الكرة "قومية" .. أما الحملات .. فلا!

[Sherief AbdelWahab]

تتساءل سطور حازم هاشم والتي تطوعت بوضع العنوان لها عن سبب فشل الإعلام المصري في حشد الناس لتحقيق هدف قومي في الوقت الذي تنجح فيه كرة القدم .. في ذلك!

أي نفير هذا الذي جعل كل هذه الجماهير تحتشد مسرعة لاهثة نحو الكراسي وعيونها معلقة بشاشة التليفزيون يبث إرسالاً من الأصقاع البعيدة عن حركة سيقان لاعبينا في صراع مع منافسيهم علي الكرة بعد أن نادي النفير؟!، لقد راقبت أماكن أعمال هذه الحشود وقد خلت من العاملين فيها تقريباً في الموعد المضروب لكل مباراة!، وكذا المدارس التي انفض عنها المدرسون قبل التلاميذ،

وكيف هب »الصنايعية« مبكرين ـ علي غير عاداتهم الحالية في بدء أعمالهم بعد الظهر ـ يتقاتلون علي كراسي المقاهي التي تجاوزت بروادها المبكرين عرض كل شارع وحارة وطريق وقد تحلقوا حول التليفزيون مع الشيشة والشاي!، راقبت هذا كله وتأملت بيني وبين نفسي هذا العجز الفاضح الذي تعانيه الدولة بكل أجهزتها عن حشد أي فئة من الفئات مهما علا نفير الدولة وصرخ!، ومهما كانت أهمية الموضوع وضرورة حشد الناس له بالاهتمام أو العمل، بينما نفير الكرة الذي لم يكن في حاجة إلي نداء زاعق أو توسل للاحتشاد، بل كان كافياً منه الهمس حتي يهب لإجابته الكبير قبل الصغير، فإذا فسر البعض ذلك بأنه خير دليل علي انتماء المواطنين لهذا البلد عندما يكون له أمر محل منافسة أو صراع مع الآخرين وهذا تفسير مقبول وصحيح، فإن من الطبيعي كذلك أن يكون هذا الانتماء في أمور أوجب هو التعبير عن صدق هذا الانتماء في أمور منافسات الكرة وغيرها من الأمور الأهم، لكن المدهش أن الناس في بلادنا لم تعد تحفل حتي بالفرجة علي ما تري الدولة أنه في حاجة إلي فرجة الناس!، فهم لا يهتمون بالفرجة علي تليفزيون الدولة ولا متابعة ما تحب لهم الدولة أن يتفرجوا عليه!، خصوصاً إذا كانت الفرجة المطلوبة علي وقائع رسمية تحض الدولة وكبار رجالها سواء كانوا علي الشاشة يتحدثون، أو هم في الخارج في مهمات يؤكدون أنها لصالح البلاد، وإذا كان هذا حديثاً عن الفرجة فقط، فإن تأمل هذه الحالة المزعجة من انفضاض الجماهير عن نداء نفير الدولة إذا كان يدعو الناس إلي جهد وعمل!، بل الناس لا يصدقون حتي الآن أن الدعوة الحكومية الملحاحة للمواطنين كي يدلوا ببياناتهم الخاصة لمندوبي التعداد العام هي دعوة تنطوي علي أي نفع أو خير للمواطنين، شأنها في ذلك شأن كل الدعوات الحكومية لهم والتي لا تجد أدني استجابة أو تلبية!

هل هذا الاحتشاد لمباريات الكرة بشكل عام، وخصوصاً إذا كانت كرتنا المصرية في محك دولي مرجعه إلي وضوح الأمر وشفافيته حيث غرض الفوز هدف مستقيم، ولأن الكرة أجوال فلا اعتذار يقبل عن الخفقان والفشل مهما كان الأداء المصري رائعاً، ولهذا الوضوح وبه تذهب الجماهير للفرجة لأن ما ينتظرها هو صدق خالص، وأما الدعوات التي يحملها النفير الحكومي للناس لا يحمل وضوحاً في الهدف ولا استقامة في القصد، بل هو ما يحمل عادة مناورة وجس نبض ردود أفعال الناس إزاء ما ترتب لهم الحكومة من كوارث الجبايات وزيادات الأسعار وحرمانهم من خدمات درجوا علي تلقيها مجاناً أو بأسعار معقولة مدعومة رأت الحكومة رفع الدعم عنها مرة واحدة أو بالتدريج!، ومن هنا.. لا تفلح الحكومة فيما أفلحت فيه الكرة بنجاح عظيم، أثبتت معه الكرة المصرية أنها تستحق عن جدارة صفة القومية، فتهلل جماهيرها باهتمام بالغ للانتصارات، وتعرف كيف تحتج عند الهزائم، أما النفير الحكومي الداعي إلي حملات قومية أو توجه قومي عام فإنه لا يجد من يسمع أو يتحرك!

عمود "مكلمخانة" حازم هاشم - الوفد بتاريخ اليوم

خلص الكلام

[عبده بيه]

وأما الدعوات التي يحملها النفير الحكومي للناس لا يحمل وضوحاً في الهدف ولا استقامة في القصد، بل هو ما يحمل عادة مناورة وجس نبض ردود أفعال الناس إزاء ما ترتب لهم الحكومة من كوارث الجبايات وزيادات الأسعار وحرمانهم من خدمات درجوا علي تلقيها مجاناً أو بأسعار معقولة مدعومة رأت الحكومة رفع الدعم عنها مرة واحدة أو بالتدريج!، ومن هنا.. لا تفلح الحكومة فيما أفلحت فيه الكرة بنجاح عظيم،

عن المقالة

الموضوع يا سيدي جميل ان نتفق علي شيء او لا نتفق ولكن لا نقبل ان يغيب الوعي عن حياتنا اليومية

لان العمل الواضح الان في الاعلام المصري من تلفاز او صحف هو ازاي يلهي الناس عن قوت يومه عن حياته عن صلاته عن تقاليده ونهيك عن الرياضة وقنوات الكليب الفاضحة الغبية 24 ساعة كليب وساعات تروح منك دون وعي

انت فين يا اخي هدفك ايه مش الفرجة فقط مش التشجيع فقط لا لا لا

والتنمية الفعلية مش تنمية الحكومة المتخلفة

انا بحب الرياضة وبشجع لكن مش من العقل ان اتكلم عن الرياضة ساعتين كل يوم يبقي حرام عليا وفين المسئولية دي

وتحياتي

[هيليوم]

لا أعتقد أن فى تجمّع المشاهدين لرؤية مباراة كره يمثل أحد طرفيها مصر ممّا يمكن اعتباره احتشاد قومى حول هدف نبيل !! فى الحقيقه أرى المقال يحشد كلاما "مجعلصا" عن أمر -مع احترامى الشديد لكل محبّى الكره- شديد الهيافه !!

ما المجهود الذى يبذله الصنايعى الذى استيقظ مبكرا و ذهب للمقهى لمشاهدة مباراه حتى نقارن هذا الموقف بطقسه اليومى من الاستيقاظ المتأخّر !! إيه الإنجاز يعنى حتى نعتبر تجمهر المشاهدين فى المقهى الساعه 11 صباحا حدث و التفاف جماهيرى !! لو أعلنت إحدى القنوات عن إذاعة فيلم بورنو مجّانا ربّما لن تجد نفس هذا الاحتشاد بسبب الخجل فقط لكن لو أتيح لكل متابع مشاهده منفرده ربّما استيقظت الجماهير الغفيره بحماس أكبر ممّا تبديه لمشاهدة مباراة الكره !! بل إنّى أرى هذا التفسير

مرجعه إلي وضوح الأمر وشفافيته حيث غرض الفوز هدف مستقيم، ولأن الكرة أجوال فلا اعتذار يقبل عن الخفقان والفشل مهما كان الأداء المصري رائعاً،

شديد الركاكه و السطحيه !! فلو فرض أن علماء مصريين سيشاركون فى مسابقه علميه دوليه مذاعه على الهواء و الشفافيه مضمونه هل نتوقّع ان يستيقظ الشعب عن بكرة أبيه للمشاهده !! فى الحقيقه هذا الربط المبالغ فيه بين مباراة الأهلى و بين قيم مثل "الوطنيه" أو معانى مثل "إدخال الفرحه على قلوب المصريين" تثير استنكارى و أرى فيها مغازله لعقولنا و مشاعرنا تستخف كثيرا بنا ..