سيهزم الجمع و يولون الدبر......

[أحمد محمود ميلاد]

سيهزم الجمع و يولون الدبر....لكن أي جمع سيهزم....؟؟؟؟

ما أعظمها من لحظه تتمنى أن تتوقف عقارب الساعه عندها و أن ينساك الزمان و يغفل عنك قليلا لتستمتع قدر المكان بهكذا لحظات لأول مره قد لا تتمنى أن تشرق عليك فجر يوم جديد و ما العيب في ذلك اليوم أبعده ننتظر اياما آخر.....أنه يوم الأنتصار عندما يجد القائد نفسه مرفوعا على أعناق جنوده الأبطال الغر المحجليين باكالييل الغار كلهم يهتفون بأسمه عاليا و كأنهم يتعمدون أن يصل صوتهم لرب السموات السبع و كانهم يشهدونه على أنتصارهم و كانه و هو من يعلم السر و اخفى بحاجه الى هذا الصياح ........

بعد العديد من المعارك و الأشتباكات المتفرقه يمينا و يسارا بل و حتى مع من يرفعون نفس الأعلام و يرتدون نفس الملابس و لكنهم من داخلهم أشد عداوه و اقسى قلوبا فهى كا الحجاره بل أن من الحجاره ما تتشقق و يخرج منه الماء أو تهبط من خشيه الله....

كم كان عظيما ذاك الجيش كما و كيفا كانت تنخرط فيه اعدادا مهوله حتى تحسب أنه ما عاد هناك أحد يبقى خارجه و تدفقت دماء البطوله في الشرايين الشابه لتحرك جسدا ضخما وُلد عملاقا كالمارد في اساطير ألف ليليه و ليله اصوات هادره و دموع صادقه و اكف ملتهبه ....و لكن الأهم و الأبقى و الأصدق هوأنفس طاولت السماء طولا بنبلها و أخلاصها و حبها و ايمانها بقضيتها و اهدافها و مبادئها و قيمها......كم كانوا عظاما لا يقلون قدراااا و مقاماااا عن قائدهم و حامل لوائهم أنفس لا تنتظر جزاءا و لا شكور أنما تجاهد في سبيل الله و الوطن مضحيه باثمن ما تمتلك هكذااااا يكون الجيش الذي اهداك الأنتصار أو ....ربما الأصح أن نقول الحلم الجميل....و لكن ماذا عن قائد هذه الكوكبه لا أعتقد أن أى أضافه سوف تكفيه حقه فعندما تفتح القاموس لتبحث عن معنى قائد فلن تجد ألا أسمه.... ذكاء فصاحه كاريزما طاغيه صدق شفافيه أحترام و أهتمام لأصغر جندى عنده قبل أكبرهم يطبق ما يقول بلا تردد...اذا لم تندهش لوجود جيش كهذا فهل يصح الأندهاش لوجود قائد كهذا......

نظر ورائه فاذا بملايين المخلصيين و الأتباع الهادريين وجوهم ناطقه بدون كلام و تسمع لهم طنينا يجعل أعداهم تبدوا أضخم عشرات المرات من حقيقتهم....نظر في أعينهم فلم يرى ألا الحماس و التصميم و الشجاعه و الصلابه....اذا ماذا تنتظر ايها البطل المتوج هذا نصرك واضحا أمامك.....

لقد حانت لحظة التحرير من الطاغيه و أعوانه الذين يحتلون الديار و يتصرفون فيها كأنها اقطاعيتهم التى وهبهم أباهم الذي في السموات أياها يرتعون و يمرحون و لا يروون شرااااا مستطيرااا قد يحل بهم و كيف ذلك و قد دانت البلاد و العباد قاطبة تحت اقدامهم و تسجد صباح مساء لأصنامهم و قد احكموا قبضتهمو و اطلقوا كلابهم و حراسهم.....

الطنين مستمر ربما هذا ما كان يزعج الطاغيه ربما لا يستطيع النوم لا اعتقد أنه كان يتخيل أكثر من ذلك ...بالطبع مستحيل ثوره حرب حقوق حريه هههههههههه ضحك ملئ شدقيه و لكن بالفعل هذا الطنين يزعجه و يزعج ابنته وريثة الصولجان ....

القائد ينظر ورائه مره أخرى ما هذه الأسود المتشوقه لأنتزاع مستقبلها من بين يدى الطاغيه ما بقي للبد من بد و ماذا أنتظر ألا أن أرفع درعى و استل سيفى و أعطى أشارتي و يتحقق النصر لينتهى يومى هاهنا و لا أريد يوما سواه .....

و كانت الأشاره و الأماره و الدليل لينطلق البطل المغوار نحو اسوار مدينة الظلم و الأشرار ها أنا قادم يا سنين اليأس و القنوط ها أنا قادم يا طواغيت الفساد خلو بيننا و بين مدينتى المحتله أطلقوا سراح شعبى الحبيب لقد أتيت أليكم بجيش من المجاهدين الأبرار الذي طنينهم كطنين الأحرار......مهلا......طنينهم .......مالي لا اسمع طنينا ......؟؟؟؟و أدار وجهه .....أين أنتم اين ذهبتم يا جواهر تاجى أين أنتم يا ملح أرضى المحرره أين انتم يا اسود مملكتى القادمه مملكة العدل و الأحسان و الرحمه ...وقف يلتقط أنفاسه أمام جيش الطاغيه العتيد الذي يفصل بينه و بين مدينته الأثيره على قلبه و من يقسمون أنهم رأو دمعه مخنوقه تنزل من عينه لابد انهم صادقون و طبعا سيف الشجاعه ربما يكون افضل من ألف سيف للظلم ألم يقاتل الحسين حفيد المصطفى صلى الله عليه و أله و اصحابه و سلم وحده و لكن ما سيف وسط بحور السيوف و ما شجاعه وسط أسراب الطيور الجارحه ......

مكبلا في زنزانتك وحيداا مكتئبااا تتسائل ما العيب في هذه الصوره ....لا لست انت العيب ايها البطل بل العيب نحن....

العيب نحن لأننا أظهرنا طنينا واهما و ربما صادقا و لكن لم يكن كافيا فرائحه اللحم المشوى الطيب لا تنتهى ألا بأكله ....

رجعنا ألى غابتنا مره أخرى نجتر ما فات و ندعى ما ليس فينا و نؤكد أن خسارة معركه ليست هى النهايه و هل كانت هناك معركه....؟؟؟لن اكون في جيش هكذا أخلاقه و لن أكون جزءا من حلقة الرقص على أشلائك أيها القائد العظيم و لن أكون من المتاجريين بدمائك الذكيه الطاهره التى تنادى بالقصاص كما تنادى دماء الخليفه الكريم عثمان بالقصاص من قاتله....لن اكون جزئا من جيش يدعى انه يسير على دربك و ما كان دربك ينتهى الا الى الأرض المحرره لا موائد الأمراء و قصور الأغنياء ...

انتظر عودتك لتحررنى من قسمى بل و من ولائى و لتخلع بيديك تاجا اقطتعتنى أياه ظانا بي ظن الخير و لكنى لا استحقه فلم أكون معك عندما نظرت للوراء تبحث عن مجدنا و حريتنا فلم تجد الا غدرنا و خيانتنا لما تركته لنا من قيم ....أنتظرك لأقبل راسك و اختفي و اتلاشى كما يتلاشى الملح في الماء ....

لقد هزم الجمع و ولى الدبر و لكنه كان جمعنا نحن و جيشنا نحن و بايدينا لا بايدى الطاغيه