يحى الشاعر بتاريخ: 29 ديسمبر 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 29 ديسمبر 2006 (معدل) أسعدنى ، أن يسمح لى الأخ العزيز والصديق العزيز الأستاذ "سامى شرف" ، بأن أنشر فى "محاورات المصريين" ما أود من كتبه ، لتكملة تدوين تاريخ مصر وسد ثغرات فى المعلومات عن الأيــام والسنوات الخــألدة .... له شكرى الخالص والدعاء له من أعماق قلبى بدوام الصحة والعافية وطول العمر ، حتى يسعدنا بالعديد من مذكراته التى تصل فى حساسية معلوماتها الى أعلى درجة واليوم ، هو أفضل مناسبة لنشر سطور .. "...هـــــديـتـة ...." الى كل مصــرى ، يحب وطنه ويعتز به وبتاريخه ويود أن يعرف المزيد عن "سنوات عبدالناصر" .... لقد قام سامى شرف بدور خلف "الكواليس" ، يزيد فى أهميته على أدوار العديد من الوزراء والسفراء ... وكانت لدقة سير عمله ، أثرها الكبير على سير الأحوال فى رئاسة الجمهورية المصرية ... وقبل أن أتــرك سطوره لتدلى لنا أسرار لم نكن نعرفها ... وسيدخلنا الى القصر الجمهورى "وقتها" لنطلع على الكثير من الأسرار ، وخبايا تلك السنوات ، أود الأجابة على سؤال فى البداية ، حتى يعلم القارىء أهمية سطور "المواضيع التالية" عن شخصية قامت بأدوار وطنية خالدة ما زالت مجهولة للعديد وأكيد ، سنتمكن من الحصول يحى الشاعر من هو ســـامى شرف .... ؟؟؟؟ سكرتير رئيس الجمهورية "جمال عبدالناصر " للمعلومات سنوات مع عبد الناصر 1 - سامي شرف * من الجذور والطفولة والشباب المبكر الى الحياة العامة فالشيخوخة * كلمة لا بدّ منها إرضاء لضمير ووفاءً لرجل الجزء الأول - البداية الأولى الحلقة الأولى إن السطور والكلمات والفصول والأبواب التي ستحتويها هذه المذكرات، هي من وجهة نظري إنما تعبر عن أقل القليل مما يستحق أن يتناول بها من يريد أن يتعرّض لمثل هذه الظاهرة الإنسانية التي قلّما يجود بها الزمان وتاريخ البشرية هذه الظاهرة لا أعني بها ظاهرة طبيعية وإنما أعني، بلا إطالة، “فلتة” من فلتات الزمن حباه الله العلي القدير من الصفات والقيم والسلوكيات والمظهر والطلعة ما يستحق أن نسجله بأمانة وصدق وتجرد، باعتبار أن هذا العمل واجب تحتمه الأخلاق قبل أن يفرضه الوفاء أو الولاء. وإن كنت أعتذر للقارئ الكريم لتأخري في القيام بهذا الواجب الذي تفرضه اعتبارات كثيرة وكبيرة في آن واحد، إلا أنني ولست في معرض التبرير أقول وفي كلمات موجزة قليلة، إن الأسباب التي حالت دون القيام بهذا الواجب منذ سنوات، قد تبدو طويلة، تتلخص في ما يلي: أولاً: إن المسؤولية، والمسؤولية فقط، هي السبب الرئيسي الذي جعلني كالمتردد والحمد لله فأنا لست من هؤلاء في الإدلاء بشهادتي. حقيقة إن مسؤولية هذا العمل من الضخامة والتعقيد، بل هي مهمة ثقيلة وثقيلة جداً. لماذا؟ لأن تناول جمال عبدالناصر الإنسان أو تناول جمال عبدالناصر القائد والزعيم.. لا يمكن أن يتم من زاوية واحدة، أو من بُعد واحد، بل يؤخذ ككل.. ومن أجل أن تتناول أي موضوع ككل فإنك تحتاج إلى وقت كي تسترجع فيه الجزئيات وتجمعها وتحللها ثم تتم عملية هضم عن اقتناع لما ستصل إليه من نتائج قبل أن تتناوله ككل وتطرحه للعلن. ليست هذه فلسفة أو سفسطة، بل لقد حاولت أن أضع ما كنت أعاني منه فعلاً في أبسط الكلمات وأوضحها لما يعتمل في نفسي لكي أصل إلى هذا العمل الذي أرجو من الله أن يوفقني في أدائه باعتباره واجباً قومياً قبل أن يكون واجباً وطنياً. ثانياً: اعتقدت وربما كنت مخطئاً في هذا الاعتقاد أن الإسراع بتسجيل كلمتي وسط “هوجة” ما كتب وصدر من روايات وحكايات وبحث عن أدوار وادّعاءات، وفي خضم هائل سوف يظل يتناول ظاهرة وتجربة عبدالناصر، إما مدحاً أو قدحاً أو إنصافاً، قد تتوه كلمة أعتقد أنها الأقرب للحقيقة مع يقيني ان الحقيقة الكاملة ليست ملكي وحدي أقول قد تتوه كلمة أو يُساء تفسيرها أو تستغل في معارك جانبية وتصفية حسابات وأمور أخرى لا تفيد بل قد تضر بالهدف. ثالثاً: ما فكرت، ولم أفكر، ولن أفكر في استغلال على أي نحو وضعي وعملي إلى جوار الرئيس جمال عبدالناصر كأب ومعلم وقائد وزعيم، ولهذا فقد كنت عندما أقدم أعود فأتراجع بهدوء وعن قناعة، وفي الحقيقة ما زلت. وللأمانة، فقد اختلف معي الكثير من الأصدقاء، وغير الأصدقاء حول هذه الأسباب، ولكنهم جميعاً ومن دون استثناء احترموا وجهة نظري، تماماً مثلما بادلتهم احترامهم هذا بمثله، بل وأكثر، في بعض الأحيان لسبب بسيط هو أن حجم المسؤولية والشعور بها كان يزيد ويتضاعف عقب كل لقاء تتم فيه مناقشة الكتابة، ومما يؤكد هذا الشعور هو أن أحد الأصدقاء من الذين يعرفون وله وزنه السياسي والتاريخي قال لي بالنص: “أنا عندما أكتب أحتاج لتوثيق ما أسطره على الورق. لكن عندما يكتب سامي شرف فإنه الوحيد في مصر الذي لا يحتاج للتوثيق. نحن نعنعن.. أما أنت فقد كنت المتلقي والمصدر ولن تعنعن..” وهذا ما كان يخيفني أكثر وأكثر. والله أدعو أن يعينني على أن أكون شاهد عدل يسعى إلى رسم خطوط قصة من واقع معايشتها من موقع متميز وهو القرب من القمة. وأجد لزاماً عليّ أن أتوجه بكل الشكر والتقدير لكل من عاونوني في إخراج هذه المذكرات وأمدّوني بالرأي أو بالمادة، وأخصّ من بينهم الأخت السيدة الدكتورة هدى جمال عبدالناصر لما زوّدتني به من أوراق الرئيس جمال عبدالناصر والتي أضافت الكثير للمذكرات وأكدت ما حوته النوت الخاصة والذاكرة من أحداث. كما أتوجه بالشكر للصديق العزيز الأستاذ الدكتور يونان لبيب رزق والصديق الفاضل الشريف الأستاذ محمد سلماوي والزميل والأخ الوزير الراحل فتحي الديب والعزيز المبدع الأستاذ محفوظ عبدالرحمن والأخ العزيز الأستاذ عبدالحليم محمود المحجوب الذي سهر ليالي لمعاونتي في الإعداد والصياغة. كما لا يفوتني أن أتقدم بخالص الشكر والامتنان إلى جميع إخوتي أعضاء أسرة سكرتارية الرئيس للمعلومات، وكذلك الإخوة من الذين شاركوني وعاونوني في العمل السياسي في منطقة شرق القاهرة الذين أسهموا بالرأي والمعاونة والمشورة والنقد لما احتوته هذه المذكرات خاصاً بالتنظيم السياسي إلى أن خرجت إلى الوجود، وأخصّ بالشكر الإخوة المهندس أحمد حمادة والأستاذ نبيل نجم والراحل أحمد إبراهيم. كما أتقدم بالشكر والعرفان لروح المرحوم الفريق أول محمد فوزي والأساتذة محمد حسنين هيكل ومحمد عودة وعبدالله إمام وأحمد حمروش ومحمود المراغي ومصطفى بكري وهاني الهندي والراحلين الدكتور فؤاد مرسي وفيليب جلاب، وكثيرين آخرين، منهم من الأصدقاء القدامى ومنهم إخوة تشرّفت بمعرفتهم يمكن للمرة الأولى في حياتي حضروا للقائي لحثهم إياي من أجل أداء هذا الواجب. هذا بخلاف مناقشات ولقاءات أخرى كثيرة، نشطت الذاكرة وحفّزت النفس لأداء هذا الواجب، والتي امتدت عبر سنوات الغربة في السجون مع رفاق كفاح ونضال ومصير أخصّ منهم الإخوة: الراحل علي صبري والراحل شعراوي جمعة والأصدقاء محمد فائق وعبدالمحسن أبوالنور وضياء الدين داود والراحلين فريد عبدالكريم ومحمد عروق. وأخيراً مجموعات من شباب مصر والأمة العربية من سوريا ولبنان والأردن وليبيا وتونس والجزائر والسعودية والسودان الذين لم ييأسوا من ملاحقتي بإصرار وحماس، ولعل هذه الملاحقات قد تكون السبب الرئيسي الذي دفعني دفعاً لإتمام هذا العمل المتواضع.. ومما لا شك فيه أن جمال عبدالناصر كان ولسوف يظل الشخصية الأولى على المسرح السياسي المصري والعربي وفي العالم الثالث، ولسوف يظل أيضاً لفترة زمنية أخرى قائداً للجماهير وحاملاً للضوء الكاشف لمسيرة هذه الأمة العربية بدليل أنه منذ قيام ثورة 23 يوليو/ تموز 1952 وحتى الآن، أي لقرابة الخمسين عاماً، منها ثلاثون مضت على لقاء ربه وهو باقٍ في ملحمة نضالية مصدراً لإلهام أمّته. ولعلنا نذكر مقولة ليندون جونسون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الذي قال يوم 5 يونيو/ حزيران 1967: “لقد انتهت القضية.. وانتهى الديك الرومي”. ولم تنته القضية، بل هي باقية وستظل باقية، كما لم ينته الرجل سنة 1967 بل حان أجله ولقي ربه في 28 سبتمبر/ أيلول 1970 وبعد ثلاث سنوات كان قد استرد فيها نفسه واستعاد ثقته وحمّلها لأمته العربية كلها. إن هذه السطور ليست محاولة لتأريخ مرحلة من تاريخ مصر، كما انها ليست دفاعاً عن جمال عبدالناصر الذي لا يحتاج إلى من يدافع عنه، فذاكرة ونبض الجماهير هي الأقدر على ذلك، كما انها هي البوصلة الصحيحة لتحديد المسار واتجاه الحقيقة. إن جمال عبدالناصر بقدر ما كان ثائراً وقائداً وزعيماً ومعلماً، وتخيل البعض أن قدراته فوق مستوى البشر، إلا أنه كان بشراً وإنساناً يخطئ ويصيب، كما كانت الأوضاع والظروف والمتغيرات التي عاشها وعايشته تختلف تماماً عمّا نعيشه اليوم ونحكم به اليوم على أعماله وقراراته. وفي الوقت نفسه فقد كانت وما زالت الثوابت التي تحكم تصرفاته وقراراته صامدة وثابتة حتى يومنا هذا، بل نستطيع أن نقول إنها دليل العمل الصحيح لقضايانا الداخلية والخارجية من أجل تأمين مستقبل لمصر وللأمة العربية على حد سواء. وأعود فأقول إن هذا العمل ليس محاولة لكتابة تاريخ، إنما هو محاولة لشاهد على مرحلة مهمة من تاريخ مصر وهو سرد لأحداث سياسية ومحاولة لرسم خطوط قصة عظيمة من واقع معايشة من موقع متميز وهو القرب من قمة النظام. وأي قمة كانت!!، ويا ليتها استمرت، وليتها تعود لتكمل التجربة والمسيرة. طبعاً لن تعود بشخصها، فهذا من ضرب الخيال والمستحيل، وإنما الأمل في عبدالناصر المعنى وهو يعني الكثير لأنه مصري وطني.. ويعني الكثير لأنه قومي عربي.. يعني الكثير لأنه كان يحس النبض الحقيقي للشعب، يعني الكثير لأنه حر يؤمن بالحرية ويؤمن بالتغيير ولديه إرادة التغيير، يؤمن بقضيته التي هي قضية كل إنسان حر. يعني الكثير لأنه شريف، صادق مع نفسه، كما كان صادقاً مع الغير، يعني الكثير لأنه كان كبير القلب، عزيز النفس، يعني الكثير لأنه بارّ بأسرته وبوطنه وبأمته العربية والإسلامية والإفريقية وبالإنسانية. عبدالناصر المعنى، إنه يعني الحرية، ويعني الاشتراكية، ويعني الوحدة، يعني أن الديمقراطية هي الحرية السياسية، والاشتراكية هي الحرية الاجتماعية، ولا يمكن الفصل بين الاثنتين، إنهما جناحا الحرية الحقيقة. لقد كانت الثوابت التي تحكم حركة عبدالناصر تتمثل في عناصر ثلاثة: الأول: السلطة المركزية. والثاني: الدور المصري في المنطقة. والثالث: سياسات القوى الكبرى صاحبة المصلحة في حصار هذا الدور المصري والعمل على تصفيته. والدليل على استيعاب الرئيس جمال عبدالناصر لهذه الثوابت هو طرحه لدليل العمل لتجربة الحرية والاشتراكية والوحدة، واضعاً في الاعتبار المتغيرات التي تواكب التطبيق. لقد اختار عبدالناصر منذ البداية.. اختار الحرية.. واختار الاستقلال.. واختار الانحياز الكامل للشعب العامل.. للفقراء، وظلت هذه الاختيارات مستمرة، متدفقة حتى يوم 18 سبتمبر/ أيلول 1970. لقد كان عبدالناصر يجرب ولكنه لم يفرط .. كان يخطئ ولكنه كان يتعلم ويصحح.. كان يثق ولكنه لم يكن يُخدع. هذا هو جمال عبدالناصر، الإنسان والثائر، والقائد والزعيم والمعلم. إن الملايين التي ناصرته حياً هي التي حفظت عهده ذكرى وإيماناً ووفاء. فإذا بهذه المبادئ التي تركها تصبح دستوراً يظلل كل خطوٍ من بعده، ويفسح أمامه الطريق، وإذا بكل ما شيّده عبدالناصر ونظّم وأقام، هو الحارس يصون المجد الذي أوصل أمته إليه. وستعيش أمة عبدالناصر من بعده، وستمضي في طريقها إلى أكثر من هذا المجد ومن هذه الروعة والعظمة لأنها ستمضي على هديه وهدي مبادئه. إنني أعرف مقدماً ويقيناً أن هذا الكتاب سيعيد فتح النار من جديد، وقد يزيد من ضراوة الحملات المسعورة التي لم تنقطع ضد ثورة 23 يوليو/ تموز 1952 وعلى جمال عبدالناصر، ولكن هذا هو قدر من يملك اختيار موقفه ويقول كلمته إرضاءً لضميره ووفاءً للرجل. بعد أن أنهيت تدوين هذه المذكرات وكتبتها بنفسي على الكمبيوتر، قال لي صديق عزيز: لماذا لم تكتب من أنت؟ فقلت لنفسي ألم تنس أن تضع تحت أنظار القارئ الكريم فصلاً يصور له بقلمك من أنت؟ ومن أين أتيت؟ وكيف نشأت؟ وبعبارة أخرى ابن مين في مصر أنت. .................." إنتهى "مقدمة" القسم الأول لـلـــتـــكــــمــلـــة ... إنـقـــــر هــنــا مصدر السطور أعلاه وما يليهم من حلقات هو تم تعديل 29 ديسمبر 2006 بواسطة يحى الشاعر لن يمتطى شخص ظهرك ، ما لم تقبل أن تنحنى له إسـلـمى يـــــامـــصــــــــر الوجه الآخر للميدالية ، أسرار حرب المقاومة السرية فى بورسعيد 1956 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان