اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

وحدانية الخالق : التقاء الكل


shawshank

Recommended Posts

الموضوع ببساطة أنني لاحظت اشتراك أفراد من عوالم مختلفة (ظاهريًأ) في صفات كثيرة . أسوق أمثلة عليها هنا :

  • في الفيزياء ، لكل فعل رد فعل . ينطبق نفس المبدأ في المعنويات . إذ لو ضايقتك أو سببتك ، لكانت لك ردة فعل ، كأن ترد سبابي أو مضايقتي بمثلها ، أو لا ترد و تكتفي بعدم مخالطتي بعدها ، أو تكتم في نفسك حتى تحين فرصة الرد . و لو عاملتك بالحسنى أو مدحتك ، لرددتها إلى في صورة احترام و مودة . المهم أن هناك رد فعل للفعل الذي قمت أنا به . فهذا اشتراك غريب بين فردين من عالمين مختلفين : الإنسان و الجماد .
  • "لا تكن صلبًا فتكسر ، و لا لينًا فتعصر " . يطلَق هذا المثل على الإنسان في تعاملاته مع الآخرين ، فلا يكن حادًا في تصرفاته و آرائه فيصطدم مع غيره الذي قد ينتصر عليه بسهولة ، و لا يكن سهلا ينساق بسهولة . و هذا تمامًا حال الجوامد ، التي هي عالم مختلف تمامًا عن عالم البشر . فالصلب في الجوامد سهل الكسر ، و اللين سهل العصر . و المعنى : إن تحلى الإنسان بصفة من هاتين ، كانت النتيجة أن يحدث للبشري نفس ما يحدث للجامد الذي به نفس الصفة . و المتأمل يجد أنه رابط قوي جدًا بين فردين من عالمين مختلفين تمامًا ، أو هكذا نحسب .
  • إن النفوس تصدأ ، و القلوب تصدأ ، و العقول كذلك تصدأ . و في عالم الجمادات ، تصدأ المعادن . و تتشابه أعراض الصدأ في الحالتين .
  • إن الفاكهة العطباء تصيب جارتها بالعطب . و صديق السوء يؤثر في أصدقائه كما تؤثر تلك الفاكهة العطباء . فتطابق المقدمات في كلا العالمين أدى إلى تطابق النتائج . و هو اشتراك – مرة أخرى – يراه المتأمل عجيبًا .
  • "كل إناء بما فيه ينضح". و هو مثل على أن ما تتوقعه من إنسان لا يكون إلا بما فيه من صفات . و في الفيزياء ، ينضح الإناء بالتأكيد بما فيه ، فلا يخرج منه إلا ما هو فيه أصلا .
  • جميع قصص "كليلة و دمنة" ، و التي تنطبق بالتأكيد على البشر ، مثال واضح على تلك (المشتركات) بين أفراد عالم الحيوان و أفراد عالم الإنسان . فالثعلب المكار و الأسد الشجاع و الغزال الجميل ... الخ ، توجد مثلها تمامًا نماذج من البشر . ليس هذا فقط ، بل إن تصرفات تلك الحيوانات و ردود أفعالها المتعلقة بتلك الصفة الظاهرة فيها تتشابه كثيرًا مع تصرفات و ردود أفعال البشر المتعلقة بنفس الصفة .

تلك قطرة في بحر ، بضعة نماذج من عشرات ، و ربما مئات ، و ربما آلاف المتشابهات ، أو المشتركات ، بين أفراد عوالم مختلفة .

إنَّ ضربَنا للأمثال - في حد ذاته - يعني أن الكون بشكل أو بآخر إنغلاقي . أو أن كلا يشير إلى خالق واحد . أو أن كل ما في الكون يشترك مع كل ما في الكون في شئ ما ، أو في أشياء كثيرة ، أو ربما في كل شئ ! كمغزى الوجود ، و كالعلاقة بالغير ، و الأهم ، في خالق تلك العوالم .

لقد جمع المولى عز و جل في خلقه بين طلاقة القدرة و بين تلك الإشارات على وحدانية الخالق . فاشتراك هؤلاء الأفراد ذوي العوالم المختلفة في مشتركات عدة لا يعني تقيَد القدرة ، بل إن قدرة الله عز و جل طلقة لا حدود لها. فيخرق عز و جل قوانينه وقتما و أينما و كيفما يشاء ، فتجد صلبًا لا يكسر بسهولة ، أو فاكهة عطباء لا تعطب جارتها ... الخ في كل العوالم . لكن تبقى الإشارة بالوحدانية في عموم الخلق .

تم تعديل بواسطة shawshank

كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 1 سنة...

يكتشف المتأمل بحق في هذا الكون أن كل مكوناته ، صغرت أم كبرت ، دقت أم عظمت ، تهتف معًأ في تناغم عجيب : "إبداع واحد". أو يشيرون جميعًا ومعًا في وقت واحد لهذه الجملة : "إله واحد" . يهتفون : "لقد خلقنا مبدع واحد ، تجلت صفات عظمته في كل منا . ودلّ تطابق تلك الصفات على وحدانية المبدع" .

لقد وضع المولى سبحانه وتعالى قوانين هذا الكون في إبداع عجيب معجز ، ومع هذا الإحكام يشعر المتأمل بجمال هذا الإبداع ، جمال لا يُخلّ بوظيفة المخلوقات ولا بإحكام قوانينها . إبداع في سلاسة وسهولة وجمال وإحكام ممتعين . تشترك كل المخلوقات في هذه السلاسة والسهولة وهذا الجمال والإحكام ، لأن مبدعهم واحد ، عز وجل . فتعالى الله سبحانه ، عظمت قدرته وتجلى إبداعه .

كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب

رابط هذا التعليق
شارك

لو استخدمنا الألفاظ بمعناها العلمى ، فبلا شك هى مختلفة تماما ، أما أن اخذناها بالمعانى الادبية والفلسفية والتعبيرية فالوضع مختلف فيمكن ان تتطابق الاشياء وتتوافق المتناقضات حسب تفسيرنا لمعانى الالفاظ او تلاعبنا بها.

فى المثال الاول : " لكل فعل رد فعل " طبعا واضح ان القانون غير كامل ، ولكن لو كتبناه بصورته الكاملة " لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار و مضاد له في الاتجاه " نجد انه لاينطبق على حالة الانسان على الرغم من تطابقه فى كل حالات الجماد.

فمثلا نجد ان السيد المسيح عليه السلام يقول " اذا ضربك احدهم على خدك الايمن ، فادر له خدك الايسر " وهو رد فعل لايطابق القانون ، فى حين ان هناك شخص آخر قد يقفز الى المطبخ ويستل سكين ويعود ليقتل من ضربه على خده الايمن ، وهناك من سيكتم غيظه فى نفسه لو كان الضارب هو والده ، او مدرسه ، او الظابط !!!

المثال الثانى: " الصلابة " الصلابة بالنسبة للجماد هى حالة فيزيائية ، وتعنى ان المادة ليست فى حالة سيولة وليست فى حالة غازية ، أما فى الكائن الحى ، فالصلابة تعبر عن حالة سلوكية ، تختلف من شخص لشخص ، وتتغير تبعا لعقل الشخص وقد تتغير خلال ثانية من الصلابة للين ، أو العكس.

المثال الثالث : " الصدأ " صدأ القلوب والعقول أمر مختلف تماما عن صدأ المعادن ، يمكنك ان تمنع صدأ المعادن باستخدام مواد تحجب الاكسجين عن المعدن ، فى حين ان حجب الاكسجين عن الانسان معناه موت محقق ، وهذا ايضا لأننا نستخدم المصطلحات العلميات فى وصف مجازى لحالات إنسانية ، وهى كلها تعبيرات بلاغية ، ولو بحثنا فى المعجم عن كلمة صدأ ، فطبعا سيكون التعريف العلمى هو اتحاد عنصر الاكسجين مع معدن فى ظروف معينة ليكون طبقة من اكسيد المعدن ، ولم نسمع بالطبع عن اكسيد العقل او اكسيد القلب . :roseop::roseop:

المثال الرابع : العدوى ، او الاصابة ، بلا شك ، التفاحة والانسان يمكن ان يتأثرا بمن حولهما ، لانهما من اصل حى ، فيمكن للميكروبات ان تصيبهم ، ولكن عند الانسان فالاستجابة للمرض ستتفاوت من شخص لآخر ، وكذلك السلوك ، ليس شرطا ان المدخن سيجعل من صديقه مدخنا آخر ، او ان الحرامى سيجعل من جاره حرامى مثله.

المثال الخامس : مثال صحيح ، وان كان الفارق فى النضوح ، فنضوح الانسان ليس مادى ، ولو كان نضوح الانسان مادى فسيتساوى الجميع فى ذلك النضوح ، واتمنى الا يكون النضوح بين الناس . :wub:

والحقيقة ان التشابه بين الانسان والحيوان تجدها فى كل شيئ ، وليس فى السلوكيات فقط ، فلو نظرنا لهم من الناحية التشريحية ، فاعتقد اننا نحتاج لكتب ، وسبحان الله يقول تعالى " وما من دابة فى الارض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم مافرطنا فى الكتاب من شيئ ثم الى ربهم يحشرون "

--

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11)

new-egypt.gif

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم
***************
مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)
***************
A nation that keeps one eye on the past is wise!A
A nation that keeps two eyes on the past is blind!A

***************

رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط
القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة
***************
رابط سلسلة كتب عالم المعرفة

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...