اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

النووي الإسرائيلي والنووي العربي


Sherief AbdelWahab

Recommended Posts

المقال القادم منشور بجريدة الرأي العام الكويتية ، وكاتبه هو ممدوح إسماعيل وثيق الصلة بالجماعات والمحسوب على التيار السلفي ..وهذه هي وجهة نظره في المسألة النووية ..

النووي الإسرائيلي والنووي العربي

لم تكن تصريحات رئيس وزراء العدو الصهيوني أولمرت مفاجأة عن امتلاك إسرائيل سلاحاً نووياً، فهو معروف منذ زمن بعيد. وما مفاعل ديمونا في صحراء النقب بالسر الذي لا يعلمه أحد، كما أن دولة الاحتلال ترفض التوقيع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وكذلك تمنع تفتيش وكالة الطاقة الذرية. وأيضاً لم تكن زلة لسان فهي مقصودة في الوقت والزمان لتوصيل رسالة سياسية عسكرية للجميع وأولهم إيران، وثانيهم العرب الذين استفاقوا على وجود شيء اسمه السلاح النووي بعد الظهور النووي الإيراني، وكأن العرب كانوا في غيبوبة طوال تلك الأعوام الطوال وأفاقوا على رسالة ماسج أميركية مفادها سمحنا لكم بنووي سلمي للعب بكم في معركة موازين القوى في المنطقة.

الحقيقة أن وضع العرب مخزٍ ومؤسف، فكوريا الشمالية الدولة الفقيرة لم تتردد في امتلاك السلاح النووي رغم ما تعانيه وما تتعرض له. وقد فكرت مصر في الستينات في المشروع النووي في وقت كان الصراع بين أميركا والاتحاد السوفياتي على أشده، وهو الوقت الذي نجحت الهند في استغلاله سوفيتياً وباكستان في استغلاله أميركياً في امتلاك كل منهما للنووي. والعرب كانوا أشد الناس ومازالوا في حاجة للسلاح النووي بعد احتلال فلسطين وامتلاك إسرائيل للنووي، وبالتالي اختل ميزان القوى تماماً.

وقد شرعت مصر وقتها في استغلال الصراع سوفيتياً من أجل نووي مصري عربي، ولكن المشروع لم يستمر بعد أن خصصت له قطعة أرض في مكان يعرف باسم الضبعة في «شمال غرب مصر» وبعد أعوام طوال ترجع مصر إلى التفكير في النووي، وتفكر في إحياء مشروع الضبعة النووي. ولكن المشروع النووي العربي المصري ليس بهذه البساطة، وسوف لا يرى النور سريعاً لأسباب عدة:

الأول: المشروع يحتاج إلى إمكانات ضخمة مادية وعلمية، وإن توافر المادي فيبقى العلمي مشكلة في ظل هجرة العقول العربية وقلتها في هذا المجال. فقد حوصر العقل العلمي العربي في هذا المجال المهم، بل قتل خير علمائه في هذا المجال مثل مشرفة وبدير وغيرهما الكثير، وبالتالي تبقى الاستعانة بالخبرة الاجنبية فرضاً محفوفاً بالمخاطر والشروط في مشروع هو أمن قومي عربي.

الثاني: المشروع يمر عبر البوابة الأميركية وهي بوابة لن تسمح إلا بما تريده من استغلال المشروع في لعبة التوازنات بعد تصميم إيران على امتلاك النووي، وبالتالي لن تكون يد المصريين إلا مغلولة.

الثالث: المشروع تأخر ويحتاج إلى أعوام، وفي ظل تلك الأعوام الأحداث تتسارع بطريقة غريبة في العالم، وبالتالي من الممكن أن يجهض المشروع في لحظة ولادته.

الرابع: أهمية المشروع النووي بوضوح ليس في استخدامه السلمي، بل في تطويره عسكرياً. وهنا مربط الفرس فهل يسمح للعرب في سلاح نووي في الوقت الذي لا يسمح لهم من مجلس الأمن الدولي الأميركي في قرار إدانة واحد ضد المذابح التي يتعرض إليها الفلسطينيون على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية.

الخامس: المشروع مهم جداً واستراتيجي للعرب ولمصر في ظل تحديات ومخاطر كبيرة. ولكن هل العرب عندهم قدرة على تحمل التضحيات من أجل النووي، مثلما تفعل كوريا الشمالية؟ لا أظن وبالتالي يبقى المشروع معجوناً بالفرقعة الإعلامية ولعبة التوزان واستخدامه في كهربة الريف.

لكن في ظل ذلك التكتيف والتضييق الدولي للعرب لم نسمع أو نر على الجانب الآخر للمجتمع الدولي أي تحرك تجاه العدو الصهيوني، بعدما أعلن رسمياً عن امتلاكه للسلاح النووي، ولم نر همة ونشاط هيئة الطاقة الذرية ورئيسها النشط الهمام البرادعي في سعيهم للتفتيش على النووي الإسرائيلي، وكأنهم أصابهم الصمم والعمى، فلم يسمعوا ولم يقرأوا وهم الذين جابوا العراق شرقاً وغرباً للبحث عن ذرات إشعاع ولم يجدوها ومع ذلك أعطوا الضوء الأخضر بوجود شيء غريب اسمه النووي في العراق لم يتوصل إليه العلم الحديث، فأعلنت أميركا عن حرب العراق لامتلاكه أسلحة دمار شامل فأحرقوا كل نخيل العراق لتدمير النووي.

وأخيراً يبقى ان العرب يحتاجون إلى وقفة قوية مع أنفسهم من أجل أمنهم القومي وإلا سوف يتطايرون جميعاً من أماكنهم بين ذرات غبار النووي ولن تبقى لهم ذكرى.

محام وكاتب مصري

http://www.alraialaam.com/24-12-2006/ie5/articles.htm#5

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      عقدت قمة ثلاثية بين مصر والأردن وفلسطين بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى والملك عبد الله الثانى بن الحسين ععرض الصفحة
    • 0
      دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية عن تقديم مذكرة احتجاج إلى وزارة الخارجية الروسية بسبب كلمة "الخليج العربي"، معربة عن رفضها لاستخدام هذا الوصف بدلا من "الخليج الفارسي". وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة إن إيران "احتجت بصورة رسمية على استخدام الاسم المزيف حول الخليج الفارسي في الحساب الرسمي لوزارة الخارجية الروسية (باللغة العربية) على موقع التواصل الاجتماعي تويتر". واضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أنه "تم تقديم... View the full
    • 0
      قال وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، إن البرنامج النووي الإيراني ليس مطروحاً للتفاوض عليه مرة أخرى، في حال عادة بلادة إلى طاولة المناقشات مع الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن طهران "أوفت بوعودها"، وأن على أمريكا "أن تبدأ في الوفاء بوعودها التي انتهكتها لسنوات طويلة جدًا". View the full article
    • 0
      أتلانتا، الولايات المتحدة (CNN)-- قال وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، خلال مقابلة يوم الأحد في برنامج "GPS" مع المحلل السياسي ومذيع شبكة CNN، فريد زكريا، إن تقليص وجود مفتشي الأمم المتحدة لا يعني إغلاق نافذة الاتفاق النووي بالكامل. سُئل ظريف عن التعليقات التي أدلى بها سفير إيران لدى الأمم المتحدة، التي قال فيها إن النافذة تُغلق أمام إيران للانضمام إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، المعروفة أيضًا باسم الاتفاق النووي الإيراني. وقال ظريف إن لدى إيران مطلبًا قانونيًا لتقليص... View the full ar
    • 0
      دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- اعتبر المرشد الإيراني علي خامنئي، أن الطرف الذي يملك الحق في وضع شرط لعودة الاتفاق النووي هو إيران فقط، موضحا أن "الشرط غير القابل للتراجع" هو أن ترفع أمريكا الحظر كله فعلياً عن إيران وليس على الورق فحسب. وقال خامنئي، في لقاء مع عدد من قادة وضباط القوة الجوية في الجيش، إن "من يملك الحق في وضع شرط في الاتفاق النووي هو إيران لأنها أدّت جميع التزاماتها، لا أمريكا والدول الأوروبية الثلاث، فهؤلاء تخلفوا عن التزاماتهم". وأضاف خامنئي:... View the full a
×
×
  • أضف...