضى أمية بن إسحاق أخو الوزير المقتول إلى ردمير فاصطفاه واستوزره وصيره في جملته، وغزا عبد الرحمن صاحب الأندلس مدينة سمورة دار مملكة الجلالقة، وكان في أزيد من مائة ألف، فكانت الوقيعة بينه وبين ردمير ملك الجلالقة في شوال سنة327 كما قدمناه، فكانت اللمسلمين عليهم، ثم ثابوا بعد أن حوصروا وألجئوا، فقتلوا من المسلمين بعد عبورهم الخندق خمسين ألفاً، وقيل إن الذي منع ردمير من طلب من نجا من المسلمين أمية بن إسحاق، خوفه الكمين، ورغبه فيما كان في عسكر المسلمين من الأموال والعدد والخزائن، ولولا ذلك لأتى على جميع المسلمين. ثم إن أمية هذا استأمن عبد الرحمن بعد ذلك، وتخلص من ردمير، فقبله عبد الرحمن أحسن قبولٍ؛ وقد كان عبد الرحمن بعد ذلك، وتخلص من ردمير، فقبله عبد الرحمن أحسن قبولٍ؛ وقد كان عبد الرحمن صاحب الأندلس بعد هذه الوقيعة جهز عساكره مع عدةٍ من قواده إلى دار الجلالقة، فكانت لهم بهم حروب هلك فيها من الجلالقة ضعف من قتل من المسلمين في الوقيعة الأولى وكانت للمسلمين عليهم. ومدينة سمورة محدثة اتخذت داراً سنة288. حرف الشين شجس قرية بالأندلس قريبة من بطرير، وهي قرية جامعة مفيدة، وهي قريبة من شاطبة. شذونة بالأندلس، وهي كورة متصلة بكورة مورور، وعمل شذونه خمسون ميلا في مثلها، وهي من الكور المجندة، نزلها جند فلسطين من العرب، وكورة شذونة كورة جليلة القدر، جامعة لخيرات البر والبحر، كريمة البقعة، عذبة التربة، يفيض مياهها بلا ندوى مع المحل ثمارها، وقد لجأ إليها عامة أهل الأندلس سنة136، وكانت الأندلس قد قحطت ستة أعوامٍ. ومن كور شذونة شريش وغبرها، وفيها كانت الهزيمة على لذريق حين افتتحت الأندلس سنة96. وبقرب شذونة موضع يعرف بالجبل الواسط، وهو جبل فيه آثار للأول، وفي شق صخرةٍ داخل كهفٍ فيه فأس حديدٍ، يتعلق من الشق الذي في الصخرة، تراه العين وتجسه اليد، فمن رام إخراجه لم يطق ذلك، وإذا رفعته اليد ارتفع وغاب في شق الصخرة، ثم يعود إلى حالته. ويذكر مشايخ كورة شذونة أن النار أوقدت على الموضع، ورش بالخل لينكس، ويوصل إلى استخراج الفأس، فلم يقدر على ذلك، وأعياهم أمره، وقرنت الثيران في بعض الأزمنة، وجعلت عجلتان، وشد بهما طرفا حبلٍ وثيقٍ قد ربط في الفأس، وحملوا على الثيران ليقلع الفأس، فلم يستطع ذلك. قالوا: وأطيب العنبر الغربي إنما يوجد بساحلها، وبساحل شذونه يوجد حوت التن لا في غيره من سواحل الأندلس، فيظهر في أول شهر مايه، لا يرى قبل هذا الشهر، فإنه يخرج من البحر المحيط فيدخل إلى البحر المتوسط الذي يسمى البحر الرومي، فيصيد مدة ظهوره أربعين يوماً، ثم يعود على مثل ذلك الوقت من العام الآخر. وبساحل شذونة المقل الذي يعظم جماره حتى يكون قلبه مثل قلب النخل، وكانت تصنع منه الغرابيل عن الحلفاء. وكانت جباية شذونة في أيام الأمير الحكم بن هشام خمسين ألفاً وستمائة. الشرف من غربي إشبيلية بالأندلس، وهو جبل شريف البقعة، كريم التربة، دائم الخضرة، فراسخ في فراسخ طولاً وعرضاً، لا تكاد تشمس منه بقعة لا لتفاف زيتونه، واشتباك غصونه، وزيته من أطيب الزيوت، كثير الريع عند العصر، لا يتغير على طول الدهر، ومن هناك يتجهز به إلى الآفاق براً وبحراً؛ وكل ما استودع أرض إشبيلية وغرس في تربتها نما وزكا وفضل وجل. ويقال إن في الشرف ثمانية آلاف قرية عامرة، وديارها حسنة، وبين الشرف وبين إشبيلية ثلاثة أميال، وسمي بذلك لأنه مشرف على ناحية إشبيلية، ممتد من الجنوب إلى الشمال، وهو كله تراب أحمر، وشجر الزيتون فيه من هذا المكان إلى قنطرة لبلة شريش من كور شذونة بالأندلس، بينها وبين قلشانة خمسة وعشرون ميلاً، وهي على مقربة من البحر، يجود زرعها، ويكثر ريعها. وبين المغرب والقبلة من شريش حصن روطة، على شاطئ البحر، بينهما ستة أميال، وهو موضع رباطٍ، ومقر للصالحين، مقصود من الأقطار، وبروطة هذه بئر حصب بماء لا يعلم مثله في بقعةٍ، وهي بئر أولية، قديمة البنية، ينزل المرء يستسقى الماء بيده حيث انتهى من البئر، فكلما كثر البشر بحصن روطة، واجتمعت إليه المرابطة طما الذي في البئر وزاد حتى يستسقى من رأس البئر باليد دون مهانةٍ ولا مشقة، فإذا قل الناس بها وتفرفوا نضب الماء حتى يكون بآخر دركه. وشريش متوسطة حصينة حسنة الجهات، قد أطافت بها الكروم الكثيرة، وشجر الزيتون والتين والحنطة بها ممكنة. شقر جزيرة بالأندلس، قريبة من شاطبة، وبينها وبين بلنسية ثمانية عشر ميلاً. وهي حسنة البقعة، كثيرة الأشجار والثمار والأنهار، وبها أناس وجلة، وبها جامع ومساجد وفنادق وأسواق، وقد أحاط بها الوادي. والمدخل إليها في الشتاء على المراكب، وفي الصيف على مخاضة. وفي إحاطة الوادي بها يقول ابن خفاجة في شعرٍ يتشوق فيه إلى معاهده، ويندب ماضي زمانه: بـين شقرٍ وملتقى نهريهــا حيث ألـقـت بـنـا الأمـانـي عـصـاهـا ويغنـى الـمكـاء فـي شــاطـئيهـا يسـتـخـف الـنـهـى فـحـلـت حـبـاهـــا عـيشة أقـبـلـت يشهى جنـاها وارف ظـلهـا لـذيذ كـــراهــــا لـعـبـت بــالعـقـــول إلا قـــلـــيلاً بـين تــأويبـــهـــا وبـــين ســـراهـــا فـانـثـنـينـا مـع الـغـصـون غـصـونـا مـرحـاً فـي بـطـاحــهـــا وربـــاهـــا ثـم ولـت كـأنـهــا لم تكـــن تـــل بــث إلا عـــشـــيةً أو ضـــحـــاهـــا فـانـدب الـمـرج فـالـكـنـيسة فــالـــش ط وقـــل آه يا مـــعـــيد هـــواهـــــا آه من غـربةٍ تـرقـــرق بـــثــــا آه مـن رحـــلةٍ تـــطـــول نـــواهـــا آه مـــن فـــرقةٍ لغـير تــــلاق آه مـــن دارٍ لا يجـــيب صـــداهـــــا لـسـت أدري ومـدمـع الـمـرز رطـب أبكـاها صـبـابةً أم سـفـاهـــا فـتعـالى يا عـين نـبــك عـــلـــيهـــا مـن حـياة إن كـان يغـنـى بـكـــاهـــا وشبـاب قد فـــات إلا تـــنـــاس يه ونـفـسٍ لـــم يب إلا شـــجـــاهـــا مـا لـعـينـي تـبـكـي عـلـيهـا وقـلـبـي شمنـــى ســـواده لـــو فـــداهـــا وفي جزيرة شقر يقول الكاتب أبو المطرف بن عميرة : فقد حازنـا نـأى عـن الأهـل بـعـدمـا نـأينـا عـن الأ وطـان فـهـي بـلاقـع نـرى غـربةً حـتـى تـنـــزل غـــربة لقد صنـع الـبـين الـذي هـو صـانـع وكـيف بـشـقـــرٍ أو بـــزرقة مـــائه وفـيه لـشـقـرٍ أو لـــزرقٍ شـــوارع وقال من قصيدة يمدح فيها صاحب إفريقية الأمير الأجل أبا زكرياء: وعـاد قـلـبـي مـن شـوق أنـدلــس عبــداً شـرفـتـه ومـا فـــتـــر فـأين مـنـا مــنـــازل عـصفــت ريح علـيهـا مـن الـعـدى صـرصـر ودون شـــقــرٍ ودون زرقـتــــه أزرق يحـكـى قـنـاه وأشـــقـــر شقندة قرية بعدوة نهر قرطبة، قبالة قصرها، فيها اجتمع وجوه العجم يتشاورون في حرب العرب، ويحذرونهم من العقود عنهم، ويحضون بعضهم بعضاً على أن يكونوا يداً واحدة، وقدموا على لذريق بقرطبة بسبب ذلك، فنزلوا أكناف شقندة هذه، ولم يطمئنوا إلى الدخول على لذريق أخذاً بالحزم. شقوبية بالأندلس، ليست بمدينة، إنما هي قرى كثيرة متجاورة متقاربة متلاصقة، متداخلة العمارات، فيها بشر كثير، وجم غفير، وهم في نظر صاحب طليطلة، وهم أنجاد أجلاد، ومنها إلى طليطلة مائة ميلٍ. شقورة مدينة من أعمال جيان بالأندلس، قالوا: وجبل شقورة ينبت الورد الذكي المعطر، والسنبل الرومي الطيب، وفي غيران شنت مرتين من جبل شقوره أشقاقل كبير قوى الفعل، يفوق غيره، وإذا نزل بتلك الغيران أحد كثر منه الاحتلام، وربما نزل المنى منه بغير إرادة ولا تذكر؛ ويقال إن في قريةٍ هنالك ماء يفعل مثل ذلك. وفي جبل شقورة شجر الطخش الذي يتخذ منه القسى، وعصير ورقه سم قتال وحي. وفي تلك الناحية ماء صعيدة في حجر قد رما تدخل الدابة رأسها فيه، فتشرب ويتتابع على ذلك العدد الكثير من الدواب فتصدر رواءً، فإذ استقى في إناء لم يكن يروى الرجل. ولعلى بن أبي جعفر بن همشك، وكتب على قبره بشقورة : لـعـمـرك مـا أردت بـقـاء قــبـــري وجـسـمـي فـيه لـيس لـــه بـــقـــاء ولـكـن رجـوت وقـوف مـن عـلـى قـبـر مـر فـينـفـعـــنـــي الـــدعـــاء سـبـيل الـمـوت غـاية كـــل حـــي فـكـل سـوف يلـحـقـه بـالـــفـــنـــاء ومن شقورة أبو بكر بن مجبر الشاعر المفلق المجيد، شاعر دولة بني عبد المؤمن. شلب من بلاد الأندلس، وهي قاعدة كورة أكشونبة، وهي مدينة بقبلي مدينة ياجة، ولها بسائط فسيحة، وبطائح عريضة؛ ولها جبل عظيم منيف، كثير المسارح والمياه، واكثر ما ينبت فيه شجر التفاح العجيب، يتضوع منه روائح المود. وعليها سور حصين، ولها غلات وجنات، وشرب أهلها من واديها الجاري إليها من جهة جنوبها، وعليه أرحاء البلد، والبحر منها في الغرب على ثلاثة أميالٍ، ولها مرسىً في الوادي وبها الإنشاء، والعود بجبالها كثير، يحمل منها إلى كل الجهات؛ والمدينة في ذاتها حسنة الهيئة، بديعة البناء، مرتبة الأسواق، وأهلها وسكان قراها عرب من اليمن وغيرها، وكلامهم بالعربية الصريحة، وهم فصحاء يقولون الشعر، وهم نبلاء خاصتهم وعامتهم؛ وأهل بوادي هذه البلدة في غاية الكرم، لا يجاريهم فيه أحد. ومن شلب إلى بطليوس ثلاث مراحل، ومن شلب إلى مارتلة أربعة أيام. وفي سنة 585 في ربيع الآخر منها، نازل ابن الرنق صاحب قلمرية وما يليها من غرب الأندلس مدينة شلب هذه ، فلم يزل محاصراً لها إلى أن ضاق أهلها بالحصار، فخافوا الغلية عليهم، فصالحوهم على أن يخرجوا سالمين في أنفسهم، ويتركوا البلد بجميع ما فيه من أموالهم وأثاثهم، فأجابهم على ذلك، ووفي لهم بما صالحهم عليه، ودخلها في الموفى عشرين من رجب هذه السنة، وبلغ أمر شلب إلى صاحب المغرب والأندلس، المنصور يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن، فامتعض من ذلك وأنف منه، وكبر عليه، فاعترض جنوده، واستنفر حشوده، واستعد الأسلحة، وفرق الأموال، وخرج من مراكش قاصداً الأندلس في وسط ذي الحجة من هذه السنة، واستمر سيره إلى أن وصل إلى رباط الفتح من مدينة سلا، فأقام بها نحواً من ثلاثين يوماً إلى أن توافقت الحشود، وتكاملت القبائل، وورد عليه في أثناء مقامه برباط الفتح فتح فتح عليه في المغرب، وهنى به؛ وفيه يقول أبو بكر بن مجبر : قـلائد فـتـح كـان يذخـرهـا الـــدهـــر فلما أردت الـغـزو أبـرزهـا الـنـصـر وتحرك المنصور من رباط الفتح في أخريات المحرم عام 586، وركب البحر من قصر مصمودة في الثاني والعشرين من ربيع الأول، فأقام بطريف إلى أن تحرك منها في غرة ربيع شلبطرة بالأندلس، من بلاد الإذفونش، وهو حصن من حصون الأندلس من عمل قلعة رباح؛ كان الملك الناصر أبو عبد الله محمد بن المنصور بعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن ملك المغرب نزل عليها وحاصرها بالمجانيق الفخام، والآلات الحربية، حتى قهر أهلها وملأها، وذكل في أوائل سنة608؛ وكان نزل أولاً على حصن الثلج فتملكه، ثم رجع الحصار كله على حصن شلبطرة، فنصب عليها المجانيق، ورميت بالحجارة الصم الكبار، وطال حصارها إلى أن ضاق أهلها وأعياهم المر، فطلبوا أجلاً يستجلبون فيه ملكهم صاحب طليطلة وقشتيلة الإذفونش بن شانجه، فأعطوا ما طلبوا؛ فأخرجوا قوماً من ثقاتهم إلى طليطلة والتقوا مع ملكهم إذفونش بها أو بغيرها من بلاده، وأعلموه بما انتهوا إليه من الشدة، وما بلغوا من الجهد والمشقة، وحملوا إليه بعض أحجار المجانيق التي يرمون بها؛ فعذرهم، ولم تكن عنده قدرة لدفع ما نزل بهم، ولا استطاع الدفاع عنهم، فأذن لهم في الخروج عنها، فرجعت ثقاتهم بذلك، فطلبوا الخروج مسلمين في أنفسهم، فوفى لهم بذلك، ومكنوه من الحصن، وانفصل الناس عنها في صدر ربيع الأول من سنة608. وكان الحصار فيها إحدى وخمسين ليلة. وزعيمهم الإذفونش بن شانجه لم يقدر في ذلك الوقت على شئ حتى استغاث بأهل ملته، وكاتب من قرب وبعد منهم، وشكا إليهم ما دهاه من المسلمين، وحثهم على حماية دينهم ونصر ملتهم، فاستجابوا له وجاؤوه من كل جهة وانثالوا عليه، فكان من وقيعة العقاب على الملك الناصر في عام 609ما هو مذكور في موضعه. ولما ملك الناصر حصن شلبطرة نفذت عنه المخاطبات بهذا الفتح. فمن فضل من ذلك ما خاطب به صاحب إفريقية حينئذٍ الشيخ المعظم أبا محمد عبد الواحد: وهذا كتابنا إليكم من منزل الموحدين بمنزل أندوجر، ولما كان صاحب قشتالة أقرب من تعينت حربه دارا، وأكثرهم عما استطاع أحرارا كان أول من نوينا، ووجب تقديم غزوه علينا؛ وكان المعقل المعروف بشلبطرة قد علقت به حبائل الصلبان، وضجر من ناقوسه ما في جهاته الأربع من التكبير والأذان مرقب الدو، وعقاب الجو؛ العلم المطل على الأعلام، والنكتة السوداء التي هبت بسائط الإسلام؛ والخباة الطلعة الذي لا حال للمسلمين معه قد جعلته النصرانية إلى كل غاية جناحا، وأعدته إلى أبواب العاقل والمدائن مفتاحا؛ فاستخرنا الله تعالى على منازلته وقلنا: قريبة الأرشية، وبساتين حسنة، وفيها أطيب الصنوبر، ولها مراعٍ خصيبة لا تتصوح، وعيون ماء عذبٍ تصلح بها الألبان والقطانى، ومن خاصتها الثريد النفيس. ومدينة شلطيش مرفا للسفن وركاب البحر، ومرساها كن بكل ريح، وهي كثيرة السفن، وبها دار صناعةٍ لإنشائها، ويسكنها جماعة من النصارى؛ ويكون طولها نحو أربعة أميال في عرضٍ يسيرٍ. شلوبينية قرية مسكونة على ضفة البحر، بينها وبين المنكب عشرة أميال، ويجود فيها الموز وقصب السكر، ولعل الأستاذ أبا علي الشلوبين منسوب إليها؛ ويقال إن شلوبينية تقابل من العدوة الأخرى مرسى مليلة، ويقطع البحر بينهما في مجريين. شلير هو جبل الثلج المشهور بالأندلس، وهو بإزاء جبل إلبيرة، وهو متصل بالبحر المتوسط، مقتطع بجبل ريه، ويذكر ساكنوه أنهم لا يزالون يرون الثلج نازلاً فيه شتاء وصيفاً. وهذا الجبل يرى من اكثر بلاد الأندلس ويرى من عدوة البحر ببلاد البربر، وفي هذا الجبل أصناف الفواكه العجيبة، وفي قراه المتصلة به يكون أفضل الحرير والكتان الذي يفضل كتان الفيوم. وطوله يومان، وهو في غاية الارتفاع، والثلج به دائماً في الشتاء والصيف. ووادي آش وغرناطة في شمال هذا الجبل، ووجه الجبل الجنوبي مطل على البحر، يرى من البحر على مجرى أو نحوه. وفيه يقول ابن صارة، وأستغفر الله من كتب هذا الاستخفاف : يحل لـنـا تـرك الـصـلاة بـأرضـكـم وشرب الـحـمـيا وهـو شـئ مـحـرم فـراراً إلـى أرض الـجـحـيم فـإنـهــا أحـن عـلـينـا مـن شـلـــيرٍ وأرحـــم فإن كنت ربي مـدخـلـي فـي جـهـنـم ففي مثل هـذا الـيوم طـابـت جـهـنـم شنتجالة في طرف كورة تدمير بالأندلس مما بلى الجوف، ويقال لها أيضاً جنجالة، وإليها ينسب الوطاء الجنجالي لعمله بها. شنترة من مدائن الأشبونة بالأندلس على مقربة من البحرن ويغشاها ضباب دائم لا ينقطع، وهي صحيحة الهوى، تطول أعمار أهلها، ولها حصنان في غاية المنعة، وبينها والبحر قدر ميل، وهناك نهر ماؤه يصب في البحر،ومنه شرب جناتهم؛ وهي أكثر البلاد تفاحا، ويجل عندهم حتى يبلغ دورها أربعة أشبار، وكذلك الكمترى، وبجبل شنترة ينبت البنفسج بطبعه، ويخرج من شنترة عنبر جيد، ويخرج أيضاً في شذونة من بلاد الأندلس. شنترلانة مدينة أو قرية بالأندلس، على طريق قلشانة، وهي عن يمين الطريق، وناقوسها ملقى في الأرض لا حارس له ولا رقبة عليه، ويزعم أهلها أنه معقود ممنوع من جميع الناس، وأن من اخذه لا يمكنه الخروج به من القرية، وأن خصيتى من أخذه تنتفخان ويشتد وجعهما حتى يصرفه إلى موضعه؛ هذا عندهم صحيح لا يشكون فيه. شنترين بالأندلس، مدينة معدودة في كور باجة. وهي مدينة على جبل عالٍ كثير العلو جداً، ولها من جهة القبلة حافة عظيمة ولا سور لهان وبأسفلها ربض على طول النهر، وشرب أهلها من العيون ومن ماء النهر، ولها بساتين كثيرة وفواكه ومباقل، وبينها وبين بطليوس أربع مراحل. وهي من أكرم الأرضبين، ونهرها يفيض على بطحائها كفيض نيل مصر، فتزدرع أهلها على ثراه عند انقطاع الزريعة في البلاد وذهاب أوانها، فلا يقصر عن نمائه الطيب ولا يتأخر إناه وإدراكه. ومن أقاليمها صقلب، وهي أطيب بقاع الأرض، يرفع في أرضه عند توسط الرباح للحبة مائة، وعند كماله اللحبة مائتان. ولشنترين جزائر في البحر مسكونة، وكانت جباية شنترين ألفين وتسعمائة دينار، وأحوازها متصلة بأحواز باجة. وكان يوسف بن عبد المؤمن ملك المغرب اجتاز عليها في حركته الأندلسية بعسكره، وهو أربعون ألفاً من أنجاد العرب الفرسان ومن الموحدين والجنود والمطوعة وفرسان الأندلس، واجتازها ما ينيف على مائة ألف فارس، وبرز أسطوله على الأشبونة، وحاصرها عشرين يوماً، ونزل على أعظم قواعد ابن الرنق عدو المغرب، وكان مؤذياً للمسلمين من قاعدته، وهي شنترين هذه، فبرز إليها في أمم لا تحصى، وهناك عرض له المرض الذي توفى فيه، أقام الرحل به على مطيةٍ مضطجعاً على فراشه، وضعفه يتزايد، إلى أن تفقد في بعض أميالٍ فوجد ميتاً، وذلك في سنة 580 فتقدم بالأمر ولده يعقوب المنصورز فقفل بالناس إلى إشبيلية. فبويع بها ورجع إلى مراكش. شنتمرية مدينة في الأندلس من مدن أكشونبة. وهي أول الحصون التي تعد لبنبلونة، وهي أتقن حصون بنبلونة بنياناً، وأعلاها سموكاً، مبتناه على نهر أرغون، على مسافة ثلاثة أميال منه. وبناحية شنتمرية أعجوبة عاينها كل من دخل على تلك الناحية من المسلمين، وذلك عين ينفجر بماء كثير، ينظر الناس ذلك عياناً، فإذا قربوا منها، ووقفوا عليها انقطع جريانها، فلا تنبض بقطرةٍ، فإذا تباعد الناس عنها عادت إلى حالها، وهذا مستفيض لا يجهد له أحد ممن صاقب تلك الناحية. وشنتمرية على معظم البحر الأعظم، سورها يصعد ماء البحر فيه إذا كان فيه آلمد، وهي مدينة متوسطة القدر، حسنة التربة بها مسجد جامع ومنبر وجماعة، وبها المراكب واردة وصادرة، وهي كثيرة الأعناب والتين، وبينها وبين شلب ثمانية وعشرون ميلاً. وإليها ينسب الأستاذ أبو الحجاج يوسف بن سليمان الشنتمرى الأعلم ذو التصانيف المشهورة. وهي مدينة أولية، وبها دار صناعةٍ للأساطيل، وبإزائها جزائر في البحر ينبت فيها شجر الصنوبر. ومن الغرائب ما ظهر بشنتمرية هذه في عشر الستين والخمسمائة، وذلك صبى يتواصف المحققون ممن عاين أمره أن سنه خمسة أعوامٍ أو نحوها، بلغ مبلغ الرجال وأشعر، وهذا مستفيض عندهم. شنت ياقوب كنيسة عظيمة عندهم، وهي في ثغور ماردة، وهذه الكنيسة مبنية على جسد يعقوب الحواري، يذكرون أنه قتل في بيت المقدس، وأدخله تلامذته في مركب، فجرى به المركب في البحر الشأمي، ألى أن خرج به إلى البحر المحيط، حتى انتهى به إلى موضع الكنيسة بساحلٍ فيه، فبنيت الكنيسة ليومٍ معروفٍ جعل عيداً لها. وغز اشنت يا قوب عبد الرحمن بن المنصور أبي عامر سنة387، وأوسع أهلها قتلاً وأسراً، وقراها وأسوارها هدماً وإحراقاً، ومن إنشاء القسطلى رسالة إلى الخليفة هشام بن الحكم بن عبد الرحمن يخبره بالفتح، و يصف الكنيسة وأرضها، وله فيها قصيدة مشهورة. شنفيرة حصن على أربع مراحل من مرسية بالأندلس في شرقيها، مشهور بالمنحة، ظفر به في الصلح محمد بن هود سنة 614، ومعه خمسمائة من أجناد الرجال، فغدر به؛ لأن أبا سعيد بن الشيخ أبي حفص الهنتاتى، لما طاف على حصون الأندلس يتفقدها في أيام الهدنة، نظر إلى هذا المعقل وهو بارز إلى السماء مع وثاقة بنائه فأعجبه وقال:كيف أخذ الروم هذا الحصن من المسلمين؟ فقيل: غدروا به في زمان الصلح! فقال: أما في أجناد المسلمين من يجازيهم بفعلهم؟ فسمعه ابن هود فأسرها في نفسه، إلى أن تمت له الحيلة، فطلع في سلمٍ من حبالٍ فذبح السامر الذي يحرس بالليل، ولم يزل يطلع رجاله واحداً وأحداً إلى أن حصلوا بجملتهم في الحصن، وفر الروم الذين خلصوا من القتل إلى برج مانع. فقال ابن هود: إن أصبح هؤلاء في هذا البرج جاءهم المدد من كل مكان! فالرأي أن نطلق النيران في بابه! فلما رأوا الدخان، وأبصروا اشتعال النار طلبوا الصلح على أن يخرجوا بأنفسهم، فكان ذلك واستولى المسلمون على الحصن؛ وكان الروم قد أرسلوا في الليل شخصاً دلوه من البرج، فأصبحت الخيل والرجال على الحصن، وقد أحكم المسلمون أمره، فانصرفوا في خجلةٍ وخيبةٍ، وترددت في شأنه المخاطيات إلى مراكش، فقال الوزير ابن جامع لابن الفخار: أخذناه في الصلح، كما أخذ عنا في الصلح! ومن هذه الوقيعة اشتهر أبن هود عند أهل شرق الأندلس، وصاروا يقولون: هو الذي استرجع شنفيره! شوذر بالأندلس، من كور جيان، وهي قرية تعرف بغدير الزيت، لكثرة زيوتها، وهي كثيرة المياه والبساتين، بها جامع من ثلاث بلاطات على أعمدة من رخام، وسوق حافلة يوم الثلاثاء. وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
صبح بتاريخ: 15 نوفمبر 2006 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 15 نوفمبر 2006 حرف الصاد الصخور حصن صغير على نهر مرسية من الأندلس. فيه دعا لفنسه محمد بن هود سنة625، وأبو العلى إدريس المأمون إشبيلية، وقد صفت له؛ وكان عازماً على التحريك إلى بر العدوة، فبينما هو يروم ذلك إذ وصله الخبر بقيام ابن هود هذا، وكان من الجند، ولم يكن إذ ذاك أحد من أكابر الأندلسيين يطمع في ثيارة، ولا يحدث بها نفسه؛ فبنو مردنيش في بلنسية، وبنو عيسى في مرسية، وبنو صناديد في جيان، وبنو...في غرناطة، وبنو فارس في قرطبة، وبنو وزير في إشبيلية، لا نتظام البرين على طاعة الدولة الممهدة القواعد، ورجوع أمورها إلى إمام واحد، حتى اتفقت ثيارة العادل بمرسية، ثم ثيارة البياسى ونكبته، ثم مبايعة أبي العلى بإشبيلية، ففتحوا على دولتهم باباً رحله منه غيرهم، فأوقع الله تعالى في خاطر ابن هود هذا أنه بملك الأندلس، وتحدث بذلك مع من يثق به، وذكر أنه محمد بن يوسف بن محمد بن عبد العليم بن أحمد المستنصر بن هود، واحتقره السيد الذي كان في مسرية من قبل أبي العلى، فجمع أصحابه وخرج بهم إلى الحصن المعروف بالصخور، فدعا لنفسه، واجتمع له جمع من القطاع، وذعار الشعارى والضياع؛ وقال لهم: أنا صاحب الزمان، وأنا الذي أرد الخطبة عباسية! وخاطب بذلك أبا الحسن القسطلى قاضي مرسية يومئذ، وأعلمه أنه إن تمكن من هذا العرض فإن الدولة تكون في يده، فأصغى الشيخ إليه إصغاء أذهله عن حتفه الذي بحث عنه، ثم حضر القاضي القسطلى عند السيد الملقب بأبي الأمان، وقد لاحت عليه دلائل الخذلان؛ فقال: يا سيدي! هذا الرجل الذي كان في الصخور ما زال خديمكم، فكتبنا له نرغبه في الطاعة ونعده بما يكون له من الخير في إثر ذلك، حتى أذعن، وها هو قد وصل ليقبل به كم الكريمة، وسيدنا يرتب له ولأصحابه ما يكفهم عن الثيارة، ويرجى أن ينتفع بهم في قطع الفساد، عن جهات هذه البلاد! فابتهج السيد، وأنفذ إليه بالمبادرة، فلم يمر إلا القليل حتى دخل ابن هود وأصحابه مرسية في السلاح صدينة من كور شذونة ببلاد الأندلس، أزلية قائمة الأسوار، باقية الآثار، تطرد المياه داخلها من عين ثرة تطحن على جنوبها الأرحاء، وهي في غاية الحصانة، لا ينفذ جيش إليها، ولا يتوصل عسكر للنزول عليها، وهذه العين عنصر نهر بوصة. حرف الطاء طارق جبل فيه خرج طارق بن زياد ومنه افتتح الأندلس، وهو عند الجزيرة الخضراء، وبجبل طارق مرسى مكن من كل ريح، وبه غريبة، وهو غار هناك يعرف بغار الأقدام، يرى من البطحاء التي تلي الغار أثر قدمٍ أبداً وليس هناك طريق ولا منفذ إلى غير الغار، وقد مسحت تلك البطحاء وسويت، ثم أتوها من الغد، فوجدوها فيها أثر القدم، جرب ذلك مراراً. وكان أحد خلفاء بني عبد المؤمن أمر ببناء مدينةٍ على جبل طارق، فندب إليها البنائين والنجارين وقطاع الحجر للبنيان والجيار من كل بلدة، وخطت فيه المدينة وقدم إليها من المال ما يعجز كثرةً، واتخذ فيها الجامع وقصراً له، وقصوراً تجاروه للسادة بنيه، وتولى العمل في ذلك، وأقطع أعيان وجوه البلاد فيه منازل، نظروا في بنائها، بعد إن حفروا في سفح الجبل مواضع نبع فيها الماء، وجمع بعضها إلى بعض حتى سال منها جدول عم المدينة لأنفسهم ومواشيهم، من أعذب الماء وأطيبه، يصب في صحنٍ عظيمٍ اتخذ له، وأجرى إلى الجنات المغترسة بها عن أمره، فللحين ما جاءت مدينة تفوت المدن حسناً وحصانةً، لا يدخل إليها إلا من موضع واحدٍ، قد حصن بسور منيع من البنيان الرفيع، وسميت بمدينة الفتح، وقالت الشعراء فيها، ثم جاز إليها في سنة 556، وورد الوفود عليه هناك، فتلقاهم بالتكرمة، وفت ذلك في عضد العدو. طالقة مدينة بالأندلس، بقرب إشبيلية، وهي من المدن القديمة، وكانت دار مملكة الأفارقة بالأندلس، وكانت من مدن إشبيلية المتصلة بها في سالف الدهر وهي خراب، إذ كان إشبان بن طيطش غزا طالقة وحاصر ملكهم بها حتى فتحها وتغلب على مملكتهم، فهدم طالقة ونقل رخامها وآلاتها إلى إشبيلية وبه سميت، واتخذها دار ملكه وكثرت جموعه، فعلا في الأرض وغزا من إشبيلية وبه سميت، واتخذها دار ملكه، وكثرت جموعه، فعلا في الأرض وغزا من إشبيلية إيلياء بعد سنتين من ملكه؛ خرج إليها في السفن فغنمها وهدمها، وقتل من اليهود مائة ألفٍ، واسترق مائه ألفٍ، وفرق في البلاد مائة ألف، وانتقل رخام إيلياء وآلاتها إلى الأندلس، والغرائب التي أصيبت من مغانم الأندلس كمائدة سليمان التي ألفاها طارق بن زياد بكنيسة طليطلة، وقليلة الدر التي ألفاها موسى بن نصير بكنيسة ماردة وغيرها من الذخائر، إنما كانت مما صلوا لصاحب الأندلس من غنيمة بيت المقدس إذ حضر فتحها مع بخت نصر. وحكوا أن الخضر وقف بإشبان هذا وهو يحرث الأرض في حداثة فقال له: يا إشبان، إنك لذو شأن، وسوف يحظيك زمان، ويعليك سلطان؛ فإذا أنت غلبت على إيلياء، فارفق بذرية الأنبياء! فقال له إشيان: أساحر أنت رحمك الله؟ أني يكون هذا وأنا ضعيف مهين؟ فقال: قدر ذلك من قدر في عصاك اليابسة ما تراه! فنظر إشبان إلى عصاه فرآها قد أورقت، فريع لما رأى، وذهب الخضر عنه وقد وقر ذلك الكلام في نفسه، والثقة بكونه؛ فترك الامتهان، وداخل الناس، وصحب أجل الناس، وسما به جده، فارتقى في طلب السلطان حتى نال منه عظيماً؛ وكان ملكه عشرين سنة. واتصلت مملكة الإشبانيين بعده إلى أن ملك منهم الأندلس خمسة وخمسون ملكاً. وكانت بطالقة آثار وعجائب غريبة؛ فمن ذلك صورة جاريةٍ من مرمر لم تسمع في الأخبار، ولا روى في الآثار، صورة أبدع منها في قالب جارية، كاملة القد، حسنة الجسم، جميلة الوجه، صور كل عضوٍ من أعضائها، وكل جاريةٍ، كاملة القد، حسنة الجسم، جميلة الوجه، صور كل عضوٍ من أعضائها، وكل جارحةٍ من جوارحها على أتم ما يكون، وأفضل ما يستحسن في جوارح المرأة حضنها صورة صبيٍ على مثلٍ من الحكمة والإتقان، وقد صورت حية تصعد من قدمها كأنها تريد نهش الصبي، فنظرها بين مصعد الحية ومكان الطفل كالمشفقة الحذرة يتبين ذلك في التقائها، ولو وقف الناظر لتأملها عامة نهاره لم يسأم ذلك ولا مله، لدقيق صنعتها وغريب حكمتها؛ وهذه الصورة موضوعة في بعض حمامات إشبيلية، وقد تعشقها جماعة من العوام، وشغف بها أناس من الطغام؛ فتعطلت أشغالهم، وانقطعت متاجرهم بالنظر إليها. طبيرة لا أدري أهي طلبيرة بزيادة لام أو غيرها، فإن كانت هي فهي مذكورة بعد. طرسونة بالأندلس، كانت مستقر العمال والقواد بالثغور، وكان أبو عثمان عبيد الله بن عثمان المعروف بصاحب الأرض اختارها محلاً، وآثرها على مدن الثغور منزلاً؛ وكانت ترد عليه عشر مدينة أربونة وبرشلونة، ثم عادت طرسونة من بنات تطلية عند تكاثر الناس بتطيلة، وإيثارهم لها، لفضل بقعتها، واتساع خطتها، وبينهما اثنا عشر ميلاً. طرطوشة من بلنسية إلى طرطوشة مائة ميل وعشرون أميال، مسيرة أربعة أيام. وهي في سفح جبل، ولها سور حصين، وبها أسواق وعمارات وضياع وفعلة، وإنشاء للمراكب الكبار من خشب جبالها، وبجبالها خشب الصنوبر الذي لا يوجد له نظير في الطول والغلظ، ومنه تتخذ الصوارى والقرى، وهو خشب أحمر صافي البشرية بعيد التغير، لا يفعل فيه السوس ما يفعله في غيره من الخشب، ومنها إلى طر كونة خمسون ميلاً، وبينها وبين البحر الشأمى عشرون ميلاً. وقصبة طرطوشة على صخرةٍ عظيمةٍ سهلة الأعلى، وفي الشرق من القصبة جبل الكهف وهو جبل أجرد والمصلى؛ والمدينة في غربي القصبة وجوفيها؛ وعلى المدينة سور صخرٍ من بناء بني أمية، على رسم أولى قديم؛ ولها أربعة أبواب، وأبوابها كلها ملبسة بالحديد، ولها أرباض من حومة الجوف والقبلة ودار الصناعة قد أحدق على ذلك كله سور صخرٍ حصين، بناه عبد الرحمن بن النظام، وبها جامع من خمس بلاطات، وله رحبة واسعة، بنى سنة345؛ وبها أربعة حمامات، وسوقها في الربض القبلي جامعة لكل صناعة ومتجر، وهي باب من أبواب البحر، ومرقى من مراقيه، تحلها التجار من كل ناحية، وهي كثيرة شجر البقس طركونة بالأندلس، بينها وبين لاردة خمسون ميلاً. وطر كونة مدينة أزلية، قاعدة من قواعد العمالقة، وجعلها قسطنطين في القسم الثالث من الأندلس، وأضاف إليها مدن ذلك القسم. وهي مبنية على ساحل البحر الشأمى، ومعالمها باقية لم تتغير، وأكثر سورها باقٍ لم يتهدم، وهي أكثر البلاد رخاماً محكاً، وسورها من رخام أسود وأبيض، وقليلاً ما يوجد منثله؛ ومن الغرائب بطركونة أرحاء نصبها الأول، وتطحن عند هبوب الريح وتسكن بكسونها؛ وذكر أهل العلم باللسان اللطينى أن معنى طر كونه الأرض المشبهة بالمجنة وكانت في قديم الزمان خاليةً، لأنها كانت فيما بين حد المسلمين والروم؛ والأخياس بها كثيرة، ومبانيها كبيرة، وبها أساطين رفيعة، مما تضل الأوهام في حكمته، ويعجز المتكلفون اليوم عن صنعته. وذكر شيخ ثقة من أهل شبرانة، يقال له ابن زيدان، أنه كان يخرج في السرايا إلى تلك الناحية، فنزل في بعض خرجاته مع جماعة من أصحابه في البنيان الذي تحت مدينة طركونة، فأرادوا التحول منه فضلوا ولم يهتدوا منه لمخرج، وترددوا كذلك ثلاثة أيامن حتى هدوا في آخر اليوم الثالث لما أراد الله تعالى من إبقائهم. وزعم قوم أنهم وجدوا هناك بيوتاً مملوءةً قمحاً وشعيراً من الزمان السالفة، قد اسود حبه، وتغير لونه؛ وفي هذه المدينة يكمن المسلمون عند طلب الفرصة في الغزو، وفيها يكمن العدو أيضاً للمسلمين. طريانة من كور إشبيلية بالأندلس، كان بها الفنش بن فرذلند الطاغية واعد قواد جيوشه للاجتماع فيها عام الزلاقة لمحاصرة ابن عباد بإشبيلية في سنة 479، فأخلف الله ظنه، وعكس عليه أمله؛ وكان ما كان في الزلاقة من نصر الله تعالى للمسلمين والفتح لهم، فله الحمد؛ وقد مر ذلك في رسم الزلاقة. ومن كلام عامة إشبيلية لفتكٍ وطريانة تؤدى الجعل! طريف اسم بلد جزيرة طريف، على البحر الشأمى، في أول المجاز المسمى بالزقاق، ويتصل غربها ببحر الظلمة؛ وهي مدينة صغيرة عليها سور ترابٍ؛ ويشقها نهر صغير، وبها أسواق وفنادق وحمامات؛ ومن جزيرة طريف إلى الخضراء ثمانية عشر ميلاً. وكتب موسى بن نصير إلى الوليد يستأذنه في اقتحام الأندلس؛ فراجعه: خضها بالسرايا، ولا تغرر بالمسلمين في بحرٍ شديد الأهوال! فراجعه: ليس ببحرٍ زخارٍ إنما هو خليج يتبين للناظر ما خلفه! فجاوبه: وإن كان فلا بد من اختباره بالسرايا قبل اقتحامه! فبعث موسى رجلاً من وإليه من البربر اسمه طريف، كينى أبا زرعة، في أربعمائة رجل، معهم مائة فرس، في أربعة مراكب؛ فنزل بالخضراء التي هي معبر سفائهم؛ وهي التي يقال لها اليوم جزيرة طريف لنزوله بها؛ فأغار عليها، فأصاب سبياً، لم ير موسى ولا أصحابه مثله حسناً، ومالاً جسيماً، وأمتعة؛ وذلك سنة91. طلبيرة بالأندلس أيضاً، بينها وبين وادي الرمل خمسة وثلاثون ميلاً؛ وهي أقصى ثغور المسلمين؛ وباب من الأبواب التي يدخل منها إلى أرض المشركين، وهي قديمة أزلية على نهر تاجه. وهي في الجزء الثالث من قسمة قسطنطين. وهي مدينة كبيرة، وقلعتها أرفع القلاع حصناً، ومدينتها أشرف البلاد حسناً، وهو بلد واسع الساحة، كثير المنافع، به أسواق وديار حسنة؛ ولها على نهر تاجه أرحاء كثيرة، ولها عمل واسع، ومزارعها زاكية؛ وبينها وبين طليطلة سبعون ميلا. طلمنكة مدينة بثغر الأندلس، بناها الأمير محمد بن عبد الرحمن؛ منها أحمد بن محمد بن عبد الله بن لب بن يحيى المعافرى الطلمنكى المقرى؛ وبينها وبين وادي الحجارة عشرون ميلاً. طلياطة بالأندلس، بينها وبين إشبيلية محلة من عشرين ميلاً، ومن طلياطة إلى لبلة محلة مثلها. وفي جمادى الأولى من سنة 622كانت الوقيعة على أهل إشبيلية بفحص طلياطة، فأغار الروم الغربيون على تلك الجهة، وغنموا ما وجدوا، وساقوا ما أصابوا، والعادل صاحب المغرب يومئذٍ بإشبيلية، ووزيره أبو زيد بن وجان، ومعهما أهل الدولة وأشياخ الأمر، ولا غناء لديهم، ولا مدفع عندهم، إذ كان الأمر قد أدبر ورونق الدولة قد تغير. ومن نزلت به من الناس مصيبة أو أغير له على سرحٍ لم يرج مغيثاً ولا يجد نصيراً؛ وكان خبر هؤلاء الروم بلغ إشبيلية قبل ذلك بأيام، واجتمع جمع كثير من العامة في المسجد الجامع، فلما فرغ من صلاة الجمعة قاموا فصاحوا بالسلطان يحملونه على الخروج؛ فلما كان يوم السبت خرج المنادي ينادي الناس بالخروج، فأخذوا في ذلك وتجهزوا، وخرج بعضهم في ذلك اليوم، ولما كان يوم الأحد جد بالناس، فخرجوا على كل صعب وذلول، كبارهم وصغارهم، بسلاح وبغير سلاح كما يخرخون إلى نزههم في البساتين والجنات، فتكامل بعضهم في جهة طلياطة يوم الأحد، ولم يخرج معهم من الخيل إلا دون المائة؛ والروم في عددٍ ضخمٍ، عليهم الدروع، وبأيديهم السلحة، وأكثر جميع المسلمين بغير سلاح إلا ما لا قدرة له، وإنما هم أهل الأسواق والباعة؛ وكان في من خرج من الجند أبو محمد عبد الله بن أبي بكر بن يزيد طيلاقة بينها وبين إشبيلية ميلان. حرف العين عفص بالأندلس، بقرب مرسية، فيها كانت وقيعة للروم على أهل مرسية في رجبها، ذهب فيها من أهل مرسية بين قتيل وأسير نحو أربعة آلاف رجل؛ وكان الروم أغاروا على تلك الجهة، فخرج إليهم أهل مرسية، وكانوا عاثوا على أهل إشبيلية مثلهان حين وقعت عليهم الهزيمة بفحص طلياطة، ونسبوهم إلى الضعف والخور وقلة الدربة بالحروب، فلم تمض الأيام حتى امتحنهم الله بهذه الوقيعة؛ وكان صاحب جيش هذا اليوم أبو علي بن أشرقى. قال صاحب الملتمس: كائنة عفص هي أخت كائنة طلياطة المتقدمة في سنة 621، كانت هذه في غرب الأندلس وهذه في شرقها، وكان عباد الصليب قد وصلوا إلى عفص من عمل مرسية، فخرج عسكر مرسية ومعهم العامة، فقتل منهم كثير وأسر منهم كثير. وفيها يقول أحد المرسيين : مـوقـعة عــفـــص وطـلــياطة تــكـــامـــل إقـــبـــال أيامنــا فبـالـغـرب تـلـك وبـالـشـرق ذى أنـاخـا عـلـى شـم أعـــلامـــنـــا وفـي وسـط الأرض قــيجـــاطة ولـوشة قـمـــا بـــأحـــلامـــنـا ولـيس الـصـلـيب يرى جـائعــا تـــواتـــر أعـــدا ... مـــنــــا وسـيدنـا نـاظـر فـي الـجــواز يروم الـنـجــاة بـــإســـلامــنــا العقاب بكسر العين بالأندلس بين جيان وقلعة رباح، كانت في هذا الموضع موقعة عظيمة، وهزيمة على المسلمين شنيعة؛ في منتصف صفر من سنة 609. وذلك أن الملك الناصر أمير المؤمنين، محمد بن المنصور يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن ملك المغرب، كان تحرك من مراكش إلى الأندلس، فأحل بإشبيلية، ثم تحرك منها إلى قرطبة، ثم نزل على حصنى شلبطرة واللج فحاصرهما، وضيق عليهما. فملك حصن اللج أولاً، ثم حصن شلبطرة، ونصب عليها المجانيق الضخام، ورمبت بالحجارة الضخمة حتى ملكها على رغم الإذفونش صاحب طليطلة وقشتيلة، ولم يكن له يومئذٍ قدرة على دفاعه. وكان ذلك في سنة608، حتى انتصف في العام الذي يليه في هذه الوقيعة. وكان الملك الناصر أعجب بفتح شلبطرة وكتب بذلك إلى الآفاق، وخفى عنه ما فرط الغيوب من خبر العقاب، ورجع إلى إشبيلية ظافراً غانماً، ثم استغاث الإذفونش بأهل ملته، وحثهم على حماية دينهم، فاستجابوا وانثالوا عليه من كل مكان. وخرج إليه الناصر من إشبيلية في العشرين من محرم سنة609 بحشود لا غرض لهم في الغزو، وقد أمسكت أرزاقهم، وقتر عليهم، مع ما كان من قتله لابن قادس صاحب قلعة رباح، بسبب إسلامه القلعة للنصارى، من غير أن يسمع حجته، وإخراجه من مجلسه الحشود الأندلسية غضباً عليهم، ومخادعة النضارى لباقي الأجناد باشتهار الصلح والعمل على ضده، حتى خالطوهم على غفلة، فأخذ المسلمون في فرارٍ ما سمع بمثله، وكان ذلك في العقاب بين بجيان وقلعة رباح، في منتصف صفر من سنة609 كما ذكرناه، وكانت شنيعةً؛ وفر الناصر لا يلوى على شئ حتى وصله إشبيلية، وتبعهم العدو حتى حال بينهم الليل، وأخذوا خباء الساقة، وماتت تحتهم الخيل، فمشى ودافع بكل طريق سلكوه، ومنهاج وردوه، وأتى القتل على خلقٍ كثيرٍ من المسلمين، وقتل فيها من الأعيان والطلبة جملة، منهم على بن الغانى الميورقى وابن عاتٍ الفقيه وغيرهما؛ وكان فرس الملك الناصر بادناً فلم يطق الحركة، فنزل له بعض العرب عن فرسه وقال له: اركبه فهو خير لك من هذا! وكان أمر أبا بكر بن عبدب الله بن أبي حفص بالوقوف تحت الراية، وحملت الروم فقصدت الراية ظنا منها أن الناصر عندها، فوضعت السيف فيمن واجهها، فقتلت خلقاً، وقتل أبو بكر هذا، وانهزم الناس، واستولى العدو على جميع المحلة وأكثر مضاربها. ثم استولى الروم بعد ذلك على مدينتي بسطة وباغو، وما جاورهما من القرى والحصون، وقتلوا الرجال وسبوا الذرية، وكانت هذه الوقيعة أول وهنٍ دخل على الموحدين. فلم تقم بعد ذلك لأهل المغرب قائمة؛ ولما انتهى الناصر إلى إشبيلية آنس البلاد بخطاب كتبه إليهم بزخرفه الكاذب، ثم جاز البحر إلى مراكش فتوفى في قصره من مراكش سنة610؛ قيل عضه كلب وقيل غير ذلك. حرف الغين غافق بالأندلس بقرب حصن بطروش. وهو حصن حصين، ومعقل جليل، في أهله نجدة وحزم، وجلادة وعزم؛ وكثيراً ما تسرى إليهم سرايا الروم، فيستنقذون منهم غنائمهم، ويخرجونهم من أرضهم، والروم تعلم بأسهم وبسالتهم فيجتنبونهم. حرف الفاء فحص البلوط الترجمة في حرف الباء بالأندلس من ناحية قرطبة ، منه القاضي أبو الحكم منذر بن سعيد البلوطي. كان متفنناً في ضروب من العلوم، وكانت له رحلة لقى فيها جماعةً من العلماء في الفقه واللغة، وكان كثير المناقب والخصال الحميدة غير مدافع، مع ثبات الجنان وجهارة الصوت وحسن الترتيل؛ وله تفسير على الكتاب العزيز. ومما جرى له مع عبد الرحمن الناصر أمير المؤمنين أنه بنى قبةً واتخذ قراميد القبة من فضة، وبعضها مغشى بالذهب. وجعل سقفها نوعين صفراء فاقعة، وبيضاء ناصعة؛ يستلب الأبصار شعاعها؛ فجلس فيها إثر تمامها لأهل مملكته، وقال لقرابته ووزرائه مفتخراً عليهم: أرأيتم أم سمعتم ملكاً كان قبلى صنع مثل ما صنعت؟ فقالوا: لا والله يا أمير المؤمنين، وإنك لأوحد في شأنك! فبينما هم على ذلك، إذ دخل منذر بن سعيد واجماً ناكساً رأسه؛ فلما أخذ مجلسه قال له ما قال لقرابته، فأقبلت دموع القاضي تنحدر على لحيته وقال له: والله ! يا أمير المؤمنين! ما ظننت أن الشيطان لعنه الله يبلغ منك هذا المبلغ، ولا أن تمكنه من قيادك هذا الترجمة في حرف الفاء بالأندلس، بينه وبين قرطبة مرحلتان أو ثلاث، ومن هذا الفحص جبل البرانس وفيه معدن الزئبق، ومن هناك يحمل إلى الآفاق؛ وبهذا الجبل الزيتون المتناهى في الجودة؛ وبموضع بقرب من معدن الزئبق جبل يعرف بجبل المعز، في شعراء هنالك حجر يسمى حجر العابد، في وسطه قلة، وهي حفرة على قدر الصحفة بمقدار ما يدخل الإنسان فيها يديه، ويملؤهما من ماء هناك، فيشرب أو يصنع به ما احتاج إليه، فيأتي إيه البقر الكثير فيكفيهم، ويرجع إلى حجه لا يغيض ولا يغور؛ وذكر من رآه أنه جاءه في نيفٍ وثلاثين رجلاً أو نحو ذلك، وهذا معروف هناك. وبهذا الفحص بلاد وأسواق. وجباية هذا الفحص في عهد الأمير محمد ألفان اثنان، ويتصل بأحواز فحص البلوط أحواز فريش، وتنتظم قراها بقراها. وإلى فحص البلوط أحواز فريش، وتنتظم قراها بقراها. وإلى فحص البلوط ينسب الفقيه القاضي أبو الحكم منذر بن سعيد البلوطى، وقد مر ذكره في حرف الباء. فرنجولش بالأندلس بقرب حصن المدور. وهي مدينة جليلة، كثيرة الكروم والأشجار، ولها على مقربة منها معادن الذهب والفضة بموضع يعرف بالمرج. فريش موضع بالأندلس، بين الجوف والغرب من قرطبة، فيها معدن رخام، والغالب بها أشجار القسطل، وبها معدن حديدٍ؛ ويتصل بأحواز فريش أحواز فحص البلوط، وبينها وبين قرطبة مرحلتان، وبها قرية تعرف بقسطنطينة، كانت مدينةً عظيمةً أوليةً، وفيها آثار الكنائس، ويقال إنها بنيت في أيام قسطنطين ملك الروم؛ وبينها وبين قرطبة أربعون ميلاً. فنيانة قرية بقرب وادي آش من الأندلس، جامعة خطيرة، كثيرة الكروم والتوت والبساتين وضروب الثمار، وكان بها طرز الديباج، والمياه تطرد في جميع جناتها، وأهلها عجم، ذوو يسار. الفهمين مدينة بالأندلس، بالقرب من طليطلة. وكانت مدينةً متحضرةً، حسنة الأسواق والمباني، وفيها منبر ومسجد جامع، وخطبة قائمة، وملكها الروم لما ملكوا طليطلة. حرف القاف قادس جزيرة بالأندلس عند طالقة من مدن إشبيلية، وطول جزيرة قادس من القبلة إلى الجوف اثنا عشر ميلاً، وعرضها في أوسع المواضع ميل، وبها مزارع كثيرة الريع، وأكثر مواشيها المعز، وشعراؤها صنوبر ورتم؛ فإذا رعت معزهم خروب ذلك المكان عند عقدها، واسكر لبنها، وليس يكون ذلك في ألبان الضان. وقال صاحب الفلاحة النبطية: بجزيرة قادس نبات رتم إذا رعته المعز أسكر لبنها إسكاراً عظيماً؛ وأهلها يحققون هذه الخاصية. وفي طرف الجزيرة الثاني حصن خرب أولى، بين الآثار، وبه الكنيسة المعروفة بشنت بيطر، وشجر المثنان كثير بهذه الجزيرة، وبها شجيرة تشبه فسيل النخل، لها صمغ إذا خلط بالزجاج صمغه، وصار حجراً تتخذ منه الفصوص، وبها آثار للأول كثيرة. ومن أعجب الآثار بها الصنم المنسوب إلى هذه الجزيرة، بناه أركليش، وهو هرقلس، أصله من الروم الإغريقيين، وكان من قواد الروم وكبرائهم على زمن موسى عليه السلام؛ وقيل إنه أول معدودٍ لملوك اليونانيين، وملك أكثر الأرض، فحارب أهل المشرق وافتتح مدنهم، إلى أن وصل إلى الهند، وانصرف صادراً مفتتحاً لبلاد أولاد يافت، إلى أن انتهى إلى الأندلس؛ فلما بلغ البحر المحيط الغربي، سأل عما وراءه فقيل إنه لا يجاوز إلا بر الأندلس فعمد إلى جزيرة قادس، فبنى بها مجدلاً عالياً منيفاً، وجعل صورة نفسه مفرغةً من نحاسٍ في أعلى المنارة، وقد قابلت المغرب، كرجلٍ متوشح برداً من منكبيه إلى أنصاف ساقيه، وقد ضم عليه وشاحه، وفي يده اليمنى مفتاح من حديد، وهو مادها نحو المغرب، وفي اليسرى صحيفة من رصاصٍ منقوشة، فيها ذكر خبره، ومعنى الذي بيده أنه افتتح ما وراءه من البلدان والمدن. والصنم في وسط الجزيرة، وبينه وبين الحصن المذكور ستة أميال، والصنم مربع، ذرع أسفله من كل جانبٍ أربعون ذراعاً، وارتفع على قدر هذا الذرع ثم ضاق، وارتفع على قدر ذلك الذرع الثاني، ثم ضاق، وارتفع على قدر ذلك الذرع الثالث، ثم خرط البنيان من ابتداء الطبقة الرابعة، إلى أن صارت قدما الصورة على صخرةٍ واحدةٍ، قدر تربيعها في رأي العين أربع أذرع، قد تقدمت رجله اليمنى، وتأخرت اليسرى كالماشى؛ وارتفاع الصنم من الأرض إلى رأس الصورة مائة وأربع وعشرون ذراعاً، لطول الصورة من ذلك ثماني أذرع، وقيل ست؛ قبتور قرية من قرى إشبيلية؛ وفي سنة 623 وصلت شياطى الروم الغربيين نهر إشبيلية، فأسروا الناس، وحرقوا القوارب، ثم وصلوا إلى قبتور هذه، وغلبوا أهلها، ودخلوا عليهم عنوةً، ففر منهم من فر، وأخذوا جملةً منهم ومن نسائهم، واستبيح جميع ما كان في الديار من الآلات والمتاع. قبرة مدينة بالأندلس، بينها وبين قرطبة ثلاثون ميلاً، ذات مياهٍ سائحةٍ من عيونٍ شتى، منها العين التي عليها؛ والنهر الذي هناك مخرجه من ناحية جبل شيبة، عليه أرحاء كثيرة؛ وهذا الجبل شامخ ينبت ضروب النواوير وأصناف الأزاهر، وأجناس الأفاويه والعقاقير، وتدوم غضاره نواره، وتتصل بهجة نبته باعتدال هوائه وكثرة أندائه، فيقطف النرجس فيه بأعضان من الورد؛ وللمسجد الجامع بقبرة ثلاث بلاطات، ولها سوق جامعة يوم الخميس، وتحسن بها ضروب الغراسات، وأنواع الثمرات؛ وهي مخصوصة بكثرة الزيتون. وعلى مقربة من مدينة قبرة، والمغارة المعروفة بالعروب، لا يدرك قعرها، ولا يسبر غورها، وهي باب من أبواب الرياح، ويعرفونها ببئر الريح، وكان بعض خلفاء بني أمية قد أمر عامل قبرة بردم تلك المغارة، وأن يحشد لذلك أهل الناحية، ويشرف عليه بنفسه، ففعل، واعتمل الناس من ذلك مدةً؛ وكان مما ردموها به التبن والحشيش، إلى أن استوى الردم، وجلس العامل على فم الغار ليخاطب الأمير بذلك، فرجف المكان، وانهال الردم، ونجا العامل ولم يكد ينجو، بقيت المغارة لا يدرك لها قعر كما كانت قبل الردم، ولم يعلم أين ذهب جميع ما قذف فيها؛ إلا أنه رئى من ذلك التبن في بعض ينابيع المياه بذلك الجبل. وفي هذه المغارة قذف جماعة من الصقالبة المأسورين، في هزيمة كانت، أحياء. القبطيل بالأندلس، هو مفرغ وادي طرطوشة في البحر، ويعرف أيضاً بالعسكر، لأنه موضع عسكر به المجوس واحتفروا حوله خندقاً أثره باقٍ إلى الآن. قرباكة بالباء بالأندلس أيضاً، من إقليم مولة، وهي قرية بها عين ماءٍ تولد الحصى بطبعها، وإذا طال مكثه في الإناء من النحاس أو غيره، تحجر بجنباته حتى تتضاعف زنة الإناء؛ وعين ماء أخرى تفتت الحصى بطبعها. قربليان بالأندلس، بينها وبين أوريولة عشرون ميلاً، وهي كثيرة الزيتون، وبها سقى كثير. قرطاجنة هذا الأسم في ثلاثة مواضع: أحدها بالأندلس عند جبل طارق، وهي مدينة للأول غير مسكونة، وبها آثار كثيرة، وتعرف بقرطاجنة الجزيرة، وبمرساها نهر يريق في البحر يعرف بوادي البحر؛ والثانية: قرطبة قاعدة الأندلس، أم مدائنها ومستقر خلافة الأمويين بها، وآثارهم بها ظاهرة، وفضائل قرطبة ومناقب خلفائها أشهر من أن تذكر؛ وهم أعلام البلاد، وأعيان الناس؛ اشتهروا بصحة المذهب، وطيب المكسب، وحسن الزى، وعلو الهمة، وجميل الأخلاق؛ وكان فيها أعلام العلماء، وسادة الفضلاء؛ وتجارها مياسير، وأحوالهم واسعة؛ وهي في ذاتها مدن خمس يتلو بعضها بعضاً، وبين المدينة والمدينة سور حاجز؛ وفي كل مدينة ما يكفيها من الأسواق والفنادق والحمامات وسائر الصناعات؛ وطولها من غربيها إلى شرقيها ثلاثة أميال، وعرضها من باب القنطرة إلى باب اليهود ميل واحد. وهي في سفح جبل مطلٍ عليها، يسمى جبل العروس، ومدينتها الوسطى هي التي فيها باب القنطرة. وفيها المسجد الجامع المشهور أمره، الشائع ذكره؛ من أجل مصانع الدنيا كبر مساحةٍ، وأحكام صنعةٍ، وجمال هيئةٍ، وإتقان بنيةٍ؛ تهمم به الخلفاء المروانيون، فزادوا فيه زيادةً بعد زيادة، وتتميماً إثر تتميم، حتى بلغ الغاية في الإتقان، فصار يحار فيه الطرف، ويعجز عن حسنه الوصف؛ فليس في مساجد المسلمين مثله تنميقاً وطولاً وعرضاً؛ طوله مائة باع، وعرضه ثمانون باعاً، ونصفه مسقف، ونصفه صحن بلا سقف؛ وعدد قسى مسقفه تسع عشرة قوساً، وسوارى مسقفه بين أعمدته وسوارى قببه صغاراً وكباراً مع سوارى القبلة الكبرى وما يليها ألف ساريةٍ؛ وفيه مائة وثلاث عشرة ثريا للوقيد، أكبرها واحدة منها تحمل ألف مصباح، وأقلها تحمل انثى عشر مصباحاً، وجميع خشبه من عيدان الصنوبر والطرطوشى، ارتفاع حد الجائزة منه شبر وافر، وفي عرض شبرٍ إلا ثلاثة أصابع، في طول كل جائزة منها سبع وثلاثون شبراً؛ وبين الجائزة والجائزة غلظ جائزة؛ وفي سقفه من ضروب الصنائع والنقوش مالا يشبه بعضها بعضاً، قد أحكم تزيينها، وأبدع تلوينها؛ بأنواع الحمرة والبياض والزرقة والخضرة والتكحيل، فهي تروق العين وتستميل النفوس، بإتقان ترسيمها ومختلفات ألوانها. وسعة كل بلاطٍ من بلاط سقفه ثلاثة وثلاثون شبراً؛ وبين العمود والعمود خمسة عشر شبراً؛ ولكل عمود منها رأس رخامٍ وقاعدة رخامٍ ولهذا الجامع قبلة يعجز الواصفون عن وصفها وفيها إتقان يبهر العقول تنميقها، وفيها من الفسفساء المذهب والملون ما بعث به صاحب القسطنطينة العظمى إلى عبد الرحمن الناصر لدين الله؛ وعلى وجه المحراب سبع قسىٍ قائمة قرمونة مدينة بالأندلس في الشرق من إشبيلية، وبينها وبين إستجة خمسة وأربعون ميلاً، وهي مدينة كبيرة قديمة، وهي باللسان اللطينى كارب موية وهي الكاف والألف والراء والباء المعجمة بواحدة معناه صديقي؛ وهي في سفح جبلٍ عليها سور حجارة من بنيان الأول كان تثلم في الهدنة، ثم بنى في الفتنة، وجنباتها حصينة ممتنعة على المحاربين إلا من جهة المغرب، وارتفاع سورها هناك أربعون حجراً، وبالذراع ثلاث وأربعون ذراعاً، وفي هذا السور الغربي برج يعرف بالبرج الأجم، عليه ينصب العرادات عند القتال؛ وفي ركن هذا السور أيضاً، مما يلي الجوف، بنيان مرتفع على السور يسمى سمرملة، عليه برج للمحاربين، وتحته مرج نضير لا ينهشم ولا يصوح كلاه، ويتصل بهذا السور خندق عميق جداً أولى، وترابه مستند إلى السور، وفي السور القبلي موضع فيه صخرة عظيمة منيعة منتصبة كالحائط، يحسر عنها الطرف من علوها، والسور مبنى فوقها، وقد بقي منها دونه قدر ممشى الرجل، فيتدلى من هناك الرجال لا شتيار العسل، واصطياد فراخ الطير من صدوع تلك الصخرة؛ وفي هذا السور القبلى باب يعرف بباب يرنى، نسب إلى قرية بإزائه تسمى يرنى، وباب قرطبة شرقية عليه قصبة وأبراج، وباب قلشانة بين الشرق والجوف، ومنه الخروج إلى قرطبة لسهولته؛ وأما باب قرطبة فطريقه وعر ممتنع، وباب إشبيلية غربي، دونه إلى داخل المدينة باب ثانٍ بينهما خمسون ذراعاً؛ وبمدينة قرمونة جامع حسن البناء، فيه سبع بلاطات، على أعمدة رخامٍ وأرجل صخرٍ، وسوقها جامعة يوم الخميس، وبها حمامات ودار صناعة، بنيت بعد سنة المجوس مخزناً للسلاح؛ وبداخل مدينة قرمونة آثار كثيرة للأول، ومقطع حجرٍ، وحواليها مقاطع كثيرة، منها مقطع بجوفيها. وإشبيلية بقرب مدينة قرمونة بينهما عشرون ميلاً. وبقرب قرمونة فحص عريض حمال للزرع فيه قرى كثيرة ذات مياهٍ غزيرةٍ وعيونٍ وآبارٍ. وافتتح عبد الرحمن بن محمد مدينة قرمونة سنة305. قرناطة بالنون مدينة بالأندلس، في ناحية منتزحة عن العمران، وفي جبالٍ شاهقة هناك غار فيه رجل ميت لم تغيره الأزمنة ولا يدرى له أول شأنٍ، ويكف من أعلى الغار ماء في وقبٍ لطيف فلا يفيض ذلك الوقب بدوام الماء، وإن شرب منه العدد الكثير لم ينقص. ويذكر أن بعض المستهزئين أخذ من أكفان ذلك الميت فصعق لفوره. قسطلة دراج قرية في غرب الأندلس، منها أبو عغمر أحمد بن محمد بن دراج القسطلى، ودراج هو الذي تنسب إليه القرية فيقال قسطلة دراج. وكان أبو عمر هذا كاتباً من كتاب الإنشاء في أيام المنصور بن أبي عامر، وهو معدود في جملة العلماء والمقدمين من الشعراء، واختبر واقترح عليه فبرز وسبق. فمن قوله يصف السوسن ويمدح الحاجب المظفر سيف الدولة عبد الملك بن المنصور بن أبي عامر : إن كان وجه الـربـيع مـبـتـسـمـا فـالـسـوسـن الـمـجتـلى ثـناياه يا حـسـنـه بـين ضـاحـكٍ عـبـق يطـــيب ريح الـــحـبـيب رياه خـاف عـلـيه الـعـيون غـاشــية فـاشـتـق مـن حــده فــسـماه وهـو إذا مـغــرم تــنـسـمــه خلى عـلـى الأنـف مـنـه سـيماه يا حـاجـبـاً مـذ براه خـالــفــه تـوجـه بـالــعــلـى وحــلاه إذا رآه الـزمـان مـبـتـهــجــا فـقـد رأى كـل مـا تــمــنـاه وإن رآه الـهـلال مـطــلــعــا يقـــول ربـــي وربـك الـلـه قشتالة عمل من الأعمال الأندلسية، قاعدته قشتالة سمي العمل بها، وقالوا: ما خلف الجبل المسمى بالشارات في جهة الجنوب يسمى إشبانيا، وما خلف الجبل من جهة الشمال يسمى قشتالة، ولبعضهم : الروم تضـرب فـي الـبـلاد وتـغـنـم والعـرب تـأخـذ مـا بـقـي الـمغـرم والـمـال يورد كـلــه قــشـتــالة فـالـلـه يلـطـف بـالـعـباد ويرحــم القصر مدينة بالأندلس، بينها وبين شلب أربعة مراحل. وهي مدينة حسنة متوسطة، على ضفة نهر كبير، وهو نهر تصعد فيه السفن السفرية، وفيما استدار بها من أرض كلها شجر الصنوبر، وبها الإنشاء الكثير، وهي خصيبة، كثيرة الألبان والسمن والعسل واللحم، وبين القصر والبحر عشرون ميلاً. قصر أبي دانس بغربي الأندلس، فيه كانت الوقيعة على المسلمين للروم في سنة 614، وأعانهم أهل الأشبونة وغيرها من مملكة ابن الرنق، فأخذوا في نقب الأرض تحت الحصن،إلى أن قنطوا وأفضى الناس إلى الهلكة، وبلغ الأمر إلى الولاة الذين في غرب الأندلس وإشبيلية وقرطبة وجيان، فتجهزوا لدفاع العدو، وجاء منهم جيش عظيم لكنهم تخاذلوا على عادتهم، فكانت الهزيمة عليهم وولوا منهزمين، ووقع القتل والأسر، ولم يبرز للمسلمين من الروم إلا نحو سبعين فارساً، ورأى أهل الحصن ذلك فأيقنوا بالتغلب عليهم. قلب هي قاعدة مورور بالأندلس، ودار الولاية بها، وهي مدينة كبيرة، فيها مسجد جامع، وسوق ترده الناس بضروب المتاجر، وهي كثيرة الزيتون والثمار، ولها بطائح سهلة، وجبال شامخة وعرة، منها جبل بقبلتها منيع وعر حصين، وعلى مقربة منه جبل القرود. قلسانة قلشانة بالسين والشين بالأندلس، من كور شذونة، وهي مدينة سهلية على وادي لكه، وهو بقبلتها، وينصب فيه على مقربة منها نهر بوطة، وموقعه في نهر لكه، ولها قصبة مشرفة بغربيها، وتفتح بابها إلى القبلة؛ وفي المدينة جامع حسن البناء، فيه ست بلاطات، بناه الإمام عبد الرحمن بن محمد، وقلشانة متوسطة المدن بكور شذونة، وبها كان قرار العمال والقواد على شذونة، ومدينتها الأولية المذكورة في كتب القياصرة مدينة شذونة التي تعرف في عصرنا بمدينة ابن السليم، وبنو السليم قد انصرفوا إليها عند خراب مدينة قلشانة وصاروا فيها، وبين قلشانة ومدينة ابن السليم خمسة وعشرون ميلاً، وهي بين الغرب والقبلة من قلشانة، وتعمل في قلشانة ثياب تعرف بالقلشانية مخترعة الصنعة، غريبة العمل. قلعة أيوب بالأندلس بقرب مدينة سالم. وهي مدينة رائقة البقعة، حصينة، شديدة المنعة، كثيرة الأشجار والثمار، كثيرة الخصب، رخيصة الأسعار، وبها يصنع الغضار المذهب، ويتجهز به إلى كل الجهات، وهي قريبة من مدينة دروقة، بينهما ثمانية عشر ميلاً. قلعة رباح بالأندلس أيضاً من عمل جيان، وهي بين قرطبة وطليطلة، وهي مدينة حسنة، ولها حصون حصينة على نهرٍ، وهي مدينة محدثة في أيام بني أمية، وإنما عمرت قلعة رباح بخراب أوريط، وبقرب قلعة رباح حامض إذا مخض في سقاء حلا. وفي سنة 241 أمر الإمام محمد بتحصين مدينة قلعة رباح والزيادة في مبانيها، ونقل الناس إليها وإلى مدينة طلبيرة، ثم ملكها النصارى ولم تزل في أيديهم إلى عام وقيعة الأرك، فخلت قبل الوصول إليها وكان بقاؤها في أيديهم إحدى وخمسين سنة وعشرة أشهر؛ فأمر المنصور يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بتطهير جامعها، وصلى فيها، وقدم على قوادها يوسف بن قادس. قلمرية "بالميم"، بالأندلس من بلاد برتقال، بينها وبين قورية أربعة أيام. وهي على جبل مستدير، وعليها سور حصين، ولها ثلاثة أبواب، وهي في نهاية من الحصانة. وهي صغيرة متحضرة عامرة كثيرة الكروم والتفاح والقراسيا؛ ومكانها في رأس جبل ترابٍ، لا يمكن قتالها، وهي على نهر عليه أرحاء، وبين قلمرية وشنترين ثلاث مراحل، وبينها وبين البحر اثنا عشر ميلاً. قنطرة السيف بالأندلس وهو حصن بينه وبين ماردة يومان وهو حصن منيع على نهر القنطرة، وأهلها متحصنون فيه، ولا يقدر لهم أحد على شيء، والقنطرة لا يأخذها القتال إلا من بابها فقط، والقنطرة هذه قنطرة عظيمة على قوسٍ من عمل الأول، في أعلاها سيف معلق لم تغيره الأزمنة ولا يدري ما تأويله. قورية بالأندلس، قريبة من ماردة، وبينها وبين قنطرة السيف مرحلتان، ولها سور منيع، وهي أولية البناء، واسعة الفناء، من أحصن المعاقل، وأحسن المنازل، ولها بوادٍ شريفة خصيبة، وضياع طيبة، وأصناف من الفواكه كثيرة، وأكثرها العنب والتين. وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
صبح بتاريخ: 28 نوفمبر 2006 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 نوفمبر 2006 تاريخ سقوط أهم المدن الأندلسية 130 هـ \ 748 م: بمبلونة Pmpalone 374 هـ \ 985 م: برشلونة Barcelona 387 هـ \ 997 م: سانتياغو Santiago 392 هـ \ 1002 م: ليون Leon 446 هـ \ 1055 م: سلمنقة Salamanca 456 هـ \ 1064 م: قلمربة Colambra 457 هـ \ 1065 م: بربشتر Barbastro 476 هـ \ 1084 م: مدريد Madrid 477 هـ \ 1085 م: طليطلة Toledo 489 هـ \ 1096 م: وشقة Huesca 507 هـ \ 1114 م: تطيلة Tudela 512 هـ \ 1119 م: سرقسطة Zaragoza 543 هـ \ 1177 م: قونقة Cuonca 585 هـ \ 1179 م: شلب Silves 619 هـ \ 1222 م: ماردة Merida 627 هـ \ 1229 م: بطليوس Badajos 628 هـ \ 1230 م: ميورقة (من جزر الباليار) Mallorca 632 هـ \ 1235 م: يابسة Ibza 633 هـ \ 1236 م: قرطبة Cordoba 633 هـ \ 1236 م: طلبيرة Tolavera 636 هـ \ 1238 م: دانية Denia 640 هـ \ 1242 م: قرطاجنة Cartagena 641 هـ \ 1243 م: دانية Denia 641 هـ \ 1443 م: مرسية Murcia 644 هـ \ 1246 م: جيان Jaen 645 هـ \ 1247 م: لشبونة Lisbaana 645 هـ \ 1247 م: شاطبة Jativa 646 \ 1248 م: إشبيلية Sevilla 647 هـ \ 1249 م: لاردة Lerida 661 هـ \ 1262 م: ولبة Huelva 661 هـ \ 1262 م: لبلة Nibela 661 هـ \ 1262 م: قادس Cadis 686 هـ \ 1287 م: منورقة (بقية جزر الباليار) Menorca 702 هـ \ 1310 م: جبل طارق Giraltar 818 هـ \ 1415 م: سبتة Ceuta 890 هـ \ 1485 م: رندة Ronda 893 هـ \ 1487 م: مالقة Malaga 894 هـ \ 1488 م: وادي آش Cudix 894 هـ \ 1488 م: المرية Almeria 898 هـ \ 1492 م: غرناطة Granada وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
otaka بتاريخ: 30 نوفمبر 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 30 نوفمبر 2006 1. سبته و مليله لا يزلان تحت الحكم الاسبانى برغم انهم جزء من المغرب 2. عظمه الحضاره تتجلى فى عدم وجود اميه فى الاندلس عكس ما نحن عليه الان و اذكر انى سمعت من شخص انجليزى ان طبيبا فى الاندلس عالج امراءه مسيحيه تعانى من السل بوصف نظام غذائى معين فجاء كاهن مسيحى و قال هذا لا ينفع و قام بحلق شعر المراه و شرط راسها بصليب حاد فماتت فقال ان عليها شيطان نفس ما يحدث الان فى بلادنا من انتشار الشعوذه 3. انا اوافق الاخ زهيرى و الاخ ابو محمد فى موضوع الفتح مع انهم اهلاويه ففتح الاندلس ما هو الا ترجمه للقوه الاقتصاديه و العسكريه لدوله المسلمين انذاك و ان كان المسلمين اقاموا العدل فى الاندلس و جعلوا العباده مكفوله فهذا هو المحك لكن اسقاط الدين على السياسه بتلك الصوره ضرره اكبر من نفعه 4.خالص الشكر للاخ صبح على اسهاماته الفعاله جعلها الله فى ميزان حسناتك و بكينا.. يوم غنّى الآخرون و لجأنا للسماء يوم أزرى بالسماء الآخرون و لأنّا ضعفاء و لأنّا غرباء نحن نبكي و نصلي يوم يلهو و يغنّي الآخرون رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
هيثم نافع بتاريخ: 17 ديسمبر 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 ديسمبر 2006 بعث جورج الثاني ملك إنجلترا والنرويج والسويد برسالة إلى السطان هشام الثالث في الأندلس، جاء فيها: إلى صاحب العظمة / خليفة المسلمين / هشام الثالث الجليل المقام .... من جورج الثاني ملك إنجلترا والنرويج والسويد ... بعد التعظيم والتوقير، فقد سمعنا عن الرقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الضافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة، فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج من هذه الفضائل... لتكون بداية حسنة لاقتفاء أثركم، لنشر العلم في بلادنا التي يحيط بها الجهل من أركانها الأربعة. وقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة (دوبانت) على رأس بعثة من بنات الأشراف الإنجليز، لتتشرف بلثم أهداب العرش، والتماس العطف، وتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم، وفي حماية الحاشية الكريمة.. وقد أرفقت الأميرة الصغيرة بهدية متواضعة لمقامكم الجليل، أرجو التكرم بقبولها مع التعظيم والحب الخالص. من خادمكم المطيع جورج الثاني سبحان الله إعكس الرساله كده :blush: ........... أيوه ده واقعنا الحالي B) تسجيب متابعة يا عم صبح :) ليه لمّا أودّك تمنعني رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
هادي بتاريخ: 30 ديسمبر 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 30 ديسمبر 2006 عن يوسف بن تاشفين .. ذلك المجاهد الفذ .. الذي لم ينل حظه من الدراسة والثناء وعن موقعة الزلاقة تحديداً تلك التي لو تم استثمارها لدانت اوربا بكاملها بدين الاسلام .. لكن ليقضي الله أمرأ كان مفعولا وجدت هذه الدراسة في موقع رصين مفيد لمجلة الفسطاط التاريخية http://www.fustat.com/I_hist/zallaqah.shtml والمقال يؤكد على أهمية دراسة أبناء هذه الامة الاسلامية لتاريخهم دراسة متعمقة متأنية واعية ، فيقول : التاريخ ذاكرة الشعوب، وحاستها المنبهة، ومن ثَمَّ فهو أهم عوامل تحريك هذه الشعوب نحو غاياتها، والادراك الواعي بالتاريخ ليس عملية سهلة أو بسيطة، لكنه أقسى من آلام الميلاد نفسها إن لم يشكل هذا الادراك وهذا الوعي جديداً بكل ما يصاحبه من آلام ومن تمخضات. وربما كان هذا هو السبب في سعي القوى الاستعمارية والعدائية عامة إلى التعتيم على تاريخ الأمة العربية الإسلامية، وإلى العمل على طمس هذا التاريخ وتزييفه، وليست غريبة تلك الأصوات الناعقة بقطع صلتنا بالماضي، بل ووصول بعضها إلى القول بإلقاء تراثنا في البحر ثم تمضي بعد ذلك. أقول: إن هذه الأصواب –بنيّة أو بغير نية- إنما تخدم مصالح أعداء هذه الأمة حين توصي بإهمالها لتراثها، ومن ثم لتاريخها. وأهمية التاريخ الحقيقية تكمن في دراسته واستيعابه لكي نتمكن، على ضور الإفادة من تجاربه من تصحيح الحاضر، والاستعداد للمستقب ثم يستعرض معركة الزلاقة ومقدمتها التاريخية وسير أحداثها .. يوم الجمعة 12 رجب سنة 479هـ، 23 تشرين أول، أكتوبر سنة 1086م وفيها يقول الشاعر الأندلسي أبو طالب بن عبدالجبار متحدثاً عن ذلك النصر فقال: فإذا أراد الله نصر الدين ... استصرخ الناس ابن تاشفين وواصل السير إلى الزلاقة ... وساقة يومها ما ساقة لله در مثلها من وقعة ... قامت بنصر الدين يوم الجمعة (1) = = = = = = = = (1) أحمد أمين - ظهر الأسلام ج3 · ط4 - القاهرة - مكتبة النهضة المصرية- 1966 - ص121 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
عاشق التاريخ بتاريخ: 19 أبريل 2007 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 19 أبريل 2007 الأندلس من الفتح إلى السقوط... للسماع اضغط هناالأندلس من الفتح إلى السقوط... للقراءة اضغط هنا مع تحياتي لا تصحب من لا ينهضك حاله ولا يدلك على الله مقاله - ابن عطاء الله السكندري رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
صبح بتاريخ: 21 فبراير 2010 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 فبراير 2010 للرفع وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ozoozo بتاريخ: 21 فبراير 2010 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 فبراير 2010 ماكنتش اعرف ان هنا في موضوع عن الاندلس انا مهووس بالتاريخ الاندلسي لكن لي نظريه اود مناقشتها معكم ولا اعلم مدي صحتها اولا :ان كولومبوس قام بغزو العالم الجديد تقريبا عام 1501 بمساعده من؟ الملكان الكاثوليكيان فرديناند وايزابيلا واللذان اخرجا المسلمين من الاندلس عام 1492 اي ان لو استمر الوجود الاسلامي قرابه العشرين عاما اخري كان من الممكن ان يكون العالم الجديد وامريكا في قبضه المسلمين؟ هل كنا سنكون قوه عظمه ساعتها استنادا لثروات العالم الجديد ام الموضوع ليس ثروت فقط ولكن حسن الاداره مع العلم ان وقتها التقدم التكنولوجي كان من نصيب المسلمين ثانيا :العالم الجديد وقتها بما فيهم امريكا تم السيطره عليها من قبل الاسبان والذين استمروا في معارك لمده 700 عام مع المسلمين اي ان السكان الحالييين هم احفاد الاسبان اي ان حرب الامريكان للمسلمين هي بالفعل حرب عفائديه علي خلفيه حروب الاسترداد في الاندلس هل الكلام ده ممكن يكون صح؟ رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
engmido بتاريخ: 21 فبراير 2010 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 فبراير 2010 مشاركة متميزة ﴿ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان حبيبتان الى الرحمن ﴾ رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ozoozo بتاريخ: 21 فبراير 2010 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 فبراير 2010 لو تتم جميلك وترفعلنا الصور الجميله دي في ملف واحد مضغوط علي اي سيرفر يبقي كتر خيرك رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ozoozo بتاريخ: 21 فبراير 2010 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 فبراير 2010 تاريخ الاندلس المصور لطارق سويدان http://www.BLOCKED77/file/75497565/22aa2...rified=7ad91224 http://www.BLOCKED77/file/75537055/8ea07...rified=7ad91224 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
محمود حازم بتاريخ: 23 فبراير 2010 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 فبراير 2010 تحياتى لك يادكتور صبح انا قاصد اقول دكتور لأن انت المفروض تاخد دكتوراه فى التاريخ الاندلسي لان الموضوع اكثر من رائع بس انا طالب منك انك تحاول تجيب لنا ابيات شعر زى مرسية ابن النبار لبلنسيه وكمان كان فيه ابيات اللى كان يحث فيها الشعراء عامه الشعب على القتال زى لازت بكم اندلس ناشدة ...... برحم الدين ونعمالرحم وخد دول بيتين مدح منى ليك انت نعم صبح فعال .....منير لكل جاهل فتاريخ الاندلس لا ......يبرزه الا عاقل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts