أسامة الكباريتي بتاريخ: 17 سبتمبر 2002 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 سبتمبر 2002 يوم أن سكت العرب عن الحرمات .. فكانت بداية جديدة للهوان والذل .. كأس تتجرعه الأمة جراء الصمت المخزي 20 عاما على الفعل الذي شارك فيه كل العرب (إيجابا) بأيدي حاقدين مارقين متصهينين من أبناء هذه الأمة .. و (سلبا) بالصمت المخزي لأمة تتناثر بين طنجة وجاكرتا .. احتفال تذكاري بسيط جرى البارحة وحصر في أزقة صبرا المخيم الفلسطيني القابع في ضواحي بيروت .. أول عاصمة عربية تنتهك حرماتها من قبل أولاد القردة والخنازير .. قوامه أحرار أوروبيون وبقايا من سكان المخيمين ممن أفلتوا من الموت المحقق أيام 16 - 17 –و 18 سبتمبر 1982 . أكلت الثيران الثلاثة .. سكت العرب وسط ذهول الشارع وتواطؤ مفضوح لحكام تسمرت أعينهم بين أرجلهم ولم يلتفتوا للحبال تلتف على أعناقهم .. ثبتوا النير على الأعناق وطفقوا منذ ذلك اليوم يدورون حول الساقية والسوط مركوز على ظهورهم .. وها نحن نحصد ما زرعوا يوم صمتوا عن حصار بيروت قبل 20 عاما .. فلم تعد هناك خطوط حمر ولا خضر لنا .. فشلنا في أن نكون أمة .. فطع في حرماتنا حتى حثالة البشر .. ظننا أن قصورنا وقلاعنا منيعة بالوهم .. فإذا هي أوهن من بيت العنكبوت .. صبرا وشاتيلا ليستا شأن فلسطيني صرف .. بل هما سبة .. هموم .. لكل بيت يعاني اليوم من تبعاتها وتداعيات السكوت عنها.. فهل نعتبر؟!! Edited By Osama kabariti on Sep. 17 2002 10:05am يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 17 سبتمبر 2002 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 سبتمبر 2002 صابرا وشاتيلا.. شهادات لم تمت فلسطين- الجيل للصحافة - إسلام أون لاين.نت / 15-9-2002 "مشينا بأقدامنا على جثة أختي عايدة وجثة والدي حين كانوا يسوقوننا إلى المدينة.. شيء رهيب لا أستطيع نسيانه". هذه بعض كلمات إحدى الفلسطينيات تصور بها أحد المشاهد المرعبة التي شهدتها في مخيمي صابرا وشاتيلا منذ عشرين عاما. وقائع المذبحة في صباح السابع عشر من أيلول عام 1982 وقبل عشرين عاما بالضبط استيقظ لاجئو مخيمي صابرا وشاتيلا على واحد من أكثر الفصول دموية في تاريخ الشعب الفلسطيني. فقد أقدم رجال ميليشيا الكتائب اللبنانية والجيش الإسرائيلي مساء الخميس 16-9-1982 على ذبح المئات من الأبرياء والعزل. وكانت المذبحة جزءا من خطة مدبرة أعدها بإحكام وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك "إريل شارون" و"رفائيل إيتان" رئيس الأركان الإسرائيلي، وميليشيات الكتائب اللبنانية. فبعد أن اجتمع شارون و"أمير دروري"، و"إيلي حبيقة" رئيس جهاز الأمن في القوات اللبنانية في مقر القوات اللبنانية في منطقة "الكرنتينا" أقروا إدخال مجموعات من أفراد الأمن إلى مخيم شاتيلا، وبالفعل بدأت هذه المجموعات في تجميع أفرادها ومعداتها في مطار بيروت الدولي استعدادا لساعة الهجوم. وما إن غطّى الظلام على المخيم ومحيطه حتى راحت القوات الإسرائيلية تلقي القنابل المضيئة فوق مسرح العملية، وفي هذه اللحظات بالتحديد كان أفراد القوات اللبنانية يطبقون على سكان المخيم الغارقين في نومهم، بعد أن أحكمت الآليات الإسرائيلية إغلاق كل مداخل المخيم، بينما كان الجنود الإسرائيليون يطلقون الرصاص على الفارين من الرجال والنساء والأطفال؛ لإجبارهم على العودة ومواجهة مصيرهم. إسرائيلي يشهد وأشار الصحفي الإسرائيلي "أمنون كابيلوك" الذي كان من بين الصحفيين الأجانب والعرب الذين غطوا الحادثة إلى أن المذبحة بدأت سريعا وتواصلت دون توقف لمدة 40 ساعة، وخلال الساعات الأولى قتل أفراد الميليشيات مئات الأشخاص، وأطلقوا النار على كل من يتحرك في الأزقّة، وأجهزوا على عائلات بكاملها خلال تناولها طعام العشاء بعد تحطيم أبواب منازلها، كما قتلوا الكثيرين وهم نيام في أسِرّتهم. وأضاف أنه كان هناك العديد من الأطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم الثالثة والرابعة.. كانوا غارقين في دمائهم وهم في ثياب النوم وأغطيتهم مصبوغة بدمائهم. وفي حالات كثيرة كان المهاجمون يقطعون أعضاء ضحاياهم قبل القضاء عليهم، كما أنهم قاموا بتحطيم رؤوس بعض الأطفال الرضع على الجدران، واغتصبوا العديد من النساء قبل قتلهن. وأوضح أن رجال الميليشيات كانوا يسحبون الرجال من منازلهم ويقومون بإعدامهم في الشوارع بواسطة البلطات والسكاكين دون تمييز. العدد مجهول وفيما لم يُعرف بالضبط عدد الذين استشهدوا في تلك المجازر البشعة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني واللبناني، فقد أجمع شهود العيان من الناجين والعاملين في مجال الصحة والصحفيين والمصورين الأجانب والعرب على أن عدد الشهداء يتراوح بين 2000 و3000 شهيد، ثلثهم من اللبنانيين المقيمين في محيط المخيم في منطقتي الحرش والحي الغربي المعروف باسم حي "البعلبكية"، إضافة إلى عدد من الشهداء المصريين والسوريين والإيرانيين والباكستانيين الذين كانوا يعيشون في المناطق القريبة من مستشفى عكا ومخيم شاتيلا. بينما أشارت المخابرات الإسرائيلية والأمريكية في تقاريرهما حول هذه المذبحة إلى أن عدد القتلى يتراوح بين 800 و1000 قتيل. شهادة محمد أما محمد أبو ردينة الذي كان طفلا حين وقعت المجزرة فيقول: "هذه الليلة شعرنا أن شيئا غريبا يحدث في المخيم، كنا نسمع طلقات الرصاص ثم صراخا لمرات عديدة، ولكننا لم نستطع الهروب.. وبدأ الرعب يدخل إلى قلوبنا، فهذه أم أسعد تطلب من أبو أسعد الاختباء تحت السرير، وعمّت الفوضى في المنزل، حينها شعر بنا القتلة في الخارج، وبعد دقائق كسروا الباب ودخلوا المنزل". "قاموا بفصل الرجال عن النساء، ولم تقبل أختي التي كانت عروسا جديدة ترك زوجها؛ فقاموا بقتلها مع زوجها، ووجدنا جثتها لاحقا بعد أن أخرجوا الجنين من بطنها". "ساقونا إلى المدينة الرياضية، وسمعنا ونحن على الباب طلقات الرصاص.. هذه الصور طُبعت في ذاكرتي ولم تفارقني يوما، رغم أنني كنت صغيرا، ولكنني لا أستطيع نسيانها". نص شهادة شهيرة أبو ردينة مشينا على جثة أختي عايدة وجثة والدي أمام الباب حين كانوا يسوقوننا إلى المدينة!! هل تصدق؟؟ شيء رهيب لا أستطيع نسيانه.. تقول شهيرة: تجمعنا في الطابق السفلي من المنزل أنا وزوجي وأولادي وأختي ووالدي وأخي كايد. كنا قد أتينا إلى المخيم قبل أسبوعين من وقوع المجزرة، ولم نكن نريد ترك بيوتنا التي أعدنا ترتيبها وبناءها، كنا قد سئمنا من التهجير؛ لذلك حين اشتد القصف توجهنا إلى منزل والدي في الجهة الشرقية للمخيم.. اختبأنا في الغرفة بعد أن تجمع في المنزل أيضًا عمي وأولاده وبعض الجيران. وعشية الخميس كنا نمرح.. في البداية لم يخطر في بالنا أبدًا أنها مجزرة.. منتصف الليل كنا نسمع أنينًا وصراخًا، فتوجهت أختي "عيدا" لترى ما الأمر.. سمعنا طلقة، ومن ثم صوت أختي: "الحقني يا أبوي".. خرج والدي وراءها فحصل نفس الشيء.. طلقة، فصرخة، فعرفنا أن مجزرة تحصل في الخارج.. سكتنا كي لا يدخلوا علينا.. كنا نسمع "دعساتهم" على سطح الدار، ونسمعهم ينادون بعضهم البعض: إلياس جوزيف.. ما زلت أذكر فقط هذين الاسمين.. بقينا طوال الليل نصلي. وفي الخامسة من صباح الجمعة صحا ابن أخي، وبدأ بالصراخ، سمعه المجرمون، فنزلوا علينا من السطح.. كان زوجي أبو أديب يضع ابننا في حضنه حين دخلوا علينا.. طلبوا من الرجال الاصطفاف على الحائط في الكوريدور، ورفع أيديهم. أعطاني محمود ابنتي وقال: الأولاد أمانة في عنقك.. اعتني بهم وبنفسك. اصطف أخي وزوجي وابن عمي وجارنا على الحائط، وطلبوا منا النظر إليهم، وأطلقوا عليهم الرصاص، ومن ثم ضربوهم على رؤوسهم ربما كي يتأكدوا من موتهم. "هل نقتل الآخرين؟" قال أحدهم.. "كلا نسوقهم إلى المدينة" أجاب آخر. وبعد أن تشاورا قرروا سوقنا إلى المدينة.. خرجت من الباب، ودعست على جثة والدي، ومن ثم على جثة أخي، ونحن نخرج عادوا وضربوا الجثث بالبلطات أمامنا، وفي الشارع جثة جارنا الدوخي، وهذا محمد النابلسي، وتلك جثة عفاف سعد مع أبيها.. دعست على كل الجثث! لا أعرف كيف، ولكن في ذلك الوقت كنت فقط أفكر بالنجاة من أجل أولادي، حين وصلنا إلى المدينة وُضعنا في غرفة.. كان المجرمون يأكلون فواكه مطبوعة بملصقات عبرية وكذلك بيرة ومياهًا إسرائيلية، تمكنا بعدها من الهرب، وما زلت حتى الآن أكابر على نفسي أجبر نفسي على العيش من أجل أولادي. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 17 سبتمبر 2002 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 سبتمبر 2002 من صابرا وشاتيلا 1982 إلى جنين 2002 حتى لا ننسى أوربيون يبكون ضحايا صابرا وشاتيلا بيروت-علي الشاب-إسلام أون لاين.نت/16-9-2002م يستدعي سكان مخيمي صابرا وشاتيلا الذكرى العشرين للمذبحة التي شهدها مخيمهم، والحسرة تطل من أعينهم بعد أن شاهدوا في وسائل الإعلام كيف يتم تكريم ضحايا هجمات سبتمبر، وعزاؤهم الوحيد كان في وفد أوروبي أتى ليحيي الذكرى معهم. ففي اليوم الأول للذكرى الموافق الإثنين 16-9-2002 تجاوز عدد المشاركين الأوروبيين المائة والخمسين شخصا، جاءوا من فرنسا وبلجيكا وإيطاليا وأسبانيا وغيرها من الدول، بدعوة من لجنة إحياء ذكرى المجزرة وبعض اللجان الأهلية اللبنانية والفلسطينية تحت شعار "من صابرا وشاتيلا 1982 إلى جنين 2002 حتى لا ننسى". وفي طليعة الهيئات الأوروبية المشاركة كانت "الهيئة المدنية لحماية الشعب الفلسطيني" التي يرأسها المناضل الفرنسي المعروف "جوزيه بوفيه"، وقد قام الوفد الأوروبي بعدة زيارات إلى المخيمات الفلسطينية في شمال وجنوب لبنان، بعد أن قضى ليلة في مخيمي صابرا وشاتيلا مع السكان، يحاول التقاط شهاداتهم عن المجزرة، وعن المعاناة التي يعيشونها يوميا داخل المخيمات. ومن جانبها قالت "أن ماري" عضوة الوفد البلجيكي بعد جولتها لشبكة "إسلام أون لاين.نت": "أي سلام يمكن أن يتم التوصل إليه في المستقبل، لا يمكن أن يتم على أساس تجاهل ما جرى من مآس". وأشارت إلى أنه لا يمكن للشعوب الأوروبية أن تستمر بحالة التجاهل لما يجري في فلسطين بشكل خاص، وفي الشرق الأوسط بشكل عام، متسائلة عن المضمون الأخلاقي للأوروبيين وثقافتهم إذا لم يتم الاهتمام بشؤون الآخرين. وفي حوار مراسل إسلام أون لاين.نت مع عدد من شخصيات الوفد، لمس الكثير من النقد وعدم الرضا عن الموقف الأوروبي المتردد وغير الشجاع في مواجهة الموقف الأمريكي المتطرف والعنصري، وعبَّر الكثيرون عن عدم ثقتهم بإمكانية توصل الموقف الأوروبي إلى فاعلية أفضل في الظروف الراهنة. أما عن المستوى الشعبي في أوروبا فالموضوع مختلف، حيث يتحدث الجميع بحماس عن تعاطف المواطنين الأوروبيين والمنظمات الأهلية مع النضال الفلسطيني والعربي عموما، ومع الشعب العراقي الذي يواجه أيضا حربا معلنة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية. كما تكلم العديد منهم عن نموذج المقاطعة التي يمارسها الكثير من المواطنين في أوروبا للبضائع التي ينتجها الكيان الإسرائيلي، خاصة ما تنتجه المستوطنات الإسرائيلية من مواد زراعية وصناعية. مسيرات وشموع وقد شارك الأسبان مع نحو 100 إيطالي و70 فرنسيا وعشرات من النروجيين والسويديين واليابانيين، إلى جانب نحو 2000 فلسطيني ولبناني، في المسيرة التي سارت مسافة كيلومتر لتصل إلى مقبرة شهداء صابرا وشاتيلا جنوب بيروت، هاتفين: "شارون هو قاتل الشعب الفلسطيني"، ورافعين لافتات تتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي إريل شارون والرئيس الأمريكي جورج بوش بالإرهاب. وللتعبير عن قيمة الصمت باعتباره أبلغ من الكلام، تقوم مجموعة من التنظيمات اللبنانية والفلسطينية بالاشتراك مع الناشطين الأوروبيين بمسيرات صامتة في بيروت في ذكرى المجزرة، تنتهي بإشعال شموع في المقبرة الجماعية. وإذا كانت الشموع هي من مظاهر الشَّبه أيضا بين الاحتفالين في نيويورك وفي بيروت فإن الشموع الأمريكية قد تعني إشعال حروب تملأ العالم بضحاياها، إلا أن الشموع في بيروت على القبر الجماعي لشهداء صابرا وشاتيلا تعني مؤكدا أن الشهداء سيبقون موقدين لنور الأمل أمام هذا الشعب الذي هُجر منذ أكثر من نصف قرن عن أرضه، والذي يزداد يوما بعد يوم تشبثا بطريق العودة إليها. ويعيش السكان في مخيمي صابرا وشاتيلا، كما في باقي المخيمات الفلسطينية في لبنان، ظروفا إنسانية صعبة، وقد حاول الوفد الأوروبي في لقاءاته مع بعض المسؤولين اللبنانيين إثارة هذا الموضوع، كما يحاول تنشيط حملة دولية للعمل على تحسين الظروف المعيشية لهؤلاء اللاجئين من مساكن ومرافق صحية وتعليم لأطفالهم وعمل يعينهم على تخطي ظروف التهجير. وكانت هذه المسؤوليات ملقاة على عاتق مؤسسة "الأونروا" وهي المؤسسة التي شكلتها منظمة الأمم المتحدة خصيصا لرعاية شؤون اللاجئين الفلسطينيين بعد نكبة 1948، غير أن هذه المؤسسة الدولية بدأت تقلص من نشاطاتها بعدما طرأ على ميزانيتها من تقلص في السنوات الأخيرة، الأمر الذي يجعلها غير قادرة على الاستمرار بتقديم المساعدات الضرورية لاستمرار الحياة في المخيمات. وبعد هل ننتظر حتى ننعي من تبقى في غزة هاشم وخيماتها وبلداتها التي يفترسها مرتزقة شارون بيتا بيتا .. مازلنا نقف مع المتفرجين .. من لا يتعلم من مصائب غيره تعلمه مصائبه .. فهل نقبع في الحظير نتبول هلعا بين أرجلنا بانتظار الدور .. ونحن نشاهد .. وعلى الهواء مباشرة .. سكاكين الجلادين تجرب في بيوت كانت منا ولنا ذات يوم .. وصارت شأنا أجنبيا اليوم !!! يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 17 سبتمبر 2002 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 سبتمبر 2002 كي لا ننسى ... بعد 20 عاما من وقوعها مجزرة صبرا وشاتيلا محفورة في الذاكرة الفلسطينية وصور وشهادات لا تصدق!! غزة - خاص مع بداية يوم السابع عشر من أيلول 1982 وقبل عشرين عاما بدأت صفحة دامية من صفحات تاريخ الشعب الفلسطيني الملون بلون الدماء، حينما استيقظ لاجئو مخيمي صبرا وشاتيلا على واحدة من أبشع المجازر في تاريخ الشعب الفلسطيني ،فقد اقدم رجال الميليشيا في ذلك اليوم على قصف هذين المخيمين في ضواحي بيروت الجنوبية وذبحوا المئات من الأبرياء والعزل في حمام دم لا زال تقطر ذكراه إلى يومنا هذا . ما حدث كان من الفظاعة بحيث يكاد لا يصدق: آلاف الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين واللبنانيين، من سكان مخيمي صبرا وشاتيلا، يقتلون في مجزرة وحشية، اشمأز لها العالم، وتسببت بانهيار حكومة مناحيم بيغن الإرهابية ، ولكن أيا من المجرمين الذين تولوا إصدار الأوامر أو تنفيذها لم يقدم للمحاكمة بعد ! خليط من الخوف والرعب انتاب من تلقوا الأنباء الأولى عن المجزرة، رغم التباسها آنذاك، فالآليات التي كانت تجوب الشوارع المحيطة بالمخيمين، ليلة السادسة عشر من أيلول 1982، حاملة مسلحين مقنعين، كانت تؤمن الحماية لمئات من المسلحين الذين توغلوا في بعض أحياء صبرا وشاتيلا، مزودين بأسلحة كاتمة للصوت وبلطات وسكاكين، أمعنوا بواسطتها فتكا بأسر كانت تظن انها آمنة. الجريمة التي بدأت تحت جنح الظلام لم تلبث أن انكشفت مع تمكن بعض المصابين من الفرار، لكن انكشافها لم يوقفها، ولم يحل دون مواصلة القتلة تنفيذ مجزرتهم الوحشية طوال ثلاثة أيام بإشراف وحماية ومشاركة قوات الاحتلال . وبدأت المجزرة مع ليل السادس عشر من أيلول 1982 استباحت مجموعات ذئبية مخيم شاتيلا وحي صبرا المجاور وفتكت بالمدنيين فتك الضواري ومهما تضاربت المعلومات عن حقيقة ما جرى صبيحة ذلك اليوم وفي اليوميين التاليين فإن من المؤكد أن هذه المجزرة كانت جزءا من خطة مدبرة أعدها بأحكام وزير الدفاع الصهيوني آنذاك اريئيل شارون ورفائيل ايتان رئيس الأركان الصهيوني وجهات محلية أخرى في طليعتها القوات اللبنانية وكان ثمة اجتماع منعقد في مقر القوات اللبنانية في الكرنتينا قوامه اريئيل شارون وامير دروري وايلي حبيقة رئيس جهاز الأمن في القوات اللبنانية واقر في هذا الاجتماع الإسراع في إدخال مجموعات من أفراد الأمن الى مخيم شاتيلا وبالفعل بدأت هذه المجموعات في تجميع أفرادها ومعداتها في مطار بيروت الدولي استعدادا لساعة الهجوم وما أن أطبقت العتمة على المخيم ومحيطه حتى راحت القوات الصهيونية تلقي القنابل المضيئة فوق مسرح العمليات وفي هذه اللحظات بالتحديد كان أفراد القوات اللبنانية يطبقون على سكان المخيم الغارقين في ليلهم وبؤسهم وعندما استفاق العالم على هول ما جرى في هذه البقعة المنكوبة كان العشرات من الذين نجوا من المذبحة يهيمون على وجوههم ذاهلين تائهين وقد روعتهم المأساة وتركت في نفوسهم ندوبا من الأسى الأليم بعدما فقدوا كل شيء إباءهم و أمهاتهم واخوتهم وأطفالهم وزوجاتهم وبيوتهم وصور الأحبة وأشياءهم الأليفة ولم يتبقى لهم إلا غبار الشوارع وأنقاض المنازل المهدمة . لقد أحكمت الآليات الحربية الصهيونية إغلاق كل مداخل النجاة للمخيم وكان الجنود الصهاينة يهددون الفارين من الرجال والنساء والأطفال بإطلاق النار عليهم في الحال لقد اجبروا على العودة ومواجهة مصيرهم وفيما اجمع المراقبون والمصورين والأجانب العاملون في الهلال الأحمر والمؤسسات الدولية على قول الصحافي الصهيوني امنون كابيلوك " بدأت المذبحة سريعا تواصلت دون توقف لمدة أربعين ساعة " وخلال الساعات الأولى هذه قتل أفراد الميليشيات الكتائبية مئات الأشخاص ، لقد أطلقوا النار على كل من يتحرك في الأزقة لقد أجهزوا على عائلات بكاملها خلال تناولها طعام العشاء بعد تحطيم أبواب منازلها كما قتل كثير في أسرتهم وهم نيام وقد وجد فيما بعد في شقق عديدة أطفال لم يتجاوزا الثالثة والرابعة من عمرهم وهم غارقون في ثياب النوم وأغطيتهم مصبوغة بدمائهم وفي حالات كثيرة كان المهاجمون يقطعون أعضاء ضحاياهم قبل القضاء عليهم لقد حطموا رؤوس بعض الأطفال الرضع على الجدران نساء جرى اغتصابهن قبل قتلهن أما في بعض الحالات فقد سحب الرجال من منازلهم واعدموا في الشارع لقد نشر أفراد الميليشيات الرعب وهم يقتلون بواسطة البلطات والسكاكين ودون تمييز لقد كان المستهدف بالضبط المدنيين الأطفال نساء وشيوخ ببساطة ثم استهداف كل ما هو يتحرك لقد عمد القتلة في الليلة الأولى إلى القتل الصامت بدون ضجيج فقلما استخدموا أسلحتهم النارية حتى لا يشعر اللاجئون العزل بما يجري ويقومون بالفرار من المخيمين . أصداء المجزرة في عواصم العالم اضطرت "الدولة العبرية "، التي كانت قواتها تحتل بيروت، إلى إنشاء لجنة للتحقيق في المجزرة برئاسة اسحق كاهانا رئيس المحكمة العليا، وحدد مجلس الوزراء الصهيوني مهمة تلك اللجنة بقوله إن "المسألة التي ستخضع للتحقيق هي جميع الحقائق والعوامل المرتبطة بالأعمال الوحشية التي ارتكبتها وحدة من "القوات اللبنانية" ضد السكان المدنيين في مخيمي صبرا وشاتيلا" فانطلق التحقيق مستندا إلى تحميل "القوات اللبنانية" المسؤولية - من دون غيرها - عن المجزرة، ومستبعدا المشاركة الصهيونية فيها، و أيضا مشاركة أطراف أخرى كقوات سعد حداد، ولذا كان متوقعا أن تأتي نتائج التحقيق عن النحو المعلن آنذاك، مكتفيا بتحميل الصهاينة مسؤولية "الإهمال" أو "سوء التقدير" ! كما أن الكتب والتقارير الصهيونية الأخرى لم تغفل إيراد أسماء مسؤولين كتائبيين وفي "القوات اللبنانية" كالياس حبيقة وفادي افرام و آخرين، محملة اياهم مسؤولية التخطيط للمجزرة و إعطاء الأوامر بتنفيذ عمليات القتل، مكتفية بتحميل القادة الصهاينة كأرئيل شارون وزير الدفاع آنذاك وامير دروري قائد المنطقة الشمالية مسؤولية المشاركة في اجتماعات تم فيها البحث في دخول عناصر كتائبية إلى المخيمين ضمن إطار "اشتراك الجانب الكتائبي في عملية السيطرة على بيروت الغربية. العدد مجهول؟! وفيما لم يعرف بالضبط عدد الذين استشهدوا في تلك المجازر البشعة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني واللبناني فقد تراوحت الأعداد التي ذكرها المراسلون والشهود والمحققون من مختلف الأصناف بين عدة مئات وبين بضعة آلاف و أما الرقم الأدنى فقد أتى على لسان المدعي العام العسكري اللبناني حينها أسعد جرمانوس الذي أشار تقريره إلى أن عدد الذين قتلوا في صبره وشاتيلا ما بين 16- 18 أيلول بلغ 470 شخصا معظمهم من المقاتلين الذكور وبينهم عدد من "الإسرائيليين" والباكستانيين والجزائريين والسوريين إضافة إلى الفلسطينيين واللبنانيين وذكر التقرير أن بين القتلى 329 قتيلا فلسطينيا ، و أشار تقرير جرمانوس إلى وجود 109 شهداء لبنانين بينهم 12 طفلا و 8نساء أن تقرير جرمانوس الذي شكل فضيحة مكشوفة للسلطات اللبنانية في محاولتها إخفاء الجريمة كان ينسجم آنذاك مع سياسة الحكومة التي كانت قد وقعت بالكامل تحت نفوذ الكتائب وحلفاء "إسرائيل" ومن المعلوم أيضا أن تقرير جرمانوس كان يتناقض بالكامل مع معلومات كل من المخابرات الصهيونية والأمريكية التي قالت أن عدد القتلى يراوح بين 800 - 1000 شخص وعلى أي حال أرقام تقل كثيرا عن تقديرات شهود العيان من الصحافيين والعاملين الصحيين والمصورين الأجانب والعرب والناجين من المجازر الذين اجمعوا على أن الشهداء يتراوح بين 2000-3000 آلاف شهيد ثلثهم من اللبنانيين المقيمين من محيط المخيم في منطقتي الحرش والحي الغربي في تلك الناحية من الحي المعروف باسم حي البعلبكية إضافة إلى شهداء من فقراء مصر وسورية وإيران وباكستان الذين كانوا يعيشون مع الفقراء اللبنانيين في المناطق القريبة من مستشفى عكا ومخيم شاتيلا وقد بقي هؤلاء مع الفلسطينيين أيام الثورة ولم يتركوا أو يغادروا أيام الردة . إذا من المعروف أن المقبرة الجماعية المعروفة بمقبرة لشهداء صبرا وشاتيلا الواقعة على الطرف الجنوبي للمخيم لا تضم رفات كافة الشهداء بل ذلك الجزء من الشهداء من الذين لم يتح مجال للقتلة لدفنهم قبل انكشاف أمر جرائمهم . بعد 20 عاما على المجزرة، ما تزال مشاهدها المروعة حية في ذاكرة من عاشوا قساوة تلك الأيام وما يحتفظون به حكايات عن أهوالها. عائلات أبيدت وحوامل بقرت بطونهن و أطفال تطايرت رؤوسهم "رأيت عشرات الجثث أمام الملجأ القريب من بيتنا. ظننت في البداية إن القصف قضى عليهم. بدأ القصف بعد مقتل بشير الجميل، كنا في المخيم خائفين من قدوم الكتائب والانتقام منا، لم ننم تلك الليلة وكان الحذر يلف المخيم". هذا ما رواه ماهر مرعي - أحد الناجين من مجزرة صبرا وشاتيلا - وهو يصف ما حدث ليلة السادس عشر من أيلول 1982، قال :" رأيت الجثث، أمام الملجأ مربوطة بالحبال لكني لم افهم، عدت إلى البيت لأخبر عائلتي، لم يخطر في بالنا أنها مجزرة، فنحن لم نسمع إطلاق رصاص، اذكر أني رأيت كواتم صوت مرمية قرب الجثث هنا وهناك، ولكني لم أدرك سبب وجودها إلا بعد انتهاء المجزرة. كواتم الصوت "تتفندق" بعد وقت قصير من استخدامها، ولذا يرمونها. بقينا في البيت ولم نهرب حتى بعد أن أحسسنا أن شيئا مريبا يحدث في المخيم. رفض والدي المغادرة بسبب جارة أتت للمبيت عندنا، وكانت أول مرة تدخل بيتنا. زوجها خرج من المقاتلين على متن إحدى البواخر ولم يكن لديها أحد، فقال أبى لا يجوز أن نتركها ونرحل. كان اسمها ليلى. كانت الجثث التي رأيتها أمام الملجأ لرجال فقط. ظننا أنا ووالدي أن الملجأ كان مكتظا فخرج الرجال ليفسحوا المجال للنساء و الأطفال بالمبيت واخذ راحتهم، فماتوا بالقصف. كنت ذاهبا يومها لإحضار صديقة لنا - كانت تعمل مع والدي - تبيت في الملجأ. كانت تدعى ميسر. لم يكن لها أحد هي الأخرى. كان أهلها في صور و أراد أبي أن أحضرها لتبيت عندنا. قتلت في المجزرة مع النساء و الأطفال. رأيت جثتها في ما بعد في كاراج آبو جمال الذي كان الكتائبيون يضعون فيه عشرات الجثث، بل المئات. كان المشهد لا يوصف !!! عندما دخل الصهاينة إلى بيروت الغربية كنا نعتقد أن أقصى ما قد يفعلونه بنا هو الاعتقال وتدمير بيوتنا، كما فعلوا في صور وصيدا وباقي الأراضي التي احتلوها. اذكر أني ذهبت صباح يوم المجزرة - وكان يوم الخميس في 16 أيلول - مع مجموعة كبيرة من النساء والأطفال لإحضار الخبز من منطقة الاوزاعي سيرا على الأقدام (كان عمري 14 عاما). كنا "مقطوعين" من الخبز وليس لدينا ما نأكله. رفض أصحاب الأفران يومها أن يبيعونا، كان الخبز متوفرا ويبيعونه إلى اللبنانيين فقط مع أنه كان متوفرا بكثرة. عدنا إلى المخيم فلم نستطع الدخول، إذ كانت الطرقات المؤدية إلى المخيم جميعها مقطوعة، وكان الصهاينة يقنصون من السفارة الكويتية باتجاه مدخل المخيم الجنوبي. عند تقاطع هذا المدخل وبئر حسن، كان هنالك قسطل مياه مكسور، وكان أهالي المخيم يعبئون منه الماء رغم القنص. رأيت عند قسطل المياه "إسرائيلياً" من أصل يمني يقتل فتاتين فلسطينيتين، لأنهما وبختا فلسطينيا أرشد "الإسرائيلي" إلى الطريق التي هرب منها أحد الذين يطاردونهم، هكذا قالت أم الفتاتين التي كانت معهما وهربت عند بدء إطلاق الرصاص. حاول أهل المخيم سحب الفتاتين فقتل رجلان وهما يحملان جثتيهما، - قنصهما الصهاينة من السفارة - ثم ما لبث أهل المخيم أن سحبوهما بالحبال. يومها رأيت ارييل شارون في هليكوبتر أمام السفارة، أحسست أنه قائد صهيوني كبير، لم أكن أعرف من هو إلا بعد أن رأيته على شاشات التلفزيون بعد انتشار أخبار المجزرة. تمكنا بعد ذلك من العودة إلى المخيم في المساء كانت القذائف المضيئة تملا سماء المخيم، هنا، بدأ صوت ماهر يرتجف عندما اخذ يخبرني ما حصل في بيتهم تلك الليلة - أي الخميس وهو أول يوم في المجزرة. قال ماهر:"عندما أخبرت والدي عن الجثث، طلب منا أن نلزم الهدوء و ألا نصدر أي صوت، تتألف عائلتنا من 12 شخصا، ستة صبيان و أربع بنات و أبي و أمي . كان أخواي محمد واحمد خارج البيت وهما اكبر مني سنا. الباقون كانوا في البيت وكانت جارتنا ليلى عندنا. قرابة الفجر، صعد أخي إلى السطح مع ليلى كي تطمئن على بيتها. كان النعاس قد غلبنا أنا و أبي - إذ بقينا ساهرين ننصت إلى ما يجري في الخارج ونسكت أختي الصغيرة التي كانت تبكي من وقت لآخر. لم نشعر بصعود ليلى وأختي إلا عندما نزلا. كنتا خائفتين فقد رآهما المسلحون. ما هي إلا لحظات حتى بدأنا نسمع طرقا عنيفا على الباب. عندما فتحنا لهم اخذوا يشتموننا و أخرجونا من البيت ووضعونا صفا أمام الحائط يريدون قتلنا. أرادوا إبعاد ليلى إذ ظنوا أنها لبنانية لأنها شقراء، وابعدوا أختي الصغيرة معها لأنها شقراء هي الأخرى وظنوا أنها ابنة ليلى ! رفضت ليلى تركنا، و أخذت أختي تصرخ وتمد يديها إلى أمي تريد "الذهاب" معها، كان عمرها أقل من سنتين وكانت ما تزال تحبو، في تلك اللحظة، كان جارنا حسن الشايب يحاول الهرب خلسة من منزله، فأصدر صوتا وضجة أخافتهم. كان هناك شاب من بيت المقداد يطاردهم ويطلق عليهم النار ويختبئ، كان اسمه يوسف، لمحته تلك الليلة عدة مرات، اعتقد أنهم ظنوا في تلك اللحظة أن الضجة صادرة عنه، لذا أدخلونا إلى البيت وهم يكيلون لنا الشتائم، طلبوا من والدي بطاقة هويته، وما أن أدار ظهره ليحضرها حتى انهال الرصاص علينا جميعا كالمطر لم أعرف كيف وصلت إلى المرحاض واختبأت فيه وفي طريقي إلى المرحاض وجدت أخي الأصغر إسماعيل فأخذته معي و أقفلت فمه. رأيت من طرف باب المرحاض كل عائلتي مرمية على الأرض، ما عدا أختي الصغيرة. كانت تصرخ وتحبو باتجاه أمي وأختي وما أن وصلت بينهما حتى أطلقوا على رأسها الرصاص فتطاير دماغها وماتت. إسماعيل وأنا لم نتحرك. لزمنا الصمت فترة. لم أعد أستطيع التنفس، فحاولت بلع ريقي لاستعادة تنفسي وكنت مترددا في فعل ذلك. إذ كنت - عادة - أصدر صوتا عندما أبلع ريقي وخفت أن يسمعوا الصوت ويأتوا لقتلي. وبالفعل، عندما فعلت كان صوت البلع مسموعا من شدة السكون الذي سطر على البيت لكنهم لم يسمعوني، فقد خرجوا بعد أن نفذوا جريمتهم. كان كل شيء ساكنا، أمسكت الباب كي لا يتحرك لأنه كان يصر - في العادة - صريرا. خفت أن يسمعوه فيعودوا ورحت أحركه ببطء شديد. كما اعتقدت أنهم ربما لاحظوا غيابي وأنهم سيعودون لقتلي. لذا انتظرت بعض الوقت، وعندما تيقنت من خروجهم وعدم عودتهم خرجت من المرحاض و أبقيت إسماعيل فيه. بدأت أتفقد عائلتي. والدتي تظاهرت بداية بالموت وكذلك أختاي نهاد وسعاد، ظنا منهما أني كتائبي . ولكن، والدي وباقي أخوتي "الخمسة" وليلى كانوا جميعا أمواتا ، كانت أمي مصابة بعدة طلقات وكذلك نهاد وسعاد. أمي ونهاد تمكنتا من الهروب معي وإسماعيل، بينما سعاد لم تستطع لأن الطلقات أصابت حوضها وشلت. تركناها وخرجنا لإحضار الإسعاف - يا لسذاجتنا- ولم نكن نعرف ماذا ينتظرنا في الخارج، الذين دخلوا إلى بيتنا كانوا خليطا من القوات اللبنانية وقوات سعد حداد، إذ كان بينهم مسلمون ولا يوجد مسلمون إلا مع سعد حداد. عرفنا أنهم مسلمون من مناداتهم لبعضهم. كان بينهم من يدعى عباس و آخر يدعى محمود. بعد خروجنا من البيت تهنا عن بعضنا البعض. بقيت أنا وإسماعيل معا، واخذوا يلاحقوننا من مكان لأخر. أخذت انبه الناس لما يجري، فكثيرون كانوا ما يزالون في بيوتهم، يشربون الشاي ولا يدرون بشيء. اختبأنا في مخزن طحين ثم ما لبثوا أن اكتشفوا أمرنا فهربنا مجددا. أطلقوا الرصاص علينا، هربت وعلق إسماعيل ولم يجرؤ على عبور الشارع كان في الثامنة من عمره، عدت إليه و أمسكت بيده وهربنا معا. ثم ما لبثنا أن وجدنا جمعا حاشدا من النساء والأطفال كانوا يجرونهم إلى المدينة الرياضية حيث يتمركز "الإسرائيليون" فانضممنا إليهم". بقروا بطن جارتنا نهاد أخت ماهر كانت في الخامسة عشرة من عمرها في ذلك الوقت. الآن هي متزوجة ولديها ستة أطفال، قالت إنها كانت تحمل أختها الصغيرة على يدها عندما بدأ المسلحون بإطلاق النار"لا أعرف كيف سقطت من يدي، أصيبت بطلقة في رأسها وأنا أيضا وقعت على الأرض . أخذت أختي تحبو – و تفرفر - باتجاه أمي وهي تصرخ ماما.. ماما.. أطلقوا الرصاص على رأسها فسكتت على الفور. جارتنا ليلى كانت حاملا. عندما أصيبت بدأ الماء يتدفق من بطنها، وماتت. تظاهرت بالموت، وبعد خروجهم بقليل - لا أدري بكم من الوقت - بدأت أتفقد الجميع . فهمست لي أمي : ارتمي وتظاهري بالموت قد يعودون. أجبتها لا آبه، فليعودوا ! عندها خرج ماهر - وإسماعيل في ما بعد. كنت أظنهما ميتين. ما أن رأيت ماهر ارتميت على الأرض، فقال : لا تخافي أنا ماهر. عندها اطمأننت أنا ووالدتي، وقمنا لحمل أختي سعاد ومساعدتها على النهوض فلم نستطع . لقد كانت مشلولة. طلبت من ماهر وإسماعيل أن يهربا إلى خارج المخيم وأن يركضا بأقصى سرعة حتى لو أضعنا بعضنا. لم يكن معنا مال، إذ أخذوا كل مالنا. كان لدينا عشرون ألف ليرة خبأناها في "كيس حفاضات" أختي الصغيرة، رغم أني تظاهرت أنه مجرد كيس حفاضات ! كان المسلحون يتكلمون بالعربية، لكن البعض منهم لم يتكلم على الإطلاق، كانوا شقرا، وعينوهم زرقاء، عندما هربنا، أضعنا ماهر وإسماعيل وبقيت مع أمي على أمل أن نذهب إلى مستشفى غزة لإحضار إسعاف إلى سعاد. أخذنا نتنقل من بيت إلى آخر ونحن ننزف. كثيرون لم يصدقوا في البداية أن مجزرة تحدث في المخيم، إلا عندما رأونا مصابين والدم يغطينا. وصلنا إلى مستشفى غزة فوجدنا أخوي الكبيرين أحمد ومحمد هناك أمام المستشفى. كانت الناس تتجمع عند مدخل المستشفى. كانوا يصرخون والرعب يسيطر عليهم. سألتها عن أختها سعاد التي بقيت في البيت، قالت إنهم عادوا إلى البيت وضربوها "بجالون المياه" و أطلقوا عليها النار مجددا ! "بعد الحادثة، لم نعد نتكلم مع بعضنا عما جرى. كنا نخاف على بعضنا من الكلام. لذا، لم اسأل سعاد شيئا ! ! ". توقفت المجزرة السبت في 18 أيلول، مئات الجثث في الشوارع والأزقة ترقد تحت أطنان من الذباب. أطفال مرميون على الطرقات. نساء وفتيات تعرضن للاغتصاب منهن من بقين على قيد الحياة، ومنهن من قضين عاريات في أسرتهن أو على الطرقات أو مربوطات إلى أعمدة الكهرباء ! ! رجال قطعت أعضاؤهم الجنسية ووضعت في أفواههم، مسنون لم ترأف بهم شيخوختهم ولم يعطهم المجرمون فرصة أن يرحلوا عن هذا العالم بسلام، ومن لم يقض منهم في فلسطين عام 1948 قضى في المجزرة عام 1982، حوامل بقرت بطونهن وانتهكت أرحامهن و أطفال ولدوا قسرا قبل الأوان وذبحوا قبل أن ترى عيونهم النور. المقبرة الجماعية التي دفن فيها الضحايا هي اليوم مكب للنفايات ومستنقع يغرق في مياه المجاري ولا يسع الموتى - حتى في موتهم - أن يرقدوا بسلام ! ! أما الناجون، فيعيشون في ظروف إنسانية وسياسية صعبة، أقل ما يقال فيها إنها موت بطيء يلاحقهم منذ المجزرة. واليوم كيف نقرأ المجزرة ؟ أنقرأها كمجرد ذكرى نستعيدها أم نقول "عفا الله عما مضى " ونمضي إلى حياتنا وكأن كل شيء على ما يرام ؟ هل نكرر المطالبة بمحاكمة الفاعلين، اليوم وقبل الغد، أم ننتظر تغير موازين القوى الدولية والمحلية ونقول للعدالة أن تنتظر؟ من يقرر العفو عن المجرمين وبأي حق يعفو؟ و إذا قبلنا أن نعفو عن جرائم الحرب في لبنان فكيف نربي أطفالنا بعد ذلك؟ أنربيهم أن الحق للقوي أم نربيهم على الخوف بحجة حمايتهم من القتلة، أم نطلب منهم التغاضي عن دم الأبرياء ، فينشئون "بلا دم" وفاقدي الحس والعدالة؟ وإن أكملنا على هذا النحو- ونحن أكملنا - أنمنع الصهاينة من ارتكاب مجازر جديدة ؟ المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام http://www.palestine-info.cc/arabic/terror...sijil/sabra.htm يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
drmsaber بتاريخ: 17 سبتمبر 2002 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 سبتمبر 2002 صبراً آل ياسر ...صبراً أهل صبرا و شاتيلا .. صبراً يا كل من تدمع عيناه و يجن عقله و يدمى قلبه لمشاهد المذبحة اللهم أنتقم .. اللهم أنتقم شتت اليهود و من والاهم و مزقهم كل ممزق يا رب اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت آخذ بناصيته اللهم أنت تكشف المغرم والماثم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أسامة الكباريتي بتاريخ: 18 سبتمبر 2002 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 18 سبتمبر 2002 "صابرا وشاتيلا" صور بالدم من شاهد عيان فلسطين - إعتدال قنيطة – إسلام أون لاين.نت/ 16-9-2002 بالدم والصورة.. يروي الصحفي "وليد العوض" –40 عاما- شهادته على مجزرة صابرا وشاتيلا التي ارتكبتها ميليشيا الكتائب اللبنانية وقوات الاحتلال بحق الفلسطينيين في لبنان في 16 سبتمبر 1982، وراح ضحيتها نحو ثلاثة آلاف شهيد فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء. ويقول "العوض" وهو أحد الناجين من مجزرة صابرا وشاتيلا، عضو المجلس الوطني الفلسطيني حاليا لـ"إسلام أون لاين.نت": "إن شارون الذي كان يترأس وزارة الدفاع الإسرائيلية آنذاك قرر اقتلاع رجال المقاومة الفلسطينية من لبنان، فبدأ عدوانه على بيروت في الرابع من يونيو 1982 بسلسلة من الغارات الوهمية على المخيم، تمكن بعدها من تقسيم جنوب لبنان إلى عدة أجزاء، ثم أحكم حصاره على بيروت، ولكن المقاومة تصدت لمحاولات التوغل طوال 88 يوما". وأضاف: استطاعت المقاومة أن تكبد جيش الاحتلال خسائر فادحة، أهمها قتل قائد الفرقة الإسرائيلية التي كانت تحاصر بيروت؛ مما اضطر شارون إلى اللجوء إلى المبادرات والحلول السياسية. ويشير العوض إلى أن المقاومة الفلسطينية كانت قد وافقت على الخروج من بيروت بأسلحتها بعد أن تلقت وعودًا بانتشار القوات المتعددة الجنسيات لضمان حماية القرى الفلسطينية، وضمان أمريكي بعدم اقتحام جيش الاحتلال بيروت، دون أن تدرك ما يخطط له جيش الاحتلال من مجازر. وأضاف: لم ندرك غدر الاحتلال إلا بعد مقتل رئيس حزب الكتائب اللبناني "بشير الجميل" في 14 سبتمبر وقبل تسلمه مهمته، وانسحاب القوات الدولية من المخيم بعدما انتشر فيه ما يزيد عن 2500 جندي دولي. ويروي العوض قائلا: "إنه في مساء 14 سبتمبر حاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي مخيمي صابرا وشاتيلا، وسد منافذهما بعد أن غادرهما جميع رجال المقاومة إلا القليل الذين رفضوا الخروج"، مضيفًا أن جيش الاحتلال رغم ذلك اصطدم برجال المقاومة اللبنانية الذين تصدوا له على مدى يومين. إبتسام بلا ابتسامة ويصف العوض بعض المشاهد المروعة التي يشيب لها الولدان التي خلفها جنود العدو في المخيم، فقال: "في 16 سبتمبر استطعنا أن ننقل عددًا كبيرًا من أهالي المخيم عبر الأزقة إلى مستشفى غزة؛ لعلهم يأمنون غدر العدو حتى تجمع في المستشفى عدة آلاف من المواطنين، ولكننا اضطرنا مع صباح يوم 17 سبتمبر إلى إخلاء المستشفى؛ خوفًا من تعرضه للقصف من الطائرات الإسرائيلية التي لم تغادر سماء بيروت". وأكمل العوض: في المساء تسللت مع مجموعة من رفاقي إلى الجهة الغربية من المخيم لعلنا ننقذ من تبقى من أهلنا، وفي الطريق إلى منزلي بمنطقة "كراج الوحش" تلقيت الصدمة الأولى، عندما مررت بمنزل الحاجة "أمونة" (أم نايف) وإذا بزوجها قد ألقي على السلم، وأصيب بعشرات الطلقات النارية. وقال: "فُجعنا لمشهد الفتاة إبتسام -17 عامًا- مقيدة الأيدي والأرجل، وقد تعرضت للاغتصاب، وقفنا جميعًا مذهولين، أدرنا وجوهنا، وتسمرت أقدامنا، لم يتجرأ أحد أن يتقدم نحوها، ولكن كان لا بد أن نغطي جسدها ولو بملابسنا". لم يرحموا إعاقته ويمضي العوض يحكي المأساة: انتقلنا إلى الزقاق المجاور لمنزل عائلة المغربي الذي كثيرًا ما لعبت به وزينته؛ فإذا بكومة من أعضاء ستة أشخاص تقريبًا في ساحة المنزل في بركة من الدم يزيد ارتفاعها عن 10سم، أمسكت بجسد طفل صغير-3 سنوات- وإذا بأعضاء جسمه تتحرك، وما زالت غضة فارتعشت، ولم يكن أمامي سوى انتشال ما تبقى من أشلاء، ووضعها في أكياس سوداء". ويضيف العوض: أمام كراج الوحش كانت فاجعة أشد هولاً؛ فجثة صاحب المتجر المجاور وهو رجل معاق من عائلة الدقي، وقد تلقى أكثر من عشرين رصاصة وطعنة سكين ومربوطة يداه، وأسفل جثته تم وضع قنبلة يدوية لتنفجر في من يحاول إنقاذه، وبجواره ما يزيد عن 30 كومة من الأشلاء كل واحدة منها تضم عشرات الجثث. وتابع العوض: مع حلول الظلام اضطررنا إلى التوقف، وإن كانت أقدامنا تصطدم بالجثث في كل زقاق نسير به في المخيم، وتسبح أقدامنا ببرك الدم، وفي الصباح ذهبت للاطمئنان على صديقي أبو أحمد سرور، غير أني وجدته مذبوحًا مع أطفاله (شادي، وشادية، وبسام)، وهو يحضنهم كأنه حاول أن يحميهم فذبحوه معهم. أما في حي الإرسال جنوب المخيم فقد اختلطت أشلاء الجثث بالأخشاب وركام البيوت حيث تعرض 15 منزلا للهدم على رؤوس أصحابها، أما الملجأ فقد أخرجنا منه 300 جثة، منها 32 جثة لعائلة مقداد اللبنانية، وجميعها أُطلق عليها الرصاص من على بُعد 3 أمتار فقط. وقد أكل بعض أجزائها القوارض والقطط التي تركها الاحتلال في قيد الحياة لتنهش باقي الأجساد. جثث بعربات القمامة وقال العوض: "إنه تم نقل الجثث بعربات نقل القمامة؛ حيث حفر لها 6 قبور جماعية بطول 100 متر، وعرض 3 أمتار لدفن جثث الشهداء، كما دكت الجرافات الإسرائيلية مدخل المخيم على أصحابه الذين خُلطت أشلاؤهم بدمار البيوت". وأورد العوض العديد من الأدلة التي تدين جيش الاحتلال الإسرائيلي في مجزرتي صابرا وشاتيلا، فقال: "قبل الاقتحام حاصر جيش الاحتلال المخيم، ومنع اللاجييئن الفلسطينيين من مغادرته، ودكت المدفعية الإسرائيلية والجرافات المتطورة والضخمة بيوت المخيم، وقتلت أهاليه، كما حولت الإنارة الإسرائيلية المتواصلة أزقة المخيم إلى نهار لتتيح للقتلة ارتكاب جرائمهم بعد أن توغلوا فيه". وأضاف: كما تمركزت قوات الاحتلال على أبنية المخيم ومباني الضباط التي تواجد بها شارون قبل يوم من المجزرة، بالإضافة إلى أننا عثرنا على العديد من الأسلحة والرصاص الإسرائيلي وخوذات جنود الصهاينة بين جثث الشهداء. نص رسالة وليد العوض الصوتية: http://www.islam-online.net/Arabic/news/so...ound/sabra/1.rm http://www.islam-online.net/Arabic/news/so...ound/sabra/2.rm http://www.islam-online.net/Arabic/news/so...ound/sabra/3.rm المصدر: http://www.islam-online.net/arabic/news/20...article63.shtml شاهد صور المجزرة من الرابط الموجود في نفس الصفحة: مشاهد مصورة لمجزرة صابرا وشاتيلا يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان