أسامة الكباريتي بتاريخ: 22 ديسمبر 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 22 ديسمبر 2006 (معدل) هنية في لقاء نادر رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية يتحدث إلى البراق: حق العودة حق مقدس لا يمكن التنازل عنه ولا يسقط بالتقادم رجل فلسطين الأول كما يراه الفلسطينيون في كل مكان، ابن المخيم الذي تمسك بالبقاء في المخيم رغم منصبه الجديد، حاز على قلوب الملايين بابتسامته العذبة وطيبة قلبه وإخلاصه لمبادئه، رئيس قائمة حماس المنتخبة ورئيس وزراء السلطة الفلسطينية إسماعيل هنية. لهذا اللقاء قصة مشوقة، حيث لم تفلح محاولاتنا الحثيثة في السابق إلى اللقاء به، حتى حانت الفرصة في اليوم الأخير له قبل خروجه من أرض الوطن في جولته الخارجية. وفي ليلة السفر، خصص لنا وقتاً وافراً رغم كل انشغالاته ليجيب عن تساؤلاتنا.. عن البدايات، ومسيرته مع الحركة، ومرحلة الإبعاد، ومنهج الحركة والحكومة، كان هذا اللقاء في مناسبة الذكرى التاسعة عشرة لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية - حماس. غزة / ابتسام مصطفى - متى وكيف التحقت بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)؟ نشأت في بيت متدين، فقد كان والدي رحمه الله حريصاً على تربيتنا تربية ملتزمة منذ مرحلة الطفولة، كان بيتنا مجاوراً للمسجد الغربي في مخيم الشاطئ. وكان والدي يحرص على أن يؤذن للفجر في المسجد ويشدد على اصطحابنا معه لأداء الصلاة، وعندما كبرت ربطتني علاقات وطيدة مع شباب مسجد الحي، والتحقت باللقاءات التي كانت تعقد فيه، فانضممت للحركة وأنا طالب في المدرسة الثانوية وقبل دخولي الجامعة الإسلامية بغزة، ثم توطدت علاقتي بالعمل في الحركة أثناء وجودي في الجامعة، فقد كانت فرصة المشاركة في العمل السياسي في الجامعة أكبر؛ حيث كانت تُعقد المناظرات والحوارات بين الكتل الطلابية وكنت أشارك فيها، كذلك شاركت في انتخابات مجلس الطلاب في الجامعة في عدة دورات له وشغلت منصب رئيس مجلس الطلاب في السنوات الأخيرة من الدراسة.. - كيف كانت علاقتك برموز الحركة ومؤسسيها؟ في بداية تعرفي على الحركة تعرفت على الأستاذ محمد شمعة مسؤول العمل الحركي في مخيم الشاطئ بقطاع غزة في أوائل الثمانينات، فربطتنا علاقة وطيدة بحكم هذا العمل المشترك، وكذلك برئيس الجمعية الإسلامية آنذاك الأستاذ خليل القوقا رحمه الله، فقد كنت عضواً في الجمعية وشاركت في النشاطات الرياضية فيها، وأصبحت فيما بعد مسؤولاً عنها لمدة عشر سنوات. حين التحقت بالجامعة تعرفت على الشيخ الإمام الشهيد أحمد ياسين رحمه الله من خلال عملي في مجلس طلاب الجامعة الإسلامية، فكنا كثيراً ما نرجع إليه في أمور العمل ليوجهنا ويرشدنا كأعضاء مجلس طلاب، وكانت هذه بداية تعاملي معه والتي توطدت كثيراً في فترة عملي مديراً لمكتبه رحمه الله بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال وحتى استشهاده. - شكلت تجربة الإبعاد مفصلاً هاماً من مفاصل التطور الفكري للحركة، وأسهمت في إثراء تجربتها السياسية، كيف أثّرت هذه التجربة على الشاب إسماعيل هنية؟ لا شك أن هذه التجربة صقلت شخصيتي وقدراتي إلى حد كبير، وأثْرت تجربتي السياسية التي انبثقت من تجربة الإبعاد وأبعادها المهمة على المستوى السياسي العام للحركة. فقد كنت أحد مبعدي مخيم الشاطئ، ومنذ اليوم الأول تم تقسيم المبعدين حسب مكان سكناهم فضمتني وخمسة عشر مبعداً آخر من نفس المخيم خيمة واحدة، وكان من بينهم أستاذنا محمد شمعة الذي كان أميراً للخيمة، وتم تقسيم الأدوار منذ اليوم الأول فتشكلت اللجان السياسية والأمنية والخدماتية، ووزعنا العمل فيما بيننا فالتحقت باللجنة السياسية والتي رئسها في البداية الدكتور محمود الزهار وزير الخارجية الحالي، ثم بعد ذلك الشهيد القائد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي. في فترة الإبعاد برزت قضايا وأفكار العمل السياسي، وكان الاقتراح أن يكون لحماس حزب سياسي تشارك به في الحياة السياسية العامة، فكان تشكيل حزب الخلاص فيما بعد والذي ارتأت الحركة تجميد العمل به بعد فترة من نشأته بسبب ظروف خاصة. كان دوري في اللجنة السياسية كتابة البيانات السياسية والرسائل المتبادلة بين قيادة المبعدين والخارج وكذلك المقالات الصحفية، فقد كنت قبل الإبعاد أمارس هذا العمل من خلال اللجنة الأمنية لمخيم الشاطئ ومن خلال عملي في الأنشطة الطلابية في الجامعة. - عملتَ مديراً لمكتب الشيخ الشهيد أحمد ياسين في السنوات الأخيرة قبل استشهاده، كيف أثر تعاملك المباشر معه رحمه الله على شخصيتك؟ بالطبع تأثرت شخصيتي جداً بشخصية الشيخ، وأثّر بي من خلال التعامل الدائم بيننا يومياً فكنت لا أفارقه ولا أذهب إلى بيتي إلا للنوم فقط طوال مدة عملي معه، فبعد الإفراج عنه رحمه الله اختارني للعمل مديراً لمكتبه، فكنت أقوم بكتابة رسائله وأرد كذلك على الرسائل التي تصله من الداخل والخارج وأنسق لقاءاته الصحفية، فكنت مطلعاً على كل أمور الحركة الصغيرة والكبيرة، وهذا أكسبني خبرة سياسية واسعة. وكذلك تعلمت الكثير من حنكة الشيخ وطريقته في التعامل مع الأمور بهدوء وصبر. - هناك حديث يزعم وجود خلافات بين حماس الداخل وحماس الخارج، ما هي طبيعة العلاقة بينكم وبين الحركة في الخارج هل هي علاقة تفاهم أم خلاف؟ هذا كلام قديم يشيعه أعداء الحركة، نعم يوجد حماس في الداخل وحماس في الخارج بحكم الجغرافيا وواقع الاحتلال، ولكن نقول أن هذا التواجد سواء كان في الداخل أم في الخارج تنْظمه علاقة واحدة، فهو ينتمي إلى حركة واحدة لها أجهزة، وحماس تحكم قراراتها من خلال أنظمتها الشورية والتنفيذية سواء كانت هذه الأنظمة في الداخل أو في الخارج فهناك ناظم لهذه العلاقة، هناك القرار الذي يعطي حق إبداء الرأي للجميع وتختلف الآراء وتتباين بحكم اختلاف المكان سواء كانت هنا أو هناك، ولكن هذه الخلافات في الرأي تكون قبل خروج القرار الذي يؤخذ بالصيغة الشورية الديمقراطية ويخرج بالصيغة التي يجمع عليها الجميع فيلتزمون به سواء كان هذا القرار متفقاً مع رأيهم أو مختلفاً فيلتزم به بل ويتبناه أيضاً. هذا الالتزام نعتبره صمام الأمان للحركة التي راهن الكثيرون على انقسامها، ولكن الحمد لله لم ولن يحدث ذلك بإذن الله. هذه القرارات الشورية تكون في القضايا الكبيرة التي تمس مستقبل الحركة مثل قرار الدخول في الانتخابات العام الماضي والذي كان بإجماع الحركة في الداخل والخارج، وكذلك التهدئة الحالية ووقف إطلاق النار بين الحركة وقوات الاحتلال الصهيوني، فمثل هذه القرارات تحتاج إلى توافق بين الجميع وهذا ما حصل. أما في القضايا الصغيرة البسيطة فنحن نتصرف لحلها بشكل محلي. أما ما يشاع من وجود خلافات بين الداخل والخارج وأن حماس الداخل معتدلة وحماس الخارج متطرفة فهذا منافٍ للحقيقة وإشاعات تستهدف نشر البلبلة بين الناس، والدليل على ذلك أن الحركة ما زالت تحافظ حتى الآن على تماسكها ووحدتها طول هذه السنوات. - ما هو تقييمك لشعبية حماس قبل وبعد توليها الحكم؟ لا شك أن حركة حماس استطاعت أن توثق علاقاتها مع الشعب من خلال تبنيها مشاكله وتفهّمها لمعاناته ومحاولتها دائماً الانحياز للشعب وقضاياه، فمؤسسات حماس الخدماتية استطاعت أن تقوم بواجبها في خدمة الشعب والمواطنين رغم قلة الأموال لديها مقارنة مع غيرها من مؤسسات الآخرين التي يأتيها الدعم بشكل كبير جداً. وقد لمس الشعب هذا الفرق الكبير بين مستوى الخدمات التي تقدمها حماس في مجالات الصحة والتعليم والإصلاح المجتمعي وكل ما يمس حياة الناس، وبين غيرها من المؤسسات الأخرى التي فشلت في كسب الناس لصفّها بسبب تجاهلها معاناتهم، بينما استطاعت حماس رغم قلة إمكانياتها تلبية حاجات الناس وتبنّي مطالبهم فكانت النتيجة في صندوق الاقتراع يوم أن صوّت الشعب لحماس ومنحها ثقته وما زال يمنحها هذه الثقة رغم كل المعاناة التي يعانيها من جراء الحصار المالي والاقتصادي عليه وعلى الحكومة، وإنه ما زال يلتف ويدعم حكومته ليقينه أن حماس هي فقط من تتبنى قضاياه وتلبيها. السبب الآخر أن قادة حماس معروفون بالنزاهة ونظافة اليد، فلم تتغير حياتهم تبعاً لتغيّر مناصبهم، وكان ذلك مفاجأة للناس لما تعودوه من مظاهر البذخ لدى الآخرين من بيوت فاخرة وسيارات ومواكب ينفق عليها الكثير من الأموال، أما وزراء حماس ونوابها في التشريعي فقد حافظوا على مظهرهم، فما زلت أسكن في بيتي في مخيم الشاطئ وما زلت أصلي في نفس المسجد مع الناس، وكم أحس بالسعادة وأنا أرى سعادة الناس بذلك، وأنني ما زلت بينهم ولم انتقل لمكان آخر بعيداً عن معاناتهم ومشاكلهم، والأمر نفسه يحدث مع وزراء ونواب الحركة. هذه الأمور زادت من ثقة الناس بالحركة وحبهم لها أكثر فزادت شعبيتها وأحس الناس أن الحركة جزء منهم تعاني من الحصار مثلما يعانون وتشاركهم ألمهم. وأذكّر هنا بالمؤتمر الجماهيري الحاشد الذي دعت إليه الحركة في رمضان الماضي والذي فاق الحضور به جميع التوقعات، حيث كان يراهن الجميع على انفضاض الناس من حول الحركة وانحدار شعبيتها بسبب الحصار ولكن الرسالة كانت واضحة للجميع أن الحركة ما زالت تتمتع بشعبيتها رغم كل المحاولات لإفشالها وإبعاد الناس عنها عن طريق عزلها وحصار حكومتها، الرسالة الثانية كانت في الفوز الذي حققته الحركة في الانتخابات النقابية كالمحاسبين وغيرها وكذلك الانتخابات الطلابية في الجامعات والتي حققت به الحركة فوزاً ساحقاً. هذه الشعبية حمت الحركة من الكثير من المخططات الانقلابية التي حاولت أن تثير الشارع العام ضدها، عن طريق المظاهرات والإضرابات، وقد فشلت والحمد لله في ذلك على مدى الشهور الماضية بسبب التفاف الشعب حول حكومته وحركته التي انتخبها وصموده في وجه المؤامرات التي تحاك ضده. - برأيك، هل قدمت حماس تحت الحصار للشعب الفلسطيني أكثر مما قدمته الحكومات السابقة رغم ما كانت تتلقاه من دعم مالي دولي؟ رغم وضع العراقيل في طريق حركة المقاومة الإسلامية - حماس منذ اليوم الأول لتشكيلها الحكومة، إلا أنها كانت حريصة على أن تستخدم كل الوسائل المتاحة لها للتخفيف من هذا الحصار، فعلى الصعيد الوزاري بقيت الوزارات مفتوحة تقدم خدماتها للشعب وتلبي مطالب الناس واحتياجاتهم، كذلك قام الأخوة في الحكومة بطرق يشهدها العالم لأول مرة عن طريق تنظيم زيارات وجولات للخارج في محاولة منهم لإقناع الدول العربية والغربية فك الحصار عن الشعب الفلسطيني ودعمه بالأموال اللازمة لتسيير أموره واحتياجاته، وبالفعل أدخلوا مبالغ كبيرة من الأموال أدخلت في حساب وزارة المالية فيما بعد، أما على مستوى مؤسسات حماس فقد نشطت هذه المؤسسات وضاعفت جهودها لتقديم المساعدات للناس ولم تدّخر وسعاً في تقديم ما تستطيع من جهد، فقد حرصت حماس على أن تقدم لشعبها المساعدة رغم كل ما يضرب حولها من حصار وما يوضع في طريقها من عراقيل وعقبات ففاق ما قدمته حماس في الشهور الماضية في ظل الحصار ما قدمه الآخرون في الظروف الطبيعية. - ما هي الرسالة التي يوجهها رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية لشعبه في مخيمات اللجوء في لبنان؟ أحب أن أطمئن أبناء شعبنا في المخيمات أننا شعب واحد لن يتجزأ أبداً، وقضيتنا قضية واحدة وحقكم في العودة لدياركم التي هُجّرتم منها حق مقدس ولا يملك أحد أن يتنازل عنه. فحق العودة حق ثابت لا يخضع للتأويل أو البحث ولا يسقط بالتقادم، وهو من ثوابتنا التي رفضنا التنازل عنها رغم كل الضغوط ومن أولوياتنا كذلك وإحياؤه واجب علينا، ولذلك عملت حكومة حماس على استحداث وزارة دولة ترعى شؤون اللاجئين في الشتات اهتماماً منها بقضيتهم وتفهماً لمعاناتهم، ولتفعيل دورهم كلاجئين فلسطينيين في الخارج وإظهار قضيتهم على المستوى الدولي والعالمي، وجعلها قضية مطروحة بعد أن أسقطت من ملفات المفاوضات لدى الحكومات السابقة، فاستطعنا بذلك أن نعرّي كل أولئك الذين جاءوا بحلول تنتقص من هذا الحق. وأؤكد على أننا رغم كل الضغوط التي تمارس علينا لن نتنازل عن هذا الحق ورغم الحصار لن نتنازل الثوابت ولن تسقط القلاع بإذن الله. تم تعديل 22 ديسمبر 2006 بواسطة أسامة الكباريتي يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان