اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

وقائع إغتيال الجنيه المصــــــرى ..... !!!!


Recommended Posts

سواء نعيش خارج "الــــوطن ... أو نتعذب إقتصاديا داخله " ... فإن موضوع "قيمة الجنيه المصرى ..ز المتدهورة بشكل مستمر" تهم

كل منا ...

حالة التضخم ... لا يمكن إنكارها ... وأتذكر أيام كان للجنيه المصرن ... قيمة .... وأتذكر ، كيف أننى كنت أغيره فى سوق بيروت ...

بسبعة ليرات لبنانية ، ... وكيف أن قيمته كانت مشرفة بالنسبة للجنيه الأسترلينى ... كما أتذكر أننا كنا نغير الجنيه المصرى بعدة

دولارات ...

يقولون ، ... أفضل شيىء .. أن يأخذ الجنيه المصرى ... الجنسية الأمريكية ... حتى يصبح قيمته ... نصف دولار ...

السطور التالية ... منقولة حرفيا من موقع "الفكر العربى" ....

تعليقى عليهم ....

والــــى أين ..... ؟؟؟ ومـــــــــــــاهى النـــــــــهاية .....؟؟؟

نهـــــايتنا ....

فإســـــــــلمى يــــــــــــــــامصر

يحى الشاعر

"........................

وقائع إغتيال الجنيه المصرى .... عبد المجيد راشد

Contributed by عبد المجيد راشد on 23-9-1427 هـ

Topic: عبد المجيد راشد

وقائع إغتيال الجنيه المصــــــرى

عبد المجيد راشد

1 ـ رؤية تاريخية

***************

مر الجنيه المصري بعدة مراحل ، بدءا من محاولة محمد على فى عام 1830 إقامة نظام نقدي مستقلا، ثم تشكيل لجنة إصلاح العملة في أغسطس عام 1884، وخروج مصر عن قاعدة الذهب في أغسطس 1914 حينما أعفى البنك الأهلي من الالتزام بدفع مقابل ما يصدره من أوراق بالنقد المصري بالذهب، فغدت هذه الأوراق غير قابلة للتحويل . ثم دخلت بعد ذلك في منطقة الاسترلينى حينما رخص للبنك الأهلي الاستعاضة بأذون الخزانة البريطانية عن غطاء الذهب المنصوص عليها فى القانون الأساسي للبنك، مع ما يعنيه ذلك من الأرتباط ببريطانيا.

وفى سبيل التخلص من التبعية للنقد الاسترلينى، قامت الحكومة المصرية باتخاذ خطوتين هامتين. أولاهما الانضمام الى صندوق النقد الدولى عام 1945 مع تحديد سعر الجنيه المصرى بقيمة ثابتة من الذهب تعادل 3.6728 جراما ( او 4.133 دولار ). و ثانيتهما تمثلت فى خروج مصر من المنطقة الاسترلينية فى يوليو 1947 وفرض الرقابة على عمليات الصرف الأجنبي . وقد ظل الجنيه المصري يعادل 4.1 دولار حتى عام 1949، أي لمدة عامين بعد خروج مصر من منطقة الاسترلينى، وكانت مصر قد خرجت من الحرب العالمية الثانية وهى دائنة لبريطانيا فيما عرف بمشكلة الأرصدة الإسترلينية التى تجمدت بعد الحرب العالمية الثانية وقيمتها 430 مليون جنيه استرلينى. وتجدر الاشارة الى أن هذه الأرصدة تختلف عن الأرصدة الاسترلينية التى كانت قائمة قبل الحرب العالمية الثانية ، حيث كانت قابلة للتصرف فيها فى أي دولة من دول العالم وقابلة للتحويل الى أى عملة أجنبية ، أما الأرصدة التى تجمعت أثناء الحرب فقد كان لايمكن تحويلها الى أى عملة غير الاسترلينى .

2ـ المرحلة الناصرية

******************

ومع تزايد الصعوبات الناجمة عن نقص العملات الأجنبية قامت الحكومة المصرية باتخاذ عدة اجراءات ووسائل جديدة، فأنشأت حسابات التصدير (1949 - 1955 ) وحسابات الاستيراد. وهكذا، اتسم سعر صرف الجنيه المصرى خلال الخمسينيات و الستينات بالتعدد وسيادة أربعة أنواع رئيسية هي :

أ ـ سعر التعادل، وطبق فى بعض المدفوعات كالسياحة والهجرة وهو السعر الذى تحدد وفقا لعلاقة مصر بصندوق النقد الدولى.

ب ـ سعر اتفاقيات الدفع، وهو سعر اتفاقى.

ج ـ جنيه التصدير، وهو جنيه قابل للتحويل يتغير سعر صرفه طبقا للعرض والطلب ويستخدم فى العمليات الجارية غير المباشرة أي في التجارة الثلاثية.

د ـ جنيه حق الاستيراد، وهو جنيه حر حتى داخل البلاد يستخدم فى العمليات الجارية فى البداية بغرض تشجيع شراء القطن وتسهيل دفع ثمنه ثم امتد العمل به فشمل جميع الصادرات.

و دار متوسط سعر الصرف فى تلك الفترة حول ثلاثة دولارات و ثلاثون سنتا مقابل الجنه المصرى.

3ـ مرحلة الانفتاح الاقتصادى

**************************

مع دخول حقبة السبعينيات بدأت السياسة الاقتصادية للدولة فى تغيير المسارات و الردة على السياسات الناصرية ، وهو ما تطلب بالضرورة تغيير سياسة الصرف الأجنبي بما يتلاءم مع متطلبات المرحلة الجديدة. من هنا كان إنشاء السوق الموازية بالقرار الوزارى رقم 477 لسنة 1973، وذلك على أن يتم فى نطاقها التعامل طبقا لأسعار الصرف التشجيعية وهى عبارة عن سعر الصرف الرسمى، مضافا اليه علاوة تسمى بالعلاوة التشجيعية وقد حددت هذه العلاوة بواقع 50 % من السعر الرسمى للشراء على أن يزيد السعر التشجيعى للشراء بنسبة 5 %.

وقد تم رفع هذه العلاوة عدة مرات حتى وصلت الى 79 % من الأسعار الرسمية للشراء، ويضاف إليها 2% للوصول إلى سعر البيع التشجيعى. وبالتالى هبط سعر الجنيه المصرى من 2.5 دولار إلى 1.7 دولار فى سبتمبر 1973، ثم الى 1.42 دولار للجنيه فى نهاية 1973. و في عام 1974 أجاز المشرع للمصريين الحائزين على موارد بالعملات الأجنبية، أن يقوموا بتحويلها للبلاد في شكل عيني ، كما أجاز القرار لغير المقيمين (أجانب ومصريين) القيام بتوريد السلع. واتسع نطاق هذا النظام وتصاعدت أهميته بصدور القانون رقم 118 لسنة 1975. والذى مكن القطاع الخاص من حرية ممارسة الاستيراد والتجارة بما فى ذلك إنشاء وكالات تجارية للاستيراد. ثم قرار وزير التجارة رقم 427 لسنة 1977، والذي سمح للقطاعين العام والخاص والأفراد بالاستيراد المباشر مع التمويل من موارد السوق الموازية في حدود السلع المدرجة دون التقييد بالحصص المحددة، وذلك باستثناء بعض السلع الأساسية ( القمح، الدقيق، السكر، الشاي، زيت الطعام ,المبيدات الحشرية، الأسمدة الكيماوية، المنتجات البترولية) ثم أضيفت بنود جديدة من المتحصلات المنظورة وغير المنظورة، بحيث أصبحت كافة المتحصلات تتم بالأسعار التشجيعية باستثناء السلع الأساسية وهى القطن والأرز والبترول ومنتجاته، وكذا رسوم المرور فى قناة السويس.

وكانت موارد هذه السوق عبارة عن حصيلة مدخرات وتحويلات المصريين العاملين فى الخارج وإيرادات السياحة وحصيلة الصادرات السلعية، باستثناء السلع التقليدية وتحويلات مواطني الدول العربية لغير أغراض الاستثمار. وبنهاية عام 1975 كانت السوق الموازية هى السوق التى تجرى فى داخلها كل تقلبات سعر صرف الجنيه المصرى.

وقد أدت الأوضاع سالفة الذكر إلي تعدد أسعار الصرف السائدة خلال تلك الفترة، فكان هناك سعر صرف مجمع البنك المركزي ( الدولار يساوى 70 قرشا)، وسعر مجمع البنوك المعتمدة ( الدولار يساوى 83.2 قرشا )، وسعر الصرف بعلاوة متغيرة في المجمع المستقل للنقد الأجنبي والمنشأ وفقا للقرار الوزاري رقم 3 لسنة 1985 والذي وصل فيه سعر الدولار إلى 130 قرشا، هذا فضلا عن سعر الصرف الخاص باتفاقيات الدفع التي كانت سارية المفعول آنذاك.

4ـ مرحلة مبارك و توحيد سعر الصرف

********************************

وكان من الطبيعي إزاء التدهور المستمر فى قيمة العملة والتشوهات العديدة فى سعر الصرف أن تحاول الحكومة علاج هذا الموقف. وقد تمثل ذلك فى القرارات الوزارية رقم 222 و223 و 224 لسنة 1987، والخاصة بانشاء السوق المصرفية الحرة للنقد الأجنبي. والتي تعتبر بداية لتوحيد سعر الصرف، إذ سُمح بمقتضى هذا النظام للبنوك المعتمدة بشراء وبيع النقد الأجنبى وفقا لأسعار تحددها لجنة إدارة السوق المصرفية في ضوء مؤشرات العرض والطلب . وبناء على ذلك تحدد سعر صرف الدولار عند 217 قرشا بدلا من 136 قرشا، ويتم التعديل يوميا بواسطة لجنة إدارة السوق.

وقد تناول القرار رقم 223 لسنة 1987 المدفوعات والمتحصلات لهذه السوق، وأهمها مدخرات العاملين بالخارج والسياحة ومشتريات البنوك من كافة أنواع حسابات النقد الأجنبي وحصيلة صادرات القطاع الخاص المسموح بتجنبها وحصيلة صادرات القطاع العام المحددة . وقد ترتب على ذلك نقل نحو 85 % من استخدامات القطاع العام من مجمع البنوك إلى تلك السوق ثم اتساعها لتشمل عمليات مجمع البنوك فى مارس 1988 والخفض التدريجي لسعر صرف مجمع البنك المركزي اعتباراً من أغسطس 1989 ، إلي أن تم تحديد سعر يقترب من السوق المصرفية الحرة فى فبراير 1991 .

يلاحظ المتتبع لسوق الصرف الأجنبي في مصر أن السياسة الحكومية قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال ، وقامت بتوحيد سعر صرف السوق الأولية والثانوية إعتبارا من أكتوبر 1991 ، وسمحت بحرية التعامل في النقد الأجنبي من خلال المصارف المعتمدة والجهات الأخرى ،غير المصرفية ، التي يرخص لها بالتعامل في النقد ،وجاءت هذه العملية ، إستكمالا للإجراءات التي بدأت منذ إنشاء السوق المصرفية الحرة في مايو 1987 ، ثم إتساعها لتشمل عمليات مجمع البنوك في مارس 1988 ، والخفض التدريجي لسعر صرف مجمع البنك المركزي إعتبارا من أغسطس 1989 ، وإلى أن تم تحديد سعر يقترب من السوق المصرفية الحرة في فبراير 1991 (طبقاً للجدول) وإستهدفت هذه العملية الوصول لسعر صرف واقعي للجنية المصري ، وتشجيع الصادرات والحد من الواردات ، مع قيام الجهاز المصرفي بدور فعال كقناة شرعية وقانونية في سوق الصرف الأجنبي ، وبما يحقق الإستقرار النسبي لسعر الصرف . وقد أعادت هذه العملية تنظيم الأوضاع داخل السوق ، التي كانت تتسم بالتعدد وسيطرة الوسطاء والسماسرة عليها ، الأمر الذي جعلها لا تعكس حقيقتها ، كما أصبحت السوق الرسمية تلعب دوراً كبيراً في هذا المجال . وإذا كان النظام الحالي قد ألغى كافة القيود التي كانت قائمة ، وأعطى الحرية للأفراد في تملك النقد الأجنبي أو التعامل فيه حيث أصبح التعامل حراً في جميع البنوك وشركات الصرافة ، الأمر الذي زاد من أمكانية الوصول إلى أسعار حقيقية لأسعار الصرف تعكس قوى السوق بالأساس ، إلا أنه لم يستطع حتى الآن حل المشكلة الأساسية الخاصة بالإستقرار النقدي طويل الأمد ، فما زالت شركات الصرافة ، ورغم محدودية معاملاتها بالسوق ، تعد اللاعب الرئيسي بالسوق ، بل أصبحت هي المحدد الرئيسي ونقطة البدء عند رسم السياسة الخاصة بالنقد الأجنبي . وذلك في ضوء ما تتمتع به من قدرات على جذب المزيد من موارد النقد الأجنبي ، وما تتميز به من مرونة مقارنة بالجهاز المصرفي ، وهو ما يؤكده التزايد المستمر في إستحواذ هذه الشركات على نسبة متزايدة من موارد السوق حيث إرتفعت نسبتها من 25.9 % عام 1996 / 1997 إلى 35.1 % عام 2000/2001.. وفيما يلي جدول يوضح متوسط سعر صرف الدولار مقابل الجنية المصري :

جدول يوضح :ـ متوسط سعر صرف الدولار مقابل الجنية المصري " من يناير 1985 ـ الى يناير 2002 "

الفترة الزمنية سعر الدولار بالقرش

3 يناير 1985 83.2 قرش

6 يناير 1985 124.5 قرش

يونيه 1985 133

يوليو 1986 135

2 فبراير 1987 137

11 مايو 1987 (حتى إنشاء السوق المصرفية ) 216.5

يونيه 1987 218.9

إبريل 1988 225.6

أغسطس 1988 231.6

ديسمبر 1988 233.3

أبريل 1989 247.8

ديسمبر 1989 256

ديسمبر 1991 331.3

1994 338

1995 341

1996 341

1999 344

2000 365

يناير 2001 385

مايو 2001 386

أغسطس 2001 415

ديسمبر 2001 450

يناير 2002 451

المصدر : . التقرير الاستراتيجي العربي2001 ، مركز الدراسات السياسة والإستراتيجية بالأهرام ، القاهرة، 2 200 ، صـ467

هذا وقد شهدت سوق الصرف المصرية في عام 2001 ، أسوأ حالات إضطرابها منذ بدء سياسة " الإصلاح الإقتصادي " .. ودخلت بالفعل في حالة إضطراب مشابهه للحالة التي كانت عليها قبل بدء الإصلاح الإقتصادي ، وإقترن التدهور الدرامي السريع للجنية المصري مقابل الدولار بعودة السوق السوداء للنقد الأجنبي بقوة من خلال شركات الصرافة التي تم ضبط البعض منها وهي تقوم بالإتجار في النقد الأجنبي خارج إطار الشرعية وبعيداً عن الأسعار المركزية المعلنة من قبل البنك المركزي وبما يتجاوز كثيراً هامش الحركة حول هذه الأسعار . ولكن هذا الإضطراب في سوق الصرف المصرية لم يكن تطوراً طارئاً ، وإنما هو إمتداد لأزمة متواصلة منذ عدة أعوم في هذه السوق نتيجة إختلالات هيكلية حقيقية تضغط على الجنية المصري وتتيح الفرصة أمام المضاربين في الهجوم علية وأيضاً نتيجة عدم إتجاه الحكومة المصرية للتخطيط لمعالجة هذه الإختلالات ، كآلية لتحقيق الإستقرار في سوق الصرف ، حيث إتجهت بدلا من ذلك للمسكنات بشكل متواصل سواء بالإقتراض أو إصدار السندات الدولارية (إقتراض أيضاً) ، أو إستنزاف الإحتياطيات المصرية من النقد الأجنبي لمواجهة الطلب المتزايد عليه و الذ ي يتجاوز المعروض منة في السوق المصرية .والأسوأ من مستوى كفاءة الإدارة الإقتصادية المصرية في معالجة أزمة سوق الصرف المصرية ، هو إضطراب قراراتها ، الذي قدم رسالة سلبية للسوق بأن هذه الإدارة الإقتصادية الحكومية غير مستقرة على آلية لمواجهة الأزمة في سوق الصرف ، وأنها يمكن أن تضعف أمام أي ضغوط من قبل مجموعات الضغط الممثلة لأصحاب المصالح ، حتى لو كانت هذه الضغوط في إتجاه لا يتوافق مع المصلحة العليا لللإقتصاد والدولة في مصر .. ففي 19 نوفمبر من العام 2001 ، أصدرت السلطات النقدية ممثلة في البنك المركزي قرارات لترشيد الإستيراد ولضبط خروج النقد الأجنبي من مصر ، تركزت في إعطاء الأولوية في فتح الإعتمادات لإستيراد الآلات والسلع الوسيطة وقطع الغيار والسلع الإستهلاكية الضرورية ، والإيقاف المؤقت لمدة ثلاثة أشهر لعمليات تمويل الإستيراد السلعي الذي يتم بنظام مستندات التحصيل ، بما يعني ضمنا ضرورة تجميد أو تقليل الواردات من السلع الإستهلاكية الترفية أو السلع المعمرة التي توجد بدائل محلية لها ، أو بمعنى أخر ، إجراء تخفيض كبير في الواردات التي تتم وفقا لنظام فحص المستندات ، فضلا عن تحديد النقد الأجنبي الذي يمكن إخراجه من مصر مع المسافرين للخارج . ولم تمض سوى أيام حتى قامت الحكومة بإلغاء قرارات البنك المركزي ، بعد أن تم ترتيب إعتراض واسع النطاق عليها من قبل المستوردين ، وأيضاً ، وهو الأهم ، بعد أن تراجع الجنية المصري مقابل الدولار في السوق السوداء للنقد الأجنبي ووصل السعر إلى مشارف 0.2 دولار للجنية أو خمسة جنيهات للدولار بفعل قوى السوق السوداء المتجذرة في الكثير من شركات الصرافة سواء لخلفيات نشاطها القديم في السوق السوداء للنقد الأجنبي قبل سياسة " الإصلاح الإقتصادي" ، أو لبحثها عن الأرباح السريعة عبر تجاوز القوانين واللوائح التي تحكم العمل في سوق الصرف المصرية . وكانت النتيجة المنطقية لكل ذلك هي جموح الإضطراب في سوق الصرف المصرية في عام 2001 ووصوله إلى مستويات تعيد للأذهان الحالة التي كانت موجودة قبل تطبيق الإصلاح الإقتصادي الليبرالي عام 1991 من عدم إستقرار سعر وسوق الصرف في مصر.

ومن ناحية أخرى ، فقد كانت مزاعم صندوق النقد لدولي ، أننا لو خفضنا القيمة الخارجية للجنية ، فسوف تنمو الصادرات ويقل معدل نمو الواردات ، وبذلك يتحسن عجز ميزاننا التجاري وتلك هي الحجة الأساسية التي يسوقها الصندوق لتبرير التخفيض، بيد أن هذه الحجة باتت الآن أمرا مضحكا ولا يصدقها إلا ساذج أو جاهل بأمر الإقتصاد حيث ثبت من واقع الخبرة العملية والخبرة النظرية أن التخفيض يقود في الحالة المصرية إلى عكس الحجة التي يزعمها الصندوق ، فبالرغم أننا قمنا إبان سنوات الإنفتاح بعدة تخفيضات في سعر صرف الجنية المصري وبنسب مرتفعة للغاية إلا أن الصادرات المصرية لم تتحسن حصيلتها ، و في الوقت نفسه نمت الواردات بمعدلات كبيرة وهو الأمر الذي يعكس حجم العجز في الميزان التجاري المصري والذي ارتفع من 9260 مليون دولار عام 1997 إلى 13284 مليون دولار في العام 1998 ثم بلغ 12427 مليون دولار في عام 1999 ثم بلغ 16027 مليون دولار عام 2000 طبقاً لبيانات صندوق النقد الدولي . والسبب في ذلك أن الشروط الواجب توافرها لكي ينجح التخفيض في تحسين العجز بميزان المدفوعات( وهي مرونة الطلب العالمي على الصادرات المصرية ، ومرونة عرضها في الداخل ومرونة الطلب المحلي على الواردات) غير متوافرة بالمرة في حالة مصر وبخاصة في ضوء الإنكماش الشديد الذي تمر به وفي ضوء حرية الإستيراد وفتح أبواب مصر على الغارب أمام طوفان السلع المستوردة . وفي هذا السياق فإنه ينبغي الإشارة إلى أن من أخطر نتائج تخفيض الجنية المصري هو فرض المزيد من قوى الإنكماش على الإقتصاد المصري وإعطاء مزايا جديدة للأجانب وبخاصة عند شرائهم للقطاع العام . و الكارثة الكبرى ، بل الجريمة العظمى ، كانت فى قرار الحكومة المصرية فى 21 يناير عام 2003 بتحرير سعر الصرف .

4 ـ الدور الخفى لجمال مبارك

*************************

وفقا لمحضر إجتماع رسمى مؤرخ فى 8 يناير 2003 بين الدكتور يوسف بطرس غالى و ديفيد وولش السفير الأمريكى بالقاهرة و قبل 20 يوما من قرار تحرير سعر الصرف ، أخبر الوزير يوسف بطرس غالى السفير الأمريكى بأنه سيقوم بزيارة الى الولايات المتحدة برفقة جمال مبارك رئيس لجنة السياسات بالحزب الوطنى بعد أسبوعين أى فى 21 يناير 2003 . و طلب الوزير من السفير الأمريكى التعاون لإنجاح الزيارة ، و فى المقابل طلب السفير من الوزير حل مشكلة سعر صرف الدولار فى مصر و ضرورة وجود سوق ثانوية للعملات الأجنبية يتم فيها التداول بأسعار مختلفة عن الأسعار المعلنة من البنك المركزى . وقد نشر الزميل وائل الإبراشى محضر الإجتماع فى صوت الأمة فى العدد 234 الصادر فى 23 ـ 5 ـ 2005.

وهذه الوثيقة دليلا دامغا على نمط الإنصياع للسيد الأمريكى للقرارات الاستراتيجية المصيرية لمصر ، و مثل هذا القرار أدى الى وصول سعر الدولار فى نهاية 2003 الى 6,5 جنيها مصريا ، وارتفاعه فى نهاية 2004 ليكسر حاجز ال7 جنيهات بفضل فرط إخلاص وو طنية و عبقرية لجنة السياسات عفوا لجنة " الانتكاسات " .

عبد المجيد راشد _ المنصورة

..................."

تم تعديل بواسطة يحى الشاعر

لن يمتطى شخص ظهرك ، ما لم تقبل أن تنحنى له

إسـلـمى يـــــامـــصــــــــر

الوجه الآخر للميدالية ، أسرار حرب المقاومة السرية فى بورسعيد 1956

yamain8vi2xi.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...