إنجازات القائد بعد رُبع أرن

[se_ Elsyed]

سؤال جوابه مؤلم!

بقلم سليمان جودة

لم ندخل حرباً بعد ٧٣.. هذا صحيح، وكان السادات يراهن علي ذلك، ويصفها بأنها آخر الحروب.. ولكن امتداد الحرب ظل موجوداً بيننا، إلي ٢٥ أبريل ٨٢، تاريخ إعادة آخر شبر من سيناء، باستثناء طابا التي دارت حولها معركة سياسية لعدة سنوات فيما بعد.. وقبل ذلك، كان السادات قد أعاد فتح قناة السويس في ٧٥، وكان قد أعاد الأحزاب السياسية في ٧٦، وزار القدس في ٧٧، وأجري مفاوضات كامب ديفيد في ٧٨ وعقد معاهدة السلام في ٧٩..

وفي عام ٧٤ من قبل، كان قد قرر تحويل اتجاه الاقتصاد المصري، من الاقتصاد الموجه إلي اقتصاد السوق الذي اشتهر بمرحلة الانفتاح، وهي مرحلة قرر فيها الحاكم، نقل الاقتصاد كله، من طريقه إلي طريق آخر مخالف تماماً.. وطبيعي أن يكون قرار كهذا، قراراً سياسياً، أما تهذيب الانفتاح، وتحديد مجراه بدقة، فمن المنطقي أن يكون لاحقاً للقرار نفسه..

ومن عام ١٩٨١ إلي اليوم، لم يعكر حسني مبارك صفو السلام، ولا سمح لأحد بتعكيره، ولا استطاع أحد أن يستفزه.. كل هذا صحيح أيضاً ومحسوب لمبارك.. غير أن السؤال الأساسي هنا يظل علي النحو التالي: ماذا فعلنا خلال ربع قرن مضي؟! لقد كان في إمكاننا خلال ٢٥ سنة، أن نكون في حجم ماليزيا أو كوريا، أو سنغافورة، أو.. أو.. ولكننا لم نحقق شيئاً مما حققوه مع أن قوي الشر نفسها حققت شيئاً في ٢٥ سنة.. ومع أن قوي الإصلاح أيضاً حققت شيئاً، بل إن الإخوان أنفسهم حققوا أشياء في ٢٥ سنة.. فماذا فعلنا نحن طوال هذه السنين؟! لا شيء!!

وإذا أردنا أن نكون أكثر دقة، قلنا إننا حققنا الكثير من الكم علي حساب الكيف.. وهذه العملية في حد ذاتها كارثة.. لماذا؟! لأننا أنشأنا آلاف المدارس، وكان مستوي التعليم قد تراجع إلي الوراء كيلومترات!! وافتتحنا أكثر من جامعة فإذا بجامعاتنا كلها بلا استثناء تخرج من بين أفضل ٥٠٠ جامعة في العالم..

أدخلنا مياه الشرب إلي أغلب القري.. ولكن الناس تشربها ملوثة لتموت!! افتتحنا مئات المصانع، وزاد عدد العاملين!! بلغ دعم الطاقة وحدها ٤٥ مليار جنيه، ولكن الأغلبية لا تستفيد من ورائه، لأن الجزء الأكبر منه، يتسرب إلي غير مستحقيه!! شققنا عشرات الطرق.. ولكن هذا ليس إنجازاً يستوجب البقاء في الحكم ٢٥ سنة، لأنه استجابة طبيعية لزيادة مماثلة في عدد السكان.. وحين يرتفع هذا العدد، من ٣٠ أو ٤٠ مليوناً، إلي ما فوق السبعين، فالطبيعي جداً أن تتضاعف الخدمات والمرافق.. وإلا.. فإن السودان نفسه زاد عدد سكانه، خلال الفترة ذاتها، وربما بنفس النسبة.. فهل هذا إنجاز أو عنوان لـ ٢٥ سنة متواصلة في السلطة؟!

مرة أخري.. ماذا تحقق طيلة هذه الفترة، من نوعية ما كان السادات يحققه في كل عام؟! أخشي أن أقول، إنه لا شيء!! وإذا كان هناك أحد لديه إجابة مختلفة، فأرجو أن يناقشني!! فكل ما تحقق، من نوعية ما أشرت إليه، تحول إلي عبء، ولم يكن أبداً إضافة!!

وإذا كان مادحو الرئيس، لا يجدون شيئاً يقال، سوي أن مبارك لم يورط البلد في حرب ويقول منتقدوه في المقابل إنه لم يفعل شيئاً، فحقيقة الأمر أن الطرفين متفقان لأول مرة، علي عدم إنجاز شيء حقيقي، طوال ربع قرن.

المصري اليوم