رأيت في عيون فاطمة

[أسامة الكباريتي]

{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ }

بيان عسكري صادر عن

..::: كتائب الشهيد عز الدين القسـام :::..

..::: معركــة وفـاء الأحــرار :::..

عملية " أم الفدائيات "

الاستشهادية القسامية فاطمة النجار تفجر نفسها وسط عدد كبير من الجنود الصهاينة شرق جباليا وتقتل وتصيب عدداً منهم

يا أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد.. يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية..

تخرج نساء فلسطين من جديد.. يفجرن نار الغضب والثأر ضد هذا العدو الغاصب، يعلّمن الدنيا أن شعب فلسطين لا يقبل الظلم ولا الانكسار أمام بطش الصهاينة وحقدهم الدفين، فتخرج أم الفدائيات إحدى الحرائر المؤمنات اللواتي يعلّمن الأجيال فنون القتال، فتقدم أمُّـنا دمها حجة على كل متقاعس وجبان، وكل متخاذل عن نصرة هذا الشعب المظلوم، فتخرج هذه الاستشهادية المجاهدة لتنتقم من هذا العدو المجرم الذي قتل الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، وجرّف المزارع وهدم البيوت، لتلقنه درساً لن ينساه، ليفكر ألف مرة قبل أن يقترب من جباليا الغضب والتحدي، وليعلم أن رجال جباليا ونساءها كلهم استشهاديون واستشهاديات ينتظرون اللحظة التي يثأرون فيها لدماء الشهداء ..

وإننا اليوم في كتائب الشهيد عز الدين القسام نزف إلى أبناء شعبنا الفلسطيني وإلى كل الأحرار والحرائر في العالم:

الاستشهادية القسامية

فاطمة عمر محمود النجار (أم محمد)

(57 عاماً) من جباليا البلد التحدي والصمود

والتي أبت إلا أن تقدم روحها ودمها في سبيل الله بعد أن قدمت بيتها الذي نسفته قوات الاحتلال في الانتفاضة الأولى بعد أن كان مأوىً للمطاردين والمجاهدين، وقدمت من أبنائها أسرى في سجون الاحتلال سابقاً ..

واليوم توجت شهيدتنا حياتها الحافلة بتفجير نفسها وسط مجموعة كبيرة من جنود القوات الصهيونية الخاصة شرق جباليا في منطقة (الجمول) قرب منزل آل الشنطي، مما أوقع عدداً كبيراً من القتلى والجرحى بين الجنود الصهاينة مساء اليوم الخميس02 ذو القعدة 1427هـ الموافق 23/11/2006م.

وإننا في كتائب القسام إذ نعلن عن هذه العملية البطولية الاستشهادية لنرسل رسالة إلى العدو الصهيوني بأن عمليتنا هذه ما هي إلا جزء مما سيلاقيه الصهاينة على أيدي رجال ونساء فلسطين، وستعد لكم كتائب القسام المفاجآت التي تزلزل كيانكم بإذن الله، وتجعل غزة مقبرة لجنودكم الجبناء وآلياتكم الهزيلة..

وإنه لجهاد نصر أو استشهاد ،،،

كتائب الشهيد عز الدين القسام

الخميس 02 ذو القعدة 1427هـ الموافق23 /11/2006م

أما بعد

ما قالته عيون فاطمة الطاهرة .. لم تتمكن من ترجمته كاميرا المصور وعجز لسانها عن البوح به..

ذلك الحنان الذي رأيته يتدفق من مقلتيها وعشقها المفرط للحياة جادت به جذورها الراسخة في الأرض المباركة التي نذرت روحها فداءا لقدسيتها ..

رأيت في النظرات العميقة لعينيها الكم الهائل من العاطفة الجياشة التي تكنها للأطفال في بلدتها الذين هالها أن تراهم يتساقطون كالزهور تحت وابل من قذائف الحقد الصهيوني تدوسهم جنازير دباباتهم القذرة .. بلا رحمة

رأيت الرحمة في عيونها للفتيات الصغيرات وهن يتراكضن فرارا من بطش غاشم ..

فقررت افتداء أجيال الغد بجسد اعتاد مقاومة المحتل الغاصب .. وروح طاهرة وثابة أبت إلا الحرية هدفا .. والنصر المؤزر ديدنا ..

أي أخت القسام

هنيئا لك .. فقد فزت ورب الكعبة

وعجزنا عن أن نتطاول إلى شص نعالك الطاهرة

يا أخت الشهداء

أنت تزفين وسط كوكبة من الشهداء أصروا على مرافقتك في يومك هذا

أي أخت حمزة ومصعب وجعفر وابن رواحة

سلامي إلى روحك الطاهرة

أي والله سلامي إلى روحك الطاهرة

وبلغي سلامنا لرسول الله الحبيب المصطفى

وانقلي له اعتذارنا في عجزنا عن محاذاتك

وتخاذلنا عن نصرتك

فلا نملك لك إلا الدعاء

أسأل الله لك القبول والعفو والمغفرة والعتق من النار

وأن يتغمد روحك المباركة ويسكنها الفردوس الأعلى

أسأله تعالى أن يهبك ما يليق بك

وأن يحسن وفادتك

أحسبك كذلك .. ولا ازكي على الله أحدا