The Professor بتاريخ: 21 ديسمبر 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 ديسمبر 2006 محرر الوفد اقتحم أوكارهم في الظلام : ليلة سوداء علي فراش أولاد الشوارع الأطفال احترفوا الدعارة والاغتصاب وشم الكُلة وتعاطي البانجو ممدوح حسن محرر الوفد يكشف مأساة أطفال الشوارع ليلاً النوم داخل أوكار أولاد الشوارع ليلة كاملة.. مخاطرة صعبة بكل المقاييس.. لا أعرف عواقبها ونتائجها.. لكنني قررت ذلك.. قررت أن أخاطر بنفسي داخل معاقل هؤلاء.. أكلت معهم الفول والطعمية وسط الظلام الدامس والبرد القارس.. نمت علي فرشتهم التي تملؤها كل حشرات الدنيا.. تنفست رائحة »الكُلة« و»البانجو«.. اختلطت أنفاسي بأنفاسهم القذرة.. تعرضت للضرب والسرقة والابتزاز وكاد الامر أن ينتهي بالاغتصاب لانهم يعيشون وفقاً لقانون البلطجة.. والقوي يأكل الضعيف ويغتصبه أيضاً.. عشت معهم ليلة متنقلاً بين أماكن تجمعهم برمسيس والسيدة زينب وعين شمس فماذا حدث بالتفصيل؟!. طرأت في رأسي فكرة الاقامة لليلة واحدة مع هؤلاء عندما سمعت من بعضهم كلاماً غريباً لا يصدقه أحد.. شم »الكُلة«.. تدخين سجائر البانجو.. اغتصاب.. هتك أعراض.. ضرب بالموسي في أي لحظة.. سرقة المارة في أحيان أخري.. دعارة علنية في الحدائق وأسفل الكباري دون خوف أو اعتبار للمارة.. القتل في بعض الاحيان. قررت المبيت ليلة كاملة.. وقررت أيضاً اذا تطلب الأمر أن أقيم معهم ليالي حتي أصل الي حقيقةما يدور في عالمهم السري.. ولماذا يرفضون المجتمع؟ وماذا ينظرون الي المجتمع الذي يعيشون فيه؟!.. ولماذا يسرقون أي انسان يقترب منهم.. ولماذا هم حاقدون علي أصحاب السيارات الفارهة.. ناقمون علي معيشتهم.. فاقدون لاي انتماء لهذا المجتمع.. حائرون في تصرفاتهم يلعنون اليوم الذي جعلهم مطاريد في الشوارع.. لا يخافون أحداً في هذه الدنيا، لا الشرطة ولا غيرها لانهم يحفظون عن ظهر قلب كل القوانين الخاصة بالطفولة ولوائحها التنفيذية.. تأقلموا علي مطاردة الشرطة لهم ويعرفون مواعيد حملاتها.. ويعرفون أيضاً جميع مطاريد الشوارع في أقسام الشرطة ويعرفون بعضهم البعض جيداً والسيرة الذاتية لكل منهم.. وانهم يعيشون في سلسلة جماعية معقدة لا تقبل دخول عناصر جديدة إلا بعد مرور بعض الوقت علي دراسة شخصيته والتأكد من انه »شورعجي« وليس »جاسوساً« عليهم. وهؤلاء الاطفال كثيرون.. ينتشرون في الحدائق العامة ومحطات السكة الحديد كان عددهم عام 1993 لا يزيد علي 11 ألف طفل وعدد المودعين في مؤسسات الاحداث 3900 حدث وفي عام 2005 ارتفع عددهم الي مليون وسبعمائة وخمسين ألف طفل وفقاً لدراسة حديثة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية ووصل عدد المودعين بمؤسسات الاحداث الحكومية الي 5 آلاف و650 طفلاً ما بين مرتكب جريمة أو فاقد الاهلية وغيره في 27 مؤسسة لرعاية الاحداث وأطفال الشوارع ينقسمون الي عدة فئات في الشارع.. أولاها فئة مطاريد البيوت والاسر المفككة والفقيرة الطاردة للاطفال وهم أشد عنفاً وكراهية للمجتمع ويسيطرون علي أولاد الشوارع.. وفئة مطاريد مؤسسات الاحداث الذين ارتكبوا جرائم وتم حبسهم والافراج عنهم بعد عدة شهور وهؤلاء فئة صعبة تعيش في الظلام تقتل وتغتصب وأغلبهم بلا بطاقات أو شهادات ميلاد وهناك فئة أخري هم مطاريد دار الايتام الحكومية بعد وصول عمرهم الي 18 سنة وفقاً للوائح الداخلية لوزارة التضامن الاجتماعي وهؤلاء ينامون أيضاً في الشوارع.. وهناك أقل فئة ضعيفة من بين أولاد الشوارع هي التي ضلت الطريق في الاسواق والاماكن العامة وهؤلاء صغار اختلطوا بأطفال الشوارع واستقرت أوضاعهم مع هؤلاء وتناسوا أهلهم وذويهم لحرية الشارع. أعددت نفسي جيداً.. رفضت أن يكون معي أحد خوفاً من طريقة معاملتهم ولكني استعنت بأحد الاشقياء الذي جلس بعيداً انتظاراً لاي »رنة« له بالمحمول للتدخل وانقاذي في الوقت المناسب. دقت الساعة الثانية عشرة ليلاً.. أكلت طبق محشي من عند أم »أحمد« بميدان رمسيس.. التف بعض هؤلاء حولها وتناولوا أطباق المحشي وفور صياح أحدهم يسأل زميله: اشتريت »كُلة«.. أجابه بسرعة »أيوه«.. حمل علبة »الكُلة« في الكيس ورحل.. ذهبت خلفه.. حتي وصلت الي محطة قطارات رمسيس الخاصة بقطار الشرق.. الظلام يسيطر علي المكان.. دخلت خلفه أيضاً دون أن أدرك العواقب.. فوجئت بأحد هؤلاء يستوقفني ويشهر في وجهي »الموسي« استنجدت به وطلبت منه شوية »كُلة«.. وأعطيه فلوس.. أمرني باخراج محفظتي أخرجت مشرط من جيبي وحاولت تهويشه« وقلت له احنا ولاد شوارع أيضاً.. أعطيك فلوس علي مزاجي.. وافق بعد أن حصل علي 10 جنيهات.. وتعرفت عليه.. اسمه سيد عمره »18 سنة« وقال: انت عايز إيه.. قلت أنا عايز أعرف مأساة جميع الاطفال علشان أشوف الحكومة بنت الإيه اللي مش بتعمل حاجة معاكم.. قال: أنا ارتحت لك.. ووعدته بأشياء كثيرة طلبها مني أثناء توغلنا في الظلام. الشلة دخلت معه أحد أوكارهم.. أو معاقلهم.. وجدت بنات صغيرات.. أطفال في مختلف العمر ومولود جديد.. كانت »الكُلة« أساس الجلسة.. الكل ينتظرها.. وكل منهم يجهز كيس خاص به لشراء كمية بنصف جنيه وآخر بجنيه.. أمسكت معهم كيس وبدأنا نشم مرت دقائق وكادت أنفاسي تنقطع من الرائحة الكريهة لهؤلاء البشر وانتفض جسدي من الحشرات التي تتلاعب أسفل ملابسي.. أمسكت نفسي بصعوبة.. وواصلت الجلسة وأثناء الشم قام أحدهم واصطحب فتاة لم أتعرف علي معالمهما بسبب الظلام وبعد دقائق سمعت صرخات جنسية وعندما سألت عن الصوت قال: أحدهم هي مراته وحر فيها!!. تركت الجلسة ونمت علي الارض بعيداً عن رائحتهم.. اقترب مني طفل في العاشرة من عمره وقال لي إيه اللي »جابك هنا«؟ قلت له اللي جانبي هو اللي جابك قال لي بالحرف الواحد: أمي هي السبب كل يوم تجيب لنا العار وتعمل حاجات وحشة مع الرجالة في البيت بعد وفاة والدي.. خلاص اتفضحنا والعيال بيعايروني.. هربت وأعيش مع زملائي في رمسيس منذ سنوات تعرضت خلالها للاغتصاب والضرب وأرفض العودة لاهلي خالص.. انخرط الطفل في البكاء ونام بجواري.. اقتربت يد خفيفة بجوار جيبي تظاهرت بالنوم وفور دخول يدها أمسكتها وعرفت انها زوجة الزعيم »سيد«.. وتظاهرت بأنها كانت تداعبني وتسألني اذا كنت أريد منها شيئاً لا سمح الله.. أعطيتها 10 جنيهات.. انقضت علي وقبلتني وياليتني ما أعطيتها شيئاً لرائحتها الكريهة. حاولت أن أنام مرة أخري بجوار عدد منهم.. وخشيت علي نفسي بعد تعاطيهم البانجو وشد »الكُلة«.. وكلهم يلتصقون ببعضهم البعض من شدة البرد.. انتفضت وجلست قليلاً لأشاهد مهزلة أخري عندما أجبر أحدهم طفلاً صغيراً علي الاعتداء عليه جنسياً.. وقفت وحاولت منعه من ذلك وكان مصيري الاهانة والتفاف الجميع حولي ومحاولتهم طردي من الوكر.. اضطر »سيد« إلي تهدئة الموقف واصطحبني خارج الشلة وطلب ما وعدته به اشترطت عليه توصيلي الي النور وسوف أسلمه عشرين جنيهاً.. طلب 50 جنيهاً وعندما خرجت الي النور سلمته المبلغ وحذرني من الدخول مرة أخري لانه في المرة القادمة سوف أتعرض للقتل. الطرد تركت هذه الشلة في الثانية بعد منتصف الليل وذهبت الي حديقة السيدة زينب الشهيرة للجلوس مع باقي أولاد الشوارع الذين تزايدوا في الفترة الاخيرة.. تسللت خلف شجرة وسألتهم عن »الكُلة« لشراء كيس.. وقف »أحمد« وطلب مني الفلوس أعطيتها له ورفض اعطائي باقي 5 جنيه.. تظاهرت بشم »الكُلة«.. شاهدت أحد الأطفال ينام أسفل بطانية قام بوضعها كخيمة له ومعه بعض الاطفال داخلها، انتظرت بعض الوقت وتسللت اليها ووضعت الكاميرا جاهزة للتصوير من داخل البطانية وفور انطلاق الفلاش انطلقت صرخات من بداخلها وانقض الجميع علي وأمسكوني وأشهروا الأمواس في وجهي وطلبوا مسح الصورة التي تكشف ان أحدهم كان يلف سيجارة بانجو. مسحت الصورة الوحيدة وحاول احدهم الاعتداء عليّ بالضرب.. هربت من أمامهم بأعجوبة وركبت تاكسيا آخر.. واستقر بي في منطقة حي الناصرية الذي يزداد فيه الاطفال، وفور دخولي بعلبة »الكلة« التي كانت في يدي اطمأن هؤلاء لي، همس في اذني احدهم وقال أوعي تكون صحفي عايز تأخذ كلمتين، وروي لي عددا من القصص لصحفيين تم الاعتداء عليهم بالضرب وقال لي أيضا كل واحد بييجي يأخذ كلمتين ويعطينا قرشين ويمشي ومافيش حل لمشاكلنا ولا حد هايسأل فينا خالص، انكرت هويتي وطلبت مزيدا من »الكلة«، وقالت لي فاطمة: انها هربت منذ 12 سنة وتعيش في الشارع ولا تريد العودة لأسرتها لأن والدها يضربها دائما وعندما استقرت مع شاب أراد الزواج منها وذهبت به الي والدها رفض الزواج وطردها، فعاشت في الشارع تمارس الجنس وفقًا لأهواء زعيم عصابة الاطفال حتي تأكل وتشرب وقالت: لوحد لاقي عيشة حلوة في بيته كان رمي نفسه في الشارع؟ قاطعها عبدالله- 26 سنة- وقال: ان الحكومة تجمعنا في الاعياد للمبيت في قسم الشرطة وبعد عيد الميلاد نخرج ولا حتي يفكروا يدخلونا أي مؤسسة أو أي مكان نرتاح فيه، لأن هناك أطفالا في الشوارع مرضي بأمراض مزمنة ومافيش حد بيتعالج نهائي.. وكل يوم يزيد اطفال الشوارع من غير ماحد يقدم حلول. تدخل شاب آخر في الحديث وقال: باين عليك صحفي، رديت وقلت: لا.. دفعني أحدهم وحاول التشاجر معي، وتطور الامر بيننا الي حد الضرب وانتهي الامر الي الجري وهو نصف الجدعنة كما يقولون. انقاذ فاشل استقللت تاكسا الي منطقة عين شمس وبالتحديد خلف القسم حيث يوجد هناك عشرات المطاريد من مؤسسات رعاية الاحداث ام كلثوم والحرية وإنقاذ الطفولة نتيجة لوصول اعمارهم الي 18 عاما وقيام تلك المؤسسات بطردهم، توقفت امام فرشة كبيرة علي مساحة 8 أمتار وعرض 4 أمتار تم اعدادها لهؤلاء وتغطي الفرشة بطانية كبيرة يدخل تحتها مطاريد المؤسسات الحكومية للنوم فوق بعضهم البعض، طلبت من »محمد« و»أشرف« أن أنام معهما باقي الليل، دخلت اسفل البطانية وجدت عددا كبيرا منهم نائما والبعض الآخر منهم ينام اسفل اتوبيس وبجوار كشك وبجوار الفرشة، شعرت انني داخل مقبرة كبيرة ينام فيها اكثر من 18 شابا ومنهم من ينتظر بعض الوقت حتي يجد مكانا للنوم والبعض الآخر منهم يقضي الجيش ويعود في اجازته لينام معهم واغلبهم خرج من المؤسسات الثلاث دون ان يتعلم مهنة او يجد نقودا في دفتره تؤهله لشراء شقة أو اقامة مشروع له، وأغلبهم يتسولون قوت يومهم من سكان المنطقة واثناء النوم سمعت صرخة عالية من احدهم قام بعدها مسرعا الي الحائط وتبول بجوارنا لعدم وجود حمام لهم وكل حياتهم في الشارع لم أتحمل رائحة المكان ولا النوم وجلست في الخارج مع احدهم، وضعت بطانية فوق جسدي خوفا من البرد.. اقترب مني احدهم كان يرتدي قميصا والبرد يجعله مهتزا اثناء حديثي معه وقرر الجميع انهم لم يجدوا اموالا في دفاترهم ولم يحصل أي منهم علي أي شقة أو مكان يستر حالهم وان رصيد مؤسسة انقاذ الطفولة به ملايين الجنيهات والكارثة ان المسئولين بتلك المؤسسات يعرضون عليهم ألفي جنيه لكل منهم حتي لا يتحدث الي الصحفيين او التليفزيون والبعض منهم مثل محمد رجب أخذوا منه محلا كان يسترزق منه هو وأشقاؤه ولم ترده المؤسسة له. والبعض الآخر منهم التحق بعمل مع بعض الورش وعندما يعلم الزبائن بأنهم خريجو الاحداث يطردونهم فورا وهناك مزيد من الاطفال في تلك المؤسسات تنتظر الطرد الغريب الي الشارع ليزيد عدد اطفال الشوارع الي اكثر من 2 مليون دون ان تحاول الحكومة انقاذ هؤلاء الاطفال وتترك الامر للجمعيات الأهلية لمواجهة القنبلة الموقوتة التي تهدد المجتمع في مصر فهل تتحرك الاحجار التي في قلوب المسئولين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لهؤلاء الاطفال؟ وهل يتعاون رجال الاعمال مع الجمعيات الاهلية لإعادة تأهيل هؤلاء وتشغيلهم في مهن مختلفة بدلا من الإدمان والدخول في عصابات أطفال الشوارع مثل التوربيني؟ ولماذا لم يتحرك الدكتور علي مصليحي وزير التضامن لانقاذ الاطفال الذين سيصبحون في المستقبل مجرمي الغد ووقتها لا يمكن تحجيم الظاهرة. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان