اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

اقروا رأي مسيحي فلسطيني في حماس وحزب الله والمقاومة العراقية


Recommended Posts

معن بشور - لبنان

لم أصدق أن اتصال (النقيب) ايلي بوري بي من كندا قبل أيام سيكون الاتصال الأخير...

فلقد كانت نبرته قوية كالعادة، وشوقه إلى بيروت أقوى، وحديثه عن عملية جراحية جديدة تنتظره قبل أن يتعافى ليعود إلى (معقله) في رأس بيروت كان يشبه حديثاً عن واحدة من رحلات هذا (العكاوي) الأصيل الذي حمل معه إلى لبنان ذكريات الطفولة والفتوة في حدائق مدينته الأولى، عكا، لتتكامل مع ذكريات الشباب والكهولة في (ملاعب) مدينته الثانية، بيروت.

في ذاك الاتصال لمست في صوته رنين أسى "فهذه هي السنة الثالثة التي يحل بها شهر رمضان الفضيل وأنا خارج بيروت محروماً من مآدب افطاراتها لدى الأصدقاء الكثر"، فإيلي بوري كالكثير من المسيحيين العرب هو مسيحي ديناً إلى أعلى حدود الالتزام، ولكنه مسلم ثقافة وحضارة إلى أقصى حدود التماهي مع العديد مع أبناء أمته، فإذا كان الصوم في رمضان بنظره ركناً من أركان العقيدة لدى المسلم، فهو أيضا شكل من أشكال المشاركة الحضارية والقومية والوجدانية لدى العرب غير المسلمين مع أكثرية الأمة.

وايلي بوري الذي هاجر الى لبنان من عكا في فلسطين اثر نكبة 1948 كان واحداً من المع الوجوه الطلابية في الجامعة الامريكية حيث انتخب في اوائل الخمسينات رئيسا لجمعية العروة الوثقى (ابرز المنظمات الطلابية العربية آنذاك) بعد ان كان من اول المنتسبين الى حركة القوميين العرب وصديق مؤسسيها الدكتور جورج حبش والشهيد الدكتور وديع حداد والاستاذ هاني الهندي والدكتور احمد الخطيب والاستاذ صالح شبل وغيرهم.

خلال الحرب الاهلية في لبنان، أصر الفقيد ايلي بوري على البقاء على رأس عمله في شارع الحمراء في بيروت كأحد الصاغة البارزين الذين انتخبوه زملاؤه نقيباً للصاغة.

كما شارك بوري في العديد من المؤسسات الثقافية والقومية، فكان عضوا فاعلاً في النادي الثقافي العربي منذ الخمسينات، كما شارك في تأسيس دار الندوة عام 1988، وانتخب عضوا في مجلس ادارتها، كما شارك في تأسيس في اللقاء اللبناني الوحدوي عام 1992. ثم في المنتدى القومي العربي عام 1993، وفي اللقاء الثقافي الفلسطيني في اواسط التسعينات، وواكب كل نشاط توحيدي في لبنان ونشاط قومي على مستوى الوطن العربي.

كما انتسب الى المؤتمر القومي العربي عام 1995 وكان من اعضائه الملتزمين.

وكان (أبو زياد)، وهو القومي العربي حتى الرمق الأخير، يفاخر دوماً أن صحافياً أجنبياً مر عليه في محله في بيروت في أوائل التسعينات مستفتياً رأيه كمسيحي، فلسطيني الأصل، في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فإذ به يجيب على الفور: "إنني اعتز بحماس ما دامت تقدم الشهداء كل يوم من أجل فلسطين، تماما كاعتزازي بفتح والجبهة الشعبية وكل المنظمات ما دامت تحمل السلاح في وجه الاحتلال".

في بداية معرفتي به في أوائل الثمانينات، كنت أتساءل كيف حافظ هذا (الجوهرجي) الذائع الصيت على هذا الكم الكبير من الحماسة القومية البالغة التي بقيت تشع فيه طاقات وقدرات رغم السن المتقدم، فاكتشفت بسرعة أن السبب الحقيقي هو (فلسطين) التي تتلخص في قضيتها كل قضايا الأمة، والتي ما زالت تجذب إليها أبناءها، البعيد منهم والقريب، الغني منهم والفقير، الشيوخ منهم والشباب، والجيل اثر الجيل، في واحدة من أعظم الملاحم الكونية وأعدلها وأجملها وأطولها.

في المرحلة التي تعرفت فيها إلى أبي زياد، كانت بيروت تحترق بكل أنواع الفتن، وتضطرب بكل أشكال الحروب والغزوات، ومع ذلك إصر (النقيب) ايلي (ولم يكن قد انتخب نقيبا للصاغة بعد) على البقاء في عاصمة الكرامة والمقاومة، رغم (قلة الزبائن) و(كثرة القذائف) مشددا على انه لن (يهجّر) مرة ثانية بعد هجرته من فلسطين.

في ذلك المحل الذي بات احد معالم شارع الحمراء في بيروت، وقد تحول بفضل أبي زياد وشقيقه المرحوم متى (احد مؤلفي كتاب توثيقي عن عكا مع الدكتور يوسف شبل) إلى منتدى للسياسيين والمثقفين والمسكونين بالهم العام، كان أبو زياد يصطحب زواره إلى مكانه المفضل في الطابق السفلي من المحل (تحت الأرض) حيث كان يحرص على إضفاء هالة من (السرية) على لقاءاته، وهي (سرية) تذكره بأيام انتسابه إلى (حركة القوميين العرب) التي كانت تشدد على الانضباط الشديد والسرية العالية لكي تتكافأ آلياتها مع المهمات الجليلة التي تنتظرها، والمخاطر الجسيمة التي تتوقعها.

في تلك الجلسات (المهيبة) مع أبي زياد كان يتداخل الماضي بكل ذكرياته مع الحاضر بكل تحدياته، مع المستقبل بكل احتمالاته، (فالهزيمة كما كان أبو زياد يردد دائما هي مشروع انتصار إذا عرفنا كيف نستفيد منها) مستعيرا بذلك قولا لأستاذه وصديقه، الحاضر دوما في كل أحاديثه، الدكتور جورج حبش مؤسس حركة القوميين العرب وأحد انصع الوجوه القومية المناضلة في التاريخ الحديث.

أما الانتصار على قلة الانتصارات في عصرنا الحاضر فله عند أبي زياد دوي خاص، فكثيرا ما اتصل بي من بيروت أو من كندا، ليعلن لي ولغيري من أصدقائه عن ابتهاجه بعملية فدائية ناجحة في فلسطين أو جنوب لبنان أو العراق، ولا أنسى اتصالاته خلال العدوان الأخير على لبنان حيث كان يتنازعه وبالقوة ذاتها شعوران، أولهما الأسف الكبير لوجوده خارج لبنان، خلال هذه المعركة، وثانيهما الثقة الكبيرة بانتصار المقاومة على العدوان.

في اتصاله الأخير معي، قبل أيام من رحيله المفجع، كان معظم حديثه عن هذا النصر الذي (أربك العدو) والذي قرّبنا من العودة إلى عكا، وكل فلسطين، مستغربا كيف أن بعض العرب واللبنانيين لم يفهم تماما عظمة ما جرى.

كان أبو زياد رحمه الله خزان معلومات، ومستودع طرائف، وحافظا للمأثور من الأقوال، يغرف منها في أحاديثه ليجعلها ممتعة، ويستفيد منها في علاقاته لتبدو دائما متجددة.

رغم أنه بعد تخرجة من الجامعة الأميركية في بيروت اتجة مباشرة إلى العمل في مهنة اشتهرت بها عائلته من أيام عكا وهي عائلة من أهم العائلات التي ساهمت في تطوير بيروت خصوصا منطقة رأس بيروت، لكن أيام الجامعة لم تخرج منه رغم العقود الطويلة التي مرّت، والتطورات الضخمة التي وقعت، وكيف تخرج منه وقد حمله زملاؤه الطلاب إلى رئاسة (العروة الوثقى)، التي خرج من صفوفها العديد من القادة والمسؤولين العرب لسنوات عديدة، بل تلك الجمعية التي (استشهدت) بقرار من إدارة الجامعة الأميركية اثر تظاهرات منددة بحلف بغداد دعت إليها الجمعية في آذار 1954 واستشهد فيها الطالب التقدمي الاشتراكي اللبناني ذي الأصول الفلسطينية حسان أبو اسماعيل، وأصيب فيها بإعاقة دائمة مصطفى نصر الله، وطرد بسببها العشرات من طلاب وطالبات بات بعضهم اليوم من مشاهير العرب.

(العروة الوثقى) التي كتب نشيدها الشاعر الكبير سعيد عقل تحولت مع أبي زياد من ذكرى جميلة إلى حلم أجمل، حمل روحه إلى كل النوادي والمنتديات واللقاءات والمؤتمرات التي جمعتنا به، فقد كانت وهي (الجمعية الوحدوية الجامعة لطلاب من كل أبناء الأمة) المقياس الذي به يقيس أبو زياد نجاح كل مؤسسة أخرى.

أبا زياد ستبقى في الذاكرة، كلما مررنا أمام المحل الأنيق في شارع الحمراء، وكلما اجتمعنا في النادي الثقافي العربي، وكلما تحاورنا في <دار الندوة>، وكلما استذكرنا رواد العروبة في المنتدى القومي العربي، وكلما استظلتنا مخيمات الشباب القومي العربي، بل كلما فرحنا بنصر للمقاومة، وكلما تألمنا مع صراع دموي بين الرفاق والأخوة، بل سنبقى نذكرك ما دمنا قابضين على جمرة العروبة والوحدة في زمن الانقسام والتفتيت والعصبيات المريضة.

(نقلا عن جريدة السفير اللبنانية)

cu626qztfkxg.gif

رابط هذا التعليق
شارك

- خبراتي العملية "إنهم قوميون ملتزمون بأفضل من كثيرين وكثيرين"

- ما أعرفه أن كتائب الشهيد عز الدين القسام تضم عددا من المقاتلين المسيحيين الفلسطينيين ..

- من أراد أن يفهم المسيحي الفلسطيني على الطبيعة فليستمع إلى المطران عطا الله حنا أو ليقرأ له

- مثلما هي من المعتاد أن تجد تطرفا وتشنجات في كل الملل .. هناك مواقع تعبر عن تطرف شاذ يقوده قلة من مسيحيون فلسطينيون مهاجرون .. لا يبتعد فكرهم عن تطرف أشباههم من مهاجرين مسيحين مصريين .. أهو التغريب الذي طالهم ؟

هؤلاء لا يمثلون إلا شريحة بسيطة من المسيحيين العرب

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

اشاركك رايك اخي اسامة في المسيحيين العرب وما نري من عملاء في العالم العربي الان معظمهم للاسف الشديد مسلمون وليسوا مسيحيين عرب.

cu626qztfkxg.gif

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...