العلمانييون الجدد و تأييد الراديكالية

[shazly]

العلمانييون الجدد و تأييد الراديكالية

الكاتب: معتز الشاذلى - بتاريخ: 26 - ديسمبر - 2006

قد يبدو من عنوان الموضوع انه يخص جماعات تؤيد التطرف الإسلامي أو الأصولية الإسلامية كما درج تسميتها فى وسائل الإعلام, ولكن تلك المرة فالقضية تخص الشأن النصراني القبطي.

اليوم فى جريدة المصري اليوم الصادرة بعدد 962 قرأت الخبر بعنوان " جبهة العلمانيين الجدد - تؤيد البابا و تبارك إستبعاد رئيس تحرير 'مدارس الأحد'".

لفت نظري فى الخبر هو كون مدعووh العلمانية هؤلاء يعلنون تأييدهم للكنسية المصرية و خصوصا البابا شنودة و هو الراديكالي المتعصب البعيد كل البعد عن العلمانية بل أن الرجل يكاد يكون التعريف لمقابل كلمة العلمانية. فقد عمل بابا الكنيسة الأرثوذكسية على فصل نصاري مصر عن الدولة و هم من المفترض أن يكونوا جزء من نسيج هذا الوطن, هذا البابا عمل على تكوين "شعب الكنيسة" عوضا عن إندماج النصاري فى الدولة ليكونوا جزء لا يتجرأ من شعب مصر, ففي الصعيد أصبح النصراني يعتبر الكنيسة هى الأم و الوطن - وفى بعض مناطق شمال مصر أيضا- , و أصبح البابا هو اله أو خليفة اله فى أرضه, يأمر فيطاع..فهو لا يمكن أن يكون على خطأ فهو مكلف من السماء, وأفهم أن ترغب الكنيسة فى الإحتفاظ بهذه السطوة على عقول منغلقة ضيقة صدقت بألوهية و قدسية البابا لترفعه عن منزلة البشر فهو فوق الشر. و بذلك تحتفط الكنيسة بالسلطة و النفوذ تماما كما كان يحدث فى العصور المظلمة لأوروبا حينما كان للكنيسة نفس السطوة و القدسية فسيرت قطعان المؤمنين بها لحروب صليبية أتت شبابها و رجالها من أجل أن تملئ خزائنها, و هو تماما ما يحدث هنا فى مصر فى ظل وجود العقول المظلمة التى أمنت بقدسية البابا و رفعته لمنزلة اله أو المكلف من السماء, و أصبحت الكنيسة هى الوطن و الملاذ.

وأن يأتي هذا السلوك و التفكير الرجعي من الجهلاء فهذا منطقي ومفهوم فى ظل حرص الكنيسة على بقاء الأوضاع كما هي, لكن أن يكون هذا الموقف من أشخاص يطلقون على أنفسهم "العلمناييون الجدد" و هم فى الحقيقة أبواق تعمل على تأكيد سطوة الكنيسة و بقاء العقول مظلمة على حالها, فهو ما يثير التساؤلات حقا!!. فما نفع هؤلاء إذا بقي الوضع كما هو و أصبح "شعب الكنيسة" -و هى التسمية المحببة للبابا الراديكالى- متجه للإنطواء و الإنغلاق أكثر؟.

.

شاذلى.نت