سالي بتاع(ة) الأزهر (حد لسه فاكره(ا))

[KANE]

"سالي" الطالبة في طب بنات الأزهر:

لم أفقد الأمل لحظة واحدة.. في العودة إلي "بيتي"

حصلت علي ليسانس آداب.. وعملت "راقصة" مضطرة.. لكن لا تذبحوني

سعيدة مع زوجي الثاني.. والإنجاب بيد الله

متابعة:أحمد الشامي

هشام عبدالحفيظ

خرجت "سالي" خارج أسوار الجامعة وتصور الجميع انها ذهبت في عالم النسيان ولن تدخل مرة أخري إلي حرم جامعة الأزهر لكن اصرارها دفعها إلي إقامة دعوي قضائية أمام محكمة القضاء الإداري تطالب بإلغاء قرار مجلس التأديب بالكلية في عام 1988 فأصدرت المحكمة حكما يوم 15 نوفمبر 1989 بإلغاء قرار كلية الطب بفصلها.

اعتقد الجميع للمرة الثانية أن "سالي" لن تعود إلي ميدان القتال خوفا من غبار المعارك بعد أن طعنت الجامعة علي الحكم أمام المحكمة الادارية العليا لتأييد قرار فصلها وتحويلها إلي طب البنات بالأزهر ومضت السنوات سريعا وجرت مياه كثيرة من تحت الجسور عملت خلالها سالي في كثير من المهن حتي أصدرت المحكمة الادارية العليا حكمها مؤخرا بإلغاء حكم القضاء الإداري بتأييد قرار فصل سالي وقضت بأحقيتها في العودة لطب البنين بالأزهر وقالت المحكمة في حيثياتها ان التعليم حق دستوري للمواطنين وليس من حق أي جهة أن تمنعهم من ممارسة هذا الحق.

تمكنت "الجمهورية" من الوصول إلي "سالي" لتتحدث معها عن أزمة السنوات ال 18 التي قضتها في أروقة المحاكم لتحصل علي حقها بعد أن كادت قضيتها تتوه وسط آلاف القضايا التي تنظرها المحكمة كل يوم وفتحت قلبها وتحدثت بصراحة.

كانت صورة سالي تختلف عما شاهدناها منذ تفجر قضيتها في عام 1988 حيث أصبحت ترتدي الحجاب وظهرت علامات الزمن علي وجهها بعد أن أصبحت سنها تزحف نحو الأربعين عاما.

جلست في هدوء بجوار زوجها وروت قصة السنوات العجاف التي قضتها تبحث عن حقها من أجل العودة إلي الجامعة.

سعيدة

قالت سالي انها سعيدة بصدور الحكم القضائي الذي يمكنها من العودة إلي جامعة الأزهر التي طالما أحبتها وعشقت دراسة الطب بها ولم تفقد الأمل طوال 18 عاما في العودة إلي بيتها ومدرجات الجامعة.

أضافت: انها التحقت خلال السنوات الماضية أثناء نظر القضية بكلية الآداب جامعة القاهرة وحصلت علي الليسانس في اللغات والترجمة عام 2004 وتعمل حاليا مدرسة للغة الانجليزية منذ ذلك الحين بالمدرسة الإنجيلية.

واصلت سالي حديثها انها سوف تتوجه خلال أيام مع محاميها الدكتور بدر قنديل إلي جامعة الأزهر ومعها صيغة تنفيذية من حكم المحكمة الادارية العليا حتي تتمكن من الرجوع إلي الجامعة واستكمال دراستها في كلية الطب وانها لم تنس طوال تلك السنوات دراستها الأساسية التي أعاقها عنها قيامها بإجراء عملية التحول الجنسي حيث أصدر مجلس التأديب بالجامعة قرارا بفصلها عندما طلبت تحويلها من كلية طب البنين إلي طب البنات مما جعلها تلجأ للقضاء.

تحديث جنسي

وروت ل "الجمهورية" قصتها منذ البداية قائلة: أنا تعرضت لحالة مرضية تمثلت في عدم تحديد جنسي الطبيعي حيث تم قيدي بالسجل المدني والدفاتر الحكومية علي أنني ذكر في حين ان تكويني النفسي والفسيولوجي يوحي بأنني انثي فقمت بعمل التحاليل الطبية اللازمة وتم اجراء عملية جراحية لي عندما كنت ادرس في السنة الخامسة بكلية طب البنين بجامعة الأزهر وذلك لأنه من شروط إجراء تلك العملية أن تتم بعد بلوغ سن ال 21 وهو ما يعني أن تلك العملية لم تكن عملية تغيير جنسي وإنما هي مجرد رجوع للجنس الطبيعي وتقدمت لادارة الجامعة لنقلي من كلية طب البنين إلي طب البنات ففوجئت بالجامعة تحيلني إلي مجلس التأديب الذي أصدر قرارا بفصلي من الجامعة كما تقدمت ادارة الجامعة ببلاغ للنيابة العامة ضد الطبيب الذي أجري لي تلك العملية تتهمه فيه باحداث عاهة مستديمة بي وأني اشتركت معه في ذلك إلا أنه صدرت براءة الطبيب من تلك التهمة وتم عرضي علي الطب الشرعي الذي أثبت أنني أنثي.

راقصة

وأضافت.. لجأت إلي القضاء وحصلت علي حكم من محكمة القضاء الإداري عام 1988 بعودتي إلي الجامعة إلا أن ادارة الجامعة طعنت علي هذا الحكم علي أساس أنني كنت أعمل لفترة كراقصة إلا أنني أرد علي ذلك بأنني لم أعمل راقصة وأنا طالبة بالجامعة ولم تصدر عني أية اساءة لجامعة الأزهر وأن مهنة الرقص غير مجرمة كما أنني تبت عنها واعمل مدرسة وأنني عملت مضطرة بعد فصلي لكن لا تذبحوني.. كما أنني أعلم تماما ان جامعة الأزهر هي منارة العلم في العالم الإسلامي وأتشرف بأن أكون داخل حرمها ومستعدة للالتزام بكل شروطها حيث انني محجبة وملتزمة دينيا وكنت طالبة بجامعة القاهرة وأعلم كيف أكون طالبة مثالية وأنوي التخصص في طب الأطفال بعد حصولي علي بكالوريوس الطب.

قالت سالي: أنها تعيش حياة زوجية هادئة وطبيعية مع زوجها الجديد هاني السرجاني وأن انفصالها عن زوجها الأول كان لمجرد اختلاف وجهات النظر بينهما كما أن علاقتها بأشقائها علاقة طيبة لأنهم جميعا يعلمون ان المتحولين جنسيا ليسوا شواذ وأن حالتها مجرد حالة مرضية وان عملية التحول الجنسي عملية غير ارادية تعرض لها الكثير من الاشخاص إلا أن حالتي ألقي عليها الضوء نزاعي مع جامعة الأزهر علي حقي في اتمام دراستي الجامعية.

التقت "الجمهورية" بزوج سالي الذي يعمل صائغا ويدعي هاني عيسي السرجاني "29 سنة" والذي أعرب عن سعادته في حياته الزوجية مع سالي وأن حياته معها هادئة ومستقرة وقرر أنه عندما تعرف علي سالي منذ سنة واعجب بها وتزوجها لم يكن يعلم بقصة التحول الجنسي التي مرت بها وأنه علم بها مؤخرا إلا أن ذلك لا يمثل بالنسبة له أية مشكلة في حياته الزوجية أو الاجتماعية علي وجه العموم لأنه يعلم تماما أن تلك حالة مرضية وليست تحولا إراديا وقال ان سالي أساسها أنثي وليست رجلا وانها كانت مريضة وشفاها الله بإذنه ورحمته وقرر انه يمارس حياته الزوجية بطريقة طبيعية وانه سعيد جدا مع زوجته سالي ولم يعرف من هو "سيد" وزوجتي امرأة بمعني الكلمة وتعرف حقوق زوجها.

حق دستوري

قال د.بدر قنديل المحامي الذي تولي قضية سالي مع جامعة الأزهر وحصل لها علي حكم نهائي من المحكمة الادارية العليا بعد 18 عاما قضتها بين أروقة وقاعات المحاكم بعودتها لاستكمال دراستها بكلية طب البنات بجامعة الأزهر أنه قبل تلك القضية لأن حق التعليم هو حق دستوري لأي فرد في المجتمع وأن الدستور المصري نص علي هذا الحق ولا يجوز لأحد أيا كان أن يسلب هذا الحق ممكن يملكه أو يحرمه منه أي سبب من الأسباب.

أضاف المحامي أنه أسس دفاعه في تلك القضية علي حق سالي الدستوري في التعليم وانها لم تكن راقصة وقت التحاقها بالجامعة ولم تصدر عنها أية اساءة لسمعة جامعة الأزهر .