لنبدأ بتشخيص سبب الداء - علنا نجد الدواء

[Seafood]

لا زلنا نناقش و نتصارع فيما بيننا هل السبب فى مشاكلنا هم الحكام و سياساتهم الرعناء الذين تتابعوا على حكم مصر.... أم هو الشعب الذى سمح لهؤلاء الحكام أن يستعبدونا و يلهوا بمقدراتنا على هواهم تارة بالنفاق.. و تارة باللامبالة.. و تارة بالتفريط فى الحقوق..  و تارة خوفا و رعبا من سطوة الحاكم.. و تارة طمعا فى المناصب

لم أشأ أن أكتب أسماء حكام بعينهم لأن الإستقراء هدفه معرفة  ما هو تصورنا لسبب ما نعانيه من مشاكل ... و حتى لا ندخل فى جدال حول أشخاص بعينهم

أرجو أن تكون صادقا مع نفسك عند الإختيار فهدف هذا الإستقراء ليس جمع أصوات لطرف دون الآخر ... إنما هو لمعرفة كيف ننظر إلى مشاكلنا ... و هل هناك أمل فى الإصلاح أم لا

[wa7d]

الحكام مسؤلين مسؤلية مباشرة عن ماوصل إليه الشعب  . لأن القول أن الشعب كان السبب كمن يقول أن السبب إن الرجل إغتصب المرأة لأنها كانت لابسه لبس فاضح إذا هى التى دفعته إلى إرتكاب المعصية ، ويمكن هيه تستحق العقاب .

[الأفوكاتو]

عزيزى سيفوود,

سؤالك صعب, و يشبه سؤال البيضة و الفرخة.

الشعب الفاسد يفرخ حكومة فاسدة, و الحكومة الفاسدة تفسد الشعب. كيف نخرج من هذه الحلقة المفرغة؟ هذا هو السؤال.

الأفوكاتو.

[Khiber]

أخى الأفوكاتو

الشعب الفاسد تقطع يده من حكومه عادله لها سياسه واضحه ودستور سليم يطبق على الحاكم قبل المحكوم

الحكومه الغير فاسده تربى الشعوب حتى ولو كانت فاسده

لك الله يامن كنت قبرا للغزاه يوصل حالك إلى هذا الحد

لا حول ولا قوه إلا بالله

[متسائل]

{ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ } الرعد 11

[صعيدي]

{ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ

لابد من الاعتراف بعيوبنا حتى نجد لها حلا اما ان ندفن رؤسنا فى التراب كالنعام  او نقول ان الإقتصاد المصرى ليس به نقطة ضعف واحدة كام قال السيد رئيس الوزراء (لا يجرؤ اى  رئيس حكومة فى اوربا او اليابان او امريكا ان يقول هذا الكلام) فلن نحل اى مشكلة و نسير من سيئ الى اسوء. و كفانا اجتراراً بالمجد الذى كان , ان حضارة 5000 سنة تنطفئ بسلوكياتنا السيئة من سائق التاكسى الى الموظف وحتى استاذ الجامعة واذا اردت ان ترى الصورة افضل انظر الى تعاملات المصريين بالخارج بعضهم البعض صدقونى الصورة سيئة للغاية. إننا نحتاج الى صحوة من اعماق انفسنا قبل ان نطالب بها الحكومة وهذا لا يعفيها من تحمل مسؤليتها فى الانهيار الأخلاقى.

لقد اخذنا من الإسلام شعائره دون معاملاته بالرغم ان الدين المعاملة و أخذنا من فرعون فرعنته دون حضارته التى يحسدنا العالم عليها.

[هشام عبد الوهاب]

كلامكم يشبه هذه القصه

واحد ركب تاكسى وقعد جنب السواق وبعد شويه توقف التاكسى لراكب اخر وبالطبع ركب فى الخلف ،، وما ان جلس على الكنبه الخلفيه  حتى وجد السائق يحدف يمين بشده وبعدها يحدف الى اليسار بشده وينطلق بسرعه جنونيه ثم يفرمل فجأه

كل هذا والراكبان لم يتفوها بكلمه واستمر السائق يكسر اشاره ويطلق النفير بأزعاج وهكذا

حتى فاض الكيل بالراكب الخلفى وصرخ فى السائق

ايه ده يا سطى ايه السواقه المهببه دى حرام عليك بهدلتنا

فما كان من الراكب الذى يجلس بالامام الا ان قال موجها حديثه للراكب الخلفى

يا اخى حرام عليك السواق ممتاز انت الي ما بتعرفش تركب

ياترى من يركب فى الامام ومن يركب بالخلف

:lookaround:  :baaa:  :lookaround:

[Seafood]

لا شك أن الحكام مسؤولون عن كل ما يحدث ... و لكن الحكام ما كانوا ليستبدوا بنا إلا لأنهم لم يجدوا من يقف لهم و يقول لا

عزيزى الأفوكاتو

سؤالك سأجيب عليه بسؤال و هو ...من الأقوى  ؟... الشعب أم الحاكم ؟... سأفترض أن إجابتك هى الشعب ... و ذلك لأن التجربة و التاريخ علمانا ذلك ... و لأن الكثرة تغلب الشجاعة..

إذا فعندما تجد أن الأضعف يسوق الأقوى و يتحكم فى مصيره ... فلا بد أن هناك خلل ... و الخلل بالطبع ليس فى الأضعف بقدر ما هو فى الأقوى ... الذى هو الشعب ....لا بد أن عطبا قد أصاب الطرف الأقوى و جعله يستكين للطرف الأضعف و يتركه يتلاعب به على هذا النحو ...

و الدليل على ذلك أن الطغاة حين يسقطوا لا يكون بسبب أن الطغاة ضعفوا ... و لكن السبب دائما يعود إلى أن الشعب قد فاق من غفوته وأدرك قوته و عرف حقوقه و تنبه ألى أن كلمة لا تصنع المعجزات أحيانا

إن كلمة الديموقراطية تعنى حكم الشعب ... أى أن الشعب هو صاحب الكلمة ... و إن غابت الديموقراطية فاعلم أن الشعب هو الذى تخلى عنها ... و لم تسلب منه كما نحاول أن نقنع أنفسنا ....

[صعيدي]

الدليل اننا نحتاج الى التغيير من داخلنا دعونا نتخيل ان حزب الوفد او اى حزبغير الحزب الوطنى وصل الى سدة الحكم بطريقة او بأخرى سيتحول فى يوم و ليلة الى حزب الاغلبية و سينضم اليه الملايين من الاعضاء.. انه النفاق !! و لنتخيل مثلا ان جماعة الاخوان المسلمين امسكت بزمام الامور سنجد معظم الشعب يعفى اللحى ويتظاهر بمظهر المتدين لتملق الحكام و ستجد أكثر الكتاب العلمانين تحولوا الى اسلاميين و...و...  و سيعود الفساد مرة أخرى وربما أكبر.

أخوانى ما أقصد قوله اننا نحتاج الى التغيير من داخلنا اولا. فلنعلم اولادنا حسن الخلق لا التظاهر به و نعلمهم قول الحق و ليس الكذب و النفاق و لنعلمهم الحلال و الحرام

[الأفوكاتو]

الى الإخوة كليبر و هشام و سيفوودو متسائل و صعيدى,

من ردودكم , ما زلت أعتقد إن الإجابة على سؤالى هى ما زالت:

الفرخة أم البيضة؟

شعب قوى بدون حكومة رشيدة؟؟

حكومة بدون شعب واعى متيقظ؟؟

حذر فذر......

الأفوكاتو.

[مصرى]

شعب لا يملك قوت يومه فى مواجهة حكومة تملك كل أدوات العمل السياسى والأمنى والعسكرى وتكرس كل هذه الأدوات والحشود لضمان استتباب المقام بها فى الداخل

لا تظلموا الشعب

:dozingoff:

[Seafood]

عزيزى المصرى

أعتقد أن تبرأة الشعب من أى مسؤلية هو ظلم له أيضا ... نحن لا نريد إلقاء الذنب على أحد بعينه ... كل ما هنالك أننا نريد أن نسلط الضوء على هذا الجانب المظلم الذى تعمدنا التعتيم عليه ... هذا الجانب المظلم هو الجزء من المسؤولية التى يجب أن يتحملها الشعب ... فربما إن عرفنا هذا الجزء و العوامل المسببة له ... أمكننا تصحيحها و ذلك بتغيير سلوكنا... ربما

[DARWEEN]

الشعب المصري منذ العهود القديمه لا يتحرك إلا تحت راية قائد صاحب كاريزما خاصة جدا يمس بها عواطفة وأحاسيسة قبل أم يمسس عقله ..

هذا هي طبيعة شعبنا العاطفي للأسف .. وحتى في حالة ظهور هذا القائد تظل لقمة العيش وآمان  الأسرة  هو العامل الأساسي الذي يتحكم في أغلبية أفراد الشعب

ولا يمكن أن يلام أنسان لرغبته في تأمين أهلة وتأمين قوتهم

لكن من يلام هو من زرع في نفس  هذا الشعب الخوف من كل شيء

[هشام عبد الوهاب]

طيب تنفع كده

20% مسئولية الشعب

80% المسؤلون عن الحكم

وكمان بالمجامله

:devil:  :devil:

[ســيد مرزوق]

مفيش فايدة

مفيش فايدة

يعني مفيش فايدة

أنا قررت

أعمل عملية مسح مخ

وأرجع مخي عالزيرو

ولن أحاول أن أفهم أي شيء

سأعيش ماتبقى لي من عمر

حصاوي

أحسن شيء في هذه الظروف إني أبقى حصاوي

ويا بخت

الجهلة والمغفلين

واللي مش فاهمين حاجة

عايشين في نعيم حقيقي

تسأل الواحد فيهم على أي حاجة

يبتسم في بلاهة ويقوللك :

هاه ؟؟؟ مش فاهم أصدك إيه ولا مؤاخذه

يارب أبقى مش فاهم حاجة

ولا مؤاخذة

[Seafood]

و سآخذ مثالا للتوضيح... و هو موضوع السيد الفاضل " وائل حمودة" و سوق السمك فى شارع " سعد زغلول "... الذى يعانى منه الناس هناك  لسنوات ... و ليس هناك حل له حتى الآن ... و أرجو من السيد  "حمودة" أن يتحملنى فقد لا يعجبه ما أقول ... لكن ربما يوضح هذا المثال ما أريد أن اصل أليه ... و سامحنى أيضاً لأننى قد أضيف بعض الأشياء التى قد لا توافق عليها ... و لكن ستساهم فى أيصال المعنى ... مع بعض الأسقاطات هنا أو هناك ... فليس المقصود هنا هذه القصة بذاتها ...حيث أنها صورة كربونية مما يحدث فى أماكن كثيرة فى مصر , و تعكس أيضاً علاقة الشعب عامة مع الحكومة ... و هو موضوع المناقشة هنا ...

بنظرة سريعة الى هذا الموضوع سنجد أن حكمنا على المتسبب فى هذه المشكلة سيتباين ...كل واحد يلوم جهة معينة ...و يصر على أنها هى المتسبب فى الجزء الكبير من المشكلة ... و هناك من سيبرأ السكان من أى ذنب ...

و لكن دعونا نعود بالزمان الى الوراء لسنوات ... يوم أن كان على جانبى هذا  الشارع أشجار خضراء .. و حدائق غنّاء .. و يسمع زقزقة العصافير كل يوم فى الصباح .. و يلهو الأطفال فى الشارع ...فلا تتسخ ملابسهم البيضاء ... (طبعاً أنا أبالغ لأيصال الفكرة حيث أن القصة هنا تكاد تكون رمزية, و هى فعلاً كذلك لقربها من الخيال الذى لا يصدقه عقل ) ... و فى يوم من الأيام جاء أول بائع سمك أو لنقل أول مجموعة من بائعى السمك ... فماذا حدث بعد ذلك ؟... أنا لم أكن موجوداً ... و لكننى أستطيع أن أستنتج ماذا حدث ...و ربما كثيرون سيتفقون معى ...

[Seafood]

ما حدث هو أن معظم الناس سكتت .. أو بمعنى أصح " صهينت " على هذا الأمر ... و الأسباب مختلفة ...فمنهم من سكت لأنه لا يبالى ( و هم السلبيون فى الصورة الكبيرة للمجتمع ..أنهم الغالبية القانعة بأى شيئ و كل شيئ ... أنهم الطبقة الفقيرة قى الصورة الكبيرة ) ... و منهم من سكت لأنه بعيد عن السمك و رائحته و لم يتأذى منه "بعد" ..و يستعمل " برفان " عندما يكون فى الشارع أو يقترب منه الصبى الذى ينظف السمك  ( و هم الطبقة المتوسطة .. ذلك أنها الطبقة المحترفة و المبدعة  للحلول الوسط ... التى "تحل الوسط" ...فى الصورة الكبيرة )... و منهم من سكت لأنه أستطاع أن يعزل شقته بالكامل و ضمن أن لا صوت و لا صورة و لا رائحة ستصل أليه ( و هم "نسبياً" الطبقة البرجوازية فى الصورة الكبيرة )...

و منهم من سكت رغم أن فى جعبته الكثير ليقوله  لكنه خائف أن يعترض فيناله أذىً من بائعى السمك أو من باقى سكان الشارع ( و هؤلاء هم الذين يمشون بجانب الحائط و يؤثرون السلامة فى الصورة الكبيرة )  ... و منهم من سكت لأنه غير موجود أصلاً ... فقد قرر الرحيل و ترك الشارع برمته ( و هؤلاء هم الذين هاجروا و بحثوا عن عمل فى الخارج فى الصورة الكبيرة )...

و منهم من فى الحقيقة سكت لأنه يستفيد من وجود بائعى سمك فى الشارع ... ربما لأنه مثلاً على صلة ببائعى" اللمون " و " الفجل" و " الجرجير " و " الحاجة الساقعة " لزوم السمك ( و هم الفئة المنفعجية و مجرمى الحرب و المتسلقون على مصائب الشعب فى الصورة الكبيرة )....و منهم من سكت لأنه يحب ال "سي فوود" :angry: .... و منهم من سكت لأنه لا يشم  الرائحة التى تزكم الأنوف .. و ربما لا يرى التلوث البصري الذى يخزق العيون ( و هم الطبقة التى تعيش فى برج عاجى ( أو الذين طار منهم برج ولكنه غير عاجى ) و يظنون أن كل شيئ تمام  فى الصورة الكبيرة ) ....و منهم من هو ساكت لأنه لا يدرى ماذا يحدث حوله فهو يرجع الى وعيه و يفيق بعد أن يكون الناس نيام .. و زال أثر الزكام ( و هم الذين لجأوا الى المخدرات و عاشوا فى العالم السفلى ليهربوا من واقعهم فى الصورة الكبيرة ) ...

و منهم من فى الواقع دافع عن بائعى السمك و قال " يا شيخ دول غلابة خليهم يسترزقوا ... قطع العيش حرام برضه "  ( و هم شيوخنا و مفتونا سامحهم الله الذين لم يبصروا الشعب بحقوقه فى الصورة الكبيرة )... أو دافع عنهم فقال  " هوا فى أزكى من  رائحة بقايا السمك و لا أجمل من المياه التى تبقى بعد تنضيفه .. و عبيرها وهى تملأ الشارع وقت العصرية  (و هؤلاء هم المنافقون فى الصورة الكبيرة  )....

 على أن بعض الناس  أبدى أعتراض ( ذوو الضمير والشرفاء فى الصورة الكبيرة ) , و ربما أشتكى بعضهم لقسم الشرطة و كافة السلطات  ( المشاكسون " أزيك يا وائل " ) , و ربما تشاجر معهم بالفعل ( أولاد البلد العترة)  و ربما وقع ضحية هنا أو هناك ( الغير محظوظين و التعساء).... و غالباً ما سيكون هؤلاء هم المتضررين شخصياً و بطريقة مباشرة من وجود السمك ...

و قد يكون الأعتراض لأهداف لا علاقة لها بالمحافظة على نظافة الشارع , و الصحة العامة أطلاقاً ... و لكن ربما يعود أعتراضهم  لمجرد أنهم بائعو سمك فى أسواق مجاورة , و تضررت تجارتهم بسبب هؤلاء الباعة ...أو لأنهم "فرارجية" ,  أو" جزارين" , و وجود بائعى السمك سيجعل تجارتهم  تبور...( و هم فئة  الأنانيون و الذين يحاولون أن يوهمونا بأنهم خائفون على مصلحة الشعب ...و هم فى الحقيقة يبحثون عن مصلحتهم ) ....

[Seafood]

المهم أن المحصلة النهائية أن هذا السكوت فى بادئ الأمر لأسباب متباينة مع بعض الأعتراض لأسباب متباينه أيضاً ... نتج عنه أن كثر عدد الباعة ,  و قوت شوكتهم , و بعد أن كانوا يطلبوا رضى أهل الشارع كى يظلوا يبيعوا فيه... إذا بهم يعلوا صوتهم , و يهددوا , و يتوعدوا ...و صاحب ذلك "تراجع" فى " المعارضة" نتيجة الخوف ... و " تزايد" فى " اللامبالاه " نتيجة الشعور بقلة الحيلة و اليأس من إحداث تغيير ... بل وصل الأمر ألى أنه أصبح غاية أمانى أهل الشارع أنهم قالوا لهم " طيب " .. بيعوا و أشتروا فينا كما يحلوا لكم ... لكن ممكن تخفضوا اصواتكم , و تزيلوا المخلفات بعد أن تبيعوا و تشتروا ..., و ممكن كمان لما تموتوا ... ما يجيش عيالكم و يحتلوا الشارع بعدكم ...

و هكذا  وصلت الصورة الى الوضع الذى هو عليه الآن ...سكان مغلوبون على أمرهم و يتأذون ليل نهار من التلوث الصحى و البصرى و السمعى و أى تلوث فى أى حاجة ....يقابله باعة متسلطون .. لم يعد يردعهم شيء تساندهم حكومة لا تعبأ بالأمر ولا يهمها راحة الناس ...

و طبعاً نظرة متعجلة سطحية ستلقى باللوم كله على الباعة و تقصير الحكومة ...لكن ...هذه النظرة مع أحترامى لها .. و موافقتى جزئياً عليها ... ألا أنها نظرة قاصرة ...حيث أنها تغفل دور سكان الشارع الذين ساهموا فى تفاقم المشكلة رغم أنهم لم يكونوا  هم المبتدئين بها ...و ذلك بلامبالاتهم , و سلبيتهم , و خوفهم , و ربما طمعهم فى بداية الأمر عندما كانت المشكلة بسيطة و يسهل حلها ...

و رغم أن هذا الحكم قد يبدو ظالماً و مجحفاً للسكان ...حيث أن منهم من لم يكن موجوداً أصلاً وقت بدأ المشكلة , و منهم من فعلاً قاوم ...و منهم من أعترض  ...لكن العبرة بالنهاية ..  فالأعتراض و المقاومة لم تكن منذ البداية , و لم تكن على المستوى المطلوب ...و النتيجة... هذا الذى نراه

إذاً ...فهذا الحكم رغم أجحافه ألا أنه يصب فى صالح المجتمع على المدى الطويل إذ أن عدم إلقاء بعض اللوم على السكان له نتائج خطيرة ... أهما أنها ستعزز هذا السلوك لدى الناس ...و تجعلهم يتغاضون عن محاولة تغيير أى وضع سيئ حولهم ... و لن يتعظ الناس الآخرين من مشكلتهم سكان شارع سوق السمك ... حيث أن الخطأ لم يكشف عنه كلية ...بل عن جزء منه ... فكل الناس حولهم تقول لهم أن "غيرهم" هو المسؤول عن هذا الوضع السيئ  ...و لم يسمعوا أحد يقول لهم أنكم أيضاً تُسببتم فى هذا الوضع السيئ ... تماماً كمن بدأه ....و هكذا تترك المشاكل حتى تتفاقم ... و تصبح مثل التل ...و عندها نفوق و نقول " الحقونا "

و هذا هو حالنا و حال الحكومة ... شعب مغلوب على أمره مستكين , و طغمة حاكمة مستبدة به ... و بينهما طبقة من المنتفعين و المصلحجية , و المنافقين ...يمتصوا دماء الفقراء و يحقنوها فى أجسام الحكام

إن الطغاة لا يبدأوا حكمهم طغاة ...بل العكس هو الصحيح ...فالطغاة يبدأوا حكمهم بالإصلاح ...نعم بالإصلاح ... و قوانين الأصلاح ... و ألغاء القوانين سيئة السمعة ...و العفو ... و أطلاق سراح من فى السجون ...و التسامح مع الخصوم  ... حتى أذا أستتب وضعهم  و ملكوا زمام أمورهم ... كشروا عن أنيابهم قليلاً ... ثم أنتظروا برهة ليروا ردة فعل الشعب ... فأن كشر الشعب عن أنيابه هو الآخر تراجعوا ... أما أن صمت الشعب , و لم يفعل شيئاً... زاد طغيانهم و كشروا أكثر عن أنيابهم ...فيصمت الشعب أكثر ... و يصبح صمته هذه المرة عن خوف بعد أن كان عن لا مبالاة ....و يستحيل الحل بعد أن كان صعباً

[هشام عبد الوهاب]

تشبيه جميل وسيناريو محكم جدا ولكن للأسف لاعلاقة له لامن قريب ولا بعيد بأثبات  ان الشعب يتحمل الجزء الاكبر من الخطأ

انت تتحدث عن الامر بمنتهى البساطه وكأن الحياه عباره عن سيناريو يجب ان نتصوره ثم نكتبه ثم نطبقه ثم نعيشه

الشعب ثار كثيرا وكثيرا وكلما حدثت اخطا واضحه وقويه من الحكومه

مظاهرات الجامعه كل عام ،، القبض على المشاغبين ،،ثم مظاهرات الجامعه مره اخرى

ثم دعنا من هذا ،، هل تتصور وفقا للسيناريو الذى احكمت كتابته

ان الحكومه تبالى باعتراض الشعب ،، وهل المظاهرات الجامعيه  تردع الحكومه

ام انها ليست كافيه وتريد ان يقوم الشعب بثوره ،، لا اظن ان الامر وصل الى هذه الدرجه

ماذا عن من جاءوا الى الحى بعد وجود السوق فعلا ،، ماذا عن من لايرغب فى المشاكل وشغل البلطجه ويريد ان يسلك الطريق القانونى ،،ماذا عن الشباب الذى يرغب فى مستقبل افضل ويذهب الى مدرسته وجامعته  هل يجب ان يترك الموظف عمله من اجل توفير وجبه لأسرته ويمارس البلطجه  ام يرفع لافته ويكتب عليها لا لسوق السمك ويعتصم فى الشارع

ورغم حدوث الكثير من المشاكل وممارسة العنف بين السكان واصحاب السوق ( لا تنسى لازلنا داخل سيناريو التشبيهات ) فالوضع يبقى على ماهو عليه بل يزداد سوءا

ياسيدى بدلا من كل هذا وبدلا من ان تلوم السكان ( الشعب) دعنى ارسم لك سيناريو ابسط واسهل

الحياه ورديه والعصافير تغرد والشمس تشرق على الشارع ،،ثم جاء تاجر سمك وسط الشارع

وليس هناك قانون يمنع ذلك ،، امتعض السكان دون اعتراض حقيقى لأن الامر بسيط ولم يسبب اى مشاكل

بعد مده ازداد عدد محلات السمك ،، لم ندخل حيز سوق حتى الان ،، كله نظيف وجميل

والناس بتاكل عيش ولا يوجد روائح ،، ثم جاء البلطجيه واصبح سوق

توجه مجموعه من السكان الى رئيس الحى وتقدموا بشكوى ،، ابلغ رئيس الحى شرطة المرافق وكل الجهات المعنيه ،، تم ازالة  السوق وعاد الشارع كما كان ،،محلات سمك كثيره

بدأوا فى استعمال شوايات والامر اصبح سئ

قدم السكان شكوى للمحافظ ،،،،،،،  امر المحافظ بتغيير مكان المحلات ونقلها جميعا

الى مكان اخر خارج التجمعات السكانيه و تم اخلاء المحلات جميعا بقوة القانون

عادت الشمس تشرق

لا هاتلاقى وصوليين ولا متسلقيين ولا منافقين ولاشيوعيين  ولا  ولا  ولا

[Mena0064]

الحكومة لا تبالى لأن أفرادها لم يصبحوا من الشعب، فلكل وزير قصر و خدم و حشم، و لا يجرؤ بائع سمك عن الإقتراب من حى الوزير كلة.

بل على العكس طول ما الأستاذ وائل مشغول بمشكلة بائعى السمك لن يفكر فى ما تفعلة الحكومة و طول ما المصريين مشغولين بإسرائيل و أمريكا و ... و ... و فمن سيفيق و يوجة أنظارة للحكومة، الحكومة تمشى على الخيط الرفيع، توازن الإخوان ضد الأقباط، الضغط الأمريكى ضد الرأى العام لقضية فلسطين، الشعب ضد الجيش، و كل كام شهر تحصل "كارثة" جديدة لإلهاء الشعب أكثر، مرة قتل سياح و مرة أقباط، مرة القبض على الشواذ و مرة مخدرات و كل فين و فين "تطيح" بالوزير الفلانى الذى سبب كل الفساد.

و نحن، الشعب، أصبحنا كالمتفرجيين المندمجين فى مسرحية كمن لا حول لة و لا قوة...و لا حتى رأى